كنتَ غصنًا يومًا ما، أو هكذا خُيّل لي. ظننتُ أننا سنكبر معًا، نمد جذورنا في الأرض نفسها. لكنك اخترت أن تنفصل. ربما كان الريح أقوى من احتمالك، أو ربما كنتَ تبحث عن شجرةٍ أخرى تليق بك أكثر.
لا ألومك. الأشجار لا تعاتب أغصانها الساقطة. تتقبل النقص وتمضي، محاولةً أن تعيد تشكيل صورتها في وجه السماء. هكذا فعلت. تركت فراغك خلفك، وملأته بالهواء والذكريات.
لا أحزن على الغصون التي تبتعد. الحزن كله على من ظننتُ أن جذوره أعمق من أن تنفصل. ومع ذلك، لا أتوقف كثيرًا عند الفراغات. الحياة تمضي، ونحن مثل أوراق الخريف، نتنقل بين أدوارنا، بين أشجارنا، وبين لحظات نكتشف فيها أننا لم نفقد شيئًا، بل فقط تغير شكل ما كان بيننا."