قصص _ كتب ملخصة _ كتب صوتية 📚

🌟 هناء أجمل القنوات بتليجرام🔥🔥☄

♻️ قنوات منوعات اضغط هناء..☄

• تم صنع رابط هدية بقيمة 5000 نقطة

• الرابط :
https://t.me/AlKuwait7Bot?start=to07e159e0a147c5bf6f8833f5791b5080824937

• الرابط صالح لمده 30 ساعة

• يمكن ل 200 عضو الدخول الى الرابط

❤️مجلدالدعم السريع يستقبل جميع القنوات...
😵‍💫دعم اعظاءحقيقي ومتفاعلين
🌟قناتك فوق الف مشترك 1K
ارسل رابط قناتك الي هناء👇

https://t.me/ameerawd
🌟قناتك اقل من الف مشترك وفوق 200مشترك.. أرسل رابط قناتك هناء👇

https://t.me/aamaarrs

✅سارع بااضافة قناتك قبل اغلاق المجلد
♻️🔥رابط المجلد👇
https://t.me/addlist/ZOilsFGpWLFlMTA8

🚨{.أجْْعلُوَُهاصّدِقًةِ جْارَيَُه وَنَشِرَوَُهابّنَيَةِ الُشِفَاء..}🌷💖

🎤{تْلُاوَُه مٌطِوَلُُه رَائْعةِ جْدِاً..}🚨

❣️{لُاتْبٌّخلُوَبّنَشِرَُهالُيَسِتْفَيَدِغًيَرَكِ}

📌 طرق عديده  للعمل وربح المال من الانترنت  أكثر من 500$ في الشهر عن طريق الهاتف  ✅ 

✅ الشرح بالتفصيل عن الربح على موقعنا 🌄
♾ https://t.co/zOdZMXUBE9
♾ https://t.co/zOdZMXUBE9
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
❤️ الا بذكر الله تطمئن القلوب 🕌📿

😍 منوعاتTik tok بدون حقوق🦋

🌙القناه المناسبه لرمضان🖤

*_🔴🔈المركز الإخباري🔈🔴_*


*أخبـار عـربية وعالـمـية*_

_*الـخــبر العـاجـل*_


https://chat.whatsapp.com/GhrSpzaqAFy2XoUHSvCHwv

المركز الإخباري🔈🔴_*


@Ahbar_alaalam

ولما وصلت العنزة البيضاء إلى الجبل، أغتبط بها وأكبر حسن طلعتها، ذلك لأن أشجاره القديمة لم تر فيما مضى عنزة جميلة كهذه العنزة، وانحنت الأغصان المورقة نحوها لتحظى بلمس ثوبها الفتان، وتفتحت الأزهار وأرسلت في الهواء كل ما تحمل من عبير وعطر احتفالا بملكة الجبل الجديدة.

تأمل يا صديقي غرينفوار ما كان أشد سرور بلانكيت! لا حبل، ولا وتد. . . ولا شيء يعوقها عن القفز والجري، والرعي كما تشتهي. . . هنا وجدت العشب كثيراً ناميا! وفي هذا المكان أحست بطعمه!. أي عشب لذيذ، طري، مطرز الأطراف، كثير الأنواع. إنها لم تجد مثيلا له في الحظيرة الضيقة. والأزهار الجميلة على اختلاف أنواعها! أنها أخاذة ساحرة.

هنا أحست بالشبع، فأخذت تلهو وتمرح، تروح وتغدو، تثب في الهواء وتجري على الارض، تقفز من فوق السيول فتبلل صوفها بالماء، ثم تتمدد على صخرة في الشمس لتجففه، حتى أعادت للجبل سالف حياته، وبعثت فيه نشوة الفرح والحبور! وكان يخيل للناظر أن في الجبل عشر عنزات للمسيو سيغان لا عنزة واحدة.

وبينا هي على قمة الجبل ممسكة بين أسنانها زهرة جميلة أبصرت في الوادي منزل المسيو سيغان والحظيرة التي بقربه، فقهقهت ضاحكة وقالت:

- ما أصغر هذا المسكن! كيف صبرت على بقائي فيه؟ ورأت نفسها على قمة عالية فحسبت أنها أصبحت تملك الكون بأسره. . .

