طمأنَه

أيّ شيء تفعله لله لا يذهب سُدى

ولأن الله يعلَم مرارة صبرك ، سَيكون العوض مُدهِش

تسمع الكلمة تؤذيك فتحسّ بها حريقًا في قلبك ، تمّد يدك بالإحسان فتجد من ينسى لك هذا ، يشجيك النكران ممن لك حقّ عنده ، فتفكر في لحظة ما للصابرين والكاظمين الغيظ عند ربهم ، فتخفض الهمّ في قلبك و تأبى إلا أن تنهلّ دموعك .. يهونها يقينك أنّ الله سيرحم قلبك رحمة واسعة

﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

ما خاب من أودع لله شتات أمره

الله فوق كُل خوف ، وخلف كل أمل ، وداخل كلّ رجاء

لو قلّبت صفحات أيّامك مُتأمّلاً لوجدت أن أكثرها أُنسًا وسلامًا وحبورًا هي ما كنت فيها بالله أقرب ، وأن أيسر الهموم التي مرّت على قلبك هي التي اتخذت ربّك لها وكيلاً .. فوالله مهما جرّبت أشكال الملاجئ فلن يطعم هذا القلب حلاوة شيء مثل قربه من ربّه

﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾

يغلق بابًا بحكمته ، و يفتح ألف باب برحمته

حدّث الرحمن عن ضيقك تعد كأن لم يمسسك سوء

يجبرُك الله بقدر صبرك وتعلق قلبك برحمته وثقتك بمدده وإن انقطعَت بك كُل السبل ، يجبرُك بقدر ما انتظرت على بابه ، بتكرارك للدعاء ، ببكائِك بين يديه سرًّا وأنتَ القوي المتماسك أمامَ الناس حتى تُضاء عتمتك بضيائه .. يجبرُك برحمته

﴿ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُم رَحيمًا ﴾

كل الناس تدعي وتبي الإجابة ف أقرب وقت ليش؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول :{ خُلق الإنسان من عجل سأوريكم آيآتي فلا تستعجلون} ، كل إنسان عنده أماني أو هموم أو أمراض والكل يدعي الله بس الفائز منهو؟ الصابر مو اللي يستعجل بالدعوة ؛ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ، طالما أنت دعيت الله معناه بيستجيب لك بس وش لازمك هنا؟ لازمك ثقة بالله ويقين بالإجابة ، ع أي أساس؟ لأنه تعالى يقول : { ادعوني أستجب لكم } أنت موعود بالإجابة ليش تيأس؟ بس أهم شيء ما تستسلم لأن ربي يحب العبد المُلح بالدعاء يحب يسمع صوتك تدعوه وتلح عليه وهو قادر ترا يستجيب لك من أول مرة دعيت فيها لأنه مايعجزه شيء وهو على كل شيء قدير بس اعرف ان دعوتك ماتضيع وإنما يحصل لك واحد من هالثلاث: إما يستجيبها لك ربي بسرعة ، وإما أنه يدفع عنك بسببها ضرر كان راح يصيبك، وإما انه يدخرها لك يوم القيامة جبال من الحسنات . بس الاستعجال عمره ماجاب نتيجة ماغير يولد عندك اليأس والقنوط من رحمة الله وهو من موانع الإجابة لازم الواحد يلح ع الله بالدعاء ويصبر لأنه موعود بأجر عظيم وأهم شيء بالإجابة اليققققيييننن إذا ماعندك يقين كانك شاك بقدرة رب العالمين !! لازم تعرف انه قادر على كل شيء ولا بغاه قال له كن فيكون ومهما كانت الأسباب مستحيلة ترا هو ربها وخالقها وقادر عليها ماتعجزه !! لا تفكر بالمستحيلات اللي تعيق طريقك ولا تخلي الشيطان يدخل الشك ببالك ، املأ قلبك باليقين بالله وتوكل عليه وربي واللي خلقني وخلقك وخلق هالعالم أجمع ماراح يخذلك ، حاشاه يردك وأنت لاجىء له ، حاشاه مايستجيب لك وأنت داعيه وهو سبحانه يقول :{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} ، تدعي وتحس ظروفك تتعسر وتشتد أكثر ؟ لا يدخل لقلبك اليأس وتسمع للشيطان ! ترا هو وهو عصا ربي بس لما طلب ربي يمهله ليوم البعث ربي استجاب له وأمهله فما بالك أنت وأنت مسلم وموحد الله!! ممكن تعسرت لأن ربي بيختبر صبرك ومدى تحملك لأنه سبحانه إذا أحب عبد ابتلاه وأنت ماعليك إلا الصبر والثقة وبيوفيك أجرك وبيعطيك أكثر مما تبي صدقني ! يقول سبحانه :{ فإن مع العسر يسرًا ، إن مع العسر يسرًا} ، النبي سليمان عليه السلام يوم طلب من الله الملك وش قال؟ قال: { وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} ماطلب الملك وبس !! طلب ملك عظيم قال لا ينبغي لأحد من بعدي ! ليييش ماقال كيف ومايمدي ومدري ايش؟؟ لأنه عارف هو جالس يطلب من ! ماهو جالس يتعامل مع أي أحد جالس يخاطب ويطلب من هو على كل شيء قدير اللي خلقنا من قبل ولم نكن شيئًا!!
في الختام { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} اعرف إن ربي لما ألهمك الدعاء حتمت لك الإجابة بالصبر راح يعاونك ويساندك ويفرج لك ويصب عليك الخيرات صبًّا صبًّا بالشكل اللي ماكنت تتوقعه أبد .

كلما ضاقت نفسك ، استغفر لترتاح

‏الاستغفار بوابة المغفرة والرزق .. استغفروا كثيرًا لتسعدوا كثيرًا

‏العذاب أعلى درجات الفزع ، والاستغفار أعلى درجات الأمان ، ولهذا قال الله : ﴿ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ ﴾ ، فما استُدفعت شرورُ الدنيا ، ولا استُجلبت طمأنينة القلب بمثل الاستغفار

﴿ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ ﴾