خطب منبريه مكتوبه @lllllll67755789990000000 Channel on Telegram

خطب منبريه مكتوبه

@lllllll67755789990000000


محاضرات

خطب منبريه مكتوبه (Arabic)

هل تبحث عن مصدر موثوق للاستماع إلى خطب منبرية مكتوبة بشكل رائع؟ إذا كان الجواب نعم، فقد وصلت إلى المكان الصحيح! قناة 'خطب منبريه مكتوبه' على تطبيق تليجرام تقدم لك أفضل المحاضرات والخطب من علماء ودعاة مشهورين. هنا يمكنك الاستماع إلى كلمات تلهمك وتثري عقلك وتقوي إيمانك. سواء كنت تبحث عن النصائح الروحية أو ترغب في الاستماع إلى دروس دينية ملهمة، فإن هذه القناة هي المكان المناسب لك. 'خطب منبريه مكتوبه' هي واحدة من أفضل القنوات على تطبيق تليجرام التي تقدم لك محتوى ديني عالي الجودة. انضم إلينا اليوم لتستمتع بمحتوى رائع وتحصل على نصائح قيمة لحياة أفضل. لا تفوت الفرصة للتواصل مع أفضل العلماء والمشاهير وتحقيق التنمية الروحية القصوى. انضم إلى قناة 'خطب منبريه مكتوبه' اليوم واستمع إلى أفضل المحاضرات والخطب لتحقيق السلام الداخلي والراحة النفسية.

خطب منبريه مكتوبه

19 Nov, 10:34


*📚صفة صلاة الاستخارة📓*

*معنـــى صلاة الاستخـــارة؟*

*الجــــــــــواب*

*قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:*

🌱 *"صلاة الاستخارة معناها أن الإنسان يصلي لله -عز وجل- يطلب منه أن ييسر له خير الأمرين، وذلك أن الإنسان إذا هم بشيء وتردد في فعله، ولم يتبين له وجه الصواب فيه، فإنه يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، يطلب منه أن ييسر له خير الأمرين".*

*📕[فتاوى نور على الدرب (٢٨٥)].═*

*صفتـــهـا والدعـــاء فيـــها؟*

*قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:*

*🌱"وصفة ذلك أن يصلي ركعتين من غير الفريضة ثم إذا سلم دعا بالدعاء المشهور: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، اللهم إن كان هذا الأمر ويسميه، خيراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري، وقال: وعاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أنه ليس خيراً لي، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به»".*

*📕[فتاوى نور على الدرب (٢٨٥)].*

*مـــاذا يقـــرأ فيـــها؟*

*قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:*

*🌱"ولا يشترط في صلاة الاستخارة سورة معينة من القرآن إلا الفاتحة، فإنه لا صلاة لمن لا يقرأ بها، وليس لها سور معينة فيما أعلم، بل يقرأ الإنسان ما تيسر من القرآن مع الفاتحة"*

*📕[فتاوى نور على الدرب (٢٨٥)].*

*متى يكون الدعاء قبل السلام أو بعد السلام؟*

*قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:*

*🌱 "والدعاء يكون من بعد السلام، كما دل عليه قوله: فليصل ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: وهذا صريح في الترتيب أن الدعاء يكون بعد صلاة الركعتين، وأما الدعاء في غير الاستخارة، فالأفضل لمن أراد أن يدعو الله عز وجل بشيء أن يدعوه قبل أن يسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما ذكر التشهد قال: «ثم ليتخير من الدعاء ما شاء»".*

*📓[فتاوى نور على الدرب (٢٨٥)]*

*هل تشرع صلاة الاستخارة على الدوام قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله*

*🌱"صلاة الاستخارة لا تشرع كل وقت، إنما تشرع إذا هم الإنسان بالأمر وتردد فيه، فإنه يصلي ركعتين ويدعو بدعاء الاستخارة، وعلى هذا فلا نقول للشاب من حين أن تشتهي النكاح: صلِّ كل يوم الاستخارة أو كل ساعة؛ فإن هذا أمر لا يشرع بل بدعة، لكن إذا هم الإنسان بالنكاح وأراد أن يخطب امرأة وتردد في الأمر فإنه يصلي ركعتين، ويستخير الله سبحانه وتعالى، فإن بدا له أمر فهذا المطلوب، وإن لم يبد له أمرٌ وبقي متحيراً، أعاد الاستخارة مرة أخرى حتى يأذن الله له بالإقدام، وإذا قدم بعد الاستخارة فإن هذا يكون من خيرة الله له".*

*📓[فتاوى نور على الدرب (٢٩٥)]*

*▪️هل يُشترط لمن يصلي الاستخارة أن يرى شيئاً في منامه أو أن يشعر بما قاله في صلاة الاستخارة؟*

*قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:*

*🌱"لا يُشترط أن يرى المستخير شيئاً يدله على أن هذا هو الأفضل له، بل متى تيسّر له الشيء بعد استخارته فليعلم أن هذا هو الخير".*

*📓[فتاوى نور على الدرب (٣٣٤)]*

*▪️/ هل تجوز الاستخارة بدون صلاة ركعتين أو بدون وضوء؟ وهل يجوز للحائض والنفساء أن تستخير؟*

*قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:*

*🌱"نعم تجوز الاستخارة تستحب، تستحب الاستخارة ولو بدون صلاة، كونه يسأل ربه ويستخير ربه، سواء كانت امرأة أو رجل، سواء كانت حائض أو ما هي بحائض كل ذلك لا بأس به، لكن إذا كان بعد الصلاة يكون أفضل، تكون الاستخارة بصلاة عملاً بالسنة، فيصلي ركعتين ثم يسأل ربه ويستخير ربه سواء رجل أو امرأة، لكن إذا كانت حائضًا أو كان الأمر مستعجلًا واستخار بدون صلاة فلا بأس، يسأل ربه والحمد لله، الله يقول: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر:٦٠] والاستخارة دعاء...".*

*📓[ فتاوى نور على الدرب ]*


*_♲ مـن أحـب ألا يَنْقَطع عمله بْعد  مۆتہ فَليَنْشُر العلم [ابن الجۆزي] ♲_*

*انضم في رابط المجموعه☝️*

*ســـــــنـرحــل ويــــبــقـــى الأثــر سـاهـم بالـنـشـر ولك الأجـر بـإذن لله*

‏استعمل هذا الرابط للانضمام إلى مجموعتي في واتساب: https://chat.whatsapp.com/D37oEw8O6MV8Mig1wyI8jI

خطب منبريه مكتوبه

15 Nov, 18:51


بعد أن كانت مغلقة لا تجد لها منفذاً ولا تجد لها سبيلاً فدعوته وسجدت ففتح عليك فتوح العارفين، وفتح لك خزائن سمائه وأرضه ولم يكنّ في حسبانك.
فالله الله في السجود والخضوع بين يديه سبحانه
اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل اليمن آمنة مطمئنة يا رب العالمين.
اللهم احفظ اليمن بحفظك
اللهم كن لأهل اليمن حافظاً وكن لأهل اليمن معيناً
اللهم إنا نستودعك يمننا يا رب العالمين احفظ سماء اليمن وأرض اليمن وبحار اليمن وأودية وسهول وجبال اليمن.
اللهم احفظ شباب اليمن وشيبة اليمن وأطفال اليمن ونساء اليمن
اللهم إنا نسألك أن تجعل الأمطار على بلاد اليمن أمطار رحمة لا أمطار عذاب.
اللهم اجعل الأمطار علينا أمطار رحمة لا أمطار عذاب اللهم انا نسألك أن تؤلف بين قلوب اليمنيين.
اللهم ابعث في قلوبهم الرحمة لبعضهم البعض.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين.
اللهم انصرهم بنصرك.
اللهم أيدهم بتأييدك.
اللهم ابعث معهم جنوداً من عندك يا رب العالمين.
اللهم اشفي مريضهم.
اللهم عافي جريحهم.
اللهم تقبل شهيدهم.
اللهم أنزل السكينة في قلوبهم.
اللهم قوي عزائمهم ووحد صفوفهم يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود
اللهم عليك بالنصارى.
اللهم عليك بأمريكا يا رب العالمين
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.
اللهم إنهم أذوا البلاد وأذوا العباد وسفكواْ الدماء وشتتوا العباد.
اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونقذف بك في نحورهم. اللهم عليك باليهود والنصارى إحصهم عدداً وأقتلهم بدداً ولا تبقي يا رب العالمين منهم احدا.
اللهم احفظ آبائنا وأمهاتنا ووفق آباءنا وأمهاتنا وجميع المسلمين إلى ما تحبه وترضى
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

*_~*
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
​*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*​
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ https://t.me/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
📖─━━╔╗┈──|📱|📝ˊˎ-

خطب منبريه مكتوبه

15 Nov, 18:51


سجود وخضوع وهي أشجار لم يرسل إليها رسول ولم ينزل عليها كتاب ولم تؤمر بأمر كأمر المخلوق البشري لكن عرفت منزلة السجود فخضعت للواحد المعبود وكانت له خاضعة ذليلة بالرغم بأنها شجرة من الأشجار لم يبني عليها جنة ولا نار. ولم تكن على مجرى إلا ما أمر به الواحد القهار من أن تكون في الأرض ليستفيد الخلق والمخلوقات منها إلا أنها أرادت أن يكون لها بين يدي الله سجوداً.
يأتي نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيدخل حائط من حيطان الأنصار فيراه جمل وتذرف عين الجمل ويخر بين يدي رسول الله ساجداً لأنه يعلم أن هذا السجود دليل على الانكسار والذل ودليل على الخضوع ما شكى أحد فيه في مثل سجوده لله إلا أعطاه فخر الجمل ساجداً ولم يخر يقبل رسول الله ولم يخر لأي أمر إنما خر ساجداً يدل على أن محل السجود محل عظيم وأن العبد إذا عرض أمره على الله في سجوده أن الله قريب ومنصف له بقدر عبادته
إن الله أكرم الخلق الذين عبدوه يأتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول يا رسول الله إني أريد مرافقتك في الجنة بعد أن سأله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أي أمر يطلبه وما هو مقصده في الحياة قال يا رسول الله اسألك مرافقتك في الجنة فيأتي الجواب النبوي بنفحات شذية وأقوال قويمة قوية أعني على نفسك بكثرة السجود، أعني على نفسك بكثرة السجود.
يخبر فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط بها عنك خطيئة أن الساجدين لله ترفع لهم الدرجات وإن انحطت جباههم في الأرض وتوضع عنهم السيئات وإن حطت أعظمهم في الأرض إن الله عز وجل يرفع العبد على قدر انكساره ويوضع العبد على قدر كبريائه وعنفانه عياذاً به سبحانه وتعالى.

معاشر المسلمين " إن هذه العبادة التي جُعلت للناس في جميع حالاتهم، وجُعلت للناس في عبادتهم إن صليت الفرائض تسجد لله، وإن صليت صلاة الكسوف تسجد لله وإن صليت صلاة العيدين تسجد لله، وإن صليت صلاة الجمعة تسجد لله وإن أوترت تسجد لله كل هذا جُعل السجود في جميع الصلوات لم؟ لأن السجود له المنزلة التي تقربك من الله أكثر وتبعدك من الشيطان أكثر وأكثر. فعلى قدر سجودك تقرّب وعلى بعدك عن السجود تبعد.

أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم

*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد معاشر المسلمين " من رام العلا والمنزلة العالية في الدنيا والرفعة الأخروية فعليه بالسجود لله إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة إن الرفعة الحقيقية لا تتأتى بالبعد عن السجود لله.
فيكرم الله ساجدين بأن ما كان السجود لا تمسه النار قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إن الله حرم على النار أن تأكل مواضع السجود، إن الله حرم على النار أن تأكل مواضع سجوده
وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن الساجدين لله إذا وقفوا في يوم العرض على الواحد القهار في يوم مقداره خمسين ألف سنة يحشر الخلائق كلهم من لدن آدم إلى قيام الساعة وإن الساجدين لله في مواضع سجودهم لهم النور في أرض المحشر فيكون المكان الذي سجدت فيه لله، عليه نور وجمال وبهاء يفضلك على جميع أهل الموقف الذين لم يسجدوا لله عز وجل يدل أن منزلة هذه العبادة منزلة كبيرة عظيمة

ومن هاهنا معاشر المسلمين " إن حوائجكم اعرضوها على الله في سجودكم إن هناك أناس قد ألمّت بهم الأمراض وأحدقت عليهم الأسقام وصاروا يئنون في ليلهم ويضجرون في نهارهم إعرضوا حوائجكم في سجودكم على الله وكونوا في سجودكم ممن يرفع شكواه إلى الله فرب جسد قد إحترق بالأمراض وآلمته وأرهقته الأوجاع، أين أنت من سجودك لله؟
رب رجل قد آلمته الأوجاع والأسقام وعرض نفسه على الأطباء أجمع وهذا ليس بحرام ولكنه لم يسجد لله سجود ذل وانكسار وعرض حوائج على الواحد القهار بل غفل عن سجوده وعن عرض حوائجه على الله
لجّو في سجودكم وأعرضوا حوائجكم فان دعوة الساجد إلى الله أقرب.
إن هناك أناس أرهقهم القهر، وأصيبوا بالغلب، إن هناك أناس أرهقهم غيرهم بالقهر فقهره في ماله أو قهره في ولده أو قهره في أمره احذرواْ دعوات هؤلاء في سجودهم.. احذرواْ دعوات هؤلاء في سجودهم فرب رجل ظلمته في نفسه أو ظلمته في ولده أو ظلمته في ماله فلم يجد ملجأ سريعاً إلا في سجوده فقام لله في الثلث الآخر بين يدي الله وأرسل مع ذلك الدموع وأقسم على الله إقسام عبد ذليل أن ينتقم منك، أنى لك أن تفر من أمر الواحد القهار وأنى لك أن تهرب إذا جاءت الأوامر الإلهية بأخذ القصاص منك، احذرواْ دعوات الساجدين فإن دعوات الساجدين سهام قاتلة وإن دعوات الساجدين قد ترتفع إلى الله وأنت على فراشك في نومك.

خطب منبريه مكتوبه

15 Nov, 18:51


احذرواْ دعوات المظلومين فقد تأتي دعوة مظلوم يقوم بين يدي الله فيقرأ الفاتحة وفيها التمجيد والتعظيم لله ويأتي بلفظة التكبير التي هي أكبر منك ومن الخلق أجمع ثم ينحني في ركوعه لله ولا يزال في تمجيد وتعظيم وتسبيح وتقديس ثم يأتي باللفظ السمع سمع الله لمن حمده عنده اليقين إن الله يسمع وإن الله يرى. الذي قال لنبيه *﴿ ٱلَّذِى يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِى ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾* ثم يهوي هذا لسجوده ولا يزال في التسبيح والتمجيد والتعظيم والإجلال فإذا انتهى من ذالك بدأ بعرض قضيته على الإله الحق وعلى المحكمة العادلة الإلهية في مكان معظم وفي مكان مقدس وفي مكان محبوب إلى الله وهو محل السجود فاحذر أن تتسبب على نفسك بدعوة ساجد فقد تهلك حرثك ونسلك
بالأمس أو قبل الأمس تأتني عجوز كبيرة في سنها قد إنحنى ظهرها ورق كلامها وصارت لا تنظر بعيداً وإنما تنظر إلى القرب ولم تزل تطالب حتى سألتها عن أمرها فقالت يا بني إني مع ولدي في بيته وانا آكل بمفردي في صحن لأني لا أقدر أن آكل مع أولاده، ولا أقدر أن أمد يدي مع أولاده وأسرته يأكلون الطعام وهو لا يزال حاراً وانا أنتظر الطعام حتى يبرد عني الطعام ثم آكل ففي يوم من أيامها هذه التي مرت أعطى ولدها الطعام فقامت على إثره وكأنها تسببت في أن الطعام سقط في الأرض فصاح بها ولدها وأتى بكلمة أرهقت قلبها وأسالت دموعها والتجأت إلى خالقها وخرت لله ساجدة في حالها فقال لها هذا الولد إن عمرك طويل متى سينتهي؟
ومتى تموتين؟
اتعبتينا في الدار وفي البيت؟
فجاءت هذه الكلمات بمثابة السهام القاتلة على قلبها وتمنت أنها لم ترى شمس يومها ولم ترى ظل وجناح ولدها فلن تجد مكاناً ترتفع في قضيتها إليه إلا إلى الله وقالت اللهم قهرني فأقهره بأحب ما يملك فأقهره بأحب ما يملك فخرج إثنان من أولاده على دراجة نارية فاصيبا بحادث باص وكان على إثرها موتهما في الحال فهي تسأل ماذا عليها أمام الحادثة أنها تسببت في نظرها بسهم قاتل أردى بإثنين من أولاده على الأرض قتلى وصارا في عداد الموتى بعد أن كان يتمتع بالنظر إليهما وبعد أن كان ينظر إليهما كالظل الدافئ والمكان الهانئ والأسرة الراقية والمكان الآمن بعده سبحانه فأردتهما بدعوة في سجودها وأرسلت لسانها إلى الله وهي تلتجئ إليه سجدت سجود الذليل ودعت الرحمن دعاء المقهور لم تذهب إلى مخلوق للشكى، بل رفعت أمرها في سجودها إلى الله، بل رفعت أمرها في سجودها إلى الله بل رفعت أمر قهرها في سجودها إلى الله فأنصفها الله في الحال.
وجعلها ترى سهام دعواتها وإن الله حي قيوم وإنه يرى ويسمع قال الله لرسوله *﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴾﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ﴾*
بعد ضيق الصدر لن تجد ملجأ ولن تجد مكاناً تفرغ فيه صبرك وتعرض حوائجك وتلتجئ إلى خالقك بمثل السجود بين يدي الله وبمثل الخضوع بين يدي الله
يا أيها الآباء يا من يسمع الكلام من الأمهات إتقواْ الله في دعواتكم على أبنائكم إتقواْ الله في دعواتكم على أبنائكم فرب دعوة واحدة أرهقت الولد وغيرت مجرى الحياة وجعلته يعيش من النعيم إلى الجحيم ومن الصحة إلى المرض ومن القوة إلى الضعف ومن الغنى إلى الفقر
فارفقوا بالأبناء وأحرصوا على الدعاء لهم وأحرصوا أيها الأبناء إتقواْ الله في آبائكم وأمهاتكم احذرواْ دعوات الآباء فرب أب قد رق عظمه واحدودب ظهره وضعف سمعه وضعف بصره وأنت قوي في جسدك عليه فأرسل دموعه ساجداً لله وعرض حوائجه على الله وأنى له أن يرجع خائباً من يد كريم رحيم
احرصوا معاشر المسلمين" أن تكونوا بعيدين عما يسبب لكم ما لا يسركم من دعاء الساجدين ومن خضوع المنيبين له سبحانه تعالى
وإن هناك أناس أصابهم السحر والبلاء وتعرضواْ للمصائب والمحن فلم يهنأ لهم عيش اعرضوا حوائجكم على الله في سجودكم اعرضوا حوائجكم على الله في سجودكم يا من لمّت به المصائب وضاقت عليه الأرض وكثرت عليه الديون وحلت عليه المحن ونزلت به المشاكل فلم يجد ملجأ يخرج منها بين الناس ولم يجد من يعينه من الخلق إعرض حوائجك في سجودك على الله.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، أقرب ما يكون العبد من ربه
وهو القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم وأما السجود فأكثروا من الدعاء قمن أن يستجاب لكم لأن محل السجود محل عظيم يستجاب العبد
أيها الشباب اعرضوا حوائجكم على الله في سجودكم، يا من يريد أمر زواجه يا من عليه الهم أو الغم اعرضوا حوائجكم في سجودكم على الله ليراكم الله له ساجدين ليراكم الله له ساجدين اعرضوا ما تريدونه على الله في سجودكم ليراكم الله في الثلث الآخر ليراكم الله في الفرائض ليراكم الله في الضحى والنوافل وأنتم له ساجدون وبين يديه خاضعون وستجدون آثاراً عظيمة فرب دعوة واحدة انفتحت لك بها المغاليق تدخلها سالكاً بأمره سبحانه بعد أن كانت متعسرة

