مقالات سياسية @makalatseyasia Channel on Telegram

مقالات سياسية

@makalatseyasia


أكتب بقلم حُرٍّ بما أعتقد بلا مجاملة وبلا رتوش

مقالات سياسية (Arabic)

قناة 'مقالات سياسية' على تطبيق تليجرام هي المكان المثالي لعشاق السياسة والشؤون العامة. تهدف القناة إلى تقديم تحليلات وآراء سياسية من زاوية حُرّة وغير مجاملة. يُقدم مقالات ساخنة ومثيرة للجدل دون أي تهويل أو تزييف الحقائق

من هو مالك القناة؟ يبقى مالك القناة مجهولاً حفاظاً على استقلالية وحرية التعبير. إنها منبر للآراء الحُرة والأفكار الجريئة. ما هو الغرض من هذه القناة؟ القناة تهدف إلى توفير منصة لمناقشة القضايا السياسية الهامة بطريقة شفافة وواضحة. تشجع على الحوار والتفكير النقدي

إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق لتحليلات سياسية شاملة وصادقة، فإن قناة 'مقالات سياسية' هي الوجهة المثالية لك. انضم إلينا اليوم لتكون جزءاً من نقاشاتنا المثيرة والمفيدة.

مقالات سياسية

26 Dec, 19:29


مسارات الأنبطاح الحكومي و إسقاط فواتير الإرهاب


جاءت زيارة رئيس جهاز المخابرات و مستشار السوداني لسوريا للقاء الإرهابي الجولاني بأوامر مباشرة من رئيس الحكومة ضمن برنامج حكومي برعاية أميركية و تماشياً مع التحرك الرسمي الأخير للسوداني باتجاه الأردن و مصر و السعودية ضمن حزمة من مساعي إضفاء الشرعية على نظام إرهابي تم اصطناعه في أقبية المخابرات الأميركية و الصهيونية و التركية .

قبل الخوض ببعض ملامح خطة الحكومة العراقية التي قضت بالإنفتاح على النظام الإرهابي في سوريا ، فإنه يجب التذكير بشكل موجز بخطوات مدروسة تقف خلفها المخابرات الأميركية و الغربية في إنتاج حركات الإرهاب في منطقتنا .

أميركا تستشعر الخطر الحقيقي تجاه تنامي الإسلام المحمدي الأصيل الذي تمثله حركات المقاومة الإسلامية في العراق و لبنان و اليمن و التي غذّتها ولادة الجمهورية الإسلامية بفكرها المقاوم الذي أعاد بوصلة الصراع ضد الصهيونية إلى الواجهة بعد أن كانت المنطقة قد سلّمت تسليماً مطلقاً بالخضوع للأميركي .

الأميركي يستخدم الأدوات الإرهابية مرة كل عقد من الزمن :

بعد سقوط نظام البعث الصدامي الذي كان يُعتبر الأداة الأميركية الجرباء لمحاولة ضرب الثورة الإسلامية تفاجأ الأميركي بأن إرادة الشعب العراقي الذي إلتصق بمرجعيته الشريفة قد أنعشت فيه روح المقاومة ضد أي وجود إحتلالي غربي للعراق مما أجبرها على الرحيل على الرغم من محاولة المحتل الأميركي إدخال تنظيم القاعدة عام 2004 في الساحة العراقية لكي يُحدث انقساماً داخلياً عبر تغذية النزاعات الطائفية التي أشعلها المحتل عن طريق أدواته التكفيرية .

ما حدث أن المحتل قد إنهزم هو و أدواته في تلك الفترة مما جعل هذا المحتل يفكر بإعادة إنعاش تنظيم إرهابي جديد على شكل شبه دولة عام 2014 ، و كان حينها الأميركي يهدف من خلالها إلى العودة و التموضع في العراق و سوريا بعد أن تم طرده بفعل ضربات المقاومة التي كانت تستند إلى ظهير سياسي غير خانع أو متآمر .

شبه الدولة الإرهابية تم دحرها بفعل الفتوى المباركة و دعم الجمهورية الإسلامية و رجالاتها المخلصين و بفعل تضحيات قادة و شباب الحشد الشعبي المقدس و رجال المقاومة الإسلامية العراقية و رجال حزب الله .

و في عامنا هذا 2024 عادت الفكرة الأخطر للمنطقة و هي تأسيس دولة محورية في موقعها تقودها حركات الإرهاب و التي ستستفيد من إمكانات و طاقات هذه الدولة إضافة إلى الدعم الدولي و الغربي لها .

كافة هذه الحلقات الدورية للتوظيف الأميركي لهذه التنظيمات الإرهابية هي بسبب إدراك الأمريكي و الصهيوني و الغربي بأن حركات المقاومة في فلسطين و لبنان و العراق و في الجمهورية اليمنية الحديثة و الجمهورية الإسلامية قد تنامت قوتها و أصبحت هذه القوى المبدئية حجر عثرة في تنفيذ مشروع صهيوني واسع بتواطؤ مع أنظمة عرب الناتو في الخليج .

بالعودة إلى خطة الحكومة العراقية في التعامل مع دولة الإرهاب الطالبانية في سوريا ، فإنه تم الإتفاق في ما يسمى بإئتلاف إدارة الدولة على خطوات يستشعر المرء بها إنبطاحاً ذليلاً لهذه التنظيمات الموصومة بالإرهاب بحيث تكون هذه الخطوات أفخاخاً ستؤدي إلى تأزيم الداخل العراقي شيئاً فشيئاً.

من هذه الخطوات هو الإنتفاح على ما تسمى بحكومة سوريا و تقديم الدعم و المساعدات لها ، و تكثيف زيارة الوفود و التي أسماها إئتلاف إدارة الدولة بأنها وفود فنية .

من الخطوات أيضاً هو التعاطي مع سوريا على أساس المصالح الوطنية و لم يوضح لنا من كتب هذه الجملة ماهية المصالح المرجوة من نظام إرهابي يضع في جدوله العراق كخطوة لاحقة بعد أن يفرض سيطرته على الداخل السوري.

كان الأولى على ساسة الحكم في العراق لاسيما السوداني الذي تدور الشبهات حول تحركاته العلنية على أقل تقدير بأن يفكروا بتحصين الواقع العراقي من هجمة مرتدة من داخل سوريا عبر حركات التكفير و بقايا البعث الصدامي بمساعدة خليجية و برعاية أميركية و التي ستعمل على إرباك الداخل العراقي .

كان الأولى على ساسة الحكم عدم الإنفتاح و لا بشكل من الأشكال على سلطة الأمر الواقع في سوريا و العمل على وضع الخطط لتحصين الوضع العراقي الداخلي لا الهرولة بإيعاز أميركي نحو خرّيج من كلية بوكا الأميركية للإرهاب .

ما جرى اليوم في دمشق هو إسقاط رسمي عراقي مُخزٍ لفواتير الدم و الإرهاب الذي أقدمت عليها تنظيمات إرهابية أوغلت بدماء العراقيين ، و هذا دليلٌ على ما تم ذكره في المقال السابق عن خطورة تسنم شخصيات عراقية لمهام تنفيذية و هي تدور في الفلك الأميركي بذات الوقت مما يجعلها تقدم المصلحة الأميركية على كل مصلحة أخرى.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

23 Dec, 18:58


مشروع أميركي جديد للمنطقة ..العراق إلى أين ؟

بعد سقوط موقع سوريا المحوري كفاكهة ناضجة في الحضن الأميركي دون عناء بعد تقديمها عبر من يطلقون على أنفسهم بالإخوان المسلمين بقيادة تركيا يتجه الأميركي إلى فرض واقع جديد أفرزته الوقائع الجيوسياسية على الساحة السورية.

قبل الخوض بمفردات المشروع الأميركي فإنه يجب التأشير و التوقف عند مواقف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال الأيام القليلة الماضية و التي قام خلالها بزيارات غير مطمئنة كان آخرها للكيان السعودي و لقائه بمحمد بن سلمان.

هذه الزيارة وُضعت تحت دائرة الشبهة كونها تمت بتوجيه أميركي لتنسيق المواقف مع السعودية التي تمثل أحد أضلاع المشروع الأميركي الجديد.

تحركات السوداني الغامضة للبعض و الواضحة لآخرين تنفي مطلقاً إدعاءاته بأن العراق ينأى بنفسه عن التجاذبات في المنطقة التي تعيش نشوة و انتعاشة تركية في سوريا ، كما هو حال الكيان الصهيوني الذي قضم مئات الكيلومترات و المواقع الحساسة الهامة في الأراضي السورية.

يتبيّن للمتابع ظهور ملامح مشروع أميركي جديد يقوم على ثلاثية الأبعاد (تركيا - السعودية - الكيان الصهيوني) ، حيث يهيئ الأميركي الحراك السياسي المُوَجّه في المنطقة باتجاه ذلك دون مواربة أو شك.

فبعد ما حصل من متغيرات سياسية في سوريا عملت أمريكا على تحريك حكومات العراق و الأردن و مصر و دول خليجية لدعم ما حصل في سوريا و هذا ما تم ذكره في مقال سابق ، و هذا التحريك هو لإضفاء مشروعية على الطبقة التي أطاحت بالأسد و الموصومة بالإرهاب و سفك للدماء.

إن غياب الرؤية السياسية لدى معظم أحزاب السلطة في العراق يقود إلى تمكين مشروع أميركي يستهدف العراق و أمنه مستقبلاً ، حيث أن ما يعبر عن إستهزاء الأميركي بالمنطقة هو تمكينها لمنظمات إرهابية على قيادة دولة محورية كسوريا.

و من مظاهر عدم الحكمة هو مشروع حكومي عراقي يقضي بالانفتاح على الحركات التي قادت التغيير في الواقع السياسي السوري ذات التاريخ الدموي و تقديم المساعدات لهذا البلد الذي وجّه قادته عدة رسائل تؤكد توجهاتهم الحقيقية ضد الشيعة حصراً سواء في العراق أو الجمهورية الإسلامية.

إن مساعي البعض المشبوه بربط مصير العراق بمصير مثلث يقوده الأميركي (تركيا - السعودية - الكيان الصهيوني ) هو عمل يصب في صالح كافة القوى التي تضع في سُلّم أولوياتها محاربة قوى المقاومة و الإلتفاف عليها و النيل منها ، و الغريب أن هذا البعض اللامسؤول يضفي على مساعيه عناوين تدّعي مصلحة العراق.

لقد غاب عن المسؤولين العراقيين ما كتبه راشد الغنوشي بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي حينما نظّر بضرورة وجود دولة سنّية عربية تكون داعمة للسنة في المنطقة و هنا كان يتحدث عن دور تركيا و طموحه في تبوؤها دوراً محورياً إضافة إلى العديد من الأمثلة التي تدور حول ذات الطرح منذ سنين عديدة .

المثلث الأميركي الذي يتألف من الإخوان المسلمين إلى جانب الصهاينة و المال السعودي هو محور يستهدف الوجود الشيعي في المنطقة بأسرها ، و عليه فإنه يجب عدم الإنفتاح على السعودية أو تركيا بزيارات غامضة كون ذلك يسهم في بناء هذا المثلث الخطير.

و أخيراً… و دليلاً على ما ذكرته هنا هو تناسي الحكومة العراقية للوجودات الأميركية العسكرية الآخذة بالإزدياد كمّاً و نوعاً سواء في العراق كما في سوريا ، حيث يؤكد ذلك على صوابية التحليلات السابقة عبر هذه القناة عن عملية قتل للوقت يقوم بها الأميركي و بدراية حكومية عراقية.

على من يقف خلف السوداني من قوى سياسية العمل على محاسبته و كبح تحركاته التي تدور حتى النخاع في محور أميركي متكامل الأركان و هذه المحاسبة عملاً بقوله تعالى و قفوهم إنهم مسؤولون .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

15 Dec, 22:40


ضغوطات السياسة لا تفتُّ في عضد المقاومة

عمِل الأميركي و الصهيوني بواسطة التركي الذي بيده مفاتيح الجماعات الإرهابية الممولة من قطر على خطف الدولة السورية و مصادرة موقعها الهام و تدمير مكامن قوتها العسكرية و وأد دورها كخط صدّ ضد المشروع التوسعي الصهيوني .
ترافق ذلك مع هجمة إعلامية كبرى تضمنت حرباً نفسية ضد محور المقاومة المتمثل بالجمهورية الإسلامية و القوى الشريفة في العراق و اليمن و كذلك في لبنان.

هذه الهجمة الإعلامية التي تستهدف العراق بالدرجة الأساس ترمي إلى صناعة المزيد من الضغوط على الموقف العراقي الرسمي للضغط على قوى المقاومة الإسلامية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى ضمن مبدأ وحدة الساحات التي أنهكت العدو الصهيوني مما جعل الراعي الأميركي يلجأ لقلب الطاولة عبر إستخدام ورقة الجماعات الإرهابية لخلط الأوراق في المنطقة و إذكاء الصراع المذهبي و إبرازه على الساحة الإقليمية و بقوة لخدمة مشروع توسعي صهيوني خطير بدأت ملامحه بالبروز في الجنوب السوري و الذي لن يتوقف في المدى المنظور نظراً لعمالة الجماعات الإرهابية للأميركي الذي يمهد الساحة في سوريا و بمساعدة تركية لمشروع التقسيم.

ما يلفت بالأمس هو كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم و الذي ذكر فيها جملة تختصر المشهد حينما قال بأن المقاومين قد أفشلوا مشروع الصهاينة في صناعة الشرق الأوسط الجديد من خلال الجبهة اللبنانية بفضل صمود و استبسال مقاتلي حزب الله، و هذا يبرهن على مشروعية وجود قوى المقاومة و على ضرورة دعم وجوداتها كونها الجديرة بكسر مشاريع الدول الغربية على الرغم من المتغيرات السياسية في المنطقة.

هذا الفشل الصهيوني و الذي اصطدم بفئة عقائدية محدودة السلاح و العدد مقارنة بما يمتلكه العدو و داعميه ، ألجأ الأميركي لتفعيل ورقة الإرهاب عبر إسقاط سوريا لتنفيذ هذا المخطط الخطير .

المخطط في تقسيم المنطقة إلى دويلات و كيانات متناحرة هي غاية أميركية صهيونية و يهدف في مراحله الأولى إلى تأليب رأي عام و إحداث شرخ في الساحة العراقية تجاه الجمهورية الإسلامية لفك عروة مبدأ وحدة الساحات عبر تحميل قوى المقاومة الإسلامية مزيداً من الضغوط إزاء تمسكها بموقفها المبدئي تجاه القضية الفلسطينية.

على السياسي الذي يراهن على كسر إرادة المقاومة أن يدرك بأن رهانه خاسر ، و بدلاً عن ذلك عليه التنبه للحراك الإعلامي و السياسي الذي تديره السفارتين الأميركية و البريطانية لإرباك الأمن المجتمعي .

و من هنا وجب تسليط الضوء على بعض النقاط التي تم رصدها في الواقع العراقي خلال الأيام القليلة الماضية:

⁃ خضوع رئيس الوزراء للضغط الأميركي و الغربي لإضفاء مشروعية على حكم الجماعات الإرهابية في دمشق حيث استجاب لذلك عبر إسهامه في عقد لقاء عمّان الوزاري بالأمس و الذي مثّل العراق وزير الخارجية الإنفصالي فؤاد حسين الذي ألقى بجملة تتعلق بالأكراد و قد إلتقطها الإرهابي الجولاني الذي ذكر بأنه يحترم حقوق الأكراد في سوريا مما دعا مسعود بارزاني إلى الثناء على الإرهابي الجولاني عبر رسالة له رداً على هذه الجملة التي ألقاها الجولاني كطُعم له و التي تستبطن إقامة حكم ذاتي للأكراد كخطوة متقدمة للدولة المستقلة التي يخطط الصهيوني لربطها بوجوده اللاشرعي في مناطق في سوريا.

⁃ زيارة محمد الحلبوسي لأمريكا و لقائه بمسؤولين أمريكيين مهتمين بمشروع التقسيم الصهيوني للمنطقة ، حيث لا ينفك هذا الطامح هو و الخنجر عن نسيان ما آل بهما و بمناطقهما من نتائج الإرهاب التي تُنعشه أمريكا بين فترة وأخرى، حيث لم تتم متابعة مجريات هكذا لقاء و ما الهدف منه خصوصاً بعد سقوط الدولة السورية بيد الجماعات الإرهابية ضمن مشروع كبير قد يجد فيه بعض الساسة السّنّة ضالتهم في إيجاد إقليم سني .

⁃ إطلاق العنان لفضائيات و أبواق إعلامية و حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي و التي ترتبط بالسفارات الغربية في بغداد لحملة تمجيد و تلميع بالإرهابي الجولاني ، كما أنها تروج لإحداث اهتزازات أمنية و مجتمعية تُسهّل الإخلال بالأمن الداخلي و عدم وجود متابعة أمنية جادة تجاه هذه المواقع أو الفضائيات مما يدل على وجود ثغرات يمكن أن تخدم المشروع الأميركي الصهيوني في الداخل العراقي .

⁃ ممارسة ضغط غربي بائس عبر القنوات الرسمية العراقية على قوى المقاومة من أجل النيل من سلاحها المُوَجّه ضد الصهاينة و ضد المشاريع الأميركية كما أثبتت التجربة سابقاً ، وهذا ما يدعو إلى التمسك بوجوب الحفاظ على هذا السلاح و عدم التفريط به أو الطعن بمصداقيته.

