مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ @huatter Channel on Telegram

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

@huatter


خواطر من نفث الخاطر ..
https://www.itjahatt.com/

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ (Arabic)

مرحبًا بالجميع! هل تبحث عن مكان يقدم لك الدعم والتحفيز اللازم لتحقيق أهدافك؟ إذاً، قناة 'مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ' هي المكان المناسب لك! هذه القناة تهدف إلى توفير بيئة إيجابية وداعمة لكل من يسعى لتحسين نفسه وتحقيق أهدافه. سواء كنت تبحث عن تحفيز يومي، نصائح للنجاح، أو مشاركة تجارب شخصية، فإن 'مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ' هي المكان الذي يمكنك الاعتماد عليه.nnقناة 'مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ' تُقدم محتوى متنوع يشمل الإلهام، الإيجابية، والنجاح. تستطيع من خلالها التواصل مع أشخاص آخرين يشاركونك نفس الرؤى والأهداف. ستجد في هذه القناة الدعم والتشجيع الذي تحتاجه لتحقيق تطلعاتك.nnلذا، إذا كنت تبحث عن مكان يمنحك البركة والدعم الذي تحتاجه لتحقيق أهدافك، فلا تتردد في الانضمام إلى قناة 'مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ' اليوم. سنكون هنا لنقدم لك الدفء والتحفيز الذي تحتاجه لتحقيق النجاح. انضم الآن وكن جزءًا من هذه المجتمع الإيجابي والملهم!

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

05 Apr, 16:14


تحديد ليلة القدر والجزم بأنها ليلة سبع وعشرين وأنها ليلة ثابتة لا تتغير، يظهر اشكالية علمية، منها:
- النبي عليه الصلاة والسلام لم يحددها وجعلها مطلقة في العشر الأواخر، وجعل تحريها في الأواتر، فكيف يتصور أن يجهلها النبي عليه الصلاة والسلام ثم يأتي من دونه ويعرفها؟
- ⁠النبي عليه الصلاة والسلام كان حريصا جدا على إدراك هذه الليلة حتى أنه كان يعتكف العشر الأواخر في المسجد حرصا على نيل فضل ليلة القدر، فلو كانت ثابتة لقال للناس: اعتكفوا ليلة سبع وعشرين وانتهى الأمر، فهو مبلغ وناصح.
- ⁠من قال إنها ثابتة وإنها ليلة سبع وعشرين، فهو سيواجه مشكلة يصعب تجاوزها، وهي أنه ثبت بالأدلة الصحيحة أن ليلة القدر رأها النبي عليه الصلاة والسلام في ليلة واحد وعشرين، وفي ليلة ثلاث وعشرين، فإما أن يرد هذه الأحاديث وهذا صعب لأنها صحيحة ثابتة، ولذا سيتجه للتأويل كي يتخلص من دلالة الأحاديث.
- ⁠الاستدلال بقوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" فهي اكتسبت شرفها بنزول القرآن فيها. فنقول: من بركة هذه الليلة أنه نزل فيها القرآن، فتوافق نزول القرآن في ليلة القدر وليس في هذا دلالة على ثباتها.
- الأقوال التي وردت عن السلف بأنها ليلة سبع وعشرين فتحمل على تلك السنة التي يتحدث فيها، فتأويل قول السلف أولى من تأويل الأحاديث الثابتة.
- تحديد ليلة القدر بأنها ليلة ثابتة هو مضاهة للشريعة، فالشريعة اطلقت والمحدد قيد، والشريعة قالت التمسوها في العشر الأواخر والمحدد قال هي ليلة سبع وعشرين.
- التحديد مخالف لمقاصد الشرع، فلو عينت الليلة لعمل الناس فقط في ليلة سبع وعشرين وتركوا قول النبي عليه الصلاة والسلام في التماسها في العشر الأواخر، وبذل الجهد في الطاعة، وهذا ما نراه الان، تمتليء المساجد في ليلة سبع عشرين أكثر من غيرها، فتكاسل الناس عن الجد والاجتهاد في العشر الأواخر.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

