روايات تسابيح نوري (غرام)💜 @bandanovels Channel on Telegram

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

@bandanovels


الاصوات في داخلي لم تصمت إلا حين أمسك قلمي.

لذلك انا كاتبة

#تسابيح نوري(غرام)

رابط الرواية ع الوتباد

https://www.wattpad.com/story/338999559?utm_source=android&utm_medium=link&utm_co


قناة اليوميات

https://t.me/Tasabeehnuori

روايات تسابيح نوري (غرام)💜 (Arabic)

تعتبر قناة 'روايات تسابيح نوري (غرام)💜' على تطبيق تيليجرام واحدة من أفضل القنوات لعشاق القراءة وعشاق الروايات الرومانسية. القائمة وراء هذه القناة هي كاتبة موهوبة تستخدم قلمها لإثراء عقول القراء بقصص مشوقة وممتعة. 'تسابيح نوري (غرام)' هي رواية تجمع بين الحب والغموض والإثارة، حيث تأخذك في رحلة عاطفية لا تُنسى.

إذا كنت من محبي القراءة والبحث عن قصص مثيرة للاهتمام، فإن هذه القناة تعد الخيار المثالي لك. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاستمتاع بتجربة القراءة على تطبيق 'واتباد' من خلال تصفح رواية 'تسابيح نوري (غرام)' على الرابط المُوجود في الوصف.

قم بالانضمام إلى قناة 'روايات تسابيح نوري (غرام)💜' الآن لتكون من أوائل الذين يحصلون على أحدث الفصول والتحديثات لهذه الرواية الرائعة. لا تفوت فرصة الاستمتاع بأحدث الأحداث والمفاجآت التي تخبئها لك كاتبة هذه الرواية الرائعة.

وإذا كنت تبحث عن تجربة قراءة مختلفة ومميزة، يمكنك أيضًا الانضمام إلى قناة 'اليوميات' للكاتبة، حيث تشاركك يومياتها وأفكارها وأحدث الأخبار عن إصداراتها ومشاريعها القادمة. لا تضيع هذه الفرصة الرائعة للتواصل مع كاتبة الموهبة والتعرف أكثر على عالمها الإبداعي. انضم الآن إلى قناتها على تيليجرام لتكون على اطلاع دائم بكل جديد ومميز في عالم القراءة والكتابة!

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 19:22


الناس البتلعق بس وقت البارت يتأخر دي انا حافظاااكم نفر نفر احسن تعلقوا لي اسي تعليقات تشرح القلب لانه د هو الوقت المحتاجاكم فيه تعلقوا

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


أنفاسها كانت تخرج ثقيلةً متعبةً ومنهكةً تماماً مثلها ، كأن روحها تعبر عن تعبها النفسي بهذه الطريقة ، جسدها يئن ألماً ، معدتها تنقبض فتتكور على نفسها ، الدموع تبلل الوسادة تكتم بحروف من دموع معاناة إمرأة في النهار قوية وفي الليل هي أبعد ما يكون عن ذلك ، مدت يدها بصعوبة نحو سماعة لا سلكية كبيرة سوداء ، وضعتها رأسها تخرج هاتفها من داخل الوسادة .

لا طاقة لها لترسم أو تقرأ كاتباً ، كانت هناك في الظلام متكورةً على نفسها تشعر أن جسدها خائر القوى ، لا تقوى حتى على حمل اي شئ ، تشعر أن أناملها ترتجف حين بدأت بتشغيل هاتفها .

إنساب صوت قارئها المفضل يغزوا أذنيها .

تريد أن ترتاح .

أن تطمئن .

وتدعو اللّٰه ه في كل يوم أن يجعلها لا تفقد عقلها بعد كل ما عاشته وأن تكون متزنةً نفسياً .

في تلك الليلةِ القاسيةِ وفي جنح الظلام ، تتكور على نفسها كطفلةٍ ، تحتضن نفسها وقد جفت الدموع على خديها ، كانت إمرأة ما زالت تعاني ويلات ماضي ، مهما مرت عليه السنين وهو موجود يطل بنفسه من نافذة الحاضر، لا تدري حقاً ما الحكمة من كل هذا ؟

ولما اللّٰه ه يختبرها اختباراً بكل هذه القسوة؟

وماذا سيكون بعد كل هذا الظلام الذي في داخلها وفي خارجها؟

لا تعلم ولكنها تعلم شيئاً واحداً ، أنها تثق في حكمته .

أخيراً أعطت الحبوب المنظومة مفعولها و غفت تحتضن حزنها ككل ليلة.

*لستُ بِخير،
هُناك بَراكينٌ بِداخلِي،
وأَمواجٌ مِن التّفكير
تَتلاطم بِرأسي،أَنا مُرهقٌ
مِن كُلّ مَايحدُث،
لا أُريد أَن أُفكّر مُجدّدًا،
ولا أَن أَتحمّل مسؤوليات،
أَن أَستريح فقَط،
أُريد مَكانًا خَاليًا أَكونُ
فيهِ وحدِي،دونَ أحد،
دونَ عقلٍ يُفكّر أَيضًا!.*

*هِند ناصِر*

يتبع......

*سيربيوس في الأساطير اليونانية معناها كلب ذو ثلاثة رؤوس يحرس الجحيم يمنع الأرواح من الخروج*

في كل مرة أقول أن هذا الفصل كان تعديله متعب، يظهر فصل آخر يجعلني اسحب كلامي.

لأدرك أنني في كل مرة اتقدم فيها في الفصول تزداد صعوبة التعديل، هناك ثغرات كثيرة ومشاهد لم تعجلني صياغتها و مشاهد رأيتها غير منطقية، حوارات لا تتناسب من الشخصيات، والكثير والكثير من الأشياء، لذلك يتأخر التعديل رغم أنني أبذل قصار جهدي لأنتهي منه في أقرب وقت.

لا تنسوا التصويت على النجمة في أسفل الفصل على الواتباد، ولا تنسوا أن تعلقوا تعليق جميل ينسيني التعب.

بتعليقاتكم يستمر شغفي في الكتابة.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


قبضته كانت قويه جداً ، لقد انهارت بالكامل ، كل شئ فيها انهار ، الأمر كان كالكابوس بل الأسوء فالكوابيس يستيقظ المرء منها بينما الواقع الشبيه بها لا سبيل للهرب منه بالاستيقاظ ، أرادت أن توقفه ، أن تنقذ الرجل المسكين الذي يبعد عنهم مسافة قليلةً ، صرخاته كانت مكتومة بسبب الشريط اللاصق على فمه ، كان يتحرك بعشوائية في الأرض يحاول أن يحرر نفسه من السلاسل .

رغم أن الإنسان يشعر في لحظاته الأخيرة أنه سيودع هذه الحياة ، ولكن فطرته التي خلق بها تجعله يحاول جاهداً أن يتمسك بالحياة .

حالتها كانت أسواء من الرجل الذي أمامها ، فهو سيرتاح من كل هذا العذاب برصاصة ، بينما هي ستحمل ذنب موته إلى الأبد طوال حياتها.

أصبعها كان على الزناد ، تحاول تحريره ولكنه قال شيئًا يجعلها تتجمد في مكانها وتشعر كما لو أن الصقيع بدأ يتسرب من أطرافها حتى غزا جسدها كاملاً .

*أقتليه*

أشباح الموت تحوم في المكان لتحصد الأرواح .

*لا*

خرجت ضعيفة من مؤخرة حلقها بصوت واهن ممزوج بنبرة بكاء واضحة .

لكنه أكمل يقول مصراً على جعلها اليوم تبدو كوحش ، مصراً على جعلها تبدو كمجرمة تحمل سلاحاً لتقتل شخصاً بريئاً حين قال بنبرة جادة : سيموت في كلى الأحوال جسده ينزف بغزارة...لكنني سأستمر بتعذبيه لو لم تريحيه الآن... انتِ تقدمين له خدمة ثمينة يا زوجتي العزيزة.

شهقت تخرج نفساً حاراً ، أرادت أن تعترض ولكن شعرت أن الكلام لا يخرج معها ، وأن لا طاقة لها حتى للحديث ، حرفياً لولا جسده الصلب  الذي تتكئ عليه لكانت سقطت على الأرض من فرط الضغط الهائل .

شهقت تحاول أن تخرج من تلك الذكرى كما لو كانت تحت ماء مظلم لفترةٍ وأخيراً خرجت للسطح ، عينيها إمتلأت بدموع لم تملك هي فرصة لتستوعب أنها حتى كانت تبكي .

أحيانًا يكون شئ في داخلها ، يجعلها تشعر كما لو كان هناك فراغ عميق مظلم كثقب اسود داخلها يسحب كل شعور لجوفه ويفتته إلى ذرات ويُنهيه .

أمسكت برأسها تحركه يميناً ويساراً ترفض أن تسمع صوت الصرخات المكبوتة وصرخاتها المدوية في ذلك اليوم مع صوت الرصاصة حين خرجت من المسدس ،تشعر أنها منذ ذاك اليوم آثمة، قاتلة ، تذكر أنه أغمي عليها يرفض عقلها إستيعاب ما حصل ، لقد تسببت بقتل أحدهم ، رأت عينيه تنطفئ بعدما سُرق منها بريق الحياة ، تشعر أنها هي من سلبته حياته ، فقط لأن يدها كانت على نفس المسدس الذي خرجت منه الرصاصة اللتي تسببت بموته .

ظلت لأيام صامته كجثة ، ملامحها كانت شاحبة كأن الحياة تنوي أن تغادرها ، وقفت يوماً تقرر أن ترمي نفسها من فوق السطح ، بجسد هزيل وملامح متعبة وشعر مبعثر خلفها ك وشاح أسود ، ولكنه لم يجعلها تموت .

أمسكها بإحكام يضمها ، كانت تصرخ تحاول أن تتحرر منه ، شعرت أنها ترى وجه ذاك الرجل في كل مكان ، في كل زاوية ، يلومها على موته ، يشير لها بيد مليئة بالدماء ، دماءه هو ، رأت نفسها تغرق في بركة من الدم.

_ أنتِ ملكي... لا يمكنك أن تتخذي أي قرار دون موافقتي... إذا فكرتي في الإنتحار مرة أخرى تذكري أن أختك الصغيرة البريئة ستلحق بك فوراً.

منذ تلك اللحظة لم تفكر في الإنتحار مجدداً، طوال الوقت يهددها بعائلتها، مما جعلها تطيعه بصمت، تآكلت روحها، وعدها ذات مرة أن يجعل الفراغ يستقر في عينيها، ولقد نجح.

التراكمات التي في داخلها لم تكن حزناً فقط مما عاشته بل صدمات كثيرة داخلها ، صدمات نفسية عنيفة ، الندوب في داخلها كانت أقبح وأكثر وأعمق ، لا أحد يراها غيرها ، لا أحد يستشعر وجودها غيرها .

لذلك تشعر دوماً أنها فعلاً سيئة كما كان يكرر على مسامعها وتمتلك جانباً مظلماً .

*قاتلة*
كانت هذه الكلمة لها صدىً عنيفاً في روحها .

تشعر أنها مختلة عقلياً مثله و أحيانًا ترى نفسها في كوابيسها وقد تحولت له ، حين تمسك بمسدسها تتخيل أن هناك دماءً على يدها ، أنها تقتل ذلك الشخص ولكن هذه المرة ليس و ذاك الشيطان يقف خلفها بل كانت هي تقف بكامل أناقتها وبملامحها خاليةً وباردةً تثير قشعريرة رعب لكل من يراها .

ترى نفسها تصوب نحوه وتراه يتوسلها ، ترى نفسها تقتله مراراً ومراراً .

تشعر أحيانًا أنها لا تختلف شيئاً عن وليد وأنه ذرة داخلها سوداء لا ينقشع.

هدفها الوحيد من حملها المسدس ليس الحماية كما تدعي ، بل هي تريد أن تعرف ، هل حقاً ستقتل أحداً يوماً ما؟

هل حقاً هي سيئة؟

هل سيخرج جانبها المظلم للعلن يوماً ويؤذي أقرب الناس لها؟

تريد أن تعرف إذا هاجمها أحد، يوماً يسرقتها أو ما شابه هل ستطلق الناس عليه؟

تريد أن تعرف وترتاح .

وهي حقاً رغم ذلك خائفة ، خائفة أن يكون ما قاله عنها وليد يوماً صحيحاً ، أنها فعلاً تمتلك جانباً مظلماً بداخلها لم تكتشفه .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


السرير تمسك بإحدى رواياتها الرومانسية وتتجاهل الأخرى تماماً.

ولأن رنين لم تكن تجيد المواساة ولا أي شئ يتعلق بالتعبير عن المشاعر ، نطقت بكلمة واحدة فقط تختصر كل شئ ، قد تبدو باردة للبعض ولكن ليس لأختها .

_أيتها الغبية لا تخبريني أنك غاضبةً مني الآن ... وجهك حتى يبدو أكثر قبحاً.

هي فاشلة فشل زريع لدرجةٍ تجعلها لا تستطيع الإعتذار رغم أن كلمة آسف على طرف لسانها، رمت تالين الرواية على السرير بعنف وحرقت أختها الكبرى نظراتها: أخرجي من غرفتي حالاً.

وكأن رنين لم تسمع ما تقوله بل أخذت تتجول هنا وهناك تلمس الأكواب الزجاجية ثم أخذت واحد وقالت: هذا يعجبني... سأخذه.
نهضت تالين من السرير وهي تضرب الأرض بقدميها من شدة الغضب اختطفت الكوب بقوة ونظرت لأختها بنظرات نارية ثم قالت بحدة: لا تلمسي أشيائي يا معتوهة.

تالين كانت أقصر من رنين بجسد ممتلئ قليلاَ ولكنها ليست بدينة أيضاً،  حين تغضب تنتفخ خدودها بطريقة ظريفة، نظرت لها رنين ثم ضحكت بسخرية وهي تقول: من تنعتين بالمعتوهة أيتها الطفلة البكاءة.

_ طفح الكيل.
نبست تالين قبل أن تنقض على رنين من شعرها وهي الأخرى قامت بلكمها في معدتها رغم أنها تستطيع أن تلكمها بقوة أكبر لكن لم ترد أن تؤذي أختها ، ثم نبست رنين وهي تئن من أنساك أختها بشعرها: اتركي شعري أيتها الحقودة ذات الشعر القصير.

_شعري ليس قصير أنا قصصته أيتها المتخلفة لأعالج الأطراف المتقصفة.

لفتتها رنين بسرعة تلوي يدها و تحجزها مع الحائط ليلاصق وجه تالين مع الحائط تماماً وتبدأ في إطلاق الشتائم، ضربت بكفها على الحائط ثم تنهدت وقالت على المضض:حسناً حسناً استسلم فقط اتركيني هذا مؤلم... سحقاً لنادي الملاكمة السخيف الذي ترتادينه.

افلتتها رنين التي تعبث بشعرها، ثم قالت : اهدئي أيتها الثور... أنا أمر بالعديد من الضغوطات في العمل لا ينقصني ضغط جديد.

_اي ضغط أيتها الحمقاء؟
أنها مسابقة ستربحين من ورائها الكثير و تكسبين سياحة مجانية لباريس، حتى لو لم تفوزي سيكون بمثابة سياحة لإحدى أكثر المدن جمالاً... يالك من طاردة للنعم.
نبست تالين بحنق وهي تعيد الكوب لمكانه.

_ وأضيع شهر في باريس من الممكن أن أنجز فيه العديد من المشاريع؟
لا شكراً.
نبست رنين وسقطت ملامح تالين فوراً ثم ضحكت بعدم تصديق وهي تضع إحدى يديها على خصرها وقالت وهي ترفع اصبعها أمام وجه اختها: انت روبوت مصمم للعمل فقط كما قالت رهف..._أنت حقاً غير معقولة... أشعر كأن لا شئ في الحياة يهمك سوى العمل... تنغمسين فيه وتنسين نفسك وصحتك... دائماً ما تنهارين من التعب... تركلين أي فرصة لرؤية الحياة من زاوية ملونة... و

قاطعتها رنين  ترمي تعليقها :تلك الخائنة كيف تقف معك وأنا صديقتها؟
كتفت يديها بإنزعاج كأن من بين جميع الحديث هذا ما لفت انتباهها مما جعل تالين تكاد تقطع خصل من شعرها من كثرة الغيظ.

أستمر نقاش حديث سمعته رنين كثيراً حتى سئمت منه، ثم بطريقة ما إنتهى بهما الأمر يثرثران معاً وهما جالستين على السرير، وتالين كانت هي الطرف الذي يحكي ، لديها عادة تحريك يديها وتقليد الشخصيات حين تتحدث مما جعل رنين تضحك أثناء حديثها وتلقي بتعليقاتٍ ساخرة بالطبع.


الإخوة أحيانًا يكونون داعماً نفسياً كبيراً ، بأشياء بسيطة ، قد لا يعبرون بطريقة طبيعية ولكنهم ينتشلوننا بطريقة ما من أحزاننا.

*حين يمنحك اللّٰه أخاً هو يمنحك سند أيضاً لمدى الحياة*

تالين كانت دوماً تجيد التعبير عن مشاعرها أفضل منها ، تبكي حين من المفترض أن تبكي ، وتضحك لأنها ببساطة رأت أن ذلك مناسب حينها ، تتعاطف مع الجميع ، تمنح دعماً نفسياً لكل شخص يحتاج ذلك ، إنها مصنوعة من اللين و قلبها مصنوع من أجنحة الفراشات .

*أنثى على هيئة طمأنينة*

فكرت رنين أنها محظوظة بإمتلاك أخت مثلها أنها ستحميها دوماً ومهما كلف الأمر وتفعل أي شئٍ لإسعادها ، لذلك قالت تقطع حديثها: متى ستكون نتيجة القبول؟

اتسعت أعين تالين بعدم تصديق وصرخت بحماس ، ثم قالت: هل... هل يعني هذا أنك وافقتي؟
صفقت بحماس طفلة صغيرة صباح العيد.

_وهل تركتي لي أنت وتلك المعتوهة خياراً آخر ؟
نبست أثناء مغادرتها الغرفة، ما إن غادرت بثواني نظرت تالين للرف لتجد الكوب مفقود، أخذت دقائق تستوعب أن أختها اللصة أخذته، ثم هتفت بصوت عالي بغيظ: رنييييييين.

..........

لملمت رنين أوراقها لأنها شعرت بالنعاس ، وضعتهم على المكتب و أخذت دشاً ترخي به عضلات جسدها .

الندوب .

ندوب معركة لم يعرف بها أحد غيرها مازالت تحكي عن نفسها في جسدها ، تجيد إخفاء ندوبها وهي ترتدي ملابس تخفي مناطق الندوب في جسدها ، من الجيد أن معظمها في ظهرها .

تنهدت تمحي شعوراً حارقاً وجد مكانه في حلقها ، جففت نفسها سريعاً ورفعت شعرها لأعلى حتى لا يزعجها شعرها أثناء النوم ويتبعثر هنا وهناك .

الغرفة غارقة في الظلام تماماً كروحها .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


كم كان اليوم طويلاً ومتعباً نفسياً وجسدياً ، جسدها يطالبها بالراحة وعقلها يعمل كخلية نشطة يرفض أن يجعلها تنام، بعد خروجها من غرفة تالين عادت لهالتها الكئيبة كأن البقاء مع أختها بهالتها الملونة جعل اشباحها التعيسة تختفي وتتبخر، ثم عادت لتهاجمها بقوة فور غرقها في الفراغ مجدداً، ما إن تنتهي من أي شئ يشغلها تعود لنقطة الفراغ التي تسحبها حيث ماضيها الذي تعيش فيه، ماضيها الذي يأبى أن يتركها.

نظرت للسقف ، حاولت أن تبعد سيل الذكريات الذي يتدفق كفيلم يُعاد تشغيله من جديد ، ذاكرتها التصويرية تجعلها ترى الأمر واضحاً كما لو كانت تعيشه من جديد من زوايا أخرى ، كما لو كانت هناك وليست هناك ، هالةً مظلمةً إلتحفتها ، أمسكت برأسها كما لو كان الإمساك به سيوقف تدفق الذكريات .

شيئًا يخربش تحت الجلد يريد الصعود للسطح ، شيئًا يسمى الألم ، حزن دفين ثقيل على القلب والروح ، شعرت بالبرودة في أطرافها ، أشباح مظلمةٌ تحوم حولها .

تكبت كل شئ داخلها ، ألمها تعيشه وحدها في الظلام ، أنينها وهي تضع يدها على فمها تحبس شهقاتها .

لقد مرت خمس سنوات .

خمس سنوات ولم تنسى .

لأن ذاكرتها  تعيد بث كل شئ مجدداِ ومجدداً بشكل مؤلم رغم أن بعضها مفقود لا تدري كيف تواجه ذكرياتها المفقودة يوماً، هي تعلم أنها لن تتعالج تماماً مالم تستعيدهم، اخبرتها طبيبتها أن السبب تعرضها لصدمة نفسية قوية، هي واثقة أن ذكرياتها لو لم تكن أليمة لما نسيتها، لا تدري ما مدى بشاعتها ،  لان ما تتذكره فقط يجعل رأسها يثقل من الحزن،  لم تستطع مد يدها لعناق يخفف عنها كل هذا الألم  روحها كانت تمد أيدي مخفية لا أحد يراها، تتلمس طريقها نحو شئ يحتوي ألمها، الطريق طويل وموحش ومخيف ولا أحد يعلم أو يرى، اختارت أن تكتم كل هذا داخلها، لعنة الكتمان التي دفع جسدها ثمنه بقوة، ربنا لو باحت في ذلك الوقت لو حكت لرهف كل شئ، ربما لم تكن لتصل لهذه الحال المترية، لقد اخبرتها ولكن بعد فوات الأوان.

لم تستطع أن تبوح ولكن كل ما فيها كان يبوح ، عيناها كانت تبوح بالكثير ، إنطفأ ضياء الشمس فيها ولم يرى أحد ذلك ، كل من حولها لم يروا انهيارها لأنها كانت تجيد وضع قناع القوة بمهارة،  شئ في أعماقها لم تعترف به  أراد من أحد أن يرى ما خلف القناع  ، أن يقترب من ظلامها و يحتضنها ، لأن هناك طفلةً في أعماقها ما زالت تبكي تحت السلم تنتظر من أحد بعيون دامعةٍ أن يحتويها .

ببساطة كانت تريد أن تطمئن ، تبكي دموعاً لا ترى ، فتنسكب على شكل الوان تزين بها فرشاتها و ترسم رسماً سيريالياً تراجيدياً بإمتياز .

يعود الماضي قاتماً ، ترى صورة فراس بحلته ثم تتبدل الصورة ويظهر وجهه هو ، تسمع صوته ، يهمس لها بنبرة شيطانية : أنتِ لست شخصاً جيداً مثلما تظنين.

*في داخلك ظلام مثلي لم تعترفي بوجوده بعد *

*لكل منا جانب مظلم يستطيع اخفائه بمهارة، لا تنكري جانبك المظلم*

*كوني مطيعة دوماً لتنالي حب والديك ولكنهم لم يقدموا لك سوى النقد، يصيدون الخطأ منك، لا أحد يقبل بعيوبك، جميعهم يريدون جانبك الجيد، أنا سأتقبلك التشوهات في داخلك، سأحتضن ظلامك بكل سرور،الجميع لم يحبك على أي حل*

فلما تستمرين في دور الفتاة المثالية؟

هنا ذكرة مشوهة، ذكرى تجعلها تكره نفسها.


