لكن ما يجعل السيد الصدر شخصية استثنائية بحق، ليس فقط عمق فكره أو ثوريته الفكرية، بل الأثر الحيّ الذي تركه في القادة الشهداء في حزب الله، الذين تتلمذوا على يديه وتأثروا بفكره، فكان من أعظم ملهميهم في درب المقاومة. هنا يمكن القول، أن الحركات التي تفتقر الى الملهمين تظل أسيرة اللحظة، تتحرك في دوائر مفرغة، عاجزة عن تجاوز حدود وجودها المادي الى امتدادها المعنوي والرمزي. فالتاريخ ليس مجرد تتابع للأحداث، بل هو صيرورة تصنعها العقول العظيمة التي تمنح الواقع معنى، وتحول الفكرة الى فعل، والتضحية الى قدر. في هذا السياق، لا يكون الملهم مجرد فرد، بل نقطة تحول، لحظة وعي متجسدة، تُعيد تعريف الممكن وتكسر حتميات العجز والخضوع.