صدر حديثًا -بفضل الله تعالى وكرمه-:
من تراث الحارث المحاسبي
في معرض المدينة المنورة للكتاب (D8)
عن الكتاب
إن من يؤمن بيوم الحساب، وما فيه من ثواب وعقاب؛ يجيء سلوكه في الدنيا حركةً حيَّة معتدلة غير غافلة عن حصاد ليوم يؤمن به إيمانه بوجوده. والعكس صحيح؛ فالذين تنتهي حياتهم عند أزمان أعمارهم، ولا يؤمنون بما وراء هذا الزمان وهذا الحس، يهيمون على وجوههم سوائم ليس لها من حياتها إلا ما للحيوان والهوام.
وحين يصاب الناس -لسببٍ أو لاَخر- بفتور أو غفلة عن العمل لليوم الآخر، يهب العلماء والمفكرون والمذكرون ليعيدوهم إلى جادة الصواب، حتى لا يتسع الخرق ولا تضطرب حياة المسلمين؛ فيقترفون ما نهى الله عنه، أو يسيرون وراء ركب الشاكين والملحدين.
وإمامنا الحارث المحاسبي -رضي الله عنه- أولهم!
ورسالتي «التوهم، والبعث والنشور» التي نقدمها لك أيها القارئ المسلم؛ هي واحدة من الرسائل التي عرفها الفكر الإسلامي في باب التذكير بالآخرة، ومحاولة انتشال الناس من الإغراق في الملذات، وهي جيدة في بابها، يستفيد قارئها كثيرًا؛ حين ينجح الحارث المحاسبي في جذبه إلى المواقف الأخروية، وذلك أمر له أثره على فكر الناس ويقظة حاسة المحاسبة عندهم.