خطب منبريه مكتوبه

15 Nov, 18:50


وقال الله عز وجل في وصف محمد صلى الله عليه وسلم وفي وصف صحابته *﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَىٰهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا ۖ سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ﴾*
وقال الله عز وجل أيضاً ما أخبر به الهدهد عن ملكة سبأ *﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِى يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾*
واخبر أيضاً في ايات كثيرة من كتابه الكريم على منزلة هذا السجود
معاشر المسلمين " إن من خر لله ساجداً ووضع جبهته في الأرض لله خاضعاً فليعلم أنه قد اقترب من الله فهو في سجود جبهته في الأرض ولكن مكانته عالية بين يدي الله.
إن هذه العبادة وهي عبادة السجود والخضوع إنها الصلة الأقوى بين العباد وربهم، إنها الصلة الكبرى بين العباد وخالقهم، إنها الصلة العظمى التي تجعل العبد من ربه أقرب يسمع الله دعاء عباده أينما دعوه في السماء أو في الأرض أو في البحار أو في الأودية والقفار إلا أن من دعا الله في سجوده كان إلى الله أقرب وإن كان في مكان خبت وإن كان في أرض سافلة فسجوده يقربه من الله منزلا.
إن السجود لله في اليوم والليلة مع الراتبة تصل إلى ثمانية وخمسين سجدة يسجدها العباد لله وتنحني جباههم بين يدي الله وتخضع أعظمهم لله الواحد القهار سبحانه وتعالى.
إنها العبادة التي حرمها الكثير ولم يعرف منزلتها الكثير فحرمواْ الخضوع بين يدي الله إن هناك عباداً في ظلمات الليل جعلوا صلتهم بالله السجود وإن هناك عباداً لله في صبيحة يومهم وفي إقبالهم على أعمالهم ابتدأوا يومهم في صلاة الفجر بالسجود لله يترددون إلى الأرض طواعية لله، ويترددون إلى الأرض خوفاً من الله يجعلون أعظمهم لله خاضعة وجباههم بين يدي ساجدة وأنوفهم تتمرغ في الأرض خضعاناً لجبروت الله وتعظيما لهذا الإله
هؤلاء الصالحون الذين اتصفوا بما اتصف به الأنبياء والرسل أن منزلة السجود عرف قدرها ملائكة الله فوصفهم الله أنهم له ساجدون وبين يديه خاضعون واختار أن الملائكة تسجد لآدم تعظيماً له وتشريفاً له لأن منزلة السجود منزلة عالية كبيرة
وأخبرنا الله عز وجل عن ملائكته وأخبرنا أيضاً عن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أنهم من الساجدين لله من الخاضعين لله من المنيبين لله الواحد القهار كما سمعتم عن نبي الله داود عليه السلام عند إن حصل منه في حكمه ما عرف مكاناً عظيماً يرجع فيه إلى الله بمثل السجود لله عز وجل *﴿ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴾*
لتعلم أن منزلة السجود منزلة تصلك إلى الله عز وجل وإن كنت أذنبت أو عصيت فخضعت لله بالسجود
وأعلنتها توبة صادقة نصوحاً بينك وبين الله فسيكون لك الحظ الأوفر بإذنه سبحانه وتعالى من القبول لما عملته

معاشر المسلمين " إن هذه العبادة وهي عبادة السجود لله سبحانه وتعالى إنها عبادة عظيمة كبيرة فلا تحرم نفسك من ترداد أعضائك لله، ولا تحرم جبهتك من الخضوع الكثير بين يدي الله سبحانه وتعالى فحوائجك تعرض وحالاتك تعرض على الله
ولقد أنكر الهدهد وهو طير من الطيور لمّا جاء إلى مملكة سبأ إلى أرض اليمن الميمون من مكان الشام ومن مكان نبي الله سليمان وطار على أجنحته وحلق في سماء اليمن ووصل إلى أرض سبأ ووجد أن ملكة سبأ ومن معها يعبدون غير الله ويسجدون للشمس المضيئة وهم في صبيحة يومهم عند طلوع الشمس يخرون لها سجداً وعند غروبها يخرون لها سجداً فاستنكر في نفسه.
إن مثل هذا السجود لا يكون إلا للواحد القهار لأن منزلة السجود منزلة كبيرة وعالية عظيمة، ولا تكون إلا لله فاستنكر الأمر وأخذته حمية التوحيد في قلبه ألاّ يسجد لله هو المستحق للعبادة لأن منزلة السجود دليل على قوة الخضوع والانكسار والذل بين يدي الخالق سبحانه وتعالى
وهكذا أيضاً إن هذه العبادة إنها عبادة يعبد الله بها الشمس تسجد لله قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم « يخبر عن غياب الشمس في غروبها فإنها تذهب فتسجد تحت العرش حتى يؤذن لها في الرجوع والقمر لله ساجد.بقوته ونور جماله وبهائه وعظيم ما هو فيه إلا أنه لله ساجد لم يذكروا في عبادتهم إلا بالسجود للخالق سبحانه وتعالى.
وأخبر الرحمن الرحيم في كتابه الكريم عن الأشجار التي تطل بأجنحتها وعن الأشجار التي في أيام صيفها وفي أيام خريفها وقد تسلقت بأغصانها فإنه بمجرد هبوب الرياح ولها الظل فإن هذا الظل إذا انعكس يمنة ويسرة فانه ظل سجود لله قال سبحانه *﴿ يَتَفَيَّؤُا۟ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَٰخِرُونَ ﴾*

خطب منبريه مكتوبه

15 Nov, 18:48


*🔶 السجود لله صلة بين العبد وربه 🔶*

*📝خطبة في غاية الأهمية ننصح بسماعها ونشرها....*

*📝 لشيخنا الداعية : #وهبان_بن_مرشد_المودعي حفظه الله*

*👈 أُلقيت بـ #دار_الحديث_بمركز_ذي_النورين بمدينة ذمار*

*🗓بتاريخ : ١٢ صفر لعام ١٤٤٦هـ*

*🖥رابط الخطبة على اليوتيوب:*
https://youtu.be/28LNidxpOnU?si=FKCMxK8fmdmeF9ST
*📻قناة الشيخ علـﮯ  التليجرام:*
↳ https://t.me/ASDFG3300
📝للمزيد تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
​*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*​
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ https://t.me/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
التصنيف: #خطب_الفقة #فقة_العبادات
📖─━━╔╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
༄༅༄༅‏📝༄༅‌‏༄༅🎙‏༄༅༄༅

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، اسأل الله لنا ولكم النجاة من كل بدعة وضلالة ونستعيذ بالله من سخطه وغضبه وعذابه والنار.

أيها المسلمون عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى يختار لعباده العبادات التي يعبدونه بها وما جعل سبحانه وتعالى العبادات للعباد يعبدونه إلا لأمر يحبه عز وجل وإن كل العبادات التي شرعها الله والتي أمر الله بها خلقه وعباده أن لها المنزلة الكبيرة عند الخالق سبحانه وتعالى، إلا إن العبادات تتنوع في فضلها، وتتنوع في مكانتها عند الله عز وجل وكل عبادة لها عند الله منزلة، وان كل عبادة لها عند الله مقاما.
ألآ وان من المقامات العظيمة في العبوديات لله عز وجل، إنها عبودية السجود بين يدي الله هذه العبادة التي جعلها الله عز وجل لعباده بها يعبدونه ويخضعون إليه وهي دليل على قوة الانكسار والخضوع بين يديه إنها عبادة السجود لله من كان من أهلها ومن سعى أن يكون من روادها فان صلته بالله قوية وعلى قدر كثرة سجودك لله تكون الرفعة لك عنده سبحانه وتعالى
وإن العبادة هذه وهي عبادة السجود ذكرها الله عز وجل في كتابه وأخبر سبحانه وتعالى عن سجود خلقه له. قال الله في كتابه الكريم *﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ ﴾*
وقال الله عز وجل *﴿ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَٰهِلُونَ قَالُوا۟ سَلَٰمًا ﴾﴿ وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَٰمًا ﴾*
ويقول عز وجل *﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴾*
وقال عز وجل في صفة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام مخبراً عن عبادتهم وسجودهم وخضوعهم لله سبحانه وتعالى فاخبر عن نبيه داود *﴿ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴾* والمراد بالركوع في هذه الاية هو السجود.
وأخبر وتعالى عن بقية خلقه وهو يخبر عن عبادتهم *﴿ يَتَفَيَّؤُا۟ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَٰخِرُونَ ﴾*
ودعا عباده *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱرْكَعُوا۟ وَٱسْجُدُوا۟ وَٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا۟ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ ﴾*
وقال عز وجل في وصف الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام *﴿ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ ﴾*

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


إتقواْ الله فانه سيحاسبكم يوم القيامة ويجازيكم على أعمالكم *﴿ وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُوا۟ بِٱلْحُسْنَى ﴾*

ألآ واتقواْ الله يا عباد الله " شاكرين لنعم الله شاكرين لفضل الله سبحانه فإننا نعيش في نعمٍ عظيمة نعيش في نعمة الإسلام التي هي أجل النعم وأعظمها في نعمة أمن وأمان نعيش في نعمة كفاف وعفاف نعيش في خيرات ربنا لا نجحد ربنا ولا نكفر بنعمه.
بقي علينا أن نشكر الله ليديم الخير علينا ونشكر الله من فضله
. نشكر الله عباد الله " ونحن نرى أحوالنا وهي في التمام وفي العافية قد سلمنا في أنفسنا وفي أهلنا وأولادنا وسلمنا في الأرزاق فنحن نأكل ونحن نشرب ونحن في فضل الله أن انقطع عنا باب فتح الله أبواب وإن تأخرت لقمة أتى الله بلقم هذا من فضل الله سبحانه وتعالى. فاشغلواْ أنفسكم بطاعة الله وبشكر الله جل وعلا نخشى على أنفسنا أن نبقى نجحد النعم ونكفر بها ونستصغرها ولا نعترف لله بفضله فيرفع الله هذه النعم عنا ويلبسنا بعد ذلك لباس الجوع والخوف

ألآ ولتبقوا دائماً وأبداً متذكرين بإحوال المسلمين في كل مكان فالمسلمون يدٍ واحدة والمسلمون جسد واحد فاذا شعرت بما يمر به المسلمون فوجدت الألم في نفسك ووجدت الأذى في نفسك من ذلك فهذا علامة الإيمان فادعواْ لإخوانكم وابذلواْ ما تستطيعون من النفع لإخوانكم.

ولا تنسوا عباد الله " ما مر وحصل لإخواننا في أرض الحديدة من تلك السيول الجارفة التي أصابتهم في أنفسهم فمات فيها من مات وتدمرت فيها الأموال وجرفت فيها الممتلكات وعاشواْ في أمور شديدة
فهم إخواننا ومن جلدتنا وفي بلدنا فعلينا جميعاً أن نقوم بواجبنا نحوهم من الإحسان والعطاء والبذل كل بما يقدر عليه على سبيل الجماعات أو على سبيل الأفراد لك معروف لك صاحب أو لك صاحب له معروف هناك أو قريب إبذل معه معروفاً ابعث إليه من المال ولو يسيراً
يا هذا كم تنفق من الأموال في الشهوات وفي الكماليات فبدلاً من ذلك ارضخ لإخوانك المسلمين ربما هم بحاجة إلى كسرة الخبز وبحاجة إلى المكان الذي يتظللون فيه وبحاجة إلى المكان الذي يؤون فيه بعد أن جاءت الأمطار فربما بعضهم لم تبقي له قليلاً ولا كثيراً
أمسى يملك الأموال ويملك البيت ويملك الحيوانات ويملك المواشي ويملك المزارع وأصبح وحيداً فريداً لا يملك شي من ذلك فالمواساة المواساة الذين يحتاجون إليها ويريدون من إخوانهم ذلك من أعظم الأجور عند رب العالمين سبحانه.
اسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن يلطف بنا وبهم وبجميع المسلمين
إنا نسألك العافية في الدنيا والاخرة.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا.
اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا وأحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا
اللهم يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين يا من أنت على كل شيء قدير انصر إخواننا المستضعفين في أرض فلسطين وغزة
اللهم أمنهم في أنفسهم في أهلهم وأولادهم وأموالهم وفي ديارهم وفي مقدساتهم
اللهم يا رب العالمين احقن دماءهم أستر عوراتهم وعافي مبتلاهم وشافي جرحاهم ورد غائبهم وفك أسراهم وتقبل شهدائهم وأرفع رايتهم يا من أنت على كل شيء قدير.
اللهم وأحفظنا في يمننا
اللهم أحفظنا في بلاد الأمن والإيمان والحكمة والفقه يا من أنت على كل شيء قدير.
اللهم أدم علينا عافيتك وأدم علينا لطف
اللهم انصرنا بنصرك وأيدنا بتأييدك يا من أنت على كل شيء قدير.
اللهم عليك بدولة الكفر أمريكا
اللهم دمرها وزلزلها وشتت شملها وفرق جمعها. واجعل بأسها على رأسها.
اللهم خالف بين قلوبهم
اللهم أرنا فيهم يوماً اسوداً كيوم عاد وثمود.
اللهم عليك باليهود.
اللهم عليك باليهود.
اللهم عليك باليهود.
اللهم أنزل عليهم غضبك وعقابك ورجزك وسخطك المعهود على القوم الكافرين.
اللهم يسر لنا أرزاقنا وبارك لنا في أقواتنا وقنعنا وربنا بما قسمته لنا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

*~~*
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ https://t.me/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
* قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
*وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


أيها المؤمنون عباد الله " كل أمنياتك اليوم إذا نزل بك أمر الله تتنازل عنها مرة واحدة وتتركها مرة واحدة ولا تريد منها أمنية إلا أمنية واحدة تتمنى الصلاح فقط لا تتمنى غيره قال الله عز وجل *﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
يتمنى هذه لا يتمنى غيرها لا يطلب سواها أبداً لأنه إذاً ما نزل به ملك الموت وذاق مرارة الموت وأن الدنيا لم تقدم ولم تؤخر. طلب هذا الامر الذي ينتفع به *﴿ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*

وانظرواْ يا عباد الله " أعاذنا الله وإياكم إلى أهل النار ماذا يطلبون؟
ماذا يتمنون؟ في أرض المحشر ويوم القيامة قال الله *﴿ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا۟ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ﴾*
الآن قالواْ أبصرنا وسمعنا هم كانواْ يبصرون بالدنيا ويسمعون ولكنهم لا يستجيبون ولا يجاهدون انفسهم. فيوم القيامة قالواْ أبصرنا وسمعنا
اي نحن الآن موقنون مستسلمون سنصلح أحوالنا
ماذا تريدون؟ فارجعنا نعمل صالحاً ارجعنا إلى الدنيا لنعمل صالح نصلي فجر في جماعة ونصلي الصلوات في اوقاتها في بيوت الله لنقرأ القرآن لنتخلص من الحقوق لنقوم بالواجبات لنطهر المكاسب لنحفظ الألسن والفروج لنصون الأعراض *﴿ ٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾* ولكن هيهات قد فات الأوان قال الله جل في كتابه الكريم *﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ ۚربنا﴾*
الذي كنا نعمل في الدنيا لن نعمله مرة ثانية لن نعود إليه لن نعود الى قطع الصلاة لن نعود إلى الظلم لن نعود إلى الهجران لكتاب الله لن نعود إلى العقوق وإلى قطيعة الأرحام لن نعود الى إساءة الجوار لن نعود الى أكل الحرام والمشتبهات نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل قال الله *﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا۟ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾*

انظرواْ يا عباد الله " إلى هذه الأحوال العسرة الى هذه الاحوال الشديدة انظرواْ إلى هذه الغمم إلى هذه الكروب إلى هذه المصائب التي نزلت على أصحاب الأعمال السيئة الذين ما بالواْ بما يقولون ويفعلون ويصنعون ويتركون بما يظهرون ويبطنون ولا فتشواْ ولا تأملواْ هل هو صالح أو هو فاسد؟
هل هو يرضي الله؟
او لا يرضي الله جل وعلا؟
عاشواْ في هذه الحياة على اهوائهم على شهواتهم على ملذاتهم ونسواْ يوم الحساب ونسواْ يوم المعاد ذلك عظمت حسرتهم كما قال الله *﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ إِذْ قُضِىَ ٱلْأَمْرُ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾*

يا عبد الله " أنت لا تزال في نعمة لا تقوم لها الدنيا بما فيها نعمة الوجود نعمة الحياة نعمة القدرة على أن تقول أستغفر الله، أتوب إلى الله نعمة الإستطاعة أن تعمل صالحاً إنك الآن تملك أعظم من ملك الدنيا كلها وهو إنك لا زلت في وقت العمل.
والله لو ملكت الدنيا كلها يوم القيامة ملئها ذهباً ما نفعتك فالله جل وعلا يخبر أن من كان على غير العمل الصالح لو أن له يوم القيامة ما في الارض جميعاً ومثله من الذهب لأفتدى به وقدمه ليخلص نفسه ولكن هيهات أن يجد وأن وجد فهيهات أن يقبل يوم القيامة الحسنة الواحدة لا تستطيع الدنيا بما فيها أن تأتي بها وأنت اليوم تستطيع أن تأتي بحسنات وحسنات
وإنما بينك وبين ذلك أن تستعين بالله جل وعلا وأن تجاهد نفسك على مرضاة الله وأن تساير وتخالط أهل الخير والصلاح وأن تجلس في مجالس الصالحين وأن تذكرك نفسك بالله واليوم الآخر فتارة تتذكر الموت وأخرى تزور المقابر وأخرى تزور المرضى وأخرى تأمل في كتاب الله وتقرأ القرآن فتعظ نفسك بمواعظ الله جل وعلا في كتابه وبمواعظه في هذه الأرض الواسعة في هذه الأرض الفحياء التي ملأها الله بالذكرى وبالمواعظ التي تملأ القلب بتعظيم الله وبمحبة الله وبإجلال الله سبحانه وتعالى.

ألآ فيا عباد الله " أصلحواْ الأقوال أصلحواْ الأفعال أصلحواْ الظاهر والبواطن راقبواْ الواحد الأحد راقبواْ الواحد الأحد
إتقواْ الله الذي يعلم الجهر وما يخفى إتقواْ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إتقواْ الله الذي هو معكم أينما كنتم إتقواْ الله الذي لا يخفى عنه من أمركم شيئاً إتقواْ الله الذي قد أحاط بكم علماً.
إتقواْ الله الذي إليه المنتهى وإليه المرجع واليه المآب وإليه المصير.
إتقواْ الله الذي خلقكم وأوجدكم وسخر لكم السماء والأرض وما بينهما وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأنعم بالعقول

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


وهكذا أيها المؤمنون عباد الله " يقول الله جل وعلا عن يحيى ابن زكريا *﴿ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
وصفه بأنه سيد وبأنه نبي وجمع ذلك كله فقال من الصالحين لأن الله جل وعلا يحب صلاحك ويحب استقامتك والله يرضى عنك حينما تكون حقاً متقياً لله تسعى في صلاح الظاهر منك والباطن.

وهكذا نبي الله عيسى ابن مريم لما بشرها الله به أثنى عليه فكان من جملة الثناء أن قال *﴿ وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
ومن الصالحين هذا هو الوصف الذي نسعى الى تحقيقه هذا هو الوصف الذي يصلح به أهل الدنيا والاخرة
هذا هو الوصف الذي قال الله فيه *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ ﴾*
لا والله ما ربط بالفلاح بأن تكون ملكاً ولا رئيساً ولا وزيراً ولا محافظاً ولا مديراً ولا ثريّاً ولا وجيهاً في الناس
وإنما وصف يتصف به من يتصف يكتب الله له به الفلاح *﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا ﴾* أسود كان أو أبيض من بني فلان أو علان من بلاد كذا أو من بلاد كذا عربي أو عجمي جميل الخلقة أو قبيح إذا كان مؤمناً قد عمل الصالحات *﴿ فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ ﴾* أي هؤلاء هم أهل الفلاح.