و أخيراً … و من خلال ما جرى في سوريا فإنه يجب عدم الوثوق مطلقاً لا بتركيا و لا بدول الخليج لاسيما قطر ، حيث أنهما حلقة من حلقات هذا المشروع الصهيوأميركي الذي يستخدم الجماعات التكفيرية ، كما يجب الحذر من قواعد الإحتلال التركي إلى جانب قواعد الإحتلال الأميركي كونهما قواعد لوجستية للإرهابيين.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

08 Dec, 21:52


فوضى ثم فدرلة … نتاج سجن بوكا يحكم سوريا

إن تكالب دول الناتو و الكيان الصهيوني و الدول الخليجية الممولة و كذلك الدور التركي الأبرز أسهم في إسقاط حائط صد مركزي ضد التمدد الصهيوني بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا السقوط التدريجي و السريع لنظام بشار الأسد .

من أحد الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار هو مقدار ما من الجفاء الذي اعترى العلاقة بين بشار الأسد و محور المقاومة في الشهور الأخيرة بعد الاقتراب الناعم و السام للإمارات و السعودية تجاهه في عملية استقطاب واضحة له .

كذلك من الأسباب هو تعوّد نظام الأسد على الإستعانة بالحلفاء كما حصل في الأحداث التي استدعت حضوراً ميدانياً للحرس الثوري الإسلامي و فصائل من المقاومة الإسلامية سواء من لبنان أو العراق ، حيث أن هذا الإعتماد جعل جيشه يألف حالة الدّعة و التراخي و عدم الإعتماد على الذات في مواجهة أي تهديد ضد سوريا ،كما أن الأسد قد وثق مطلقاً بالجانب الروسي على حساب حلفائه.

و لعل من بين الأسباب هو حصول خيانة على مستوى القيادات العسكرية و هناك معلومات تتحدث عن ذلك و التي تدور حول تعاون بعض هذه القيادات مع أطراف في الجماعات الإرهابية المرتبطة بدول الخليج ، و عدم استماع الأسد لنصائح الجمهورية الإسلامية التي حذرته من وجود مؤامرة غربية جديدة ضد بلاده.

مهما تكن الأسباب فإنه يجب الإعتراف بأن ما حصل مثّل انتكاسة تكتيكية لدى محور المقاومة ، مما يستدعي دراسة الواقع بتفحص دقيق لطبيعة التداخلات و التوافقات مع أي طرف يحقق مصلحة المحور لا من حيث تحقيق مصلحة الطرف الآخر الذي قد لا يكون مبدئياً في تبني مواقفه.

كان الموقف المساند لبشار الأسد ليس من أجل شخصه أو قبولاً بنهج حكمه داخلياً ، وإنما لضمان وجود دولة محورية مساندة لمحور المقاومة مع العلم بأنه كان يؤشَّرْ على بشار الأسد سلبيات كثيرة بعد سقوط النظام الصدامي ، حيث جعل من سوريا محطة تدريب للإرهابيين الذين كانوا يتدفقون من دول الخليج و من تركيا و من دول المغرب العربي إلى العراق لتنفيذ عملياتهم الإرهابية التي كلفت العراقيين الكثير من التضحيات.

دول محور المقاومة تناست مواقف بشار الأسد هذه و حاولت تطويعه باتجاه هدف إستيراتيجي سامٍ و هو مد المقاومة في لبنان بما تحتاج لتمكينها من مواصلة وجودها المقاوم ضد العدو الصهيوني .

ما يجب اعادة النظر فيه هو سبب الخطأ الإستراتيجي الذي وقع به البعض منذ بداية طوفان الأقصى ، هذا البعض الذي لم يكن مشاركاً ميدانياً في الحرب المباشرة ضد العدو الصهيوني ، حيث أن هذا البعض عمد إلى سحب وجوداته العسكرية من سورية مما منح الجماعات الإرهابية الفرصة لإستغلال هذه الثغرات القاتلة التي لم يصمد أمامها جيش قد انهزم معنوياً.

الأيام القادمة ستكشف الأسباب الحقيقية وراء ذلك ، و لكن الحقيقة المؤرقة هي تمدد الكيان الصهيوني في المنطقة و الآخذ بالإزدياد و الذي بدت بوادره اليوم بعد تقدم قوات العدو الصهيوني لمدى 14 كم في الأراضي السورية في مناطق لم يجرؤ الكيان الغاصب أن يتقدم فيها منذ عام 1974.

لربما أنه من المبكر التنبؤ بما سيحدث في سورية ، إلا أننا أمام سيناريوهات مختلفة قد تحدث في هذا البلد :

الأول: إشتعال حرب بين الفصائل العسكرية المصنفة بالإرهاب (هيئة تحرير الشام، قسد الكردية ) و كذلك الجيش الحر ، حيث أنه يمكن رؤية مزيج غير متجانس لا من حيث أهداف هذه الفصائل و لا من حيث أيدلوجيتها، و كذلك بسبب تعدد رعاة و أهداف هذه الحركات المتطرفة ، فالأمريكي و الصهيوني يهدفان لتقسيم الدول الكبرى في المنطقة، أما التركي فيهدف إلى إحياء حلم الإمبراطورية العثمانية عبر توظيف الحركات الجهادية المتطرفة المنبثقة من حركة الإخوان المسلمين لتحقيق هدفه مما يجعل دول المنطقة كالأردن و مصر و السعودية و الإمارات تعيش في رعب من إحتمالية إقتراب نيران هذه الحركات الإرهابية إليها خصوصاً مع تنفيذ المجرم ترامب وعده لمجرم الحرب نتنياهو بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن أو مصر .

هذا الإحتمال وارد جداً بل بدت ملامحه بالظهور اليوم في اشتباكات متعددة في عدة مناطق في سورية بسبب وجود تقاطعات في المصالح بين هذه الأطراف.

الثاني : فدرلة الدولة السورية بعد حالة الفوضى و الإقتتال الداخلي، و هذا ما سيتسبب بتقطيع أوصال سورية بهدف إضعافها عبر صناعة كانتونات تخضع للتصنيف العرقي أو الطائفي تترواح ما بين ثلاث إلى أربع فيدراليات ( سُنيّة و كردية و علوية و درزية ) و هذا النهج هو هدف صهيوني بحد ذاته عبر إذابة قدرات الدول المحيطة بها، كما أن هذا هو هدف للأميركي الذي يتطلع إلى إنشاء دويلات كالتي يتطلع إليها الأكراد الطامحون في العراق و سوريا إلى الإستقلال و هذا السعي يخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الأساس.

ما يهمنا في العراق هو التالي :

⁃ الحفاظ على النظام السياسي الجديد و مراجعة أي ثغرة قد يستغلها المتربصون لإحداث هزات به.

1/2

مقالات سياسية

08 Dec, 21:52


تكملة المقال 2/2

⁃ تعزيز الوحدة الوطنية قدر الإمكان لمنع تأثر الساحة العراقية بما يجري من أحداث هناك.

⁃ إعادة تأهيل القوات المسلحة و تأمين تسليح عالي الجودة لقوات الحشد الشعبي و جهاز مكافحة الإرهاب و زيادة كفاءتهما للتصدي لأي طارئ.

⁃ ترميم وحدة الساحة السياسية الشيعية و تجاوز الخلافات الطارئة و الإلتقاء على وحدة الموقف و تحصينه ضد أي اختراق ممكن.

⁃ تشكيل غرفة عمليات سياسية أمنية مؤلفة من كوادر كفوءة قادرة على تجاوز الصعاب المحتملة.

⁃ ضرورة إلتفاف من يتبنى العمل السياسي حول المرجعية العليا و التمسك بتوجهاتها كونها هي صمام أمان البلاد.

-تفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك بين العراق و الجمهورية الإسلامية و عدم الرضوخ للدغدغة الأميركية التي تهدف إلى إستغفال العراق و من يحكمه بشراكات خادعة تمكّن سطوة المحتل الأميركي على العراق لتقييده و تكبيله و ارتهانه لأجندات هذا المحتل.

⁃ متابعة حركات البعث الجديد و مراقبة نشاطاتها لوأد أية فتنة قد تكون شرارة في إطلاق إهتزازات أمنية لاسيما في المناطق القريبة من سوريا.

⁃ الضغط على القوى الكردية لعدم إنخراطها في أي دور لمخطط أميركي صهيوني من شأنه الإطاحة بالنظام السياسي كحلم الإستقلال مثلاً أو دور ما في تغذية وجودات لتيارات بعثية،


و أخيراً… فإن نتاج سجن بوكا الأميركي الذي تمثل بعتاة الإرهاب مثل أبو بكر البغدادي و ابو مصعب الزرقاوي و أبو محمد الجولاني هي محاولة أميركية صهيونية لإعادة صناعة داعش جديدة على شكل طالبان عصرية بنكهة مدنية تحكم دولة أو تمسك بمفاصل مهمة فيها ، و لذلك فإنه يجب التنبه و الحذر الشديد من هذا المخطط الخبيث الذي يهدف إلى إطالة أمد وجودات الإحتلال الأمريكي الذي يهيئ لتمدد صهيوني على أراض إسلامية و عربية.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

04 Dec, 19:29


تهديد إنهيار سورية هي مسألة أمن قومي عراقي

ما يحدث في الجوار الجغرافي للعراق من تطورات أمنية خطيرة لها تأثير محتم على استقرار العراق وأمنه و ذلك من خلال التجربة مع ذات هذه التنظيمات الإرهابية التي تمددت بعد أن تمّت رعايتها أميركياً في جيوب محمية لغرض إستخدامها كأوراق ضاغطة و عابثة بالأمن الإقليمي بما يخدم المصالح الصهيوأميركية.

مفهوم الأمن القومي قد تطور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و بدأ بمفهوم و محور تقليدي يختص بحماية البلاد من أي خطر قد يداهمها داخلياً، و لكن تطور هذا المفهوم ليصبح مفهوماً مرتبطاً بالتنمية و الإستيراتيجية بمعنى إرتكازه على أسس موضوعية لحماية الدولة و أركانها و مصالحها ، و كذلك على أسس ذاتية في القدرة على إمتلاك الفاعلية لإحتواء مصادر التهديد المحتملة.
ما جرى و يجري في سوريا هو تهديد مستقبلي للعراق خصوصاً و لمحور المقاومة عموماً .

إن بروز التنظيمات الإرهابية بنسخة متطورة هذه المرة و عودتها إلى الواجهة في سوريا يعتبر تهديداً واضحاً و صريحاً للعراق ، و هذا التهديد يتطلب وضع استيراتيجية صلبة و سريعة تجاه منع انهيار سوريا .

العراق يمتلك مقومات هامة لأن يأخذ زمام المبادرة للدفاع عن أمنه القومي و كذلك لعدم إفساح المجال لقوى إقليمية أخرى تُدار صهيونياً لملئ أي فراغ محتمل خصوصاً في المناطق الغربية الصحراوية على الحدود العراقية السورية و بالأخص بوجود قواعد أميركية ترعى بؤراً لتنظيمات إرهابية تتحيّن الوقت للإنقضاض على كل منجز سياسي أو للعبث بأمن المنطقة.

من أجل تنفيذ أمن قومي عراقي فاعل ، فإنه يجب على الفاعل السياسي أن يبادر إلى:

⁃ ضرورة وجود اتفاق أمني بين العراق و سوريا يضفي مشروعية على أي تدخل عسكري عراقي في سوريا ضد التنظيمات الإرهابية.

⁃ نشر قوات عراقية رسمية محمية بغطاء جوي لتأمين الجهة الأخرى من الحدود و داخل العمق السوري و منع قطع الطريق البري الواصل بين العراق و سوريا والذي يمثل هدفاً لدى الأميركي و الصهيوني.

⁃ عدم زج قوات الحشد الشعبي في سوريا كونه يمثل ضمانة عقائدية للعراق خشية أن يكون أحد أهداف هذه الهجمة الإرهابية الصهيونية هو استنزافه و إضعافه خارج العراق.

⁃ ضرورة وجود توافق سياسي عراقي ، من قِبل الأحزاب السياسية الحاكمة بمختلف توجهاتها ، حول التدخل العسكري في سوريا لتوفير غطاء شرعي له كون أن خطر هذه التنظيمات الإرهابية لها سجلّ دامٍ تجاه كافة شرائح المجتمع العراقي في تجربة داعش الإرهابية.

⁃ ضرورة وجود تحرك سياسي خارجي باتجاه دول الجوار الإقليمي لغرض تحشيد الرأي لفكرة التدخل العسكري العراقي في سوريا بسبب التجربة السابقة التي مرّ بها العراق بسقوط الموصل عام 2014 بعد تمدد التنظيمات الإرهابية من سوريا حينها بعد أحداث مشابهة لما تجري حالياً و جرت بين أعوام 2011-2013 .

إن عدم وجود إستيراتيجية ردع سريع لما يحدث في سوريا سوف تكون له عواقب وخيمة ستضر بالعراق قريباً، كما أن عدم التدخل سيسمح بتدخل قوى إقليمية في جنوب سوريا بتوجيه من حلف الناتو الذي يرسم خطة لإسقاط موقع سوريا و رمزيته في محور المقاومة.

هناك شواهد حية على تدخل دول كثيرة في بلاد مجاورة بحجة تعزيز أمنها القومي لاسيما تركيا التي تحتل أجزاء من سوريا بمثل هذه الحجة دون موافقة الحكومة السورية.

على مسؤولي العراق و من يدير سياسته الخارجية و من يريد الحفاظ على النظام السياسي بذل كل جهد ممكن لمنع اقتراب نيران التنظيمات الإرهابية نحو العراق على الرغم من سياسة التخدير التي تمارسها القوى الكبرى و التي تدير حركة هذه التنظيمات بهدف تمزيق محور المقاومة و إسقاطه و محاصرة المقاومة الإسلامية في لبنان و إنهاء قضية فلسطين .

الفرصة لا تزال مؤاتية لدرء خطر هذه الجماعات الصهيونية و إفشال خطة الناتو و أميركا في إسقاط سوريا و دورها الداعم للمقاومة ضد الكيان الغاصب ، و إن لم يبادر العراق إلى ذلك فإن الخطر سيكون كبيرا و لا يستثني أحداً حينها.

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

30 Nov, 07:06


تركيا و الكيان الغاصب … وجهان لمخطط تقسيمي واحد


يشترك كلاً من أردوغان و مجرم الحرب نتنياهو في مخطط لتقسيم المنطقة و إضعافها عبر التركيز على إنهاك سوريا ، و ما يجري من أحداث في حلب و محيطها و تعليق الرئاسة التركية بالأمس حول هذه الأحداث يؤكد تماماً الدور التركي المباشر فيها.

كلمة السر التي أطلقها مجرم الحرب نتنياهو لعصابات الإرهاب في إدلب خلال خطاب الهزيمة هو مؤشر على فشله في تحقيق أحلامه في تشكيل شرق أوسط جديد نتيجة لصلابة المقاومة الإسلامية في لبنان التي أنهكت عديد جيش العدو و ألحقت بألويته الهزيمة المدوية في بلدات حدودية مكشوفة جواً و براً و بحراً رغم الكم الهائل من العدة و العدد لهذا الجيش المثخن بالهزائم.

أردوغان يحاول إكمال هدف مجرم الحرب نتنياهو عبر المرتزقة في إدلب لتحقيق ما يلي :

⁃ محاولة محاصرة المقاومة الإسلامية في لبنان.

⁃ محاولة أردوغانية للعب دور إقليمي يختص بالحدود السورية اللبنانية بعد فشله في تسويق نفسه كلاعب إقليمي في غزة لإنكشاف أوراقه بالنسبة للمقاومة الفلسطينية و معرفتها بتوجهاته الحقيقية.

⁃ محاولة تقسيم سوريا إلى كانتونات لإضعاف دورها المساند للمقاومة في لبنان.

⁃ خلق ورقة إرهاب ضاغطة على العراق تخدم كل وجودات الاحتلال التي تُعنوِن وجوداتها على أنها بموافقة رسمية لحماية البلاد من خطر داعش.

أردوغان الذي يتودد إليه البعض السياسي و الرسمي العراقي عبر زيارات رسمية و غير رسمية ، معلنة و أخرى غير معلنة ، يتطلع لدور جديد لتركيا في سوريا و العراق عبر تقديم رسالته هذه بمعية مجرم الحرب نتنياهو إلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب للنظر فيها و مباركتها إن استساغها الأخير.

التسويق التركي الجديد للمشروع الصهيوني لإضعاف سوريا و محاصرة قوى المقاومة جاء نتيجة لهزيمة جيش العدو في فلسطين و لبنان و كذلك نتيجة لضربات الجيش اليمني و المقاومة الإسلامية العراقية للكيان و جيشه الذي يعيش في إنهاك و استنزاف إعترف بهما مجرم الحرب نتنياهو في خطاب هزيمته.

المقاومة الإسلامية في العراق الى جانب الجيش اليمني و رجال حزب الله و المقاومة الإسلامية في فلسطين أثبتوا صوابية خياراتهم في تبني مبدأ وحدة الساحات الذي أنهك العدو مما جعله يبحث عن وكلاء ليستمروا بما ينشده في المنطقة سواء أكان هذا الوكيل تركياً أم أدوات الصهيوني و الأميركي التكفيرية.

الدور التركي لا يقل خطورة عن وجود الكيان الصهيوني ، بل هو رديف لمشاريع التقسيم في المنطقة ، حيث بات العامِل التركي متبنياً بشكل رسمي لنشاط التنظيمات التكفيرية الارهابية بعد أن كافأ حلف الناتو تركيا بتوسيع وجودها في شمال سوريا و العراق بعد أن وافقت على توسيع الناتو عبر قبولها عضوية فنلندا و السويد .