والخلاصة يا صديقي أن يومها كان سعيدا جداً.

ومما هو جدير بالذكر أن بلانكيت التقت في طريقها عند الظهر بقطيع من الوعل يقضم بأسنانه أشجار الكرم. فأحبت أن تشاركه في طعامه ففسحوا لها المجال بأدب. ويظهر أن هناك وعلاً وقع من قلب العنزة موقعاً حسنا، فاختفت وإياه في الغاب مدة ساعة أو ساعتين. فإذا أردت أن تقف على حقيقة ما جرى بينهما فاذهب وسل عيون الماء المتفجرة، المنسابة بين الأعشاب المخضوضرة.

وفجأة برد الطقس، وأخذ الليل يرخي سدوله على الجبل. فقالت العنزة:

- عجباً! كيف يمضي النهار بسرعة!

وكان السهل قد اختفى عن ناظريها في الظلام، ولم تعد ترى من منزل المسيو سيغان إلا سقفه الأحمر وقليلا من الدخان المتصاعد منه. ولما أخذت تصغي إلى صوت قطيع من الغنم عائد إلى حظيرته أحست في أعماق نفسها بوخز الضمير فتألمت. ومر إذ ذاك طائر ليبيت في وكره فكاد يلمسها بطرف جناحه. في هذه اللحظة سمعت في سفح الجبل صوتا يدعوها إليه (وكان ذلك صوت المسيو سيغان ينبعث من بوقه) فتذكرت الذئب وأخذت تفكر فيه بعد أن أنساها فرح النهار وجوده.

ثم سمعت صوت الذئب يتجاوب صداه في الأرجاء. فوطدت العزم على النجاة من مخالبه بإجابة المسيو سيغان. ولكنها تذكرت الحبل والوتد فشق عليها أن تعود إلى سالف حياتها وفضلت البقاء.

وفي هذه الأثناء انقطع صوت البوق. . .

وسمعت العنزة خلفها حفيف الأوراق، فالتفتت لتنظر فرأت أذنين صغيرتين ترتفعان وعينين تقذفان بالشرر. . فعرفت أنه الذئب. . .

ربض الذئب الكبير ينظر إلى العنزة نظرة نهم، ويتأملها دون أن يعجل إلى افتراسها. ولما همت بالمضي في سبيلها أخذ يضحك ويسخر، ثم مد لسانه الأحمر الغليظ.

هنا أحست بلانكيت بخطر الموت. . وتذكرت حكاية العنزة رينود التي قاومت الذئب طيلة الليل عبثاً، فألقت عصا الطاعة وصممت على أن تتلقى الذئب صاغرة ليأكلها سريعا.

ولكنها في اللحظة الأخيرة رجعت عن رأيها هذا، ووقفت للدفاع عن نفسها، فأحنت رأسها وأشهرت قرنيها، لا لتقتل الذئب وهي تعرف أن المعزى لا تقدر عليه بل لتجرب إذا كانت أقوى بأسا من صديقتها رينود. . .

آه! يا صديقي ما كان أشجع هذه العنزة الصغيرة! إنها أجبرت الذئب أكثر من عشر مرات إلى أن يستريح فترة من الزمن كانت في خلالها تقضم العشب بسرعة لتعود إلى القتال مملوءة الفم. . .

وظلت الحال على هذا المنوال، الصراع مستمر يقطعه تقهقر وقتي من الذئب، والعنزة تنظر إلى النجوم الرجراجة وهي تأمل دوام القتال حتى مطلع الفجر، إلى أن أخذت النجوم تهوي واحدة بعد الأخرى. . وامتد في الأفق شعاع باهت. . وأرسل الديك صيحته من إحدى المزارع المجاورة. فقالت العنزة المسكينة التي انتظرت الفجر لتستسلم للذئب:

- ها قد وصلت إلى بغيتي أخيرا!

ثم تمددت على الأرض وصوفها الأبيض مخضب بدمها. . . عند ذلك هجم الذئب عليها وأكلها.