14 Dec, 02:06


أريد أن أكتب عن الألم، فنحن نعيش حالة ألم ومعاناة، ولكن هل من يعيش أمرا يجب أن يكتب عنه؟ في بعض الحالات، نعم. ولكن لن أكتب عن ألم الطفل وهو واقف مرعوبا خائفا يكاد يسقط قلبه من شدة الفزع؛ إذ يرى أمه ميتة بين يديه، فلا يمكن لقلمي أن يدرك مدى المعاناة لدى هذا الطفل، ولن أكتب عن الأم التي ترى أطفالها صرعى قد تمزقت أجسادهم وتناثرت بين يديها فتجمدت وتصلبت ولم تقوى على الحراك تنظر إليهم وقد تفطر قلبها حزنا وألما، فلا يمكن للكلمات أن تصف ما في قلبها من أسى وحزن، قد سكت أنينها وتأوها من شدة هول ما ترى، ولن أكتب عن رجل تراكمت عليه الأحجار، وسدت الأتربة منافذ الهواء إلا قليلا ليبقى حيا تحت الأنقاض، قد تكسرت عظامه وتمزق جسده، لا يستطيع أن يتحرك قيد أنملة، ينتظر الموت ويتمناه من شدة ما يجد من آلام، لن أكتب عن هذه الآلام، فهذه آلام لا يمكن للكلمات أن تصفها، ولكن نبذل جهدا لنتخيلها ثم يتعب الخيال من هولها، فنصرف خيالنا لشيء آخر، نلملم آلامنا وأحزاننا ونبقيها بعيدا في ذاكرتنا، ومن شدة قوتها لا تستقر في الذاكرة؛ بل تظهر في أفكارنا وكلماتنا، والمرء قد يتخلص من أشياء كثيرة يمتلكها ولكن لا يقدر أن يتخلص من آلام الآخرين يراها صباحا ومساء، فيعيش شيئا من هذه الألام ليكون هذا الألم الذي يعيشه مواساة له، لعله يخفف بألمه آلامه، فيكون حينئذ الحديث عن الألم هو عطف على النفس وتهوين من مصابها وأحزانها.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

10 Dec, 13:37


أحيانا اشعر بتجمد في الفكر، فأحاول استدعي خيالاتي لتحررني من هذا التجمد ولكن أجد الخيال أشد برودة وتجمدا، وأتساءل: لماذا هذا الجمود ينتابني من فترة لأخرى؟ فلو عرفت سر ذلك لأمكنني من التخلص من هذا الأمر.

أعود لنفسي وأقول لها: لعل العقل بحاجة لفترات من التوقف يسترد شيئا من طاقته، ثم يعود لنشاطه ولابداعاته، ولكن ألا يمكننا أن نتحكم في هذه الفترات التي يكسل فيها العقل وينشط؟ وهذا سؤال جوهري، ربما أن هذا ليس بمقدورنا، فالعقل يعمل بشكل تلقائي ثم له قدرة وطاقة تحمل وبعدها ينهك ويتعب، وخصوصا في القضايا التي تتطلب جهدا فكريا، حيث يستهلك طاقة كبيرة يتطلب معها شيء من الراحة.

وهنا سأجهد فكري قليلا وأتساءل مرة أخرى: هل القراءة الكثيفة تمد الإنسان بجودة في التفكير؟ أجد في نفسي عدم قبول لهذا الأمر، فالكتب تعطي معلومات ولكن تحليل المعلومات وتفكيكها وربطها واخراج منها أفكار أخرى شيء مختلف عن القراءة، هذه ملكة فكرية تزداد ثمرتها مع القراءة لكن لا تولدها القراءة؛ ونحن نجد بعض العوام لديهم حكمة عالية أعلى من بعض المثقفين، نجدهم قد امتلأوا حصافة وحنكة لم يأخذوها من الكتب ولكن قدراتهم العقلية العالية ساعدتهم على بناء الحكمة مع افتقادهم الثقافة.

