رثاء في الشهيد القائد يحيى السنوار
طوفانُ نوحٍ و مِن عينيكَ قد ثارَ
جوديُّها أنت إنْ تنّورُها فارَ
يمينُ موسىٰ و مِن يُسراكَ قد بُعِثَتْ
تُلقي عليكَ مِنَ التابوتِ أسرارا
رأتْكَ غزّةُ نصراً ساعةَ انتبذَتْ
هزَّتْ بِجذعِكَ فاسَّاقطْتَ ثُوَّارا
تُذوِّبُ الشمسَ زيتاً في مدافِعها
فتنحني في سما عينيكَ إكبارا
أهداكَ جبريلُ في الأنفاقِ سبحتهُ
وَجِئْتَ من جانب الغربيِّ (سنوارا)
صُنِعتَ في الطور من أوجاعِ أمّتنا؛
يا نارُ كوني!! و شعبٌ ءآنسَ النارَ !!
كيوسُفٍ أوّلَتْك البئرُ حين غَفَتْ
تأتي من السجنِ كابوساً و إعصارا
أفدي المُقنّعَ فوق العرشِ مُتَّكِئاً
ألقىٰ عصاهُ فشقّ الصمْتَ و العارَ
كِلتا يديكَ يمينٌ؛ ألقِ تلْقفهمْ !
و احشد جنودَكَ جدراناً و أسوارا
رأَوا جريحاً يهُشُّ الطائراتِ بِها
فأجمعوا أمرَهُم أن يهدموا الدارَ
كأنَّهُ و العصا و الدار مملكةً
عظمىٰ تُجنِّدُ كفَّ الموتِ إنذارا
يا أيُّها الحيُّ مَنْ تحيا القلوبُ بهِ
يحيىٰ فديتُكَ قِدِّيساً و مُختارا
يحيىٰ فديتك قُلِّي ما الحياةُ إذا
في اللهوِ عِيْشَتْ و في (الترفيهِ) إهدارا
يحيىٰ فديتك قُلِّي هل يموتُ فتًى
بَنَا بِـكُلِّ جَـنَـانٍ للـهـوىٰ دارا
يحيىٰ و قد سلبَ الألبابَ سيّدُنا
بـقـوّةٍ و أدارَ الـكـونَ إذْ دارَ
يحيىٰ؛ و قطَّعَتِ الأحبارُ أيدِيَها
و قلنَ هَيْتَ فما أبقيتَ ديَّارا
يحيىٰ؛ عليهِ سلامٌ يومَ مقتلِهِ
و يومَ يُبعَثُ جيشاً يأخُذُ الثارَ
فاركُضْ برِجْلِكَ في أفياءِ سدرتِهِ
و انقُش حياتكَ فوق العرشِ أسفارا
صلّىٰ عليكَ الذي سوّاكَ مِنْ ظَفَرٍ
ما أنبتَ الدهرُ من يُسراكَ أنصارا
#محمد_هاشم_سهل_ابن_عقيل
الرابع عشر من جماد الأول 1446 هجريّة
https://t.me/ethad122