وداعًا يا صديقي، إن القصة التي رويتها لك واقعية لا أثر فيها للخيال. ويمكنك إذا جئت إلى هذه الضاحية يومًا أن تطلب من أحد أهليها أن يقص عليك حكاية عنزة المسيو سيغان التي قضت الليل بطيلته في عراك مستمر مع الذئب. . . وفي الصباح تغلب عليها وافترسها.

أسامع أنت يا غرينفوار!. . . وفي الصباح تغلب عليها وافترسها.

~تمت~

قصة قصيرة من الأدب الفرنسي
بعنوان: عنزة المسيو سيغان
للأديب: ألفونس دوديه
.
.
إلى الشاعر الملهم بيبر غرينفوار - بباريس

ستظل طول حياتك على حالك التي عهدتها يا صديقي البائس!

كيف تعرض عليك وظيفة مخبر لإحدى كبريات الجرائد في باريس ثم ترفض! تأمل في حالك أيها المسكين! أنظر إلى ثوبك الممزق وإلى حذائك البالي، والى وجهك الضعيف الشاحب، أذلك ما أجداه عليك غرامك بالشعر. وهذا جزاء خدماتك الجلى (لأبولو) مدة عشر سنوات. . . ألا تخجل من نفسك بعد هذه النتيجة؟

إقبل هذه الوظيفة أيها الغبي! إعمل مخبراً! ستكسب الدنانير الجميلة فتستطيع بها أن تأكل في المطعم أكلا شهياً وأن تلبس في أول الشهر معطفاً جديداً. . .

ألا تريد أن تقبل؟ أترفضها إذن؟ تريد أن تبقى حراً إلى الأبد. . . أصغ إذاً إلى قصة عنزة المسيو سيغان لتعلم ما يجنيه المرء من الإخلاد إلى حياة الحرية!

لم يلاق المسيو سيغان حظاً في اقتنائه المعز. فقد خسر أعنزه كلها بطريقة واحدة: كانت تقطع حبلها في الصباح لتهرب إلى الجبل حيث يفترسها الذئب. فلا وداعة سيغان ورفقه، ولا اسم الذئب وبطشه، كانت تثنيها عن خطتها. فكانت، على ما يظهر، معزى مستقلة بنفسها، لا ترضى بغير الهواء الطلق مربطا ولا بغير الحرية مرتعاً.

ولكن سيغان لم يكن يفهم طبعها ولا يعرف شيئاً من خلقها ليخفف قليلا من حدته وذعره. فكان يقول:

- انتهى الأمر! إنني لن أقتني بعد اليوم عنزة واحدة لأنها تمل عشرتي.

ولكنه على رغم ذلك لم ييأس اليأس كله. فبعد أن خسر ست عنزات بالطريقة المعلومة اشترى السابعة. ولكنه في هذه المرة عنى باختيارها صغيرة ليأمن بقاءها عنده.

آه! يا صديقي غرينفوار ما كان أجمل عنزة سيغان هذه المرة! عينان ناعستان ولحية صغيرة كلحية الضابط، وحافر أسود لماع، وقرنان معقوفان، وصوف طويل أبيض يتدلى على جسمها! إنها أحلى وألطف من جدي اسميرالد الذي رأيناه يطوف به الشوارع بالأمس، أتذكره يا صديقي؟ إنها كانت هادئة، وديعة، سهلة الانقياد. . .

وكان سيغان يربط ماعزه في حظيرة محاطة بالعليق خلف منزله. فربط فيها العنزة الجديدة، وأطال لها الحبل لترعى ما جاورها من الأعشاب النضرة، وأخذ يطل عليها من وقت إلى آخر ليتعرف حالها. ولشد ما كان سروره عظيما عندما رآها سعيدة، منكبة على مرعاها الخصيب. تأكل منه ما لذ لها وطاب. فقال سيغان في نفسه:

- الحمد لله! لقد وفقت أخيرا إلى عنزة لا تمل عشرتي.

ولكن السيد سيغان كان مخطئأً، فإن العنزة أدركها السأم والملل!