التحديات في المنطقة تتطلب عدم ترك سوريا تواجه مشروعاً خبيثاً لا يستهدفها وحدها فقط ، و إنما قد يتجاوزها ليحاصر العراق مستقبلاً أو قد تتبناه الخلايا النائمة في بعض المحافظات التي تتنفس طائفياً في تجربة مشابهة لما جرى في عام 2014.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

26 Nov, 07:21


تهويل أمريكي بلسان صهيوني و تخاذل حكومي واضح

تصريحات سفيرة الإحتلال الأميركي مرت بالأمس مرور الكرام على مدّعي السيادة ، حيث أن هذه التصريحات تحاول قلب الحقائق و تحمل إدانة مبطنة للشعوب الإسلامية و لأية مقاومة ضد تأريخ دموي طويل صنعته القوى الإستكبارية في المنطقة على شكل كيان لقيط .

خفايا حديث سفيرة الإحتلال تؤكد حقيقة قيادة أمريكا للحرب في المنطقة و التي تستهدف فيها قوى المقاومة و قياداتها كون أن الأميركي و الصهيوني يراهنان على استغلال حرب الإبادة لتأمين جو التطبيع بين أنظمة عربية مع الكيان الصهيوني .

هذه التصريحات تتناغم مع أصوات حكومية عراقية كالتي صدرت من رئيس الوزراء السوداني و وزير الخارجية الإنفصالي فؤاد حسين أو تلك التي صدرت من حيدر العبادي ، حيث يمكن قراءة ما بين سطور تصريحاتهم في أنهم مع إسكات كل صوت مقاوم تحت حجة السيادة و الإستقلال و النأي بالنفس و غيرها من المصطلحات التي يريد الأميركي للسياسي العراقي أن يستخدمها خدمة لأهدافه و لتمرير مشروعه في ضرب حركات المقاومة .

هؤلاء الذين في الحكومة أو من سبقهم تناسوا عن عمد ما يلي :

⁃ وجود قواعد إحتلال أميركية بشكل يخالف قرار البرلمان العراقي القاضي بخروج كافة قوات الاحتلال بُعيد جريمة المحتل الأميركي التي ارتكبها باغتياله لقادة النصر (رض).
⁃ دور هذه القواعد العسكرية في تأمين عمق إستخباري و عسكري للكيان الصهيوني ، بل و يمكن إطلاق وصف ما يجري هو ايجاد منطقة حماية للكيان تمتد من الحدود الأردنية الفلسطينية لتصل حتى حدود اقليم كردستان العراق مع الدول المحيطة، و هذا ينبئ عن مدى استهتار الأميركي بالسيادة العراقية وسط نوم ساسة العراق و عدم اهتمامهم بذلك .
⁃ بدا واضحاً تطور دور هذه القواعد العسكرية سنة بعد أخرى ، حيث تعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية عن حركات المقاومة مروراً باغتيال قادتها كما جرى في اغتيال لواء الاسلام سليماني و الشهيد القائد المهندس (رض) ، و انتهاء باغتيال القائد ابو باقر الساعدي و القائد ابو تقوى السعيدي (رض) . حيث مرت هذه الاغتيالات دون أن تهز شعرة في أجساد ممتهني السياسة و أصحاب الصفقات السرية مع الأمريكي . هذا التطور في عمل هذه القواعد و المسكوت عنه قد يؤمن أرضية خطيرة و بموافقة رسمية بأن تتحرك هذه القواعد بما هو أخطر خاصة بعد تصريحات سفيرة الإحتلال.
⁃ تناست سفيرة الإحتلال بشكل وقح مجازر ادارتها بواسطة جيش العدو الصهيوني الذي قتل ما يزيد عن خمسين ألف شهيد جُلّهم من الأطفال و النساء في غزة و قرابة الأربعة آلاف شهيد في لبنان ناهيك عن تدمير ممنهج لغزة بُغية مسح ما تبقى من القضية الفلسطينية تمهيداً لإعلان تصفيتها و إعلان الصفقة الكبرى للتطبيع مع السعودية .

و أخيراً… أن السكوت عن مثل هذه التصريحات هو قبول و استسلام للأميركي حيث من يقبل من السياسيين بهذا الابتزاز لتسليم رأس المقاومة التي ناصرت فلسطين هو بمثابة الخائن و العميل للصهيوني و بلا منازعة في الأمر.

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

13 Nov, 07:21


ترتيب الواقع السياسي … ضرورة لحماية بنية الدولة العراقية

تشهد المنطقة و بحسب الوقائع الميدانية تغوّلاً صهيونياً برعاية أميركية و بتنسيق مع دول حلف الناتو يهدف إلى فرض أمر واقع يدور حول توسع الكيان الصهيوني عبر ممارسته لحرب الإبادة و التدمير الممنهج بغرض تحقيق ذلك.

المقاومة الإسلامية في فلسطين و لبنان و العراق و القوات اليمنية تعمل ضمن استراتيجية تهدف إلى لجم وحشية هذا الكيان و مُشغّليه بهدف إفشال هذه الخطة الغربية رغم عظيم التضحيات التي يقدمها محور المقاومة لاسيما في لبنان و التي تمارس إلى جانب القوات اليمنية أدواراً عظيمة لكبح جماح شهوة القتل و الإبادة لدى الأميركي و الصهيوني و الغربي .

فيما يخص العراق ، فإن بنية الدولة العراقية بحاجة إلى مشروع تصحيحي قائم على تثبيت المبادئ في السياسة لمواجهة الإهتزازات المرتقبة في حال إستمرت عنجهية الغرب في فرض أجنداته الصهيونية على دول المنطقة.

الدولة العراقية تمر الآن بحالة ضعف بُنيَوي أوجده عدم تلاقي الكتل السياسية على مبادئ و ثوابت تستفيد من أوراق القوة لدى الدولة العراقية .

عوامل القوة المتوفرة في الدولة العراقية كثيرة كالحشد الشعبي و القوات الأمنية بكافة صنوفها و سلطة القضاء العراقي الذي يُعتبر ميزاناً تستوي عنده معايير بناء الدولة ضمن موارد الدستور ، فما هي عوامل القوة الأخرى و التي من الممكن الإستفادة منها ؟

⁃ المرجعية العليا
⁃ الشعب
⁃ المقاومة الإسلامية

بيان المرجعية العليا الأخير أشار إلى ثغرات كبيرة في الممارسات السياسية للكتل و التأثير الخارجي عليها ، كما أنه حدد مواضع الخلل في أداء الحكومة في ملفات عدة ، و هذا هو الهم المؤرق لدى المرجعية و الذي عادت للتأشير عليه كلما شعرت بأن الوضع خرج عن المألوف . المرجعية عادة ما تتدخل في الأوقات الحرجة و عندما تستشعر خطورة ما تلوح بالأفق .

الشعب هو عنصر أساس في وجود الدولة العراقية بما له من خزين عقائدي مرتبط بالمرجعية الدينية ، و هنا ضرورة تواضع الكتل السياسية لتراجع خطابها السياسي و تُشعر أبناء الشعب بتواضعها نحوهم و تثبيت المبادئ التي افتقدها معظم العراقيين في خضم الممارسة السياسية لدى هذه الكتل مما أفقدها رصيدها الشعبي بغض النظر عن ما يُروّج لها في وسائل التواصل الإجتماعي من جيوش إلكترونية مدفوعة الثمن .

المقاومة الإسلامية هي الجهة الأكثر عطاء بعد المرجعية الدينية في حفظ أسس النظام السياسي (و لا أقصد هنا الحكومات المتعاقبة )، حيث أن من يتابع حركة و نشاط المقاومة فإنه يجد بأنها تبرز في أوقات عصيبة لتدافع عن البلاد و العباد .

المعضلات التي تواجه السياسيين الشيعة تكمن في التالي :

⁃ عدم وجود آليات واقعية لترجمة توجهات المرجعية على ممارساتها السياسية سواء ما يخص الشأن الداخلي أو الخارجي.

⁃ تخلي الكتل السياسية عن قواعدها الشعبية و تفضيلها للمؤلفة قلوبهم في مواقع حساسة مما أدى إلى تغلغل التوجه البعثي الذي برزت ملامحه تظهر على الساحة بحيث قامت بعض الكتل بمخالفة القوانين الخاصة لإجتثاث البعث و ضربها عرض الحائط رغم معرفتها بتاريخ هذه الشخصيات .

⁃ عدم وجود رؤية مشتركة بضرورة الإلتفاف حول مبدأ وجود المقاومة الإسلامية كمُكوّن أساس في مكونات الدولة العراقية.

هذه بعض من ملامح المعضلات الحقيقية التي تنخر في بنية النظام السياسي ، و المطلوب هو وجود مشروع تصحيحي عبر التفاهم و التداول بين هذه الكتل و بين النخب الإسلامية الواعية يعيد تثبيت المبادئ لدرء الخطر المحدق و تحقيق الالتفاف حول بناء الدولة العراقية خاصة بعد الدور الأكبر لقوى المقاومة و الحشد الشعبي في تثبيت النظام السياسي.

و في ما يلي بعض من المقترحات التي تصب في هذا الاتجاه:

⁃ إنفاذ معادلة (المرجعية - الشعب - المقاومة - القوات الأمنية) كعنوان مبدئي تتفرع منه كافة الثوابت التي تحفظ النظام السياسي.

⁃ إعتبار المقاومة الإسلامية ،و التي أثبتت تضحياتها بأنها تقف إلى جانب الدولة و النظام السياسي السّويْ، بأنها القوة الشرعية الساندة للدولة ، حيث يجب منحها الشرعية الوطنية في وجودها ، مع العلم بأن كافة الدساتير و النظم الوضعية قد ثبّتت حق وجود أية مقاومة شعبية ناهيك عن الشرائع السماوية التي أوجبت هذا الوجود.

⁃ وضع برنامج و خطوط عامة من قِبل هذه النخب الواعية بما يخص توجهات أية حكومة مستقبلية تجعلها محصنة من الإنحدار في مشاريع أمريكا في المنطقة ، حيث ثبت بالدرجة القطعية إنحدار يخص الحكومات العراقية المتعاقبة في السياسة الخارجية و تنفيذها لرغبة الفاعل الدولي الذي يهدف إلى تأمين محيط و مناطق نفوذ متقدمة للصهاينة في المنطقة.

مقالات سياسية

13 Nov, 07:21


تكملة المقال..

خلاصة الأمر فإنه لا يمكن من خلال هذه السطور القليلة إدراج كامل التصورات حول هذا الموضوع ، إلا أن المطلوب هو تشكيل و تأصيل جبهات رصينة على المستوى الشعبي و السياسي محورها هو الالتفاف و المسير بتوجهات المرجعية العليا و بما يثبت شرعية وجود حراك سياسي بعيداً عن المحور الأميركي و بما يؤسس لشرعية وطنية للمقاومة الإسلامية في العراق لما لهذه المقاومة من دور بارز في كافة مراحل بناء الدولة العراقية الحديثة و إجهاضها لمشاريع الإرهاب في المنطقة.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

07 Nov, 21:33


تهنئة بطعم الإهانة و الإستهانة

حملت تغريدتا كلاً من رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء اللتان هنّآ من خلالهما المطلوب للقضاء العراقي - المجرم ترامب - الكثير من ردّات الفعل الشعبية حيث أنهما ترسمان ملامح الفاعل السياسي المجامل للأميركان على حساب الدم المسفوح ظلماً و غدراً و كذلك على حساب السيادة العراقية المستباحة.

هذه المبادرة من هاتين الشخصيتين حملتا إستهانة واضحة بقرار القضاء العراقي الذي أصدر مذكرة إلقاء قبض ضد ترامب كما أنها إهانة لدماء القادة الشهداء (رض) و لمشاعر الملايين في العراق و خارجه .

مسارعة هاتين الشخصيتين لهذه الخطوة تنمّ عن قصر نظر تجاه القضايا الوطنية ، كما أنها تُعتبر تجاهلاً صريحاً لعِظَم الجُرم الذي أشرف عليه المجرم ترامب شخصياً عند إغتيال قادة النصر (رض).

الواضح في الأمر هو أن من يتحكم بتصرفات هاتين الشخصيتين هو أجندات ما يسمى بإئتلاف إدارة الدولة ، حيث ضاعت قدسية الدماء تحت وقع التفريط الممنهج للقادة السياسيين الشيعة بها لقاء الهرولة باتجاه رضاً منشود سواء من الأميركي أو الكردي و من السّنّة المشاركين في هذا الإئتلاف.

السوداني يكرر ذات الفعل الذي أقدم عليه المخلوع الكاظمي من حيث المضمون ، و هذا يدل على تلاشي المبادئ التي كان يتغنى بها من أتى بهما إلى السلطة .

من جانب آخر فإن القاسم المشترك لدى الكاظمي و السوداني هو وجود مستشارين يدورون بالفلك الأميركي و يسوّقون لأجنداته ، و هذا ما ذكرته في مقالات سابقة و بشكل متكرر ، حيث تتطابق أجندات هاتين الشخصيتين باتجاه المحور الذي ترغب أمريكا في تقويته بالمنطقة في قبال أي محور تعتبره منافس لها سواء أكان هذا المحور في أقصى شرق آسيا أو في غربها .

كما أن مثل هذه الخِفّة السياسية لدى هؤلاء قد تنبئ بمحاولة ميؤوس منها من لدُن هؤلاء لترويج أنفسهم لدى الأميركي .

الظاهرة الأخطر في الأمر هي تغوّل مسؤولي السلطة التنفيذية على قرارات القضاء العراقي و على سلطته في وقت تُعَدُّ فيه السلطة القضائية من أركان النظام السياسي المهمة و التي إكتسب فيها هذا النظام شرعيته من خلالها.

يمكن أن أدّعي و من خلال مراجعة سريعة لمعظم المقالات السابقة هنا حول خطورة الإندفاعات غير محسوبة العواقب التي مارسها الكاظمي سابقاً و يمارسها السوداني حالياً و التي هي من سنخ واحد و تنتظم ضمن أجندات واضحة تصب في خانة تأمين الرضا الأميركي لهما و هذا يُعتبر ضرباً صريحاً في مبادئ الشعب العراقي، بل إن هذه الأفعال يمكن أن تندرج ضمن سياسة ممنهجة و مرسومة نحو إخضاع العراق أو ما تبقى منه تحت العباءة الأميركية .

وأخيراً … القوى السياسية التي جاءت بمثل هذه الشخصيات تتحمل كل النتائج ، حيث أنها فرّطت بأوراق القوة تدريجياً و سلّمت عنان أمرها لحديثي السياسة .

الثابت في الأمر الآن … أن الطبقة السياسية بمجملها تعيش في واد و هموم الناس و مبادئها في واد آخر ، و من الطبيعي بأن تجد من لا يتفاعل مع أي سياسي فرّط بأوراق هامة و بسبب غياب المشروع المبدئي الحقيقي .

هذا المقال ليس تشاؤمياً كما يتصور البعض، و إنما هو سرد لحقيقة واحدة و هي أن ما حدث من انتصار على أوراق أمريكا الإرهابية في الميدان ، يتم التفريط بها طواعية في دهاليز السياسة البائسة .


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

05 Nov, 08:22


تكملة المقال…

⁃ عجزت عن وضع خطط علمية استيراتيجية لبناء هيكل الدولة لتقويته بعيداً عن الإهتزازات في الإقليم ، حيث أن جُل إهتمام الكتل السياسية ينصب في إعدادها لمواسم الإنتخابات دون وجود استيراتيجية شاملة متّفق عليها لصون البلاد و حمايته .

⁃ عجزت الحكومة عن وضع خطط إنمائية تخص البلاد بمعزل عن الإرتباط بالمحيط الإقليمي لاسيما باتجاه الأردن أو السعودية و الإمارات و مصر و قطر .

إن مسارعة الكتل السياسية إلى الترحيب ببيان السيد السيستاني هو لإدراكها بعدم رضا المرجعية على النهج الحكومي المنبثق عن تلك القوى ، و ما جرى هو دق ناقوس الخطر من قِبل المرجعية تجاه إنحدار في السياسة الخارجية و الإقتصادية و كذلك في ملف السيادة العراقية التي تم انتهاكها مؤخراً بواسطة جيش الإحتلال الأميركي .



https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

05 Nov, 08:22


بيان المرجعية العليا و تأشيره على ضعف الحكومة

بيان مكتب آية الله السيد علي السيستاني دام ظله عقب لقاء ممثل اليونامي بسماحته يحمل رسائلاً تخص الفاعل الدولي المهيمن على العراق و كذلك تخص الحكومة و من يقف خلفها من كتل سياسية ، حيث جاء البيان ليؤشر على نقاط هامة:

⁃ ضرورة رفع الوصاية الخارجية عن العراق

⁃ ضرورة إضطلاع الكتل السياسية بمهامها في تحقيق سيادة العراق و تحصينه من التدخلات الخارجية

⁃ ضرورة تصدّر ذوي الكفاءة و المشهود لهم بنظافة اليد و التاريخ لشغل المناصب على عكس ما هو جار الآن.

⁃ ضرورة تحكيم القانون و القضاء على الفساد و تطبيق ذلك على المواطنين بشكل لا يُستثنى أحد منه في وقت فاحت فيه رائحة الفساد عبر هروب من استباح أموال العراقيين في سرقات ضخمة.

نلاحظ كذلك بأن كثيرين هم الذين أدلوا بدلوهم لتفسير فقرة وردت في بيان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله و التي تخص حصر السلاح بيد الدولة حسب مزاجهم و أهوائهم و أمانيهم في وقت قد تغاضوا فيه عن التطرق إلى أي من النقاط الأخرى المذكورة ، حيث تناسى هؤلاء من أصحاب صفحات الإعلام الأصفر خارج العراق مواقفهم السابقة ضد المرجعية العليا نتيجة للفتوى المباركة التي قضت على داعش الإرهابية.