ولا ننكر أن هناك كتبا ملهمة، وهي للأسف قليلة، والسعيد من تناولها وقرأها، هذه الكتب تطلق شرارة الفكر وترتقي بالقارئ وتجعله أكثر وعيا وحصافة، ولكن حتى هذه الكتب الملهمة لا تغني عن مدرسة الحياة، وعن ممارسة تجاربها، فالحياة هي التي علمت الأمي أن يكون مبدعا وألمعيا، فمن اعتزل الحياة وبقي مع الكتاب تجده أحيانا يجهل أبجديات يضحك منها الطفل الذي دخل غمار الحياة، لذا علينا أن نجعل الكتاب جزءا من الحياة وليس هو الحياة.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

09 Dec, 11:17


إن أشد ما يكون على الناس من شدة وبلاء حين يكون الصراع صراع على الهوية، فهو صراع اجتثاث واستبدال وتهجير، صراع الهوية هدفه ألا يبقي للإنسان وجودا، فهو يسعى للقضاء على فكر ومعتقد المخالف عن طريق القضاء على ذاته ووجوده، وطبيعة هذا الصراع أنه صراع إجرامي لا يلتزم بأخلاق أو معاهدات فهو يرى أنه ليس لمخالفه الحق في الحياة أصلاً.

وللأسف أن هذا الصراع البائس لا يستثني أحدا فهو يسعى بكل ما أوتي من قوة أن يقضي على كل من خالفه سواء كان صغيرا أو كبيرا، رجلا أو امرأة، فهدفه الأولي الإبادة التامة، لا يريد أن يبقى لهوية المخالف أي وجود أو أثر، فيقتل ويهجر ويسحق كل من يقاوم أو من لا يقاوم.

ولجهالة الإنسان واستكباره يظن أنه حين يقتل فئة ويشرد أخرى أنه انتصر في معركته وقضى على خصمه، وهذا تصور زائف وفهم سطحي لطبيعة الصراع والتدافع، فصراع الهوية لا انتصار فيه، ولا يقضي على الهوية أبداً؛ بل يزيدها قوة وتماسكا ويحيي فيها روح المقاومة والتحدي، فالهويات لا يمكن القضاء عليها بالقوة العسكرية، فهتلر أحرق اليهود وأبادهم وظن أنه انتصر في معركته مع اليهود، فما لبث أن عاد اليهود أكثر تنظيما وأشد تمكينا، فالهويات حين تواجه عسكريا فإنها تسعى للمقاومة وما تلبث أن تتجاوز محنتها ثم تعود أكثر قوة وأشد تمكينا.

نحن نعلم أن الصراع بين الحق والباطل صراع دائم، "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"، ولكن ما يحزن المرء أن العالم يشاهد بأم عينه قتل الأطفال وإبادة النساء وإهلاك الرجال ولا يكترث لذلك الأمر، ولعلي أن أبعد قليلا لأقول: إن الإنسانية مات ضميرها وانعدم إحساسها وتحجر قلبها حتى لم تعد تبالي بإزهاق أرواح الأبرياء، وهذا اللوم يقع على الحضارة الغربية البائسة التي صنعت معاناة البشرية، فهي حضارة عنصرية، حضارة نفعية، حضارة لا معنى للإنسان فيها، فهي بعد أن أعلنت موت الإله أعلنت بعده موت الإنسان، فليس للإنسان قيمة؛ بل هو سلعة كبقية السلع، إن كانت ترجو منه منفعة حافظت عليه وإن لم ترجو منه منفعة فهلاكه أولى من حياته، فإعلانها لحقوق الإنسان يقصد به الإنسان الغربي فهي متمركزة حول ذاتها لا ترى أحدا يستحق البقاء إلا ذاتها. حضارة مادية يعيش الإنسان في ظلها في معاناة وتعاسة، وخوف وقلق، وما نراه من معاناة البشرية في أصقاع الأرض هو نتيجة هذه الحضارة البائسة التي ترى أن البقاء للأصلح وأنها هي الأصلح.

إن الإنسانية بحاجة ماسة لصناعة حضارة قائمة على قيم سماوية تحترم الحياة وتعيد للإنسان قيمته ووجوده، فقد سئمت البشرية من هذه الحضارة التي مزقت الإنسان وجعلته يعيش دون غاية ولا هدف سوى السعي للسيطرة والتعالي.

قد تضعف الهويَّة الإسلاميَّة لدى بعض المجتمعات دون بعضها الآخر، ولكن أن تذوب الهوية؛ فهذا لا، ولم، ولن يكون؛ فالهوية مرتبطة بالدين، والدِّين محفوظ بحفظ الله، وقد تكفَّل الله به. لذا من المهمِّ جدًّا ألَّا ننكسر من الداخل؛ فنحن الأعلَوْن، الأعلون منهجًا وفكرًا وإرادة؛ ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

08 Dec, 18:15


الغموض في الكتابة ليس فضيلة في ذاته، ولا يمدح من كان منهجه الغموض، فهذه صفة معيبة، فالأصل في الكتابة هو البيان والوضوح، ولو سلك الكاتب مسلكا غامضا فيجب أن يكون له مبررا لهذا المسلك، فالأصل هو الاتجاه نحو الوضوح.

