➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
يفضّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب علانيةً أسعار طاقة منخفضة، وطالب تحالف “أوبك+” الشهر الماضي بتخفيض تكلفة النفط، قائلاً: “قلّصوا تكلفة النفط”. وأعاد التأكيد في اليوم التالي بقوله: “عليكم خفض أسعار النفط”. مع ذلك، فإن ما وراء هذا الخطاب الصاخب يكشف أن أميركا لديها قواسم مشتركة مع السعودية وروسيا أكثر مما يوحي به “خطاب الطاقة الرخيصة”.
تُعدُّ الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر منتج للنفط في العالم، حالياً؛ إذ تضخ ما يقارب إنتاج السعودية وروسيا مجتمعتين. ويمكن أن تكون أسعار النفط المنخفضة جداً بنفس سوء الأسعار المرتفعة جداً بالنسبة للاقتصاد الأميركي.
الأمر لا يقتصر على ولاية تكساس وحدها، فمن كولورادو إلى نيو مكسيكو وألاسكا، يشكل النفط عنصراً بالغ الأهمية في نجاح الرأسمالية الأميركية. وكنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، ارتفع إسهام قطاع النفط إلى أعلى مستوى منذ 35 عاماً، وفق تقديرات البنك الدولي.
النفط يجمع المتنافسين
هل يمكن أن تعمل الولايات المتحدة مع السعودية وروسيا؟ نعم، سمِّها “صفقة النفط المربحة للجميع”: اتفاق يهدف إلى إبقاء أسعار الطاقة ضمن نطاق يخدم ثلاث دول كانت تاريخياً ذات مصالح متباينة.
قد يبدو ذلك ضرباً من الخيال الجيوسياسي أو العلمي، لكنه ليس كذلك. ففي عالم يبدو فيه البيت الأبيض أقرب إلى مواقف الكرملين أكثر من أي وقت مضى، فإن التفكير في غير المتوقع قد يكون مفيداً، بما في ذلك في قطاع النفط.
من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى ضرورة عمل الدول الثلاث معاً، وأشار إلى سابقة تاريخية، إذ قال للتلفزيون الحكومي في فبراير: “لا أزال أذكر المحادثة الهاتفية التي جمعتنا نحن الثلاثة؛ خادمكم المتواضع، والرئيس الأميركي ترمب، والعاهل السعودي”. ودعا بوتين إلى تجديد هذه المحادثات التي جرت في أبريل 2020، وأضاف “تحدث ثلاثتنا على الهاتف وناقشنا سوق الطاقة العالمية. ولا تزال مناقشة هذه القضايا بنفس الشكل مطلوبة حالياً”.
تحديات أمام التعاون
بالتأكيد، كان ترمب متحمساً قبل خمس سنوات، فخلال جائحة “كوفيد-19″، استضاف البيت الأبيض مؤتمرين عبر الهاتف على الأقل شارك فيهما الملك سلمان بن عبدالعزيز وترمب وبوتين. وهناك حالات سابقة أخرى؛ ففي 1986، تواصل البيت الأبيض مع السعودية للاعتراض على انخفاض أسعار النفط، حيث أغرقت المملكة سوق النفط بالإمدادات حينها، ما أدى إلى هبوط الأسعار إلى مستويات منخفضة للغاية لاستعادة الانضباط في “أوبك”.
مع ذلك، فإن الانتقال من المحادثات الطارئة إلى التعاون اليومي يستدعي التغلب على عقبات كبرى، أبرزها الأسعار. قد لا تستفيد الولايات المتحدة والسعودية وروسيا من أسعار النفط المنخفضة للغاية -على سبيل المثال عند 50 دولاراً أو أقل للبرميل- مثل التي شهدناها إبان ذروة الجائحة،. لكنني لا أعتقد أن الدول الثلاث تتفق على ما يُعتبر سعراً “معقولاً”.
يمكن لصناعة النفط الأميركية تحقيق أرباح جيدة عند سعر 70 ...