بيانات المرجعية العليا منذ الهجمة الإرهابية على العراق و إلى يومنا هذا أكدت على شرعنة السلاح الذي يدافع عن العراق و مقدساته و كذلك الذي يساند الشعوب المستضعفة، حيث أن المرجع الأعلى قد ذكر في بيان سابق بأنه يجب الوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني و اللبناني بكل جهد ، هذا الكل يُفهم منه الإطلاق لا التخصيص على نحو إنساني أو ما شابه ذلك.

فسلاح الحشد الشعبي هو سلاح شرعي بفتوى واضحة و جلية ، و كذلك هو سلاح المقاومة الإسلامية الذي لم و لن يُستخدم في زعزعة الأمن المجتمعي ، بل أن هذا السلاح هو سلاح رديف لقوى الدولة من جانب كما أنه موجّه حصراً للدفاع عن العراق و كذلك لمساندة شعوب المنطقة، حيث تكرر إعلان من يهمهم الأمر من قوى المقاومة الشريفة مرات عديدة بأن فكرة وضع السلاح جانباً قد يتحقق إن تحققت السيادة الفعلية للبلاد بكل مفاصلها حيث لا توجد فيه قواعد تضم قوات إحتلال أميركية أو أجنبية ، و حين تكون سياسة الحكومات تسير باتجاه تحصين العراق من العامل الخارجي السلبي و العابث في الوضع الداخلي الأمني للعراق ، و حين تشعر هذه القوى بأن العراق قد تجاوز أي نوع من الأخطار مع أن التجربة تشي بغير ذلك و خير دليل هو ما جرى من دور أميركي واضح في صناعة التنظيمات الإرهابية و توظيفها أنّى تشاء و كيفما تشاء و وقتما تشاء لاستهداف أمن المنطقة و العراق خصوصاً .

كمتابع يمكن أن أدّعي بأن المقاومة هي ليست شيئاً ترفياً عند الغيارى من أبناء الشعب العراقي ، و إنما هي ضرورة ساندة و حاجة مُلحّة للعراق و قد أثبتت تجارب الماضي و الحاضر بأن هذا السلاح له من القدسية الشيء الكثير نتيجة لقداسة الأهداف التي تم استخدامه فيها إبتداءً من دحر تنظيمات الإرهاب في سوريا و العراق و انتهاء بدك مواقع العدو الصهيوني نصرة لفلسطين و لبنان و شعبيهما و مقاومتهما.

بيان السيد السيستاني وضع نقاط متسلسلة ترتبط إحداها بالأخرى و بشكل تكون النقطة اللاحقة هي أثرٍ و نتيجة للنقطة التي تسبقها .

الحكومة و خلفها الكتل السياسية قد عجزت عن التالي :

⁃ تحقيق السيادة و وضع حد لتدخلات السفراء الأجانب في التأثير على الواقع السياسي العراقي ، بل أُخضِع البلاد إلى مزيد من قيود الإرتهان للقوى الدولية و منها استمرار وجود قوات الإحتلال التي تسيطر على الأرض و السماء العراقية و التي ارتكبت جرائم إغتيال بحق قادة النصر (رض) و غيرهم من قادة و رجال في الحشد الشعبي ، و كذلك فتحت هذه القوات الإحتلالية أجواء العراق لاستهداف الجمهورية الإسلامية خلافاً للدستور العراقي ، و كذلك تكليف شركة أجنبية ذات إرتباطات صهيونية بإدارة الملاحة الجوية في مطار بغداد بإيعاز من رئيس الوزراء ، و قصور الحكومة عن إيجاد منظومات دفاع جوي يحقق لها نوعاً من السيادة الجوية إستجابة لضغوطات الأميركي ، و كذلك عدم سعي الكتل السياسية إلى تحرير الملف الإقتصادي من البنك الفدرالي الأميركي الذي يهيمن على سياسات الإقتصاد بغرض الإبتزاز السياسي.

⁃ مكافحة الفساد و محاكمة عادلة للمجرمين ، و خير مثال هو ما جرى في قضية سرقة القرن.

⁃ عجزت عن تكليف الكثيرين من نظيفي اليد و التاريخ في مناصب هامة ، بل عمدت الحكومة و رأسها إلى إعادة ممنهجة للبعثيين و الجيل الثاني و الثالث من نسخة البعث الصدامي ، حيث تحدثت الإحصائيات عن عودة عدد لا بأس بهم من العراقيين البعثيين من الإمارات و الأردن خلال فترة هذه الحكومة .

مقالات سياسية

27 Oct, 06:01


السيادة العراقية … بين شعارات المسؤولين و واقع الإستباحة المهين


أكّد بيان هيئة الأركان الإيرانية الأمر المؤكد بأن المقاتلات الصهيونية قد استخدمت الأجواء العراقية في عدوانها على الجمهورية الإسلامية فجر السبت الماضي، و هذا يدلّل على ما يلي :

⁃ إفتضاح إدعاءات محمد شياع السوداني التي لطالما تشدّق بها و التي كانت أغلب مقالاتي تركز عليها و هي بأن جيش الإحتلال الأميركي يمارس و بتغطية رسمية عراقية دورا رئيسياً في العدوان المستمر على شعوب المنطقة في ظل حرب الإبادة الجماعية الدائرة في غزة و التي توسع أمدُها لتشمل الجنوب اللبناني.

⁃ مارس الأميركيون عملية إلهاء مدروسة لتمرير ما يسمى بمفاوضات مزعومة لإنسحاب جيش الإحتلال من العراق ، في حين كشف الواقع هو وجود قواعد عسكرية لوجستية تعمل على تزويد المقاتلات الصهيونية بالوقود و الإحداثيات المطلوبة لتنفيذ اعتداءاتها في المنطقة.

⁃ اعتبار الأميركي بأن العراق هو جزء من جبهة متقدمة لحماية الكيان الصهيوني ، و هذا بخلاف التوجّه الشعبي العارم المؤيد للقضية الفلسطينية و للقدس الشريف ، و كذلك بخلاف المكانة الدينية للمرجعية العليا المؤيدة في مواقفها للشعبين الفلسطيني و اللبناني. هذه المواقف تم الإستهانة بها من قِبَل الحكومة العراقية و رئيسها الذي يسير على نهج مصطفى الكاظمي و الذي وضع اللبنات الأولى في وضع العراق على سكّة منظومة إقليمية تأتمر بالأميركي و تخدم مشاريعه التي تهدف في أساسها إلى الإعتراف بالكيان الصهيوني و بتأمين أوسع مدى جغرافي لحمايته .

⁃ العراق الآن و بهذه السيادة المستباحة بدأ يمارس دوراً شبيهاً لدوره السابق في حقبة نظام البعث الصدامي و الذي إتخذ منه الأميركي موقعاً استراتيجياً للحرب ضد الجمهورية الإسلامية.

⁃ سقطت كافة أقنعة السلطة الحاكمة التي رفعت شعارات (النأي بالنفس ) و (لن يكون العراق ساحة للحرب..) و ما شابه ذلك من هذه الشعارات الجوفاء و التي يرددها النظام الأردني المنغمس في عمالته ضد أمن المنطقة لصالح الكيان الصهيوني .

⁃ إفتضاح دور محمد شياع السوداني في كونه بيدقاً بيد الأميركي ، حيث عمل رئيس الوزراء سابقاً على إعتقال من يرفع السلاح ضد قواعد الإحتلال الأميركي بينما يغض الطرف عن خرق أميركي للسيادة جعل من العراق طرفاً مشاركاً في العدوان على الجمهورية الإسلامية.

⁃ سقطت شعارات الكثيرين و كذلك أُفرِغت بيانات الإدانة لقادة سياسيين و رؤساء كتل سياسية، حيث أن ما جرى قد أزاح ورقة التوت عن فضيحة مفادها بأن العراق أصبح بشكل مباشر أو غير مباشر ، بإرادة أو بغير إرادة ، بشكل متعمد أو بغير قصد، أصبح جزءاً من حلقة من حلقات التآمر ضد محور المقاومة و ضد الجمهورية الإسلامية.

المفترض لتدارك الموقف الخطير هذا و لإظهار حسن النية لدى السوداني و من يقف خلفه من كتل سياسية:

⁃ الدعوة فوراً إلى خروج قوات الإحتلال الأميركي و قوات الناتو و كافة القوات الأجنبية من العراق .

⁃ تقديم شكوى أممية على الرغم من عدم جدوى ذلك و لكن لتسجيل موقف ضد الإدارة الأميركية لتسخيرها الأجواء العراقية جسراً لجيش العدو الصهيوني للإعتداء على إيران.

⁃ على السوداني الخروج للشعب العراقي و إعلانه بأنه ليس لديه القدرة على كبح جماح قوات الإحتلال الأميركي التي تستبيح السيادة العراقية، و عدم حدوث ذلك هو مسير متواصل عن عمد في مشروع إقليمي يهدف إلى تمكين الكيان الصهيوني في فرض مشروعه التوسعي المدعوم أميركياً و الذي كنت قد كتبت حوله ضمن المقال السابق و الذي أكّده السيد اليماني عبد الملك بدر الدين الحوثي في حديثه الأخير .

و أخيراً…. على ما يبدو فإن عظيم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي على مدى سنوات سابقة تكاد تذهب قدسيتها بفعل التمكين الرسمي العراقي للمحتل الأميركي الذي حوّل العراق من ساحة دحرت مشاريعه الإرهابية إلى ساحة تؤمن الحماية للكيان الصهيوني ، و هذا بسبب وجود شخصيات سياسية داعمة بل منغمسة بالمشروع الأميركي - الصهيوني الخطير في هذه المرحلة .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

15 Oct, 22:17


سكاكين الساسة تطعن وحدة الساحات

برزت في الآونة الأخيرة مواقف شبه رسمية مقربة من رئيس الوزراء و كذلك من جوقة من الإعلاميين الذين عُرفوا بلعق صواع المسؤول دوماً ضد مبدأ وحدة الساحات متعذرة بالنأي عن ما يسمونه بالصراع في الشرق الأوسط دون التأشير على مركزية و أهمية قضية فلسطين عند المسلمين و كأن الذي يحدث هو صراع بين فئة ما ضد اعتداء محدود للصهاينة في رقعة محدودة على أرض فلسطين المحتلة.

هذه التصريحات شبه الرسمية هي محاولات حكومية لتوهين قدسية المواجهة ضد الكيان الصهيوني و من يقف خلفه من قوى غربية لاسيما أميركا ، و هذا هو الحرج الكبير الذي تشعر به هذه الشريحة من المسؤولين و الإعلاميين العراقيين في مجاراتهم للأميركي و عدم التأشير على جرائمه الموصومة بالإرهاب ضد البشر و المقدسات سواء في فلسطين و لبنان.

هذه الشريحة تحاول استغفال العراقيين و صرف أنظارهم عن أخطر مشروع أميركي يُنفّذ بيد الصهيوني ، و هذا المخطط هو التالي :

⁃ ضرب كل حركات المقاومة في المنطقة و التضييق عليها و استهداف قياداتها ، و هذا قد بلغ ذروته في الإستهداف الإرهابي لحجة الإسلام و المسلمين السيد الشهيد حسن نصر الله (قده)، حيث أن الأميركي أراد من هذا الإغتيال إنهاء حزب الله كحركة مقاومة رئيسية في المنطقة ، إلا أن أداء مقاتلي المقاومة الإسلامية أثبت فشل الأميركي و الصهيوني في تحجيم قدرات حزب الله العسكرية و هذا ما نرى مصاديقه في أرض الميدان.

⁃ يلي ذلك هيمنة عسكرية صهيونية على دول المنطقة لتسريع عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، و هذا هو الهدف الرئيس من استهداف قوى المقاومة بعد أن طبّعت معظم الأنظمة العربية إما علانية أو من تحت الطاولة عبر شراكات و مشاريع إقتصادية إقليمية ترتبط بالشركات الصهيونية و العراق ليس بعيداً عن ذلك حيث نرى تهافت مسؤوليه نحو الشركات الإماراتية و الأردنية و المصرية و السعودية التي يصب وارد مشاريعها في جيوب الشركات الصهيونية و الغربية .

جوقة المسؤولين و الإعلاميين المقربين من دائرة القرار السياسي العراقي يحاولون بيع مواقفهم للأميركي الشريك المباشر في قتل قادتنا و في قتل أبناء شعوب المنطقة و إستهداف مقدراتها و إحتلال أراضيها و إهانة مقدساتها ، حيث وجدنا بأن هؤلاء يقفون بالضد من بيانات المرجعية العليا التي أوضحت بشكل صريح على ضرورة الوقوف مع الشعبين الفلسطيني و اللبناني ضد الهجمة الصهيونية الممنهجة.

هذه السكاكين التي تطعن في شرعية المقاومة الإسلامية العراقية يجب أن تُكسَر ، حيث لا يحق لها أن تكون وصيّة على الواجب الشرعي الذي رسمته بيانات المرجعية العليا في النجف الأشرف لدعم جهاد الشعبين الفلسطيني و اللبناني ضد الغطرسة الصهيوأميركية.

من المهم تذكير جوقة المتخاذلين بأن المقاومين في فلسطين و لبنان و اليمن و العراق يواجهون أخطر مشروع صهيوني توسّعي ما بعد عام ١٩٦٧ ميلادية ، و قدسية هذه المواجهة يتصدى لها من تحسّس خطورة المشروع ، حيث قُدّمتْ أعظم التضحيات للحد من خطورته لا سيما التضحية الكبرى المتمثلة بسماحة حجة الإسلام و المسلمين شهيد محور المقاومة السيد حسن نصر الله (قده) ، و من هنا لا يحق لمن يُخفي الحقائق المُرّة عن الشعب العراقي بأن يتحدث أو يمس المقاومة العراقية و لو ببنت شفة.

من هذه الحقائق التي يعرفها المسؤولون العراقيون قول الأميركان لهم في واشنطن بأن (طرد القوات الأمريكية من العراق يمكن أن يقوّض جهود الإدارة الأمريكية لمنع اتساع الحرب في غزة)، و هذا التصريح المؤكد يدُلّ على استغفال أميركي لمن يهمه الأمر بأن وجودهم هو لمنع الحرب ، بينما الحقيقة هو أن هذا الوجود هو ضرورة أميركية لحماية الكيان الصهيوني كما صرح مسؤول أميركي مؤخراً .

تصريحات جوقة المتخاذلين تتماشى مع التصريح الأميركي الخادع بشأن مغادرة القوات الأمريكية و خشية موهومة من هؤلاء بأن أي إنخراط عراقي شعبي في المواجهة قد يعرقل مغادرة القوات الأمريكية من العراق، بينما التصريح الثاني قد نسف أية مغادرة كون أن هذا الوجود سواء في الأنبار أو في شمال العراق يخدم الكيان الصهيونى بالدرجة الأساس.

و أخيراً… كلمة لهؤلاء ، إن مواقف المرجعية الدينية و بياناتها و حضورها في تشييع قادة شهداء إرتقوا جراء الجرائم الصهيوأميركية و ضيافتها لأهلنا من لبنان هي دلالات شرعية على قدسية المواجهة التي يتصدى لها المجاهدون ، بينما يزداد نكوص المتخاذلين يوماً بعد آخر طمعاً في فتات المناصب المغلف برضا أميركي على مواقفهم تلك التي تتعارض مع مبادئ الشعب العراقي التي لا يمكن استغفالها أو تجاوزها في مساندة أية مقاومة ضد الصهيوني و الأميركي.

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

02 Oct, 23:35


الرد الإيراني يشل الكيان و داعميه


أسقطت الجمهورية الإسلامية بردّها العسكري الصاروخي فاعلية كافة طبقات أنظمة الدفاع الجوي الصهيونية و الأميركية و الغربية حيث اعترفت وسائل إعلام العدو بنجاح الصواريخ الإيرانية في الوصول إلى مواقع حيوية و المقصود هنا ضرب ثلاث مطارات عسكرية صهيونية انطلقت منها مقاتلات العدو التي شاركت في اغتيال سيد شهداء المقاومة الإسلامية سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن نصر الله (رض) و قائد في الحرس الثوري

تمادي قادة الكيان الغاصب الإرهابي في جرائمهم لا سيما جريمة إغتيال سيد المقاومة الشهيد القائد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) قد عجّل في الرد الإيراني الصاروخي من حيث كمية النار المستخدمة في الهجوم و الأهداف العسكرية الصهيونية التي تم قصفها.

القادة السياسيون في الجمهورية الإسلامية استجابوا لرغبة الإمام الخامنئي دام ظله و قادة الحرس الثوري لتوجيه رد انتقامي ضد الكيان الغاصب بعد أن أقدم هذا الكيان على إغتيال حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن نصر الله (رض) ، و هذا الأمر أوصل رسالة إيرانية مفادها بأنه لا توجد خطوط متقاطعة في الداخل الإيراني تجاه الإستمرارية بنهج الثورة الإسلامية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن المظلومين و دعم حركات مقاومة الشعوب ضد الصهيونية و الإستكبار الغربي الداعم لها.

الضربة الإيرانية التي جرت بالأمس و التي تابعها مئات الملايين حول العالم أثبتت إنحسار عوامل القدرات العسكرية الصهيونية تجاه قصف متتالي بصواريخ فرط صوتية ، حيث أنه من خلال التصدع الذي جرى في عقيدة الكيان الصهيوني العسكرية القائمة على عوامل منها (الإنذار المبكر)، و ما تسميه (الدفاع ) ، و (الردع) و أخيراً (سرعة الحسم )، نلاحظ بأن هذه العوامل قد تآكلت أو تآكل بعض أجزائها نتيجة للضربات اليمانية المتوالية و كذلك ضربات المقاومة الإسلامية في لبنان و العراق و أخيراً الضربة البالستية الإيرانية التي جرت بالأمس.