وحين تكون الكتابة بينة واضحة لا غموض فيها لا يعني هذا قدحا أو تقليلا من شأن المكتوب، فما يرفع المكتوب أو يخفضه هو المعاني وقوتها، وغموض الكلمات لا تجعل المكتوب عالي الجودة، بل كلما كانت المعاني غامضة يجب أن تكون الكتابة واضحة كي تزيل هذا الغموض وتقربه للناس، إذ هدف الكاتب في الأساس هو إرسال رسالته بشكل واضح للقارئ ، وحين يعجز الكاتب عن الوضوح فسيبقى القارئ في عماية لا يستطيع الفهم، ومعرفة مراد الكاتب.

وللأسف هناك من يتعمد الغموض ويجعل ذلك هدفا في كتابته وكأنه يرى من ذلك علو في مقامه الفكري والثقافي، وهذه أراها أزمة نفسية قبل أن تكون أزمة تواصلية، فمن أراد التميز فلا يكون بالتعمية وعدم الوضوح ولكن يكون بجدة المعاني وحيويتها وامكانية التفاعل معها.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

28 Nov, 11:32


الأهداف هي النجوم المضيئة التي تنير دروبنا، هي بمثابة محفز يدفعنا إلى الأمام لتحقيق تطلعاتنا. وعندما نسير دون هدف فإننا نشعر بعدم الالهام، ويكسو مستقبلنا شيء من الغشاوة.

يمكن أن يكون فقدان الهدف ناجمًا عن عوامل مختلفة، مثل النكسات الشخصية أو الظروف المتغيرة أو عدم الوضوح بشأن رغباتنا. مهما كان السبب، فإن السير بدون هدف يجعلنا نشعر بالضياع، وفقدان البوصلة وغياب الحافز.

عندما نغفل عن أهدافنا، من المهم أن نتراجع خطوة إلى الوراء ونعيد تقييم رؤيتنا. فكر في ما يهمك حقًا، وما يشعل شغفك، وما يتوافق مع قيمك. أعد النظر في أهدافك السابقة، وحدد العناصر التي كان لها صدى وأثر في حياتك وتلك التي لم تعد تخدمك، ركز على الأهداف المؤثرة في حياتك.

خلال هذه العملية التأملية، من الضروري أن تكون صادقا مع نفسك وتعترف بمخاوفك وشكوك. الخوف من الفشل أو الشك في الذات يمكن أن يعيق تقدمك، ويمنعك من تحديد أهداف طموحة. إن التحديات والتعلم من النكسات الشخصية يؤدي إلى ارتقاء الذات والقدرة على التطور وبناء أهدافا إيجابية.

عندما تعيد تحديد أهدافك، من المهم أن تضع أهدافًا ذكية - محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق ومحددة زمنيًا. إن وجود أهداف واضحة ومحددة بشكل جيد تصنع خريطة طريق توجه أعمالك وتساعدك على الاستمرار في التركيز الذي يحقق الانجاز.

قسم أهدافك إلى أجزاء صغيرة كي يمكن التحكم فيها ويجعلها أقل صعوبة وأكثر قابلية للتحقيق. ولك إن تطلب الدعم من المتخصصين أو الأصدقاء أو العائلة فهذا يقدم لك تشجيعًا قيمًا، ويمكن لرؤاهم ووجهات نظرهم أن تساعدك في تحسين أهدافك والتغلب على العقبات.

تذكر أن خسارة الهدف ليست فشلاً؛ إنها فرصة لإعادة تقييم اتجاهك وإعادة اكتشاف عواطفك. فخسارة الهدف قد يجعلك تذهب لاكتشاف ذاتك مرة أخرى، ويدفعك لتضع نفسك على الطريق الصحيح لتحقيق الإنجاز والنجاح الذي ترجوه.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

10 Oct, 21:02


كانت هناك بعض الكتب أجد لها أثرا ووقعا كبيرا في نفسي، ثم مع مرور الزمن ذهب بريق تلك الكتب ولم تعد تستهويني؛ بل لا أجد لنفسي قدرة على قراءتها، ولست هنا منتقصا أو لائما تلك الكتب ولكن التغير حدث في أنا، فتغيرت تصوراتي ومفاهيمي وتبعا تغيرت نظرتي لتلك الكتب.