تذكر جيداً برادة المعدن بين أناملها ، وملمس كفيه الخشن وعروق يديه وبشرته السمراء وهو يقف بطوله خلفها وجسده العضلي يكاد يجعلها تختفي ، أصابعها في الزناد وأصابعه أيضاً ، كل هذا لم يجعل الدموع المالحة تنساب فيها ولا رجفة جسدها ولا الخوف ينبض بداخلها ، بل كان منظر الرجل الذي أمامها ، كان رجل مكبل بالسلاسل أمامها مباشرة ، تذكر ذلك كما لو كان يحدث لها الآن ، تشعر أنها تقف في تلك الذكرى كظل غير مرئي ، كما لو كنت تشاهد نفسك كحلم بالتصوير البطيء.

تذكر توسلاتها .

لكنه يظل يهمس كشيطان يوسوس من قاع الجحيم .

*يجب أن تجربي شعور أن تأخذي روحاً، تشعرين بقوة لا مثيل لها، تخبرك أن البشر كائنات ضعيفة مهما ادعت القوة، لا أحد برئ كلنا سيئون بدرجات متفاوتة*

*سأجعلك تسلكين طريقاً يريك نفسك الحقيقية التي طمسها المجتمع*

طلبت منه أن يصمت وظلت تحاول أن تتحرر منه رغم أن قدميها لم تعد تحملانها من فرط التوتر وإندفاع الادرينالين ، حتى حين سقط قطرات من دموعها على يديه لم يحن ولم يرأف بحالها ، كانت خائفةً أن يطلق الرصاص على المسكين الذي أمامها ، الذي رغم أن فمه عليه شريط لاصق يمنعه من الحديث إلى أن وجهه المضجر بالدماء من كثرة التعذيب و أعينه المحمرة كان يتوسلها أن تنقذه ، رغم أنه هي وهو كانت يعلمان أن السيربيوس هذا لن يسمح له أن يعيش .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


في مكان شبه خالي ، وجدت مجموعة من المستودعات الحديدية المطلية بطلاءٍ صار باهتاً وصدئاً بسبب الشمس ، ترجلت من السيارة وهي تضع نظارة شمس ، كان الجو حاراً والرياح تحضر هواءً ساخناً ، لا تعلم من أين تبدأ البحث حقاً، ريهام وعدتها بتضييق نطاق البحث ولكن نسبة لشُح استخدام كاميرات المراقبة الأمر صعب جداً، تنفست بعمق، الحجاب حول عنقها ملابسها الرسمية الثقيلة تجعلها تشعر بالحر أكثر، لكنها تحاول أن تركز نظرها حولها، تحاول أن تضيق نطاق البحث، سارت عبر الأرض الترابية، الحصى الصغيرة تجعل خطواتها تصدر صوتاً، نظرت إلى الأرض تحاول أن تجد أثر إيطار عجلات سيارة قرب أحدها، عينيها العسلية تبدو ذهبية حين انعكس  عليها أشعة الشمس، تضيق عسليتيها المليئة بالتصميم، أخفي خلفهما غضب وحرارة الشمس لا تساعد بشئ غير تأجيج نيران غضبها، لطالما كرهت الصيف، الأجواء المشمسة، تحب ليل الشتاء الطويل البارد المظلم، مثلها ومثل دواخلها المشوهة  و روحها المضطربة، إهتز هاتفها في جيب سترتها يعلم عن وصول رسالة، أخرجته فوجدتها من ريهام، ضيقت نطاق البحث في منطقة قريبة من المنطقة التي تقف فيها، سارت عبر الطريق بخطوات سريعة وجدت المزيد من الحاويات القديمة، و هياكل المباني ذات الطوابق الاسمنتية، يذكرها المكان حين تذهب لموقع بناء و ترى كيف تبدو مشاريعها على أرض الواقع، أخيراً لمحت شكل إطارات سيارة قرب أحدهم تسرعت نحوه بلون قد كان أصفر في مرحلة ما والآن أصبح باهت بسبب أشعة الشمس،عادت لسيارتها وفتحت صندوقها أخرجت قاطع حديد كانت قد اشترته قبل مجيئها إلى هنا، انزلق مسدس أسود من نوع Xr 56 لا أحد سيتوقع أن إمرأة مثلها تحمل سلاحاً مثله في سيارتها، لمعت ذكرى قديمة تعود لسنوات عدة للوراء.

*ماضي*

_لما تعطيني مسدساً؟
نبست بصوت مرتجف، أثق أني لو لم أكن أجلس على السرير لكانت قدماي قد انهارت مسبقاً، شعرت بشئ يزحف على جلدي، كان الخوف يلتف حولي، نظرت للراحة بركبتيه أمامي ، حدقت في ظلام عينيه التي صارت أماني، حبي الأول و زوجي.

إبتسم وليد إبتسامة مطمئنة وهو يمسك بيدي، احتوى كفه يدي التي بدت صغيرة مقارنة به، العروق التفت حول ذراعه، أشعر بالدفئ يغمرني بمجرد أن يحتوي يدي، شعرت بالأمان لكونه حولي يجعل التنفس أسهل واخف، نظر لعمق عيناي وقال: لدي الكثير من الأعداء.. أريدك أن تكوني آمنة حين أكون بعيدًا.

إبتلعت غصتي، لست غبية حتى لا أدرك أن زوجي يعمل في عمل غير قانوني، كونه تاجر سلاح يبدو أقرب استنتاج، لم أسأله يوماً ولم يكف هو عن التلميح، أخبرني أنه عاش حياةً صعبة، كافح بعد وفاة والديه
، علق مع أشخاص سيئين حتى ينقذ نفسه من التشرد ووعدني أنه سينظف عمله يوماً ما، صدقته، تمسكت به رغم سوءه، رغم أول صفعة تلقيتها منه بسبب غيرته المفرطة، ركع على ركبتيه، اعتذر وتوسل أن أعود إليه، أخبرني أنه يعاني مشاكلاً في الغضب، أن لديه نزاعات شادية، وهو يحاول أن يتغير من أجلي، أنا دعمته، وقفت معه وتمسكت به، تمسكت بحب السام بكل قوة كأنه مأساتي الوحيدة، لأنه الوحيد الذي أحبني بصدق، حصلت على الحب و الإهتمام الذي كنت اتعطش له من قبله.

فكيف أفلت يده؟

_لا أجيد استخدامه.
نبست بخيبة وأنا أنظر للسلاح الثقيل على يدي، إبتسم وجلس بجواري احتضنني من الجانب وقال بنبرة حانية : سأعلمك ولكن في الوقت الحالي عليك استخدامه لإخافتهم فقط، أثق أنهم سيفرون هاربين سواء قبل أن يعلموا أنك لا تستطيعي استخدامه.
ضحك في نهاية حديثه يجعلني اضحك معه.

*حاضر*

ارتجفت اناملها من الذكرى، لا تصدق كم كانت ساذجة وحمقاء، نفضت ظلال الذكريات بسرعة قبل أن تنغمس في فجوة مظلمة من التفكير الذي يجعلها تشعر بمشاعر لتكره نفسها أكثر و أكثر، إنها تحتفظ به لأن نفس المسدس الذي أعطاها إياه لتحمي نفسها هي ستحمي نفسها منه، تفضل أن تصبح قاتلةً على أن تسمح له بالدخول لحياتها مرة أخرى.

إنفتح القفل، بعد عدة محاولات، انزلقت حبيبات العرق على جبينها، أصدر الباب صوت صرير مزعج، سعلت من رائحة التربة التي اخترقت انفها، وجدت الكثير من الأشياء المركونة ، غطاها الغبار ، كان المكان خانق ، رائحة الأتربة ممزوجةً برائحة الحديد الصدأ ، ثم وجدت لوحتها تقبع على اليسار، إبتسمت إنتصاراً ، توجهت إليها تتفحصها بعينيها  كأم رأت إبنها الوحيد بعد غياب .


فكرت في فراس ، شعور السخط تصاعد إلى السطح من جديد ، مجرد التفكير به يجعلها غاضبةً بشكل لا يصدق ، لا تدري كيف تجرأ وتحداها بهذا الشكل .

بدأ واثقاِ جداِ .

معه حق هي لا تلومه فهو لا يعرفها بعد ، والآن سيصدم بالتأكيد حين يعلم أن الشئ الذي كان يهددها به في حوزتها .

يريد لوحة؟

سيحصل عليها ولكنها ستجعلها لوحةً تغزوا كوابيسه وتجعل هالتها المظلمة المرعبة فرشاتها لتضمن أنها ستصله ، وتسبب له قشعريرةً باردة وتخبره مع من يلعب ، سيتذكر هذه اللوحة للأبد .

إبتسمت بتشفي وهي تتخيل وجهه حين يرى اللوحة .

........

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


فلتنتظري فقط دمار شركتك على يدي"

وكأنه ينقصني المزيد من ألم الرأس، وجدت رسالة في بريد الشركة من عمر ياسين، ذاك السخيف الآخر ، يبدو أنه وفراس مصممون على جعلي أدخل مستوى جديد من كرهي لبني جنسهم.

فكرت رنين مع نفسها داخلياً

تنفست بعمق تحاول أن تجمع الخيوط حتى لا تتشابك ، تحاول أن تفكر بمنطق بعيداً ،

كنت قد عدت إلى الكافيه وفتحت حاسوبي للرد على بريد العمل و أرى لو كان هناك زبائن واتواصل مع آخرين فوجدت رسالة عمر ياسين في وجهي تستفز مشاعر الغضب الكامل في داخلي كما لو تحفظه للخروج بعد أن طمرته في أعمق نقطة وجعلته يتراجع، كانت ريهام قد وجدت مزيد من الأشياء القذرة التي تدينه، يبدو أنه متورط في عمل غير قانوني و شركته ما هي إلا غطاء حيث أنه يعمل في تبيض الأموال.

تعلم أن الفساد متجذر في كل بلدان العالم، وإن نسبته تتفاوت من بلد لآخر حسب قوة قانونها، ما يؤسفنا أنه يحتوي بلدها على معدل الفساد العالي هذا الذي يجعله رغم أنه يمتلك مقومات الدول العظمى إلى أنه في القاع، بسبب أشخاص مثل عمر ياسين اغراهم الجشع والطمع لا يرون سوى المال أمامهم ويسعون له بمختلف الطرق وأقذرها، بدأت أفكر كيف اكشف أعماله على السطح هو ليس أحمق و بالتأكيد يؤمن نفسه جيداً، لذلك قد يقلب الطاولة ضدي و أخرج من المعركة بخسارةٍ فادحةٍ، لذلك يجب أن أكون حذرة

لم يمضي وقت طويل حتى وجدت  رسالة أنها كادت تحدد موقع فراس ، يبدو أنها نجحت في اختراق هاتفه بطريقةٍ ذكية، أنها حقاً رائعة، تكاد في معظم الأوقات تمدحها ولكنها تحتفظ بالأمر لنفسها لأنها لا تجيد التعامل مع الموقف العاطفي اللطيف الذي ستجد نفسها فيه حين ترد لها ريهام بكلماتِ مديحٍ هي الأخرى، إسترخت على الكرسي وقد وصل طلبها المكون من ميلك شيك بنكهة الفراولة و قطعة من كعك المخمل الأحمر، إبتسمت إبتسامة لا تصل لعينيها، ماكرة و مليئة بنشوة الإنتصار الوشيك.

الآن ستلقن الأوقاد درساً .

رأت رنين ملفات الأعمال المتعلقة بعمر ، وأخذت تدرسهم واحداً واحداً ، تحفظ تفاصيلهم وتخزنها في ذاكرتها الفريدة.

لديه صفقات مهمة مع ثلاث مؤسسات .

وأهم صفقة كانت مشروع برج ، في إحدى شوارع العاصمة الرئيسية ، أخذ عليه عربون ووقع عقد.

وهناك ملف أيضاً أنه ينتظر شحنة أثاثات من تركيا لمعرضه في شارع الستين .

لمعت فكرة شيطانية في علقها الآن .

أراد أن يدمرها إذاً ؟

ستريه من سيدمر الآخر الآن .

وأخيراً أرسلت ريهام الرسالة المنتظرة ، الموقع المطلوب.

كان فراس بالأمس في مكان في شارع مدني الخرطوم ...قريباً من كبر سوبا شرق تحديداً ، ولكن ، هناك مصانع ومستودعات ، أراضي خالية لأنها تعتبر ضمن مخططات سكنية لم يتم إنشائها بعد ، توجد مستودعات هناك ، لكنها تابعة للمصانع الموجودة هناك ، ونظراً لوجوده في هذا المكان المريب في هذا الوقت المتأخر فهذا بالتأكيد يعني أن لوحتها العزيزة في أحد تلك المستودعات .

نهضت فوراً .

كانت فكرة سيئة لأن عظامها أصدرت صوت طقطقة ، ما زال جسدها منهكاً ، تجاوز الوقت الواحدة ظهراً ، أخذ منها مراجعة كل هذه الملفات وقتاً طويلاً.

جسدها يطالبها بالراحة والذهاب فوراً إلى السرير ، ولكنها إرتدت سترتها وعدلت حجابها .

لا وقت للراحة الآن .

نهضت ونادت على رهف التي كانت تتحدث مع مجموعة من الفتيات عن مجموعة خلطات تخص البشرة .

_سأذهب الآن ، طرأ شيئًا مهماً في العمل.
هل أوصلك في طريقي أم تتصلين بالسائق؟
نبست رنين لرهف التي عبست تنظر لها  تعلم أن العمل المهم هذا يتعلق بفراس ومحاولة إزعاجه كما أزعجها.

_ألن تتراجعي حقاً أيتها الحمقاء العنيدة؟
قالت رهف وهي ترمق رنين بنظرة غير راضية.

قاطعتها رنين وهي تحمل حقيبة حاسوبها بنبرة لا تحتمل النقاش : حسناً إذاً أراك لاحقاً.

وخرجت .

هكذا ببساطة تاركةً رهف خلفها تصفع جبينها بيأس ، فقد كانت رهف من النوع المسالم الذي يتجنب النقاشات العنيفة و المشاكل ، تحب العيش في هدوء بعيداً  عن كل ما من شأنه أن يسبب لها قلقاً أو توتراً، عكس رنين تماماً التي تحب أن تضغط نفسها بالعمل مما يجعلها متوترة طوال الوقت.

.........

عبر طريق مدني الخرطوم كانت رنين تقود سيارتها بحذر ، لأن هذا الطريق ضيقاً ومزدحماً ومليئاً بالحفر والمطبات في آن واحد .

كان هناك مجمعات سكنية على هذا الطريق بعيداً عن ضوضاء المدينة ، دلفت لمنطقة التفتيش ثم منطقة المصانع ، تتبعت الموقع عبر شاشة السيارة متبعة توجيهات المتحدث الآلي .

لم تنعطف على طريق جسر سوبا شرق ، بل انعطفت عكسه تماماً عبر الطريق الأسفلتي ، إلى أن وجدت طريق إسفلتي آخر ، كان هناك منازل ولكنها بعيدة عن بعضها البعض ، منها هياكل بعمارات وأخرى مأهولة السكان ولكنها قليلة وبعيدة ومتطرفة ، كان ذاك الطريق الأسفلتي شبه خالي .

وبما أنها جاهلة لمنطقة جنوب العاصمة هذه كانت الاستعانة بتطبيق الخرائط الشهير فكرةً جيدةً ، الجو كان ساخناً فشغلت التكييف .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:26


الشمس كانت على وشك أن تغرب حين تم ترتيب اللوحة في المعرض كما كانت، لم تصب حتى بخدش واحد .

وضعت كاميرات أكثر بتقنيات أحدث ، وجعلت ريهام تضع عليها برنامج حماية قوي يحميها من أي اختراق ، كما أنها ربطتها بهاتفها ، وإذا ما حاول أحدهم اختراقها سيرسل إنذار إلى هاتفها فوراً ونفس الشئ إذا حطمها .

وضعت رنين قفل جديد على المستودع ، لم ترد لفراس أن يعلم ، ستجعله يعلم بالطبع لكن على طريقتها .

لم تجرؤ نادين على سؤال رنين اللتي كانت ملامح وجهها جامدةً ويبدو أنها تفكر في شئ ، المهم عندها أن الوحة عادت وسيرسلونها للمشتري غداً بدون أي مشاكل.

.......

ما أن دلفت رنين إلى المنزل حتى قابلتها تالين بإبتسامة مريبةٍ .

لم يكن لها الوقت لتفهم ما تخفيه أختها الآن فقد كانت منهكةً حقاً .

في المساء وسط كومة من الأوراق قامت بالتحديد عليها باللون الأحمر .

طرقات على الباب جعلها تزفر بإنزعاجٍ لا تحب حين يدلف أحد إلى غرفتها وهي تعمل ، كانت تالين تحمل كوب عصير برتقال مثلج .

لملمت رنين الأوراق وخلعت نظراتها تنظر لتالين تنتظر أن تخبرها بما تريد .

توترت تالين من نظراتها ثم قالت : يبدو أنك مشغولة... اعددت بعض العصير ففكرت أن أعد لك معي.

إرتشفت رنين من العصير بدون أن تبعد نظراتها عن الأخرى ، ثم همهمت بإستحسان وقالت : ماذا تريدين؟.

تباً كيف تكشفها أختها بسهولةٍ؟

حاولت تالين أن تجعل صوتها يخرج ثابتاً تحاول أن تجد الكلمات المناسبة لتبدأ الحديث ثم قالت : أنت موهوبة في الرسم لديك حس فني عالي، لذلك موهبتك يجب أن يراها العالم ولا تحبس فقط في معرض في دولة لا تقدر الفن.

شعرت رنين بالشعور لطيف يمر عبر معدتها، فكرت أن أحداً قريباً منها يقدر فنها جعلها تشعر أنها مميزةً رغم أنها تنظر للرسم هوايةً فقط ولا تهتم بجعل الأمر يتطور أكثر، نظرت لأختها و قالت بضجر :بلا مقدمات يا تالين .

سقطت ملامح تالين فوراً ، تنهدت بيأس من طبع أختها الجاف ثم قالت : رهف كانت هنا.

عقدت رنين حاجبيها بإستغراب .

لما قد تأتي رهف وهي أخبرتها أنها ربما تتأخر في العودة؟

لما لم تتصل بها إذا لتعلم إن كانت في المنزل أم لا؟

إلا إذا.....

قالت رنين فوراً حين توصلت للجواب : ما الذي  خططتم له من خلف ظهري؟

أحيانًا تتمنى لو كانت أختها أقل ذكاءً ، أنها تحلل الأمور بسرعة و تكشف الأمور ببساطة .

الآن لم تتمكن تالين من التمهيد للأمر أكثر ، لأن رنين كشفت الأمر ولم تحتج المقدمات ، تنهدت تالين ثم قالت :  يتعلق الأمر بمعرض باريس للرسم.

زفرت رنين بنفس حاد و قبضت جبينها بغضب رنين  ثم قالت ببرود : لا .

رمشت تالين تستوعب أن أختها رفضت الأمر قبل أن تكمل حتى كلامها .

قالت تالين بإنزعاج وهي تحرك يديها في الهواء بعدم تصديق : أحيانًا أشعر أنك غبية رغم ذكاءك... من يفوت فرصةً ذهبية كهذه أيتها الخرقاء.
نبست تالين بحنق وعلى صوتها تجعل الأخرى تنتفض وتقف أمامها عينيها تشتغل غضباً وقالت : لا شأن لك.



نهضت تالين تقف أمام أختها وقالت تلقي القنبلة وهي تكتف يديها وتنظر لأختها بغيظ من تصرفاتها : لقد فات الأوان وسجلت رهف اسمك في لائحة المشتركين.

قالت رنين كل كلمة على حدة تضغط على أسنانها تحاول كبت غضبها : ماذا؟

_كما سمعتي.. يجب عليك أن تشكريها وتحمدي اللّٰه أن لديك صديقةً تهتم بأمرك مثلها.


صفقت رنين وهي تقهقه بعدم تصديق ثم قالت : يالا السخف... هي تعلم رأيي بالأمر و تعلم أنني لست موافقة.

حاولت تالين الحديث ولكن رنين قالت بحدة وبصوت عالي وهي تتحرك هنا وهناك : توقفوا عن التحكم بحياتي كما لو كانت لا تخصني.... أخرجي من أمامي الآن قبل أن أشوه وجهك.

ترقرقت أعين تالين بدموع فهي حساسةٌ حين يصرخ أحد في وجهها، نظرت لأختها بعتاب ثم نطقت بحدة قبل أن تغلق الباب بقوة : حمقاءً غبية.

أغمضت رنين عينيها بألم ، كل ما يحدث هذه الأيام يضغط عليها ، الماضي لم يتركها رغم أنها تحاول جاهدة أن تحبسه خلف جدران يبدو أنها بدأت تتصدع ، تشعر بالضعف أحياناً يصر على أن يلتحفها مزيحاً عنها رداء القوة .

كلهم يضغطون عليها .
عمر ياسين
فراس سيف الدين
والدتها
والآن أختها ورهف بشأن المشاركة في مسابقة معرض باريس .

أغمضت عينيها تحاول أن تهدأ ، ما كان عليها الصراخ في تالين ، هي مضغوطةً ولم يكن من الجيد أن تخرج مشاعرها السلبية في هيئة غضبّ إتجاه أختها ، امسكت بهاتفها بيد ترتجف غضباً إتصلت برقم رهف لتكتشف أنه مغلق رمت الهاتف على السرير بعنف.

خرجت من الغرفة ، همت بفتح باب غرفة أختها ، تنهدت بإنزعاج ثم طرقت الباب ، لم يأتيها رد ، دلفت للداخل  ، الغرفة فيها كل زينة على شكل فراشات من المصابيح و بعض الفراشات البلاستيكية الملونة ملتصقة على الجدار و بعضها معلق في خيوط يتدلى هنا وهناك، لوحات للفراشات كانت قد رسمتها رنين لتالين بطلب وإلحاح منها،  الأرفف الخشبية تحتوي على أكوابٍ زجاجية هواية تالين الأخرى بجانب هوسها الفراشات، كانت الأخيرة  جالسة  على

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:25


عظمي بلاستيكي يبدو حقيقياً يقف منتصباً لوحت له وخرجت، انه صديق قديم لم أكن سآتي من نيويورك بدونه.

في كل مره ألقي عليه التحية او أودعه يضحك علي أفراد الطاقم فأبتسم لهم، لا شك انهم يتهمونني بالجنون الآن ..

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:25


يختلف فهو مرهق حد الألم.

