نعي شــ هيد الـعـلم/ شعـبان أحمد الدلـو
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وبأنفاسٍ تعتصرها مرارة الفقد، أكتب هذه الكلمات التي لم أتخيل أن أكتبها عن طالب مميز ونجيب وخلوق، شُرفت بتدريسه لفصلين متتاليين، وانضم للتحدي في فترة الحرب رغم الظروف الصعبة المحيطة به حيث كان يسعى للعلم بكل شغف وكنت أراه كل يوم مثالاً حياً للإصرار والتفوق، وها هو اليوم يرتقي شـ هيداً في قصف لمستشفى شـ هداء الأقصى.
لقد كان نموذجاً نادراً في الاجتهاد والأخلاق، وقدوة في تحقيق الطموح رغم الصعاب، قبل أيام نجا بأعجوبة من تحت الأنقاض، يحمل جراحاً في جسده وعزيمة لا تُقهر، وفي آخر لقاء بيننا تبادلنا الحديث عن مستقبله وطموحاته رغم المعاناة التي تعجز الكلمات عن وصفها.
لقد مضيت يا شعبان الى ربك مخلفاً فينا ألم الفقد ودرساً خالداً في معنى الحياة، سيظل مكانك في الفريق شاغراً، لكن حضورك في قلوبنا سيبقى حياً، و سيواصل زملاؤك المسير على دربك ماضين خلف الركب الذي كنت أحد فرسانه وستظل روحك حاضرة معنا في كل خطوة نخطوها على درب العلم.
نسأل الله العلي القدير أن يتقبلك في عليين، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته وجنات الخلد، حيث لا ظلم ولا عدوان وحسبنا الله ونعم الوكيل.