أجد هذا أمرًا طبيعيا، فتغير التصورات يحدث نتيجة تغير الأحداث وتغير الأزمان ونتيجة تغير السن وكثرة الاطلاع والاحتكاك بالآخرين، فهذه وغيرها تنشيء لدى المرء قناعات جديدة قد تكون مغايرة لقناعاته السابقة.

وهل هذا التغير مذموما أم ممدوحا؟ يكون مذموما إذا كان تغيرا سلبيا سواء في الاعتقاد أو السلوك، وأحيانا هذا التغير لا يصف بالذم ولا بالمدح فهو تغير طبيعي كما تتغير حالة الانسان من طفل لصبي لرجل لشيخ هرم، فلا يذم ولا يمدح، فكما الابدان تتغير فكذلك الأفكار تتغير وتتبدل، وأحيانا يمدح هذا التغير إذا كان نزوعا نحو الأفضل والاكمل، ولست هنا أريد أن اخرج عن مسار حديثي، فأعود وأقول: إذا رأيت من نفسك عدم اقبال للكتب التي كنت تقرأها قديما فلا تعاتب نفسك وتلومها، فهذا أمر في عالم المعرفة لا يستنكر، فلكل مرحلة عمرية ميلها وهواها وحاجتها، فاقرأ ما تهواه نفسك وتحتاج إليه فهذا اكمل وأفضل.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

06 Oct, 13:27


يمر عليك موقف ما، تشعر فيه بصدمة تهزك من الداخل هزة عنيفة للغاية، تبذل جهدا لتجمع قواك كي تفيق من هذه الصدمة العنيفة، فما أن تفيق إلا وتجد نفسك في حالة من الشك والريب نحو أفكارك السابقة، يصيبك اضطراب شديد وأنت تقرأ أفكارك تشعر بحالة انفصال بينك وبينها، ويزداد الأمر صعوبة وارهاقا حين تحاور أفكارك وتجادلها وتكتشف عورها وزيفها، فتدخل في خصومة ذاتية لا تسكن ولا تهدأ بالمصالحة وإنما باتخاذ قرار قد يكون فيه التخلي التام عن الأفكار الماضية التي تبين خللها وانكشف عوارها.

وهنا نتساءل: هل يحتاج الإنسان لصدمة قوية كي يكتشف ذاته؟ الجواب، في كثير من الأحيان نعم، فالقراءة لا تقدم لك ذلك وخصوصا أن الطابع العام في قرائتنا هو التسليم أو التغاضي أو التجاهل عن الأفكار الخاطئة، فالقراءة التي تفتقد مناقشة المقروء ومنازعته وتحليل الأفكار التي يذكرها لا تعد قراءة ناضجة واعية، فتكون الاستفادة من المقروء ضعيفة، لذلك يكون أثرها ضعيفا غير مغير، لذا كانت الصدمة ضرورية لأنها تزيل كثير من الغشاوات التي غطت على الفكر ولم تجعله قادرا على التحرر والانطلاق.

تأتي الصدمة من موقف مفاجئ لا يتنبأ به الإنسان، فيشعر أنه كان نائما فاستيقظ، وأن روحا جديدة جرت في عروقه بدلا من روحه السابقة، فمع الصدمة كل شيء يتغير، الأفكار والمواقف والتحيزات والرؤى وحتى الأحلام والأماني تتغير وتتبدل، فشخصية أخرى جديدة يشهد ميلادها، وقد يحب هذه الشخصية الجديدة ويرى أن حضورها وميلادها كان متأخرا، ولكن لا يهم التأخر، فميلاد هذه الشخصية وحبه لها يُغيّب عنه مفهوم الزمان.