نظرت عنزة صاحبنا إلى الجبل ذات يوم، فقالت في نفسها:

- لا شك أن الحياة هنيئة حلوة في هذا الجبل ما أسعدني عندما أمرح بين أعشابه من غير هذا الحبل اللعين الذي يحز رقبتي!. . . لا بأس إذا رعى الحمير أو البقر في مثل هذا المكان الضيق!. . . أما نحن معشر المعزى فلنا الخلاء الفسيح.

ومنذ ذلك الحين أصبحت لا ترى لعشب الحضيرة طعماً. وأخذ الملل يستولي عليها. فهزلت، وشح حليبها، وأصبحت لا تُرى طيلة النهار إلا ممددة على الأرض، شاخصة إلى الجبل وهي تثغى بصوتها المحزن.

ولاحظ المسيو سيغان أن العنزة أصابها شيء، ولكنه لم يعلم ما هو. . . . ففي ذات الصباح بينما كان يحلبها التفتت إليه وخاطبته بلهجتها القومية:

- أصغ إلي يا مسيو سيغان، إني أكاد أموت هنا، فدعني أذهب إلى الجبل.

فصاح مسيو سيغان فزعاً:

- آه! ربي!. .

وترك الوعاء من يده، ثم جلس إلى جنبها على العشب وقال:

- عجباً! وأنت أيضاً تريدين مفارقتي يا بلانكيت؟ فأجابته:

- نعم يا مسيو سيغان.

- أتنقصك الأعشاب هنا؟

- لا يا مسيو سيغان.

- ربما كان رباطك قصيراً، أتريدين أن أطيله لك؟

- لا، أرح نفسك من هذا العناء يا مسيو سيغان.

- إذاً ما بك، ماذا تريدين؟

- أريد أن أذهب إلى الجبل يا مسيو سيغان.

- ولكن، ألا تعلمين أيتها المسكينة أن الذئب هناك. . . وماذا تصنعين عندما يهاجمك؟. .

- أضربه بقرني يا مسيو سيغان.

- ولكن الذئب لا يبالي بهما. فقد أكل لي معزى كان قرناها أطول من قرنيك. إنك تعرفين رينود التي كانت عندي في العام الماضي؟ فقد كانت قوية نشيطة ظلت الليل على طوله في عراك مستمر مع الذئب. . . وفي الصباح تغلب عليها وأكلها.

- مسكينة! مسكينة!. . . . ولكن لا بأس، دعني أذهب إلى الجبل يا مسيو سيغان.

- سبحانك ربي!. . . هذه أيضاً واحدة ستكون للذئب طعاماً. . . لا، لا. . . سأمنعك رغما عنك! وسأقفل عليك باب الحظيرة حتى إذا قطعت الحبل لا تجدين لك مهربا.

حينئذ قاد المسيو سيغان عنزته إلى حجرة مظلمة في الحظيرة وأغلق دونها الباب. ولكنه نسي أن يغلق النافذة، فما كاد يخرج حتى وثبت العنزة إليها وفرت منها هاربة. . .

أظنك تقهقه يا صديقي غرينفوار وترى رأي الماعز. . . ولكن ستعلم بعد حين إذا كان ضحكك يدوم طويلا.

وصارت قواعد جاهزة،
بحيث يتم الانتقال الآني السلس التلقائي من شخصية إلى أخرى ومن وضع نفسي إلى آخر،
حسب المواقف.

يُصنف المحتال السيكوباتي طبياً على أنه أخطر من المختل عقلياً:
"" لأنه ليس لديه صوت للضمير، ولا يمتلك مخاوف أخلاقية،
على عكس المختل عقليا عادة ما يشعر بتأنيب الضمير، إذا قام بإيذاء أحد
ولا يضع نفسه في موقع شخص آخر لكي يفهم مشاعره وهي اهم خاصية فيه والعلامة الفارقة،
ومن الصعب التعرف عليه لان يمتاز بالذكاء العالي والبراعة
وفي الظاهر شديد الاهتمام بالاخرين لكنه في الواقع لا يهتم بأحد
ومشغول دائما بتلميع الواجهة الخارجية من ناحية المظهر، واستعراضي ذكي،
للتعويض عن خواء داخلي مروع""*

