د. إبراهيم حمّامي 07/03/2025
الهجمة التي بدأت أمس كانت بتخطيط مسبق تم الإعداد له، ومُهّد لها إعلامياً وميدانياً
• هي محاولة مكتملة لتقويض السلطة الجديدة في سوريا عبرعمليات مسلحة كان من المفترض أن تشمل 3 مناطق أقليات، تشكل كماشة عسكرية على قوات الحكومة السورية *الساحل*: الفترة الماضية ازدادت الادعاءات بشكل كبير عن إضطهاد للعلويين، وعمليات قتي اسموها (القتل الناعم)، ودعوات على وسائل التواصل للتحرك ضد الحكومة في سوريا، وتحريض مباشر وصل حد تشكيل مجموعات مسلحة مرتبطة بعصابات بشار (درع الساحل – مقداد فتيحة).
بدأت العملية بكمائن مباشرة وقطع الطرق، راح ضحيتها العشرات من رجال الأمن والمدنيين، مع سيطرة لعصابات وفلول بشار/البعث على عدة مبان ومواقع
*شرق سوريا*: أي مناطق سيطرة "قسد" والتي كانت تستعد للدخول إلى مناطق الشمال السوري حال تحرك قوات الحكومة السورية نحو الساحل.
فشلت خطة التحرك بعد دخول *قوات تركية* معززة للشمال السوري بالاتفاق مع الحكومة السورية، لملأ الفراغ وقطع الطريق على "قسد" وميليشياتها
*السويداء*: مع زيادة الدعوات الانفصالية من قبل مجموعات درزية معزولة، والقيام ببعض الاجراءات الاستفزازية كرفع علم الاحتلال على دوار العنقود، وإنزال العلم السوري من على مبنى المحافظة، ورفع صور العميل للاحتلال موفق طريف، والتصريحات الاسرائيلية عن حماية الدروز.
فشل ايضاً المخطط بسبب مواقف حكيمة من قيادات وشخصيات في المنطقة، ورفض مشاريع التقسيم أو الوصاية الإسرائيلية
• كان للموقف الشعبي الدور الكبير في حسم المعركة إعلامياً، بل تفوق على ذلك بهبة جماهيرية من المتطوعين بمئات الآلاف للزحف نحو معاقل الفلول والعصابات، رافضين لأي تحرك يسلب السوريين حريتهم
• سرعة تحرك وزارة الداخلية ومن بعدها وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية منع انتشار العمليات الإرهابية لمناطق أخرى، وبقيت محصورة في أماكن محددة في الساحل السوري وجباله
• لم تحظ العصابات والفلول بأي دعم أو تأييد من اي جهة سورية، بل كانت المطالب بإنزال أقصى عقوبة ممكنة بكل من رفع السلاح أو حرّض، أو شارك بأي شكل في العمليات الإرهابية الني راح ضحيتها العشرات
• وجهت أصابع الاتهام بشكل مباشر *لإيران*، التي صرحت أكثر من مرة برفضها للحكومة الجديدة، وأعلنت قبل يومين – وكالة مهر الرسمية - عن تشكيل ما أسمته ب "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا".
إيران سخرت وسائل إعلامها بالأمس بشكل كامل ومطلق لدعم العمليات الارهابية التي وصفتها ب "المقاومة".
كذلك تحركت مجموعات مسلحة من الحدود اللبنانية - يعتقد أنها تابعة *لحزب الله* المسيطر في تلك المناطق - في محاولة لدعم فلول وعصابات بشار/البعث لكن تم قمعها وسحقها
• سواء كانت إيران متورطة وهو ما تشير إليه كل الدلائل، أو لم تكن متورطة كما يحاول البعض المجادلة، فعلى الحكومة السورية وقف كل أنواع التواصل والعلاقات مع إيران وبشكل فوري، فمواقف إيران المعلنة كافية لاتخاذ مثل هذا الموقف السيادي، مع تشديد إجراءات الدخول والعبور من الحدود الشرقية
• ولقطع الطريق تماماً على أي محاولات جديدة، من البديهي أن يتم بسط السلطة بشكل كامل على المحافظات التي ما زالت خارج السيطرة، والتي كانت جزء من المخطط المرسوم قبل إجهاضه
• لو نجح مخطط العبث لا قدر الله فإن المستفيد الوحيد من ذلك (تقسيم البلاد وتشظيها) هو الاحتلال الاسرائيلي الذي يعمل جاهداً على مخطط ممر داوود الممتد من الجولان حتى شمال شرق سوريا مروراً بدرعا، والسويداء، ومناطق سيطر الجيش الحر في التنف (تابع للأمريكان) وصولاً إلى مناطق سيطر "قسد"
• لن تتوقف محاولات العبث وزعزعة الأمن في سوريا، لكن ما حدث في الساعات الأربع والعشرين الماضية أظهر تلاحماً شعبياً مع السلطة الجديدة في سوريا، يشبه لحد كبير ما جرى في تركيا إبان محاول الإنقلاب عام 2016، وهو ما يشكل ضمانة حقيقية وسد منيع في وجه اي تحركات مشبوهة
الحمد لله الذي رد كيد الماكرين لنحورهم، ونسأل الله الأمن والأمان والرفعة لأشقائنا وأحبابنا في سوريا الحرة