وهكذا انظروا أيها المؤمنون عباد الله " إلى نبي الله سليمان عليه السلام ماذا يطلب بعد أن أعطاه الله ملكاً لم يعطه أحداً من العالمين
ماذا تمنى ماذا أراد.؟ أعطاه الله ملكاً كما طلب *﴿ لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍ مِّنۢ بَعْدِىٓ ﴾* فلا يمكن لأحد بعده أن ينال ما ناله من الملك
ووالله لو جمعت ملوك الدنيا من بعد سليمان عليه السلام إلى يومنا هذا إلى قيام الساعة لو جمع ملوك الدنيا كلهم في وقت واحد وبكل ما أوتواْ لا يمكن أبداً أن يصلوا إلى الملك الذي وصله نبي الله سليمان عليه السلام قال الله *﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِۦ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾﴿ وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ ﴾﴿ وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى ٱلْأَصْفَادِ ﴾*
سخر الله له الريح فكان نبي الله سليمان عليه السلام إذا أراد أن ينتقل من بلد الى بلد بسط بساطاً عظيماً وجعل فوقه كل ما يريد من البشر والحيوان والمتاع والعدد والعدة دون وزن محدود تعجز عنه طائرات اليوم يحمل عليه كل ما أراد والريح قد أمرها الله أن تأتمر بامره فيأمر الريح أن تأخذه فتتسلل الريح تحت ذلك البساط فيرتفع ذلك البساط بتأمين رب العالمين سبحانه وينطلق ذلك البساط بسرعة فائقة يقطع في الغدوة أي من بعد صلاة الفجر الى طلوع الشمس يقطع مسافة شهر دون أبراج مراقبة ولا نظر إلى الأحوال الجوية قد حفظ من عليه بحفظ الله سبحانه وتعالى غدوها شهر ورواحها شهر ما هذا العطاء العظيم الذي أعطيه نبي الله سليمان عليه السلام وسخر الله له الشياطين والجن والمردة *﴿ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾* لا يستطيع شيطان ولا جني ولا مارد أبداً أن يرد لسليمان عليه السلام طلب بل ينفذون له الطلب كما يريد يبنون له ما يشاء يغوصون الى أعماق البحار

بل أنظر يا عبد الله " لما أراد عرش تلك الملكة لما أراد عرشها وخدمها وحشمها قال *﴿ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ ﴾﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ ﴾*
كان له مجلس يجلس يذكر الله فيه قال قبل أن تقوم من هذا المجلس كما يجلس أحدنا اليوم من بعد الفجر الى طلوع الشمس يقول له لا تقم من مجلسك الا وعرش بلقيس ببابك
لا اله الا الله ما هذا الملك.؟
ما هذه القوة.؟
*﴿ قَالَ ٱلَّذِى عِندَهُۥ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُۥ قال﴾*
ما هذا العطاء؟
ما هذا الملك؟
اي سرعة هذه؟
اي قدرة هذه؟
انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك وصدق رآه مستقراً أمامه
قال الله هذا عطاؤنا هذا عطاؤنا علمه الله منطق الطير *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ ﴾*
*﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا۟ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾*
فسبحان من أوصل ذلك الصوت إلى مسامعي سليمان عليه السلام وسبحان من فقهه وعلمه ما تقول النمل فماذا قال بعد ذلك.؟*﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ﴾*

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


*«توفني مسلما وألحقني بالصالحين»*

*🕌خطبة الجمعة*
من #دار_الحديث_السلفية_للعلوم الشرعية-بقاع القيضي-صنعاء-اليمن*

*📝لفضيلة شيخنا المبارك أبي عبد الله #عبدالقادر_بن_محمد_الصوملي حفظه الله تعالى*

🗒️كانت بتاريخ 5 صفر 1446هـ

📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
​*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*​
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ https://t.me/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
🖋التصنيف: #التوحيد_والإيمان
📖─━━╔╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴

إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ ﴾﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد إن خير الكلام كلام الله جل وعلا وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات من البدع والضلالات والنار.

أيها المؤمنون عباد الله " ما أجمل ذلك الوصف الكريم الذي وصف الله به الأنبياء والمرسلين وسعى في طلبه الأنبياء والمرسلين ذلك الوصف الذي من كان من أهله فقد كتبت له السعادة في الدنيا والاخرة
ألآ وهو وصف الصلاح أن يكون الإنسان صالحاً قد عمل الصالحات أن يكون الإنسان طالباً للباقيات الصالحات. أن يكون الإنسان ممن له قوله وصلح له فعله وصلح له مكسبه وصلح له مدخله ومخرجه. وصلح له ظاهره وباطنه.
فدخل بذلك في عداد عباد الله الصالحين الذين يتولاهم الله جل وعلا في الدنيا والاخرة أنعم وأكرم بهذا الوصف أنعم به وأكرم في أمر الدنيا والاخرة. تتهاوى الصفات دونه وتتصاغر الأوصاف بجواره ويبقى هو الوصف الأعلى والأكرم لأنه الوصف الذي صلح به حال العبد مع الله جل وعلا.
قال ربنا في كتابه *﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرْفَعُهُۥ ﴾*
فأخبر الله جل وعلا أن العمل الصالح قد أعلى الله شأنه في الدنيا والاخرة. فمن كان من أهل هذا العمل فالله يعلي شأنه ويرفع مكانته في الدنيا والاخرة.

والصلاح عباد الله " هو فعل الأنبياء والرسل في هذه الحياة ولذلك دعونا نمر على بعض الآيات الكريمات التي وصف الله جل وعلا بها الأنبياء والمرسلين بهذا الوصف العظيم.
قال الله جل وعلا عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه قال: *﴿ رَبِّ هَبْ لِى حُكْمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
أبو الأنبياء خليل الرحمن داعية التوحيد مكسر الأصنام. يسأل من الله سبحانه وتعالى أن يلحقه بالصالحين. لعظم هذا الوصف ولكرامة أهله عند الله جل وعلا. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى عنه وقد أجابه فيما سأل وأعطاه ما تمنى *﴿ وَإِنَّهُۥ فِى ٱلْآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾* أخبر الله جل وعلا أنه قد أصلح له شأنه في الدنيا وفي الاخرة وصار الصلاح وصفه في الدنيا وفي الاخرة.

وقال الله جل وعلا *﴿ وَءَاتَيْنَٰهُ فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾* وأكرمه الله جل وعلا وأنعم عليه *﴿ وَوَهَبْنَا لَهُۥٓ إِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَٰلِحِينَ ﴾*
أصلحناه في نفسه وأكرمناه وأنعمنا فوهبنا له إسحاق ومن وراء إسحاق وهبنا يعقوب وأكرمناه بذلك. فجعلناهما من الصالحين انظرواْ الى هذا الوصف ما أعلاه وما أكرمه.

وهكذا تأملوا نبي الله موسى عليه السلام. وهو يتفق مع ذلك الرجل الصالح على أن يخدمه عشر سنين فيزوجه قال *﴿ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾* أي ستجدني صالحاً وعدت ووفيت ستجدني إن شاء الله صالحاً أعطيت عهداً وقمت به فنبي الله موسى يخبر عن نفسه أنه بإذن الله وبإعانته سيكون من الصالحين إذاً هو الصلاح فيما بيننا وبين الله وفيما بيننا وبين عباد الله.

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


وتأملواْ هذا هو المقصود من كل ما تقدم حتى لا تذهب بنا الحياة يميناً وشمالاً.
حتى يا عباد الله " لا نبحث عن الفان ونترك الباقي حتى لا نهلك اليوم والليلة والفكر والقوة في لعلاعة الدنيا الفانية
ما عساك ان تحصل عليه.؟
ما عساك ان يا مسكين.؟
هذا ملك سليمان عليه السلام. هذا عطاؤه وبقي اخرون كما قال الله مقرنون في الأصفاد احتياط لسليمان عليه السلام.
هذا سليمان وهذا ملكه ماذا طلب *﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
بعد الملك والأمر والنهي ما هو الطلب؟
ما هي الامنية.؟ *﴿ أَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
هو صالح. هو نبي ومع هذا يتذلل لله ويخضع ويبقى يطلب من ربه سبحانه أن يدخله برحمته في عباده الصالحين
متى طلبت هذا يا عبد الله؟
متى خضعت لله في هذا الامر وتذللت؟
متى الححت على الله سبحانه وتعالى بذلك؟
متى سعيت إلى أن تكون صالحاً وأنت تنظر صالحاً وأنت تقول صالحاً وأنت تسمع صالحاً وأنت تأكل وتشرب صالحاً وأنت تكسب المال وتبحث عن الرزق صالحاً وأنت تتعامل مع والديك مع أرحامك مع الناس. متى تطلب الصلاح يا عبد الله؟
أنظر إلى النبي الكريم يقول *﴿ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*

وهكذا تأملوا نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن أعطاه الله جل وعلا ملك مصر بعد أن مكنه الله جل وعلا فيها وأتى بإخوانه إليه صاغرين عفا عنهم وصفحهم بعد أن جمع الله بينه وبين أبويه ورد نور عين أبيه إليه بعد هذا كله بعد التمام الشمل واجتماع الكلمة بعد علو المكانة بعد الأمر والنهي والنبوة والرسالة بعد هذا كله لم ينسى نبي الله يوسف عليه السلام أن يطلب أن يطلب أن يطلب من ربه سبحانه فقال *﴿ ۞ رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ أَنتَ وَلِىِّۦ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّٰلِحِينَ ﴾*
توفني مسلما والحقني بالصالحين
هذه هي الأمنية هذا هو الطلب أن تموت على الإسلام وأن يدخلك الله في ركاب الصالحين.
والصلاح هنا المقصود به عموم من رضي الله عنهم أن يدخله الله جل وعلا فيمن رضي عنهم
وانظرواْ مع كونه نبي وكونه رسول وكونه بتلك الصفات العالية لم يأمن بل بقي يسأل الله ويتضرع الى الله جل وعلا وانا وانت يا عبد الله ما الذي أمننا؟
ما الذي غرنا؟
حتى أصبحنا لا نسأل الله أن يغفر لنا ولا أن يرحمنا ولا ا
أن يتوب علينا حتى أصبحنا لا نطلب الهداية من الله حتى أصبحنا لا نطلب أن يصلح الله أحوالنا الظاهرة والباطنة *﴿ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ ﴾﴿ ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ﴾*
يا عبد الله هو الصلاح ليس غيره هو الصلاح ليس قبله ولا بعده ما ينجيك في الدنيا والاخرة.

استغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم. وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله " وقال الله عن الموفق الذي بلغ أربعين سنة *﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِىٓ ۖ إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾* يا صاحب الأربعين هل ما زلت تبحث عن مستقبل دنيوي؟

إننا والله لنعيش تسلط الشيطان علينا كلما تقدم بنا العمر رجعنا الى الخلف كلما تقدمت بنا السنين رجعنا نبحث عن الفاني والزائل والمنتهي.بدلاً من أن نبحث عن ما هو أمامنا.
ولذلك الصالح يبلغ الأربعين فيكون هذا شأنه يبدأ إقباله على الله واهتمامه بصلاح حاله مع الله هو يصلح الله في العشرين وفي الثلاثين وفي كل الأحوال ولكن إذا أمد الله في عمره الى أربعين فهذا عمر الإقبال على الله. وصلاح الحال مع الله سبحانه لم يبقى بعده من العمر إلا القليل لم يبقى بعده من العمر إلا ما هو معرض فيه. للآفات والهلكات والمنغصات.
ولذلك أنظر ماذا قال *﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِىٓ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِىٓ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحًا تَرْضَىٰهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِىٓ ﴾* اي أقر عيني بصلاحي وأقر عيني بصلاح ذريتي.
هكذا يسعى الى أن يجمع الله شمله في الدنيا مع أولاده على الصلاح ليجمعه الله بهم يوم القيامة.

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


والإسلامُ شامِخٌ عزيزٌ بمساجِده وأحكامه وبالمؤمنين، إن حُورِب اشتدَّ، وإن تُرِك امتدَّ؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «ليبلُغَنَّ هذا الأمرُ - أي: أمر الإسلام - ما بلَغَ الليلُ والنهارُ، ولا يترُكُ اللهُ بيتَ مدَرٍ - أي: بيتًا في مدينةٍ -، ولا وبَرٍ - أي: بيتًا من شَعر في باديةٍ - إلا أدخَلَه اللهُ هذا الدينَ» (رواه أحمد.



أي: سيدخُلُ اسمُ الإسلام جميع بيوت الأرض من حاضِرةٍ وباديةٍ، ولن يستطيعَ أحدٌ أن يمنَعَ ظُهُوره، قال - سبحانه -: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) [التوبة: 32].



قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله -: "مثَلُهم في ذلك كمثَل من يُريدُ أن يُطفِئ شُعاعَ الشمس أو نورَ القمر بنفخِه، وهذا لا سبيلَ إليه، فكذلك ما أرسلَ الله به رسولَه لا بُدَّ أن يتِمَّ ويظهَر، ولهذا قال: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة: 32]".



وما يتوالَى على المسلمين من فِتنٍ، وحروبٍ، ودمارٍ، وتشريدٍ، وتسليطِ الأعداء تذكيرُ بالرجوعِ إلى الله والمساجِد، والصلواتِ، والقرآن، قال - سبحانه -: (لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].



وقد وعَدَ الله بنصرِ المؤمنين وإن ضعُفَت الأسبابُ أو تخَّلَفت؛ فنصَرَ - سبحانه - المسلمين في بدرٍ وهم قِلَّة، واجتمَعَ المشركون من كل مكانٍ على مُحاصَرَة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتالِهِ، فأرسلَ عليهم يوم الأحزابِ ريحًا وجنودًا لم يرَوها، فتفرَّق المشركون وخُذِلُوا.



والله قادِرٌ على نصرِ عبادِه المؤمنين، ولحكمةِ الابتِلاء لهم قد يُدِيلُ عليهم الأعداءَ لينالَ المسلمون الشهادةَ، والصبرَ على المُصاب، والتعلَّق بالله، قال - سبحانه -: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ) [محمد: 4]، وقال - سبحانه - عن أعدائِهم: (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) [مريم: 84].



والدعاءُ سلاحُ المؤمنين في السرَّاء والضرَّاء، والطاعةُ تجلِبُ النصرَ وتُعجِّلُ به، وإذا اشتدَّ الكربُ وعظُمَ الخَطبُ أتَى الفرَجُ، (وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 132].



ثم اعلَموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].



اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الراشِدين، الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانُوا يعدِلُون: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائرِ الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.



اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا رخاءً، وسائرَ بلادِ المُسلمين.



اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكانٍ، اللهم عجِّل لهم بالفرَجِ والنصرِ والتمكينِ يا رب العالمين.



اللهم وأدِر دوائِرَ السَّوء على عدوِّك وعدوِّهم، اللهم زلزِلِ الأرضَ من تحت أقدامِهم، وألْقِ الرُّعبَ في قلوبهم يا قوي يا عزيز.



(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].



اللهم وفِّق إمامَنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق جميعَ وُلاة أمورِ المسلمين للعمل بكتابِك وتحكيم شرعِك يا ذا الجلال والإكرام.



اللهم أمِّن حدودَنا، واحفَظ بلادَنا، واصرِف عنها كل مكروهٍ وفتنٍ يا ذا الجلال والإكرام.



(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].



اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا.



عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].



فاذكُروا الله العظيمَ الجليلَ يذكركم، واشكرُوه على آلائِه ونعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


لزُومُها ومحبَّتُها من أسباب الهدايةِ والصلاحِ، ومن السبعةِ الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظلُّه: رجلٌ قلبه مُعلَّقٌ في المساجد.

قال النوويُّ - رحمه الله -: "ومعناه: شديدُ الحبِّ لها والملازمَة للجماعة فيها".



«وإذا دخل المسلم المسجد كان في صلاةٍ ما كانَت الصلاةُ تحبِسُه، وتُصلِّي عليه الملائكةُ ما دامَ في مجلِسِه الذي يُصلِّي فيه، تقولُ: اللهم اغفِر له، اللهم ارحَمه» (رواه البخاري).



المساجدُ مُعظَّمةٌ في سالِفِ الأمم، أمَرَ الله إبراهيمَ وإسماعيلَ بتطهير المسجد الحرام، فقال: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125].



وامرأةُ عِمرَان نذَرَت ما في بطنِها لخدمةِ المسجِد الأقصى: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا) [آل عمران: 35].



والإسلامُ أعلَى مكانَتَها، وعظَّم من يقوم بخدمَتِها، سأَلَ - عليه الصلاة والسلام - عن امرأةٍ كانت تقُمُّ مسجِدَه فقالوا: ماتَت، فقال: «دلُّونِي على قبرِها»، فدلُّوه فصلَّى عليها (رواه البخاري).



ولما بالَ أعرابيٌ في المسجِدِ أمَرَ - عليه الصلاة والسلام - بذَنُوبٍ من ماءٍ فهُرِيقَ عليه، ثم علَّمَه حُرمَتَها وقال له: «إن هذه المساجد لا تصلُحُ لشيءٍ من هذا البول» (رواه مسلم).



ومن آداب المساجِدِ: أخذُ الزينَةِ لها: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: 31].



ومن تعظيمها: لزُوم السكينَةِ والوَقارِ في الهيئة والمِشيَةِ إليها، قال - عليه الصلاة والسلام -: «إذا أُقيمت الصلاة فلا تأتُوها تسعَون وأْتُوها تمشُون عليكم السكينة، فما أدرَكتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتِمُّوا» (متفقٌ عليه).



وإذا وصَلَها تشريفًا لها يُقدِّم رِجلَه اليُمنَى عند دخولها، ولكونِها موطِنَ عبادةٍ ورحمةٍ ودُعاء إذا دخَلَها قال: «اللهم افتَح لي أبواب رحمتك»، وإذا خرَجَ قال: «اللهمَّ إني أسألُك من فضلِك» (رواه مسلم).

وتحيَّةً لها من دخَلَها لا يجلس حتى يُصلِّي ركعتين.



والأذان فيها عِصمةٌ وأمان، كان - عليه الصلاة والسلام - يستمِعُ للأذان في الغَزو، فإن سمِعَ أذانًا أمسَكَ، وإلا أغارَ.



والصفوفُ المُقدَّمةُ فيها يتنافَسُ إليها السابِقُون، قال - عليه الصلاة والسلام -: «لو يعلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِّ الأوَّلِ ثمَّ لم يجِدوا إلاَّ أن يستَهِمُوا عليهِ لاستَهَمُوا» (رواه مسلم).



واحترامًا للفريضةِ فيها إذا أُقيمَت الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتُوبة.



وبيَّنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الحكمةَ من عِمارة المساجِد بقوله: «إنما هي لِذِكرِ اللهِ - عز وجل -، والصلاةِ، وقِراءةِ القرآنِ» (رواه مسلم).



وإحياؤها يكون بالذكرِ والعلمِ، قال - سبحانه -: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [النور: 36].



وأثنَى الله على من عَمَرَها بالطاعةِ، ووصفهم بأنهم رجالٌ عصَمَهم الله من فتنةِ الدنيا: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 36، 37].



بل وشهِدَ لهم بالإيمانِ والهدايةِ، فقال - سبحانه -: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].



والملائكةُ تشهَدُ المساجِدَ وتستمِعُ للخُطب وتحُفُّ مجالسَ العلمِ فيها، «وما اجتَمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ، يتلُون كتابَ اللهِ، ويتدارَسُونه بينهم إلا نزَلَتْ عليهم السكِينةُ، وغشِيَتْهم الرحمةُ، وحفَّتهم الملائكةُ، وذكَرَهم اللهُ فيمن عنده» (رواه مسلم).



وتلقِّي العلمَ فيها خيرٌ من متاعِ الدنيا، قال - عليه الصلاة والسلام -: «أفلا يغدُو أحدُكم إلى المسجدِ فيعلَمُ - أي: يتعلَّم - أو يقرأُ آيتيْنِ من كتابِ اللهِ خيرٌ لهُ من ناقَتَيْنِ، وثلاثٌ خيرٌ لهُ من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ لهُ من أربع، ومن أعدادِهنَّ من الإبلِ» (رواه مسلم).



وقد اتَّخذَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من مسجِدِه موطِنًا للتعليم، فأثمَرَ جيلاً لا كان ولا يكون مثله.