ومن الصعب عليه جدا المضي في علاقة او مشروع طويل الأمد،
لانه يفتقر للاحاسيس الطبيعية السوية الثابتة وسريع الملل،
لكنه يغلف كل ذلك بلغة إحتيالية منظمة ومخطط لها وهو بارع في التخطيط السري،
خاصة لاشباع نزوات وبلا اهتمامات عميقة رغم التظاهر،
لذلك يصدم في خطوة مفاجئة من يعرفه وقريب منه.

يعرّفه أطباء النفس بـــ" السيكوباتي المهذب" لأنه أخطر الأقنعة.
ترى العالمة فيليس جريس:
" إن المحتال ليس مجرد كذاب،
بل هو نمط خاص جداً
من الكذابين وبارع في التلفيق".

عادة ما يبني السيكوباتي علاقات جنسية مع غرباء مع انه يعيش مع شريك ينفر منه،
لكن بلا عواطف حقيقية مع الغريب بل مسرحية بحثا عن مكانة
ولتنشيط علاقته بالشريك الذي ينفر منه لكنه خبير في الاغواء والاغراء،
وفي كتابها" المختل أمام المنزل" تقول العالمة مارتا ستاوت:
" احتياجات هؤلاء تكون لتعظيم صورتهم وليست علاقة مشاركة فعلية ،
والمحتال لن يحترم مشاعر ضحيته حين يطلب منه تحمل مسؤولية خداعه،
لأنه بضمير معاق"
تشير دراسة حديثة لمجلة الشخصية Journal of Personality إن هذا الصنف المقنّع
لا يصلح للأدوار الطبيعية كزوج أوزوجة ولا أب أو أم ولا صديق،
ويفضل العلاقات العابرة وحول علاقته او علاقتها بالاطفال ودون ادراك سيتم نقل كامل
الصفات السيكوباتية رغم كل الحرص الظاهري،
وتؤكد الدراسة إن الشريك الآخر غالبا ما يكون هو الآخر شخصية سيكوباتية مستترة
مما يوضح استمرار العلاقة رغم كل المشاكل،
لأن كل طرف منهم ينظر للآخر لا على أساس إنسانيته بل حسب ما يقدمه
له من خدمات ومتع وهو الأهم والاتكالية رابط أساسي مشترك بينهما،
وكل طرف يعيش على خدمات الآخر،
وغالبا ما يضعون عنوانا خطأ لهذه الاتكالية والعجز لتبرير العجز والتقاعس،
ومن المساخر في أن يكون الحب هو عنوان الاتكالية الزائف للخداع الذاتي وتحمل الشقاء،
كما لو ان خيانة الشريك حالة طبيعية.

محاولة إشعار المحتال السيكوباتي بحقيقة وضعه،
تعني إشعال النار في دغل يابس لأنه حريص على القناع وعلى الواجهة،
وأي ثقب ولو بدبوس للأقنعة تعني إنهيار كل دفاعاته،
وسرعان ما يشن هجوما شرساً ويلقي اللوم على الاخرين لكنه على مستوى شعوري يفهم
ماذا يريد منه هؤلاء وكيف انهم على حق دون أي إعتراف بذلك،
لكنه غير مهتم بمعاناتهم منه وعاجز تماما عن التوقف وحياته دوامة مستمرة من الفشل والاحباط والكابة والدونية رغم الاستعراض والتبجح،
وهو غير مهتم بالمآسي الاجتماعية الكبيرة حوله ويتعامل معها ببرود مخيف ولامبالاة،
ومنقطع عن العالم ومتمركز حول ذات في حالة شغب كفأر محاصر ،
وعادة ما يطرح نفسه كضحية للحصول على تعاطف وإهتمام،
ويروي قصصا محزنة عن حياته تكذبها الوقائع،
وفي مجتمع يعاني من السيكوباتية الاجتماعية يضيع المحتال السيكوباتي لانه يعمل
حسب القواعد في الظاهر وحسب توقعات الاخرين منه ويحافظ على المظاهر بذكاء،
والعلاقة مع هذا الصنف تورث المرض والحسم معه هو الحل الوحيد لأن
العلاج شبه مستحيل والبنية الأصلية مصابة والمحتال يرفض الاقرار
بحالته وأي علاج يعني اعادة بناء الشخصية من جديد وهو أمر غير ممكن في دولنا
لانه يحتاج الى خبرات عالية وادوات فحص الدماغ متطورة والى وقت ونفقات،
لكن عادة يلجأ أطباء النفس لعلاجات مخففة،
بدل العلاج الجذري الذي قد يهدم الشخصية التي ترتكز كعمارة على عمود معوج،
ذات معوجة من الطفولة نتيجة بيئة غير مناسبة أو وراثة أو صدمة عنيفة واحتباس نفسي
طويل ومخرِّب.