ولكن أليس هناك طريقة يكتشف الإنسان ذاته، ويتبين الحقيقة بدلا من الصدمة المفاجئة التي ربما لن تأت؟ هناك طريق غير الصدمة المفاجئة وهي طريق التزكية وبناء الذات، طريق المعرفة لتصحيح التصورات، ولكن هذا الطريق بجانبه خطاطيف تحول بين المرء وتحقيق النفس الزكية، هناك كلاليب تمنع المرء من الخروج من مستنقع الجهل والتقليد والبؤس الفكري، فحين يسعى لتزكية ذاته يقف عاجزا خانعا لهذه الكلاليب التي قد تسلب فكره، فتتبدل تصوراته وتتغير مواقفه سلبا ويكون موافقا لهذا البؤس الفكري المحاط به.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

02 Oct, 03:00


توقفت عن الكتابة منذ فترة ليست بالقصيرة، ولعل سبب ذلك هو تغير طريقة تفكيري، كنت قديما اقرأ لذاتي مستمتعا بما قرأ، فاكتب تعبيرا عن خلجات نفسي، وما اوحيت لي الكتب من نور معرفي، ثم حين أصبحت وأمسيت اقرأ ما يثار حوله الجدل، فاقرأ ما يتنازع حوله الناس، وهي قراءة املأ لا حرية فيها، فالرغبة الحقيقية الداخلية غائبة، حينها ذهبت متعة القراءة وانسها، واستوحش القلم من أناملي، فبقيت صامتا لم تجري حروفي على الورق، بل لم يعد لدي حروفا أملكها لأنثرها واعرضها للناس، وبقيت على هذا الحال ظانا من نفسي أنني حر في قراءتي، وأنني متصل بالمعرفة؛ وإذا بي في حقيقة الأمر قد ابتعدت عن المعرفة أميالا عديدة.

القراءة إذا لم تثمر كتابة مشرقة فليست قراءة خلاقة، والقلم حين لا ينزع الكلمات ويأخذها قسرا ليرسم منها معاني تحيي بها النفوس فليس قلما حرا قويا، الكتابة هي امتداد لحياة الإنسان مكانا وزمانا، ولن يكون هذا الامتداد بقاء واثرا مالم تكن تلك الكلمات حية قوية، وحياتها وقوتها تكتسبها من حياة صاحبها، الكتابة هي رسالة للذات بالرغبة في الاستمرار في هذه الحياة.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

29 Jul, 15:07


قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا في اختلافا كثيرا".

- ذهب بعض العلماء أن التدبر واجب.
- من معاني الاختلاف في الآية:
١- الاختلاف المنفي هو اختلاف التعارض.
٢- الاختلاف المنفي هو ألا يكذب القرآن بعضه بعضا، بل يصدق بعضه بعضا.
٣- الاختلاف المنفي هو ألا يناقض من جهة حق وباطل.
٤- الاختلاف المنفي هو الاختلاف في الإخبار عن الغيب يما كان ويما يكون.
٥- نفي الاختلاف في لغته.
٦- أن الاختلاف المنفي هو متعلق بما تتحدث عنه الآية في سياقها من حال المنافقين، فهو لا يختلف في إخباره عنهم.

وهذه الأقوال جميعا غير متناقضة، فهي معان تحتملها الآية كلها.

وفي نفي الاختلاف عن كتاب الله دلالات عظيمة،منها:
- إثبات أنه من عند الله.
- إعجازه.
- عصمته.

وهنا ننبه لمسائل:
- من زعم وجود تعارض بين الأدلة الشريعة، أي في الأحكام، فالتعارض يكون لدى المجتهد وليس في الأدلة ذاتها.
- اختلاف القراءات ليس من التناقض في شيء بل كلها حسن وحق، وهو من الرحمة بالأمة.
- وجود المتشابه في القرآن معناه أن يشبه بعضه بعضا في الحسن ويصدق بعضه بعضا.
- وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم دلالة على عظمة المنهج الشرعي في التيسير والتخفيف على المكلفين، والنسخ لا يقع في الكليات وإنما في الجزئيات.

هذه تلخيصا من كتاب المسائل الأصولية ..