أردت أن أرى رد فعلها في ما فعلت، تهورت هذه المرة بدون خطة مدروسة، لا أدري أين سينتهي بي الطريق، افكر في الابتعاد ونسيان الأمر في كثيرٍ من الأوقات، ثم أعود من جديد لأفكر فيها، الآن وانا في قلب مكتبها، أراها تجاهد حتى لا تشوه وجهي يجعل شعوراً في داخلي لا افسره، لكنه يعجبني. فراغ ظننت أنني اغوص فيه لا أجد إجابة ومن أين أتى ولم فجوة الفراغ في داخلي تنمو رغم أنني شخص مشغول، ولكن أشعر أن حياتي ينقصها شئ، لا أدري ما هو، لا أدري كيف افسره، لا أعرف كيف اضع يدي على ما يجعلني أشعر بالرضا طوال الوقت وليس جزء قليل فقط، لا أريد أن أكون جاحد لنعم الله علي.
ولكن شئ ما
اريد ان افسره
شئ ما
منذ أن نظرت لعينيها شعرت أنني قريب من الإجابة
سؤال لا اعلمه
سؤال يؤرقني
سؤال مشفر مبهم غير معروف
ما هو السؤال؟
ما هي الإجابة؟
لا أعلم

أشعر انها رحلة أخرى للبحث عن ذاتي، في كل محطة من محطات حياتي أجد نفسي اكتشف شئاً جديداً عني، أصبح أكثر وعياً بذاتي.

ردودها الباردة و الحادة كنصل سيف بارد اخترقت دواخلي، حافظت على ثباتي أمام عيناها الجميلتان، حاولت الا أطيل النظر، رأيت العديد من الأعين الملونة والتي هي أجمل منها، ولكن شيئاً في عينيها يلفت انتباهي بطريقة غريبة، شئ فيهما يجعل فضولي يلتهب، تدعي البرود وأرى في عيناها الغضب، تدعي الثبات وأرى التزعزع، والجملة التي قالتها فور مغادرتي ظلت تتردد في عقلي.

تجعلني أبتسم.

هذا ممتع، هي خصم ممتع حقاً، هي لعبة كبرياء وكرامة ومزيج من الغرور، وجدت نفسي فيها معها، لا أدري من سيفوز ولا ادري من سيخسر.

حتماً لا أود أن اخسر.


.......

وصلت إلى المشفى ، أسير عبر الردهات ، ابتسمت  لكل من مر بجاوري حين ألقوا علي التحية، أحوال ان اصنع علاقة عمل مريحة من الطاقم الطبي و باقي العاملين، الضغط الذي يقره مجالنا يكفي لجعلنا نمر بالعديد من المشاعر السلبية ربما معظم الوقت، الدعم المعنوي و بيئة عمل مريحة يسهل الأمور علينا، بسبب ان المشفى جديد لم أرد ان اوظف العديد من الأطباء، رفض الكثير منهم العمل بحجة ان الراتب قليل بالمقارنة مع رواتب المشافي الخاصة الأخرى، ولكن لا يجب أن أبدأ براتب مرتفع والمشفى ما زال في بدايته، لا نستقبل العديد من المرضى طوال الوقت، الأجهزة التي وفرتها منحة المشفى مميزة ليست موجودة في معظم المستشفيات، انها أجهزة متطورة جدا قادمة من أمريكا لذلك عدد المرضى لا بأس به، احاول ان لا ارفع سعر العمليات وباقي الإجراءات ولكن الميزانية في خطر، والوضع الاقتصادي للبلاد للأسف  يجبرني لذلك، تواصلت مع عدد من المنظمات و المستثمرين لدعم المشفى رد البعض ولكن لم يبدأ بشكل جدي في دعم المشفى بعد، قسم الطوارئ هو ما يدخل العدد الأكثر من المرضى لذلك نعمل مع طبيب الطوارئ معظم الوقت إذا كان المكان مزدحم.


أتت وسن اللتي يبدو أنها كانت تبحث عني ، بدت وكأنها كانت على وشك أن تقول شيئا ، لكنها تجمدت في مكانها تنظر لي ، شعرت أنها دخلت إلى عالم آخر، تنهد من مشاعرها التي تبدو بارزة على وجهها، حقاً الأمر مرهق في التعامل مع شخص يحمل لك مشاعر، لا تريد أن تكون لطيفاً معه حتى لا يأخذ الامر إشارة، ولا تتجاهله فتحزنه، حمحمت أخرجها من شرودها ، فتوردت وجنتاها خجلاً وتلعثمت ، سمعت صوت صراخ قادم من قسم الطوارئ  ، فسرت مسرعاً ، فإذا بها تخبرني اخيراً ، أن هنا طفل في العاشرة يبدو أن لديه كسر وبعض الكدمات.

مبكر جدا آنسة وسَن .

هرعت مسرعاً ٱلى القسم في الطابق الأرضي، نظرت لطيبب الطوارئ الذي قام بحقنه بالمسكن.

_ماذا عن الأشعة؟
سألته بينما اتقدم على الصبي المستلقي تقف والدته قربه تحاول أن تجعله يهدأ، نحتاج لطبيب أطفال هنا حقاً، اغلب المرضى الذين يأتون هم الأطفال

أخبرتني والدته انه سقط من أعلى الدرج فطلب عمل صور مقطعية للمخ أيضاً لأنني لاحظت جرح على جبينه، طلبت من وسن ان تقم بتقطيبه فبدأت بصعوبة بسبب الطفل الذي يعاند. أخذت صورة الأشعة وقتاً ، ولكن الطفل كان قد هدأ لأن مفعول المسكن بدأ يسري في عروقه ، لكن شهقاته كانت مسموعة وكان متشبثا بأمه يخفي وجهه في صدرها ، اقتربت منه وصرت أتحدث معه كأنني صديق قديم له ، كان خجولا في البداية ولكن سرعان ما استجاب بل وأخذ يضحك، أجل هناك كسر في الساعد وعظمة قد تحركت من مكانها وهناك شق أيضاً، قدمه كانت متورمة جداً ومنتفحة ومحمرة، كانت تبدو في صورة سيئة حقاً، يحتاج لجراحة لتقويم العظم، أخبرت والدته بكل التفاصيل و فوقعت توافق على الجراحة فطلبت من وسن أن تخبر طبيب التخدير و تخبرهم ان يجهزوا غرفة العمليات، ذهبت لقسم العظام أخبر الممرضة و الطبيب الذي في سنته الثانية ان يحضروا نفسهم لننا سندخل عملية بعد قليل، لأراهم يسرعون في النهوض تاركين أكواب القهوة البلاستيكية من غير ان ينهوا مشروبهم، القسم كان يحتوي على هياكل صغير خشبية تبدو للناظر كأنها عظام حقيقة قمت بتركيبها و وضعها في كل أركان القسم، وهيكل

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:25


_أريد أن أعرف موقعه من بعد منتصف الليل، لان السرقة تمت في هذا الوقت.

_ماذا عن  الكاميرات؟
عدلت ريهام نظارتها تضع يديها على الطاولة تقرب وجهها من الشاشة أكثر، وتبدو مركزة و جادة بعيداً عن شخصيتها الخجولة و المنطوية، تبدو شخصاً مختلفاً الآن. وانا في قرارة نفسي أحببت هذا التغيير، الذي أعلم أن رهف وأنا سببٌ فيه و يبدو أن الفضل لرهف أكثر مني. و كونها تتحدث خلف الشاشة يعطيها راحة أكثر، هذا ما لاحظته انا و رهف فيها.

_فيديو الكاميرا محذوف، هناك نصف ساعة كاملة محذوفة لذلك عرفت ان السرقة حدثت منتصف الليل.
كان هذا ما عرفته من نادين حين طلبتُ منها التحقق من الكاميرات.

_وإذا قمنا بقياس الزمن سنجد ان التحرك بها لموقع لتخبئتها سيكون حدث بعد منتصف الليل تقريباً.
أومأت بإعجاب لذكاء ريهام، عادت تتكئ على كرسيها للخلف و تتنهد ثم تكمل قائلة: معرفة الموقع ليس سهلاً، علي ان أخترق جهازه أولاً ثم إذا كنت محظوظة وكان GPS قد تم تنشيطه في هاتفه سأستطيع أن أعرف المكان.

_وماذا لو لم يكن؟
سألت وعقدة تكونت بين حاجباي.

_سيكون علي جعله يفعلها.
فرقعت ريهام بأصابعها بابتسامة متحمسة

هذه الفتاة تتحمس جداً حين يتعلق الأمر بالعمل على البرمجيات، أرى الشغف يقطر من عينيها، نفس الشغف الذي أمتلكه. ابتسمت ابتسامة خفيفة حيث عدوى حماسها قد انتقلت إلي.

_هذا الجزء الصعب.
اختفت الابتسامة و عادت ملامح الجدية تحتل وجهها، اتنظرتُ أن تشرح لي فأكملت تقول: هناك تطبيقات تطلب منا فتح مواقع، إذا لم يكن الموقع نشطاً في هاتفه علي أن أرسل له تطبيق مخادع ليقوم بتحميله و حينها سيفتح الموقع بسبب التطبيق.
الجزء الأصعب هو كيف لنا ان نقنعه بتنزيل التطبيق، وأي التطبيقات هي التي تستهويه؟
ثم إن الشخص الذي ساعده في اختراق الكاميرا  يجب أن نتوقع انه قد يكون قد أمن هاتفه حتى يصعب اختراقه.

_ سيكون حذراً من خطوتي القادمة، ولكن رغم كل شئ هو لا يعرفني لا يعرف ان كنت امتلك شخصاً بمهارة أفضل من صديقه.

لمحت ابتسامتها لمدحي لها و عبثت بياقة قميصها بخجل، ثم قالت وآثار ابتسامة باقية على مُحياها.
_معك حق ، علينا أن نضع كل الاحتمالات الممكنة.

_هذا سخف كلي... فقط أوقفا الأمر... ولنعد لفكرتي الرائعة و نتعامل كأشخاص متحضرين.
نبست رهف تحرك يديها تحاول أن تقنعنا بفكرتها، نظرت لها شذراً لتتنهد لأنها تعلم جيداً كم انا عنيدة ولا أتراجع بسهولة عن شئ مصممة عليه.

خلعت قفازات وحركت أنامل يدي اليسرى، إنها تبدو أفضل الآن، توقفت عن تناول مسكنات الألم منذ أيام لانه بدأ يخف تدريجياً، أمارس تمارين بسيطه عبر كرة مطاطية و أحاول أن لا أضغط عليها، ذهب لطبيب عظام آخر بالطبع؛ او علي ان اقول طبيبة. فأنا لا احتمل ان يلمسني رجل حتى للعلاج. في مركز العلاج الطبيعي خضعت لجلستين وطلبوا مني أن اقوم بعدة تمارين في المنزل و ابتعد عن حمل الأشياء الثقيلة و الكثير من التعليمات السخيفة التي سأطبقها حتى لا أتضرر و ادمر مستقبلي المهني كلياً.

عدت لأتحدث مع ريهام أبعد نظراتي عن يدي. أغلقت الكاميرا، طلبت منها ان تنتظر بينما بحثت عن صفحته على الفيس بوك، وجدتها بسهولة بسبب صداقة دنيا و تالين لكن لم أجد بريده الإلكتروني.

_ارسلي التطبيق المزيف على الفيس بوك لأنني لا أجد بريده

سمعت صوت ريهام بنبرة متحمسه تقول :هذا سهل انا سأخترق حسابه و أبحث عن بريده بكل سهولة...  صمتت قليلاً ثم أكملت بنبرة محتارة : المشكلة في نوع التطبيق كما ذكرت

_اعتقد ان تطبيق يتحدث عن فيديوهات لجراحات تم تسجيلها قد يثير اهتمامه كطبيب

_هذه فكرة عبقرية، لحظة فقط.... سمعت نقر اصابعها على لوحة المفاتيح..... أكملت بحماس :أشعر الادرينالين يتدفق في عروقي... فكرة أنه سرق اللوحة يجعل شعور الذنب في داخلي لأنني سأخترق هاتف أحدهم يتلاشى .
اعلم انها في مراهقتها تهورت كثيرة و اخترقت هواتف عدة، كان الأمر متعة في البداية ثم تطور مع مرور الوقت خصوصاً انها شخص انطوائي انفصال والديها عزز من ذلك، كانت تمتلك موهبة ولكن لم يكن هناك من يرشدها في الطريق الصحيح، واثقة انه حدث شئ جعلها تبتعد عن الاختراق و تختار الطريق القانوني تمارس شغفها، لا أعلم ما هو بعد وليس ذلك النوع الذي يتدخل في أمور الغير، اعلم ان لكلٍ منا ماضٍ يود الاحتفاظ به بنفسه.

_لا أصدق هذا الجنون... هذا تبرير سخيف يا ريهام... هذه تعد جريمة مهما كانت الأسباب.
نبست رهف لتتنهد بإنزعاج.

ما قصتها هذه السخيفة؟

بدأت أشعر بالخيانة حقاً.

_اا... اعتقد رهف محقة نوعا ما واا..
ما ان لمحت التردد في نبرتها حتى وكزت رهف بمرفقي على خاصرتها وتنظر لي بإنزعاج تقرص يدي، نظرت بها بحد وقلت: ريهام لا تهتمي لأمرها... العين بالعين و السن بالسن والبادئ أظلم....نحن فقد نريد استرداد ما سرقه... لذلك لا تهتمي للطرق لن يجرؤ على محاكمتنا من الأساس.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:25


نبست أحول ان اجعلها تطمئن، أسمعها توافقني الرأي.
وخزني ضميري و شعرت أنني استغلها لأنها شخص لطيف و تقدرني جداَ، وكشخصية غير اجتماعين يبدو أن ذلك أثر على قراراتها وجعلها سهلة الانسياق، حاولت أن لا أهتم واقحم نفسي في شؤونها او احاول تغيير شخصيتها للأفضل لأنها كبيرة بما فيه الكفاية، و الحياة ستعلمها لا محالة كما علمتها ان تستغل موهبتها في الاتجاه الصحيح.

.........





وجدت ريهام البريد الالكتروني الخاص به بعد دقائق، في كل مرة للأمانة اندهش من عبقريتها، نهضت أنهي تواصلي مع ريهام اتركها تعمل و تراسلني حين تنتهي، رهف انصرفت نحو نادي السباحة بينما انا توجهت نحو الصالة الرياضية .صافحتني لوشيا بحرارة ، للاسف لا أستطيع أن أمارس الملاكمة بحرية كالسابق بسبب يدي ، يجب أن لا اضغط عليها وأخذ حذري ، هذا أمر آخر يجعل شئ ثقيل يجثم على صدري بضيق لأنني أريد افراغ غضبي من فراس في مكان ما، ولكن رغم ذلك لم اتمالك نفسي و بدلت ملابسي لأخرى رياضية و مريحة لأنني عضو في نادي الملاكمة حتى لو لم أكن مواظبة على القدوم بسبب ظروف عملي، أحكمت لف شعري إلى الأعلى ، توجهت نحو كيس الملاكمة وصرت ألكم بيدي السليمة ثم أركل بساقاي.

الغضب في داخلي قديم، مظلم و بارد، يتسرب عبر عروقي وأوردتي، يجعلني أرتجف، يجعلني احترق في آن واحد، كنارٍ باردة، مخلوق قديم يعيش فيّ منذ الأزل، يتغذى على كل شعور سلبي، يمتصه ليخرج ليكشر عن أنيابه بقوة، بنيت حوله أسوار من جليدي، أخفيه في داخلي، اجاهد حتى اجعله منغلقاً في أعمق نقطه في روحي، لا أدري أهو الغضب أم شئ آخر؟
لا أفهم نفسي في أغلب الأوقات، لا أفهم مشاعري، أعطي ردود فعل انا شخصيا لم اتوقعها مني، لأعود لأزجر نفسي و أعاتبها،
بعد فترة لا أعلمها توقفت بعد أن شعرت بأن يدي تخدرت من الألم ، جلست في كرسي بلاستيكي طري في الزاوية ،

ناولتني لوشيا الماء فشكرتها .

كتفت لوشيا يديها ورفعت حاجبها و قالت :
what happened?

رفعت كتفي بملل ولم أجب ، فتنهدت ولم تضغط علي ، أحب لوشيا لأنها لا تصر على معرفة ما بي في كل مرة أتي إلى هنا غاضبة وأفرغ غضبي في الملاكمة أو الرياضة .

أشعر بالخدر في يدي و ساقاي لم تعد قادرة على حملي، أشهر بالألم ينبض بعد ثواني، لم اهتم به، عشت آلام اسوء بكثير، أمسكت بهاتفي الشخصي، ارسلت رسالتي لطبيبتي النفسية منذ سنوات، كنت اتجاوز مواعيدنا بسبب انشغالي، لذلك اتفقنا ان أرسلها و أحدد الموعد بنفسي، مر شهرين من المشاريع المتعبة و العمل و دخول شخص لحياتي يربكني، اكره الاعتراف انه يجعلني افقد السيطرة على غضبي...حددت الموعد و أغلقت الهاتف و حذفت الدردشة، لا يعلم بالأمر سوى رهف و تالين، لا أحد يعلم انني اتعالج منذ سنوات، لا أحد يعلم ما مرضي وما بي، لان المجتمع سينظر إلي على أنني مجنونة واي تصرف يبدر مني سيضعونه تحت هذا البند، المجتمع الشرقي يجعلك تعاني من الأمراض النفسية، ويتهمك بالجنون حين تحاول أن تتعالج منها، سأفقد سمعتي في عملي الذي جاهدت في بناءها، وعائلتي ستجد الفرصة التي تنتظرها لتنتقص من قدري، والدتي ستسعى لتزويجي قسراً خوفاَ من ان يتسرب الموضوع ولا تجد لي زوجاً.


في المعرض حين نظر لعيناي و أخبرني بطريقة ساخرة أنني اعاني من عقدة نفسية، شعرت ان عالمي انهار، وأنني مكشوفة امامه، تأجج غضبي من شعوري بالخوف لم يكن غضباً منه بكل خوفاً منه، خفت ان أقف في مواجهته أكثر ليسبر اغواري و يكتشفني، الطريقة التي ينظر لي بها، حتى حين جاء لمكتبي، يبدو كانه يعلم انني اخفي الكثير، ما أرعبني و أثار سخطي هو أنه يبدو مصمماً لكشفي.

لن أسمح له.

سأدمره قبل أن يفعل.


*فراس *

يختلف البشر في ردود أفعالهم تجاه مختلف الأمور. ضعهم تحت الكثير من الضغط و سترى اشياء قد تبهرك، سترى أشخاص تظن انك تعرفهم وتكتشف انك غريبٌ عنهم. آخرون غرباء عنك تريد سبر أغوارهم لتكتشفهم أكثر.

لا أدري ما الذي جعلني ادخل معها في تحدي، صرت لا أفهمني منذ التقيت بها.

هل هو رد كبرياء حقاً؟
أم مجرد فضول يقودني إلى المجهول؟

دائما ما ظننت أنني أسير على خطط واضحة، حياتي أرسمها بالطريقة التي أريدها أن تكون، استعد في نفس الوقت لفشل مخططات لكنني أسعى جاهداً لتحقيقها، لكن شئاً ما في لقائي الأول معها جعلني أشعر بالفضول نحوها، لدي عادة اكتسبتها أثناء بقائي في نيويورك، حين أنهي ركضي الصباحي في الحدائق العامة اجلس واراقب الناس، احاول ان اخمن كيف تكون شخصياتهم من تصرفاتهم و نبرات صوتهم ،حركاتهم وتفاعلهم مع من حولهم، لغة جسدهم. منذ قرأت العديد من كتب علم النفس وجدتي نفسي أغوص في بواطن البشر، ستيف مازحني يوماً قائلاً انه كان علي ان اكون طبيباً نفسياً، لكنني ابتسم فقط هذا المجال متعب لدي أصدقاء فيه و أعلم أن الغوص في أعماق النفس البشرية معقد، حياتي لا ينقصها تعقيد، حتى الأطباء النفسيين يحتاجون إلى علاج اغلب الأوقات بسبب الحالات التي يواجهونها، هم بشر أبضاً فوق كل شئ، مجال الطب

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


صلابته ضد أنامِلي ، ثم حرقت زجرت الموظفات ليتفرقوا بسرعة و اسمع همساتهم ووقع اقدامهم في المكان.

بالطبع يقتلهم الفضول. لم يدخل غير رجال الصيانة للشرطة من قبل و أتى فراس ليكسر القاعدة و يستفزني، كان من الممكن أن يحصل على رقمي بسهولة و يخبرني لكنه أتى ليستفزني بأنه اخترق شركتي المحظورة على الرجال كما دخلت غرفته بدون إذنه.

يرد الصاع صاعين.

ذكي أعترف ، أول شئ لهزيمة العدو هو الإعتراف بذكاءه حتى أضعه تحت المجهر و أعرف كيف أتحرك لأهاجمه مجدداً.


.

سرت عبر الردهة ثم صعدت إلى الطابق الثاني ، الممر بين مكاتب التصميم ثم توجهت إلى الشرفة في نهاية الممر ، كنت أحتاج أن استنشق هواءً نقياً و افكر ، رن هاتفي فأخرجته من جيب بذلتي ، كانت نادين ، نسيت أمرها تماماً ، لا شك أنها مرعبة حالياً فهي مديرة المعرض وكل شي يقع على عاتقها أتسائل ما إذ يجب أن تبلغ الشرطة أم لا ولكنني اخبرتها أن تنتظر و سأرى ما سيحدث و أخبرتها أن تتأكد من كاميرات المراقبة ولكنها قالت أنها قد تعطلت .

طبعاً ماذا كنت أتوقع من ذاك الفراس اتضح أنه سارق محترف .

سأريه .

ربما هو ماضيه الأسود الذي لا يعلم عنه أحد ، ربما احترف السرقة في أمريكا وحين وجد نفسه في مأزق هرب لبلده لا استبعد أي شئ منه، يبدو خبيث و يضع ألف قناع.

فتح باب الشرفة الخشبي فإلتفتُ لأجد رهف، متأنقةً كالعادة و كأنها خارجة من مجلة أزياء ، حسيتها بفتور، شعرت أنها كانت على وشك أن تقول شيئًا ولكن ما أن رأت الغضب البادي على وجهي صمتت .

رفعت حاجبي وقلت : هل هناك شئ؟

رفعت يديها في الهواء وهي تنفي بسرعة : لا... بالطبع لا... ماذا سيكون مثلآ ؟
رمشت ثم حولت انظارها للبعيد، أنها تكذب هذا واضح كالشمس في النهار، ثم أكملت تغير الموضوع و تقول: ما سر الضوضاء في الشركة؟
ومن هو الزبون الذي كسر القاعدة و دخل شركتنا؟

تنهدت بإنزعاج ، هؤلاء الموظفات الأغبياء لا يكفون عن الثرثرة أبداً.

