EGO - غرور

كم مِن فِراقٍ مَر ثمَّ نَسيتُهُ
إلَّا فِراقُكَ شذَّ عن قانُونِي.

صوت الحياة غلب صوت الموت..

‏"سنأخذ منك ما يلزم خاوة وستجد أننا قادرون بإذن الله سبحانه وتعالى"

- الشهيد القائد يحيى السنوار

يَعزُّ علينا أننا لن نَراك مُجددًا، لن نسمع حواراتك مجددًا، قسمًا إنني لا أصدق حتى الآن انك تركتنا ورحلت، الى جنات الخُلد أيه القائد، لقد انتصر شعبك ومقاومتك بعون الله وحرروا أسراهم "خاوة".
رحم الله القائد المجاهد يحيى السنوار.

إن أتعَس ما أُفكر بِه، أنه لَن يجمعنا أي لقاءٍ مُجددًا، لن تجمعنا أيُّ صدفةٍ عابرة، أو أيُّ لقاءٍ أخير، لقد كان اللقاء الأخير أصعبُ من أن يُهضم سَريعًا، كم كُنت أتمنى أن لا يأتي ذلك اليوم الحتميّ.

‌‎ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزانِ

وحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَقْتُ على فراقٍ ثانِ

لو كنتُ أعلمُ أن الحُلمَ يجمعُنا
لأغمضتُ طول الدهرِ أجفاني

‏"ثم يراني - ربّ الكون- أنا! الذرة المنسية، ينظر إلي ويحبّني، وييسّر لي ويحرسني ويدبّر أمري، ويطّلع على مخاوفي وخفايا نفسي، سبحانه ما أرحمه، وما أحوجنا"

الحمدُ للهِ لأنّ أرزاقَنا في خزائنِه، ونَواصينا بيدِه، والتدبيرَ تدبيرُه، الحمدُ للهِ أنّ الأمرَ أمرُه لا أمرَ عبادِه، والرحمةَ رحمتُه لا رحمةَ مخلوقاتِه، والهِباتِ والعَطايا كلُّها منهُ لا مِن سِواه.

تِلك اللحظات، سعيدة كانت أم حزينة، طويلة كانت أم قصيرة، تِلك القصص والأفكار، تِلك الدُروب الّتي خضناها، نَسيتَها ولا زِلتُ أعيشُ على ذكراها.

ساعة واحدة او دقيقة او حتى كلمة واحدة في حوارٍ أو نقاش بلا أي معنى، تُحدِثُني فيه عن أزمة "شارع الأردن" صباحًا، أو عن تفاصيل يومك الّتي تعتقد أن لا احد يأبه بها بينما أنا أغرق في تفاصيلها، حدّثني عن أسباب شُح الأمطار هذا العام او عن توقعاتك للفائز "بِكأس السوبر الإسباني"، عن أسباب سقوط الطائرات المتكرر في هذه الفترة، حدّثني عن أي شيء تريده.

بالنهاية، هذِه الدقيقة او هذا الحوار انتهى الى الأبد ولن يدور سوى في عقلك، انت وحدك ستظلُ عالقًا به الى الأبد.

ألستَ وعدتني يا قلبُ أني
إذا ما تُبتُ عن ليلى تتوبُ؟

فها أنا تائبٌ عن حبِّ ليلى
فما لكَ كلَّما ذُكرت تذوبُ؟

۝ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ۝

تنظر الأن من السماء الى أرضك الحُرّة، تتأكد أن دماؤك لم تَذهب سُدى، سوريا حرّة من دون أبو جعفر، ولكنها حُرّة.

هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا

حسنا، انا كاذب.

حسنًا،
لم أعُد أذكُرك كما الأول، لم تعد تشغل تفكيري الدائم، لم أعد اكتبُ لَك في كل يوم.
ومع ذلك لا زلت في مقدمة "قائمة البحث" في كل مكان، لا زلت لا أستطيع العيش من دون رؤية اسمك على الأقل، في كل يوم أود أن اكتب لك، أود أن أبلغك كم انا مشتاق لك، كم أريد سماع تفاصيل حياتك اللتي كنت تعتقد أنني غير مهتم بها.
أتمنى أن تكون بخير .