منظومات الإنذار المبكر المتصلة بمنظومات الدفاع الجوي الصهيونية و الأميركية قد تم شلّها بنسبة كبيرة ، حيث و حسب مصادر موثوقة فإن الصواريخ الإيرانية قد نجحت بنسبة تزيد عن 90% في تحقيق إصابتها للأهداف المرسومة لها.
و هكذا فإن بقية عوامل عقيدة جيش العدو في تحقيق الأمن لقطعان مستوطنيه قد شُلّت تماماً بالأمس ، مما جعل الصهيوني و بشكل بائس يحاول أن يرسل رسائله عبر قصف جوي للضاحية الجنوبية في بيروت ليقول بأن عامل الردع لديه لا يزال فعالاً .

من المهم أيضاً الإشارة إليه هو دور المقاومة الإسلامية في العراق و كذلك عمليات الجيش اليمني المكثفة خلال الأيام القليلة الماضية ضد مواقع العدو الصهيوني ، حيث أنه من الأهمية بمكان هو عدم أتاحة الفرصة لجيش العدو للإستفراد بجبهة دون أخرى ، و كذلك فإنه يجب تشتيت جهد جيش العدو الصهيوني على أكثر من جهة ، و هذا موقف يُحسب للمقاومة الإسلامية في العراق و للجيش اليمني في رفد ساحة الإسناد في فلسطين المحتلة و في لبنان حيث يتصدى المجاهدون هناك ببسالة ضد جيش العدو المدعوم غربياً و أميركياً و من أغلب الأنظمة العربية التي تسعى للتطبيع مع الكيان الغاصب.

و أخيراً… لا شك بأن الجريمة الصهيوأمريكية بإغتيال سماحة حجة الإسلام و المسلمين السيد القائد نصر الله (رض) هو أمر جلل و مصاب أليم قد حلّ بنا كوننا قد فقدنا رمحاً علوياً و سيداً شجاعاً و غيوراً و حكيماً و مجاهداً و خطيباً مفوهاً ، و لكن حادثة استشهاده لا يمكن لها أن تهزم الروح المعنوية و الثورية لدى أتباعه و محبيه و مريديه في لبنان أو في العالم الإسلامي ، لأن الموروث العقائدي لدينا حافل بالكثير من التضحيات في سبيل الله لاسيما شهادة جده الإمام الحسين عليه السلام و التي تورث جذوة المقاومة في نفوس الأحرار في كل زمان و مكان .

الرحمة و الرضوان لشهداء الإسلام المحمدي الأصيل الذين برزوا من مدرسة أهل البيت عليهم السلام لنصرة إخوتهم المظلومين في غزة المنكوبة و التي تخلى عنها أعراب الصحراء و حرّاس آبار النفط الذين يدّعون الإسلام بينما أيديهم موغلة بدماء الأبرياء في غزة و لبنان نتيجة لدعم أنظمتهم للكيان الصهيوني إرضاء للأميركي .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

28 Sep, 14:52


إنا لله وانا اليه راجعون

أعظم الله لكم الأجر والثواب لرحيل حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن نصر الله شهيداً سعيداً مخضباً بدمه الشريف من أجل قضية فلسطين و التي هي أسمى و أشرف قضية قد تخلى عنها الأعراب و بادر لنصرتها الأخيار و سادة القوم و شرفائهم .

مقالات سياسية

16 Sep, 07:56


بين الأربعين و المولد النبوي … عمليات موضعية مُحكمة لمحور الإسناد


أطلق اليمنيون بالأمس في عملية نوعية صاروخاً حديثاً أصاب هدفه العسكري الصهيوني في تل أبيب مخترقاً كافة نظم الحماية الصهيونية و الأميركية و الغربية و العربية في حادثة قلّ نظيرها في شكل الحروب الحديثة التي تأخذ فيها أنظمة الدفاع أطواراً تقنية يُصعب إختراقها أو النفاذ منها فضلاً عن تخطي الصاروخ اليمني لأنظمة الحماية الغربية في البحر الأحمر.

كما أن المقاومة الإسلامية في لبنان قد حققت أهدافها من خلال الضربة المحكمة بالقرب من تل أبيب و التي إستهدفت فيها مقراً استخبارياً صهيونياً و الذي بدأت وسائل إعلام غربية بالإعتراف تدريجياً عن نجاح الضربة في تحقيق أهدافها.

كما ذكرت في مقال سابق و الذي كان تحت عنوان ( الشراكة المستدامة المزعومة هي وجه آخر لحماية الكيان الصهيوني ) بأن شكل رد محور الإسناد سيكون ضمن عمليات جراحية في الكيان الصهيوني ، و الهدف منها هو تحقيق ضربات نوعية مباغتة للعدو ، كما أنها تعمل على كبح جماح قادة العدو في فتح جبهة موسعة ضد محور المقاومة، كون أن نجاح هكذا عمليات موضعية و محكمة تعمل على شلّ قدرات الكيان الإستخبارية و تعمل على إنهاك و تعطيل أنظمته الدفاعية .

ما يميز الضربة اليمانية أنها أثبتت واقعاً يؤلم الكيان الصهيوني ، و هي تتشابه من حيث أثرها مع ضربة المقاومة الإسلامية في لبنان في تجاوز عامل الجغرافيا و البُعد المكاني بين اليمن و فلسطين المحتلة ، بحيث أن الجيش اليمني برهن على فرض قاعدة عسكرية تقول بأن كافة مواقع العدو أصبحت تحت مرمى نيرانه دون أهمية للموقع الجغرافي كما هو الحال في كيفية تعامل المقاومة الإسلامية في لبنان تجاه مواقع العدو في فلسطين المحتلة .

ضربة المقاومة الإسلامية في لبنان و ضربة الجيش اليمني متعادلتان إستيراتيجياً تجاه فرض قواعد جديدة عنوانها تفوق إستخباري للمقاومة و للجيش اليمني و قدرة على المناورة و التلاعب بأنظمة الدفاع الجوي الصهيوني و الأميركي بل و إنهاكهما ، و هاتان الضربتان تقدمان درساً قاسياً لقادة العدو فيما إذا قررت الجمهورية الإسلامية إعلانها عن ساعة الرد المحتوم للثأر لإغتيال الشهيد هنية في أراضيها.

من خلال تلك الضربتين المحكمتين فإن الشواهد تدل على أن كيان العدو و على الرغم من كافة أشكال الدعم الغربي له يعيش في مأزق وجودي لا ينفك عنه و الذي سينعكس على شكل أزمة داخلية متدحرجة بين أطراف قادة الكيان و من يتبعهم من قطعان الصهاينة المنقسمين فيما بينهم ، خاصة أن هذه الضربات الصاروخية أكدت لقطعان الصهاينة بأنه لا توجد منظومة أمنية لا صهيونية و لا أميركية و لا غربية أو عربية تستطيع الصمود أمام عمليات محور المقاومة ، مما أفقد الثقة لدى هؤلاء بالمنظومة الأمنية للكيان على الرغم من أن قادة الكيان الغاصب يزبدون و يرعدون عبر إطلاقهم لتهديدات فارغة تجاه لبنان أو اليمن.

ما حدث ليس مجرد ضربات عابرة بل هو إنتصار إستيراتيجي للمقاومة في لبنان و للجيش اليمني يفهمها الصهيوني و من خلفه عبر رسم معادلة ردع جديدة مفادها أن محور الإسناد قادر على الوصول إلى أدق الأهداف الصهيونية .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

05 Sep, 08:40


شبكة التجسس و محاولة حكومية لإطلاق الإثارات الإعلامية

تفاعلت أبعاد فضيحة شبكة التجسس في مكتب رئيس الوزراء بعد أن تم الإيقاع بالمدعو محمد جوحي الذي قام السوداني بنقله من منصبه السابق في رئاسة الجمهورية بعهد المخلوع الكاظمي إلى مكتبه حيث تم تكليفه بملف المتابعة، مع تنسيب و تكليف أكثر من ٤٠ موظف من شبكة الإعلام و الوزارات بإختيار خاص و جمعهم في قاطع كامل من مكتب رئيس الوزراء لإدارة العمل بوجود ضباط من جهاز أمني على مستوى رئيس قسم.

القضاء العراقي الذي أخذ على عاتقه كشف ملابسات هذه القضية كونها سابقة خطيرة تحدث في مكتب أرفع مسؤول تنفيذي في البلاد ، شدد القضاء بأنه ماض في جهوده للتحقيق في هذه القضية .

ما جرى بالأمس من مؤتمر لرئيس هيئة النزاهة قد تم بإيعاز مباشر من السوداني للتغطية الإعلامية على فضيحة التجسس .

القوى السياسية كافة و التي جاءت بالسوداني تتحمل هي الأخرى مسؤولية ما جرى ، حيث أن إطلاق يد السوداني في تعيين نتاج مظاهرات تشرين هو تناغم خفي لما يسمى بسياسة إحتواء ناشطي تشرين المُؤدلجين.

رأس الحكومة الحالي ينتهج أساليباً قد دأب عليها سلفه الكاظمي في إثارات إعلامية لوضع الرأي العام في المساحة الرمادية حتى تشتبه على المتابع الأمور في وقت تصمت فيه جيوش إلكترونية تتبع لقادة الإطار تجاه هذه الفضيحة .

إفتضاح أمر شبكة التجسس في مكتب السوداني لا يقل أهمية عن سرقة القرن، حيث أن محمد جوحي هو فقط عضو فيها و ليس رأسها.


بالعودة إلى موضوع ذي صلة ، فإن مسار الحكومة التي أتت بها قوى الإطار هو مسار يتطابق مع مسار حكومة الكاظمي.

بمجرد إجراء جرد لنشاطات الحكومة و سياستها الخارجية فإنه يمكن التأشير على ما يلي :

⁃ إنفتاح السوداني على الأردن و مصر و الإمارات عبر إقامة مشاريع اقتصادية مع هذه الدول على الرغم من معرفة القاصي و الداني لمدى إنخراط هذه الدول في علاقات مع الكيان الصهيوني .

⁃ تسليم الملف الأمني في شمال العراق بيد تركيا تماماً مقابل منح سمات دخول لفئات معينة من العراقيين لتركيا ، و هذا يدلل على مدى سذاجة العقلية الحاكمة في البلاد .

⁃ القبول الحكومي بأن تُدار منشآت الدولة الإستراتجية كميناء الفاو من قبل الإمارات التي أعلنت و بشكل واضح بأن موانئها تقيم شراكات اقتصادية مع شركات صهيونية .

⁃ إعلان رأس الحكومة عن محادثات عراقية أميركية تخص وجود الإحتلال الأميركي ، و التي تُعتبر في حقيقتها مجرد محاولات ذرّ الرماد في العيون و تمضية للوقت لصالح الأميركي في المنطقة لتقوية وجوده العسكري دعماً للكيان الصهيوني .

⁃ تفريط الحكومة و من يقف خلفها من قوى سياسية بورقة مهمة تدعم المفاوضات المزعومة مع الأميركي و هي ورقة المقاومة العسكرية ضد الوجودات العسكرية غير الشرعية في العراق ، حيث لم تكتف الحكومة بهذا التضييع و التفريط ، بل عمدت إلى وصم من يقاوم بطابع الإرهاب أو إصدار أوامر إعتقال بحق البعض كونهم يمارسون حقاً مشروعاً في مقاومة أي إحتلال ، و هو حق مكفول في الشرائع السماوية و القوانين الدولية .

هذه بعض نقاط التشابه بين حكومتي السوداني و سلفه الكاظمي اللتان تحظيان برضى أميركي و قاسمهما المشترك أيضاً هو إصدار فيتو أميركي على أية شخصية مستقلة كفوءة تتسنم منصب رئيس جهاز المخابرات و حصره فقط بيد السوداني أو الكاظمي .

و أخيراً… إن عدم مراقبة و مراجعة القوى السياسية لمسار السياسة الخارجية للعراق هو إذعان واضح للسياسات الأميركية التي ترغب و تعمل لجر العراق نحو التطبيع مع العدو الصهيوني من بوابة الإقتصاد عبر وكلاء أمريكا في المنطقة.

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

09 Aug, 19:04


الشراكة المستدامة المزعومة هي وجه آخر لحماية الكيان الصهيوني


جاءت العملية الإرهابية الغادرة التي نفذها الكيان الصهيوني بضوء أخضر أميركي في طهران و التي أدت إلى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية و كذلك العملية الإرهابية التي أدت إلى إرتقاء السيد فؤاد شُكر في بيروت ، جاءتا بعد إدراك الصهيوني و الأميركي و الغربي عموماً بعمق المأزق الذي يعيشه الكيان الصهيوني من حرب الإستنزاف التي تنفذها المقاومة الفلسطينية و جبهات الإسناد الفاعلة لا سيما الجبهة اللبنانية و اليمنية بمشاركة المقاومة الإسلامية في العراق ، حيث أن رئيس حكومة العدو حاول الخروج من مأزق الإستنزاف الدامي إلى مرحلة خلط الأوراق علّ هذه الخطوة تشبع رغباته في إستدراج الجمهورية الإسلامية و قوى المقاومة لخطوات غير مدروسة أو انفعالية ستكون لمصلحة الصهيوني .

من المؤكد أن الجمهورية الإسلامية و قوى المقاومة متيقظين لهذه المكيدة الصهيونية الموضوعة بعناية مع الراعي الأميركي في محاولة لإستعادة الردع المتآكل لجيش العدو الصهيوني .

المؤكد و الثابت أيضاً هو أنه سيكون هناك ردّ صاعق للجمهورية الإسلامية و لمحور المقاومة على بهلوانيات حكومة العدو ، و الأمر متروك لقادة الميدان في تحديد ساعته و مكانه .

من المؤكد أيضاً بأن الجمهورية الإسلامية و محور المقاومة يعدّان لتوجيه ضربة قوية أشبه ما تكون بعملية جراحية دون أن تكون هناك تطورات عسكرية لاحقة سواء أكانت من الصهيوني أو من الأميركي ، و في حال حاول هذان العدوان الرد على الضربة المحتومة للكيان ، فإن الأميركي حينها يكون قد تناسى بأن أهدافه و مصالحه التي تفوق على أربعمائة هدف في المنطقة هي الأخرى ستكون عرضة للإستهداف في حال إنجرّ هو الآخر مع مغامرات رئيس حكومة العدو .


لا شك بأن الأميركي الذي يستجلب طائراته و بارجاته الحربية ، يهدف من خلال ذلك هو الترهيب الإعلامي للجمهورية الإسلامية و لمحور المقاومة .

هذا الترهيب لا يمكن أن يكون لديه أي صدى أو أثر لمن هم في الميدان و نحن نرى ضربات الجيش اليمني و فرار بوارج العدو الأميركي و الغربي منها ، حتى جاء الوقت اليوم بالأميركي و الصهيوني و حفنة من الدول العربية لطرح موعد لاستئناف مفاوضات مزعومة في الخامس عشر من الشهر الجاري.

هذه المحاولة الأميركية هي محاولة خداع لرمي الكرة في ساحة الجمهورية الإسلامية و محور المقاومة و لإطالة أمد الرد الإيراني المرتقب و لتخفيف الضغط النفسي في الداخل الصهيوني جراء انتظار هذا الرد.

الملفت بالأمر في العراق هو مسارعة الخارجية العراقية إلى ترديد صدى مصر و قطر و غيرهما تجاه محاولة الخداع الأميركية هذه ، و هذا مظهر من مظاهر الشراكة المستدامة مع الأميركي التي تحاول اصطناع قبة سياسية و تأييد لسياسات أميركا في المنطقة ، و هي سياسات تهدف إلى حماية الكيان الصهيوني و التستر على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

العراق لم يتخذ موقفاً رسمياً فاعلاً و مؤثراً تجاه فلسطين سوى بعض الخطب الرنانة التي لا تتوافق مع فداحة الواقع المأساوي للشعب الفلسطيني، حيث أن من مظاهر الضعف الرسمي العراقي هو إمداده الأردن بالنفط و غيرها من المساعي لتقوية إقتصاد هذا البلد مع المعرفة الكاملة بدور النظام الأردني في حماية الكيان الصهيوني .

كما أن من مظاهر الضعف العراقي الرسمي هو قبوله بالتكبيل الأميركي لقراره و سيادته عبر خضوعه لتحركات جيش الإحتلال الأميركي في السماء العراقية و استخدامها كمحطة متقدمة لخدمة الكيان الصهيونى و حمايته من صواريخ و ضربات محور المقاومة .

هذا بعض من مظاهر هذه الشراكة المستدامة مع العدو الأمريكي التي تخدم الكيان الصهيوني ، بل يمكن القول بأن هذه الشراكة هي وجه خفي لخدمة الكيان و تمرير السياسات الأميركية في المنطقة.




https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

31 Jul, 00:46


إستلاب الإرادة العراقية

خلال يومان حرّكت أمريكا عبر أدواتها في المنطقة حرباً ضد من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الإبادة الصهيونية الممنهجة التي تستهدف البشر و الحجر في فلسطين المحتلة ، و هذه الأدوات هي الوهابية التي أعدمت بدم بارد العشرات من المسلمين الشيعة في باكستان ، و الكيان الصهيوني عبر إستهدافه الهمجي للضاحية الجنوبية في بيروت .

أما في العراق ، فقد إستمر العدو الأميركي بعربدته حيث إستهدف قوات الحشد الشعبي التي هي قوات رسمية .

لا كلمات يمكن لها أن تصف المشهد المأساوي الذي وضعت الأحزاب المؤتلفة الحاكمة في العراق نفسها فيه ، حيث أنها إكتفت ببيانات باردة و مُملّة أَلِفها الشعب العراقي و سئم منها بعد كل عدوان ضد الحشد الشعبي.

التواطؤ الحكومي المباشر أو غير المباشر سهّل و مكّن المحتل الأميركي من تكرار عدوانه على قوات عراقية رسمية ، و أشكال هذا التواطؤ هو الآتي :

⁃ طلب جهة رسمية لها سلطة في البلاد من إيران بالضغط على بعض المقاومين لتجنب إستهداف قوات الإحتلال الأميركي، و كأن هذه الجهة الرسمية تقول بأنا قد ألقينا الحجة عليهم.

