لا تكاد جراح غزة تندمل حتى تُفتح جراح جديدة في جنين، وكأن الحرب لم تتوقف يومًا، وكأن الألم لا بد أن يتجدد مع كل شروق شمس. تتابع المشاهد ذاتها: دماء تسيل، وأشلاء تتناثر، وبيوت تتهدم على رؤوس أصحابها، وصرخات تتعالى من تحت الأنقاض، بينما يقف العالم متفرجًا، يكتفي بالإدانة الخجولة أو التبرير المفضوح.
#ليس الأمر مجرد معركة عسكرية، بل هو استنزاف منهجي ومخطط، حيث لا يكتفي الاحتلال بقتل الأحياء، بل يعيد قتل القتلى ويهدم ما تهدم سابقًا، وكأن المطلوب ألا يبقى حجر على حجر ولا قلب إلا وانكسر. في غزة، وفي جنين، وفي كل أرض فلسطينية، #بات واضحًا أن الاحتلال يسعى لنكء الجراح مرة تلو أخرى، كأنه يريد أن تبقى الأمة في دوامة الحزن والغضب، منشغلة بالبكاء على الضحايا بدل أن تُعدّ لمواجهة العدو.
#ما الواجب تجاه ذلك؟
الوعي والإدراك: لا بد أن نفهم أن هذه الأحداث ليست مجرد اعتداءات عابرة، بل هي جزء من مخطط طويل الأمد يهدف إلى تدمير روح المقاومة وتجفيف منابع الصمود. إدراك هذه الحقيقة يجعلنا نتحرك بوعي، لا كردة فعل عاطفية فقط.
#إحياء القضية وعدم الاستسلام للتطبيع الإعلامي: العدو يسعى لجعل المذابح أمرًا مألوفًا، وكأنها روتين يومي، فيفقد الناس حساسيتهم تجاهها.
#علينا أن نحافظ على زخم القضية، ونعمل على كشف حقيقة الاحتلال وجرائمه في كل المحافل.
#التخطيط والعمل الجاد: الغضب وحده لا يكفي، والمشاعر لا تحرر الأوطان. المطلوب هو بناء استراتيجيات على المدى الطويل، تشمل دعم المقاومة بكل أشكالها، سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا، والسعي لتشكيل وعي جماعي يجعل تحرير فلسطين هدفًا عمليًا لا مجرد شعار.
#المقاطعة الاقتصادية والثقافية: الاحتلال لا يعيش فقط على القنابل والدبابات، بل يتغذى على الاقتصاد والإعلام والدعم الغربي. مقاطعة منتجاته ومنتجات داعميه، والتوقف عن ترويج روايته في الإعلام، وإحباط محاولاته لغسل صورته، كلها خطوات عملية في طريق المواجهة.
#الدعم الإنساني: في ظل القتل والتشريد، من واجبنا تقديم يد العون للأهالي، سواء عبر التبرعات، أو كفالة الأيتام، أو نشر حملات التضامن معهم. هذا واجب شرعي وإنساني لا يسقط عن أحد.
الجهاد بجميع أشكاله: إن لم يكن في الميدان، ففي الكلمة والموقف والعمل. قال رسول الله ﷺ: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". فكل مسلم يستطيع أن يكون جزءًا من المعركة بما يملك: بالقلم، بالمال، بالدعاء، أو بأي وسيلة متاحة.
الخاتمة
#ما يجري اليوم في جنين، كما جرى في غزة، ليس إلا فصلًا آخر من مسلسل الظلم، لكن كل ظلم إلى زوال، وكل طغيان إلى أفول. #لم يسقط المحتلون عبر التاريخ إلا حين ظنوا أن حكمهم أبدي، ولم ينتصر المظلومون إلا حين أيقنوا أن الصبر وحده لا يكفي، بل لا بد من العمل المنظم والمواجهة المستمرة.
#إنها حرب إرادة قبل أن تكون حرب سلاح، ومن ظن أن العدو سينتصر لأنه يملك الطائرات والدبابات، فليتأمل التاريخ، ولينظر كيف سقطت إمبراطوريات ضخمة أمام إرادة الشعوب التي رفضت أن تركع.
#مهدي بن إبراهيم
https://t.me/abuislam1