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

18 Jul, 15:08


هذا عمل فني ليثوجراف للفنان الهولندي إيشر وتظهر فيها كفان يرسم كل منهما الأخرى بشكل تبادلي، ففي اللحظة التي تبني فيها غيرك هناك من يبنيك، ولك أن تعكس الأمر فتجعلهما كفان يمحو كل منهما الآخر، لك أن تقرأ هذا الرسم بأن طبيعة الحياة قائمة على التأثير التبادلي، فأنت بقدر ما تؤثر في الآخرين فإنك أيضا تتأثر من غيرك.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

17 Jul, 15:05


الحركة تكون وفق المسموح، ألا ترى أن الجسميات لها مجال محدد تتحرك فيه لا تستطيع أن تتجاوزه، ولو تجاوزته لحدث التمزق، ولعل هذه سنة ربانية أن للشيء مجال محدد يذهب ويأتي فيه لا يملك أن يتجاوزه، ولو حاول المجاوزة فقد يحدث الضرر.

ومن كمال الشريعة وحسنها أنها جعلت التكليف في قدر المستطاع، وجعل الشارع تقدير الاستطاعة للشخص نفسه، ورتب على ذلك أنه حين يعمل المستطاع فقد سقطت عنه الملامة، فلا يلام بعدها، ولا يُثرب من الناس، ولا يعاتب هو نفسه، فهو أدى ما قدر عليه.

تبقى المشاعر النفسية، فالإنسان عليه أن يسعى أن تكون نفسيته متزنة هادئة بعيدة عن التشاؤم والقلق والحزن، فالله تعالى قال: "واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون" فهذه الآية اجملت ولخصت الفعل: فالله أمر بالصبر، ونهى عن الحزن وعن الضيق، فالحزن ينبغي أن يُطرد ويتخلص منه، فالله سبحانه يقول: "ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين" ولا ينهى الله تعالى الإنسان عن شيء إلا وللإنسان قدرة في الانتهاء؛ ولكن لو عجز الإنسان عن التخلص من الحزن كما طلب الله تعالى منه، فلا بأس فالتكليف بالاستطاعة ولكن عليه أن يسعى أن يخفف الحزن حتى يتلاشى، فبقاء الحزن في النفس مضر ومدمر للإنسان إذ لا يستطيع أن يعيش سعيدا، فالله خلقنا لننعم ولنسعد لا لنعذب أنفسنا، كما قال الله تعالى: "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات" فلا يقطع نفسه هما وغما من أجل الناس، فالله حافظ دينه، فالنتيجة التي يريد أن يحققها الشارع في قلب المؤمن هي: "فلا تبتئس بما كانوا يفعلون"، "ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين".

ومن الملاحظ أن الله تعالى نهي أيضا عن الخوف وقرن ذلك النهي مع الحزن، لأن الحزن نتيجة الخوف، إذ يخاف المرء على الدين فيحزن، أو يخاف من المستقبل فيحزن فيقول الله تعالى: "لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك".

ويبقى السؤال: هل النهي عن الحزن يستلزم عدم العمل؟
لا تلازم البتة، بل العكس هو الصحيح، فالشارع ما نهى عن الحزن إلا لأن الحزن يثبط المرء عن العمل، فإذا حزن المرء، ضاقت نفسه، وتحطمت عزيمته، وضعفت إرادته، واستسلم للأمر، فكان الحزن عائقا عن العمل صادا عن السير، فالتخلص من الحزن هو من أولى الأوليات كي يبقى المرء نشطا راغبا في العمل. فالتخلص من الحزن مطلب شرعي لا انفكاك منه.

ولعلنا ننهي هذا الحديث بلفتة صغيرة حول من اعتقد أن من حزن خير من لا يحزن، فهذا المفهوم غير صحيح، لأن القرآن الكريم جاء مصرحا بعدم الحزن، فلا يعقل أن يقول: لا تحزن. ثم نقول: من حزن أخير من لا يحزن. فهذا تناقض مرفوض. والأصل أن يسعى المرء للامتثال للنصوص الشريعة ولا يقدم عليها اجتهاداته المخالفة للنص. فلا يجعل الحزن قربة لله تعالى لأنه منهي عنه، إذ لا ينهى الله تعالى عن شيء ثم نتقرب بفعله.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

30 Jun, 14:46


أحيانا تكون الكلمات وسيلة وطريقة لانقاذ النفس من تعبها وألمها وتمزقها، ولكنها أحيانا تكون ألما وشقاء حين تتحدث مع من لا يستحق الحديث، فمن البؤس أنك تشتاق للحديث ولكن لا تجد من تتحدث إليه، ويشتد البؤس حين تتحدث لمن يصغي وينظر إليك بنظرة إشفاق وسخرية، تود أن الأرض انشقت وبلعته وأخلت الأرض منه، فما أقسى أن تلقي بكلماتك العفوية الصادقة لنفس عارية من المشاعر والاهتمام.