⁃ لقاءات واشنطن التفاوضية تحت مسمى شراكة مستدامة أعطت هي الأخرى ضوءاً أخضراً لقوات الإحتلال بأن يكون لديها اليد الطولى في السماء و الأرض العراقية .

⁃ تقاعس كافة قادة الكتل السياسية عن سحب الوصاية المالية الأميركية عن العراق و التي جعلته أسيراً بمقدّراته بيد القرار الأميركي.

⁃ سكوت و تخاذل بعض القادة الأمنيين من ذوي المناصب الحساسة و كذلك ما يسمى بوزير الخارجية عن جرائم الإحتلال الأميركي ، و هذا السكوت إما عن قناعة بالدور الأميركي ، أو بسبب الطمع و التزلف للأميركي لإدراك موهوم لدى هؤلاء بأن الأميركي هو من يحفظ لهم مراكزهم .

⁃ محاولة السلطة اعتقال أي مقاوم ضد الاحتلال الأميركي و كتم إعلامه المقاوم خدمة لمشاعر السفيرة الأمريكية و إدارتها .

⁃ إزدواجية المواقف لدى معظم السياسيين بين ما يجري في الكواليس و بين ما يُصرّح به في الإعلام ، حيث لا يمكن لإمرئ أن يُفرّق بين العدو الصهيوني و بين الراعي له و هو الأميركي الذي يدير الحرب بنفسه سواء في فلسطين المحتلة أو في اليمن أو في لبنان و سوريا أو في العراق .


على من يمثل الحكومة و من يقف خلفه من أحزاب و حركات سياسية ، عليه أن يدرك بأن هذه الحرب ليست صهيونية فحسب ضد الشعب الفلسطيني، و إنما هي حرب أميركية غربية صهيونية ضد كل شعب يقف ضد المجازر الصهيونية التي يندى لها الجبين.

ما جرى و يجري من حق شعوب المنطقة في مقاومتها للعدوين الصهيوني و الأميركي يُعجّل في فرز حقيقة الشخوص و يضعهم أمام حقيقة واحدة و هي إما أن يكونوا مع خيارات شعوبها أو أن تُكمِل هذه الشخوص في إنحدار مواقفها و رضوخها للعدو الأميركي .

عليكم أيها الساسة بأن تعوا بأن شراكتكم المستدامة مع أمريكا هي مزيد من استباحة الدماء الزكية لرجال الحشد الشعبي الذين هم أقدس ما حظي به العراق في تاريخه ، حيث لا يمكن لأحد أن يقبل إستهانتكم بدمائه و بيعها في بازار سياستكم التي تستلب أمريكا بها إرادتكم .



https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

25 Jul, 08:40


عمليات الإلهاء و تثبيت الإحتلال

طرح مجلس النواب عدة مشاريع قوانين للقراءة الأولى و سحب أحدها تحت حجج عدة بضغط قادته السفارة الأميركية و منظمات المجتمع المدني، و لكن المثير بالأمر هو عملية الإلهاء الإعلامي المشكوك في وقتها تجاه عدة أحداث ترتبط بمخرجات ما يسمى بالحوار الأمني بين واشنطن و بغداد.

ثلاث أحداث أتت بنسق زمني واحد لم يسلط الإعلام الضوء على خلفياتها و هي مرتبطة مع بعضها البعض بنحو مدروس و هي كالآتي :

⁃ إطلاق قسد الإنفصالية قيادات داعشية من سجن غويران بأوامر أميركية : هذا الأمر يندرج تحت بند إستغلال الأميركي لورقة داعش الإرهابية كورقة يطرحها على الطاولة كلما تعالت الأصوات بضرورة خروج الإحتلال الأميركي من العراق .

⁃ تثبيت عملية ما يطلق عليها بالشراكة المستدامة : هي في حقيقتها شرعنة للوجود الأميركي ، حيث جاءت أوامر الإطلاق الأميركية السابقة متزامنة مع وجود وفد عسكري عراقي في واشنطن . هذا التزامن هو تزامن مدروس لترهيب من بيده القرار السياسي و الذي وقع تحت تأثير الدعاية الأميركية التي تستخدمها لإطالة أمد وجود جيشها المحتل في العراق و فرض مشروعية دستورية على الوجودات العسكرية الغربية في هذا البلد تحت مسميات مختلفة ذات أصل و منبت واحد هو في حقيقته وجود عسكري و أمني أميركي .

⁃ لقاء رئيس الوزراء مع ممثلي شركة KBR الأميركية (الهندسية) و التي هي في حقيقتها هي شركة تؤسس لبناء القواعد الأميركية في المنطقة و تدير شؤونها اللوجستية، حيث كان لهذه الشركة الدور في العراق و عدة دول محيطة لإدامة التموين للقواعد الأميركية عبر عقودها طويلة الأمد مع الجيش الأميركي.

هذه الأحداث الموضوعة بعناية و التي ترافقت مع عملية إلهاء إعلامي مدروس و ممنهج بإثارة الصخب هي للتغطية على غايات تالية:

سياسة أميركية تقليدية تُخيّر السياسي بين العصا و الجزرة

شرعنة إحتلال بموافقة حكومية

تثبيت شركات أميركية لتموين قواعد الإحتلال

حقيقة الأمر فإن السياسي العراقي قد غاب عن ذهنه المتغيرات الجارية في المنطقة و منها :

⁃ إستيعاب الصهاينة لدرس المقاومة الفلسطينية، حيث أدرك منظرو الكيان تضاؤل فرص وجود الكيان الصهيوني في المنطقة خلال سنوات قريبة .

⁃ بروز قوى المقاومة كلاعب أساسي في تحديد مصير المنطقة و التي قد تتغير ملامحها بفعل تنامي المشروعية الشعبية لهذه القوى لا سيما في اليمن الذي وضع اللبنة الأساس في استكمال بناء و تنامي الثورات من شعبية إلى نهج سياسي و حكومي .

⁃ الضعف السياسي الأميركي و الواقع المأزوم داخلياً ، حيث قد تعصف بهذا البلد حالة الفوضى الأمنية نتيجة للتجاذبات الداخلية الحادة و التي قد تصل إلى حد الحرب الأهلية.

⁃ حتى على مستوى الأنظمة إلا ما ندر من تلك الأنظمة المصطنعة في المنطقة ، فإن الزيف الأميركي بترويجه لمصطلح (الشريك الحيادي في الصراعات) قد بات من الماضي ، حيث شاركت هذه الدولة بقضها و قضيضها في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني على مرآى و مسمع الجميع .

على ساسة العراق بألا يقدّموا طوق النجاة للأميركي المثقل بالخسائر سواء في الداخل الأميركي أو خارجه و ألا يكونوا رهينة بيد الأميركي القابض على المال العراقي ، فالدرس اليمني يُقدّم لكم صوره بشكل مجّان حيث أُرغمت السعودية على سحب ضغوطاتها عن اليمن بعد خطاب واحد من السيد عبد الملك الحوثي .

خلاصة الأمر .. أن هذا العالم لا يقيم وزناً إلا للقوي و لا يفهم إلا لغة واحدة.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

08 Jul, 22:37


مسؤول ملف التطبيع في بغداد … خرق سياسي و صمت إعلامي


مرّ خبر إستقبال رئيس الوزراء لمسؤول أمريكي رفقة سفيرة الإحتلال الأميركي اليوم مرور الكرام على كثير من المتابعين ، بل أن البعض لم يبحث عن خلفية هذا المسؤول و توجهاته و أجنداته.

المسؤول دانيال شابيرو و الذي إلتقاه السوداني و بعده فؤاد حسين هو السفير الأميركي السابق لدى الكيان الصهيوني ، و هو اسرائيلي الجنسية مع امتلاكه أيضاً للجنسية الأميركية .

وزير خارجية أميركا بلينكن كان قد كلّفه في الشهر السادس من العام الماضي بملف التطبيع و تنفيذ اتفاقات ابراهام بين الكيان الصهيوني و الدول العربية لاسيما الخليجية منها .

مهمة هذا المسؤول الصهيوأميركي كانت قد تعطلت نتيجة لطوفان الأقصى و تعثر المساعي الأميركية - السعودية - الصهيونية في إعلان تطبيع النظام السعودي مع الكيان الصهيوني.

خلفية هذا الرجل هي أمنية بحتة حيث و من خلال رصد مقابلاته التلفزيونية الأخيرة فإن دوره تركّز على تبادل المعلومات الإستخبارية بين دول الخليج الفارسي و بين الجانب الأميركي بما يخدم تقليل الضرر الجسيم الذي لحق بعملية تطبيع النظام السعودي مع الكيان اللقيط نتيجة لمعركة طوفان الأقصى.

إضافة إلى ذلك فإن من أولوياته هو حث الحكومات التي تدور في الفلك الأميركي على محاصرة قوى المقاومة التي تساند المقاومة الفلسطينية في مواجهتها لحرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني بقيادة أميركية .

إبراز الجانب الأميركي لشخصيات أميركية ذات توجهات صهيونية و ترتيب زيارات رسمية لها إلى العراق هو خرق كبير على مستوى السياسة العراقية التي تنحدر بشكل مضطرد .

الزيارة و حسب مكتب رئيس الوزراء و كذلك تغريدة سفيرة الإحتلال الأميركي تدور حول ما يسمى بالشراكة المستدامة بين العراق و أمريكا ، حيث أن حقيقة هذا المسعى الأمريكي يدور حول جر العراق نحو المحور الأميركي و الذي يخدم الكيان الصهيوني بكل تفاصيله.

السؤال هنا :
من هو الذي يدير السياسة العراقية و من هو المسؤول عن تدهورها و انسياقها بالاتجاه الأميركي ؟

هل هو رئيس الوزراء أم الاطار التنسيقي أم إئتلاف إدارة الدولة؟

و هل تنبه هؤلاء جميعاً إلى خطورة مثل هذه اللقاءات المغلفة بعناوين رسمية ؟

حريٌّ بهذه الأطراف لاسيما قوى الإطار و قادته فرملة الإندفاعة العراقية الرسمية نحو لقاء هكذا شخصيات مشبوهة تعمل على بناء منظومات التطبيع السياسي و الإقتصادي مع الكيان الصهيوني.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

04 Jul, 08:56


مسعود و صك غفران الإطار


جاءت زيارة مسعود بارزاني إلى بغداد وسط تهليل لإعلام السلطة و كافة وسائل إعلام الإطار في وقت يستمر فيه قادة الإطار بترجيح كفّة التوافقات السياسية على المرجعية الدستورية للقضاء العراقي.

المحكمة الاتحادية كانت قد أصدرت قراراً بعدم صحة تحويل الاموال الى الاقليم قبل تشريع الموازنة لأنه يعد مخالفاً لاحكامها واحكام قانون الادارة المالية رقم ٦ لسنة ٢٠١٩، حيث أن سلطات الإقليم تتهرب من جدولة إيراداتها النفطية منذ عام ٢٠١٤ ميلادية ، في وقت كسر فيه الإطار التنسيقي و من يمثّل السلطة التنفيذية هذا القرار عبر إرسال الأموال شهرياً حيث بلغ مجموع ما تم إرساله من بغداد إلى الإقليم في عام ٢٠٢٣ ميلادية قرابة الإثنا عشر مليار دولار مضافاً إليها مبالغ على شكل قروض لسلطات الإقليم زادت على مليارين دولار .

هذا من جانب ، و من جانب آخر فإن بارزاني قد بعث برسالة للإحتلال الأميركي أثناء لقائه بالسفيرة الأميركية بأنه لا يمانع وجود هذه القوات الإحتلالية بعنوانين أخرى ، و هذا ما أقرّه بيان الإطار بوجود توافق بين بغداد و أربيل حوّل شكل العلاقة مع هذا الوجود الإحتلالي الذين إدّعوا (قادة الاطار) بأنها علاقة ضمن الإحترام المتبادل متناسين جرائم هذا الإحتلال عبر دوره الموثّق لمد المنظمات الإرهابية التكفيرية و في دوره المباشر في إغتيال قادة النصر (رض) و في إستهدافه لكل مقاوم مخلص .

صكّ الغفران الإطاري لمسعود بارزاني حول مسألتي وجود قوات الإحتلال و القفز فوق قدسية المرجعية الدستورية من أجل ضمان وجود إتفاق سياسي إرضائي هو تخبّط مزمن و فقدان بوصلة لدى معظم قادة الإطار ، حيث أن منح مثل هذه الصكوك يُنبئ بل يؤكد على هشاشة الرؤية السياسية لدى هؤلاء و التي تتأرجح بين مغازلة للغرب و بين تخادم مصلحي أو ضعف و وهن يسري في مفاصل الوحدة الهشة بين أقطاب الإطار التي جمعتها المبادئ و فرقتها المصالح.

محاولة سفراء الدول الغربية عبر لقائهم ببارزاني و في بغداد هي محاولة للنفخ انتخابياً في جسد حزب مسعود قبل إنتخابات الإقليم في كانون الأول المقبل ، حيث يستفيد الأميركي كما مسعود بارزاني من حالة الوهن لدى قادة الإطار في تمرير حملته الانتخابية و أجنداتها و ما فيها من شرعنة لقوات الإحتلال مقابل دفع (الجزية) عن يدٍ صاغرة.

صك الغفران الذي مُنح ضمن باقة المصالح لمسعود بارزاني لا تزيل عنه تهمة التمرد على الدستور العراقي و محاولته الإنفصالية عن العراق ، كما أنها لا تُطهّر نهجه السياسي كونه من آوى و مكّن المنظمات الإرهابية القومية ، كما أن هذا الصك لا يبرئ مسعود من تهريبه النفط العراقي للكيان الصهيوني .



https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

29 Jun, 08:04


اليـمن ….استحقاق القيادة

تتشارك قوى المقاومة في جبهة الإسناد في تثبيت حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الكيان الغاصب و من يقف خلفه من قوى إستكبارية ممعنة في إبادة جماعية بحق أطفال و نساء و شيوخ غزة في وقت باعت فيه معظم الأنظمة العربية أشلاء الفلسطينيين الممزقة لشراء الرضا الأميركي عليها .

كل قوى المقاومة تعمل بإخلاص و تفان و كل من موقعه و قدراته على تأصيل حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الهجمة البربرية التي تقودها أمريكا و ربيبتها الكيان الغاصب ، و لكن ما يميز الدور اليمني هو إيلامه للقوى الغربية الكبرى بمجموعها و خنقه للشرايين الإقتصادية التي يتنفس من خلالها هذا الكيان الذي في حقيقته هو قاعدة عسكرية متقدمة لتلك الدول و لمصالحها في المنطقة.

إعلان القوات المسلحة اليمنية المتكرر بالرد على حاملات الطائرات الأميركية و البريطانية و الغربية الأخرى هو عامل ضغط متقدم تتميز به الساحة اليمنية الفاعلة ، كما هو الحال في لبنان حيث توقع المقاومة الإسلامية هناك الضربات المتلاحقة في جيش العدو و كذلك الإنتصار الإستخباري للمقاومة و الذي زودها بمئات الأهداف العسكرية الصهيونية مما أمّنَ لها بنك أهداف استراتيجي في حال أقدم الكيان الغاصب على أية مغامرة بحق لبنان و شعبه ، حيث يعبر الإعلام الصهيوني عن حالة الإنهزام بين صفوف قطعان الصهاينة و أن أية محاولة لقادة الكيان بإشعال حرب في لبنان هي أشبه ما تكون بمحاولة انتحار خصوصاً أن قادة الكيان لم يستوعبوا بعد كم الهزيمة التي لحقت بالكيان منذ إنطلاق معركة طوفان الأقصى، فكيف لهذا الجيش المنهزم أن يتصدى لمئات الآلاف من الصواريخ التي ستدك قواعده و معسكراته و مطاراته العسكرية و المدنية و مصانعه !؟

المؤكد بأن لبنان و مقاومته سوف لن يُتركا لوحدهما في مواجهة أية مغامرة غربية صهيونية على الرغم من قدرة حزب الله على هزيمة الكيان و من يقف خلفه.

بالعودة إلى دور العامل اليمني الرسمي و الشعبي في عملية إسناد الشعب الفلسطيني فإن هذا الدور تعاظم بشكل لافت و خصوصاً تجاه بناء منظومة للردع في الممرات المائية الدولية و التي تستخدمها القوى الكبرى لتمرير مشاريعها في المنطقة.

منظومة الردع اليمني الإستراتيجية تحققت بعد إدراك الدول الغربية لهشاشة أساطيلها المنسحبة أو التي تلك تتلقى الضربات اليمنية في حال أن هذه السفن الحربية تمارس الحماية للسفن المبحرة من و إلى الكيان الغاصب .

العامل اليمني الرسمي و الشعبي المميز يبشّر بتراكم للقوة و التي تستخدم حصراً من منطلق المبادئ الشرعية لنصرة شعوب المنطقة لاسيما الشعب الفلسطيني دون التحسب لأي ردة فعل غربية كون أن هذه القوى الإستكبارية قد تم شلّها تماماً في الممرات المائية الدولية .

من جانب آخر و على الرغم من تجاهل الإعلام العراقي بمختلف توجهاته لعمليات المقاومة الإسلامية في العراق و التي يتكتم العدو الصهيوني على الخسائر التي تلحقها بها دقة مسيراتها في إصابة أهدافها في الكيان الغاصب، فإن اليمن أخذ على عاتقه إبراز الدور الفاعل لهذه المقاومة في إيلامها للكيان الغاصب .

