إن كنت تظن أنني أقصد المال، الكاريزما أو الإنضباط الذاتي فأنت على خطأ..
ضع كل هذه التوقات جانبا وتعال هنا نكمل التفاصيل..
لو سألتك من أنت ؟
دون أي تفكير مسبق ستخبرني بإسمك، لقبك، أين تعيش..إلخ
وإن كنت كسولا ستكتفي بذكر إسمك..
لنقل أن هذا هو الجواب المفروض قوله..
ولكن ماذا لو كان السؤال فلسفيا ويحتاج جوابا مبنيا على معرفة عميقة بنفسك وما حولك..
لأختصر عليك الأمر، أريد جوابا مبنيا على وعيك..
فمن تكون (لا حاجة لذكر معلوماتك الشخصية)..
أنت الآن تقول في نفسك " إطرح سؤالا مفهوما"، محاولا إخفاء عجزك عن الإجابة ،ولكن لا تقلق فلست وحدك من يفتقر للوعي بذاته..
وكمعلومة محبطة نوعا ما..
الدراسات وجدت أن فقط 10-15% من الناس لديهم وعي بذواتهم، وأنت مرشح بنسبة كبيرة لتكون من هذه الفئة..
ستقول لي "ماهو الوعي؟"
وطبعا لن أبخلك " الوعي هو إدراك ومعرفة ذاتك (ما بداخلك) والمحيط (العالم الخارجي).
الخبر السيء هنا هو أن دماغك من بناء وعي منطقي عن ذاتك وعما حولك.
كيف؟
هناك مفهوم يسمى ب "negativity bias" أو التحيز للسلبية..
وكي أضعك في الصورة..
تخيل أنك تتعرض لموقفين في نفس الوقت أحدهما سلبي والآخر إيجابي (بنفس الدرجة), فطبعا دماغك خوفا عليك يصوب كل تركيزك على الموقف السلبي وبالكاد يتركك منتبها للإيجابي"
لم تقتنع بهذا الكلام ؟
لو أعطيتك 30 ثانية وأخبرتك بكتابة أكثر الصفات التي تعرفها عن نفسك،
أنا مقنع بشدة أنها ستكون:
التسويف، الخوف من الفشل، الهشاشة النفسية، التشتت، الضياع..إلخ
خذ دقيقة وتمعن بعمق فيما سأقول ..
"هل حقا أنت هذا الشخص الذي يعج بالفوضى في داخله ؟، هل أنت حقا شخص ممتلئ بالصفات السلبية؟، أين هو الجزء المشرق منك؟، كيف وبكل بساطة رميته جانبا؟"
الخبر السيء هو أنك ضحية لدماغك (دائما أقولها), فجعلك تبني وعيا مغلوطا عن ذاتك، بل حتى عن المحيط من حولك "فأنت مركز فقط على وجود الأشخاص السلبيين، الأخبار السيئة..إلخ"..
لليس غرضي ان أحبطك ولكن..
"أنت حقا لست بخير، وستضل عالقا في هذا الوحل إن لم تعد بناء وعي منطقي عن نفسك وعما حولك"
ها أنت الآن مجددا مركز كل التركيز على النقاط السلبية التي قرأتها قبل قليل ووضعت مشاعرك الإيجابة جانبا..
وقبل ان يدفعك الإحباط لتفويت المنشور والبحث عن محتوى يعدل مزاجك (ويدمر حياتك في صمت)..
دعني أشاركك استراتيجية لتجاوز كل هذا بعون الله (وبسعيك طبعا).
1. حدد نقاط قوتك
كل ما هو متعلق بماهراتك، مواهبك، وأي صفة تراها أو يراها الآخرون إيجابية في مظهرك، شخصيتك أو طريقة تفكيرك،
"دون أي شيء مهما كان بسيطا"
2. حدد نقاط ضعفك..
كل ماهو متعلق بأفكارك، مشاعرك، صفاتك، النقائص المتعلقة بعلاقتك بالله، بنفسك أو بالآخرين..
3. حدد النقاط الإيجابية والسلبية المجودة في البيية المحيطة بك..
سواء الأشخاص (السلبيين والإيجابيين من دائرتك المقربة من الأسرة، الأصدقاء والمجتمع), الفرص والعقبات، المستوى المعيشي، الظروف و الأحداث الاقتصادية والسياسية..إلخ
4. حدد نقاط الضعف التي تحرمك من التقدم بالدرجة الأولى، أيضا حدد العناصر السلبية التي بإمكانك إزالتها من البيئة من حولك.
5. إجمع كل من نقاط قوتك، الفرص المتاحة لك، والنقاط الإيجابية في المحيط من حولك و قم ببناء خطة واضحة ويمكن تطبيقها بشكل يومي من أجل استهداف نقاط ضعفك والنقاط السلبية لبيئتك وبالتالي تحقيق التقدم المرجو بحول الله.
ولكي لا تكون ضحية للإحباط:
1. ضع هدف بسيط، واقعي وقابل للتحقيق
2. ركز على التطور والتحسن بمقدار 1% يوميا.
3. افصل مشاعرك عن العمل وعن النتيجة.
4. ضع system لتتبع تقدمك.
5. ضع system لمكافئة نفسك عند الإنجاز.
تريد أن نكمل هذه السلسلة ؟
ضع تفاعل على المنشور.