أجلس "بورهيف" أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام، وأتفق معه على أن يتمَّ إعدامه بتصفية دمه بحجة دراسة التغيرات التي يمر بها الجسم.
أثناء تلك الحال عصّب "بورهيف" عيني الرجل، ثم ركّب خرطومين رفيعين على جسده بدأً من قلبه إنتهاءً عند مرفقيه، وضخَّ فيهما ماءً دافئاً بدرجة حرارة الجسم يقطر عند مرفقيه، ووضع دلوين أسفل يديه وعلى بُعد مناسب، حتى تسقط فيهما قطرات الماء من الخرطومين وتُصدر صوتاً يُشبه سقوط الدم المسال، وكأنَّه خرج من قلبه مارّاً بشرايينه في يديه ساقطاً منهما في الدلوين.
وبدأ تجربته متظاهراً بقطع شرايين يد المجرم ليصفِّي دمه وينفذ حكم الإعدام كما هو الاتفاق.
بعد عدة دقائق لاحظ الباحثون شحوباً وإصفراراً يعتري كلَّ جسم المحكوم بالإعدام، فقاموا ليتفحّصوه عن قرب، وعندما كشفوا وجهه فوجؤوا جميعاً بأنَّه قد مات.
مات بسبب خياله المتقن صوتاً وصورة دون أن يفقد قطرة دم واحدة. والأدهى والأغرب هو أنَّه مات في الوقت نفسه الذي يستغرقه الدم ليتساقط من الجسم ويسبِّب الموت، مما يعني أنَّ العقل يعطي أوامر لكل أعضاء الجسم بالتوقّف عن العمل، إستجابةً للخيال المتقن كما يستجيب للحقيقة تماما.