موقف اليمن المبدئي على المستوى الرسمي و الشعبي هو عامل مهم و مؤثر في تعاظم قوى المقاومة، حيث أن اليمن لا يخضع لأي عامل ابتزاز غربي أو تبعية من جهة المصالح مع الغرب كما هو الحال في معظم الدول العربية أو تلك التي تنادي و تلهث نحو الشراكة الأميركية مع تجاهلها للدور الأميركي في إمداد الكيان بمليارات الدولارات لقتل الشعب الفلسطيني ، بل تُعتَبر مثل هذه الدعوات و الأمنيات للشراكة مع الأميركي هي تتويج لعملية تطبيع جارية مع الكيان الصهيوني تقوم بها امريكا بالخفاء مع ما تبقى من دول المنطقة من البوابة الإقتصادية.

تنسيق قوى المقاومة الإسلامية في العراق مع القوات المسلحة اليمنية و الذي ينطلق من مبدأ وحدة الساحات هو مبعث فخر للشعب العراقي من جانب ، كما أنه من جانب آخر تأكيد لإعتقاد راسخ لدى العراقيين الشرفاء بأنهم قد توسّموا في اليمن خيراً و نصراً لوجود قيادة حكيمة و شجاعة لا تستجيب للابتزاز الدولي ، كما أن هذه القيادة تقود إلى إبراز هوية العراقيين المقاوِمة ، حيث لا يزال الفرد العراقي المبدئي يبحث عن وجود مثل هذه المُثُل القيادية التي لا تضعف أمام المغانم أو تلك التي يسيل لعابها تجاه مكاسب السلطة أو التي تنساق مسلوبة الإرادة نحو مشاريع أميركية مشبوهة في حين أن المرجو منها هو تسخير مقدرات السلطة لخدمة قضايا مبدئية كما هو حال القيادة اليمنية .

الدور اليمني انطلق بقوة منذ فشل الحرب الظالمة على هذا البلد و هو دور متعاظم خدمة لقضايا الأمة و سوف تتكسر أمامه كافة التحديات لأن هذا البلد و بعبارة واحدة هو بلد حُر و سيد و قراره بيده لا بيد القوى الغربية كما هو حال معظم الدول العربية و هذا سيؤدي بالضرورة إلى دور إقليمي فاعل و متميّز لليمن في قادم الأيام.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

14 Jun, 22:10


السيادة بين سندان الوصاية و مطرقة التهافت نحو المشاريع الإقليمية


لم يضف منطق السفيرة الأميركية الجديدة المنتدبة للعراق بجديد على مستوى السياسة الأميركية المنتهجة في هذا البلد ، حيث أن الواقع السياسي العراقي يئن من أمراض مزمنة يتحاشى السياسيون الإشارة فيها إلى مواضع الخلل على الرغم من تشخيصهم لها.

ما نطقت به هذه السفيرة هي أمنيات فجّة تحاول من خلالها الإمعان لرمي العراق في حضن المشاريع الإقليمية التي تسير بخطى واضحة للمراقب نحو التطبيع الإقتصادي مع الكيان الصهيوني عبر ربط العراق بمنظومات إقتصادية مشبوهة تبدأ من مشروع طريق التنمية التركي - الإماراتي - القطري الممول من الإمارات و المستفيد الأكبر هي الشركات التركية ، مروراً بمشروع أنبوب البصرة - العقبة و الذي سيكون ضرعاً حلوباً للنظام الأردني و لشركات الكيان الصهيوني بالقرب من ميناء العقبة حيث إيلات الصهيونية .

هذه المشاريع التي تنساق إليها الحكومة طواعية تحظى بموافقة إئتلاف إدارة الدولة الذي يضم أطراف مرتبطة بالأميركي و القطري و التركي و غيرهم ، و لكن المستغرب هو إنسياق من رفع شعارات براقة ضد هذه المشاريع المشبوهة في زمن مصطفى الكاظمي ، حيث ما يجري الآن هو تكريس ناعم لسياسة الحكومة السابقة .

هذا من جهة ، و من جهة أخرى نلحظ إستفزازات إعلامية وقحة من سفيرة أميركا الجديدة و التي تريد أن تضع أجندات للسياسة الخارجية العراقية في محاولة من إدارتها لبناء مرحلة جديدة من الإحتواء للعراق و الإمعان في سلبه لقراره و ما تبقى من سيادته .

هذا النمط في التفكير السياسي الأميركي هو نمط مكرر لمأزق متجدد في السياسة الأمريكية بعد افتضاح الدور الأميركي في عمليات الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة ، حيث تحاول الإدارة الأميركية عبثاً في كبح جماح قوى المقاومة المشروعة لشعوب المنطقة ضد جميع أنواع الإحتلالات العسكرية منها أو السياسية و كذلك الإقتصادية .
هذه المحاولة الإعلامية الأميركية تأتي من أجل استعراض لقوى البيانات الفجّة بهدف توجيه الأنظار عن جرائم أميركا و الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة و تحويل بوصلة العداء نحو الجمهورية الإسلامية أو نحو قوى المقاومة .

الأسئلة التي تحتاج إلى شجاعة للإجابة عليها :
متى يدرك معظم قادة قوى الإطار بأن المشاريع التي يتهافتون نحوها و ينخرطون فيها هي مشاريع تهدف بالدرجة الأولى التطبيع الإقتصادي مع الكيان الصهيوني ؟

متى يدرك هؤلاء بأن الأميركي يمعن في سلب ما تبقى من السيادة العراقية ؟

هل لدى هؤلاء إجابات حول المسرحية الهزيلة التي روّجت لها الحكومة بالتعاون مع الأميركي حول وجود مفاوضات لخروج المحتل الأميركي من العراق ؟

و هل تكفي البيانات الرنانة المنددة في المحافل الدولية و غيرها من الإجتماعات الإقليمية التي تلتئم بإشارة واحدة من وزير الخارجية بلينكن ؟ و هل يحسب هؤلاء بأن لعبهم لدور البطولة الورقية يغطي عنهم سوءة إنصهارهم في مشروع عبد الله الثاني الذي يُعدّ أميركياً و صهيونياً ليكون رأس الحربة في مشروع جديد يستهدف كل صوت وقف مع فلسطين المحتلة ؟

هذه أسئلة لا تُعجب البعض الذي يجيد التصفيق ، و لكنها تُبرئ الذمة لمن يمتلك رأيه و لا يتملّكه أحد.

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

22 May, 05:05


الجمهورية الإسلامية…صمود أمام العواصف


إن الفقد الكبير و المصاب الذي ألمّ بالأمة الإسلامية بإستشهاد رئيس الجمهورية الإسلامية آية الله السيد إبراهيم رئيسي و وزير الخارجية المقاوِم حسين عبد اللهيان إلى جانب رفاقهما يأتي في ظروف دولية حساسة لا يُستبعد فيها كل الإحتمالات سواء أكان مجرد حادث عرضي أم عملية إغتيال تقف خلفها أجهزة إستخبارات دولية ، و هذا الأمر متروك للأجهزة الأمنية الإيرانية التي ستُبيّن ملابسات الحادث وفق تحقيق رسمي تشارك فيه مختلف الجهات المعنية في إيران الإسلامية.

ما يهم في الأمر هو أن الجمهورية الإسلامية قد تمرّسَتْ في تحدي أي ظرف قاس منذ إنتصار الثورة الإسلامية ، حيث أنها إستطاعت أن تسير بثقة نحو بناء نفسها و تدعيم أركان قوتها منذ أن تعرضت إلى هزات أمنية أدت إلى إستشهاد قادة كبار في ثمانينيات القرن الماضي مع أن إيران كانت حينها محاطة بعدد كبير من الأعداء مقارنة بالواقع الحالي .

بُنية النظام السياسي الإسلامي في الجمهورية الإسلامية قد شُيّد بطريقة لا تسمح بأي عامل مهما كان شديداً بأن يؤثر على سلامة و إستقرار الدولة و أركان بنائها .

فيما يلي ذكر بعض من مظاهر قوة الجمهورية الإسلامية لا من خلال مناقشة بنية النظام السياسي فيها و الذي يتطلب الإسهاب فيه و إنما من خلال إستعراض معالم الإنتصار الجيوسياسي لإيران الإسلامية في المنطقة:

⁃ نجاح الشعب الإيراني بقيادة الإمام الراحل السيد الخميني (قده) في قلب وجه المنطقة لصالح إحياء الإسلام السياسي عبر إقامة جمهورية إسلامية أطاحت بورقة أميركية هامة حينها و هو شاه إيران مما يعني أن ما حصل هو دقّ أول مسمار في نعش الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

⁃ فشل أهداف حرب صدام ضد الجمهورية الإسلامية الذي دفعه الأميركان بعد أيام للسلطة من أجل إضعاف الثورة الإسلامية و تحجيمها على الرغم من الضخ العسكري و الدولي الهائل للنظام العراقي و الذي كانت الدول الخليجية هي البوابة لمضخات الدعم اللامحدود للنظام الصدامي.

⁃ نجحت إيران في تسعينيات القرن الماضي في عملية بناء متراكم لعناصر القوة لديها و هي التي خرجت من حرب دولية ضدها.

⁃ تبنّت الجمهورية الإسلامية إعلاء القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى لإنتصار الثورة الإسلامية و عمل قادتها في سباق مع الزمن لتحويل الحجارة التي كانت بأيدي شباب فلسطين إلى صواريخ و بنادق أذلت الكيان الصهيوني كما في طوفان الأقصى و أنذرته بأن أيامه في الوجود لا تتعدى سنوات معدودة على الرغم من الدعم الغربي و الأميركي اللامحدود لهذا الكيان اللقيط.

⁃ تبني الجمهورية الإسلامية لدعم حركات المقاومة الإسلامية لاسيما في لبنان منذ ثمانينيات القرن الماضي و التي جعلت من المقاومة الإسلامية في لبنان ندّاً نوعياً يمرغ أنف الكيان الصهيوني كل حين و خير دليل هو ما نراه اليوم من عمليات المقاومة النوعية و استنزافها المرير لما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر.

⁃ دعم الدولة السورية ضد حركات الإرهاب الدولي و حمايتها من السقوط على الرغم من كم التهديدات الهائل على إيران و التضحيات التي قدمتها في هذا الصدد.

⁃ دعم خيار الشعب اليمني المظلوم في حريته و استقلاله مما أحدث نقلة نوعية على مستوى مقاومة هذا الشعب الذي امتلك عوامل القوة التي جعلت مصير الممرات البحرية الدولية بين يديه نصرة لفلسطين و قضيتها.

⁃ دعم الشعب العراقي و مقاومته بل دعم النظام السياسي العراقي الحديث و الذي تعرض إلى خطر السقوط في عام ٢٠١٤ ميلادية ، حيث كان نتاج هذا الدعم هو بناء متراكم للقوة في العراق مما يجعل أية مغامرة أميركية جديدة محتملة أقرب إلى الإنتحار الأميركي المأزوم أصلاً في المنطقة .

⁃ إنتقال إيران الإسلامية من مرحلة تراكم القوة إلى مرحلة تحرير القوة و تجاوز الصبر الإستيراتيجي و مظهر ذلك هو معاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد قادة الحرس الثوري في سوريا ، مما رسّخ مرحلة جديدة من الردع في الإستيراتيجية الإيرانية و علو مكانة إيران كقوة إقليمية يُحسب لها أنها الدولة الوحيدة التي ضربت الكيان الصهيوني و الذي هو قاعدة متقدمة للمعسكر الغربي في المنطقة.
⁃ إنفتاح إيران الإسلامية بخطوات ديبلوماسية مدروسة و من منطلق السيادة أولاً على دول المنطقة و مزاحمتها بشجاعة للمشاريع الدولية التي تريد تحجيمها عبر الحصار عليها .
⁃ إنتصار في الديبلوماسية الإيرانية المُقاوِمة بقيادة الشهيد الراحل حسين أمير عبد اللهيان الذي نشط في إعلان مظلومية الشعوب لاسيما الشعب الفلسطيني، و هذا هو نهج ثابت للديبلوماسية الإيرانية و لن يتغير بتغير الأشخاص أو الضغوط .

كثيرة هي الشواهد التي تؤكد بأن الجمهورية الإسلامية قد حققت انتصارات جيوسياسية في المنطقة منذ إنتصار الثورة الإسلامية فيها إلى يومنا هذا ، حيث فقد المعسكر الغربي أوراق القوة التي كانت بيده لصالح شعوب المنطقة و حركات المقاومة فيها بفضل دعم الجمهورية الإسلامية و تسخير طاقاتها من أجل نصرة المظلومين .

مقالات سياسية

22 May, 05:05


و أخيراً… الرحمة و الرضوان لآية الله السيد الشهيد رئيسي و وزير الخارجية الشهيد عبد اللهيان و رفاقهما و كل العزاء للسيد القائد الخامنئي دام ظله و للشعب الإيراني و لكل أحرار العالم .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

14 May, 20:44


الواقعية السياسية العرجاء

الإنفتاح الخليجي المريب تجاه العراق يجد له موضع قدم لدى البعض من الذين يرفعون شعار الواقعية السياسية العرجاء و التي تصب في خانة المغازلة مع الجانب الأميركي الذي يحاول أن يرمم ساحته السياسية الخارجية في المنطقة .

الأميركي الذي يدير حرب الإبادة الصهيونية في فلسطين المحتلة و الذي يترنح جراء تأزم واقعه السياسي الداخلي و إنقلاب الرأي العام ضده نتيجة لإنكشاف دوره في حرب الإبادة يسابق الزمن من أجل تتويج دعمه للكيان الصهيوني بإقامة حفل التطبيع بين هذا الكيان و بين النظام السعودي.

إستمرار عمليات الإدماج الأميركي للواقع السياسي و الإقتصادي العراقي بمنظومة أميركية تضم دول الخليج تأتي وسط ترحيب لوسائل إعلام السلطة ، في حين أن هذه الوسائل كانت تقف بالضد من ذات العمليات هذه إبان فترة الكاظمي .

و في ذات المنحى و إستكمالاً لعمليات الإدماج الجارية هذه أتت زيارة سفير الكيان السعودي لكربلاء المقدسة في محاولة لكيّ الوعي الممنهج الذي تمارسه سلطة ابن سلمان تجاه ذاكرة الشعب العراقي التي تختزن الكثير من الذكريات المرّة التي مارستها السلطات السعودية في دعمها للإرهاب في العراق .

هذه الزيارة تحاول أن تبني جسوراً من الوهم المبارك من قِبَل من يتبنى الواقعية السياسية بمنظور الرضا الأميركي .

إن من أخطر أهداف هذه الزيارة هو ترويج لموقف سعودي رسمي يحاول إختراق الوجدان الشيعي و علاقته بمقدساته ، حيث أن السعودي يتحرك في خطوات مدروسة نحو صنع واقع يتقبل خطواته في المنطقة لاسيما التطبيع و الاعتراف العلني بالكيان الصهيوني .

إن من يتبنى الواقعية السياسية يغفل عن خضوع قادة الكرد لمعادلات جديدة فرضتها معركة طوفان الأقصى خصوصاً بعد عملية الوعد الصادق التي ثبّتَتْ واقعاً جديداً في المنطقة ألا و هو بروز واضح و جلي للجمهورية الإسلامية كقوة إقليمية صاعدة .

هذا البروز الإيراني أجبر قادة الإقليم و الذين هم حلفاء من يتبنى الواقعية السياسية أجبرهم على الزحف صوب طهران و إعلانهم التقرب من الجمهورية الإسلامية على الرغم من وجود أميركي في الإقليم حيث أدركت كافة القوى العسكرية الأجنبية على السطوة التي تتمتع بها إيران .

من المستغرب هو إنزلاق معظم قادة الإطار و قواعدهم الشعبية في فخاخ أميركية لتثبيت الإنفتاح العراقي نحو منظومة محددة بينما يخجل هؤلاء من التحرك أو الإنفتاح بالقوة ذاتها تجاه إيران كونها قوة إقليمية متكاملة الجوانب ، بينما ينفتح الكردي المتقلب سياسياً على إيران من منطلق المصالح السياسية .

على من تبنى شعارات كبيرة في مرحلة سابقة أن يراجع نهجه السياسي و مآلاته بعيداً عن تطبيل الأدوات الإعلامية ، حيث من الواضح أن ما يُرسم للعراق هو دور التابع لمنظومة تسير نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني مالم يتم وضع اليد العراقية مع اليد الإيرانية المبدئية التي تنقذ العراق من مآزق و مزالق الساسة.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

28 Apr, 19:14


مجلس النواب يكشف سوءات السفارات الغربية

أقدم مجلس النواب على خطوة مهمة و صحيحة في تجريم الشذوذ الجنسي الذي هي سلاح غربي لتهديم المنظومة الأخلاقية و القيم الإسلامية في مجتمعاتنا ، و الواضح هو أن بعد الضغط الذي مارسته سفارات الدول الغربية و الأميركية خصوصاً و بعض مدّعي المدنية و بعض الشيوعيين في أروقة مجلس النواب ضد إقرار القانون، قد كشف ذلك عن المحرك الرئيسي الذي يقف خلف محاولات العبث في المجتمع العراقي و قيمه الإسلامية.

الملفت في النظر هو ما نشرته سفيرة الإحتلال الأميركي و تابعها البريطاني ضد إقرار هذا القانون ، و هنا يجب ذكر النقاط التالية:

⁃ إعتراف سفيرة الإحتلال عن أجندات معظم منظمات المجتمع المدني التي هي سلاح ناعم يمرّر خطة تهديم المنظومة الأخلاقية في العراق، و لذا فإنه يجب على المسؤولين الأمنيين و لاسيما في وزارة الداخلية التحقق من طبيعة نشاطات هذه المنظمات دونما تحسّب لأي حملات تخويف تسوّقها الأدوات الإعلامية المتصلة بالسفارات الغربية.

