صوتيات قرآنية

الرحيل حقيقة لا مفر منها، تملأ القلب رهبة وتساؤلًا أفكر كثيرًا: من سيدعو لي بعد موتي؟ هل أحسنت اختيار الصديق الوفي الذي لن ينساني في دعائه؟ وهل تركت أثرًا طيبًا في القلوب يدفعهم لذكر الله من أجلي؟

يارب، اجعل حياتي شاهدة على الخير، واجعل لي أثرًا لا يُنسى، وارزقني أحبابًا أوفياء لا ينسونني من دعائهم حين يغيب صوتي عن الدنيا، ويبقى ذكري بين الناس

لعلّ الموت أقرب مما نظن، واللقاء مع الله بات قريبًا
أسأل الله أن يختم لي ولكم بخير، وأن يجعل ما بقي من أعمارنا في طاعته. اجعلوني في دعواتكم، فإني أحوج ما أكون لها في حياتي وبعد مماتي

أسألكم دعوة صادقة أن يرزقني الله الهداية والثبات حتى ألقاه. فالدعاء سلاح المؤمن، ولعل بدعوتكم يكتب الله لي النجاة وحسن الخاتمة

أتمنى أن أكون صفحة بيضاء في حياة كل من عرفني، لا أريد أن أكون ذكرى سوداء في قلب أحدهم، ولا أُفضل أن أكون سببًا في جرح أو ألم لأي شخص. في النهاية، نرحل جميعًا، ويبقى الأثر… وأتمنى أن يكون أثري طيبًا في حياة من عبرتهم

📌 لأجل الله لا تقطع رحمك

الحياة أسرع مما نظن، والموت أقرب مما نتصور. لا تسمح لخلافات صغيرة أن تبعدك عن أهلك وأحبابك. ربما يفاجئك القدر، فتدرك أن الوقت فات لتقول كلمة طيبة أو لترجع إلى حضن أخ أو أخت. تذكر أن الله يحب من يصل رحمه، وأن المبادرة بالصفح قوة لا يملكها إلا من يملأ قلبه بالرحمة

لا تجعل كبرياءك يحرمك من آخر لحظات قد تجمعك بهم، فربما تكون تلك اللحظة هي الفرصة الأخيرة

﴿توفَّني مُسلِمًا وألحِقْني بِالصَّالحِين﴾

أصابك الفتور و ابتعدت عن الله؟

‏لم تعد تُصلي الفرض في وقته، و مصحفك أصابه الهجران،
و أما عن صلاة الفجر و القِيام لم يعد لهم من يومك نصيب، عُدت لذنوب عاهدت الله كثيرًا ألَّا تعود إليها!، و ضاق صدرك من ظُلمة الطريق!

‏لا بأس.. فباب الله لا يُغلق أبدًا، هو ينتظر عودتك، يفرح بتوبتك و هو الغني عنها!، فقط عُد إلى بابه نادمًا و ثِق تمامًا بأنه سيقبلك، وسينشرح صدرك من جديد أعلم أن الطريقَ ليس سهلًا، و أن القلب من كثرة الذنوب قد ثقُل..

‏و لكن خُذ الطريق خطوة فخطوة .. إبدأها بالمُواظبة على الفروض في أوقاتها، إفزع إلى صلاتك متى سمعت النداء، اجعلها أولويّة في حياتك و ما أن شعرت بأن روحك تتعطش للمزيد، فأضِف ليومك وردًا من القُرآن و لو بسيط.. ثُم زِد في الطاعات حتّى تجد قلبك قد عادت إليه الحياة من جديد

فاللهمَّ أحسن خاتمتنا