أما الآن وقد مجدّنا البطل، لا أستطيع أن أنكر أن جزءًا بداخلي قد كُسر برحيله، كان ظهوره يعطي الأمل للمقاومة في وجه هذا العالم البائس الحقير، كان حقده على هذه البشرية يُزرَعُ بداخلنا جميعًا عندما نراه وتعابير وجهه كأنه يَسُب هذا العالم، تقبلك الله أيه الشهيد وجمعك برفاقك اللذين سبقوك، لمثلك تبكي البواكي يا أبا ابراهيم.

كانت الموتة المستحقة لِبطلٍ خارق، ولِد في هذا العالم الظالم القذِر ليقف في وجهِه بكل اللامبالاة الموجودة على هذه الأرض، لم يكتفي بالتوجيه والترتيب للعمليات كما يفعل القادة، بل كان بين جنوده يُثخن بعدوه حتى لحظاته الأخيرة، سلامٌ عليك أيه القائد، طِبتَ حيًا وميتًا، المجد ليحيى السنوار ورجاله، المجد للمقاومة .

في طفولتي مزق أحد الصبية في المدرسة كتابي؛ فذهبت أشكوه للمعلمة التي كانت أمه ... كنت أعرف أن تصرفي ساذج ، لكني توقعت أن تكون عادلة وأن يضعها هذا الموقف عند مستوى المسؤولية... ربما تقسو عليه أكثر كي تثبت عدالتها لكني كنت أحمق فعلا ؛ لأن المرأة اكتفت بأن قالت له :
"عيب يا مشمش "

وعدت لمقعدي لأتلقى سخريته .وفي النهاية عرفت أن العمل الوحيد الممكن هو أن أمزق كتابه كما مزق كتابي، وقد فعلت هذا وتلقيت عقابا لا بأس به ( 26 ضربة بطرف المسطرة الحاد ) ، لكني كنت مسرورا

_ أحمد خالد توفيق

" أنتَ حَبيس الذكريات و لكنَك لا تَعرف ذلك ، أو بِشكل أدق ، لا تُريد الإعتراف بذلك ،

بالرغم أن الإنسان يعيش كثير اللحظات الجميلة و تمُر عليه عديد الفترات الرائعة ، تقف لحظات مُحددة دُون أي تعديل عَليها ، محفوظة ضد تقدّم الزمن ، غير مرتبطة بمدى الروعة أو كَمية النجاح ، مُصانة بالمَسيرة ككُل ، من المحاولات المُتعددة و الإنتكاسات و الصعُود مرّة أخرى ،

مِن رَوائع الإنسان ، قُدرته على تحوِيل اللحظات لأسرار يعرفها الجَميع لكنها مليئة بتفاصيل غَير ظاهرة لأحد "

«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ»

لا بارك فينا ان نسينا.

لن ننسى ما حيينا.
السابع من اكتوبر المجيد.

‏كان الرسول ﷺ إن ضاقت دنياه يردّد:

‏"يا حيّ يا قيّوم برحمتك استغيث، أصلح لي
شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ ".

.
ثم يُقال : يا مُحمَّد : ارفعْ رأسكَ ، وسَلْ تُعطَ ، واشفعْ تُشَفّع ، فأرفع رأسي فأقول : أمّتي يا ربي ، أمّتي "صَلُّوا عليه ﷺ"

- هل تعرف لماذا لم يُغلق ورائك الباب ؟
لأن كل شيءٍ كان بيننا لطالما توسّطه الغياب ،كنت أراهُ في كل نظرةٍ أو عناقٍ قصير ، وانا الآن اعيشُ صخب أوّلِ " مرحباً "
في الكتاب الذي سيكون عنوانه " كيف لشخصٍ هزيل أن يرى الوداع في لقائه الأول "
اشرحُ فيه كيف يؤجل سقوط كل شيءٍ بمقابلٍ بخس .. وهو أن يعيش السعادة بنوعها المؤقت.
أبدو جباناً مرتبكاً في كل شيءٍ عشته يوماً ، لأن الشجاعة ليس لها دورٌ كبير إلا في أحضان شخص.
تخيل أن تقول الوداع في وجه الإنسان الذي تحب ؟ أيُ شجاعٍ ستكون حينها .
والآن ، لاوقت لدينا لتدمير الذات
عُد مسرعاً إلى البيت ، فالناس - الآن - لاتحب الناس، والبيت الذي لطالما جرّبتُ فيه كل شيء للمرة الاولى ، أصبح يرفض دخولي إليه دون ذكريات .

لو كان جرحاً ثقب قلبي ، وماكان خدشاً في يديك -8