وَتَر ْ🤍

‏أنا أبكي بدون سبب، أبكي لاستدارة القمر.

‏— تروڤسكايا

‏"كان لأحدى صديقاتي جدة تقول لها :ما من مشاكل في هذا العالم لايمكن علاجها بحمام ساخن ،كاس شراب وكتاب للدعاء "

‏أعود للقراءة
‏أهدأ تحت وقع المُوسيقى الكلاسيكية
‏أغوص في الكلمات
‏وهذا تحديداً ما يجعلني على إستعداد لمواجة كُل بشاعة العالم ليوم آخر.

‏"إلى الأشخاص الذين يغلقون الباب ثم يعودون ليتأكدوا من إغلاقه، الذين يضعون الهاتف في جيوبهم ثم يتحسسونه مرة أخرى، الذين يبعثون رسالة ثم يعودون لقراءتها ليطمئنوا من سلامتها، الذين يضعون شيئًا ما في الحقيبة ثم يعودون ليتأكدوا من وجوده، إلى أشباهي الكرام أنتم على وشك الجنون" ):

قلبٌ اهده التعب، كان ينبض رغم الشقوق، يلمُّ بقاياه كلما انكسر، لكنه الآن متعبٌ حدّ البكاء، يتشبث بآخر خيط من الأمل، ويرتجف من فكرة خسارة أخرى قد تتركه بلا حياة.

كيف سرقنَا الوقت ، بينمَا كُنا مختبئين في جيب معطفٍ شتويّ معلّق على احدَى خزائن كُوخٍ صَغير .

إلى النافذة الوحيدة المضاءة في البيت المجاور: أنا أيضًا أبقى مُستيقظ إلى ساعةٍ متأخرة، لكنّي لا أُشعِل الضوء.

رأسي يمتلئ بصخب لا يهدأ، أفكاري كأشباح تتصارع داخلي، تصرخ ولا يسمعها أحد، تحاول الخروج لكنها تظل حبيسة في زوايا روحي المتعبة. أشعر بثقل يطوّقني، وكأن أجنحتي مقصوصة، وكأنني عصفور جريح في قفصٍ بارد لا نافذة فيه، أراقب العالم من خلف قضبان وهمية، بينما قلبي يتوق للهروب ، والبحث عن ملاذ آمن، عن زاوية دافئة أستطيع الاختباء فيها من ألم لا يفارقني، عن حضن أنسى فيه ضياعي، لكن كل شيء بعيد، وكل ما أحب يتلاشى أمام عيني كسراب أمد يدي إليه فلا أجد سوى الفراغ
أرغب في الهرب، لكنني عاجزة، محاصرة بسلاسل من الذكريات الثقيلة، كل خطوة نحو الأمام تعيدني خطوات إلى الوراء، وكأنني أسير في دوامة مظلمة لا نهاية لها.

بعد 10سنوات من اليوم

يطلع ُصباح يعانق فيه ضوء الشمس نعومة الزهور تتسرب خيوط الشمس الذهبية إلى غرفتي الفسيحة والمشرقة ، استيقظ على همسات خفيفة ولمسات دافئة من زوجي الحبيب الذي ينظر إليي وكأني معجزةٌ لا يملّ من تأملها ، اشعر بأنفاسه القريبة ، عيناه مليئتان بحبٍ لا ينضب، وكأنني نجمتهُ المضيئة في سماء حياته، يلفني بين ذراعيه وكأنه يحاول أن يحميني من أي شيء قد يعكر صفوي ، يهمس لي بعبارات حب خالدة، وكأن كل يوم هو فرصة جديدة للتعبير عن عمق مشاعره لي ،

انهض لأجد أطفالي يركضون نحوي ،ضحكاتهم تملأ المكان بعذوبة تشبه النغمات، قططي وكلابي تتقافز بفرح حولنا ، وكأنها تشاركنا هذا الحب، منزلنا قطعة من الجنة ، النوافذ تطل على حدائق خضراء وحديقة غنّاء تتراقص فيها الأزهار وأوراق الأشجار.، فتستقبلني رائحة الورد والياسمين التي تحيط بمنزلنا الجميل ،البيت يفيض حياةً وبهجة، والجدران تروي قصص لحظات عائلية مليئة بالدفء والود
بعدها اجهز افطاراً شهياً لنتناوله على شرفة تطل على مناظر طبيعية خلابة. يجلس زوجي بجانبي، ويمسك بيدي بحنان، بينما يملأ طفلاي الجو بالضحكات والسعادة..نتشارك حوارات جميلة، حيث لا يمر يوم دون أن يعبّر زوجي عن امتنانه لوجودي في حياته، وتبادلنا للنظرات التي لم يخفت وهجها منذ يومنا الأول معاً
بعد الإفطار اذهب إلى مكتبتي الخاصة، تلك الزاوية الهادئة التي بنيتها بحب، حيث أجلي وسط الكتب التي تلامس روحي ، وبين يدي فرشاة اسم بها أحلامي ، في هذا المكان أشعر بأن الزمن يتوقف، وأنني اعيش في عالم مليء بالسكينة والإلهام
في المساء، عند غروب الشمس يجتمع الجميع حولي ، وكأنني محور هذه العائلة المتناغمة. يراقب زوجي الاطفال ويخبرني بأنني أجمل ما حصل له في هذه الحياةً ابتسم له و أُقبل جبينه ..وحين تنتهي الليلة،اذهب إلى فراشي
وادرك أنني اعيش حياة احلامي وسط عائلة مثالية، وفي قلبي يقين أنني الفتاة الأكثر حظًا على وجه الأرض كوني محاطة بحياة مفعمة بالجمال والهدوء والحب الذي لا ينتهي.

الليلة الأولى بعد فقدان صغيرتي ، أشعر بأن هذه الليلة لن تمر، وبأن الحياة تواجهني على وجه الخصوص، و بأن الليل مظلم على غير العادة، وبأن الهدوء ضجيج، و بأن قلبي يئن، و عقلي يُصارع، و دموعي السِنة لهب، أشعر بأن غرفتي ضيقة، وبأن السقف منخفض، و بأن أربعة جدران لا تكفي لتسع كل هذه الفوضى.. تلك التي في داخلي ، لم اشعر بشيء حين اخبروني بأنها رحلت للابد كنت في صدمه لم اكن اعلم ماذا يحدث انتهى كل شيئ في اقل من دقائق مرت الثواني والدقائق كأنها سنين لكن لم اشعر ب شيء ذهلت بنفسي كم انا قويه التزمت الصمت ولكن بعد مرور برههٍ من الوقت انهرت لم استطع ان اكتم دموعي لم استطع تحديد اين ملجأي حاولت كثيرا ان اصمد واحاول البقاء قويه لكن لم استطع ..لم استطع تحمل فكرة انني لن استطيع سماع دقات قلبها الصغير بعد اليوم 💔

😞💔

(( صالحت بيك أيامي ، سامحت بيك الزمن ))