العصـر المملوكي (منذ منتصف القـرن الثالث عشر إلى أوائل القـرن السادس عشر)
وشهد عصرين:
-العصر المملوكي الأول: الذي سـاده مماليك البحرية (1250م- 1382م). وهو عصر القوة والعطاء.
-والعصـر الثاني: الـذي سـاده مماليـك البرجيـة (1382م–1517م). وهو عصر الضعـف.
وقد ظهرت في هذه الدولة جملة من التناقضات من أبرزها:
١- محور الحكم: ترفع المماليك عن سائر الشعب.
٢- محور المجتمع: ومن تناقضاته ما يلي:
أ- احترم المماليك العلماء لكن منعوهم من ركوب الخيل.
ب- قربوا التجار ولكنهم أرهقوهم بالمطالب.
جـ- احتقروا الشعب والفلاحين.
د- كثرت الثورات ضدهم خصوصا في صعيد مصر معقل العرب.
٣- محور الاقتصاد:
حدث نمو تجاري قوي، ونظمت التجارة الخارجية والداخلية، وزادت الثــروات بطريقــة خياليــة في العصر المملوكي الأول. وفي العصر المملوكي الثاني مارس المماليك التجارة بأنفسهم واحتكروا السوق، وفرضوا الضرائب، وأرهقـوا التجار الأوروبيين، واضطربـت حالـة النقـد، بسبب التلاعب في موازين النقود.
٤- محور الحياة العمرانية:
اتسمت بالرقي الفني بسبب الغنى الفاحش الناتج عن تجارة الترانزيت.
٥- محور العلم: اعتنى المماليك بالعلم وظهر كثير من العلماء وانتشرت المكتبات.
٦- محور الدين:
اتسعت حركة التصوف وطلب الآخرة.
٧- المحور العسكري:
كان للمماليك البحرية الفضل في صد الهجمات المغولية الشرسة التي تعرض لها العالم الإسلامي، وذلك علـى يد المظفر قطـز، كمـا كان لهم الفضـل في إنهاء الوجود الصليبي في الشرق وذلك على يد الظاهـر بيبرس.
*خامسا: الدولة العثمانية*
مراحل الدولة الثلاث:
١- التأسيس (1512-1299م) مــن عثمــان الأول إلى بايزيد
الثاني.
٢- القوة (1595-1512م) من سليم الأول إلى مراد الثالث.
٣- الضعف والانحلال (1595 – 1924م).
- أكبر انتصاراتها: فارنـا 1444م (مدينة فارنا البرتغالية).
- أكبر فتوحاتها فتح القسطنطينية عام 1453م
- أقوى فتراتها 1566م خلافة سليمان القانوني منتصف القــرن السادس عشر.
*أسباب ضعف الدولة العثمانية*
*أولا العوامل الخارجية*
١- الحملات العسكريه الصليبية الأوروبية.
٢- اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
*العوامل الداخلية*
١- التوسع الجغرافي الكبير.
٢- تركيبة السكان وتعدد الأعراق.
٣- التحول إلى النظام الملكي والاعتماد على المرتزقة في حمايته.
٤- معضلة التعصب.
٥- اختلال المفاهيم الدينية والنزعات.
٦- الوضع الاقتصادي وسوء توزيع الثروة.
٧- إهمال العلوم التطبيقية.
٨- ضعف الدافع العقدي.
٩- عدم متابعة تطور الأمم الأخرى.
١٠- تكوين النخب حول السلطان.
١١- حكم من لا يعرف الإسلام.
١٢- أزمة المدينة العربية.
*الباب السادس: تقاطع المسارين الإسلامي والأوروبي*
*نقاط التقاطع بين الحضارتين الإسلامية والغربية*
*١-622م تكوين نواة للدولة الإسلامية في المدينة*:
علــى المسار الإسلامي: كان ظهــور نواة الدولة يمثل بداية صعود سلم الحضارة الإسلامية.
-علـى المسار الأوروبي: كانت أوروبا في ذلك الحين تعيش عصر التخلف والظلام، وكانت بمثابة المتلقي مـن الحضارة الإسلامية الجديدة.
*٢- (1096م – 1291م) الحروب الصليبية والتترية:*
لم تحقق الحروب الصليبية أهدافها المباشرة لكنها أنهكت العالم الإسلامي وقضى التتار على صرح العلوم الإسلامية.
لكن بالمقابل عادت الحملات الصليبية بالعلوم الإسلامية وبترجمتها بدأت رحلة النهوض الغربي.
*٣- طرد المسلمين من الأندلس:*
أثر سلبا على الروح المعنوية للمسلمين، بينما رفع الروح المعنوية لأوروبا بإمكانية التصدي للمسلمين.
*٤- اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح)1488م) الأمريكتين (1492م)*
علـى المسار الإسلامي: أدى إلى ضمور التدفق التجاري علـى العالم الإسلامي، ومن ثم فقد أحد أهـم ركائـز قوتـه.
علـى المسار الأوروبي: انطلاقة كبـرى للسـيطرة علـى قلـب الاقتصاد العالمي واكتشـاف مدينـة الذهـب مـا أدى إلى وفـرة الموارد.
*٥- 1453م فتح القسطنطينية:*
علــى المسار الإسلامي: أكد أن العالم الإسلامي لازال فيه رمق، وأن جيشه يستطيع قهر أوروبا.
علـى المسار الأوروبي: الإحساس بالتهديد ومـن ثَمّ اسـتفزار الطاقـات لمواجهة التحديات.
*٦- 1769م اكتشاف قوة البخار:*
المسار الإسلامي: كان يعاني من ضعف شديد في العلوم التطبيقية، بالإضافة إلى الاحتقانات الداخلية جراء نظم الحكم المستبدة.
المسار الأوروبي: مثلت الثورة الصناعية نقلة في عالم التصنيع باكتشاف قوة البخار واستخدامه.
*الباب السابع: استجابة العالم الإسلامي*
ختم المؤلف كتابه بموجز لانعكاس الحضارات المذكورة على واقعنا المعاصر فذكر أن التحديات التي تواجههــا أمتنا الآن ثلاثة: التخلــف والاستعمار والفرقـة. وأكـد أنـه لا يمكـن التصدي لهذه التحديات إلا بالعمل علـى الأصعدة الأربعة: الصعيـد النفسـي، والفكـري، والتنظيمـي، والمادي.