قلت بسخط وأنا اضغط على أسناني : أنه فراس سيف الدين

شهقت بصدمة واقتربت مني ثم قالت : فراس أخ دنيا صديقة تالين؟
أم أنه تشابه أسماء؟

_ أجل هو.
ثم صمتت حين تأكدت أن لا حركة في المكان ولا صوت لأنه لا ينقصني إشاعات أكثر، و إستطردت قائلة: أجل هو....أتى ليهددني

صمتت رهف تستوعب كم المعلومات الصادمة هذه ثم قالت :  ماذا؟
ماذا حدث لكل هذا؟

إستدرت على الشرفة ووضعت يدي على الدرابزين أحاول أن أتنفسُ بعمق واهدأ غضبي وأوقف رجفة أناملي ثم قلت : بالطبع... لكن أولاً على المتنصتين ان يرحلوا.
قلت بصوت عالي في نهاية حديثي ثم فتحت الباب بعنف، كما توقعت كان هناك ثلاث موظفات في الرواق كل منهم إلتفتت إلى جهة وأخذوا يدعون أنهم يقلبون الملفات في أيديهم، حرقتهم نظراتي، ناديت على دعاء وأنا متجهة إلى مكتبي فأتت ركضاً طلبت منها أن تشرف على تصميمات الفرق وتلغي إجتماع اليوم و أن تعطي أي ملف يحتاج إلى توقيع لسوهاد، انها أكثر شخص اعتمد عليه في هذه الشركة وهي شخص مثابر و طموح و تعمل بكفاءه عالية.

ثم غادرت متجهة لمكتبي، شهقت رهف ما أن رأت حاله، كانت ستغادر لتحضر إحدى عاملات التنظيف لترتبه ولكني امسكتها من معصمها وقلت : لا بأس سأرتبه تجنباً للإشاعات السخيفة.

همت رهف لتساعدني وانتهينا بعد دقائق قليلة.

عدلت سترة بذلتي و حجابي وأخذ حقيبة يدي وحاسوبي وغادرت وخلفي رهف التي يحرقها الفضول لكنني لم انبس بحرف فصمتت تتفهم أنني لست في حال يسمح لي بالحديث لأنني سأنفجر في أي لحظة، أشعر بعيون الموظفات يخترقونني بنظراتهن الفضولية ، تجاهلتهم لدي أشياء أهم الآن .

أخبرت رهف السائق الخاص بها أنها ستذهب معي .

وجدت مكاناً لأركن فيه سيارتي بسهولة ، وحين دلفنا إلى مريان كان المكان شبه فارغ ، طلبت كوب نسكافيه بينما رهف طلبت موهيتو بنكهة التوت الأزرق .

رأيت رهف تتململ في كرسيها من فرط الفضول ، قلبت عيناي فقط ، ستنفجر بالأسئلة قريباً إن لم أخبرها ، اخبرتها بكل شئ لها منذ أول لقاء.

رمشت رهف تستوعب حديثي ، تفتح فمها وتغلقه كالسمكة خارج الماء ، لا تدري ما تقوله .

أعني لا ألومها ، وضعت الكأس الزجاجي ثم قالت أخيراً : لا أصدق أنك جعلتي فراس يخرج من عقلانيته و يتصرف هكذا، لا شك أنك اوصلته لحدوده

الخائنة.

نظرت إليها بحده ثم قلت بإنزعاج : صديقة من أنتِ؟
ثم من أين تعرفينه على أي حال لتقولي أنه عقلاني؟

_ حين تأتي دنيا للقاء تالين و اجتمع معهما كالعادة لا تكف عن الحديث عن أخاها حتى شعرت أنني أعيش معه و أعرف كل شئٍ عنه، لذا أجل يبدو عاقل... ولا أظنه سيقدم على تصرف مثل هذا إلا إذا لم تتهوري أنتِ منذ البداية و تقتحمين غرفته.
نبست رهف نهاية جملتها وهي تضيق عينيها وتجمع يديها إلى صدرها.

ضحكت  بعدم فكاهة أنظر  إليها بغضب و قلت بإنفعال: بالطبع هي أخته ستحكي عنه بشكل جيد.... لقد أتى إلى مكتبي وهددني... ذاك المعتوه
من يظن نفسه؟

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


_لا تصرخي في وجهي.
نبست رهف بضيق تهز قدميها ثم أكملت تقول: عليك أن لا تحلي الأمور برؤية الانفعال لن يؤدي إلا إلى أفكار قد تندمين عليها لاحقاً.

تجاهلتها لأنني أشعر أن خلاياي قد تتمزق في أي لحظة من شدة الغضب، يداي  ترتجف حاولت أن اسيطر على نفسي لأن أعين الجميع اتجهت نحونا حين صرخت، لن اتجادل مع رهف الآن لأنها مخدوعة به، أجل هي مخدوعة مثل الجميع فيه، ذاك الذي يدعي أنه ملاك.

هل مهنته في الطب تعد حصانة له؟

ماذا لو كان طبيباً مختل؟

ذاك الخبيث سأريه.

إتصلت بريهام فوراً عبر تطبيق Google meet  ، ردت على الفور ، ريهام من المستحيل أن ينفصل هاتفها أو حاسوبها عن الإنترنت .

صرخت بحماس : قدوتيييي.

قبل أن أرد كانت رهف قد حشرت نفسها ترد على ريهام وظلتا تثرثران ، قاطعتهما فوراً قائلة : ريهام ركزي معي أريدك في أمر مهم... وأنتِ ثرثري معها لاحقاً.

سقطت ملامح رهف تنظر لي بغيظ ثم تتجاهلني وتقوم بإخراج المرآة ورؤية وجهها وهي تتمتم أشياء مثل أن التجاعيد ستظهر باكراً على وجهها بسبب أنني أجعلها تنفعل.

قلبت عيناي بعدم تصديق، هذه المعتوهة تظن نفسها عارضة أزياء .

_ ماذا ما الأمر؟
نبست ريهام تنظر لي بفضول يشع من عينيها و ترقب، ترتدي نظاراتها المعتادة و تجمع شعرها ذو الخصلات المجعد للأعلى بإهمال، شعرت برهف تجلس قربي تنتظر سماع ما سأقول هي الأخرى.

اخبرتها بإختصار ما حدث لأجد أخيراً أحدهم يقف في صفي و بدأت بشتمه معي، بينما رهف ظلت وتحاول الدفاع عنه.

_لا أعلم صديقة من أنتِ.
نبست بسخط أوجه بصري لرهف التي مازالت تتمسك بموقفها و تؤيد فكرة الحوار معه بطريقة سلمية غبية، تجاهلتها تماماً أركز مع ريهام التي يبدو أنها تستحق لقب صديقتي أفضل من رهف الخائنة.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


......


نيويورك

مدينة الإزدحام المروري الخانق حيث سيارات الأجرة الصفراء في كل مكان من لم تسمح لهم الفرصة بالحصول على عمل يجلس خلف المقود لسيارةِ أجرة لذلك نعم هي كثيرة وفي كل مكان ، يقولون إن من ينجح في نيويورك ينجح في كل مكان آخر في العالم ، لأنها أكثر مكان في أمريكا ازدحاماً ربما أكثر من العاصمة حتى ، المدينة التي لا تنام ، حتى حين يكسوها الثلج وتصبح مدينة شبحية ، تجد شوارعها ممتلئةً بالناس وجرّافات الثلج .

كانت بنايةً من الفولاذ و الزجاج من خمسِ طوابق، في أطراف منهاتن، انتقلوا لها منذ أيام قليلة لأن الشقة السابقة كانت أكبر و تكلفتها أصبحت غالية بالنسبة لهم نسبةً لرحيل فراس، هذه الشقة كانت مناسبة صغيرة من غرفتين و صالة و مطبخ و حمام، بتكلفةٍ معقولة و لم يقلقوا من بعدها عن المشفى لأنهم يمتلكون سيارات على أي حال و لن يعلقوا في زحام المترو في الأيام الخوالي.

وجد كريس صعوبةً في إيجاد مكان ليركن سيارته ، كان الوقت باكراً وهو لم يخطط للذهاب لشقة ماليا التي بالطبع لا يوجد فيها ملابس رجالية ليذهب بها اليوم للمشفى ، لذلك هو هنا لم يأخذ حماماً حتى ، لقد استيقظ قبلها وترك لها رسالة وغادر قبل أن تزدحم الشوارع ويتأخر عن دوامه ، كان شعره مبعثراً وقميصه تجعد ، أغلق باب السيارة وهو يتثائب كان قد أرسل إلى ستيف في وقت متأخر أنه لن يعود إلى المنزل الليلة .

الحقيقة أنه ابتعد عن صديقه هذه الفترة ، يشعر أن ستيف ليس بخير ، رغم أنه أول من شجعه على الاعتراف لماليا ولكن لا يكف عن التذمر أنها خطفته ، يبدو كمزاح ولكن كريس يعلم ستيف جيدًا ويعلم أنه منزعج فقد أصبح حساساً جداً خصوصاً بعد سفر فراس ، الثلاثة كانوا أصدقاء منذ خمس سنوات ، حصل على منحة ماستر في جامعة نيويورك المرموقة فسارع للسفر عسى أن يجد حياة أفضل من حياته في وطنه إذ تشتهر ريو دي جانيرو رغم أنها تشتهر بكرنفالاتها وشواطئها الرملية واجواءها الاحتفالية إلا أن أكثر من خمسة آلاف جريمة ترتكب فيها في السنة الواحدة وهو ما يفوق معدل الجرائم في باريس بثلاثين ضعفاً لذلك ودع أهله وغادر ، بالنسبة لستيف أيضاً الذي غادر دبلن (في أيرلندا) ، ليلتحق بمنحة الماستر هو الآخر .

منحة في جامعة نيويورك مدينة الأحلام كان فرصة لا تعوض ، أما فراس فكان يدرس فيها وتفوق فمنحته الجامعة منحة أخرى للماستر وهكذا جمعهم الثلاثة شيئًا واحداً وهو الغربة ، بعيداً عن الوطن والأهل والديار ، شعروا أنهم إخوة وهناك رابط يجمعهم من أول لقاء ، لهم الكثير من المعارف منذ أيام الدارسة بعكس فراس الذي كان انتقائي جداً رغم كونه جيداً ف التواصل مثلهم ، ولكن رغم كل شئ كان كريس وستيف يعلمان أنه ورغم كثرة الأصدقاء حولهم ولكن هم الثلاثة لا بديل عنهم رغم أنهم كانوا سنة ولكنهم  خسروا مارتن وسو آن وهيلين.

صعد للشقة في الطابق الثالث ليجد ستيف غير موجود فظن أنه غادر إلى المشفى باكراً، ولكن حين سأله مدير القسم عن سبب عدم حضور ستيف اليوم ، صدم كريس وبدأ يقلق حقاً .

اضطر ليكذب ويقول أنه ليس بخير اليوم وأنه سيسد مكانه.

اتصل به فوجده مغلقاً هاتفه وأرسل له العديد من الرسائل ، لكنه لم يستطع أن يغادر المشفى خصوصاً اليوم فقد كان اليوم حافلاً بالعمليات الجراحية عوضاً عن أنه العمل تفاقم عليه بسبب غياب ستيف لأن قسم العظام يعتبر أقل طاقم طبي في المشفى، هناك طبيبان اخرآن مقيمان في سنتهما الثانية و ممرضتين بيمت البروفيسور ادور الذي يشرف عليهم و يكون رئيس القسم ، شتمه داخلياً وأقسم أنه حين يراه سيقتلع له شعره ويحشره في فمه .

حين انتهى الدوام أخيراً لم يستطع حتى أن يلتقي بماليا ، ربما لمحها عند الممر الخامس مع صديقتها وإبتسمت له فبادلها إبتسامةً باهتةً وكان مشغولاً جداً ليخبرها بقلقه على اختفاء صديقه ، لذلك حين انتهى من آخر عمليةٍ أوكل مهمة تفقد المرضى لأحد الأطباء المقيمين و غادر مسرعاً .

لكنه لم يكن يعلم إلى أين يتجه كان فقط يقود السيارة بلا وجهة في شوارع نيويورك المزدحمة ، اتصل بالعديد من أصدقاءه الذين يعرفهم ولكنهم قالوا إنهم لم يروه .

صفع نفسه لغباءه حين نسي أن يتصل بأهم شخص .

شارلوت .

اتصل بها فإذا بها تجيب فوراً .

_مرحباً شارل؟

_مرحباً كريس ما الأمر ؟

_فقط أردت أن أسألك عن ستيف هل تعرفين أين هو؟

شحب وجه شارلوت ثم قالت فوراً بنبرة قلقة : ماذا تعني ؟
ألم يعد للمنزل؟

نبض قلب كريس بخوف ثم قال : لا لم يعد ...كان لدي أمل أنك تعرفين مكانه ...تباً ...حسناً سأتصل بك لاحقاً .

ردت شارلوت فوراً وقالت بنبرة يتشربها الخوف : أرجوك يا كريس اتصل بي حين تلتقيه لم يكن بحالة جيدة بالأمس .

_م...ماذا تعنين؟...ما الذي حدث بالأمس ؟

احترقت أعين الأخرى تنذر بهطول الدموع قالت بنبرة باهتة و حزينة : أنا المذنبة ....ل ...لقد أردت إخباره بالأمر ...أقسم أني لم أرد أن يعلم بهذه الطريقة .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


دب الرعب في جسد كريس وشعر أن جسده ثقيل فأوقف السيارة على الرصيف فوراً ثم قال بصوت عالي لأنه لم يعد يستطيع التحكم بإنفعاله :  ماذا فعلتِ له؟

إرتبكت و توترت من نبرته العالية و أفعاله ثم قالت بتلعثم  : اا... الأمر أنه... أتى لزيارتي في المتجر بالأمس وكان يبدو حزيناً يقول إنه يشعر هذه الأيام أنه وحيد ، أردت أن أخفف عليه فخرجت من المتجر وأغلقته قبل. أوانه ، ذهبنا لمقهى كونتيس في شارع برودواي.... (أطول شارع في العالم وتوجد فيه العديد من المحلات الفخمة والفنادق وناطحات السحاب )......كان قد تحسن وعاد لمواجهة العالم ومرحه المعتاد ولكن ...أغمضت عينيها تتذكر ما حدث .....سقطت حقيبتي و رأى أقراص منع الحمل .

أغمض كريس عينيه وقد فهم ما تشير إليه حين أكمل وقال : أنت على علاقة مع أحدهم صحيح؟

اومأت شارلوت وأجهشت بالبكاء : لم أستطع أن أخبره ...في كل مرة أحاول ذلك أرى لمعة الحب في عينيه وفرحته بلقائي ...أردت أن أمهد له الموضوع ولكن...صرخ في وجهي بغضب لم يسبق له أن غضب علي إلى هذا الحد ...حتى أنه دموعه قد سألت في أثناء ثورته لقد انهار ، وغادر ...حاولت الإتصال به ولكنه لم يرد فظننت أنه رحل ليهدأ من روعه و قررت الإتصال به اليوم لكنه لم يرد أيضاً.

انا آسفة ...كان علي أن أخبرك كريس ...صديقك لم يكن بخير أبداً ...كله خطئي .

أغمض كريس عينيه وسحب شعره للخلف، ثم أغلق الخط في وجه شارلوت التي هو في الأساس لا يهتم لأمرها و يراها شخصاً لا يستحق كل هذا الحب الذي في قلب صديقه و يظن أن سبب تعاسة ستيف من رفضها المستمر جعل كريس يبغضها أكثر.

رغم أنه يعلم أنه لا  يمكنك أن تجبر قلبك على أن يحب أحداً حتى لو كان هذا الشخص يذوب فيك عشقاً ، لا سلطة لنا على قلوبنا

أغلق الخط وشعور الذنب يأكله ، لقد أصبح صديقاً سيئاً ، ضرب المقود بغضب ممزوج بألم ، صدح صوت شاشة السيارة بنغمة أغنية برازيلية لمغني مشهور هناك ، ضغط على الشاشة التي كانت موصولة  بهاتفه  ، رد على الإتصال الوارد من ماليا ، لا شك أنها قلقة لأنه غادر بدون أن يودعها لاسيما أنه غادر الصباح بدون أن يفعل ذلك أيضاً .

_أين أنت يا كريس؟

_حدث أمر طارئ عزيزتي فلم تُتاح لي الفرصة لأخبرك ....Sinta muito..(أسف بالبرتغالية).

صحيح أن ماليا لا تجيد البرتغالية لكنها تعرف بعض الكلمات بفضل كريس .

ردت بنبرة قلقة : لا عليك عزيزي ولكن ما الأمر ؟

وقبل أن يخبرها كريس ، صدح صوت سيارة إسعاف وأصوات أشخاص تداخلت ، لأن ماليا قريبة من بوابة الطوارئ ، ثم سمع صوت فتاة تحث ماليا على القدوم .

_ أذهبي يبدو أنه الأمر طارئ.

أجابت ماليا مؤيدة وهي تتحرك بإتجاه الطوارئ بسرعة ، إنشغلت ماليا بالمريض الذي يبدو أن حالته حرجة ونسيت أن تغلق الخط واضعةً الهاتف على جيب رداءها الأبيض بإهمال قبل أن يضغط على زر الإغلاق ولكن سمع أحداهن تحاول شرح الوضع لأنها كانت تتحدث بصوت عالي يظهر صوتها بسبب الضجيج .

*شاب حاول الانتحار من فوق جسر بروكلين لكن معالمه ليست ظاهرة ويبدو في حالةٍ حرجةٍ جداً*

ضغط كريس على المكابح بقوة حتى كادت السيارة التي خلفه تصدمه مما جعل السائق يشتمه ، شعر كما لو أن شيئًا حارقاً في رئتيه يجعل عملية التنفس تبدو مؤلمةً ، إرتخى جسده على الكرسي من هول الصدمةِ ، شعر بضربات قلبه تكاد تكون مسموعةً في أذنه وأن معدته تؤلمه فجأة وأمعاءه تتقلص وجسده بأكمله تخدر وكل شئٍ من حوله يسير بالحركةِ البطيئةِ كما لو كان خارج الزمن ، وطنين حاد في أذنه .

مرت الفكرة المرعبة في رأسه ، وشعر بالصداع يشوش تفكيره .

يا إلهي ستيف .

أرجوك لا تكن أنت .

نبس لنفسه بخوف يدب بداخله يتغذى على روحه و يصنع فجوةً في أعماقه.

...........

*السودان*

*رنين*


هم بالخروج ولكنني قلت له بصوت حرصت أن يسمعه : : أنا إمرأةٌ جيشي الوحيد هي ثقتي بنفسي...لذلك أنا لا أخسر.....أنت الآن لا تدري أي أبواب الجحيم فتحتها في حياتك...أيها الطبيب.


لم أرى إبتسامته لأنه كان غادر وأغلق الباب ولكنني اقسم أنه ابتسم إحدى تلك الإبتسامات المستفزة كما لو كان يهزأ بكلامي .

ما أن خرج حتى تصاعد غضبي إلى السطح و رميت كل شئ على الطاولة في الأرض وصرخت بسخطٍ ، من يظن نفسه ذاك الحقير التافه السخيف المتعجرف الوقح.

لا أظن أن هناك كلمة تستعمل للشتم لم استعملها ، كان مكتبي عازل للصوت هذا لأني أحب أن أعمل في هدوء ولكن المكتب كان قد تحول لفوضى عارمة .

شعرت أن أناملي تهتز من كثرة الغضب ، أحتاج الآن لكيس ملاكمة من الرمل عليه صورة فراس لألكمه بشدةٍ.

لا أصدق كيف خطط للأمر و نفذه؟

لقد استخففت به، لم أدرسه جيداً، لم أتوقع أن يرد لي فعلتي بهذه القوة و يتركني أدور حول نفسي، تنهدت أحاول ان أهدأ، لأنني لو لم أفعل سأجد نفسي اركض خلفه و أدعسه بسيارتي، رغم ذلك خرجت و نظرت له من الأعلى و هو يعبر الصالة و حرقته بنظراتي، كما لو شعر بها إذ إلتفت و إبتسم بإستفزازٍ و عاد، شددت بقبضتي على السور المعدني استشعر برودته و

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


في غرفةٍ أقل ما يقال عنها انها فخمة ، الشرفة كانت ذات باب زجاجي بستارة إلكترونية تتحكم في قفلها وفتحها  من ماركة سيدار. الغرفه كانت كبيره و واسعة أثاثها يتراوح ما بين اللونين الذهبي مع الأبيض السكري بأرضية رخامية سكرية، باب زجاجي يفتح بالسحب يحتوي خلفه ادراجاً بيضاء؛ معلقة عليها ملابس وأحذية و حقائب بعضها ماركات عالمية. كانت تجلس الشابة بشعر نحاسي وبشرة فاتحة تلف شعرها بمشبك بإهمال مرتدية بجامة قطنية قصيرة. كانت ملامحها جادة وهي تركز في ما تقوم به أمام شاشة الحاسوب من ماركة "Apple" ، قامت بإرسال الإيميل الذي تعلم جيدا أنها قد تتعرض للتوبيخ بسببه .

ولكنها تطمئن نفسها أنها تقوم بذلك من أجل مصلحة صديقتها .

انفتح الباب الخشبي ليدخل طفل يركض بسرعة يلحقه واحد آخر يشبهه تماما ، وسرعان ما قفزا على السرير يتشاجران حولها بسبب لعبة البطل الخارق "باتمان" ، مما جعلها تزجرهم بحدة علهما يتوقفان عن الازعاج ولكن بلا فائدة مما جعلها تدلك جسر أنفها بأناملها من الصداع و تتنهد بيأس. حاولت التحدث معهما محاولة معرفة المشكلة ولكن أحدهما انتزع اللعبة من الآخر وهرب بينما جلس الاخير يبكي في منتصف السرير ويصرخ بصوت عالٍ .

فكرت أن طفليها سيقودانها يوما إلى الجنون لا محالة، ولكن الأمومة ليست سهلة على أية حال، حاولت إسكات الذي يبكي حين قالت بنبرة حانية: آسر، لا بأس ألم تكن تحب " آيرون مان " أكثر؟

لكن الطفل عبس وقال  بصوت عالي وسط بكاءه وعيناه المحمرة: ولكن ياسر قال ان آيرون مان سخيف و ردءاه ليس رائعاً كباتمان.

نهضت ثم قامت بحمله و تقبيل وجنته مما جعله يهدأء قليلا ولكن العبوس ما زال يظهر على ملامحه الطفولية المنمنمة، التي ورث أكثرها من والده. حينها قالت رهف بابتسامة تبدو صبورة وبعيدة كل البعد عن شخصيتها الصاخبة المتهورة وكأن الامومة جعلتها شخصاً آخر تماماً: لا يهم رأي الناس في ما تحب المهم انك تحبه مهما كان رأيهم به.

رمش ثم عقد حواجبه بطريقة ظريفة وهو يفكر في كلامها كعادته يحاول ان يحلله هو الذكي و هادئ أكثر من أخيه لكنه حساس و كثير البكاء و يتأثر بأي حديث سلبي بسهولة و أخاه يستغل هذا و يضايقه طوال الوقت حينها قال أخيراً : هل أظل احب آيرون مان رغم إخبار ياسر لي أن لا أحبه؟

ضحكت رهف و قبلته مجددا لذكاءه هي تتبع معه هذا الأسلوب لتنمي ذكاءه أكثر : اجل يا صغيري الذكي... والآن ان بطل أبيضاً قد لا تملك قدرات خارقة ولا تستطيع الطيران كسوبر مان  ولكن اتعلم لما انت بطل مثلهم أيضا ً؟

لمعت عيناه بفضول و حك جانب رأسه بينما يميل به كحركة تلقائية معتادة حين يركز. لذلك تسائل و قد توقفت دموعه تماماً: لمَ؟

أشارت رهف لرأسه وقالت: لانك تمتلك عقلاً خارقاً .. انت ذو عقل ذكي لذلك سأسميك " سمارت مان " ما رأيك؟

رفع يداه عالياً وقال بحماس طفولي: انا سمارت مان سأنقذ البشر بعقلي الخارق.