وكان يحُثُّ على الإقبالِ على حِلَقِ الذكرِ والعلمِ فيه، فقال عن ثلاثة نَفَر: «أمَّا أحدُهم فأَوَى إلى اللهِ فآوَاه اللهُ، وأمَّا الآخرُ فاستَحيَا فاستَحيَا اللهُ منه، وأمَّا الآخرُ فأعرضَ فأعرضَ اللهُ عنه» (متفقٌ عليه).

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:05


المساجِدُ تهدأُ فيها الروحُ وتسكُنُ فلا يُرفع فيها صوتُ نزاعٍ أو خُصومةٍ أو لغَط، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم وهيشَات الأسواقِ» - أي: لا تكونُ في المساجد - (رواه مسلم).



ولمّا سمِعَ عُمر - رضي الله عنه - رجُلَين يرفعَان أصواتَهما في المسجد دعَا بهما ثم قال: "لو كنتُما من أهل البلَدِ لأوجَعتُكُما، ترفَعَان صوتَكُما في مسجِدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -" (رواه البخاري).



وهي مكانُ الأمن والأمان والطمأنينة، قال - عليه الصلاة والسلام -: «من مَرَّ في شيءٍ من مساجِدِنا أو أسواقِنا بنَبلٍ، فليأخُذْ على نِصالِها، لا يعقِرْ بكفِّه مُسلِمًا» (متفقٌ عليه).



وتعظيمًا لشأنِ المُتعبِّدِ فيها لا يُؤذَى ولو باللَّمس؛ جاء رجلٌ يتخطَّى رقابَ الناس يوم الجمعة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجلِس فقد آذَيتَ» (رواه أبو داود).



بل لا يُؤذَى بشمِّ رائحةٍ يكرَهُها، وعاقَبَ من كان ذا رائحةٍ كريهةٍ ألا يدخُل المسجِدَ، قال - عليه الصلاة والسلام -: «من أكل ثُومًا أو بصلاً فليَعتزِلنا، أو ليعتزِلَ مسجدَنا، وليقعد في بيتِه» (متفقٌ عليه).



قال ابنُ الأثير - رحمه الله -: "ليس ذلك من باب الأعذار، وإنما أمَرَهم بالاعتِزال عقوبةً لهم ونكالاً".



وهي موطِنُ الراحة وتذكُّر الآخرة، وتقوِيَة الصِّلَة بالله، والبُعد عن الدنيا؛ فنُهِيَ عن البيع والشراء فيها وزُجِرَ عن ذلك، قال - عليه الصلاة والسلام -: «إذا رأيتُم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ، فقولوا: لا أربَحَ اللهُ تجارتَك» (رواه الترمذي).



بل نهَى عن إشغالِ الناس بهمُوم الدنيا، فقال: «من سمِعَ رجُلاً ينشُدُ ضالَّةً في المسجد فليقُل: لا ردَّها الله عليك، فإن المساجد لم تُبنَ لهذا» (رواه مسلم).



ولكَون المسجد مُنطلَق السعادة والسدادِ، كان - عليه الصلاة والسلام - إذا قدِمَ من سفرٍ بدأ بالمسجد فصلَّى فيه (رواه البخاري).



وأولُ واجبٍ على كل عبدٍ: إخلاصُ دينه لله، وألا يدعُو في المساجد أو غيرها سِوَى الله، قال - سبحانه -: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18].



وهي محلُّ انتِفاع الأحياء بها، وإدخالُ القبور فيها يُنافِي ذلك، ووسيلةٌ إلى عبادةِ غيرِ الله.



والمعصيةُ قبيحةٌ في كل زمانٍ ومكانٍ، وتزدادُ قُبحًا في بيوتِ الله؛ كالغِيبةِ، والنظرِ إلى الحرام، وسماعِ أصواتِ المعازِفِ في وسائل الاتصال.



ومن مقاصِدِ الشريعة في المساجد: ائتِلافُ القلوب واجتِماعُ الكلِمة، فلا يجوز أن يُتَّخذَ منها أو فيها فُرقةً واختِلافًا، قال - جلَّ وعلا -: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى) [التوبة: 107].



ومن بنَى أبِنيةً يُضاهِي بها المساجدَ من المشاهد ونحوها، فهي كمسجِد الضِّرار وأشدُّ، ومن أصولِ الدين ألا تُختصُّ بُقعة بقِصدِ العبادة فيها إلا المساجِد خاصَّة، والمساجِدُ جميعُها تشترِكُ في العباداتِ إلا ما خُصَّ به المسجد الحرام من الطوافِ.



وبعدُ .. أيها المسلمون:

فالمساجِدُ عزُّ المسلمين، وشرَفُهم وشعارُ دينهم، ومن عَمَرَها بالصلاةِ فيها والذكرِ، رفَعَه الله وأسعَدَه وشرَحَ صدرَه، وتعليمُ الكتابِ والسنةِ فيها امتِثالٌ لأمرِ الله ببنائها، وإحياءٌ لسنَّة المرسلين فيها، وبركةٌ في الوقتِ والعملِ، وصلاحٌ للنفسِ والولدِ، ومن حُرِم فيها من الخيرِ أو صدَّ عنه فقد فاتَهُ فضلٌ عظيم.



أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف: 29].



باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعَني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميعِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفورُ الرحيم.





الخطبة الثانية:



الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.



أيها المسلمون: صلاةُ الجماعة في المساجِد من شعائِر الإسلام ومن الواجِبات، وقد همَّ - عليه الصلاة والسلام - بإحراقِ من تخلَّفَ عنها، وعُدَّ تركُها من صفاتِ المُنافقين، ولم يأذَن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لرجُلٍ أعمى لا قائِدَ له أن يتخلَّف عنها.

خطب منبريه مكتوبه

10 Nov, 14:04


🎤

*خطبة مكتوب بعنوان:*

*مكانة المساجد وتعظيمها*

للشيخ / عبدالمحسن بن محمد القاسم


عناصر الخطبة

1/ فضائل المساجد في الإسلام 2/ آداب إتيان المساجد 3/ أهمة صلاة الجماعة في المسجد.

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌


الخطبة الأولى:



إنّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرور أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.



أما بعد: فاتَّقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، واستمسِكُوا من الإسلام بالعُروَة الوُثقَى.



أيها المسلمون: فاضَلَ الله بين خلقهِ واختارَ ما شاء بفضلِه، وتعَبَّدَنا بمعرفة ما جاء النصُّ بتفضيلِه والامتِثالُ بالمشروعِ فيه، وللمُسلم في هذا باعِثٌ على السبقِ إلى الفضائل، والتنافُس على أعلى المراتب، ومنشَأُ التفاضُل بين الخلقِ التقوَى وتحقيق العبودية، وأفرادُ الجنس الواحد يتفاوَتُون في ذلك تفاوُتًا كبيرًا.



قال - عليه الصلاة والسلام - عن رجُلَين: «هذا خيرٌ من ملءِ الأرضِ مثلَ هذا» (رواه البخاري).



والأرض منازلها على قَدر ذلك، وأحبُّها إلى الله مواطِن عبوديته، قال - عليه الصلاة والسلام -: «أحبُّ البلاد إلى الله مساجِدُها» (رواه مسلم).

وذلك لما خُصَّت به من العبادات والأذكار، واجتماع المؤمنين، وظُهور شعائِر الدين.



وأشرفُ المساجد وأعظمُها المسجد الحرام، أولُ مسجدٍ وُضِعَ في الأرض، وهو منارةُ هدايةٍ للناس، (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 96]، أوجَبَ الله حجَّه والطوافَ به وجعَلَه قبلةً لعباده المؤمنين، والصلاةُ فيه بمائة ألفِ صلاةٍ فيما سِواه.



وثاني المساجدِ فضلاً مسجِدُه - عليه الصلاة والسلام -، مسجِدٌ أسِّسَ على التقوَى من أول يوم، وصلاةُ فيه خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سِواه إلى المسجد الحرام، وهو آخرُ مسجِدٍ بنَاه نبيٌّ.



والمسجِدُ الأقصى أُولى القبلَتَين ومسرَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وُضِعَ في الأرض بعد المسجِدِ الحرام.



وإلى هذه المساجد الثلاثة تُشدُّ الرِّحالِ دون سِواها، قال - عليه الصلاة والسلام -: «لا تُشدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجِدي هذا، ومسجِد الحرام، ومسجِد الأقصى» (متفقٌ عليه).



قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -: "وما سِوَى هذه المساجد لا يُشرع السفرُ إليه باتِّفاق أهل العلم".



ومسجِدُ قُباء أُسِّس على التقوَى من أول يومٍ، وكان - عليه الصلاة والسلام - يأتِيه كل سبتٍ ماشِيًا وراكِبًا، و«من تطَهَّر في بيتهِ ثم أتى مسجِدَ قُباء فصلَّى فيه صلاةً كان له كأجر عمرة» (رواه ابن ماجه).



وليس في الأرض مسجِدٌ له مزيدُ فضلٍ سِوى الثلاثة مساجِد ومسجِد قُباء، وما سِوى ذلك فلها حكم سائر المساجد.



المساجِد بيوتُ الله أضافها لنفسه تشريفًا وتكريمًا، وأكثَرَ من ذكرِها، عُمَّارُها هم صفوةُ الخلق من الأنبياء وأتباعهم، قال - سبحانه -: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) [البقرة: 127].



وحين وصَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قُباء بنى مسجِدَها، ولما نزَلَ المدينة بنى مسجِدَه.



جعَلَ الله من مقاصِد سُنَّةِ التدافُع بين الناسِ سلامتها وحفظَها، قال الله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) [الحج: 40].



بناؤها قُربةٌ وعبادةٌ، وعَدَ الله مَن بنَاها بالجنة، قال - عليه الصلاة والسلام -: «من بنَى مسجِدًا لله بنَى الله له في الجنة مثلَه» (متفقٌ عليه).



قاصِدُها أجرُه عظيم، «له بكلِّ خطوةٍ يخطُوها حسنة، ويرفعُه بها درجة، ويحُطُّ عنه بها سيئة» (رواه مسلم.



بل ورجُوعُه منها إلى بيته يُكتَبُ له مثل ذلك، قال رجُلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أريدُ أن يُكتَبَ لي ممشَايَ من المسجِدِ ورجُوعِي إذا رجَعتُ إلى أهلي، فقال - عليه الصلاة والسلام -: «قد جمَعَ الله لك ذلك كلَّه» (رواه مسلم).



ومن الرِّباطِ: كثرةُ الخُطا إليها وانتظار الصلوات فيها، «ومن غدَا إلى المسجد أو راحَ، أعدَّ الله له في الجنة نُزُلًا كلما غدَا أو راحَ» (متفقٌ عليه).



و«أعظمُ الناسِ أجرًا في الصلاةِ أبعَدُهم فأبعَدُهم ممشَى، والذي ينتظِرُ الصلاةَ حتى يُصلِّيها مع الإمام أعظمُ أجرًا من الذي يُصلِّي ثم ينامُ» (متفقٌ عليه).



ومن أسباب مغفِرة الذنوب: المشيُ إليها، قال - عليه الصلاة والسلام -: «من توضَّأَ للصَّلاةِ فأسبغَ الوضوءَ ثمَّ مشى إلى الصَّلاةِ المَكتوبةِ، فصلاَّها معَ النَّاسِ أو معَ الجماعةِ أو في المسجدِ غفرَ اللَّهُ لَهُ ذنوبَهُ» (رواه مسلم).

خطب منبريه مكتوبه

21 Oct, 17:15


ذكر أبو داوود في سننه كان إبراهيم الصائغ إذا سمع النداء والمطرقة في يده يريد أن يضرب بها تركها على الأرض لا يكمل الضربة لا يكمل الضربة، هكذا التدين، هكذا التعبد لله، هكذا من يريد البركة في الأرزاق من الله، من يريد أن يحفظه الله وأن يحفظ ماله وأن يحفظ بدنه، من حفظ دين الله حفظه الله وحفظ الله ما معه، ومن ضيع أوامر الله ضيعه الله مثل ما ضيع أوامره فدخول المال الحرام وهو المال الذي يبيع الشخص في الوقت المحرم هذا المال حرام والحرام مثل السم، والحرام مثل السم كما أن السم يتلف الأبدان فالأموال المحرمة تتلف الأموال تتلف الأموال الطيبة والأموال من حلال أنظرواْ أين عقول هؤلاء حتى يدخلوا على أموالهم ما يكون سبباً في إغتيالها وفي هلاكها والفتك بها وإتلافها أين عقولهم لا تغتر بألف ريال أو بخمسة أو عشرة أو أكثر
يا مسلم إنك تخسر خسارات بسبب هذا البيع المحرم فكم من شخص أملى الله له، أملى الله له إستمر على هذا البيع الحرام مدة من الزمن تطول أو تقصر ثم تأتيه عقوبة الله تأخذ ما تحته وما فوقه من الأموال وبعد أن كان ميسوراً صار فقيراً، وبعد أن كان حاله صالحاً صار حاله يرثى له وكل ذلك بسبب مخالفة أمر الله قال الله " وذرواْ البيع " وذرواْ البيع ذلكم خير لكم فما أحوج المسلمين إلى أن يستجيبوا لله فما هذه الأسواق في مدن المسلمين التي تملأ الشوارع في وقت خطبة الجمعة وربما في وقت صلاة الجمعة

أستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم

*الــخـطـبـة الــثــانــيــة*

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه

أما بعد " أين الحياء من الله؟ أين الحياء من الله؟ أين الحياء من عباد الله؟ عندما يقال للشخص إتق الله يا مسلم بادر إلى الصلاة والذكر أترك البيع والشراء أقبل على شأنك الذي بينك وبين الله أدي حقوق الله فلا
يبالي لا يستحيي من الله ولا يستحيي من عباد الله

ذكر أبو حامد الغزالي قال لماذا لا يستحيي المسلمون، واليهود والنصارى في يوم السبت وفي يوم الأحد يقبلون على البيع والكنائس يعني أن اليهود والنصارى يتركون أعمالهم يتركون أعمالهم يوم السبت والأحد من أجل أن يقيموا العبادات التي هم عليها في هذين اليومين قال والمسلمون في الشوارع والمسلمون في
الأسواق هذا حاصل إلا من رحمه الله يعني صار اليهود وهم أعداء الله والنصارى وهم أعداء الله صاروا حريصين على هذين اليومين أحسن من المسلمين وأكثر من المسلمين مع أن هذا اليوم الذي خص الله به المسلمين هو اليوم المقبول عند الله والمحبوب لدى الله والذي اختاره الله لنا فإذا ببعضنا أو بكثير منا لا يبالي بهذا اليوم وبالعبادات فيه والطاعات فيه نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين

ذكر لي أحد الأخوة " أن يهودياً من يهود صعدة جاء يوم الجمعة وهو في تعز، جاءه يوم الجمعة وهو في تعز وهو يريد أن يسبت مع اليهود في صعدة فأستأجر سيارة إنجيز إستأجر سيارة إنجيز من تعز إلى داخل صعدة من أجل أن يحضر السبت مع اليهود ليقيم هذا اليوم لأنهم يتعبدون ويتقربون إلى الله بهذا اليوم فلما إستأجر السيارة قال لقائد السيارة أنا
مستعجل لا تؤخرني لا تؤخرني هذا المسلم المسكين واصل واصل قيادة السيارة إلى أن أوصله إلى صعدة
ولم يصلي لله ركعة في هذه المسافة من تعز إلى صعدة لم يصلي لله ركعة فلما وصل اليهودي إلى صعدة قال أشتريت ديني بهذا المال الذي أعطاه أجرة لهذا المسلم وهذا المسلم باع دينه بهذا المال
هكذا يا رجال التلاعب التخبط أين الغيرة على الدين؟ أين الغيرة على دين الله عز وجل؟ فكون المسلم يترك ما فرض الله عليه فمتى سيطيع الله ومتى سيعبد الله وإذا كان هذا الأمر قد عنى هذا المسلم قد عني به المسلم ومع هذا لا يستجيب ففي أي أوامر لا يستجيب لها إحذروا العناد، إحذروا العناد للشريعة، إحذروا التلاعب بالفرائض، إحذروا إرتكاب المحرمات إنها حقوق الله، الله غير على حقوقه وعلى حقوق عباده أيترك الله من يفعل هكذا من يسمع النداء نداء يوم الجمعة ولا يستجيب له أيتركه الله ولا يعاقبه الله إنتبه على نفسك أُخرج أبوك آدم من الجنة بسبب
لقمة نالها آدم وأخذها من الشجرة التي نهاه الله عنها وما كان آدم يتوقع أن تلك الأكلة من تلك الشجرة ستكون سبباً في إخراجه فأُخرج من الجنة وذهبت جنة وحرم من الجنة بأسرها وبرمتها لتعلموا أن المعاصي سبب سبب لأخذ ما بأيدي الناس من عز، من أمن من مال من جاه من ملك من سلطان، من أمن وأستقرار سبب لتغيير أحوال الناس
فنقول يا معشر المسلمين " الذين يتأخرون عن حضور الخطبة في يوم الجمعة كفوا عن هذا، كفوا عن هذا وبادروا إلى الحضور إلى بيوت الله إن كنتم من أهل العبادات والطاعات فستحضرون قبل الأذان وذلك من أجل التفرغ للعبادات والطاعات والذكر والدعاء وإن كنتم ممن يقف مع الواجبات والفرائض يؤديها ويترك المحرمات فلا تأخر عن بيوت الله وعن حضور الخطبة إذا سمع النداء، إذا سمع النداء فأنا أقول هذا لأعذر عند الله، لأعذر عند الله من فعل هؤلاء الذين

خطب منبريه مكتوبه

21 Oct, 17:15


يتعاطون أعمالاً متنوعة من بيع ومن شراء وغير ذلك في وقت خطبة الجمعة وإن كان هذا في وقت الصلاة فالأمر أشد فالأمر أكبر وأعظم ألآ فليتق الله كل مسلم وقع في هذا وليتب إلى الله وليبادر إلى ما أوجب الله عليه
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عدواً إلا قصمته
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين يا قوي يا عزيز
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان إنك أرحم الراحمين
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا
الكفر والفسوق والعصيان يا أرحم الراحمين

*____*
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ https://t.me/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
* قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
*وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-

خطب منبريه مكتوبه

21 Oct, 17:15


شرح قول الله تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلى ذِكرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾


*🕌خطبة الجمعة من #دار_الحديث_بمعبر_حرسها الله*

*🖋لسماحة الشيخ /#محمد_بن_عبدالله_الإمام حفظه الله تعالى.*

*📅بتاريخ ١٥ / ربيع آخر / ١٤٤٦هـ*

*📥رابط الخطبة على الموقع👇*
https://sh-imam.com/audio/topic/69316
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
https://t.me/hat2222/39871
#خطب_الفقة
══════ ❁✿❁ ═════

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

أما بعد " قال ربنا في كتابه الكريم  *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْا۟ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَٱبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾*
هذه الآية الكريمة''يا أيها الذين آمنواْ'' أصل عظيم في
بيان فرضية صلاة الجمعة، وفي بيان فرضية خطبة
الجمعة ربنا أفتتح هذه الآية بقوله،، يا أيها الذين آمنواْ،، وهذا نداء تشريف وتكليف أما التشريف فخاطبهم بأسم الإيمان الذي فتح الله به عليهم وأكرمهم به وجعلهم مؤمنين وتكليف لما يأتي مما يؤمرون به أو ينهون عنه
أخرج ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أن رجلاً جاء إلى عبد الله بن مسعود وقال أعهد لي أي أوصني قال يا ابن أخي إذا سمعت،، يا أيها الذين آمنواْ،، فاصغي له بسمعك فإنما هو خير تؤمر به أو شر تنهى عنه، فما أعظم هذا فأوامر الله كلها خيرات ومسرات ومنافع ومصالح في أمر ديننا ودنيانا وأخرانا ونواهي الله عز وجل كلها شرور في أمر ديننا ودنيانا وأخرانا فأي عاقل يخالف هذا فربنا قال  *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ ﴾*
قال إذا نودي للصلاة والنداء هو الدعاء إلى صلاة الجمعة وهكذا إلى صلاة الجماعة قال الله للصلاة وهي صلاة الجمعة وهما ركعتان قوله من يوم الجمعة هذا اليوم العظيم فرضه الله على إبراهيم الخليل فقبله وأستمرت العرب في جاهليتها على هذا اليوم حتى جاء الإسلام، وفرضه الله على قوم موسى فأمرهم موسى بذلك فأبوا وأختاروا يوم السبت قالوا لأنه يوم فرغ الله فيه من الخلق، وفرضه الله على النصارى أي فرضه عيسى عليه السلام على النصارى فأبوا قبوله وقالوا لا نريد أن يكون اليهود بعدنا فأختاروا اليهود يوم السبت فصارت الأعياد الأسبوعية ثلاثة أيام عيد يوم الجمعه وهذا خاص بأهل الإسلام، والعيد في يوم السبت وهذا خاص باليهود وعيد يوم الأحد وهو خاص بالنصارى

قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله جعل الله لأهل كل ملة يوماً في الأسبوع يتفرغون فيه لعبادة الله فجعل الله هذه الأيام أيام عبادة فيوم الجمعة الذي خص الله به المسلمين وأكرمهم به يوم عظيم كما
سمعتم عُظّم حتى في الجاهلية وجاء الإسلام وفُرض على هذه الأمة هذا اليوم فقبلته حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام نحن الآخرون السابقون يوم القيامة أي الآخرون وجوداً على وجه الأرض زماناً ووجوداً، السابقون يوم القيامة قالوا إلى الجنة فأمة محمد تدخل الجنة قبل غيرها من الأمم المؤمنة بسبب إختيار هذا اليوم من أسباب هذا الدخول إختيار هذا اليوم وقبول يوم الجمعة

أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيها خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها »

خطب منبريه مكتوبه

21 Oct, 17:15


وعند أبي داوود « وفيه أهبط إلى الأرض وفيه تاب الله عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة » فالساعة تقوم يوم الجمعة هذا اليوم العظيم الذي إختاره الله لأمة محمد عليه الصلاة والسلام وجعله يوم عيد أي يوم عبادة وتفرغ للطاعات وإقبال على الله عز وجل قال ربنا " فاسعواْ إلى ذكر الله " أي إذا سمعتم النداء وهو الأذان أذان الجمعة قال فاسعواْ والسعي هنا شامل للسعي المعنوي وللسعي الحسي أما السعي المعنوي فالبعزيمة على الإقبال على الطاعات والعبادات والإقبال على المساجد وبالنية العظيمة في الرغبة في الخير وفي الإقبال على ذلك وبترك الشواغل التي تعيق العبد وتؤخره عن إقباله على الخطبة والصلاة وأما السعي الحسي فهو المضي والمشي إلى بيوت الله عز وجل أمر الله بهذا وفرض الله على كل مكلف من المسلمين أن يتحرك إلى بيوته سبحانه وتعالى قال سبحانه " فاسعواْ إلى ذكر الله " وذكر الله أول ما يدخل فيه الخطبة إلى سماع الخطبة
قال الفاكهاني رحمه الله والمراد بذكر الله الخطبة ولا أعلم في ذلك خلافاً وبعد الخطبة يدخل في الآية صلاة الجمعة إلى غير ذلك من أنواع الذكر الذي تشمله الآية فأمر الله المكلفين بصلاة الجمعة أنهم إذا سمعوا النداء والأذان توجهوا إلى المساجد دون تأخر عن ذلك قال " فاسعواْ إلى ذكر الله وذرواْ البيع " وذرواْ البيع ومعنى ذرواْ أي أتركو وكفوا وأمتنعوا عن مواصلتكم البيع والشراء هذا أمر الله وهو أمر إيجاب بإجماع المفسرين أن الله أوجب على البائعين أن يتركوا البيع وعلى المشترين أن يتركوا الشراء فلا يجوز للبائع أن يبيع إذا سُمع أذان الجمعة ولا يجوز للمشتري أن يشتري إذا سمع النداء والأذان للجمعة هكذا أمر الله وذرواْ البيع
ذكر المفسرون وغيرهم قالوا قوله وذرواْ البيع إنه يستفاد منه الأمر بترك كل شاغل، بترك كل شاغل عن
صلاة الجمعة وعن حضور الخطبة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى جعل الله يوم الجمعة يوم عبادة ليتفرغوا فيه إلى العبادة ونهاهم عن كل شاغل يشغلهم عن ذلك من
الصنائع ومن العقود ومن الزراعات ومن أي عمل يعمله الناس فقد منعهم الله، منعهم الله من أن يستمرواْ عليه ما دام أذان الجمعة قد سُمع، ما دام أذان الجمعة قد سُمع
كذلك أيضاً ذكر عدد من المفسرين والمحدثين والفقهاء الإجماع على تحريم البيع عند سماع أذان الجمعة فالبيع حرام وكل عمل يعمل من الأعمال التي منع المسلم أن يعملها بعد سماع الأذان كل عمل يكون تعاطيه محرماً على المسلم ولماذا ذكر الله البيع
فقط ولم يذكر الصناعة والزراعة والإدارات وغير ذلك قال العلماء لأن البيع أكثر ما يحصل الإنشغال به في وقت خطبة الجمعة وفي وقت صلاة الجمعة وقد قال الله في كتابه الكريم  *﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَٰرُ ﴾* 
قال ابن مسعود رضي الله عنه لما أخبر أن أناساً إذا سمعوا النداء نداء الجمعة تركوا البيع والشراء قال هؤلاء ممن قال الله فيهم *﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾*  أي لا تشغلهم، لا تشغلهم ولا تمنعهم ولا تحول بينهم وبين أن يقبلوا على ذكر الله عز وجل هذا شأن المؤمنين
وذُكر لابن عمر أن رجالاً إذا سمعوا النداء في يوم الجمعة تركوا البيع والشراء وأقبلوا إلى المساجد قال نزل فيهم قوله تعالى *﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾*

فيا معشر البائعين ويا معشر المشترين " أنظرواْ أين أنتم من الإستجابة لله في أن تستجيبوا له فيترك البيع والشراء إقبالاً على سماع الخطبة وإقبالاً إلى بيوت الله عز وجل
قال مطر الوراق رحمه الله كانوا إذا سمعوا النداء يعني البائعين تركوا البيع والشراء وأقبلوا إلى الصلاة قال وكان أحدهم إذا سمع النداء والميزان في يده خفض الميزان وتركه، خفض الميزان وتركه إذا سمع النداء لا يكمل أن يوزن لمن يريد أن يزن له شيئاً من السلع يتوقف تماماً، هكذا التمسك هكذا الإستجابة لله هكذا التأدب مع الله، هكذا الخضوع لشرع الله، هكذا الخوف من الله هذا نداء الله، نداء الله إذا سمعه المسلم إهتز له قلبه وجنانه، هذا نداء الله فمن سمع  النداء ولم يبالي أين الإيمان من هذا؟ أين الخشية من الله من هذا؟ أين التعبد لله؟ أنه عبد لله هذا إستعبدته الدنيا إستعبده البيع والشراء عياذاً بالله
قال الرسول عليه الصلاة والسلام « تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وأنتكس وإذا شيك فلا أنتقش » رواه الإمام البخاري من حديث أبي هريرة
ليحذر كل مسلم أن تستعبده المشتهيات والمستلذات من أمور الدنيا أي شيء أنفع للمسلم من أن يكون طائعاً لله لا طائعاً للشيطان، ومن أن يكون عبداً لله لا عبداً للهوى عياذاً بالله

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


فمن سمع غيبة عن أخيه فليرد على قائلها ويؤنبه على قولها ويذكره بحرمتها، فانهوا المغتابين والنمامين عن أعراض المسلمين، وذكروهم بالله -تبارك وتعالى- أن يتمادوا بمعصيتهم؛ فإن لكل قول حسابًا عند الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [الأحزاب:70]، ما النتيجة؟! (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:71].



فالغيبة والنميمة كبيرة من الكبائر، زيّنها الشيطان للإنسان فوقع في شراكه ومكره، وظلم الإنسان بها نفسه، وكم من ظن سيئ ظننت به أخاك المسلم من كلام سمعته أو غيبة حضرتها له ثم نقلتها ولم تتثبت مما قيل فيه، فشاركت هؤلاء بالإثم.



والنميمة من أخطر أنواع الغيبة، فهي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم أو حتى بدون قصد سيئ، ولكنها تؤدي إلى الإفساد: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ) [القلم:10]، (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ) [القلم:11]، (مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) [القلم:12]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة نمام". متفق عليه.



فالنميمة أشد خطرًا من الغيبة؛ لأنها تورث الفتنة والضغينة وتفرق بين المتآلفين وتباعد بين الإخوة والأقارب وتفرق بين الأصحاب والزوجين، ولو نظرت في أكثر الخلافات بين الناس اليوم لوجدت أن الحطب الذي يضرم نارها هي النميمة التي ينقلها الناس فيما بينهم، وهي تؤدي إلى الفساد والإفساد، وما علم هؤلاء أن من نمّ لك نمّ عليك، ومن نقل لك خبر سوء سينقل عنك مثله.



ومن أجمل ما رأيت عند بعض الناس أنه إذا فعل شيئًا من هذه المنكرات والكبائر من غيبة أو نميمة إضافة إلى استغفاره لله وتحلله إن استطاع ودعائه لمن فعل به ذلك أنه يعاقب نفسه إما بالصدقة أو الصوم فيقول: إني أدبت نفسي بذلك.



فاتقوا الله -أيها المسلمون-، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وصونوا ألسنتكم عن الحرام.



لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ *** فَكُلُّكَ عَـوراتٌ وللنّـاسِ ألسُنُ

وعَينـاكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً *** فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ



أيها المسلمون: إن أهل العلم بيّنوا أنه يجوز للمظلوم أن يذكر مظلوميته لولي الأمر من أمير وقاض ونحوهما، ويجوز لمن رأى منكرًا أن يرفعه لمن له ولاية وقدرة على التغيير وزجر للعاصي الذي جاهر بمنكره، ويجوز للمستفتي أن يذكر ما وقع عليه من ظلم للمفتي ليبين له وجه الحق، ويجوز لمن شاورك في أحد لزواج أو أمر مهم أن تذكر له بعض حاله ولا يجوز أن تخفي عنه ما يوقعه في الضرر والخديعة.



فهذه الأنواع ذكر أهل العلم أنها ليست من الغيبة بشرط أن تكون حقًا وبلا هوى للنفس ولأجل الضرورة، ولما أباحه الشرع والدليل، وما سوى ذلك من الأمور التي فيها غيبة بالتشهي وفيها ظلم وعدوان فمحرم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات:6].



نسأل الله تعالى أن يطهّر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب والخيانة، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية:



الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وإخوانه وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:



فيا أيها المسلمون: اتقوا الله وراقبوه وأطيعوه ولا تعصوه.



أيها الأحبة: الصوم في شهر الله المحرم عبادة جليلة وقربة وفضيلة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم". أخرجه مسلم.



فيتأكد سنة صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صومه على سائر الأيام، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر". يعني شهر رمضان. أخرجه البخاري.



وسئل -عليه الصلاة والسلام- عن صيام يوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية". أخرجه مسلم.



ويستحب أن يصوم التاسع مع العاشر مخالفة لليهود لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع". أخرجه مسلم.



وأجر صيام عاشوراء متحقق بيوم واحد، وأجر المخالفة بصيام يوم التاسع معه، ومن أراد صيام ثلاثة أيام من كل شهر فيمكن أن يجمع معهم يومًا ثالثًا.



وفقني الله وإياكم لصالح العمل ووقانا جميعًا من الإثم والزلل، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


أيها الإخوة: ومن أشكال الغيبة المفزعة حقًّا، الغيبة التي تقع من بعض الملتزمين وحملة الدين والعلم، فقد بتنا نشهد ذلك لدرجة أنك لا تفرق أأنت في مجلس لعوام الناس أم في مجلس لتعليم الناس، وصرنا نستمع للغيبة تتطاير من أفواه حملة الدعوة هنا وهناك، حيث القدح والذم والتنقيص في حق كل مخالف وفي حق أي خلاف ولو كان صاحبه له المقام الأسمى في الدعوة إلى دين الله، وبيت القصيد يكمن أنك تجد بعض أهل العلم والدعوة يتشدد في رواية أو فتوى، ويظهر الحرص على إتيان سنة أو غض بصر أو نكران لقمة حرام، ولكنه سرعان ما ينسى الحلال والحرام، إذا ما انطلق لسانه يذرب ويضرب في أعراض العلماء والدعاة الآخرين، بل وجيرانه وأقاربه، فيشاهد الناس منه ما يعجبون له، ولنصغي -يا أيها الأخوة- إلى العالم الرباني ابن تيمية وإلى تلميذه ابن القيم وهو يفك اللغز ويسدي النصح لأهل الالتزام والتدين والعلم والدعوة، بأنْ لا يكونوا متناقضين في تدينهم ومع أنفسهم وأمام غيرهم؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنه يكثر في الصالحين أن يجتنبوا الزنا وشرب الخمر، ولكنهم يقعون في كبائر الذنوب باللسان من الغيبة ونحوها، ومن كبائر الذنوب في القلب من العجب والكبر ونحو ذلك". ويقول ابن القيم: "ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر؛ لشدة الداعي إليهما وسهولتهما، ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة، ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والمفاكه في أعراض الخلق".

إنه فقه ليس بعده فقه في التعامل مع اللسان وفي صيانة العبد لحقيقة إيمانه، وفي إظهار التدين بأكمل وجوهه، ألا فلنتعظ -نحن الملتزمين ونحن المتدينين- بهذا الكلام الرشيد وبهذا النصح الفريد، فكما نتقي الله في لقمة تحرم وتحرق الجسد، ألا فلنتق الله في غيبة تهلك الإيمان والحسنات وتفسد الحرث والنسل.

فيا أيها المؤمن: إنّ إيمانك وعقيدتك وتدينك، تفرض عليك، ليس فقط أن تتجنب الغيبة، بل وأن تتجنب مجالسها ومن يواقعها، بل وتفرض عليك شيئًا أعظم من كل ذلك: أن تذبّ عن أخيك المسلم، وأنْ تذبي عن أختك المؤمنة، إذا ما رأيت غيرك من المغتابين والمفسدين يعمل لسانه المنشار في أعراضهم، لتكون بذلك من الناجين وعند الله من المنصورين، واستمع إلى نبيك -صلى الله عليه وسلم- وهو يشدّ على يدك -يا من تدفع الغيبة عن أخيك المسلم-، ففي الحديث الصحيح: "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقًّا على الله أن يعتقه من النار"، فاحفظ حق أخيك وصن عرضه، وتذكر أنك إن حفظت لسانك وحبسته عن الغيبة وظلم العباد، فنزلك سيكون عظيمًا، وعطاء الله لك سيكون جزيلاً، ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".

فالنجاة النجاة، ولا نجاة إلا بما وصانا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قال فيما رواه لنا عطية بن عامر -رضي الله عنه- كما في الحديث الحسن: قلت: يا رسول الله: ما النجاة؟! قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك"، هذه هي توجيهات شرعنا، وهذه هي أحكام ديننا في حق ألسنتنا وفي حق صيانتها عن الغيبة وعن كل شر ومفسدة، وإشغالها بكل خير وحسنة؛ لتحقيق مقاصد الشريعة في حفظ ديننا وآخرتنا، وفي الارتقاء بمجتمعاتنا وأسرنا، وفي صيانة أنفسنا وأخلاقنا، فالحمد لله على نعمة هذا الدين، وجعلنا الله بنبيه -صلى الله عليه وسلم- من المقتدين.

اللهم اجعل أعمالنا صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئًا يا رب العالمين.

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


🎤

*خطبة مكتوب بعنوان:*


*الغيبة والنميمة*

للشيخ / عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي


عناصر الخطبة

1/ حاجتنا إلى الأخلاق 2/ الغيبة والنميمة أفسد الأدواء وأفتكها بالأفراد والمجتمعات 3/ معنى الغيبة 4/ التحذير من عثرات اللسان 5/ ضرر النميمة على المجتمع 6/ ماذا يفعل من سمع الغيبة؟! 7/ مواطن تجوز فيها الغيبة 8/ فضيلة الصيام في شهر المحرم وصيام عاشوراء


🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبة الأولى:



الحمد لله؛ حكم بالفناء على أهل هذه الدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة من عذاب الله، ظوأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله إمام المهاجرين ورسول الإسلام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد:



فاتقوا الله -عباد الله-، اللهم يا رافع السماء بلا عمد، ويا باسط الأرض للخلق، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا رب العالمين، اللهم إن كانت ذنوبي كبيرة بجانب نهيك فإنها صغيرة بجانب عفوك، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، وأفرغ علينا صبرًا إننا مسلمون يا أرحم الراحمين.



يـا مـن ألـوذ به فيما أؤمله *** ومـن أعـوذ به مما أحـاذره

لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره *** ولا يهيضون عظمًا أنت جابره



عباد الله: إن حاجتنا عظيمة وكبيرة للأخلاق، ونحتاج إلى تمثلها في كثير من أحوال حياتنا وتعاملاتنا فيما بيننا، بل إن أزماتنا في كثير من مشكلاتنا اليوم أزمة ضعف في الأخلاق وفي إقامة تعاملاتها في مجتمعنا الذي فقد أو كاد في كثير من التعاملات بين الناس.



اليوم سأتحدث في خلقين ذميمين ولابد من الحديث عنهما بالتفصيل؛ وذلك لانتشارهما، وتحذيرًا منهما لخطورتهما وتساهل كثير من الناس بهما.



أيها المسلمون: داء من أفسد الأدواء وأفتكها بالأفراد والمجتمعات، يجلب الشر ويدعو إلى الفرقة ويوغر الصدر ويثير الأحقاد، ويحط بصاحبه لأسفل الدركات، وينشر بين الناس الكراهية والأحقاد، ولذلك حذّر الله ورسوله منه، ولكنه مع الأسف شاع بيننا وأصبح فاكهة نزين بها مجالسنا، وقليل منا مَن يسلم من الوقوع به، بل يمارس ولا تجد من ينكر عليه، وقد تجد عابدًا متصدقًا محسنًا وصاحب سنن وحضور جنائز وصدقة لكنه يقع بالغيبة والنميمة والبهتان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



أيها الأحبة: كبائر الذنوب سبب كل شقاء وشر وعذاب في الدنيا والآخرة، وشر الذنوب والمعاصي ما عظم ضرره وزاد خطره، وإن من كبائر الذنوب والمعاصي "الغيبة والنميمة"، وقد حرمهما الله في كتابه وعلى لسان رسوله لأنها تفسد القلوب وتزرع الشرور وتورث الفتن وتجر إلى عظيم من الموبقات والمهلكات، وتوقع بصاحبها الندم في وقت لا ينفعه الندم، وتوسع شقة الخلاف، وتنبت الحقد والحسد وتجلب العداوات بين البيوت والجيران والأقرباء وتنقص الحسنات وتزيد بها السيئات وهي من الكبائر.



فالغيبة والنميمة صاحبها منقوض وعلى غير الجميل يموت، تنفر منه القلوب وتكثر فيه العيوب؛ فقد نهى الله عنها وشبه فاعلها بصورة مكروهة للإنسان وينفر منها طبعه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات:12].



هذا النهي في غاية التنفير من الغيبة، حين يشبّه الله المغتاب للمسلم بمن يأكل لحمه ميتًا، فإن كان المغتاب يكره أكل لحم أخيه وهو ميت وينفر من تلك الصورة فلا يأكل لحمه وهو حي بالغيبة والنميمة، فإن الغيبة كأكل لحمه ميتًا، ولو تفكر المسلم في هذا التشبيه فقط لكان زاجرًا عن الغيبة كافيًا في البعد عنها.



معنى الغيبة: ذكرك المسلم بما يكره حال غيبته، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما الغيبة؟!"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكره"، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما يقول؟! قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته"، أي إن كان متصفًا بهذه الصفة التي ذكرتها وهو لا يحب ذكرها، "إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته". رواه مسلم.



