حتَّى هذا البُكاء الّذي يَنتابك مِن هَول الصّدمة لن يشعرك بِه ..
ستشعُر بِه عندَما تجِد أمَاكِنهم الفَارغة مَاثلةً أمَامكَ دُون وجُودهم فِيها ..
عِندما تفتقِد حُضور وجوهَهم، وروائحهم، وحَديثهم ..
عِندما تتفقّد دِفء أيَاديهم فلا تَجده، وصَوت ضحكاتهم فَلا تسمعه ..
يُمكنك أن تشعر بِذلك ليلة العِيد، وأنتَ تَنتظر عَلى أمَل أن يَأتوا لِيجعَلوا عِيدك عِيدًا حَقيقيًّا، فَلا يَحدث
عِندما تْصبح أقصَى أحلامك عِناق صَغير تضمّهم بِه لعلّه يَروي ظَمأ فِراقهم، فَلا يَحدث
سيظلّ جِزء منّا مَبتور حتّى نَلقَاهم فِى جنّة نعِيم
فكُلّ أمرٍ فِي أوّله جَلل ثُم يَهون
إلّا المَوت وإن بَدا هيّّن لَا يَهون