تقول الروائية التشيلية إيزابيل الليندي:
" الأوغاد هم الجزء الألذ في الحكاية".

لكن هل جربت الليندي هذه الشريحة المنحرفة
من أوغادنا لكي يتاح لها الوقت للكتابة؟

حمزة الحسن

" المحتال السيكوباتي:
أمام مرآة الآخر"
ـــ بعد ملاحظات من خبير متخصص تمت اضافات هامة جديدة.

المعرفة في عالم اليوم ليست ترفاً ولا قضاء وقت،
بل قضية مصير وفي حالات قصة حياة أو موت وحقيقة واحدة قد تكون منقذة من تهلكة،
في مجتمع في أسوأ حالاته ودخل في مرحلة الأقنعة
والمشكلة في أن هؤلاء يعيشون بيننا دون إنتباه ومن سوء الحظ ان تلتقي
بهذه النماذج وهي كثيرة وما لم تكن محصنا بثقافة نفسية جدية،
سيكون عليك الدخول في نفق طويل مظلم لن تخرج منه سالماً.

علم الاحتيال هو علم شغل كبار علماء النفس
من ألفريد أدلر الى فرويد،
ومن بيير داكو الفرنسي الى العالم الايطالي لامبروزو
وقبل هؤلاء إكتشف سواق العراق القدماء هذه الحقيقة من خلال مثل يرددونه
في الكراجات يقول:
" السفالة علم"،
لأن تسويق فرية وكذبة يحتاج الى مهارة وطريقة عرض ونشر ودقة ودهاء.

لذلك وعلى طريقة كتب كيف تتعلم اللغة الانكليزية في اسبوع،
أو كيف تتعلم السباحة أو كتابة الحكاية أو الحياكة
أو ركوب الخيل كان يجب البحث في سيكولوجيا الإحتيال
وهي لا تنحصر في الاحتيال السياسي والمالي بل تشمل تشكيلة واسعة
من الممارسات في العلاقات العامة والخاصة وفي الثقافة وفي العواطف الخاصة،
ونحن لا ندخل في القضايا المسكوت عنها لأن خطاب السياسة التبسيطي
طغى على الخطاب المعرفي والعلمي والثقافي.

لدى المحتال رؤية مقلوبة مخيفة لكل شيء في الحياة،
لذلك تفسير أبسط الحقائق والحوادث يخضع لا شعورياً لنظام تصفية
من خلال ذات مشوهة ولا تعرف بأي رجل ترقص معه.

قضية النصب والاحتيال ليست مجرد عملية بلف ونصب بل هي علم،
يقوم على مبادئ وقواعد وأسس يعرفها النصابون وأشهرها:
وضع الضحية في جو الأمان،
دراسته بدقة، الانتقاء، الكذب،
التمثيل، خلق قضية سريعة للارباك،
تشويش الضحية باستمرار لكي لا تركز وتفكر،
وحركة مستمرة للعيون في كل الاتجاهات
لفحص الضحية،
والاكثار في الكلام عن المبادئ والاخلاق
والأمانة والشرف للتغطية،
وبتعبير خبير عربي وضع كتاباً:
" سيكولوجيا النصاب"،
يقول إن النصاب دائم الاستعمال لجمل
جاهزة مما يؤكد أنه مارسها في حوادث
سابقة وصفات كثيرة تحتاج الى بحوث.

