تشير هذه القصة إلى أكبر مصيبة نعاني منها اليوم، وهي نقل الأخبار. فقد كان الشيخ يُقدر الرجل لدرجة أنه قال له: "أما وجد الشيطان بريداً غيرك؟" محاولاً توضيح أن هذا العمل من فعل الشيطان، الذي لا يريد بك خيراً، بل يسعى لأن تكون رسوله ومساعده، ومن خلالك سيشعل نار الفتنة والحرب.
من الجميل أن تجد من يستمع إليك ثم ينصحك، مُخبراً إياك أن ما تقوم به خاطئ، وأنه يجب عليك الابتعاد عن نقل الأخبار التي من شأنها شق الصفوف وتفريق الجماعة. فمشكلة ناقلي الأخبار أنهم غالباً ما ينقلونها بشكل غير صادق، ويضيفون فوق الحدث الكثير من البهارات، لكي تُصبح قصصهم أكثر جذباً وإقناعاً.
عندما تلتقي بأمثال هؤلاء، تسأل نفسك: ما الذي يريده هذا الشخص مني؟ لماذا يخبرني بهذا الشيء؟ يُقال: "لا يوجد حدث بدون سبب"، لذا من يحدثك بشيء ما، تأكد أن له سبباً خفياً. هذا الشخص قد يسعى لكسب شيء ما من وراء إخبارك، وقد تكون تلك الأخبار وسيلة للتلاعب بمشاعرك.
فهل يمكن الثقة بمن ينقل لك الأخبار؟ وماذا لو كان الذي ينقل لك الأخبار هو نفسه الذي كان ينقل عنك الأخبار في الماضي، أو سيفعل مستقبلاً؟ لأن هذا هو طبعه، وقد نشأ على شق الصفوف وتفريق الجماعة. هذا الشخص لا يحبك ولا يحترمك، بل يبحث عن مصلحته. يعطيك الأخبار كي يضمن بقائه بجانبك، وربما ليخفي أخطائه ويلقي اللوم على الآخرين.
الخلاصة: النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن نقل الأخبار التي من شأنها شق الصفوف وزرع الأحقاد والضغائن. لذا، يجب على من ابتُلي بهذه السمة السيئة أن يستغفر ربه ويتوب إليه، ويسأله أن يصلح حاله، وأن يجعله ممن إذا نطق أنصف وصدق...ツ