أي إن كان فيه ما تقول فقد وقعت في الغيبة المنهي عنها، وإن كان بريئًا فقد افتريت عليه واعتديت على عرضه وشخصه، وما أكثر البهتان اليوم بالوشاية واتهام الناس بما ليس فيهم والسعي للإفساد عليهم، ولا نستثني من ذلك أحدًا إلا من رحم الله.



عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد". متفق عليه.

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


"(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ) يعني: الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان، (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) أي: مترصد، (مَا يَلْفِظُ) أي: ابن آدم، (مِنْ قَوْلٍ) أي: ما يتكلم بكلمة، (إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة". فتذكر أن كل غيبة ستكتب، وأن ما يكتب ستسأل عنه؛ لأنه من حقوق العباد التي لا يتجاوزها رب العباد.

تذكر أن مما تعذب عليه في قبرك، غيبتك لعباد الله المؤمنين والمؤمنات، فقد بوب البخاري في صحيحه بابًا بعنوان: "باب عذاب القبر من الغيبة والبول". وفي الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال: "أما إنهما لا يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من بوله"، فهل تقبل على نفسك -أيها المؤمن، أيها العاقل- أن تعذب في قبرك من أجل أن تذكر فلانًا أو فلانة بكلمة من هنا أو من هناك تنقيصًا لهما وإساءة لهما أو تشفيًا وغيظًا منهما، فماذا سينفع ذلك في قبرك؟! قيل لبعض الصالحين: "لقد وقع فيك فلان حتى أشفقنا عليك ورحمناك"، فقال: عليه فأشفقوا، وإياه فارحموا".

وتذكر -أيها المؤمن- أن غيبة واحدة يكون فيها من الشر والعدوان والسخط ما فيها، تُودي بمصيرك في الآخرة، فتزل بها إلى قعر جهنم كما زلت هي من لسانك؛ قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي يرويه بلال بن الحارث: "وإن أحدكم ليتكلمُ بالكلمة من سخط الله ما يظنُّ أن تبلُغ ما بلغت، فيكتُب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه"، فكان علقمة يقول: "كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث".

وتذكر القصاص في الآخرة، فكل من اغتبته سيسعى بكل قوة ليقتص منك في الآخرة، وربك عدل لا يظلم الناس شيئًا. والقصاص سيكون بالحسنات والسيئات، فاحذر -يا أيها المؤمن- أن تذهب حسناتك إلى كل الذين اغتبتهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت عنده لأخيه مظلمة من عرضٍ أو مالٍ فليتحلّله منها من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم؛ تؤخذ من حسناته، فإن لم يكن أخذ من سيئات صاحبه فزيد على سيئاته ثم طرح في النار"، فاتق الله في نفسك، ارحم نفسك، حرام عليك والله أن يذهب جزاء أعمالك الصالحة إلى غيرك وأنت في أمس الحاجة إليها، لماذا تدع أجر صلاتك، أجر نفقاتك، تذهب لغيرك؟! لمَ تتسبب في ذهاب ما جمعت من حسنات بصيامك وقراءتك للقرآن وفعلك للخيرات إلى غيرك؟! كل هذا حتى تغتابه في هذه الدنيا الزائلة، فماذا نفعتك غيبتك له الآن؟! ماذا جرى لك في الدنيا من وراء غيبته؟! ها أنت الآن في الآخرة تخسر أعز شيء عليك، حسناتك التي ستنقذك من عذاب الله، والمصيبة العظمى حينما يجتمع عليك العشرات والمئات، ولربما الآلاف ممن اغتبتهم طوال عمرك، ويبدأ كل واحد يأخذ من حسناتك وإذا بها تفنى، ثم يبدؤون بحطّ سيئاتهم على كاهلك حتى تثقل بك ثم تطرح في النار كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، أتقبل كل هذا أن يحصل لك جرّاء غيبة تغتاب بها مسلمًا، أو تقع في عرض مؤمنة، وماذا سيفيدك ذلك؟! فتذكر الآخرة يوم الجزاء الوافي، ويوم العدل والقصاص الرباني.

نعم، فلأجل أنْ تسلم لي آخرتي، ولأجل أن أرحم في قبري، ولأجل أن أحفظ حسناتي، ولأجل أن لا يضيع جهدي وتعبي وعملي، لن أغتابك -أيها المؤمن-، لن أغتابك.

وختامًا، فلن أغتابك -أيها المؤمن-، أتدري لماذا؟! لأنني سآخذ بوصايا علماء أمتي، سأشغل نفسي بالقول النافع وبالكلام الطيب، سأُعْمِلُ لساني فيما يرضي ربي، سأتعب نفسي فيما فيه دوائي، لن أغتاب فأظلم، لن أغتاب فأمرض، لن أغتاب فأرتكس، نعم -يا عباد الله-، سنأخذ جميعًا بوصية عمر الفاروق لنا فقد قال -رضي الله عنه-: "عليكم بذكر الله تعالى؛ فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء". لذلك مجالسنا التي نغتاب فيها المسلمين هي أماكن المرضى وبيوت الداء ومقاهي العلل، نضحك فيها، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك". وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "يُبصِر أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يبصر الجذع في نفسه". فانشغل بنفسك، واحذر من حبائل الشيطان ومن كيد الإنسان، ومن صحبة الأقران، ومن مخالطة أهل الداء ومن مواطن الفضول ومقارعة النساء والصبيان، ومن مسايرة ومجاملة الضيوف والأصدقاء والخلان، فكل ذلك لا ينفعك ولا يصلح أحوالك، بل يزيدك رهقًا، ويضعف همتك، ويخدش حياءك، وينكّل بإيمانك، ويذهب خشوعك، ويقطع صلتك بربك.

أقول قولي هذا وأستغفر الله...









الخطبة الثانية:





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


فاحفظوا -أيها المسلمون- ألسنتكم من هذه الغيبة الشنيعة ومن هذه المعصية الوضيعة، فقد فاز من حفظ لسانه من الزلات، وألزم جوارحه بالطاعات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة". متفق عليه.



عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: أي المسلمين أفضل؟! قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". رواه مسلم.



وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: "ما النجاة؟!"، قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك". رواه الترمذي وقال: حديث حسن.



واحذروا عثرات اللسان، فلا تطلقوا له العنان؛ فإن اللسان يوقع في الموبقات والدركات، ويورث الحسرات والآفات، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ فتقول: اتَّقِ اللهَ فينا، فإنما نحن بك، فإن استقَمتَ استقَمْنا، و إن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا". أخرجه الترمذي.



وعن معاذ -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار". سؤال مختصر. انظر ماذا أجاب عليه -صلى الله عليه وسلم-، قال: "لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ إن استطعت إليه سبيلا". ثمَّ قالَ: "ألا أدلُّكَ علَى أبوابِ الخيرِ؟! الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ". ثمَّ تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)".



ثمَّ قال: "ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ، وعمودِه، وذِروَةِ سَنامِه؟!". قلت: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: "رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ في سبيل الله".



ثمَّ قال له -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه؟!"، أي كل ما ذكرت، قلتُ: بلَى -يا نبيَّ اللهِ-، فأخذَ بلسانِهِ وقال: "كُفَّ عليكَ هذا"، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ: إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟! قال: "ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِ علَى وجوهِهِم، أو علَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.



ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس -عياذًا بالله- يخمشون وجوههم وصدروهم، فقلت: "من هؤلاء يا جبريل؟!" قال: "هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". رواه أبو داود.



فلا تستسهل -أيها المسلم- إثم الغيبة، ولا تستصغر شأنها، ولا تحتقرها ولا تغرنك لذة الحديث المحرم بها، فذنبها عظيم، وخطرها جسيم، ولا يستطيع الإنسان التحلل منها لأنها من حقوق العباد إلا بالرجوع إلى من تكلمت فيه وطلب مسامحته دائمًا على ما قلت فيه: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ).



وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "حسبك من صفية كذا وكذا"، تعني قصيرة، فقال لها: "يا عائشة: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته". أي غيرت طعمه.



فانظر إلى صغر هذه الكلمة عندنا: هذا قصير، هذا بدين، هذا كذا وهذا كذا... وما أعظم أثره عند الله!!



أبو بكر -رضي الله عنه- يأخذ بلسانه ويقول: "هذا الذي أوقعني وأوردني في المهالك"، لتواضعه وشدة محاسبته -رضي الله عنه-، ولذلك علم السلف حرمة الغيبة أدركوا خطرها فأمسكوا ألسنتهم عن التكلم في عرض أحد أو شتمه وشغلوها بذكر الله وطاعاته، وإذا جاءهم فاسق بنبأ لاموه على نقله للحديث وحذروه من مغبة فعله وما قبلوا منه.



فالغيبة فشا ضررها وكثر خطرها وصارت مائدة لمجالسنا وفاكهة لمسامراتنا وتنفيس الغير وتنفيس الغضب والحقد والحسد، وقد يظن المغتاب أنه يستر بالغيبة عيوبه، وأنه يضر من اغتابه، وما علم أن أضرار الغيبة عليه، فالمغتاب ظالم والمتكلم فيه مظلوم.



أما النميمة فهي أشد ضررًا لنشرها الشرور والكذب والوقيعة بين الناس، سواء كان الكلام المنقول صدقًا أم كذبة أم حتى مزاحًا يؤثر في القلب، ويوم القيامة يوقف النمام والمغتاب بين يدي الله الحكم العدل، ويناشد المظلوم ربه مظلمته، فيعطي الله المظلوم من هذا المغتاب والنمام الظالم حسنات، أو يضع من سيئات المظلوم فيطرحها عليهم بقدر مظلمة الغيبة والنميمة في يوم لا يعطي والد ولده حسنة، ولا صديق حميم يعطي صديقه حسنة، كلٌّ يقول: نفسي نفسي، ومن أراد الأجر فليدفع عن أخيه الغيبة والنميمة.



قال -صلى الله عليه وسلم- "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة". رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


المؤمن-؛ لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتهاون مع أحب الناس إليه وأقربهم منه منزلة، فكيف معنا نحن وقد بعدنا وبعدنا.

نعم، لن أغتابك -أيها المؤمن-، لماذا؟! لأن الغيبة كبيرة من الكبائر، فليست الكبائر محصورة في الزنا والسرقة وشرب الخمر، بل الغيبة من كبيرة من الكبائر، فلماذا أرتكب كبيرة؟! لماذا تسجل في صحيفة أعمالي كبيرة، لأجل ماذا؟! لأجل أن أذكرك -أيها المؤمن- بسوء، وبما تكره سماعه، فأي شيء كسبتُ إذا كان كلما ذكرت مسلمًا أو مسلمة بما يكرهه سجلت عليّ كبيرة من الكبائر، نعم -يا عباد الله- هذا هو حكم الغيبة؛ قال الحافظ ابن حجر: "الذي دلت عليه الدلائل الكثيرة الصحيحة الظاهرة أن الغيبة كبيرة". وقال النووي: "الغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك".

فيا أيها المؤمن: تذكر أنك كلما ذكرت أخاك المسلم في غيبته بما يكرهه فأنت فعلت حينها كبيرة، فأقلل من ذلك أو أكثر فكلٌّ بحسابه، ويا لفظاعة الأمر حينما تحسب لأولئك الذين يتفكهون بغيبة المسلمين، فقد تزيد في اليوم عن عشرين مرة يغتابون فيها غيرهم، فلو حسب ذلك جيدًا لأدرك أنه لربما في الشهر الواحد تكتب عليه أكثر من خمسمائة كبيرة بسبب الغيبة، ولكنه إذا سمع عن الكبائر قال في نفسه: أنا بعيد عنها، فأنا لا أزني ولا أشرب الخمر ولا أرابي، ولكنه في الكبائر منغمس بسبب رباه في أعراض المسلمين، وانتهاكه لحرماتهم، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق"، وانظر في حال من علم فعمل، ومن فقه فخاف، يقول البخاري -رحمه الله-: "ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة حرام".

نعم، لن أغتابك -أيها المؤمن-، لماذا؟! حتى لا أفسد قلبي ونفسي ومجتمعي، حتى لا أفقد احترامي بين الناس، حتى لا أكون معول هدم، نعم -يا أيها المؤمنون-، الجماعة المؤمنة طيبة الرائحة نقية السريرة، تتآلف ولا تتناكر، تتقارب ولا تتباعد، تبني ولا تهدم، ولذلك فإن من واجبي ومن واجبك أن نحافظ على هذه العلامات المضيئة، في حياتنا، في أسرنا، في جلساتنا، في وظائفنا، في مجتمعاتنا، لا أن نترك الغيبة تستفحل فيما بيننا.

فالغيبة -يا أيها المؤمن- تفسد عليك إيمانك وخشوعك وصفاء سريرتك، الغيبة تذهب سلامة صدرك وتملؤه حقدًا وشحناء، الغيبة تخزيك وتقبحك، بغيبتك لأخيك المسلم تجني عليه، وتوغر صدور الناس عليه وتبغضه إليهم وتقطع الأواصر بينه وبينهم، بالغيبة تكون مفسدًا اجتماعيًّا، تسعى لتشفي غيظك أو تجامل أصدقاءك أو تنتقم لذاتك أو لتحط من قدر غيرك، ولكنك ما دريت أنك أفسدت قومًا آخرين وأنتنت أجواءً صافية وعكرت مياه عذبة.

في الحديث الحسن عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما هذه الريح؟! هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين"، كل هذا تفعله لتجمل صورتك وباطنك خراب، ولتخرب صورة غيرك وقد يكون عند الله من الأخيار، ولتظهر بين الناس بالصيت الحسن وهو يلطخ بالسمعة السيئة، ولكنك عند الله نتن الرائحة بئيس الحالة، وقد يكون من اغتبته هو الأفضل، أما أنت -أيها المغتاب- فجزمًا لست الأفضل؛ لأن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: أي المسلمين أفضل؟! فقال -صلى الله عليه وسلم-: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".

فلن أغتابك -أيها المؤمن-؛ لأنني لا أريد أن أكون مفسدًا لمجتمعي، بل أريد أن أكون مصلحًا، ولأنني لا أريد أن أصبح خبيث النفس موغر الصدر، بل أريد أن أبقى نقي القلب سليم الصدر، أريد أن يسلم المسلمون من لساني لا أنْ يعاني ويتضرر المسلمون من فمي، أقول الخير فأغنم، وأترك الغيبة فأسلم، فنبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"، وأنا وأنت -أيها المؤمن- سنستجيب لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- وسنقول خيرًا ولن نقول شرًّا، والغيبة كانت وما زالت شرًّا ونكرانًا.

لن أغتابك -أيها المؤمن-، لماذا؟! حتى أحافظ على آخرتي، لن أضيع آخرتي بسبب غيبتك، فماذا ستنفعني الغيبة حينما أخسر آخرتي بل أخسر نفسي هناك.

نعم -يا عباد الله-، إنّ من خير الأدوية النافعة لنا جميعًا حتى نترك الغيبة وحتى نبتعد عنها، بل حتى نودعها بلا رجعة، بل حتى نقف في وجهها وفي وجه المغتابين، أن نتذكر شأن الآخرة، وما أدراك ما الآخرة؟! إنها يوم الدين والجزاء والحساب، إنها يوم القصاص والعدل الإلهي.

فتذكر أنّ كل غيبة لمسلم أو مسلمة تكتب عليك في صحيفة أعمالك، وكل لفظة سوء في حق أخيك المسلم الغائب تدوّن في دواوين أعمالك، لتعاد عليك يوم الدين ولتحاسب عليها يوم الحساب، قال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس: 12]، وقال تعالى: (إذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:17-18]، قال ابن كثير:

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


أيها المسلمون

وصبر جميل أيها المدافعون عن غزة، فالنصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200)، وقال صلى الله عليه وسلم :«وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» رواه أحمد، فالنصر والغلبة يتعلق بما في (القلوب) من إيمان وصبر وتوكل على الله، وثقة بنصره للمؤمنين، وليس بموازين القوى المادية وحدها، قال تعالى: {وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ} [الأنفال:11]، وقال تعالى: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال:12]. فأول ركائز النصر هي في التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين، والمعركة عندما تَطول مع أهل الباطلِ، فإن الغَلَبة والنُّصرة تكون لأصحاب العقيدة الصحيحة، إذا تحلَّوا بالصبر والثبات على المبدأ، قال الله تعالى: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: 128]، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران:160]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران:126).

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم


الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المسلمون

فيا أهل غزة: ابشروا بالتمكين، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (55): (57) النور، فابشروا بالتمكين، فسيعود المسجد الأقصى للمسلمين، فقد جعل الله له مكانة مميزة في قلوب المسلمين حوّل العالم ، فهو القبلة الأولى للمسلمين ،وهو المكان الذي شرفه الله عزّ وجلّ فجعله نهاية مسرى نبيه الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبداية معراجه إلى السماوات العُلَا. وصبراً أيها المسلمون المستضعفون في كل مكان. فالنصر قريب، عاجلًا غير آجل، بقدرة االله رب العالمين.. والله سبحانه وتعالى سيحاسب من طغى وبغى، وعاث في أرض فسادا. فهو القادر على ان يشتت شملهم، ويربك جيشهم، ويحبط مخططاتهم، ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم، ويجعلهم من الخائبين المنكسرين، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير} الحج (39). فكونوا مع الله تعالى، فالله قادر على نصرتكم.

الدعاء

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


🎤

*خطبة مكتوب بعنوان:*

*لن أغتابك -أيها المؤمن- بعد اليوم*

عناصر الخطبة

1/ تفشي الغيبة في المجتمع 2/ تعريف الغيبة 3/ مضار الغيبة على الفرد والمجتمع 4/ من أشكال الغيبة المفزعة

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبة الأولى:


إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله.

وبعد: فإنّ مجالس المؤمنين تكثر وتتنوع، وتكبر وتصغر، وتخص وتعم، تكون في شأن الدين وتكون في شؤون الدنيا، ولكنها لا بد أن تبقى كلها -ما كان فيها من جد وما كان فيها من مباح- مطبوعة بطابع الإيمان، ومختومة بخاتم الشريعة، تعلوها الحقيقة، وتحفها السكينة، مبدؤها الصدق، ومسيرها البر، ومخرجها الأمانة، ولكن هذه السيرة -سيرة مجالس عباد الله المؤمنين- لم تعد على هذا السبيل، إلا من رحم ربك، فلقد تلوثت مجالسنا الاجتماعية اليوم، وسرى فيها من الداء ما أباد خضراءها، ورتعت فيها وربت آفات اللسان، وكان لداء الغيبة -مزلّة اللسان، وفاكهة أهل النار، وفتات البطالين اللئام- الحظ الأوفر انتشارًا، والأقوى حضورًا، والأشد مشغلة، والأسهل نثرًا ومداولة وتكلفة، ولكنها الأقسى ضررًا وفسادًا وإفسادًا ونكوصًا وحشرجة، فوقعها ليس فرديًا ولا محدودًا، بل تفسد الدنيا والآخرة، وتضر بالأسرة وبالمجتمع وبالعمل والإنتاج.

نعم -يا عباد الله- لقد تفشت الغيبة في مجالسنا، ونقشت وحفرت في ألسنتنا، فالغيبة تُسمع ويلقى بها من فوق لسان الكبير والصغير، والوالد والولد، والمعلم والمتعلم، والزوجة والزوج، والمدير والموظف، بل والعالم والمتعلم، إلا من رحم ربك.

اركب حافلة أو ادخل بيتًا، اجلس إلى زملاء في وظيفة، أو أصدقاء في رحلة، أو إلى جيران في جمعة، أو أسرة في جلسة، بل احضر لقاءً علميًا أو امكث في مسجد مليًّا، سترى الغيبة تسرح في جنبات ذلك كله، سترى أعراض المسلمين في أواسط المائدة مذبوحة وعلى حفافها منشورة، كأن بعض المسلمين اليوم قد أخذ على عاتقه عهدًا لا ينتقض، أنْ لا بد من الفتك بأعراض المسلمين واغتيابهم ولو كان ذلك بعد صلاة الفجر أو أثناء أداء مناسك الحج أو حتى على المقبرة، استخفاف ليس بعده استخفاف، وإيغال في انتهاك حرمات المسلمين ليس بعده إيغال، وتطاول ما فوقه تطاول، وغفلة ونسيان وضلال وضياع.

