يتحدث السيد محمد الصدر عن القوانين الوضعية بأن الغرب يريد منا أن نطيعها وإن خالفت القانون الإلهي المتمثل بالثقلين الكتاب والعترة، فهم يريدون منا أن نسير على قانونهم: (أن أتزوج على غراره، أن ألد على غراره، دائن ومديون وجاني ومجني عليه وكذا وكذا، هذا كله موجود).
وهذه الاطاعة العمياء لتلك القانون تمثل تحديًا لقانون السماء ويصدق عليها قول: (قال الله وأقول سوف يصير أنا أحترم شريعة الله واحترم الشريعة المخالفة لله سبحانه وتعالى أيًا كان مصدرها)، والأمر الذي يجعل شريعة الله مفعلة في حياة الناس هو الخوف من الله تعالى ومن مخالفة أوامره.
بينما الذي يفعل الأحكام الوضعية ويجبر الدول على إخضاع الناس لها هو الخوف من المنظمات الدولية وما تجريه من عقوبات على كل دولة لا تأخذ بقراراتها - ما عدا المدللة إسرائيل طبعًا - ويرى السيد محمد الصدر أن هذه المنظمات مجرد جيفة عند الله تعالى وكالديدان عنده تعالى.
إذ يقول: (مثلاً الأمم المتحدة شبخ كبير جدًا، مجلس الأمن شبح كبير جدًا، حزب الناتو شبح كبير جدًا، في حين أنه أمام الله ليست شيئًا إطلاقًا، إنما هي من قبيل - وإن كانت ليست لطيفة - بيضة جائفة فيها ديدان تتحرك ليس أكثر من ذلك أمام الله هكذا) [مواعظ ولقاءات ص ٢١٨].
هذه هي نظرة المؤمن لهذه المنظمات الدولية التي تأسست لخدمة الغرب وللسيطرة على الشرق والتحكم بمصيره وإرادته، ولا تكبر في عين المؤمن المعتقد بعظمة الله تعالى؛ لأن المؤمنين كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم) [نهج البلاغة ج ٢ ص ١٦١].