تشتُت .

ليس هناك ما يمكنني قوله، أنا فقط أستطيع أن أشعر بصمتٍ رهيب، ومن شأن ذلك الشعور تحطيمي بلا توقف، في مشهدٍ يظنه الآخرون لحظة صفاء غامرة واختلاء بالنفس، حاجتي للحديث توقفت عن دفعي لذلك، لقد قلت كل شيء في وقتٍ أقل غضاضة من لحظتي هذه، عندما كان ينبغي ألا أُفرّط بكلمة واحدة، تجاه كل شعورٍ وضيعٍ وزائف .

شعور أن تكونَ حذراً دائماً من كُل شيء ومن أي شيء ، يُجادلهُ شعور آخر يجعل منك إنسان شارد التفكير دائماً ينزعُ منك كُل تلك الصلابة وكل ذلك المظهر الهادئ ، لم يكُن أمراً سهلاً أن تواجه كُل ذلك السوء وحدك أن تخوض كُل تِلك الحروب والكوارث وحدك ، وبعد كُل ذلك العناء والتعب والوعي الشديد تنظر لنفسك بتلك النظرة المليئة بالشفقه والأسى .

مرحباً بعد التحية أتمنى أن تكونوا في أفضل حال .

مرحباً ، بعد التحية ..
هُناك حروبٌ لا أحد يعرفُ عنها شيئاً سواك أنتَ وذاتك ، يظُن الجميعُ بأنك شخصٌ مُتخاذل ويائسٌ وبائسٌ وحزينٌ طوال الوقت ( نفسيه ) بينما هم لا يعلمونَ شيئاً من الذي حصل لك ، لا يعلمون أي سببٍ من الأسباب التي جعلتك كذلك ، لا يعلمونَ ألكمَ الهائِل من تِلك الخيبات التي تأتي دائماً من الذين قدمت وبذلت لهُم الكثير ، لا يعلمون الحُزن الذي وضعهُ بداخلك من كُنت تضعُ وتزرع بداخلهِ البهجة والسرور ، لا يعلمون ذاك الشعور بالوحشة الغير معهوده ، لا يعلمون فداحة الآلم وطبيعته الذي قاسيتهُ من عائلتك من أشخاصك المقربين من اصدقائك ، لا يعلمون أنهُ لا يوجد ما تُهزمُ من خِلاله ومن أجله فقد هزمك كُل شيءٍ تُحبه ، لا يعلمون أن هناكَ حُروبٌ تدورُ بداخلك منذُ زمن طويل وأن بصدرك شعوبٌ هُزمت وبيوتٌ هُدمت ومدناً إنهارت وأنت ما زلت تقولُ بأنك بخير ، لا يعلمون ألكمُ الكثير من الجروح والخدوش التي تمر صدرك وتعتريه ، لا يعلمون كم مرةً وقفت في وجهِ الظروف والأيام وقسوة الأقدار كي تسرِق البسمة وتهديها من هُم حولك ولم تجد من يفعلُ لك كل هذا ، هم فقط يعلمون و يُجيدون التحدثَ عنك بسوء ..

على كل حالَ أشعرُ بأني كنتُ أستحق أكثر من ذلك ..

‏أيظل المرءُ مجروحاً طوال عمره ؟ ألا توجد تدخلات ؟ نهايات ؟ بدايات أخرى ؟ أي نجاةٍ في هذا الطريق ؟ .

حاولتُ بِكُل الطُرق أن تبقى وأن أتشبث بك ولكنك لم ترى كُل تلكَ الطُرق ورحلت .

لا تشرح لأحدٍ طريقة حُبك ، و لا طريقة حزنك ، و لا الطريقة التي تكتب بها ، و لا لماذا هذه الأغنية تحديدًا ، و لا لماذا تستيقظ في وقت متأخر من الليل ، و لا لماذا تفضل الكلمات الموجعة ، و لا لماذا لا تنسى ، لا أحد له علاقة بهذا ، لا أحد سيفهم شيئًا من هذا ، لا تشرح شعورك لأحد !.

أحب بقوةٍ عظِيمة وأتخلى بنفس القوة تماماً .

أوقات تحسّ فيها إن الحياة عبارة عن -ليه؟- كبيرة وشاسعة وممتدة وملتصقة بكل شخص وكل حدث، ومتجذرة في كل أيامك ، يبقى كل شيء عبارة عن ليه ؟؟.

الرابعةُ صباحاً :
أيوجد وسيله يلجأ إليها الإنسان هرباً من التفكير المُفرط والمشاعِر البائسة ؟.

هُنالك شيء غير عادِل يستمر بالحدُوث ، فأنا اكتُب لك لتقرأ لتشعُر و لتقترِب وليس لتتركني لِكل تلك التساؤلات :
‏لماذا الذكريات الجميلة اصبحت حزينه الأن؟تعاهدنا على البقاء معًا دائماً لماذا ذهبت؟لماذا ‏انا فاشل بإخراجك من مخيلتي دائماً؟لماذا لا زِلتُ أحبك بهذا القدر؟لماذا لا زلتُ احُبك رغم كُل شيء ؟.

كان هناك ألم بسيط بداخلي لم أكترث له كان يزداد يومًا تلو الآخر لم أهتم، وكُنت أبتسم دائمًا وأصبح بداخلي حُطام لايمكن تصوره، كُنت أضحك كثيرًا وكان قلبي يتمزق في كل مره، كان يقول لي أصدقائي أنت لاتحزن لأنك سعيد دائمًا وأُردد قائلاً لابأس إنها الحياة هم كانوا أصدقائي ولم يشعروا بي فكيف بشخصٍ عابر يراني مبتسمًا، أتُراه يدري بحُطامي؟.

لكنهُ ثقيلٌ على المرء ، مهما تداعى أنه عاديّ .

أيُمكن للمَرء أن يتظاهر باللامُبالاة وقلبُه يحترق؟.

كانتَ آخِر محاوُلةٍ وأغلقتُ الأبوابُ إلِى الأبّد .