حملته رهف بطريقة ليبدو كما لو أنه يحلق وهو يرفع يديه عالياً بينما تدور به في أرجاء الغرفة ليعلو صوت ضحكاته و يعود أخاه يطل بنظرة فضولية ثم يرمي لعبة باتمان و يرفع يداه لوالدته لتفعل معه ما تفعله بأخاه الذي يضحك و نقل له عدوى الضحك مثله، لينسيا سبب شجارهما لأنهما طفلان في نهاية المطاف، يبكيهما شئ بسيط ليسعدهما شئٌ ابسط.

........

خرج وهو يرتدي قميصا ابيض وبنطالاً اسود من الجينز وحذاء رياضي أبيض ، وخرج مسرعاً وسمع والدته تخبره أن لا يتأخر عن العشاء ثم بدأت تتذمر حوله وحول لؤي بسبب تأخرهم في الخارج دوماً ثم انقطع كلامها حين خرج يغلق الباب خلفه ، ركب سيارة الجيب ووضع الهاتف على الكرسي المجاور ، كان مع موعد مهم مع صديق قديم ، كان قد التقاه منذ مدة ، كان صديقه حين كان مازال يدرس في بلده ، لم يتوقف صديقه عن مراسلته بين الحين والحين.

في مقهى يطل على النيل التقى بغسان ، بعد السلام والتحايا ، حدثه فراس على ما الخدمة التي أخبره أنه يريد أن يلتقيه بسببها اليوم .

صمت غسان ينظر لفراس دون أن يرمش كما لو أن له رأس أخر ثم قال بعد أن عدل نظارته وهو ينظر للذي أمامه بحيرة:  هل طلبت مني للتو اختراق الكاميرات لسرقة لوحة؟

ضحك فراس ثم قال : لا تسميها سرقة بل مجرد إستعارة.
رمش ببراءة في نهاية حديثه يجعل الاخر يكاد يفقد المنطق ثم قال يتحرك في كرسيه يقترب منه اكثر: انت لا شك انك جننت.... فراس الذي اعرفه لن يقدم على فعل متهور كهذا.... ام أن سنين الغربة غيرتك؟

_فقط أن المسألة مسئلة رد كبرياء
Ok?

حاول فراس الشرح وهو يحرك يديه في الهواء كعادته دوما حين يتحدث و يريد إيصال شئٍ ما.

كتف الاخر يديه و رمقه بحدة : ما هذا انا لا أفقه شئ من حديثك. ما علاقة الكبرياء بالأمر؟

تنهد فراس ثم اضطر ان يخبره بالأمر منذ اول لقاء له مع رنين.

_انها غير معقولة.
نبس غسان بحيرة من تصرفات رنين الوقحه.

_ she's a mad person, really! now you can understand what I'm saying.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:24


ضحك غسان حين غير فراس لغته تلقائياً ثم قال: يبدو أنك لم تستطع ان تعتاد على انك لست في أمريكا بعد.

ضحك فراس بحرج وقال: حسنا إنها عادة... احيانا استخدم كلمات بالإنجليزية بدون وعي مني و أحيانا اجد نفسي اتحدث بها بدون وعي إلا أن أرى ملامح التي امامي قد تبدلت بعدم فهم.

ضحك غسان بقوه وهو يتخيل الأمر : اتخيل رد عائلتك منذ الان.

ضحك فراس وقال : اجل لقد عانوا في البداية...ثم اكمل بجدية .والان لا تنحرف عن الموضوع.

_ اي موضوع أيها المخبول .... هل تريد توريطنا مع الشرطة؟
هذه المرأة ستزج بك في السجن لا محالة... ومع كونها مديرة شركة في هذا السن لا بد انها ذكية و فطنة... فقط انسى الأمر.
حرك غسان يده في نهاية حديثه وهو يلتفت للجانب.

_ يا رجل انت تستهين بقدراتي حقاً.
نبس فراس وهو يرمش بعدم تصديق ثم صفق وقال وهو ينهض من مقعده و يخرج الحاسوب من حقيبة غسان يضعه على بين يديه: هيا هيا... لا أعرف عبقري برمجيات... بالطبع لن تخذلني... الأمر بسيط فكر بها كاستعارة كما اخبرتك... فقط نأخذ لوحة حتى أطلب منها رسم أخرى كتعويض لما أتلفته.

_ و إن رفضت؟
نبس غسان ينظر له وهو يرفع حاجبه ينتظر إجابته.

_حسنا أعيدها بالطبع وانسى الأمر.
نبس فراس بابتسامة بريئة جعلت الاخر يضيق عينيه فيه بشك.

_ انت من كنت اقول انه اعقل شخص اعرفه يا إلهي أشعر اني في رواية رومانسية مبتذلة حيث الابطال يكرهان بعضهما قبل أن يقعا في غرام بعضهما.

_ من يقع في غرام من أيها الأحمق؟
ان لها أعين مخيفة كالقطط أشك انها تتحول لقطة في الليل.
نبس فراس بسخرية لاذعة كما لو ان الاخر أهانه.

_ مرفوض وان أردت أن أقولها لك بالإنجليزية لا بأس
No i can't do it.

_ yes of course you can.
نبس فراس بإبتسامه و اجبره على حمل الحاسوب بين يديه مجدداً بعد أن كان على الطاولة.

_ شكرا لك على مساعدتي يا أعز اصدقائي لن انسى معروفك هذا ابداً.
نبس فراس بسعادة.، جعلت الاخر ينظر له بعدم تصديق.

ه...هذا المحتال .

تنهد بيأس وفتح حاسوبه يشرع في اختراق الكاميرات تحت أنظار فراس الذي اتسعت ابتسامته وهو يتخيل وجه رنين حين تتلقى الخبر.


.......

بعد أن كسروا قفل الباب، اخذ فراس أكبر لوحة في المعرض بعد أن قام بحملها بحرص،  اما غسان كان يراقب في الخارج لرؤية أي حركة ومن حظهم ان الشارع كان خالي ولم يكن من الشوارع الرئيسية، مازال لا يصدق  انه يسرق لوحة وهي فكرة اعز اصدقاءه الذي يبدو أنه فقد صوابه تماماً، ثم حين لمحه يخرج أغلقوا الباب و استبدلوا القفل بآخر يشبهه بفضل فراس الذي يبدو أنه درس الأمر جيداً، ثم غادروا المكان بعد أن وضعوها  على السيارة التي تحتوي على  صندوق مكشوف خلفي و مكان لأربع ركاب، موديلها ليس حديثاً لكنها قوية وفي حالة جيدة كانت لوالد غسان التي يستعملها في كثير من الأحيان بعد تقاعد والده، لان اللوحة لم تكن ستتسع في سيارة فراس.

غسان  كان ذكياً في مجال الالكترونيات منذ ايام الجامعة، اخترق الكاميرا في دقائق قليلة، هو من شجعه على فكرة المنحة لأنه هو الآخر كان يريد أن يسافر للدراسة خارجاً ولكنه كان يساعد والده الذي كان في ذاك الحين تاجراً يملك دكان وحيداً في السوق آنذآك و يعتمد عليه في أمور شتى حيث أن لا ابن له غيره، ولكنه جعل والده يرتاح الآن بعد أن صار هو من يعمل و تكفل بكل مصاريف المنزل.

كان ذاك النوع من الأصدقاء الذين تتصل به في الساعه الثانية صباحا ليساعدك لدفن جثته وهو يهرع إليك ليخبرك عن المكان الأنسب للدفن .

لذلك أجل

هو طلب المساعده من غسان وهو كله ثقة أنه سيساعده،  رغم تذمره و اعتراضه.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:21


_ ربما تحتاج مساعدتك في شئ.
قال فراس مطمئن لدنيا التي إرتدت خفها المنزلي وغادرت مسرعة ، متمتمة انها تتمنى ذلك حقاً.


إتكأ لؤي على الجدار ثم قال : والآن ما هي أخبار المشفى؟

تنهد فراس بتعب وقال: جيدة... لا مرضى كُثر... ولكن الأمور الإدارية تكاد تصيبني بالصداع... هذا لن يصلح أنا طبيب و لست مدير... ولكن للأسف مازلت أبحث عن من يشغل المنصب و يكون ذو مصدر موثوق.

_معك حق الأمر مرهق....أسأل والدي عله يجد لك من أصدقاءه القدامى.
اومأ فراس رأسه دلالة على أنه سيفعل.

نظر فراس إلى أخيه الذي صار عشرينياً الآن ، يشبهه قليلاً في الملامح ، من يراه سيعرف أنه أخوه دون مجهود ، بجسد أنحف منه قليلا لكنه صحي ، عيون سوداء كوالده لم يرث عيون والدته مثله ، بلحية وشارب مشذيين وشعر بتسريحة إلى الخلف ، وغمازة على خده الأيسر ، إبتسامته لا تفارق وجهه ، ساخراً دوماً ، إجتماعي جدا ، بعيد كل البعد عن ذاك المراهق ذو السابعة عشر عاماً الذي تركه خلفه ، كان إنطوائي وصديقه الوحيد كان هو ، كان يقلده في أي شئ في أسلوب حديثه و ذوقه في الملابس بل كان لهم الكثير من الملابس المتشابهة، كان أقصر منه بكثير فهو كان  ، كان خائفاً عليه ، خائف أن يتوه وهو ليس معه وينحرف مع رفاق السوء ، لذلك كان يحرص على أن يتحدث معه دوماً مكالمات فيديو ويجعله يشاركه تفاصيله ، يحكي له مشاكله حتى التافهة منها ، كان بعيداً جغرافياً ولكنه حرص أن يكون قريبا معنوياً.

وجد فراس نفسه يقول وهو يتذكر الماضي: هل تذكر حين كنت لا تحب الخروج من المنزل إلا معي؟

ضحك لؤي ثم قال وكأنه تذكر ذلك فعلاً : أجل أجل كنت طفل سخيف يحب الجلوس في المنزل كالفتيات والشجار مع دنيا.

_مازلت تتشاجر معها.
نبس فراس بنبرة معاتبة.

رفع لؤي كفيه وقال بضحكة خفيفة: بعص الأمور لا تتغير.

كان رد فراس إبتسامه ، ثم فجأة صارت ملامح لؤي جدية و إقترب من أخيه ثم قال :هناك شئ واحد لا أستطيع مسامحتك عليه.

رفع فراس حاجبه بتعجب من حديث أخيه ، وسرعان ما كست ملامحه الاسف حين سمع أخاه يقول : أنك سافرت

هم فراس ليقول شئ لكنه لم يعرف من أين يبدأ ليسمع  لؤي فجأة يضحك بصوت عالي وهو يرجع رأسه للخلف ثم قال بصعوبة بين ضحكاته: يا إلهي مازالت مقالبي تنطلي عليك لا أصدق، بالطبع أتفهم الأمر لولاك لما كنا بنينا هذا البيت ولما كنا عشنا في مستوى مادي ممتاز، ولما كنت درس في أفضل الجامعات.... لو أتتني الفرصه كنت سأفعل المثل ولم أكن سأعود حتى.

هذه المره صفعه فراس بوساده أكبر...ثم قال : أنت لا تكبر ابداً.

ضحك لوي بصخب، ثم إنتقلت أحاديثهم بين المزاح و الذكريات يحكي له عن احداث أيام الجامعه و مواقف طريفه في العمل و يحكي له فراس عن حياته في نيويورك و أصدقاءه ستيف و كريس ومواقف طريفة جمعتهم.

حينما خرج  لؤي ، عاد فراس لما كان يفعله قبل دخول الجميع ، البحث حول رنين ليس إعجاباً بها بل حتى يدرس خطته جيداً وكيف سيرد لها الصاع صاعين، لا يعلم ما يحدث معه الآن و لما هو مصمم برد كبرياءه ولما لم يتجاهل الأمر فحسب و لكن شئ غامض يشده نحوها، يكتشف قاع محيطها المظلم و ما تخفيه خلف ستار عينيها، وسر عدائيتها و شخصيتها التي يتوجس منها الجميع، وأي نوع من الرجال كان زوجها ليتسبب بكل هذه العقد لها.

قطع حبل أفكاره صوت سيارة إسعاف صاخب صادر من هاتفه، إنه الهاتف الذي يخص المشفى، نهض فوراً بعد أن تلقى الاتصال، إرتدى ملابسه على عجل و حمل رداءه الأبيض، تبخرت كل أفكاره فجاء  و إرتدى قبعة الطبيب بنجاح.

.......

في غرفة غلب عليها اللون الرمادي بالبرتقالي الغامق ، من السرير وحتى الخزانة والمرآة ذات الأدراج الخشبية بنفس اللون ، الخزانة التي كانت تحتوي على بابين كان في الرف السفلي العديد والعديد من الروايات من تصنيف الفانتازيا (الخيال) ....كانت دنيا ومنذ الصغر مولعة بالقصص المصورة الخياليه ، إلى أن كبرت وصارت تقرأ الروايات ووجدت نفسها مع الوقت تقرأ و تميل إلى الفانتازيا ، منذ كانت صغيره وهي كانت تتبع فراس أخيها في كل مكان كانت تجده دوماً يقرأ ، فأرادت ان تقرأ أيضاً وتقلده ، أخبرها أن الأشياء التي تقرأها لا تناسب عمرها ولكنه سيحضر لها العديد من القصص المناسبه لها ، له الفضل الأول والأخير في حبها للقراءة .

كانت تجلس على السرير بما أن اليوم عطلة والجميع في المنزل بإستثناء لؤي طبعاً ، الوسادة كانت قد استقرت فوق ساقيها وهي تحتضنها إلى صدرها وتضع سماعات الأذن اللا سلكية وقد وضعت ماسك الخوخ على بشرتها تحرص أن لا تلمسه بأناملها ، وتلف شعرها على شكل "كحكات "....تتحدث إلى الشخص الوحيد الذي تحب التحدث معه وهو تالين رامز .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

18 Jan, 18:21


جاءها صوت ضحكات تالين الشماته مما جعلها تكشر ملامحها بإنزعاج مما جعل القناع يشد على بشرتها أكثر فأعادت ملامحها إلى الجمود مرة آخرى ثم قالت دنيا بضجر حين لم تتوقف تالين عن الضحك : توقفي عن الضحك ڤامبير...اقسم أن الأمر كان تحت السيطرة وكنت سأخذ نكهتي المفضلة ولكن البائع الأحمق وقف بصفه

تنهدت تالين بيأس حين سمعت اللقب الذي تناديها به صديقتها ، كم مرة أخبرتها أن هذا اللقب سخيف لكنها ما تلبث أن تقوله في كل مره لتغيظها، مصممة أن عينيها العسلية الفاتحه تشبه أعين أبطال سلسلة روايات الشفق الذي صدر منه فيلم.

قالت تالين ساخره :  أي صف يا معتوهه إن بائع المثلجات محق.... أنه كان أمامك وكان يختار النكهات و إختار نكهة ليس من شأنه انها نكهتك المفضلة و أنها آخر كمية.

ردت عليها دنيا وهي تتحدث بنبرة حادة تكاد تموت غيظ وهي تحرك يديها في كل مكان: أيتها  الحمقاء أنا صديقتك قفي بصفي وليس مع الغريب.

_توقفي عن التصرف بطفولية إنها مجرد مثلجات.
نبست تالين بلامبالاة.

_إنها ليست مجرد مثلجات إنها أفضل إختراع في العالم بعد الروايات الخيالية.
دافعت دنيا بقوة فهي مهووسة بالمثلجات رغم آلآآم الحلق التي تأتي بسبب إفراطها فيها ولكنها ما لبثت أن إستمرت في جلبها و إكتشاف أي مكان جديد في العاصمة يصنعها و تستمتع بتذوق النكهات الجديدة من محلات إعتادت عليها وتراهم الأفضل في صنعها، تفضل تناولها مع قراءة رواية في ركنها المفضل لذلك صداقتنا محدودة، عكس تالين التي تفضل الروايات الرومانسية و تتمتع بشخصية منفتحة جدا مع الآخرين.

_حسناً حسناً لا تبدأي الآن.
نبست تالين بتذمر ثم أكملت تقول: أرسلت إليك رواية رومانسية غاية في الجمال و مفردات اللغة فيها تشع أناقة.
هل قرأتها؟

_ تلك التي تتحدث عن البطل البارد و البطلة الممرضة الغبيه المعجبة به رغم برودته و قسوته؟
لا شكراً  شخصية البطل مستفزة جداً.

_ ألستِ أنتِ من رشحتي لي رواية الإسبوع الماضي والتي بطلها بنفس المواصفات؟

_أجل ولكنه مصاص دماء.

_هل هذا سبب منطقي برأيك؟

_ أجل منطقي جداً.

_أنا لا أستطيع أن أعلق حتى.
سخرت تالين بضحكة خفيفة.

_أريد أن أتزوج مصاص دماء أو مستذئب لا يهم المهم ألا يكون بشرياً و أكبر مني بمئة عام.
نبست دنيا بنبرة حالمة من الإمكان.

_أحلام اليقظة المضحكة.

_اخرسي يا مفسدة المتعة... أعني لِما على الشخصيات في الروايات أن تكون رائعة و مبهرة؟
أين نجد أمثالهم هذا ليس عدلاً؟
تزمرت دنيا بنبرة واضحة وهي تتقلب في السرير..

_أجل حقاً معاييرنا إرتفعت بسببهم كيف سنتزوج هكذا؟
شاركتها تالين الرأي وهي تتنهد بحيرة.

_تخيلي أن نكون أبطال في رواية.

_ أي نوع من الروايات؟

_ لا يهم المهم أن يكون البطل وسيم و غني و مهووس بي... لن أسامح الكاتبة لو لم تفعل ذلك..... ( مهلاً ما ذنبي؟)

_ متأكده لا تريدينه مصاص دماء؟

_ لا بأس بهذا أيضاً.

ضحكت تالين من أفكار صديقتها المجنونة، وشاركتها دنيا الضحك، متناسية أمر الحوار الذي كان مع فراس بشأن رنين، لن تخبر به تالين بالطبع فهي أختها على أي حال و ستجد لها تبرير و تظل تدافع عنها.

على المرء أن يعرف ما يجب أن يبوح به وما يحب أن يحتفظ به في بئر أسراره الخفي.


.........

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

17 Dec, 19:34


خشوا للفعاليات وعشان تتابعوا الجديد و لو نزلت صور او اي تصريح يخص الرواية

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

17 Dec, 19:28


https://t.me/Tasabeehnuori

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

14 Dec, 19:44


قاعدين تخلوني اكسل شديد بي سبب التعليقات البسيطه والما ع قدر تعبي انا عايزه البوست يتملي تعليقات لسه الحماس و التشويق و الشخصيات الجديده جايه القراء القدامى عارفين الحاجه دي.


م دايره القراء القدامى حيكسلوا يقروا التعديل لانه والله العظيم التعديل في حاجات م كانت موجوده في القديم و معلومات كتيره و تلميحات كتيره حتفوتكم لو م قريتوا.


يخوانا انا م بنوم بسبب التفكير في ال الرواية م ممكن بعد التعب د كله تحرموني من شوية تعليق.


م عايزه نوع حلوه و استمري دايره تعليق يملى العين😭

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:37


منتظرة تعليقاتكم السمحه و تحليلاتكم الحتبهرني🔥🔥🔥🔥🔥🔥💜

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:37


_ انا؟
سرقة؟
هذا اتهام خطير في حقي يا المديرة....سميها فقط إستعارة...بالطبع سأعيدها لك إذا نفذتي ما قلته.
طرق بأصابعه على الطاولة و أرخى اجفانه بهدوء واسترخاء وليس كأنها تصرخ في وجهه وتموج كحمم البركان يكاد غضبها يحرق كل ما حولها.

_هل تتجرأ ان تهددني في شركتي؟

_تهديد؟
كلا انا شخص مسالم جداً كما تعلمين...انا فقط أخبرك بما هو مطلوب منك...إعتبريها صفقة فقط.

تنفست بحدن، شعرت بالهواء ينغلق و ينفتح على رئتيها، تبدو كتنين على وشك ان تنفث النار في وجهه في أي لحظة، إرتجفت اناملها من شدة انفعالها، هذا المخادع الشيطان والماكر.

كيف يجرؤ؟

كانت تعلم انه مخادع وماكر ويخفي أسوء ما فيه تحت قناع اللطف.

_لا تحاول ان تتذاكى علي وتسمي السرقة إستعارة و التهديد صفقة....أعدها واعدك أنك ستنجو من غضبي.

_احرقيني بنيران غضب...انني بارد كالثلج أي نار قربي ك رياح صيف ساخنة فقط تداعبني.

هذا الأحمق فيما يهذي ويتفلسف هكذا بكلام عميق لا وقت له؟
هي فكرت داخلياً تكاد تجن وتفكر جدياً بإخراج جنون غضبها عليه وسحق رأسه مع الطاولة.

نهضت يعدل ملابسه ثم قال بهدوء وإبتسامه مستفزة: أخبرتك انني سأعيد اللوحة سالمة بالطبع لو قبلتي صفقتي...ورماد إذا لم تقبلي... هذا لا يسمى سرقة هل سمعتي بسارق يعيد ما سرقه؟

نظرت له بغيظ تقبض على اناملها، ثم أمسكت هاتفها بقوة وضغطت على الذرار تكاد تحطم الشاشة تحت وقع نظراته المستمتعة.

_اتصلي بمديرة معرضك لتتأكدي...يبدو أنها الآن تدور حول نفسها خائفة أن تخبرك بالأمر و تحاول إيجاد حل لها ولابد انها تلعب دور المحقق لتحاول اعادة اللوحة قبل معرفتك.

_ إخرس .
نبست بحده ثم حين ردت نادين بصوت مرتجف، علمت أن معه حق، مما جعلها تصرخ في المسكينة كما لو تتفشى فيها بدلاً من الواقف امامها ، وضعت الهاتف بعنف على الطاولة ثم قالت: ستندم أشد الندم على ما..قاطعها وهو يدعي التثاؤب بملل ثم قال: حسناً انا طبيب مشغول كما تعلمين ولدي مرضى ينتظرونني....تعلمين أين تجدينني لو أردتي إستعادة اللوحة سالمة...أريد الرد في اسرع وقت انا شخص ملول حقاً قد اعيدها لك بهيئة اخرى لو تأخرتي علي.

_أيها ال....
لم تدري حتى كيف ترد عليه من غضبها توقف عقلها عن العمل و إيجاد الرد المناسب او التصرف بطريقة مناسبة.

وحين رأته يبتسم باستخفاف ثم يفتح الباب، إستجمعت شتاتها وقالت بحده لكن تحرص على أن لا تصرخ حتى لا يسمع الموظفات: انا إمرأة جيشي الوحيد هي ثقتي بنفسي...لذلك أنا لا أخسر.....انت الآن لا تدري اي ابواب الجحيم فتحتها في حياتك...أيها الطبيب.

إبتسم وهو يغلق الباب لا يهتم بالرد على تهديدها، في داخله فضول وحماس ليعلم ما ستفعله حقاً، يعلم أنها الآن تموت غيظاً وغضباً لأنه حطم كبريائها، يعلم أنها لن تصمت.