يهون عليك -يا أخي المسلم- تصوّر هذا، ويقوى تصديقك له إذا ركزت معي وفتحت قلبك وشحذت ذهنك واستمعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول لك: ما هي الغيبة؟! يشرح لك معناها لتبصر واقعها، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟!". قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ". قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟! قَالَ: "إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ".

فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرح لك طبيعة الغيبة، ويبين لك مكونات هذا الداء، إنه بكل بساطة، أن تذكر مسلمًا غائبًا بشيء يكرهه، أليس هذا المعنى واضحًا؟! ولكن في المقابل أليس ارتكاب الناس له ووقوع الناس فيه أمرًا سهلاً وهينًا وكثيرًا ومشاهدًا؟! فأي لقاء أو مجلس لويت فيه على أخيك المسلم بكلمة واحدة يكرهها منك ويتضايق لو سمعها منك فهي غيبة، فانظر -رعاك الله- إلى حالنا وإلى ألسنتنا والى مجالسنا، أهذا الفعل يكثر فينا أم يقل؟!

لقد أردت أن أضع بين يديك تعريف الغيبة لتشهد بنفسك على مدى انتشارها بيننا، وأردت أن أسمعك بيان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه لمعنى الغيبة حتى تدرك أنه -صلى الله عليه وسلم- قد قام بنفسه بشرح هذا المعنى، وذلك لخطورته.

ويظهر لنا العجب من كثرة مشاهد الغيبة في جنبات حياتنا كلها إذا ما استمعنا إلى الإمام النووي وهو يقدم لنا تفصيلاً في معنى الغيبة وأشكالها فهو يقول: "الغيبة ذكر المرء بما يكرهه، سواء كان ذلك في بدن الشخص، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خَلقه، أو خُلقه، أو ماله، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو طلاقته، أو عبوسته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة والرمز".

فمن منا لا يُواقع صورة من تلك أو شكلاً من ذاك أو فعلاً من هذا، إنها كلها تعني الغيبة، نعم الغيبة ولا شيء سوى الغيبة. يقول ابن الأثير: "الغيبة أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه". فيا الله: رحمتك، ويا الله: عونك، ويا الله: توفيقك، أن لا نغتاب عبادك المؤمنين، أن لا نكون من زمرة المغتابين.

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


نعم، لن أغتابك -أيها العبد المؤمن-، لماذا؟! لأنك مؤمن بالله العظيم، لأنك مؤمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنت لست كافرًا بالله، ولا جاحدًا بكتاب الله، ولا منكرًا للقاء الله، ولا مكذبًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل أنت مؤمن مسلم، والمؤمن في ديننا له حرمته، والمسلم في شريعتنا له ذمته، ذلك ما شهد به وجاءنا به رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "كل المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه".

فلك -يا أيها المؤمن- حرمة الإسلام وحرمة الإيمان، ولك حق الأخوة، أخوة العقيدة وأخوة الإيمان: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10]، لذلك فلن أغتابك -يا أيها المؤمن- لن أغتابك، حفظًا لحق الإيمان فينا، وصيانة لحرمة الإسلام التي تجمعنا، وتعظيمًا لشأن الأخوة بيننا.

نعم، لن أغتابك -أيها المؤمن-، لماذا؟! لأن الله ربي العظيم قد نهاني عن الغيبة وحرم عليّ فعلها، فقال سبحانه مخاطبًا عباده المؤمنين به: (ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) [الحجرات:12]، فتأمل معي أنّ الذي ينهانا في هذه الآية هو ربنا سبحانه، وينهانا فيها بالتحديد عن الغيبة، غيبة المؤمنين به سبحانه لبعضهم، قال الطبري في تفسير هذه الآية: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا): أي: "ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه".

ولأن ربنا سبحانه توعد المغتابين فقال: (وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) [الهمزة: 1]، قال الآلوسي: "الهمز واللمز: الطعن في أعراض الناس والغض منهم واغتيابهم".

فالله يتوعد المغتاب بالويل؛ فكيف أغتابك -أيها المؤمن- بعد هذا الوعيد؟! نعم، لن أغتابك -أيها المؤمن- لأن الله سبحانه قد زجر ونفّر عن الغيبة، وكره إلينا فعلها والوقوع فيها، بما لا يبقي للنفس لها ارتياحًا، فقال سبحانه واصفًا مشبهًا حال المغتاب لأخيه المؤمن: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) [الحجرات:12]، هذه الآية الخاصة في تصوير مشهد الغيبة لابد من وقفة معها، يقول ابن كثير في تفسيرها: "أي كما تكرهون هذا طبعًا، فاكرهوا ذاك شرعًا؛ فإن عقوبته أشد من هذا، وهذا من التنفير عنها والتحذير منها".

وقال الآلوسي: "كنى عن الغيبة بأكل الإنسان للحم مثله؛ لأنها ذكر المثالب وتمزيق الإعراض المماثل لأكل اللحم بعد تمزيقه، وجعله ميتًا لأن المغتاب لا يشعر بغيبته".

وقال الزمخشري: "في الآية مبالغات شتى؛ منها: الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصوفًا بالمحبة، ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان، حتى جعل الإنسان أخًا، ومنها أن لم يقتصر على أكل لحم الأخ حتى جعل ميتًا".

لأجل ذلك لن أغتابك -أيها المؤمن-؛ لأنني لن أقبل على نفسي أن آكل لحمك وأنت ميت، وأنت أخي، لن أغتابك أيها المؤمن طاعة لله تعالى، واستجابة لنهيه، وتعظيمًا لشرعه، وحذرًا من وعيده، وعبودية له سبحانه.

نعم، لن أغتابك -أيها المؤمن-، لماذا؟! لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرّم علينا -نحن معاشر المسلمين- أن يغتاب بعضنا بعضًا، ودعانا أن نكون إخوة متحابين، لا أناسًا متفرقين متباغضين، فقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يغتب بعضكم بعضًا، وكونوا عباد الله إخوانًا".

لن أغتابك -أيها المؤمن-؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتهاون مع المغتابين، لم يسمح لغيبة واحدة أن تمر من بين يديه بلا حساب، لم يأذن لأحد أن يلوك عرض أخيه المسلم، بل أصدر أحكامًا قاسية في حق من وقعت منهم الغيبة في عهده ولو كانت عابرة غير مستقرة، تأمّلوا معي ذلك الموقف الاجتماعي من عالم النساء؛ ففي الحديث الحسن أن رجلاً قال: يا رسول الله: إنّ فلانة تكثر من صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال –صلى الله عليه وسلم-: "هي في النار".

وتنقل لنا عائشة -رضي الله عنها- موقفًا حصل معها هي لا مع غيرها، فماذا -يا ترى- كان موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! هل جاملها؟! هل شاركها كما يفعل كثير من الأزواج اليوم؟! حاشاه أن يفعل ذلك. تقول عائشة -رضي الله عنها- كما في الحديث الصحيح: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني قصيرة- فقال -صلوات الله وسلامه عليه-: "لقد قلت كلمة لو مُزِجت بماء البحر لمزجته"، أي لأنتنته وغيّرت ريحه.

لأجل ذلك -يا أيها المؤمن- لن أغتابك، فها هو سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفخم شأن الغيبة، ويشير إلى أنها قد تضيع آخرة المؤمن، وأنه بغيبة واحدة فقط قد تلوث النبع الصافي والحياة الهادئة والمجتمع النقي والهواء الطلق، فكيف بغيبة وراء غيبة، وبغيبة أقسى وأكبر من مجرد إشارة عابرة أو كلمة طائرة، فماذا يمكنها أن تُحدث؟! وبماذا يمكن أن يصفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! نعم، لن أغتابك -أيها

خطب منبريه مكتوبه

12 Oct, 18:05


🎤

*خطبة مكتوب بعنوان:*


*صبراً أهل غزة فَإِنَّ مَوْعِدكُم الْجَنّةُ*

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبة الأولى


الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (55) النور.

إخوة الاسلام

في ظل هذه الأحداث المتتالية، والأوضاع الدامية، حيث يعتدى العدو الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة، مدعوما بأعداء الملة والدين، من الكافرين والمنافقين، فما تشهده غزة العزة والكرامة يفوق الوصف، مِن قتلٍ جنوني، وتدمير وحشي، لم يراعِ فيه الأعداء أدنى حقوق الانسان، ضاربين ببراءة الأطفال، وأمومة النساء، وضعف العجزة، وكبار السن، عرض الحائط، ولكن، برغم كل ما فعله الصهاينة في قطاع غزة، نجد أن صمود وثبات المقاومين، وكذا الرجال والنساء، ثباتا ليس له نظير ولا مثيل، ونذكر إخواننا في غزة بسيرة الأولين، فقد كان بنو مخزوم يعذبون عمار بن ياسر، وأبيه وأمه ـ وكانوا أهل بيت إسلام ـ فإذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر بهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقول: (صبراً آل ياسر، فإنَّ موعدَكم الجنة)،

ونحن –المسلمين- اليوم، وقد صرنا مستضعفين في الأرض، نقول لأهل غزة ما قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقطعت الأسباب، وعجز عن نصرة المظلومين، ورآهم يعذَّبون، وهو لا يملك لهم شيئاً، إلا الدعاء، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: (صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدُكُمْ الْجَنّةُ) رواه الحاكم، ونحن نقول: (صبرا أهل غزة، فإن موعدكم الجنة)، لقد تقطعت الأسباب عندنا ـ نحن عامة الشعوب ـ فصبرا فإن موعدكم إما النصر، أو جنة عرضها السماوات والأرض، أُعدَّت للمتقين، وأنتم منهم -إن شاء الله تعالى- ببركة صبركم وصمودكم. ولا يسعنا إلا أن نقول: اللهم ثبِّتهم، وأرسل إليهم المدد من السماء، يا من بيده ملكوت كل شيء.

أيها المسلمون

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: “يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم، كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها ،فقال قائل: من قِلَّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ، قيل: وما الوْهنُ يا رسول الله؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيَةُ الموتِ ” [ رواه أبو داود]، فنحن -الشعوب الاسلامية المقهورة – نشعر بغصة في القلب، من شدة العجز عن مساعدة المسلمين في غزة، ولا نملك لهم إلا الدعاء، بدموع تنهمر، تناجي الله أن ينصرهم نصرًا كنصر يوم الأحزاب، فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أسرع استدارة الزمان، فهذا هو ما عاناه الرسول ﷺ وأصحابه في غزوة الخندق، من مكائد اليهود، من حصار وجوع وحرب، فربط الرسول صلى الله عليه وسلم على بطنه الحجر من الجوع، فنفس الحصار، ونفس الهلاك، ونفس الأهوال، ومع ذلك فقد نصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، (فاللهم نصرًا كنصر يوم الأحزاب، اللهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، وَمُجْرِيَ السَّحَاب، وَهَازِمَ الأَحْزَاب، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِم)،

وأكثر ما يؤلمنا نحن -الشعوب الاسلامية- هو هذا الصمت الرهيب ممن يستطيعون المساعدة من حكام المسلمين، ففي حصار شعب أبي طالب، ورغم الجاهلية قال زُهيرُ بنُ أبي أُمَيَّةَ: “يا أهلَ مكَّة، أنأكلُ الطَّعامَ, ونَلبَسُ الثِّيابَ, وبنو هاشمٍ هَلْكى، لا يُباع ولا يُبتاعُ منهم؟، والله لا أقعدُ حتَّى تُشَـقَّ هذه الصَّحيفةُ القاطعـةُ الظَّالـمةُ”، فيا أهل غزة تذكروا كم عانى الرسول ﷺ وأصحابه في مواجهة قريش، ونشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، وتأملوا قول الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:٢١٤]، فهذه الآية فيها تثبيت وتسلية ووعد، فالله عز وجل يخبرنا: أنه لابد أن يُمتحن عباده بالسراء والضراء، وكلما صابر وثابر المؤمن على محنته، انقلبت المحنة إلى منحة، والمشقة إلى راحة، فأعقب كل ذلك نصرًا على الأعداء، فصبرٌ جميل، ونصرٌ قريب، عاجلاً غير آجلاً.

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


وليس ذلك عن زهد في الطاعة، ولا عن تثاقل في العبادة؛ ولكن لأنه لم يعُدْ في وقت أحدهم متسعٌ لمزيد طاعة، فقد استغرقت الطاعة أوقاتهم كلها, فهم يتنقلون ما بين صلاة وذكر وتلاوة وصدقة وقضاء لحوائج الضعفاء وتفريج للكروب ومشروعات عظمى في الإحسان إلى الخلق صلةً وبراً.
 

أيها الإخوة:

الأنس بالله نعمةٌ مَن رُزِقَها فقد رُزِقَ أعظم الفضل في الدنيا،
لكنْ لتحقيق هذه النعمة أسبابٌ جعلها الله حقاً مبذولاً مشاعاً بين الخلائق,

من ذلك:

مراقبة الله؛ فمنزلة المراقبة إذا تحققت في العبد حصل له الأنس بالله تعالى؛ وذلك أنه إذا حصلت المراقبة يحصل القرب من الرب -سبحانه-، والقرب منه -جل وعلا- يوجب الأنس

كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:” والقرب يوجب الأنس والهيبة والمحبة..
وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب، فكلما كان القلب من ربه أقرب كان أنسه به أقوى، وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد“.

وقال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعليقًا على حديث-: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ“:
فهذان مقامان:

أحدهما: الإخلاص، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه.

والثاني: أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان.. ويتولد عن هذين المقامين: الأنس بالله، والخلوة لمناجاته وذكره، واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم”.

ومن أسباب الأنس بالله،
تحقيق مقام المشاهدة والمعاينة لآثار أسمائه وصفاته في الكون؛ ومبدؤه التعبد بمقتضى أسمائه تعالى وصفاته، بعد التفهم لمعانيها بحيث يتنور قلبه، فيحصل الأُنس بالله تعالى؛ فهذا الأنس ثمرة من ثمرات معرفة أسماء الله وصفاته,

قال ابن القيم: “هذا الأنس المذكور مبدؤه الكشف عن أسماء الصفات التي يحصل عنها الأنس ويتعلق بها، كاسم الجميل، والبر، واللطيف، والودود، والحليم، والرحيم، ونحوها“.


ومن أسباب الأنس بالله؛ التقرب إلى الله بالطاعات والبعد عن المعاصي؛

قال ابن القيم -رحمه الله-: “فكل طائع مستأنس، وكل عاصٍ مستوحش“,

قال ابن الجوزي -رحمه الله-: “إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة؛ لأن المخالفة توجب الوحشة، والموافقة مبسطة المستأنسين، فيا لذة عيش المستأنسين، ويا خسارة المستوحشين“.

قيل للعابد وهيب بن الورد -رحمه الله-: “هل يجد طعم العبادة من يعصيه؟ قال: لا، ولا من يهمّ بالمعصية“.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: “من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية“.
ولأجل ذلك كان السلف الصالح الكرام يتشوّقون إلى فعل الطاعات، ويحرصون على تقديم القربات، ولا يسأمون من العبادات لأُنسهم برب البريات.

 
ومن أسباب الأنس بالله تعالى: الزهد في الدنيا وعدم التعلق بها؛ فمن تيقّن أن الدنيا إلى زوال، ونعيمها مهما طال إلى خراب، خفّ تعلق القلب بها، ومن عرف أن راحة النفس في تعبها، وأن عزها في إذلالها لربها، وأن سعادتها في قربها من ربها، وأن حياتها الحقة إنما هي بعد موتها، من عرف هذا وذاك، عرف أن لذته وسعادته في روحانية قلبه وقربه من ربه، فيأنس بذكره ويعظِّم أمره.


أيها الإخوة:

والأنس بالله له بركاته في الدنيا قبل الآخرة،
فهو يُورِث الرضا بقضاء الله، واطمئنان القلب لأقداره، والمناعة من الفزع والجزع عند المصائب؛ فأهل الأنس بالله هم أرضى الناس بقضاء الله وقدَره، يمضي فيهم كما يمضي في غيرهم؛ ولكنَّ الفرق في التلقي والأثر؛ يتلقون مصائب الدهر وكروبه بتسليم وصبر والتجاء إلى الله،
فإذا أصابتهم مصيبة قالوا: “إنا لله وإنا إليه راجعون”. وإذا اشتدت بهم الكروب تذكروا قوله تعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[يوسف: 87],

فقلوبهم موصولة بالله، يشعرون بنفحاته المحيية، فهم لا ييأسون من روْح الله ولو أحاط بهم الكرب، واشتد بهم الضيق, وهم في طمأنينة من ثقتهم بمولاهم، ولو في مخانق الكروب ومضايقها.


عباد الله:

إن مفهوم الوحشة والشعور بالغربةِ مفهوم مغلوط يجب أن يُصحَّح، فأكثر الناس يتوهمون أن هذا شعورٌ لا يكون إلا بفقد الناس، أو بالإقامةِ في منأى عنهم، ويكفي في تخطئة هذا أن بعض الناس يشعر هذا الشعورَ الجالب للكآبة والضجر وهو لم يزل في مخالطة الناس كأشد ما تكون المخالطة، وقد تجد من لا يشعر بالكآبة والوحشة مع أنه في أغلب وقته معتزلٌ لمجتمعات الناس.

ذلك أن الوحشة الحقيقية هي فراغ القلب من محبة الله والأنس به، وأن الغربة الحقيقة هي غربة الروح.

إن المرء ليفتقد الأنس أحياناً، وهو في حشود الناس، ثم يجد تمام الأنس في وحدته يناجي ربه ويستغفره ويدعوه، ويتلو كتابه، ويتفكر في ملكوته.

وقد يُعزَّر المرء بالحبس الانفرادي؛ فيجد في ذلك أعظم الألم وأشد التعزير، ولكن المؤمن يجد في خلوته حلاوةَ الأنس بالله لا يجدها في مجتمع الناس,

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:

{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


ورحم الله ابن تيمية حين قال: “إن سجني خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة“،

وكما يقول ابن القيم: ” في القلب شعت لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس بالله“...

اللهم ارزقنا لذة الأنس بقربك ، وحسن مراقبتك يا رب العالمين...
 

أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...

 

 


-:((الخطبة الثانية)):-


الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلامًا على عبده المصطفى, وآله وصحبه ومن اقتفى,

أما بعد:

عباد الله:

فإن أعظم العبودية عبوديةُ القلب حين تُصرف لله وحده لا شريك له؛ من خوف ورجاء، ومحبة ورضا، وتسليم وتوكل، وإنابة واستعانة، وكلها أعمال تذلل القلوب لعلام الغيوب.

والجوارح لها عملها المبارك لتقوية الصلة بالله، وهي تقرِّب العبد من ربه، وكلما تقرب العبد من ربه أفاض الله عليه من فيوض رحمته وتوفيقه وحفظه،

كما صحَّ بذلك الحديث القدسي: “وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه“.

وللجوارح والحواس قنوات واسعة تُدخل المرء جوَّ الأُنس بالله، كالتفكر في ملكوت السموات والأرض، وذكر الله في الخلوات، وقيام الليل، والإلحاح بالدعاء وبثِّ الهم والشكوى لله.

فيا أيها المبارك: أكثر من ذكر الله، بل اجعل لك خلوات تفرغ فيها لذكر الله، فإن من أحب شيئًا أكثر من ذِكْره، واجعل لك من تلاوة كتابه ورداً يومياً لا يزاحمه شغل ولا عمل، وتذكر في هذا الشأن قول عثمان -رضي الله عنه-: “والله لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله“.
 
واعلم أن كل طاعة تعملها بإخلاص نية تقرِّبك من الله -جل جلاله-, وكل معصية تعملها تبعدك عن الله،
يقول بعض السلف: “استحِ من الله على قَدْر قربه منك، وخفْ من الله على قدر قدرته عليك“.

اللهم اجعلنا من أعرف الناس بك ومن أقرب الخلق إليك يا رب العالمين...


 هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.

اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،
اللهم َأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبهم، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ واهدهم سواء السبيل، وردنا جميعاً إلى دينك رداً جميلاً،

اللهم أنقذ مقدسات المسلمين من عبث العابثين، وعدوان المعتدين.
اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاشمين ،
اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين...
اللهم لا تمكن فيه لأعدائك يا رب العالمين!
اللهم أخرجهم منه أذلة صاغرين ،
اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات، يا رب الأرض والسماوات! يا حي يا قيوم!

اللهم انصر إخواننا في فلسطين ، وفي كل مكان .

اللهم ارفع الضر عن المتضررين ، والبأساء عن البائسين ، يا ذا الجلال والإكرام ...

اللهم مَنْ أرادَ بلادنا وبلاد الـمسلمين بسُوءٍ أو عدوانٍ فأشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالـمين،

اللهم أصلح أحوال المسلمين، وبصّرهم بمواطن الضعف فيهم،
اللهم بصّرهم بمكائد أعدائهم،

اللهم واخذل أعداء الملة، وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين...

واكفنا اللهم بحولك وطولك وقدرتك من كيد الكائدين، ومكر الـمـاكرين، وحقد الحاقدين، واعتداء الـمعتدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالـمين، وشمـاتة الشامتين، واكفناهم جـميعًا بمـا تشاء يا رب العالـمين...

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم جنبنا وجميع المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحقن دماء المسلمين في كل أرض ومكان، واجعلنا من الراشدين،

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب،

اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم...
 
اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،
ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،
ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،
ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،
ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،
ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،
ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن...

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...


رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا والمؤمنين عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
والحمد لله رب العالمين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


■□سلسلة الخطب الإيمانية□■
خطبة 🎤 بعنوان
" الأنس بالله تعالى "( ٦ )
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عناصر الخطبة:

1/حقيقة الأنس بالله وحياة أهله.
2/أسباب الوصول إلى الأنس بالله.
3/من ثمرات الأنس بالله.
4/مفهوم الوحشة والغربة وحقيقته.
5/مكانة عبودية القلب.

○○○□□□○○○

الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور،
يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور،
أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ...
لا قاطع لمن يصله ،
ولا نافع لمن يخذله ،
يثيب علي العمل القليل ويقبله،
ويحلم علي العاصي فلا يعاجله ..
الملائكة من خشيتِه مشفِقون،
والعباد من عظمته وجلون ،
وكلّ من في السموات والأرض له قانتون ..

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ...
تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يبعث من في القبور للوقوف بين يديه يوم النشور ،

وأشهد أن نبينا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا،
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعــــــــــد : -
 
فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


أيها الأحبة في الله:

ليس في الوجود لذة أعظم من لذة الأنس بالله -تعالى-، ولا لوعة أحر من لوعة الشوق إليه، وكل لذة حُدِّثتَ بها، أو تلذذت بها، فلتعلم أنها لا تعدل لذة الأنس بالله -جل جلاله-؛ فلذة الأنس به فوق ما جربتَ، وأكبر مما تظن.
 
والأنس بالله -تعالى- حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن، والشوق إلى لقائه,

قال أحد السلف: “مساكين أهل الدنيا, خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها, قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: “محبة الله, والأنس به, والشوق إلى لقائه, والتنعم بذكره وطاعته“.

إن قلب المستأنس بالله يسيح في حياة أخرى، فهو لله وبالله ومع الله وإلى الله؛ فبِرِبّك من كان الله معه فممَّ يخاف؟! ولمَ يستوحش؟!

قال إبراهيم بن أدهم: “أعلى الدَّرجات أنْ تنقطعَ إلى ربِّك, وتستأنِسَ إليه بقلبِك, وعقلك, وجميع جوارحك حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّك, ولا تخاف إلاَّ ذنبكَ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تُؤْثِرَ عليها شيئاً, ويكونُ ذكر الله عندكَ أحلى مِنَ العسل, وأحلى من المَاء العذبِ الصَّافي عند العطشان في اليوم الصَّائف“.  

وقال الفضيل: “طُوبى لمن استوحش مِنَ النَّاسِ, وكان الله جليسَه“.


عبد الله:

لقد كنتَ تسمع بمن يقوم أكثرَ الليل أو نصفه أو ثلثه، ولعلك تساءلت: أي قوة عند هؤلاء؟!
ألا يملّون ويتعبون؟!
كلا؛
لأن سرّ المسألة في شعور خفي لا تراه أنت كما يرونه، ولا تستشعره كما يستشعرونه؛ إنه أُنسهم بالله الذي أنساهم ألم أقدامهم، بل جعل للألم لذة! فهم في سعادة لو يعلم بها الأثرياء لاسترخصوا في سبيلها كل ثمن.

لقد كنا نسمع تلك المقولة المشهورة عن علماء السلف فنُعظِّمُها ونصنفها في دائرة المبالغات، وهي قولهم: “لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف“،

وإنما نستكثر ذلك ونستعظمُه لأننا لم نذُق تلك اللذة الإيمانية التي لم ينلها إلا أفذاذ الصالحين..
ولكنها حتماً ليست بلذة متصلةٍ بالمال ولا بالجاه ولا بالملك في شيء. إن الذي عندهم وليس عند أولئك الكبراء والسادة هو الأُنس بالله، فهم في حياة سعيدة.

أهل الأنس بالله والمشتاقون إلى لقائه قومٌ جعلوا من أوامر الله بالمسارعة والمسابقة إلى الخير منهجاً يومياً ،
حتى “لو قيل لأحد هؤلاء: إن الساعة ستقوم غداً ما زاد في عمله شيئاً”,

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


فجاءني بعد حينٍ فقال: يا عبد الله! أدِّ إليِّ أجري فقلت: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق أجرك،
فقال يا عبد الله! لا تستهزئ بي!
فقلت: لا أستهزئ بك، فاستاقه فلم يترك منه شيئاً،
اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون } (متفق عليه)..

إن الذي دفعهم للقيام بهذه الأعمال وليس عليهم رقابة البشر .. إنما رقابة الله والخوف منه واستشعار عظمته،
وهنا يكون الأمن الحقيقي الذي هو ثمرة الخوف من الله سبحانه وتعالى ...

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟"
قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ" (قال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترغيب والترهيب ، رقم 3383)...

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة والسر والعلن ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...






-:(( الخطبة الثانية )):-


الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى

اما بعد:

عبــــــاد اللـه : -

أن سر قوتنا وهيبتنا بين الأمم لا يكون ابتداءاً بإمتلاك وسائل القوة والعنف والبطش..!!

ولكن القوة الحقيقة هي قوة الخوف من الله والعمل بما يرضيه،
فمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء،
ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء.
و إن من أعظم ثمرات الخوف من الله للأمـــة هو التمكين والاستخلاف في الأرض، وزيادة الإيمان وطمأنينة النفس ،

قال عز وجل : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }إبراهيم13- 14 } ..

لما خرج المسلمون يجاهدون في سبيل الله وينشرون العدل ويبلغون رسالة الله !
كتب خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى ملك الفرس؛
فلما جاءت الرسالة إلى كسرى وقع الخوف في قلبه وبعث إلي ملك الصين يستنجد ويستغيث لعله يجد مددا ،
فإذا بملك الصين يرد على كسري قائلا : " يا كسري لا قبل لي بأناس لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

فما أحوجنا إلى هذه التربية العظيمة في زمن كثرة فيه الفتن وتسلط فيه العدو وضعفت فيه العقيدة في قلوب كثير من المسلمين ..

من خاف الله أمن على نفسه وماله وعرضه لأن الله معه ..
من خاف الله صلحت أعماله واستقامت أفعاله فيأمن يوم القيامة من هول الحساب ..
ومن خاف الله أمنه الناس وأمنه المجتمع على الدماء والأموال والأعراض ..
ومن خاف الله كثرت أفضاله وزاد خيره وكف شره عن الناس ..


أيها المسلمون:

إن الخوف من الله لا يصل إليه العبد إلا بالمجاهدة والعمل الصالح .

فلنكثر من الطاعات ولنتزود من العبادات ،
وعلينا كذلك بالعودة إلى القرآن الكريم منهجا للحياة وغذاءاً للأرواح،
وعلينا بدراسة سيرة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة الأعلام و بكثرة الدعاء ،
ثم لنتذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات والوقوف يوم العرض على رب الأرض والسموات،
وليكن شعار كل واحد منا في هذه الحياة ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )..
عندها ستحفظ الحقوق وتصان الدماء وتؤدى الأمانات ويظهر الحب والتراحم والإخاء بين الناس وفي ذلك كله تكون النجاة في الدنيا ويوم القيامة ...

اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب ، وقلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وبطوننا من الحرام وأعيننا من الخيانة ، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ...

هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛

حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وانصر عبادك الموحدين، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحْمَنِ: 46] ..
وقال تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41].

الخوف شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب إمتدت فروعها الى الجوارح فأتت أكلها بإذن ربها، وأثمرت عملا صالحا وقولاً حسنا وسلوكاً قويما وفعلاً كريما ،
فتخشع الجوارح وينكسر الفؤاد ويرق القلب وتزكو النفس ، وتجود العين وتزداد الألفة وتنتشر الرحمة بين الناس ؛؛؛
لأن كل واحد منهم يخاف الله في أعماله وسلوك بل ونيته ..
فلا ظلم ولا عدوان ولا غش ولا فساد في الأرض..

جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله"( متفق عليه)..

فحال خوفه ربه بينه وبين إغراء هذه الفتن وإغراء الشيطان...


أيها المؤمنون /عبـــاد الله :-

إن الجرأة اليوم على المعاصي والذنوب وارتكاب المحرمات وسفك الدماء وتأجيج الصراعات ونشر العداوات. لدليل على الشقاء والحرمان والسقوط من عين الله ، وهو دليل على ضعف الإيمان وقسوة القلب وانطماس البصيرة والطيش والسفه.

والله سبحانه وتعالى يملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ ) (إبراهيم 47) ..

إن تربية النفوس على استشعار عظمة الله والخوف منه واستشعار عظمته والوقوف عند أمرة ونهيه ، من أعظم العبادات وأجلّ القربات وأعلى درجات السالكين ومراتب الأولياء والصالحين ..

قال الله جل وعلا واصفاً عباده المؤمنين( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور:36-37]..

هذا اليوم الذي كان يبكي منه الصالحون ، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم
( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وطمعاً) [السجدة:16]..

ورُوي أن أبا هريرة - رضي الله عنه - بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقِلَّة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يُؤخذ بي"...

وانظروا إلى الخوف كيف يضبط السلوك ويوقف النزوات ،،،

يقول صلى الله عليه وسلم وهو يخبر أمته عن قصة حدثت في الدهر الغابر في الزمان الأول يربي من خلالها أصحابه وهي تربية أيضاً لكل مسلم ومسلمة حتى يعلم ويدرك ثمرة الخوف من الله وفضله عليه في الدنيا والآخرة ،
فقال : ( انطلق ثلاثة نفر كانوا في سفر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غارٍ، فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار،
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم،

فقال رجلٌ منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أُرِح عليهما حتى ناما،
فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً،
فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر -الله أكبر!- والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربا غبوقهما،
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه ...

وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتُها على نفسها، فامتنعتْ مني، حتى ألَممَّت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتُ،
حتى إذا قدرتُ عليها قالت: اتقِ الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه،
فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها،
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ...

وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجلٍ واحد، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت أجره حتى كثرت منه الأموال،

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:51


خطبة 🎤 بعنوان
ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ .. !!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد للهِ عزَّ واقتَدَر، وعَلا وقهَر،
لا محيدَ عنه ولا مفرّ،
أحمده سبحانَه وأشكُره وقد تأذَّن بالزيادةِ لمن شكرَ،
وأتوب إليه وأستَغفره يقبَل توبة عبدِه إذا أنابَ واستغفَر،

وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تنجِي قائلَها يومَ العرضِ الأكبر.

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى**
تقلب عريانا وإن كان كاسيا

وخير لباس المرء طاعة ربه **
ولا خير فيمن كان لله عاصيا

وأشهد أنّ سيِّدنا ونبينا محمَدًا عبد الله ورسوله سيّد البشر الشافع المشفَّع في المحشر، صلّى الله وسلَّم وبَارَك عليه وعلى آلِه الأطهار الأخيَار وأصحابِه والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا كثيرًا ما اتّصَلت عين بنظرٍ وأذُن بخبر ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

 أمَّا بَعْــــــﺪ :-

عبــــــــاد اللـه :

يقول تعالى -: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ . فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ . مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)(المائدة:27-32) ..


هكذا صور القرآن الحياة عندما تستبد الدنيا بالقلوب وتُفتن بها العقول وتُعمى لأجلها الأبصار،
تتحول الحياة إلى جحيمٍ لا يطاق ؛
فيظهر الصراع بين الناس ،
وينتشر الظلم ويظهر العدوان ،
وتذهب الألفة والمحبة ،
وتضيع الحقوق وتهمل الواجبات ،
ويصبح الإحتكام إلى الهوى ومصلحة الذات سيد الموقف ،
ويختفي الوازع الديني والضمير الإيماني والخوف من الله في النفوس،
ويحل محل ذلك الأنانية وحب التسلط والأثم والعدوان ..

لقد كان الهدف من هذا التوجيه وهذا البيان الإلهي إصلاح العلاقة بين الناس وضبط سلوكياتهم وتصرفاتهم ..

وكلمة (ابني آدم) تدل على أنه موجه لكل أولاد آدم ،
فهو بيانُ عالمي و رسالة عالمية لكل البشر؛ فما أروع هذه الآية ومعناها ).
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ ).
لماذا ؟
هل لأنه أضعف منه؟
أو لأنه لا يستطيع أن يقتله؟
كلا،

ولكن كما قال:( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )..

قال عبد الله بن عمرو بن العاص : وأيم الله، إن كان لأشد الرجلين ولكن منعه الخوف و الورع.


أيها المؤمنون:

إن الخوف من الله يزجر الإنسان عن اقتراف الذنوب،
والخوف من الله سبب في عدم اتباع الهوى،
والخوف من الله يدفع الإنسان إلى التفكير العميق في المآلات والعواقب، والتأني وعدم العجلة،
والخوف من الله يضبط النفس وانفعالاتها ورغباتها ..
والخوف من الله واستشعار عظمته وقوته عبادة عظيمة أمر الله بها وزكى عباده المتصفين بها ووعدهم بالجزاء العظيم والأمن التام يوم القيامة (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) (2 الحج) ..

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:47


أمّا تنظيم النّسل كأن يجعل مدّة وفترة بين الولادتين، فلا بأس به إن كان السّبب هو مراعاة صحّة الأمّ وقدرتها على التّربية، وغير ذلك...

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...





-:(( الخطبة الثانية )):-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ، ،

أما بعد:

أيها المؤمنون:

هُنَاكَ وَسَائِلُ كَثِيـرَةٌ لِعِلَاجِ مُشْكِلَةِ تَـخْوِيفِ الشَّيْطَانِ لِلْعِبَادِ مِنَ الْفَقْرِ، وَمِنْ هَذِهِ الْوَسَائِلِ:

وَمِنْ وَسَائِلِ عِلَاجِ التَّخْوِيفِ بِالْفَقْرِ: الاِسْتِعَاذَةُ بِاللِه مِنَ الْفَقْرِ: فَالَّذي خَلَقَ الْفَقْرَ هُوَ الله، وَالَّذِي يُعيذُكَ مِنْهُ هُوَ اللهُ،
وَكَانَ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَعِيذُ مِنَ الْفَقْرِ فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ" رَوَاهُ أَبُو دَاودَ وَغَيْـرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

فَالاسْتِعَاذَةُ بِاللِه مِنَ الْفَقْرِ، وَالإِيـمَانُ بِأَنَّ الْغِنَـى وَالْفَقْرَ بِيَدِهِ -عَزّ وجلّ-؛ مِنْ تَوْحِيدِهِ -جَلَّ وَعَلَا-،
كَمَا قَالَ -سبحانه-: (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى) [النجم:48]، وَهُوَ الَّذِي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِـمَنْ يَشَاءُ، رَزَقَنَا اللهُ وَإيَّاكُمْ مِنْ وَاسِعِ فَضْلِهِ!.

وَمِنَ الْوَسَائِلِ كَذَلِكَ: الدُّعَاءُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ، وَسَعَةِ الرِّزْقِ،
فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ وَلإِخْوَانِهِ بِكَثْرَةِ الْمَالِ،
حَيْثُ دَعَا -صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِكَثْرَةِ الْمَالِ، وَالْوَلَدِ، وَالْبَـرَكَةِ؛ فَقَالَ: "اللهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فَالدُّعَاءُ بِكَثْرَةِ الْمَالِ، مَعَ الاسْتِعَاذَةِ باللهِ مِنَ الْفَقْرِ، مِنَ الإِيـمَانِ بِاللِه، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَالثِّقَةِ بِهِ.

وَكَذَلِكَ، عَلَى الْعِبَادِ التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ وبذل الأسباب؛ فَإنَّ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ حَقًّا فَإنَّ اللهَ يَكْفِيهِ أَمْرَهُ؛
قَالَ -تَعَالَى-: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:3]؛
فَإِنَّ الذِي أَعْطَاكَ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالإِنْفَاقِ قَادِرٌ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي عَطَائِهِ لَكَ، فَخَزَائِنُهُ مَلأَى، وَلَا ُيُعْجِزُهُ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، فَمَنْ لَـمْ يُعْجِزهُ الْعَطَاءُ الأَوَّلُ؛ فَلْن يُعْجِزهُ الاِسْتِـمْرَارُ فِي الْعَطَاءِ.

فَالْـمُوحِّدُ بِاللهِ لَا يَـخَافُ مِنَ الْفَقْرِ، وَخَزَائِنُ رَبِّهِ مَلأَى، وَقَدْ وَعَدَهُ أَنْ يُغْنِيَهُ مِنْ فَضْلِهِ؛
قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:28]،

وَالْعَيْلَةُ: الْفَقْرُ: وَمَا يَدْرِي الْفَقِيـرَ مَتَـى غِنَاهُ؟!.

قُلْ للَّذِي مَلأَ التَّشَاؤُمُ قَلْبَهُ ***
وَمَضَى يُضيِّقُ حَوْلَنَا الآفَاقَا

سِرُّ السَّعَادَةِ حُسْنُ ظَنِّكَ بِالَّذِي ***
خَلَقَ الْـحَيَاةَ وَقَسَّمَ الأَرْزَاقَا

فَالْوَعْدُ يَكُونُ أَكْثَرُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، لَا فِي الْـحَالِ، وَرِزْقٌ فِي اْلَغيْبِ لِبَعْضِ الْعِبَادِ، لَا يَـخْطُرُ لَـهُمْ فِي الْبَالَ، فَمَا شَاءَ اللهْ كَانَ، وَمَا لَـمْ يَشَأْ لَـمْ يَكُنْ؛
فَاللهُ عَلِيمٌ بِـمَا يَكُونُ مِنْ مُسْتَقْبَلِ أَمْرِكُمْ فِي الْغِنَـى وَالْفَقْرِ وَغَيْـرِهِـمَا، حَكِيمٌ فِيمَا يَشْرَعُهُ لَكُمْ، وَيُقَدِّرُهُ عَلَيْكُمْ...

فَثِقُوا يَا عِبَادَ اللهِ بِرَبِّكُمُ الْكَرِيـمِ ولا تخشوا الفقر وفوات الرزق ،

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فاطر:3)..

وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6)..

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) [السلسلة (2866)]..

وقال صلى الله عليه وسلم: ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ) حسنه الألباني / 950 )...

فاللهم خذ بنواصينا إلى كل خير واهدنا سبلنا واجعلنا من الراشدين ...

خطب منبريه مكتوبه

10 Oct, 19:47


هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم مَنْ أرادَ بلادنا وبلاد الـمسلمين بسُوءٍ أو عدوانٍ فأشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالـمين،

واكفنا اللهم بحولك وطولك وقدرتك من كيد الكائدين، ومكر الـمـاكرين، وحقد الحاقدين، واعتداء الـمعتدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالـمين، وشمـاتة الشامتين، واكفناهم جـميعًا بمـا تشاء يا رب العالـمين...

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب، اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم...
 
اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،
ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،
ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،
ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،
ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،
ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،
ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن...

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