هؤلاء فصيلة واسعة من المحتالين لا تتوقف على مهنة محددة،
ويمكن أن تتواجد بين قضاة ومحامين وأطباء ومثقفين وسياسيين ورجال دين،
وقساوسة وباعة متجولين وطلاب وموظفين،
وفي كلا الجنسين للحصول على مكاسب مختلفة،
وصورة المحتال المالي أو النشال تتضاءل أمام أنواع مختلفة
من الاحتيال .

وقد تكون أو يكون النصاب السيكوباتي شخصا فاتنا ويتقمص
أدوار الحب والعذاب والألم ليحصل على الاعتراف أو الوصول الى غاية،
وهو مفرغ من كل هذه المشاعر،
ويصنف في سجلات البوليس والاطباء على أنه شخص خطر قد يقوم
بأخس الأفعال من خلال أقنعة:

" عواطفه ضحلة، ولا يتورط شعورياً بصدق مع أحد،
فبرغم المشاعر التي يبرع في رسمها على وجهه من حُب ووُد واهتمام وتأثُّر وتفهُّم وكره لأعدائك، فإنه في حقيقة الأمر يعاني فراغاً انفعالياً شديداً،
قد يصل إلى حد أنه ليست لديه أي مشاعر أو أحاسيس من الأساس
وعادة يعاني من ميول انتحارية" مصدر،
خاصة عندما تنهار الأقنعة وتنكشف الأدوار.

هو كائن غرائزي بالدرجة الأولى وعلى المستوى النفسي السري
يعيش في شقاء وبؤس وفقدان الاحترام الذاتي
الذي يبحث عنه من خلال إختراع الأدوار،
واذا تصادف وجود شخصين من هذا النوع فستتحول الحياة العائلية
الى جحيم .
كلاهما يلعب بنفس لعبة وأوراق الآخر في التمثيل
والتنكر والخداع بمشقة منهكة مثل من يبيع الماء في حارة السقايين :
يقابله المثل الانكليزي: be like taking coals to newcastle.
كمن يبيع الفحم في نيوكاستل التي تشتهر بالفحم،
أو كما يقول المثل العراقي التاريخي:
" قيّم الركّاع من ديرة عفج"
فماذا ينفعه رقع الاحذية في ديرة أهلها حفاة؟

عادة لا يشعر النصّاب بالندم ولا بالخجل،
لأن الاحتيال مرتبط بصورة وثيقة بالسيكوباتية،
والسيكوباتي مريض لا يشعر بالندم لأنه مفرغ
من المشاعر السويّة عندما يرى ضحاياه يتعذبون،
بل العكس يعيش متعتين:
متعة الشعور بـــ "النصر" ومتعة رؤية الضحية
تتألم،
وهو مفرغ من الضمير لكنه يخاف من الافتضاح والعقاب،
لذلك يجيد ارتداء الأقنعة والتمترس خلفها.
في كل الأحوال هو شخص مريض ومختل وحسب الدكتورة هيلين دويتش
في كتابها" المحتال السيكوباتي" تقول:
" غالباً ما أجد هؤلاء بين أصدقائي ومعارفي.
النصاب يعيش بين أنا مضخّمة مثالية بطريقة
مرضية وبين أنا مُحقّرة تذكره بعدم واقعية
أناه المثالية المزورة،
ويحاول بيأس فرض أناه المزيفة بالقوة والانكار والتمثيل،
واذا فشل في ذلك يدخل في معركة شرسة
مع الآخر وهو يعرف جيداً هشاشته وعاهته".

أما العالم ليونيل فنكلشتين فيفرق
بين المتباهي الذي يحاول الابهار ولفت النظر لا أكثر،
وبين المحتال الذي يلجأ للخداع للكسب المادي والمعنوي،
وهو بارع في اختراع الادوار واللعب والكذب والتمثيل
بشكل فوري لأنه تدرب طويلاً عليها،