خرج من الشركة بهدوء تحت أنظار الموظفات الفضولية والمعجبة رغم ذلك لم يجرء احد على التحرك خارج مكتبه بل اكتفين بالتحديق به عبر الزجاج، إقشعر بدنه حين أحس أنه مراقب، لذلك توقفت ليلتفت وينظر للأعلى ليرى نظرات رنين بشرارات غضب حادة، إبتسم فقط بهدوء وغادر.

يشعر بالفراغ داخله يمتلئ بطريقة غريبه، وافكاره السودواية واشباحه الرمادية تختفي فجاءة.

و أسم واحد يتردد عبر أفكاره.

رنين رامز.

امرأة مثل اللغز، وهو شخص فضولي جداً لٱكتشافها.

يتبع.....

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:36


*حاضر*


*وجهة نظر الكاتب*


لم تنسى ذاك اليوم وكمية المشاعر الرهيبة التي عاشتها في دقائق قليلة ، أنه كان يستمتع في كل مره في جعلها على الحافه حتى تظن أنها ستسقط ، ولكنها لا تسقط فعلاً ، كانت معلقه بين هاوية سحيقة ، وأرض صلبه .

شربت كأس ماء تحاول أن تهدأ ، منظرها أصبح مزريا ، عدلت حجابها بسرعه و حاولت أخذ أنفاسها بصعوبة ، إبتلعت حبوبها، وأتصلت بطبيبتها تخبرها ان تعطيها جرعة اقوى، تعلم انها سترفض وتخبرها ان تأتي للجلسات مثل كل مره، هي تكره الامر، تكره أنها مجبورة للذهاب لتلك الجلسات السخيفة، تكره أنها تعاني رغم كل هذه السنوات، توقفت عن الجلسات منذ ثلاث سنوات لكنها تذهب في أحيان نادرة حين تكون في موقف يجعلها تعود لقبو ذكرياتها المفقودة، تذكرت كل ما حدث يوم أقترح لعبة الموت ولكنها ترى ذكريات الغرفة الحمراء ضبابية كالعادة، لا شك أنها ذكريات ألميه وإلا لم يكن الدماغ ليحذفها، لذلك هي شبه ممتنه لذلك ولا تتمنى عودتها رغم انها مفتاح علاجها.


طرقات على الباب جعلتها تعدل من هندامها وتحاول أن تضع قناع البرود ، نظرت إلى أناملها المرتجفة تقبض عليها تخفي ارتجافها ،حاولت أن تنسى ما حدث وتمحي الذكرى الحالية وتعود ملامحها خاليه كصحراء الشمال .

*كانت تخرج من المعارك بندوب ترتديها ك طلاء اظافر أسود ك السواد الذي كانت تعيش فيه وما زال يسبح داخلها إلى الآن*

سمحت للطارق بالدخول ، حينها دلفت دعاء بملامح مرتبكه جعلت رنين تنظر لها بحيره تنتظرها لتتحدث حين قالت الأخرى بسرعة: لقد حاولت أن امنعه لكنه كان مصمم على مقابلتك....ا...انه ...أعني ينتظرك خارجاً يقول ان لديه شكوى.

نظرت لها بحيره اكبر وقالت : هو؟!!! تقصدين رجل؟

_ااا اجل.
نبست بنبرة متوجسه، تقبض على الملفات تضمها لصدرها كأنها ستحميها من غضب مديرتها.

حينها اشتدت دواخل رنين بمشاعر سلبية خانقه، الذكرة مازال طعمها كالعلقم في فمها، ذاكرتها رغم انها حذفت ذكريات مروعة ولكن علاقتها السامه مع وليد تتذكرها بتفاصيلها منذ لحظة لقاءه إلى ان وقعت بحبه ، ولكن رغم كرهها للرجال والابتعاد عنهم دوماً إلا أن زبون أتى الى الشركة ليقدم شكوى لشك إنه مهم جداً، وحين لم يتواصل مع ايميل الشركة وأتى شخصياً يبدو أن الأمر قد يكون مشكلة كبيرة تضر بسمعه الشركة، لذلك بتوجس وحذر اخبرت دعاء ان تدعه يدخل على المضض.


_أدخليه
نبست رنين تضغط على الحروف بنبرة ثقيلة تدل على غضبها.

_حسناً.
نبست دعاء بتوتر تشعر انها ستفقد وظيفتها في أي لحظة تتمنى فقط لو تختفي وتصبح غير مرئية، وقبل ان تهم بالخروج صاحت رنين متسائلة: هل اخبرك بأسمة؟

_اسمه فراس سيف الدين...يقول انك تعرفينه.
حينها اشتدت ملامح رنين اكثر لكنها حافظت على ثباتها ، المخادع المكار استخدم حيلة الشكوى حتى يدخل الشركة التي تمنت الرجال من دخولها، في عاصفة افكارها دعاء كانت غادرت وفات الاوان حتى تخبرها ان ترفض المقابلة .

نظرت له يطل بحلته السوداء، رائحة عطره سبقته احاطت بأرجاء المكتب، الذي نظر له بإهتمام، لمحت نظرات إعجاب جعلتها ترفع رأسها بغرور، جلست خلف المكتب تتصنع البرود وداخلها براكين هائجة، تخبر نفسها أن التلاعب بها لم يعد سهلاً مثل الماضي، وأنها الآن في منصب يجعلها ترفع رأسها بشموخ أمام أي رجل وأي شخص، حين جلس حاولت ان لا تهتم ان ملابسه تشبه ملابس وليد في الذكرى التي راودتها حتى لا ترتبك وتهلع.

ابقي هادئة

هي رددت لنفسها داخلياً.

_لنختصر علي وعليك هذا الإجتماع المستفز وأخبرني لما انت تلوث شركتي بوجودك؟
نبست رنين بجفاء، ء وملامح جامدة، تجعله يبتسم ثم يجلس على اليمين، يسترخي كأن المكان ملكه، يطرق بخفه على المكتب ثم يقول: انا ضيف أكرميني بكوب قهوة على الاقل .
حاولت جاهدة أن لا تضربه بإحدى المجلدات على رأسه ثم قالت ببرود: لا تُراوغ كثيراً.....لسنا في تلك العلاقة الجيدة التي تسمح لنا بإحتساء القهوة..
لذلك بلا مقدمات فارغة أخبرني ماذا تريد؟

إبتسم بوسع كأنها ألقت عليه نكته، الكرميل في عينيه كان لامع، كأنه يبدو مستمتع حقاً بالحوار مع صديق قديم.

_حاولت أن أفهم ما هو الخطأ منذ أول لقاء....لكن في كل مرة كانت حيرتي تزداد أكثر وأكثر....لذلك فقط أردت ان ألتقي بك لأفهم السبب تصرفك الغير مبرر في إتلاف ممتلكاتي.

شعرت بالحرج يتسلل لدواخلها بهدوء ولكن رغم ذلك طردته بعيداً، ثم نظرت له ببرود ترفع رأسه وتضيق عينيها عليه، يبدو كما لو يأنب طفله صغيرة ، لكنها بررت الأمر أنه هو من استفزها ورغم ذلك يدعي اللطف تكره أمثاله من يظنون أنهم مثاليون وجيدون ليتلقفوا حب وإحترام الجميع في حين من الممكن أن يكونوا أسوء الأشخاص.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:36


الشياطين تجيد الإغواء، منظرهم دوماّ مرتب وجميل، لا يتوقع البشر الشر من الأشياء الجميلة، وهذا جعل الشياطين تلتف حولهم مثل أفاعي مفترسه، تفترسهم وتلدغهم على حين غرة.

هي مقتنعة أن فراس شيطان يدعي أنه ملاك، نظرت بقرف لإبتسامته الهادئة ثم قالت: لا اذكر إنني وافقت على أخذها...ولم أظنك بالغباء الذي يجعلك تصر على شراء شيء رغم أن مالكه لم تكن علاقتك به جيدة.

لكنه فقط ضحك بخفة ثم قال: كان معرض...المعروضات فيه للبيع ....بغض النظر عن علاقتي بالبائع ولكن العمل لا علاقة له بالعلاقات الشخصية صحيح أيتها المديرة؟

إحتدت تعابيرها.

هل يعلمها كيفية سير الاعمال وهي مديرة تنفيذية لشركة هندسية هذا الطبيب المغرور؟

إبتسم وشعر بمتعه لا يعرف سببها حين رأى تعابيرها تحتد، يعلم أنها سريعة الغضب و ربما طبيعة عملها جعلتها تتعلم الصبر و إخفاءه ولكن هو بنى ثبات انفعالي بعد مشقة بسبب عمله ايضاً وتعلم كيف يستفز من حوله، هو لا يقضي معظم الوقت يقرأ اشياء تافهة بعد كل شيء.

حرب باردة كانت بينهم، صمت ثقيل انهته رنين حين قالت ببرود ونظرات عينيها التي تبدو له كأعين القطط بسبب لونها، ضيقتها عليه ثم قالت بنبرة محايدة لا تظهر اي شعور: وجودك هنا في شركتي يجعلني مثار القيل والقال تفهم قصدي بالطبع...لذلك بدون لف ودوران أخبرني ماذا تريد؟

إذا استثنت عمال الصيانة بالطبع.

إبتسم فراس إبتسامه لا تميز لونها، هل هي خبث ام متعه ام حماس ام سخرية؟

_تعويض.

_أي نوع من التعويضات.

إبتسم بإعجاب لذكاءها، بالطبع لن يكون مادي لأنها أرسل نقوده على أي حال لذلك اعتدل اكثر في جلسته ثم قال يحاول ان لا يطيل النظر إليها كثيراً لان عينيها ورغم انه يكره الاعتراف بذلك لكنها جميلة بطريقة مذهلة وهي لا يريد اي نوع من التشتيت يجعله يتلعثم امامها كالأخرق.

_قد تغرق المظاهر.. ليس كل من عاملك بإحترام و كان صامتاً في وجه من استحقره يعني أنه شخص لطيف ومسامح.....لدي جانب آخر أيتها المديرة....جانب لا أحب أن أظهره كثيراً وامام أي شخص.

قال كل هذا وهو يبتسم إبتسامه مشرقة كما لو أنه يخبرها بأسعد خبر، نظرت له بتشكك وريبة، وخوف عبر دواخلها لن تعترف به، اخيراً قرر الشيطان التوقف عن وضع أجنحة ملاك مزيفه، كما توقعت هو مختل بالطبع، مثل وليد تماماً .

رغم ذلك جعلت صوتها ثابت وهي تقول: صدقني تعاملت مع أسوء أنواع البشر...أعرف أكثر من أي أحد كم أن المظاهر مخادعه...لذلك لست متفاجئة كثيراً.
قالت بسخرية لاذعه في نهاية حديثها.

_لم اقل انني شخص سيء...لكن احياناً تجبرك الحياة لتتبع طرق لا تريدها.....وتتصرف بأسلوب لا يليق بك....بعض البشر طبعاً يجبرونك على إخراج أسوء نسخة منك للآسف.

_حسناً كما تريد انا الشريرة في القصة التي اخرجت جانبك السئ ... وانت الملاك البرئ....والان انا لست متفرغه للمواعظ...كما ترى انا مديرة مشغولة.
سخرت مجدداً ونظرت له بازدراء .

ضحك بخفة غير متأثر بحديثها و تلميحها الواضح لطرده من شركتها، لم يكن يتوقع رد فعل أخرى على أي حال، لذلك قال وهو مازال يبتسم إبتسامه استفزتها لدرجة انها تتمنى تقطيعه و إعادة تركيبه وتحنيطه لتصنع منه تحفه بشرية و تضعها في معرضها .

_علي أن أعترف إنك رسامة ماهرة ولقد حزنت حقاً لتدمير فنك المميز بسببي...اعتقد هذا ما جعلني اتقبل الأمر بصدر رحب ففي النهاية لست وحدي من خسر.

صكت على أسنانها بغيظ هي تحاول أن لا تغضب وتتهور وتصرخ في وجهه امام الموظفات لأن هيبتها كمديرة رسمية و انفعالها لا يصل للصراخ الا نادراً، وايضاً لا تريد أن ترى لمعة الانتصار في عينيه، يبدو ساكن وهادئ ويقيس ردود فعلها كما لو أنها فأر تجارب يطري عليه أبحاث نفسية، افضل حل الآن هو الصمت ومعرفة ما سيقوله لأنها لا تثق في لسانها الذي يهدد بآلاف الشتائم ويديها التي تحكها لتلكم وجهه تحطم أسنانه وتدمر إبتسامته، حينها استطرد يقول مستمتع بتهجم وجهها: لدي افكار رائعة ولكن للأسف لست رساماً موهوباً...رغم ذلك اقدر الفن والفنانين...لذلك تعويضك أن تحولي افكاري إلا لوحة ما رأيك؟

_وإذا رفضت؟
نبست بجفاء، فإبتسم بحماس وفرق اصابعه ثم قال: هذا ليس خياراً متاحاً...لأن لوحة غيوم الشفق في قبضتي...ولن تعود إلا رماداً لو واصلتي الرفض.

توسعت عينيها بصدمه مما جعله يبتسم لأنه نال ردت الفعل التي تمناها بعيداً عن ملامحها الجامدة ثم هتفت بحدة: ماذا تقصد؟

هي نبهت على مديرة معرضها أن لا تعطيه أي لوحة وإلا ستخسر عملها ، لذلك هي متأكدة ان أكبر لوحة في المعرض و اكثر لوحة اتعبتها في الفترة الماضية من المستحيل ان تعطيها نادين له بدون اخبارها، توسعت عينيها حين أدركت الأمر ثم فقدت كل ثباتها في الدقائق الماضية هي نهضت وضربت الطاولة ثم هتفت بحده: أيها اللص..هل سرقتي لوحتي؟

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:36


لعبة تسمي الموت .

شعرتُ أن الغرفة صارت باردة ام أنها برودة جسدي لا ادري حقاً ، ويقولون في الأساطير الاسيوية القديمة أن اشباح الموت حين تزورك تجعل الجو حولك بارداً .

هل اشباح الموت تحوم في المكان الآن؟

ولكن من ستحصد؟

روحها أم روحه؟

لقد كان يبتسم ذلك النوع من الابتسامات الغير مطمئن ، أفلت يداي وعاد للوراء يعيد خصل تمردت من جبينه ، ثم قال شئاً جعل توتري يزيد.

_عشرة ثواني وسأسحب المسدس ...
وثواني تالية وتكونين قد ودعتِ حياتكِ .

أنني الان أما أن تصير قاتلة أو مقتولة، تجمعت الدموع في عيناي ، وصرتُ أتنفس بصوتٍ عالي كما لو أنني أركض في طريقٍ طويل لا نهاية له ، أغمضت عيناي، وصرخت حتى ضغطت على الزناد ، ولكنني أسقطت المسدس ، ووضعت كفاي على وجهي وبكيت بصوت عال .

لم أستطع فعلها ، لم تستطع أن اقتل، إنه يشوه روحي يوماً بعد يوم ، يريد أن يجعلني اتحول لوحشٍ مثله،  ولكن النقطه المضيئة في داخلها مازالت أرفض أن تستلم لظلامه ، احارب لأتمسك بأي شئ بعيداً عن ثقبه الأسود ، لا اعلم لمتى سأصمد، خوفي وهلعي الأكبر ان اتحول لما يريد ان اكونه، آلة يحركها كيف يشاء.

ام هو فقد انحنى ببرود وحمل المسدس بيديه ، بكل بساطة ، سمعته يقول : والآن دوري.

تكورت على الأريكة بعد أن أبعدت أناملي عن وجهي الذي تشرّب الحمره، غاص جسدي وشعرت بالخدر، الخدر يجمد عروقي ويتنشر فيها كسم سريع المفعول، كنت اشعر انني خارج النص او خارج الصورة، كان كل هذا لا يدور حولي، كأنني اقف بعيداً واراقب المشهد فقط وانتظر متى سينتهي،  لم أستطع حتى أن أترجاه أن لا يفعل ، لقد دمر حياتي والآن يريد أن ينهيها ببساطة، ربما هذا هو الفصل الاخير من سلسلة معاناتي، ربما أخيراّ سأرتاح، اغمض عيناي، الدموع تنزلق حارةً تقبل خدي، شفتاي ترتجف، مواجهة الموت ليس سهلاً، تتمناه ثم تعيشه فيجعلك تشعر بسخف أمنيتك، لأننا كائناتٌ بفطرتنا نحب الحياة، لذلك الوقوف امام شبح الموت يضعفنا، يرجعنا لأصلنا الضعيف، تنهار دواخلنا، و لا يكون أمامنا سوى ان نتمنى ان ينتهي الامر بنا أحياء.


أصدر المسدس صوت تكه خفيفه ، فتحت عينياي فرأيته يستند على الأريكة يرمي المسدس بجواره وصوت ضحكته في أرجاء المكان ، هو حقا في كل مرة يثبت أنه مختل.

لقد فهمت سبب ضحكه والسبب الذي جعلها تتمنى وترمقه بنظرات غاضبة لدرجة أن أناملها اهتزت من كثرة الغضب حين قال : الخزينة كانت خالية من الرصاص .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:35


ليلا زارني الأرق ، وهرب النوم بعيداً ، كنت أقرأ كتاب فلسفي إلى ان رأيت سطور استوقفتني.

المشاعر غريبة ، قد تمضي حياتك وتظن انك نسيت الشعور القاسي الذي مررت به، فتعيدك المواجهة لنقطة الصفر.

ماذا يحدث لو إلتقيت بأشخاص من ماضيك سببو لك الاذى؟

كيف ستكون ردت فعلك؟

وهل نسيت حقا ومضيت ام انك تجاهلت الامر وركنته في أبعد ركن في الذكرة؟

ضربني الإدراك بعنف.

انا لم ألتقي هيلينا بعد ما حدث أبداً، هي غادرت وارسلت اوراق الطلاق، لم اعرف اين تعيش ولم احاول ان أصل لها، أنهرت في مكاني فقط.

حقيقة انني لم اواجه هيلينا ابداً، جعلتني اشعر انني جبان.

ماذا يحدث لو إلتقينا الان؟

اقول انني نسيتها ولكن حين انظر لزرقة السماء في عينيها؟

للعمة التي جعلتني اسقط في حبها.

هل سأتجاهلها فقط ام هل سأغضب؟

هل انهار امامها باكياً؟

لو طلبت السماح هل سأمنحه لها؟!


الليل يعريك من عباءة قوتك ، يجعلك تجلس مع نفسك كما الان ، يخنقك بهدوءه ليسمعك ضجيج دواخلك .

أغلقت الكتاب وتنهدت بضيق.

ما كل هذا الفراغ؟

لما اشعر انني فارغ في ظلام سردمي؟
ضائع في مجرة بعيدة؟
اتبعثر في ثقب اسود يعيدني لجزيئاتي الصغيرة.

اشعر بالوحدة، غير منطقي ابداً ولكنني اشعر بها، غريب في عالم يدور حولي وانا ثابت، أصعد سلم رملي، أقدامي تغرق وخطواتي تتعثر، أتحرك فأقف وأتخشب، أرى عقارب الساعة مكسورة،  الزمن يمضي، تيك توك، وانا لا امضي.

شعرت بالفجوة داخلي تتسع، أناملي إرتجفت ، ضممت نفسي واستندت إلى الخلف ، شريط طويل من الذكريات مر علي بلا توقف ، شعرت كما لو أن الكلمات كُتِبت لتصفعني بوهم عشته طويلاً.

حين انفصلت عن هيلينا شعرت أن نيويورك خانقه ، و شوارعها تذكرني بها ، الحديقة السنترال بارك وجسر بوو الشهير ، المقاهي اشتم فيها رائحة قهوتنا الفرنسيه المفضله والخبز الذي تحبه  ومطعم برغوليز في شارع مادسون بإختصار كل شوارع منهاتن تذكرني بها ، توقفت عن سماع الموسيقى وحذفت العديد منها من هاتفي لأنها هي من اختارتها وكانا نسمعها معا .

مسحت على صدري احاول أن اخفف الشعور الخانق ، احاول أن أخذ نفسا وأردد كلمات مواساة .

أن تحتضن معاناتك الكبرى ، أن تربت على نفسك له أمر يشعرك كم أنك وحيد وكم أنك بائس .

خرجت من غرفتي لاني شعرت أن جدرانها تضيق علي رغم أنها كبيرة و واسعه ، شعرت بالأرض الصلبه بارده ضد قدمي الحافيتان ، المنزل كان مغطى بالظلمه ، اشعر انني انغمس في ظلام الليل لان دواخلي المظلمة تندمج معه.

إتجهت إلى الباب الخشبي في نهاية الممر ، فتحته بهدوء و رغم ذلك هو أصدر صرير مزعج ، لفحني هواء الليل البارد ، استنشقت اكبر قدر منه ، هذا الباب يطل على شرفه كبيره تطل على الجهة الخلفيه للمنزل ، الشوارع كانت خاليه ومظلمه وصوت الكلاب هو كل ما يسمع .

وضعت يدي على حافة الشرفه ، اراقب السماء التي كانت كئيبه في هذه الساعه ، كانت هناك غيوم تغطي النجوم و القمر  ، تسللت الكآبه إلى دواخلي أكثر .

كانت الجريمة الوحيده اني احببت من كل قلبي ، الان أنا ادفع ثمن جريمه لا ذنب لي فيها .

ربما التوقيت كان خطأ ، ربما الشخص كان خطأ ، ربما أنا لم اكن استحق أن أعيش قصة حب من الأساس .

قال فيلسوف مره : أن الصادقين في الحب هم أكثر من يعانون .

نظرت إلى السماء وانا اشعر بضيق شديد ، احاول أن اهدأ واستنشق اكبر قدر من الهواء ، جلست على الحافه ، السقوط من هنا إما سينتهي بكسر أو بالموت ، لكني لم أبالي ، لقد كنت أتألم ، كرهت ان اشعر بكل هذا وانا قد جاهدت لأحصل على سلامي ، كرهت انني أتألم الان، أريد ان أنزع قلبي و أرميه على قارعة الطريق لتنهشه الكلاب.

قلت بصوت مبحوح وضعيف و انا أنظر إلى السماء  : يارب ..لقد تعبت حقاً...سحقاً فقط...أريد ان اشعر بالهدوء و السكينه.
لا اعلم ما الحكمه و لكنني اثق بحكمك فقط.

و كأنه في تلك اللحظه أراد الله أن يثبت لي أنه هنا موجود من اجلي ، انقشعت الغيوم عن القمر ، وجدت نفسي إبتسم إبتسامه بالكاد تكون هناك ، أعلم انني مقصر أعلم اني لست متدين ومازلت اسقط و اتعثر بين الحلال و الحرام، مازالت احاول ان اتقرب منه ، أعلم ان باب التوبة مفتوح ، اعلم انني فعلت اشياء اخجل منها، و لكن ايضاً احاول ان اجتهد ، الحقيقة اننا جميعاً نجتهد بطريقة ما، و ما جعل قلبي يهدأ كان صوت الاذان .

أنه اذان الصبح .

