♦️رحلة سيدنا موسى مع العبد الصالح‼️
♦️ما الذي أراد لنا الله أن نتعلمه⁉️
♦️ما الرسالة التي علينا التوقف عندها⁉️
رافقني بهذه الجولة ⤵️
كان سيدنا موسى يشتهر بسرعة غضبه والغضب يطفئ الحكمة
تخيل أكثر آيات الحب والاصطفاء الإلهي قيلت بحق سيدنا موسى عليه السلام
[وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَیۡنِیۤ]
[وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِی]
[وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا یُوحَىٰۤ]
مع أنه كان بعين الله ورعايته مذ كان في مهده ، إلا أنه يبقى بشراً ، فتكفل الله تعالى بهدايته وتعليمه
ولعلّ أبلغ سبب ورد في ذكر رحلة سيدنا موسى مع العبد الصالح في سورة الكهف ، هو تعليمه الصبر والحكمة
بداية دعونا نعتبر أن العبد الصالح جندي من جنود الله يسير الأقدار
ثم انظر كم مرة ذكر الصبر في تلك الآيات
بدأ الحوار بينهما بطلب سيدنا موسى
﴿قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰۤ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدࣰا ٦٦
لقد طلب أن يعلمه الرشد ، فأجابه بأن الرشد يحتاج الصبر
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِیعَ مَعِیَ صَبۡرࣰا ٦٧﴾
وهنا آية عظيمة نمرها مرور الكرام
﴿وَكَیۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرࣰا ٦٨
وهي تشير لأن جهلنا بأحوال الدنيا وخبايا الأمور هو ما يجعلنا نتألم وأحياناً نعترض على القدر ، وهذا خطأ كبير نقع به
ظُلِمت في حياتك⁉️
تأذيت⁉️
أصابتك نوائب القدر⁉️
ارضى بما قسم لك الله ولا تتأفف ، وانتظر وراقب ، بعد حين [ طويل أو قصير ] ستصلك الرسالة وستعلم لماذا حدث معك ما حدث
كان لطف الله بك أكبر من أن يستوعبه عقلك المحدود أمام رب واسع عليم
والآن دعونا نتابع القصة ، سيدنا موسى اتخذ قراره أن يتعلم وتعهد بالصبر
[قَالَ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ صَابِرࣰا وَلَاۤ أَعۡصِی لَكَ أَمۡرࣰا ٦٩]
واشترط عليه العبد الصالح أن لايسأله عن شيء حتى يخبره هو بشأنه
ولكن سيدنا موسى بشر ولم يتحمل عقله ما رأى
لقد خرق صاحبة السفينة التي تكرم أهلها وأصعدوهم معهم ، فذكره العبد الصالح [ القدر] [ قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِیعَ مَعِیَ صَبۡرࣰا ٧٢⁉️
فتعذر موسى بالنسيان ، ثم قتل القدر غلاماً فثار سيدنا موسى واحتج على عمله البغيض ، فذكره القدر بذات الآية
قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِیعَ مَعِیَ صَبۡرࣰا ٧٥
هنا خجل سيدنا موسى من خرقه للشرط مرتين وقال احتملني في الثالثة فقط ، وإن لم ألتزم ففارقني ، ولكنه لم يلتزم بعد أن بنى القدر جداراً في المدينة التي رفض أهلها أن يضيفوهما لقد كان مستغرباً ، لماذا تبنيه لهم بالمجان وهم لم يطعمونا ، أما كان الأولى بك أن تأخذ أجرة عملك‼️
وهنا قال القدر ﴿قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَیۡنِی وَبَیۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِیلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرًا ٧٨
لماذا فارقه⁉️
لأنه لم يحتمل ولم يصبر‼️
وطبعاً هنا شرح له سبب كل عمل قام به وختم حديثه بالقول
وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِیۚ ذَ ٰلِكَ تَأۡوِیلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَیۡهِ صَبۡرࣰا﴾
لقد كان سيدنا موسى رسولاً ومحفوفاً بحفظ الاه ورعايته ، ومع ذلك أعياه احتمال وفهم ما تأتي به الأقدار‼️
فهل تستطيع أنت عزيزي القارئ أن تفهمها⁉️
الله يحب عباده ، حتى الكفار منهم لو دعوه لأجابهم ، لايأخذ منك إلا ليعطيك
ولا يبكيك اليوم إلا ليسعدك ويرفع عن كاهلك غداً
افهم قصة سيدنا موسى مع القدر ، لتعرف معنى القناعة والرضا بما كتبه لك الله
كل ما كتبه لك خير ، حتى لو كان ظاهره شراً بعينك
لقد قتل غلاماً بريئاً وحرم أبويه منه وهذا أعظم ابتلاء يفطر قلب الإنسان ، لا كرهاً ولا انتقاماً منهما ، إلا لعلمه أنه سيشقيهما بكبره فأبدلهما بخير منه
هل كانوا يعلمون الغيب⁉️
ولكن صلاحهما ورضاهما بقدر الله أعانهما على الصبر‼️
كل الحكاية تبدأ وتنتهي بالصبر
ولن تجد الصابرين في كتاب الله إلا فائزين ومفلحين ومبشرين [ وبشّر الصابرين ]
والأمثلة كثيرة اخترت لكم اقتباسات قليلة منها
وأعلم أننا بشر ضعفاء وتفوسنا قد تشط ، ولكنك حسيب على نفسك ، كلما نسيت فذكرها وصبرها
فالصبر بالتصبر ، أوله صعب لايحتمل ، ثم تعتاده النفس فترضخ لمشيئة الله وتسكن وتطمئن
﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥]
تخيل أن الله قدم الصبر على الصلاة‼️
لأنه أكبر مقوّم لهوى النفس ، وأعظم لاجم للنفس الأمارة بالسوء
إن أخطأت من نفسي وإن أصبت فمن فضل الله