إذا لم تجد نفسا جميلة تطرب لحديثك فلا تتكلم، لا تبح بما نفسك لنفس باردة جامدة، فسيشعرك بالانسحاق، وستشعر معه بالضياع في غياهب كلماتك الجريحة، احتفظ بكلمات وابحث عن طريق تذيب فيه ما نفسك من لوعة الحديث.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

10 Jun, 00:03


تحدوني الذكريات إلى منازل أحبتي، فأقف عند بابهم ساعة لا أستطيع الولوج في دارهم، فالمحب حين يدنو من أحبته تأخذه الحيرة والدهشة، فيقف ساعة لعل الدهشة تذهب والحيرة تنكشف، والذكريات حين يطول عهدها تسكن الغربة في النفس فلا يشعر أنه من أهل هذه المنازل التي عاد لها بحنينه وأشواقه، وهذا أشد ما يكون في الذكريات أنها تقطع الوصل بمن تحب، فلا يجد ذلك الأنس والشوق، فيرحل طالبا منازل غيرهم، وقد تمزق شيء في نفسه، وخبت انشراح قلبه، فتبدي العين شيئا من هذا، فتنسكب عبرة مليئة بالحزن والأسى، لتعود تلك الذكريات كأنها شبح يملأ النفس خوفا ورعبا.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

05 Jun, 12:34


https://youtube.com/watch?v=1FMfSctBUPI&feature=share

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

01 Jun, 17:17


https://www.aldiwan.net/poem115933.html

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

22 May, 13:43


::خاطرة::

أحيانا نفهم الحياة بمعنى خاطئ.. نظن الحياة يجب أن تبقى مستقرة على المتعة والهناء! وهذا تصور بعيد، فالحياة مزيج من الصراعات، تتشكل من المعاناة والمتعة، والتحدي والتجربة، والاخفاق والنجاح، الحياة ليس لها صورة ثابتة تقف عندها؛ بل هي في حالة تقلب دائم؛ فمن ظن أن طبيعة الحياة الاستقرار والثبات فقد أبعد النجعة وأخطأ في نظرته.

ولعل من بعض جمال الحياة هو تقلبها وعدم استقرارها، فالإنسان بطبعه الملالاة والسأم، فلو استقرت الحياة لديه على صورة واحدة لسئم الحياة وتبلدت لديه الصور وتحجرت عنده المعاني، فتقلب الحياة يفتح نافذة الأماني والأحلام والتطلع التي هي سر الجمال فيرى للحياة صورة أخرى مشرقة، يجد معنى مختلفا يسعى إليه؛ فتزدهر ربيع الحياة في فكره، وينبض قلبه بهجة وسرورا فيسير في هذه الحياة دون انكسار.

مُسْتَمْلَحَاتُ الْخَوَاطِرِ

21 May, 14:55


::خاطرة::

حين يبدع كاتب ما في إنتاج نص فلا يكون هم الناقد كيف يكتشف معايب النص ويعرف خطأ الكاتب؛ بل ليكن همه كيف يحفر في النص ليظهر جمالياته ومحاسنه، فالناقد هو من يثمر النص ويزيده حسنا بعد فهمه واستيعابه.

للأسف هناك بعض النقاد همه كيف يكسر الجرة فوق رأس الكاتب، فتجده يسعى لتقويل النص ما يقل وتأويله بعيدا كي يثلم النص ويشوهه، والحقيقة هذا ليس نقدا؛ بل هذه دودة تبحث عن العفن لتعيش، ولو ارتقى الناقد لوازن النظرة ولوجد في النص مساهمة تستحق المشاركة الايجابية الصادقة.

ولا يعني من قولي عدم بيان الخطأ في النص، فالقارئ له الحق في ممارسة قراءته وبيان اشكالات النص وأخطاءه؛ ولكن لا يكن هذا هدف أولي من القراءة، بل الهدف الأولي هو بناء تواصل مع النص تواصلا إيجابيا والبحث عن ابداعات النص، فالناقد حين يبحث عن جمال النص سيجد، وحين يغض طرفه فلن يرى شيئا.