1. تحريك الشفاه واللسان في الدعاء والذكر والقراءة:
عند قراءة القرآن أو الأذكار أو الدعاء، يجب تحريك الشفاه واللسان حتى يُعتبر هذا قراءة أو ذكرًا. إذا كان الذكر أو القراءة في القلب فقط دون حركة اللسان، فإنه لا يُعتبر نطقًا شرعيًا، بل هو تفكر أو تأمل.
قال الله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" [المزمل: 4]، والترتيل يقتضي تحريك اللسان والنطق.
وجاء في الحديث عن النبي ﷺ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [متفق عليه]، والقراءة تستلزم تحريك اللسان.
وورد عن الصحابة أنهم كانوا يحرصون على تحريك ألسنتهم بالذكر والقراءة.
وفي حديث خاشع: "كان النبي ﷺ يقرأ القرآن في الصلاة، فإذا مرّ بسجدة سجد، وسمعنا همهمته." [صحيح البخاري]. يدل على أن النبي ﷺ كان يُحرك شفتيه ولسانه أثناء الذكر والقراءة.
وأثناء الدعاء في السجود، يجوز لكِ تحريك الشفاه بالدعاء بشرط ألا تكونِي صوتِك مُرتفعًا لدرجة تُزعجِ من حَولِك. بل يُسن أن تكونِ صوتِك مُنخفضًا.
قال الله تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً" [الأعراف: 55]، أي بصوت منخفض مع تحريك الشفاه.
وبالنسبه للذكر أثناء المواصلات أو في الأماكن العامة، لا يُشترط الجهر به، لكن يُفضل تحريك اللسان والشفاه. إذا كنت تخشى من نظرات الناس، فلا بأس أن يكون صوتك خافتًا جدًا، لكن احرصي على تحريك شفتيكِ لتنالي الأجر الكامل.
الخلاصة:
تحريك الشفاه واجب لتحقيق الذكر والقراءة الشرعية.
إذا كُنتِ تدعي أو تذكري الله أثناء الصلاة أو خارجها، فاحرصِ على تحريك الشفاه واللسان، ولو بصوت خافت جدًا
وتذكري قول النبي ﷺ: "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس" [صحيح الجامع]. فالاهتمام برضا الله أعظم من أي اعتبار آخر.
والله أعلم