السيرة النبوية العطرة (( آخر محاولة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم ))
___
ذكرنا في الجزء السابق نموذجاََ عن الوفد المبارك ، واليوم نذكر نموذجاََ عن وفد الشر، وفد خيانة وخداع، وكان ممثلاََ برجل اسمه {{ عامر بن الطفيل }}
فكان عامر سيد قومه ، وقومه هم {{ بنو عامر }} وهو سيدهم
فاجتمعوا إليه
وقالوا :_ يا عامر ألا ترى العرب تدخل في دين محمد أفواجاََ في الليل والنهار ؟؟
فإنا نخشى [[ انظروا إلى التفكير والتدبير ]]
فإنا نخشى أن يظهر أمره على الجزيرة ، فلنأخذ من أمرنا من الآن
فنرى أن تفد إليه واختر من تشاء من الرجال
فاختار رجلاََ واحداََ ومعه خادم يخدمهما
اختار رجلاََ يقال له {{ أربد بن قيس }}
_
قال :_ يا أربد إني لا أخشى على نفسي رجلاََ في قومي غيرك [[ يعني كان بينهم منافسة من يكون زعيماََ في قومه ]]
وإني كنت والله آليت على نفسي [[ أي أقسمت على نفسي ألا أموت وأخرج من هذه الدنيا ]]
حتى تتبع العرب كلها عقبي [[ يعني أصير أنا ملكاََ عليهم و كلهم تحت عقبي أي قدمي ، أرأيتم منطق الشر ؟؟ ]]
حتى تتبع العرب كلها عقبي ، فاليوم أتبع أنا عقب هذا اليتيم من قريش
قم يا أربد معي ولنا في الطريق حديث وشأن
فقام معه أربد بن قيس وانطلقا ومعهما خادم يخدمهما
___
فقال لأربد في الطريق :_ إني سأفد على محمد ، وأنت معي فأكلمه وأشاغله وأصرف وجهه عنك
فإذا رأيت أنت الفرصة ، فَاعْلُهُ بالسيف(أي اقتله) ، فإذا قتل ، فلن يستطيع قومه أن يقاتلوا العرب، فيرضون بالدية فنعقلها لهم، وتعود العرب لما كانت عليه
____
وكانت خطته غدراََ من وجهين
١_ غدر بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو قادم إليه يريد أن يؤمن
٢_ غدر يتخلص فيه من رجل يخشاه في قومه
فإذا غدر {{ أربد}} بالنبي صلى الله عليه وسلم بالسيف، هل يسكت أحد من الصحابة؟؟
ففي ظنه أن أربد يقتل محمداً وأصحاب محمد يقتلون أربد .
فيرجع هو إلى قومه ويستريح من المسألة ويصبح ملكاً للعرب ، ومع ذلك وافقه أربد في ذلك
_
فلما قدما على النبي صلى الله عليه وسلم تقدم {{ عامر بن الطفيل }} الممثل بالشر
فأخذ يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويحييه بتحية الجاهلية ويدنو منه
وقال :_ يا محمد خالَّني
[[ وجاءت في بعض كتب السيرة من دون الشدة { خالني} وبعد التحقيق بين الكلمتين في القاموس المحيط للغة العربية الكلمة الأولى فيها الشدة {{ خالَّني }} أي اتخذني خليلاََ وصديقاََ مقرباََ إليك
{{ خالني } من غير الشدة أي أطلب منك الآن أن تخلو بي لأحدثك على انفراد ]]
فأي كان قصده
كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له
يقول الصحابة :_ فرجع النبي صلى الله عليه وسلم عنه إلى الوراء خطوتين
وقال :_ لا والله حتى تؤمن بالله وحده
فأخذ يناقش النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى صاحبه{{ أربد بن قيس }} وأربد يدور حول النبي صلى الله عليه وسلم
من خلفه ليضربه بالسيف، فجعل {{ عامر}} يخاصم
النبي صلى الله عليه وسلم ويجادله، ودار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه
فأخرج سيفه قدر شبر، ثم يبست يده فلم يستطع أن يسُلَّه، وجعل {{ عامر }} يومىء لأربد [[ أي يغمز له ]]
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى {{ أربد }} وما يصنع بسيفه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ اللهم اكفنيهما بما شئت
_
وقال له {{ عامر بن الطفيل}}
:_ يا محمد مالي إن أسلمت ؟
قال :_ لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم
قال عامر بن الطفيل:_ أتجعل لي الأمر من بعدك ؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا ليس ذلك إلي، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء
قال:_ إذن تملكني الوبر ولك المدر [[ يعني أكون أنا ملكاََ على البادية وأنت ملك على المدينة والناس المتحضرين ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ليس هذا لك ولا لقومك
قالوا :_ فصاح في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لأنه فقد صوابه الآن، وأربد صاحبه لم يصنع شيئاََ ]]
فصاح في وجه النبي
وقال :_ أما والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً ، وفتيانًا مرداً
[[ يعني الخيل التي ليس عليها شعر كثير أي ما زالت شابة ، والفتيان الذين ما زالوا في مقتبل العمر ]]
ولأربطن في كل نخلة في المدينة فرساً
فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :_ الله يحول بينك وبين ذلك
فولى وانصرف وهو يرغد ويزبد ويهدد، وتبعه صاحبه أربد
وأشار النبي لأصحابه بالهدوء فلم يصنع أحد منهم معه شيئاً
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم كفيه للسماء
وقال :_ اللهم اكفني عامر بن الطفيل بمرض وذلة
___
فلما كانا في الطريق أناخا ليلة في دار امرأة سلولية من بني سلول
[[ والسلوليون كانوا يعرفون عند العرب باللؤم والبخل وعدم إكرام الضيف ،ولكنها امرأة لا رجال لها فخشيت أن تؤذى، فأذنت لهم أن يقيموا عندها ]]