نزلت من الحافه ، و سرت عبر الرواق لغرفتي ، دلفت إلى الحمام ، توضأت ، وصليت وشعرت بسكينه .

لم انهضت من الأرض بل إستلقيت عليها ، إستلقيت على سجادة الصلاة ، في هدوء و سكون، شعرت بغمامة الحزن تنزاح، و أصعابي تسترخي، لم اقل شئ ، فالله يعلم كل شئ.

........

*رنين*

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:35


أرتديت تنورة سوداء و قميص أخضر مع سُترة رسمية بلون بني فاتح و حجاب بلون أبيض عليه أوراق بلون أخضر ، و حذاء بني مع حقيبه بنفس اللون، و اخرى سوداء للحاسوب المحمول ،  كالعادة احاول ان اجنب والداي ، أمي تحديداً ، في كل مرة تراني تجد شئ لتتشاجر معي فيه ، أكون صامته دوماً ، حتى أشعر انني غير مرئية ، كنت اقطع الصالة على عجل في الصباح الباكر ، لمحت والدي يجلس على الاريكه يرتدي ملابس العمل يتصفح هاتفه و كوب الشاي و البسكويت امامه ، زفرت براحه حين لم اجد أمي ، و كدت اصل لنهاية الصالة حتى سمعت صوتها يناديني .

_ أشربي الشاي اولاً.
نبست امي بنبرة آمرة كعادتها ، شعرت بقشعريرة ، ثم حاولت ان اهدأ ، رددت عليها و انا اقف انظر لها تطل من داخل المطبخ الذي يفتح بابه في الصالة ، تحمل بيدها المزيد من البسكويت ، أنها تعلم انني لا احب الشاي بالحليب ، مع ذلك تصر علي أحياناً .

_شكراً أمي لكني لا أريد...لقد تأخرت على أي حال.
نبست بهدوء أقبض بأناملي على حقيبة حاسوبي ، و هممت بالمغادرة لأسمعها تقول : الشركة ملكك من سيحاسبك على التأخير على أي حال؟
تعالي أريد الحديث معك .

أعلم ماذا تريد و لكنني اتجنب الأمر منذ أيام ، ولابد انها لم تنساه كالعادة ، أمي تريد ان تسير حياتنا وفق نظام تضعه هي ، كونها ترى انها أدرى بمصلحتنا ، و انا بدأت اختنق ، أكره ان اتواجد معها في نفس المكان ، و هذا شئ يؤلمني ، يؤلمني أن أكون في علاقة باردة كهذه مع شخص من المفترض ان يكون اقرب الناس لي ، ان تكون صديقتي الاولى.

طردت افكاري حتى لا اغوص فيها اكثر و تتوسع الفجوة السوداء في صدري و تبتلعني معها ، التوتر زحف على جلدي ، و الافكار السلبية همست في أذني فحاولت ان أغض الطرف عنها و أدعي  الصمم ، وقفت امام باب المطبخ معها ، أسمع صوت خطوات والدي وصوت الباب يفتح و يغلق .

_هل تظنين انك ستعيشين معنا إلى الابد؟
نبست أمي بحده تنظر لي من الاعلى للاسفل بقرف ، شعرت بحلقي ينغلق و نفسي يضيق ، لكني حافظت على ثباتي ، و شعرت بالجدار الجليدي حول قلبي يتصلب أكثر ، لا يجب ان اشعر لا يجب ان اهتز ، لست مراهقة بعد الان ، لا يجب ان اتأثر ، أمي لن تحبني ابداً ولست غبيه لأستجدي عطفها بعد الان ، صمتُّ أبحث عن اجابة لا تجدها هي وقحه .

_ليس مناسباً .
نبست بهدوء ، لتشتعل نظرات عينيها العسلية ، وتجاعيد حول عينيها و شفتيها تزداد و تصبح اوضح ، شعرها الذي بدأت خصل الشيب تنتشر فيه معقوص للخلف كالعادة ، ناعم ، أملس، ترتدي ملابس تبرز جمالها رغم كبر سنها ، عينيها ذات نظرات حادة كمديرة مدرسة ثانوية ، تقف بثبات ، لا تحني ظهرها ، كانت دوماً إمرأة ذات كبرياء ، حتى حين تقف تجعلك تشعر انك صغير امامها ، و مهما كبرت اشعر انني اعود تلك الطفلة الصغيرة المرتبكة التي تنظر للأرض و تدعو ان لا تتعرض للصفع و الضرب .

_ماذا تعنين بليس مناسباً ؟
انه طيار ، و غني ، و عمره مناسب تماماً ، مازال في منتصف الثلاثينات فقط ، مطلق و له طفل و لكن هذا لا يهم ، انه افضل عرض لك حتى الان كونك مطلقة عليك ان تشكري ربك صباح مساء انه نظر لك...هل تظنين جمالك سيدوم ؟
هل تعتقدين ان شبابك لن يفنى؟
أيتها الحمقاءُ هل تريدين موتي بسكته قلبية؟
صرخت في نهاية جملتها تقبض على صحن البسكويت تكاد تكسره بين اصابعها .

البرد في داخلي يشتد ، يقيم شتاء طويل ، أرحب به بكل سرور ، هو ما يبقيني ثابته متماسكه ، هو ما يمنع الدموع من الهرب ، و الروح من أن ترتجف ، كلماتها فقط تعزز في داخلي الوحدة وكم انا غير مرغوبة في مكان من المفترض ان يكون منزلي .

_هذا النقاش بات متعباً...لدي عمل ينتظرني...لا طاقة لي لخوض نقاش اعرف نهايته واحفظ جمله.
أدرت كعبي وهممت بالرحيل ، في داخلي إختنقت الكلمات ، وقفت على أطراف اللسان ومنعت من الهروب ، سمعتها تشتمني ، و تكرر جمل مثل انها سئمت من حديث الناس عني وكوني لا اتصرف بعقلانية و الباقي لم اسمعه لانني كنت إبتعدت ، حاولت ان لا افكر في الامر ، وأن أبعد كتلة الكآبة التي عصفت بدواخلي ، ان اكرر حملة انني لم اعد تلك المراهقة التي تتأثر بسهولة ، ثم رفعت رأسي وبدأت افكر بالعمل ، الشئ الوحيد الذي يجعلني أُنفسُ عن دواخلي المضطربة .




ها أنا ذا اتجه إلى الشركه ، ما أن دلفت إلى الداخل حتى وجدت تلك الفتاة . التي تم تعينها هنا على انها جاسوسه .

ماذا كان اسمها مجددا؟

سمر او سحر المهم شئ من هذا القبيل ...لا يهم

كانت عيناها متورمتان و وجهها محمر ما أن رأتني حتى قالت إنها تريد الحديث معي على انفراد .

توجهت للمكتب وجلست على الكرسي و نظرت لها ببرود انتظرها أن تتحدث .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:35


قالت بصوت مبحوح من أثر البكاء : لقد اتصل بي بالامس وكان غاضب جداً ، بدأ بشتمي بأقذر الالفاظ ، ثم هدد بنشر الفيديو المزيف الذي صممه بصوري التي سرقها من هاتفي....انا خائفه جداّ لا اعلم كيف اتصرف او ماذا افعل.....ان انا.....صمتت تنظر إلى الأرض وتبتلع غصه في حلقها بصعوبه ، و عادت تبكي بشدة و اكتفاها ترتجف و تشهق بين الحين والحين.

يالا الدراما ، منعت تفسي بصعوبة ختى لا أقلب عيناي ، سمعت الكثير من القصص مثلها حين كنت في الجامعة ، تعاطفا معها حقاً ولكن لن اجلس هناك اعطيها عناقاً او أواسيها سأحتفظ بالامر لنفسي ، تنهدت اعتدل في جلستي ثم نظرت لها بهدوء : انه يكذب فقط...لقد خسر معركته معي لذلك هو غاضب و أفشى غله فيك...لقد تأكدت من مخو كل الفيديوهات والصور من حاسوبه وهاتفه ...فقط قومي بحظره وأنسي امره.

نظرت لي مصدومه كأنها لا تصدق ما أقول ، أو كأنني قادمه من المريخ أخبرها أن كائنات تعيش هناك قادمه لتحتل الأرض .

هذه المره قلبت عيناي حقاً ، لما تنظر لي كأنني الشريرة التي لم تتوقع الخير منها أبداً ؟

حسناً ربما معها حق قليلاً، اظنها توقعت ان اشمت فيها بسبب تجسسها علي و لكنني إمرأة بعد كل شئ ، و تهمني سمعتها ايضاً و اعلم كيف يحب مجتمعنا الفضائح التي تتعلق بالنساء خاصه و كيف تتعامل الاسر مع الامر .

طرقت بأصابعي على سطح المكتب ثم نظرت صوب عينيها المحمرتين واخرجت كرت من الدرج و ممدته لها ، فأخذته بأنامل مرتجفه تقراءه وتنزر لي تنتظر تفسيراً: انها شركة نظافة يحتاجون لمشرفين في مواقعهم ، اخبرتهم عنك..اتصلي بهم واخبريهم انك من طرفي ،
وستتوظفين...والان اجمعي حاجياتك وغادري بهدوء.

نظرت لي ترمش بعدم تصديق ، ربما توقعت ان اطردها بطريقة مهينه لكنني اخبرتها ان تستقيل بل وجدت لها عملاّ ايضاً ، اعلم كم ان الظروف الاقتصادية لمعظم العائلات صعبه لذلك فكرة قطع رزقها ستشعرني بالذنب ، وايضاّ لا احتمل وجودها في الشركه بعد ما فعلت حتى لو كانت تحت التهديد ، لذلك هذا انسب حل .

_هذا لانك ساعدتني بالايقاع به رغم انك تحت التهديد .

_ش..شكراً لك.
اومأت بهدوء و هي غادرت تغلق الباب خلفها .


كنت قد اتفقت معها أن تعطيه تصميم خاطئ ليظن أنه انتصر علي ، حين توهم العدو أنه انتصر ، تلك هي اللحظة المناسبه لتقوم بضربتك التي ستطيح به أرضاً .

ظللت طوالي الليل افكر ماذا افعل بكل الاشياء التي تدينه ؟
كيف احاصره واجلعه يدفع الثمن ؟

......

نهضت اسير عبر الردهة امسك جهاز ال"تابلت " اللوحي في يدي واراجع بعض الأعمال .

سمعت بالصدفه حديث الموظفات اللتان كانتا تجلسان تتحدثان في نهاية الردهة لا يبدو أنهم قد رأوني .

_شعرت انني سأموت حقاً.

_ماذا ؟
ماذا حدث ؟

_لم اتوقع ان يخرج مسدس توقعته سيخرج سكيناً صغيراً ...و لكنني حين رأيته افلت حقيبتي وجلست في الارض ابكي .

_مسدس حقيقي؟؟
يا إللهي...الجريمة تتطور في هذه البلد اكثر من أي شئ .


توقفت ، في مكاني ، بل تخشبت تماماً ، شعرت بالاشياء تزحف في جلدي ، تهمس في أذني ، تسحبني نحوها ، انها اشباح الخوف ، شعرت بمعدتي تنكمش ، و بالبرد تتسلل لأناملي .

طنين .

الاصوات حولي لم تعد تُسمع ، سرت بخطوات مترنحه إلى مكتبي .

جلست على الكرسي بالانهيار و خلعت حجابي اسمح لأكبر كمية من الهواء بالدخول ، إبتلعت حلقي الذي صار جافا ، العالم من حولي بات يدور ، وضعت رأسي على المكتب بثقل ،  كيف أني أشعر بالوهن ، سرت رجفه على طول عمودي الفقري ، شعرت بأن يد صلبه تقبض على قلبي بقوة ، شعرت أن نفسي يضيق ، الاصوات من حولي صمتت ، أعلم أن مكتبي هادئ ولكن أحسست أن الصمت هذه المره ثقيل ، قبضت على كفي الذي إرتجف احاول أن أوقف إرتجاف أناملي ، كخنجر أو اشواك شعرت بها تخترق جدارن قلبي الجليديه  .

صداع جعلني أمسك رأسي بقوة ، بحثت بأنامل مرتجفة عن علبة دوائي ، الألم عصف بي ، أنين خافت خرج مني ، بدأت أرى لقطات مشوشه.

اخبرتني طبيبتي عن هذه الاعراض ، و ان الدواء وحده ليس حلاً ، حاولت أن اهدأ و أن اتنفس ولكن بلا جدوى، ان اتذكر اي موقف يجلعني اشعر بالاسترخاء .

صراخ
دماء
خوف
بكاء
رصاص

لدي ذكريات ضائعة ، لدي ثغرات كثيرة في ذاكرتي ، لكن في حالات نادرة يأتي موقف اي كلمة او أرى شئ يجلعني أرى اشياء من ذاكرتي المفقودة .

*ماضي*

اسمع صوت صراخي ، أرى حذاء جلدي أمامي ، و الاضاءة حمراء مزعجة ليناي ، أسمع صوتي أتوسل ، أرى كدمات على يدي ، أرى خطوات تبتعد ، أسمع ضحكات ، اتوسل و اتوسل ، أسمع صوت القفل ، أصرخ حتى يختفي صوتي ، ثم استلقي على الارض بإنهيار و أبكي بهستيريا و انا اقبض على شعري و اتكور كالجنين .

لقطات مبهمه ، لا اذكر ما فعله بي في تلك الغرفه ، ذكرياتي فيها ضبابية ، ارى فقط كدمات على جسدي ، اذكر فقط انني كنت أتألم ، و لكن كيف اتنهى الامر بي بتلك الطريقة المريعه هذا ما لا اعلمه ، داخل تلك الغرفة ، تختفي جميع ذكرياتي .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:35


نظرت له لثانية ثم للمسدس ، ولقد بدا جاداً جدآ ، مما جعل عينيها الذهبيتان تتوسعان بصدمة ،  صارت دواخلها مشحونة ، في معركة بين مشاعر الكره والبغض التي تملكتها ، الغضب الذي تكبته خرج إلى السطح ولمعت عينيها ببريق مخيف ، ستنتهي معاناتها في ثواني ، ستنتهي برصاصة ، ها هو السجان يسلمها المفتاح .


هل هو محق؟

هل أمتلك حقاً جانب مظلم مثله سيجعلني اتحول لقاتلة؟

هل سأستسلم للسواد بداخلي حقاً؟

لا أعلم لم اعد أعلم أي شئ، أنه يصيبني بالجنون حقاً، اني يائسة من الخلاص من سجن عذابه لدرجة تجعلني افكر بفعل اي شئ يبعدني عنه.

اشعل سجارة أخرى وهو يرى مشاعري التي كنت أخفيها تبدو جليه على السطح ، يبدو مستمتعاً كما لو سلمها هدية وفرح بفرحها وليس مسدس قد تفجر به رأسه بعد قليل .

الجنون في أبهى صوره حقاً .

حملت المسدس بأنامل مرتجفه ، قلبي ينبض بخوف لدرجة يكاد يصارع ليخرج من مكاني ، ابتلعت ريقي الجاف  ، ليأتي العقل ويصحو الضمير رغم كل ذلك يخبرها أن قتله خطأ فادح .

ضممت المسدس الذي شعرت بثقل معدنه بين يدي بقوة ، احترقت عيناي إثر دموع تثابر للخروج ، بيني وبين الخلاص خطوة ، ولكن الضريبة قاسية ، أنا لست قاتلة ، كيف ستنام وهي قد استباحت دم أحدهم ، تتمنى لو كانت مثله ، سادية تتلذذ بالقتل والتعذيب ، ما اصعب الخيار ، أنني بين خيارين أحلامها مر.

هل سأختار خيار ثالث وهو قتل نفسي والخلاص من كل هذا الكابوس الذي لا يبدو أن له نهاية قريبة؟

تذكرت رواية ديستوفيسكي بعنوان الجريمة والعقاب ، حيث يجلد القاتل نفسه كل يوم على قتل ضحاياه ، حيث أن عقابه كان ضميره الذي يعذبه كل ثانيه .

هل سأكون مثله؟

إقترب مني بعد أن أطفأ سجارته ، أمسك بيدي التي تحمل المسدس من ما جعلني اجفل واخرج من شرودي وانا اشعر بملمس كفه الخشن والدافئ امام كفي البارد، لمسته حرقتني، لم يكن الدفئ الذي احببته في البداية بل كان يكويني و يرسل وخزات لجلدي ، وضعه على جبيني وقال ببرود قاتل وهو ينظر لعيناي التي تناقض  سواد عينيه كأنه يبتلع بريقي بثقبه الاسود ، ثم قال : أطلقي النار لان في لعبة الموت أما ان تَقتُلِ أو تُقتَلِ.

فهمت قصده فسرت في جسدي  قشعريرة خوف جعلت  امعائي تنكمش ورئتاي تحرقني تطالب بأكسجين الذي حرمتها منه حين حبست انفاسي من قربه ومن رهبة الموقف ، وتنفسي لم يعد منتظماً ، أنه الآن يخبرني وبصريح العبارة أنني لو لم اقتله الان فسوف يقتلني هو بكل بساطه .

وضعت اصبعي على الزناد ، الذي لم يكن الضغط عليه هيناً ، كان يحتاج قوة وهو كان يدعمني بأصبعه ، يحفر قبره بيديه ولا يبالي ، يبدو كوالدٍ يعلم ابنته لعبة اشتراها لها حديثاً .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:35


أذكر ذاك اليوم أنني حبست فيها و اذكر انني حين خرجت كنت خاليه من أي تعابير كالعادة ، غير فراغ مئلم و طويل يحتل دواخلي ، كنت اشعر انني سأصاب بالجنون في أي لحظة لو لم اخرج ، لا اذكر كم مكثت ولكنني خرجت في نهاية المطاف ، و لعبت تمثيليتي بإحتراف حين ذهبت للجامعة في اليوم التالي و عدت في نهاية الدوام الى عرين الشيطان .

اذكر انني حين عدت في ذاك اليوم كان  يجلس هناك بجسده العضلي يرتدي الاسود ، كانت حركته هادئة و هو يقوم بفعل شئ بتركيز .


لم أكن أريد رؤية وجهه ابدا ، هي تتجنبه دوماً.
و لكن كيف تتجنب من يعيش معك في نفس المكان ؟

نبض قلبي بعنف خوفاً و إرتعدت اوصالي ، حين إلتفت إلي بإبتسامه قد يظنها الجميع ساحره و لكني الوحيدة التي اعلم أنها خبيثه .

قال بصوت خافت وبنبرة ماركه ميزتها جيدا : تعالي إلي يا زوجتي العزيزة .

تقدمت بطريقة آليه ، كأني آلة و صوته هو مفتاح تشغيلي ، جلست أمامه بنظرات خاليه ، اخفي غضب وكره عظيم داخلي ، لأنه إن لمحه سأبيت اليوم في تلك الغرفه و كل عظمه في جسدي سوف تسحق .

لهذه الدرجة الأمر سيئ .

ما جعل ملامحي الخاليه تتحول لأخرى مصدومه هو الشئ الذي رأته على الطاولة ، لقد كان مسدس ، ولكنه مفكك إلى أجزاء قربه ادوات صغيرة ومناديل يبدو أنها تستعمل لتنظيفه ، نظرت إليه انتظر جوابا ، أما هو فقد إبتسم من ردة فعلها ومرر أنامله على لحيته المشذبه بعنايه تزيده وسامه ، عينيه السوداويتين كثقب اسود في مجرة بعيده كانت تنظر لها بتفحص ، تعلم ما يبحث عنه ، جيدا ، لذا جلست بإعتدال بلامحها الخاليه من جديد ، وأسوار الجليد ترتفع أكثر وأكثر تحاوط قلبها تجعلها تجمد أي شعور ، هو يريد أن يرى الخوف والألم من ما فعله بها منذ يومين ولكنها لن تمنحه ذلك ولو على جثتها .

أخذ يركب في إجراء المسدس من جديد ، وهي تتابع كل ذلك بعينيها  التي قد إنطفأ بريقها منذ زمن ، *كشمس فقدت نورها فصارت شمس بلا نور*

الإضاءة كانت خافته جدا و اتضحت الرؤية لها ، أنه يرتدي بجامه قطنيه سوداء بالكامل ، شعره كان كثيف في الاعلى وخفيف عن الأطراف ، لم تكن تسريحة شعره ملفته ، اشعل سجارة دون أن يبعد اعينه عن المسدس الذي قام بتركيبه في دقائق قصيرة ، أنه سريع مما يدل على أنه يقوم بذلك كثيراً، لم أحتج لذكاء لأعلم ان عمله بالتأكيد غير قانوني، على الاغلب يعمل في تجارة السلاح ويغطي الامر تحت ستار شركة الاستيراد و التصدير التي يديرها .

كانت ملامحه السمراء وسيمه تجعل اي فتاة تقع في شباكه بسهوله ، خدعت ذات مره بهذا الوجه و ندمت على ذلك لما تبقى عمر .

إن كان يريد قتلي فلا يهم ، حياتي لم تعد مهمه ، أشعر أني في دوامة لا نهائية منذ دخل حياتي ، لم تعد تعرف نفسها ، لقد صارت شاحبة وباهته وروح تتلاشى ببطئ في مشهد حزين.

سمعته يقول فجاءة من لا مكام : هل تعلمين ما هي أجود انواع الاسلحه ؟

لم يكن ينتظر اجابتي طبعا ...لذلك واصل وهو يقول : الأسلحة الروسية والالمانيه ، وانا شخصيا أفضل الالمانيه ، لأن الألمان صناعتهم في أي شئ دقيقه وفخمه.


أنني أشبهه دوماً برجال المافيا ، وهو في كل مره يثبت لي أن ما افكر به قد يكون صحيحاً .

حرك المسدس فأخذ يدور على الطاولة و يدور إلا أن توقفت فوهته أمام وجهه هو ، إبتسم و اطفأ سجارته ثم قال : سنلعب لعبه .

كنت اجلس فقط بملامح خاليه من كل العواصف التي تعصف بداخلي ، تعلمت كتمان مشاعري امامه منذ زمن...نظرت له فقط ليكمل بدون ان اقول شئ.

_لعبة الموت

شعرت بضربات قلبي مسموته، تضن في أذني و تقف في حلقي، سرت قشعريرة على طول عمودي الفقري ، أطرافي ثقلت  ، قبل قليل لم اكن أُبالي بحياتي ولكن الطريقة التي نطقها بها ، ولمعة الخطر في عينيه وإبتسامته التي لا تبشر بالخير ابدا ، و صوته المستمتع و هو ينطق ذلك ، هذا كله يدل على أنه الشيطان هو من يتحدث ، أن جانبه المظلم هي ما اواجه حالياً ، وان شخصيته السادية هي من تقود الدفه .

قبضت بأناملي على الكرسي حتى ابيضت مفاصلي ، ولم أنبس ، ظلت فقط بأعيني التي تجاهد أن تخفي الخوف الذي بداخلي أترقب اي حركة و ماذا يقصد بهذه اللعبة التي تبدو مرعبه من اسمها، اعلم طرقه الملتوية ، هو لا يؤذيني جسدياً فقط انه يستمتع بالتلاعب النفسي، يتمتع بجعلي اعيش الخوف و احتضنه كل يوم بداخلي .

إبتسم  ابتسامه مختله وقال وهو يشرح قواعد اللعبة : أعلم انك تتمنين موتي.