⁃ من الغريب هو سكوت وزارة الخارجية العراقية على التدخل الوقح لسفراء الدول الغربية في شأن داخلي يخص العراق و شعبه ، و هذا الأمر قد تكرر مراراً مما يشي بتوافق رغبات الكرد الإنفصاليين مع هذه السفارات و أجنداتها .

⁃ حاولت سفيرة الإحتلال الربط بين إشاعة الشذوذ أو تهديد العراق بشكل واضح و فج فيما إذا مُرّر القانون ، و هذا التهديد فارغ و على الأميركي بكل وجوداته أن يتحسس رقبته قبل إطلاق مثل هذه التهديدات الفارغة ضد شعب له من القيم الإسلامية الخزين الكثير و بما يمتلكه من مقدسات شريفة و حوزة علمية كان لها الدور الأساس في قبر تهديدات الأميركي و غيره من أدواته الإرهابية ، و من هنا يجب طرد سفيرة الإحتلال و إيصال رسالة صارمة للأميركان عبر ذلك.

⁃ بانت عورات الشعارات الزائفة للسفارات الغربية لاسيما سفارة الإحتلال الأميركي في وقت تقمع به السلطات الأميركية و الغربية الطلبة الذين يتظاهرون و يعتصمون في جامعاتهم نصرة للشعب الفلسطيني من منطلق إنساني بعد إدراك هؤلاء المتظاهرون لهول جرائم الكيان الصهيوني و رعاته الغربيين و كذلك وضوح الدور الأميركي المباشر في تنفيذ هذه الجرائم و كذلك سقوط السردية الصهيونية في الإعلام الغربي على الرغم من الأموال الطائلة التي تم صرفها لتشويه حقوق الشعب الفلسطيني في مقاومته للمحتل البغيض.

تحية لكل نائب منح صوته لإقرار هذا القانون ، حيث أن هذا القانون يمثل صفعة بوجه السفراء الغربيين الذين تفوح منهم رائحة النفاق عبر تشدقهم بعناوين إنسانية تغيب تماما عن قتل الأبرياء من أبناء منطقتنا لاسيما في فلسطين المحتلة من جانب ، و من جانب آخر تحاول هذه السفارات اللعب بالمنظومات الأخلاقية و الإسلامية عبر هذه العناوين البراقة التي تستبطن كل رذيلة و فساد .

https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

25 Apr, 21:41


أمركة القرار السياسي العراقي

يمرّ العراق سياسياً في طور الترويض الأميركي لقراراته السيادية عبر إدماجه في منظومة تدار حسب المصالح الأميركية.
عملت الإدارة الأمريكية منذ الأيام الأولى من عملية المقاومة الإسلامية في فلسطين (طوفان الأقصى) في تشرين الأول من العام الماضي و التي كشفت ضعف الكيان الصهيوني ، عملت على نفخ الروح في جسد الكيان المسجى عبر شحنات الأسلحة و كذلك عبر التنسيق مع الأنظمة المحيطة بفلسطين المحتلة لكي يؤسسوا لمرحلة عقاب جماعية ضد خيارات الشعب الفلسطيني في مقاومته لإدراك حريته .

العراق و ما فيه من خزين عقائدي رافض للوجود الصهيوني كان يُنظر إليه أميركياً بنظر الريبة حتى تكاملت عمليات الترويض لمواقفه الرسمية التي بدأت تتضح معالمها التي أشرت إليها في أكثر من موضع في مقالات سابقة .

عمليات الترويض بل الخطوات العملية على دخول العراق تحت إدعاء (الواقعية السياسية ) ذات الطابع التخادمي قد بدأت بين إدارة أميركية تقطر يداها من دماء أبناء المنطقة و بين أطراف حكومية بدأت تُجيّر خياراتها من أجل تثبيت موضع قدم لها إنتخابياً في المستقبل ،

من معالم هذا الإنحناء غير المسبوق لمن يقود القرار السياسي العراقي هو التالي :

⁃ قبول العراق أثناء الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء لأميركا بتغطية تكاليف منظومة الدفاع الجوي التي صوّت عليها الكونغرس الأمريكي لبيعها لإقليم كردستان، بمعنى أن المبلغ الذي سيُدفع هو من خزينة الدولة الإتحادية لقاء شراء منظومات دفاع جوي أميركية و لربما صهيونية لحماية قوات الإحتلال في الشمال العراقي و لتوسيع نطاق حماية الكيان الصهيوني إنطلاقاً من الأراضي العراقية ، مع العلم بأن القوات الفرنسية و الأميركية قد حاولت التصدي للصواريخ الإيرانية من الأراضي العراقية.

⁃ منح العراق لشركة أوكرانية حقوق استخراج الغاز من حقل عكاز الغازي في الأنبار حيث تزامن ذلك مع مساعدات أميركية و غربية لأوكرانيا و للكيان الصهيوني كونهما حليفان للغرب ، بينما لم يسع العراق لمنح فرصة المنافسة بين الشركات . هذه الخطوة تضيف لوناً على إندماج العراق بمنظومة تراعي المصالح الغربية بالدرجة الأساس و تضع العراق في مواجهة مع قوى عظمى في الشرق في حين يدّعي الساسة بأن مسارهم السياسي لا ينحاز إلى طرف دون آخر.

⁃ زيادة بيع النفط العراقي بأسعار تفضيلية للأردن بنسبة ٥١٪؜ في وقت لا يُعرف مآل هذه الشحنات النفطية و فيما إذا كانت تساهم في الحرب الصهيونية على غزة خصوصاً بعد الحصار المفروض على الكيان الصهيوني بفعل ضربات أنصار الله ، مضافاً إلى ذلك الدور الأردني الواضح في حماية الكيان الصهيوني و التي لا يحتاج إلى برهان لإثباته .

⁃ التوقيع على ما يسمى بمشروع التنمية بضوء أخضر أميركي و بنحو إسترضائي للعراق لتخليه عن مشروع طريق الحرير الذي أطاح برئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي بعد أن حركت السفارات الغربية الأوضاع الإجتماعية والسياسية ضد إنجاح دخول العراق ضمن منظومات البناء الحقيقية شبه المجانية مع الصين و إستبدالها بمشروع هزيل يحقق أهدافاً إستيراتيجية لتركيا و قطر و الإمارات بالدرجة الأولى.

خلاصة ما يجري هو محاولة سلخ العراق عن قضايا المنطقة السياسية و إحداث تشبيك للمصالح بينه و بين أنظمة على تواصل إقتصادي و سياسي و عسكري و أمني مع الكيان الصهيوني ، و هذا التشبيك يهدف إلى تثبيت علاقات إقتصادية غير مباشرة مع الكيان الصهيوني بل و يُنذِر بما هو أخطر بحجة الواقعية السياسية المُذلّة و التي أسقطت فيها المبادئ من أجل تحقيق التخادم السياسي بين أطراف دولية و أخرى محلية ، و هذا ما يشير إلى أخطر مرحلة نمر بها بعد مرحلة الكاظمي و هي مرحلة أمركة القرار السياسي العراقي .


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

20 Apr, 20:02


عدوان صهيوني و محاولة التغطية على هزيمته في المنطقة

ما جرى بالأمس من إعتداء إرهابي إستهدف معسكراً لقوات الجيش و الشرطة الإتحادية و الحشد الشعبي و الذي أدى إلى إستشهاد منتسب أمني و جرح آخرين هو إعتداء يحمل بصمات الكيان الصهيوني برعاية و ضوء أخضر من قوات الإحتلال الأميركي.

سبق هذا الإعتداء بأيام إستخدام الرئيس الأمريكي بايدن و وزير خارجيته منصات وسائل الإعلام الأميركية و الدولية بإعلانهما دعم الكيان الصهيوني و ما أسمياه بحق الكيان بالدفاع عن نفسه بحضور رئيس الوزراء العراقي و في ذلك إحراج له من جانب ، و من جانب آخر يحمل هذا الإستخدام رسائلاً سياسية للداخل العراقي بمختلف أحزابه السياسية .

هذا الإستخدام الأميركي الدعائي المدروس (في زيارة لم تثمر عن مناقشة حقيقية لرحيل قوات الإحتلال) يهدف لتحييد موقف العراق الرسمي عن القضية الفلسطينية و كذلك للضغط على مواقف الشعب العراقي و مقاومته الشريفة في دعمهما لهذه القضية المقدسة و كشف جرائم الكيان الصهيوني .

الصهيوني و الذي يئن من وقع ضربات محور المقاومة و كذلك بعد تلقيه لصفعة الجمهورية الإسلامية تلقف هذا الإستخدام الأميركي الفظ و الوقح و حاول عبر قصفه بالأمس أن يُحيّد العراق عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

كما أن هذا الصهيوني المثقل بهزائمه بمثل هذا العدوان الإرهابي يحاول التغطية على فشله في الرد على الضربة الإيرانية التي أحدثت عامل ردع ضده ، و هذا توضّح من الهجوم الفاشل الذي حاول القيام به ضد الأراضي الإيرانية على الرغم من نفخ وسائل الإعلام الأميريكية و الغربية بحجم هذا الهجوم و الذي لم يحدث أي توازن في قوى الردع بل على العكس أحرج من روّج له حتى أن وسائل إعلام العدو قد حذفت أخباره في الساعات الأولى من انتشار خبر الهجوم لتأكدهم من فشله.

كل تلك العوامل و الظروف يجب على السياسيين الشيعة الإلتفات إليها ، حيث أنه يجب توحيد الساحة الداخلية الشيعية بشكل جدي بمختلف تياراتها على وحدة الموقف ضد محاولة الأميركي و الصهيوني خلط الأوراق في الساحة العراقية و خصوصاً في الصيف المقبل .

كما أنه يتوجب على من يمثل العراق سياسياً عدم الصمت تجاه جرائم قوات الإحتلال المتواطئة مع الكيان الصهيوني في إستهدافاتهما المتكررة للقوات الأمنية العراقية، كون أن من بيده الأجواء العراقية هو المحتل و قواعده التي ترصد أجواء المنطقة .

كما أن على هؤلاء الساسة التوجه لشراء أسلحة دفاع جوي من أي بلد ما عدا من الأميركي و الغربي اللذان بإمكانهما تعطيل فاعليته تجاه أي خرق للأجواء العراقية من قِبَلِهم أو من الكيان الصهيوني .

و أخيراً… نحن نشهد تمايزاً في الجبهات و المحاور بشكل واضح ، فإما أميركي داعم للصهيوني و هذا هو ديدن و منهج معظم الدول الخليجية و مصر و الأردن حيث أن مهمة هذه الأنظمة تنفيذ سياسات أميركا في المنطقة، و إما محور رافض لها و هو ما ينتهجه الشرفاء من أبناء المنطقة في اليمن و لبنان و العراق و سوريا معززين بوجود الجمهورية الإسلامية .
على ساسة العراق رفض أية محاولة ترهيب صهيوأميوكية ، و عليهم إنتهاج سياسة واضحة في عدم التفريط بالمحور الرافض للأميركي و العمل على دعم المقاومة و إسنادها
، و مفتاح ذلك هو طرد قوات الإحتلال من العراق و مطالبة الحكومة بهذا الأمر علانية و بشكل رسمي لأن العراق سيبقى رهيناً للأسر الأميركي و لهجمات العدوان طالما هناك إحتلال و قواعد أميركية تقدم الدعم و الإسناد و الحماية للكيان الصهيوني لتنفيذ هجماته الإرهابية.


https://t.me/makalatseyasia

مقالات سياسية

14 Apr, 11:10


الوعد الصادق … و تأسيس مرحلة جديدة في استيراتيجية الردع الإيراني


أقدم الحرس الثوري الإسلامي على إمطار المواقع و المطارات العسكرية التابعة للكيان الصهيوني بالمئات من الصواريخ الباليستية و المسيرات فجر اليوم في خطوة منتظرة و متوقعة (كما ذكرت في المقال السابق) كون أن العقيدة العسكرية الإيرانية تنطلق من منطلق السيادة الحقيقية على كل مفصل من مفاصل الدولة و الرد على كل تهديد سواء في الداخل الإيراني أو خارجه كالإعتداء الصهيوني الإرهابي الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق ، و هنا يمكن إدراك مواطن الردع التي حققتها الضربات الإيرانية الموفقّة:

⁃ تحييد قواعد الإحتلال الأميركي في الكويت و قطر و البحرين و السعودية و عمان و العراق و الأردن و تركيا و غيرها في دول غرب و شرق آسيا ، بل و شلّها تماماً و إخراجها عن هدفها الحقيقي و هو حماية الكيان الصهيوني .

⁃ إرسال الجمهورية الإسلامية تحذيراتٍ مؤكدة لأية دولة تفتح أجواءها لطيران معادي يستهدف الجمهورية الإسلامية، و هذه التحذيرات تزامنت مع وجود خطط جاهزة للتنفيذ لضرب أهداف مؤلمة بحق تلك الدول التي تتواطأ لتسهيل أي عدوان ضد الجمهورية الاسلامية.

⁃ إطلاق الوفد الإيراني في الأمم المتحدة لبيان يُشرعِن الضربات الإيرانية الإنتقامية ضد الكيان الصهيوني كونها ضربات تأتي ضمن حق الدول في الدفاع عن سيادتها حسب ميثاق الأمم المتحدة الذي تنتقي منه الدول الغربية و أمريكا ما يعجبها منه حين ما تستدعي مصلحتها ذلك.

⁃ عدم إلتفات الديبلوماسية الإيرانية لأي ضغوط و تهويل عملت على ترويجه القيادات العسكرية الأميركية ، بل واجهت ذلك بدبلوماسية إيصال رسائل القوة و الوعيد ضد أية قوة تحاول التدخل ضد إتمام عمليات الوعد الصادق.

⁃ نجاح العملية العسكرية الإيرانية بشهادة حلفاء أميركا و أدواتها الإعلامية الغربية حيث أنه لم يسبق لأية دولة شن هجوم واسع ضد الكيان الصهيوني و بهذا الكم الهائل من الصواريخ الباليستية و المسيرات الدقيقة منذ تأسيس الكيان اللقيط.

⁃ نجاح الصواريخ و المسيرات الإيرانية في بلوغ أهدافها وسط فشل منظومات الدفاع الجوي للكيان الصهيوني و أدواته في المنطقة في الأردن و السعودية و كذلك لقوات الاحتلال الأميركي، و هنا إشارة و دليل على قدرات إيران العسكرية المتفوقة في اختراق هذه المنظومات و إظهارها كمنظومات مهترئة غير فاعلة أمام قوة و دقة الصواريخ الإيرانية التي آلمتْ العدو و دكّتْ مواقعه العسكرية.

⁃ إنفردت القدرات العسكرية الإيرانية بالرد دون بقية قوى محور المقاومة، و في ذلك إشارة للعدو و للصديق بأن إيران قادرة لوحدها على إلحاق الهزيمة في الكيان الصهيوني و رعاته الغربيين و تحييد مواقفهم و إفراغ تهديداتهم .

⁃ أسست إيران الإسلام لمرحلة جديدة من قوة الردع الإقليمي بل تعداه إلى أنها وجّهت رسالة إلى الدول الكبرى بأنها أصبحت في مصاف القوى الكبرى من حيث التجهيز و التنفيذ و الدقة في المجال العسكري ، كما أنها أثبتت إنفرادها بقرار سيادتها الشجاع الذي لا تصمد أمامه كل التحديات.

و في المقابل فإن الكيانات التابعة للكيان الصهيوني في المنطقة كالنظام الأردني الذي لا يزال العراق يمده بالنفط بأسعار تفضيلية ، قد قام هذا النظام بدور لحماية الكيان الصهيوني و يكشف مرة أخرى لمن يُغيّبُ عقله عن الدور الحقيقي له في المنطقة كونه قاعدة عسكرية متقدمة للكيان الصهيوني.

الضربات الإيرانية الموفّقة جاءت متزامنة مع زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن لتثبيت ما تسميه الإدارة الأمريكية المتصهينة بالشراكة الشاملة بين العراق و أمريكا ، حيث تسعى واشنطن إلى جعل العراق كدول الخليج من حيث الوجود الأميركي و التسليم بإتفاقيات عسكرية مع المحتل الأميركي تُلبِسُهُ ثوباً جديداً لإخراجه من صفة المحتل ، و هذا التوجه الحكومي العراقي يتفق فيه طرفان في الإطار التنسيقي و اللذان إنفتحا بعلاقات مشبوهة مع دول الخليج لا سيما الإمارات ، و كذلك بتنسيق مع وزير الخارجية الإنفصالي و سُنّة السلطة و المعارضة .

الدرس الذي ينبغي لهؤلاء و لرئيس الحكومة أن يستوعبوه هو إدراك السيادة و عدم الإنجرار للإلتحاق بسياسات الخنوع و الخضوع التي تسير عليها دول الخليج بداعي الواقعية السياسية، بل عليهم إتخاذ النموذج الإيراني كمثال لتقوية مكانة العراق و تحقيق مفاصل سيادته التي هي رهنٌ بيد الأميركي و الصهيوني .

و أخيراً….إن الرد الإيراني الإنتقامي سيفتح أفق فرض شروط و انتصار المقاومة الإسلامية في فلسطين على العدو الصهيوني و قادته المأزومين و من يقف خلفهم من رعاة دوليين لإدراك هذه الجهات أنها في مرحلة ضعف و وهن و حصار من قبل الجمهورية الاسلامية و قوى المقاومة إمتداداً من البحر الأحمر حيث الضربات اليمانية الموفقة ، و مروراً بالعراق و ما يختزنه من قوى شريفة عملت و تعمل على دك مواقع العدو الصهيوني و انتهاء بلبنان المقاوم الذي يخنق الكيان و يقض مضاجعه.


https://t.me/makalatseyasia