من جميل ما كُتب في التحذير من خطورة قياس بلاد الحرمين على غيرها من بلاد المسلمين
للشيخ عبدالمحسن العباد البدر-حفظه الله- ⬇️👇
التحذير من الاختلاط والسفور والتبرج⬇️
مقال للشيخ عبدالمحسن العباد البدر -حفظه الله-
بيّن فيه -رحمه الله- خطورة قياس بلاد الحرمين على غيرها من بلاد المسلمين، وأوضح ما امتازت به بلاد الحرمين عن غيرها من البلاد: ما يجعل المنكر فيها أعظم منه في غيرها من البلاد، والمعصية فيها أشنع، لما حباها الله وخصها من دون سائر البلاد بخصائص شرعية وواقعية.
جاء فيه:
(ولا يسوغ أن يُفَكَّر بالتحاق بلاد الحرمين في البلاد الأخرى التي انفلتت فيها النساء واختلطن بالرجال في الدراسة والعمل وغير ذلك، لأن هذه البلاد هي البقية الباقية الملتزمة بشريعة الإسلام، المُطبِّقة لأحكامها، والأصل أن يكون غيرها تابعًا لها في الخير لا أن تكون تابعة لغيرها في الشر، وفيها ما ليس في غيرها من البلاد الأخرى، ففيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين التي يتوجهون إليها في صلواتهم، وفيها يؤدون شعائر حجهم وعمرتهم، وفيها المسجدان المعظمان المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفيها ووري جسد خير البشر نبينا محمد ﷺ، وفيها الطواف بالبيت العتيق الذي لا يوجد طواف مشروع في الأرض سواه، وفيها السعي بين الصفا والمروة، وفيها المشاعر المقدسة عرفة مزدلفة ومنى، وفيها نزل جبريل بالوحي على رسول الله ﷺ، ومنها شعَّ نور الهدى وانطلق الهداة المصلحون إلى سائر البلاد لإخراج أهلها بإذن ربهم من الظلمات إلى النور، فلا يليق ببلاد هذا عظيمُ شأنها -وقد ظلت النساء فيها محافظة على الحشمة والحجاب والبعد عن مخالطة الرجال- أن تتحول من الحسن إلى السيء، فيقع فيها سفور النساء واختلاطهن بالرجال في المجالات المختلفة كالدراسة والعمل وغير ذلك.
وإنه لعار على أهل هذه البلاد حكومة وشعبا أن يؤول الانفلات الذي بدأ للنساء قريبا إلى أن تكون النساء في الحرمين وغيرهما من هذه البلاد مشابهة للنساء في البلاد الأخرى التي سبقت إلى الانفلات في خروج النساء من بيوتهن متبرجات، قد بدت منهن الرؤوس والسواعد والأعضاد والسيقان وبعض الأفخاذ…).
"أربع وخمسون كلمة في التحذير من التبرج والسفور واختلاط الجنسين في بلاد الحرمين" ص113
وقال في مقال آخر:
(وأعظم المصائب المصيبة: في الدين والأخلاق، ومن أعظم المصائب على هذه البلاد تحول النساء فيها من الاحتشام والاحتجاب إلى الانفلات والاختلاط بالرجال.
فما أعظم ذلك من مصيبة!
وما أعظم جناية من كان سببًا في بدء هذا الانفلات في بلادٍ نزل فيها الوحي، وَشَعَّ منها النور إلى أنحاء المعمورة، وفيها الحرمان الشريفان؛ مكة والمدينة، وفيها المسجدان المقدسان…) ص9