رحمته تحوطك، ورأفته تدفع عنك، ولطفه يشملك..
قريب منك، أقرب إليك من أهلك وصحبك وحبل الوريد!
ما تركك يومًا، وما أفل لحظة، وما ودعك ولا قلى!
كم دفع عنك شرًا، وكتب لك خيرًا، وغفر لك ذنبًا، ووضع عنك إصرًا.. وأنت لا تدري!
كم ثبّتك في الفتن، وصبّرك في المحن.. وأنت لا تدري!
كم حلم عليك ولم يعاجلك بالعقوبة، وفتح لك أبوابًا للعودة مرة بعد مرة.. وأنت لا تدري!
كم اقتضت رحمته ألا يقدر عليك إلا ما يعلم أنك تطيقه.. وأنت لا تدري!
لكن، هذه ليست الجنة.. ليست دار المثوبة والنعيم.. هذا اختبار الدنيا.. هذه دار التكليف.. فينبغي أن يكون ابتلاء . والموعد الآخرة..
والجاهل المسكين يريد الأرض جنة، ويظن مع أدنى اختبار أن ربه سبحانه وتعالى قد تركه، ولو كُشف عنه غطاؤه لعلم أنه لولا اللطف الإلهي لخسر الدنيا والآخرة.
وأنت .. لا تدري!
الشيخ كريم حلمي