قد أتممت عامي التاسع عَشر أم العشرون لأدري ما يقولون ، أكملت عمري بخيبات لا بأس بها و ذاكرة حُبلى بمواعيد لم تولد بعد، إلهي ،لم تنفك حياتي ترقص على معزوفة بحيرة البجع لتشايكوفسكي ،
تدور على قدم واحدة، و الأخرى تتكأ على أحلامها ، و ذراعي مازالت تحتضن السماء في انتظارها ..
(نعم) تعلمت أن في التأني الندامة و في العجلة الندامة، و السلامة من نصيب من لا يبرح قصره .
تعلمت أن أحب أكثر و أسامح أكثر و أن كل ما نمنحه لغيرنا يبقى لنا و إن لم نقابل بمثله ،
تعلمت الفرق بين أن تقوم بالصواب لأنك تريد ذلك و أن لا تقترف الأخطاء فقط لأنك لا تمتلك الشجاعة لذلك .
(لكن) حتى أزهار بودلير صارت مبتذلة ، و حتى أشعار رامبو لم تعد تطربني،
أبقى كما أنا ؟
لا أستطيع أكبر كل عام أكثر ؟ لا أريد
(و متأخرا) تعلمت كيف أكون بسيطا ، و أعيش قليلا خارج نفسي ، بقي علي أن أتعلم أن أحزن أقل نهارا و في كل ليلة أملك الشجاعة لأنسج كفنا لأحلامي وأقوم لأبني غيرها .
و أن أتعلم أن أسعد أقل أولا ،لكي أحزن أقل في الأخير ، و أن لاشيء ثابت و لا شيء يستحق العناء، و أن أتقبل أني مصاب بعدوى أمل،
لا شفاء منها، و متأخر خير من عدم الوصول،
(إلهي)، لا أريد أن أكبر أكثر،
لا أريد أن يخبرني طفلي يوما أني كنت في مثل عمره، أريد أن أحافظ على الطفل داخلي و أدلِلَهُ ،و لا أكبر أكثر ، ابدآ .
2024 - 11 - 14
للمعايدة ✨ :
https://tellonym.me/MarcoFengan