نظرت له نظره تخبره أنه على حق تماما مما جعله يضحك بصخب و هو يسترخي أكثر على الأريكة ، ثم قال : حسناً هذه فرصتك يا جميلة.

نظرت له كما لو أنه له رأس ثاني .

هذا المختل ما الذي يهذي به؟

اعتدل في جلسته وقرب منها المسدس ثم أكمل قائلاً بنبرة مستمتعة و هي حقاً لا تعلم أين المتعة في الأمر : هيا...أرني كيف ستقوم إمرأتي بإخراج جانبها المظلم مثلي...أريني السواد بداخلك...أريني وجهك البشع الذي يختبئ تحت قناع جمالك.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:34


كل ما كانت تفكر فيه وهي تقف في الرواق ، تراه يتقدم بخطوات هادئة غيرَ منتبهٍ لها ويصب تركيزه نحو هاتفه ،كيف ستحظى بمحادثة طويلة معه ؟

كيف ستلفت انتباهه وتجعله يتخلى عن الرسمية معها؟

رمت وشاحها على كتفها بإهمالٍ متعمد ، وشعرها كان مصفف بتصفيفٍ جميلة أبرزت نعومته ، تضع أحمر شفاهٍ بلون أحمر غامق ، تحرص دوماً ان تكون أنيقة حتى بزي الممرضات .

مرر أنامله على خصلات شعره الفحمية ذلك جعلها تحت سحره أكثر ، حركة بسيطة وعادية ولكن اي شئ يقوم به يجعله يبدو أوسم .

أياً كان ما قد جعله يبتسم في هاتفه فهي ممتنةٌ له ، الآن تشعر كما لو أنه سيغمى عليها ، ابتسامته دواء حقاً يجب أن يصدر حتى للدول المجاورة .

أنيق كالعادة وكأن كل لون خلق خصيصا ليرتديه ، وزي الاطباء الازرق  يناسبه أكثر من أي أحدٍ آخر .

إنه يقترب، وهي ما تزال في فقاعة سحره ولم تخرج منها بعد. كانت تتكئ بظهرها على الجدار من جهة اليمين ، بينما هو حتى غير منتبهٍ لها. رأته يتوقف أمام إحدى الغرف يدلف لها ليلقي نظره على مريض أو ربما أحداً قد استدعاه ، أيًّا كان؛ فهي لم تظن أنها حبست أنفاسها إلى حين غاب عن ناظريها .

يا إلهي يا له من كارثة وسيمة فاتنة متحركة سارقةٍ للقلوب .

نبضات قلبها كانت تتسابق داخلها ، تتلعثم كالغبية أمامه وتختفي الحروف ، أن وجوده حولها فقط لهو أمر مهلك جدا لها .

تشجعت وأخذت نفساً طويلاً كأنها مقدمة على الخضوع لامتحانٍ صعب ..

ما أن خرج يبتسم ابتسامة مجاملة مع أحد الأطباء حتى سقطت دفاعاتها وتهدمت من جديد ، تقدم وحيداً مجدداً وقبل أن يتخطاها كانت قد ندهت عليه بابتسامةٍ جاهدت أن لا تكون بلهاء وجاهدت أيضاً حتى لا تنسى كيفية التنفس وهي ترى عينيه التي بلون الكراميل الجميلة من هذا القرب ، رموشه حتى هي لا تملك مثل جمالها ، قضب حاجبيه الغزيرين ينظر لها باهتمام ورائحة عطره القوية اخترقت أنفاسها .

ل ...لقد نسيت ما تريد قوله يالا الكارثة .

أتاها صوته العذب المعذب لقلبها يقول بنبرة هادئة : ماذا هناك يا  وسن؟

متى كان اسمها جميلاً هكذا !!

ف..فلتركزي يا وسن لا وقت لحماقتك قولي شيئاً

هي زجرت نفسها داخلياً .

ثم قالت بنبرة جاهدت أن تخرج واثقة : لا...لا شيء فقط أردت ان ألقي التحية

هل قالت واثقة !؟

انها تبدو كفتاة مراهقة معجبة بأستاذها وتتلعثم أمامه كالبلهاء ياللسخرية فقط ..

ابتسم لها بمُجاملة فنبض قلبها بعنفٍ ثم قال : اوه...حسنا لا بأس...كيف حالكِ؟

مبعثرة ...وهناك عواصف وأعاصير في داخلها

ولكنها طبعا لم تقل ذلك بل قالت انها بخير ، أومأ برأسه ثم اعتذر مغادراً وأخذ معه قلبها ..

أما هو فلم يكن مهتماً لكنه ايضا لم يكن غبياً ، يعلم كيف أنه يؤثر على من حوله هو ليس مغروراً ولكنه يعلم انه يتمتع بقدرٍ من الوسامة. لم يكن يعرف ذلك حتى وطئ أرض الوطن لأن في أمريكا ملامحه لا شئ مقارنة بها ، لذلك هو يرتبك حقاً من هذه النظرات.

يعلم أنها معجبةً به بل ربما حتى تخطت ذلك وصارت تحبه ، في كل مره ينتبه لها تراقبه بشرود ، يدعي أنه لا يراها ولكنه يفعل .

للأسف، ربما لو كانت التقته في زمن اخر كان سيكون لها فرصة ، كان سينظر في أمرها ، يعطيها الضوء الأخضر لتقترب ولكنه التوقيت .

بعض القصص إذا أتت في وقتٍ غير مناسب فهي تنتهي قبل أن تبدأ

انها فتاة جميلة ومجتهدة ولكنها تستحق الافضل ، شخص يحبها ، شخص لا تطارده اشباح الشك ، شخص لا يتراجع لانه خائف من التقدم ورؤيته لنهاية مأساوية أُخرى

قلبه لن يتحمل جرحاً جديداً

لذلك؛ فهو يبقي مساحة معها ومع كل أنثى أخرى معجبة به لكن فقط الأمر صار مرهِقاً هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

...........

أوقفت سيارة الجيب الرصاصية الخاصة به أمام المنزل وترجل بخطواتٍ هادئة ، يمرر يده على شعره امامي يسحبه إلى الخلف ، يحمل رداءه الذي خلعه على ظهره بإهمال ويدلف إلى الداخل ، كل ما يريده هو أن يستحم وينام فاليوم كان متعباً حقاً.

تنهد بتعب وهو يصعد السلم ، والدته أخبرته أن لا ينام قبل أن تحضر له شيئا يأكله لكنه لم يعدها بذلك فقط أومأ برأسه بطاعة.

اغمض عينيه وارتخى جسده والماء المنعش يرتطم بجسده العضلي يمنحه شعوراً مريحاً .

ارتدى ملابس قطنية مريحة وارتمى على السرير ، نظر إلى المكان الذي كانت فيه اللوحة التي أخفاها تحت سريره لم يجد الوقت بعد للتخلص منها ، حين تذكر منظرها لم يمنع نفسه من الابتسام ، اي شخص في مكانه كان سيغضب ولكنه من النادر جدا أن يغضب

الوقت الذي كان يغضب فيه كثيراً هو الوقت الذي لم يكن متزناً نفسياً هو الوقت الذي شعر فيه بالضغط يلتف حوله يغرقه في أعماق عميقه من الألم والضياع، ولأن الغضب شعورٌ سلبي يهدد سلامه النفسي هو يتجنبه دوماً.

فجاة انبثقت خطته التي لم يجد الوقت لتنفيذها بعدُ في ذهنه وابتسم من جديد قبل أن يسدل الستار على الكراميل في عينيه وينام .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:34


ولكن يبدو أن النوم أمنية بعيدة، حينَ قررت والدتَه اقتحام الغرفة .
فتح عينيه وتقضيبة كبيرة وجدت مكانها على جبينه، نهض بكسل يستمع لتذمراتها عن كيفَ أنه يهمل وجباته، وأنه من غير المعقول أن يهتم بالمرضى ويهمل نفسه وهو طبيب !

لم يعتد على ذلك بعد. أن يكون هناك من يرتب غرفته ، وأن يجد ثيابه قد غُسلت و تم طيُّها وترتيبها في الخزانة، وأن يجد الطعام الذي يحبه قد أُعِد له دون أن يجبر على دخول المطبخ وإعداد شئ يسد جوعه وهو في الأساس متعب .

إنه جو العائلة الذي قد نسيه تماماً وسط سنين الغربة، أكثر ما كان يخاف منه هو أن يتغير عليه إخوته ، كان يخاف أن يجد نفسه غريباً معهم ، لأنه تركهم صغاراً وبالأخص دنيا ، لذلك كان يحرص وفي وسط انشغاله بالاتصال بهم والتواصل معهم دوماً .

جلست رحمة على السرير قرب ابنها وقالت وهي تضع يدها على كتفه بينما يأكل بهدوء : غداً ستحضر عمتك وبناتها.

كاد أن يختنق ما أن ذكرت أمر النساء ، حين أتى جاء الكثير والكثير من أقاربه وأجبرته والدته على أن يزور معها الكثير أيضاً الأمر كان مزعجاً ومتعباً، لم يصدق أنه انتهى أخيراً .

والآن ها هي من جديد تخطط لموعدٍ مدبر .

هو كان يريد الحديث معها بهذه الشأن؛ ولكنه قد انشغل ونسي الأمر .

التفت إليها بعد أن شرب كوب الماء حتى لا يختنق بينما هي ربتت عليه، ثم قال : مرحب بهم في أي وقت ...اوصلي لهم تحياتي سأكون مشغولاً جداّ على لقائهم.

نظرت له رحمه بحزم وقالت بحدة : أنت تتهرب مجدداً.

تنهد بتعب من هذا النقاش لكن لا بد من أن يخوضه، لذلك نظر ثم قال بصوتٍ هادئ: اعلم انك قلقة بشأني ... ولكن اتركي لي مساحة فقط حسناً ؟
أرتب فيها نفسي ثم أفكر في الأمر.

_لا انا افهم لما تعقد الامور هكذا؟
إنه مجرد زواج....لدي مرشحات كُثر واثقة في ادبهن واخلاقهن....ثم إن الأعين عليك في الاساس .. ولكن يكون الاختيار صعباً ولا الرفض ممكناً.

بالطبع لن تستطيع والدته ان تتفهم لم هو قادر على الزواج مادياّ، ولكنه أيضاً يتهرب من الامر ؟!

لأنه ليس جاهزاّ نفسياً، لقد خاض تجربة أليمة عاشها بمفرده ونجى منها بمفرده ولا يريد ان يظلم إحداهن معه الآن، يعلم معنى الزواج وكيف انه علاقة مقدسة مليئة بالمسؤوليات، وهو الآن يريد ان يركز في عمله في المشفى ولكن، أمه مثل جميع الامهات ترى زواج أبنائها مهمةً تقع على عاتقها وإن لم يتزوجوا جميعاً فسيبدو الامر كما لو انها فشلت في تحرير فلسطين.

_جنتي....فقط لا تقلقي ولا تحملي همي...انا مدركٌ لما افعله...في اليوم الذي سأرى فيه فتاة مناسبة سآتي لأخبرك حسناً؟

_أنت لا تقول ذلك لتجاريني فقط صحيح؟

_لا بالطبع.

نبس بهدوء وابتسامةٍ خفيفة لتتنهد مستسلمه، ثم يغير هو الموضوع بدهاء إلى ان غادرت وهي تحمل الطعام معها.

اخيراً .. ارتمى على السرير يغرق في الملمس الناعم، شعر بجسده ثقيلاً .. يجعله يغرق في فراشه اكثر واكثر، ثم يسمح للظلام ان يغزو عيناه، وجسده المتشنج أن يسترخي وينام .


لم يعلم كم الساعة ولكن الغرفة كان مظلمةً حقاً ، نهض بكسل وتمدد ليسمع طقطقة عظامه .

أخذ دشاً وتوجه نحو الأسفل تحديداً إلى المطبخ ، أخذ كوب عصير بارد من الثلاجة وبدأ يعد شطيرة جبن ، وهو يضع سماعاتٍ على أذنه يشغل أغنيه أجنبيه ويدندن معها ، شاهد والده يحمل حقيبة ويجلس على الأريكة في الصالة يبدو أنه لم ينتبه له ، تقدم نحوه إلى أن لاحظه والده فابتسم له فبادله فراس  الابتسامة .

بادر فراس بالحديث وهو ينظر للحقيبة: ستذهب؟

هز سيف الدين رأسه ثم قال مؤكداً كلام ابنه : اجل....ليس لمدة طويلة.

بدى على فراس أنه قد انزعج من سفره لأنه لم يقضي معه وقتاً طويلاً خصوصاً وأنه قد انشغل كثيراً في الأيام السابقة بالمشفى قال بعد أن تنهد بعدم رضى: لما لا تستقيل فقط...و..

قاطعه والده: لا تفكر في الامر أنت الاخر...ماذا تظنونني؟ عجوزاً؟
مازلت شاباً .
قال بغرور مصطنع رافعاً ذقنه، الشيب غطى جزءاً كبيراً من رأسه، و حول عينيه خيوط تجاعيد تظهر بوضوح حين يبتسم، رغم ذلك يبدو بصحة جيدة، ولكن فكرة ابتعاد والده عن المنزل منذ الطفولة تزعجه.

_هناك خبرٌ جيدٌ في الأمر.

_ماذا؟

_ربما سأطلب ان أنقل لفرع العاصمة الذي انتهى بناءه من ستة اشهر.

اضاء وجه فراس بحماس وقال: هذا خبر جيد.

_اجل لذلك توقف عن التذمر فوق رأسي دائماً.
نبس بسخرية

_لا تغتر بنفسك ايها العجوز.
رد فراس السخرية .

ضحك كلاهما معاً يمزحان مثل الايام الخوالي، كانت والدته قد أتت بالمزيد من الملابس المطويه وبعض المستلزمات لوالده ، وطبعا لم يفوت والده فرصه شكرها مع كلمات الغزل ، جلس معهم ودنيا متشبثه به بينما لؤي يزعجها بتعلقاته ثم يزجره والده فيقلب عينيه بملل ويتذمر كون دنيا طفله مدللن فقط،  قرابة النص ساعه إلى أن يحين ان جاءت السيارة التي ستقله إلى احدى مدن الولايات، فهو يتنقل بين الولايات كثيرة وليس ثابت في مكان كل شهر في موقف مختلف، لذلك لم يتسطيعوا السفر معه في طفولتهم.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:34


*فراس*
أعتقد ان الاشياء التي جعلتني متزناً نفسياً هو الجزء العائلي الذي تربيت عليه منذ الصغر، رغم الظروف الاقتصادية القاسية التي مر بها والداي ونحن اطفال، إلا ان والدي لم يُظهر ذلك يوماّ لنا، ولم يصرخ بوجهنا إلا نادراً، كان أبي دوماً صديقي الأول.

لذلك؛ فقرار السفر لم يكن سهلاً، أن أتخلى عن هذا الجو العائلي كان صعباً، أذكر أول يوم مرضت في المشفى الجامعي، نزلةُ برد حادة مررت بها بسبب اول شتاء لي هناك، اذكر اني قضيت الليل أبكي بصمت، ليس من المرض، بل من الوحدة، افتقدتُ دفءَ أمي حين أمرض.

وثاني أصعب قرار، هو ان اعيش هناك مع هيلينا، والداي لم يقبلا بها، اخبرتهما انني سأجعلها تعتنق الإسلام لانها بدت كما لو أنها ترحب بالفكرة لكنها تحتاج القليل من الوقت والصبر، والدي تفهم ولكن والدتي رفضت تماماً، ان يتربى ابنائي في مجتمع منفتح ومع ام مسيحية، كان الامر برمته لا يدخل عقل والدتي التقليدية البسيطة التي  تربت في منزل ملتزم ..

حاولت ان اجعلهم يعيشون هناك معي ولكنهم رفضوا، عكس دنيا ولؤي اللذان كانا متحمسان جداً للفكرة .

لقد ضحيت بالابتعاد عن وطني وعن عائلتي فقط من اجل الحب.

وحين تركني الحب لم اجد سوى من تخليت عنهم يساندونني

أشعر بالخجل من نفسي..

زفرت نفساً مرتعشاً وحاولت ان اشارك في احاديثهم بابتسامةٍ كاذبة، حتى صعدت لغرفتي اخيراً، سأجن لو بدأت افكر في كل ما مضى، لذلك أمسكت بإحدى المراجع الطبية وبدأت في تصفحها وانا أرتدي نظارات المذاكرة، وحين شعرت بالصداع من كم المعلومات الطبية التي كنت نسيتها، لذلك على الطبيب ان يدرس طوال حياته، تنهدت بتعب ، أمدد عضلاتي التي اشعر بها تشنجت من كثرة الجلوس ، امسكت بهاتفي ودردشت مع ستيف وكريس، واخبرتهما ان يجمعا كتبي الثمينة وحذرت ستيف من ان يعبث بها للمرة التي لا اعرف عددها، كان لدي هواية تجميع الكتب من المكتبات، ذهبت لعدد كبير من المكتبات العريقة وحصلت على كتب ثمينة كلفتني الكثير ولكنها تستحق، والكثير من المراجع الطبية ايضاً، وبسبب الوزن المحدد في الطائرة لم استطع جلبها جميعاً.

........

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:28


المكان مليء بالأوغاد على حسب إعتقادها وهي ستجاهد حتى لا تتشاجر مع أحدهم .

العمل يأتي أولاً

هذا شعارها دوما لذا لا بأس بأن تحتملهم قليلا .

من بين كل المقاعد لم يكن هناك مقعد شاغر إلى قرب عمر ياسين الذي نظر لها بإبتسامه ماكرة يراقبها يتفحصها كما يتفصح الصياد الفريسة.

هي لم تنظر له حتى ، اخرجت ملفها وسلمته للمعنين بالأمر أمامها ثم حاسبوها فتحته أمامها أيضاً .

وبدأت المناقصة.

حين وقف عمر ياسين وفتح حاسوبه لتظهر محتوياته على الشاشة نظر لرنين أراد أن يتلذذ برؤية ردت فعلها المصدومة حين ترى تصميمها أمامها .

لكنها لم تهتز بل كانت ملامحها خاليه لا تعبير مقروء فيها مما جعله يعقد حاجبيه بإستغراب ، ثم ظن أنها فقط بارعه في إخفاء مشاعرها وواصل التحدث عن التصميم كأنه هو المصمم.


هي فقط كانت تنظر له ببرود حتى إنتهى وحان دورها ، وقفت بثقة وتحدثت بلباقة وبلغة انجليزيه متقنه .

ظهر التصميم على الشاشة وهي نظرت فوراً صوب عمر ياسين ورأت ما كان يتمنى هو أن يراه في وجهها .

ملامح الصدمة ثم الغضب إحتلت وجهه وكور قبضته ينظر صوبها يحرقها بنظراته .

لثانيه فقط إبتسمت المكر في ملامحها كأنها تقول له

*كش ملك*

كان يظن نفسه الفائز في اللعبة لم يعلم أنها كانت تلعب معه أيضا بشروطها وتشهر أسلحتها قبل أن يفكر هو حتى بإخراج أسلحته ، جاهدت حتى لا تبتسم بإستمتاع وواصلت حديثها عن التصميم المخصص للمبنى التصميم الاصلي .

فقد أعطته تصميم آخر مزور كان تصميم قديم في الأرشيف عدلت عليه قليلا ليبدو ملائماً للمشروع مما جعله يعتقد أنه يفوز .

إن كان يظن نفسه روميل ثعلب الصحراء ، فهي مونتغمري الذي هزمه في صحراءه في معركة العلمين .

بعد أن انتهت جلست قربه وتكاد تقسم أن هاله الغضب التي صدرت منه تلتف حولها في ضباب أسود مظلم وخانق.

بعد مدة ناقش المعنين بالأمر فيما بينهم التصاميم التي عرضت عليهم .

قبض عمر على فكه بغضب مكبوت وإعتصر قبضة يده بقوة حين سمع اسم رنين التي فازت بالمشروع وابتسامه نصر واضحه على معالمها .

خرج بسرعه البرق لأنه مع كل ثانيه معها تحت سقف واحد هو يكاد يقسم أنه بالكاد يتحمل أن لا يقتلها .

شاهدت خروجه وإبتسمت بتشفي فقط

يظن أن اللعبة انتهت؟

مسكين هو لم يرى شيء بعد هي للتو بدأت باللعب .

جلست لتوقع معهم العقود وتتفق على التفاصيل ، كان الإجتماع مثمراً جداً وفازت بالمناقصه بجدارة ، شعرت بنظرات منافسيها لكنها لم تهتم ، هم غادروا فور أن علموا بخسارتهم .

حرقها البعض بنظراتهم قبل خروجهم

ولكن مجددا هي لا تهتم

خرجت وإبتسامه واسعه تزين ثغرها ، ما ان حطت قدمها خارج البرج حتى مشت بخطوات ثقيلة قوية واثقة كأنها تخبر الجميع بهيئتها وخطواتها أن يحترموها رغم أنوفهم

وضعت أناملها في جسر أنفها حين شعرت بالصداع في رأسها ،نقص الكافيين وما ادراكم ما نقص الكافيين

هي تحتاجه الآن وإلا مزاجها سوف يكون سيئاً وحين يكون مزاج رنين رامز سيء بسبب صداع الكافيين انت حقا لن تريد التواجد في الإرجاء .

ما هي مقبله عليه يحتاج إلى تركيز ، لذلك توجهت إلى داخل المول التجاري وصعدت إلى الطابق الاول ، كانت تأتي لهنا بصحبة رهف ، حين يكون لديك صديقه مجنونة تسوق انت ستزور كل المحلات والمولات حرفياً.

الوضع لهذه الدرجة متأزم

وصلت اخيراً لمقهى صغير جميل ذو طابع عصري ، الجدران كانت مطلية بالأسود والإضاءة مريحه والكراسي والطاولات فخمه لكن بطابع بسيط غير مكلف ، ركزت في تفاصيله واللوحات المعلقة والإضاءة التي كانت على شكل اكواب شاي .

لم تستطع ألا تركز في هندسه المكان الأمر أصبح خارج عن إرداتها ، اي مكان واي بيت هي تركز في هندسته وتصميمه الداخلي ، طلبت نسكافيه فوراً، فتحت حاسوبها وراجعت بعض التصميمات المرسلة لها ، وصلها المشروب بعد دقائق ، حملت الملف الذي يخص عمر ياسين في فلاش صغير بلون الأسود والأحمر ثم إسترخت على الكرسي وأخذت تشرب مشروبها المفضل بهدوء .

أصدر هاتفها الشخصي نغمة إشعارات مما جعلها تفتحه ، كانت مدونة العابث الاخير ، مدونتها المفضلة ، الكثير من التعليقات على آخر نص قام بنشره ، لقد انشغلت عن أمرها مؤخرا ، كانت تجد إشعار أنه قام بنشر نص ولكنها في كل مره تنشغل حتى تراكمت عليها النصوص .

الكاتب الغامض الذي لا يذكر أسمه ، لكنها تحب نصوصه لسبب ما رغم انه طابعها في الاغلب كئيب ولكن تشعر أنه يصف مشاعرها أحيانا تلك المشاعر التي تبتلعها في جوفك لا تدري كيف تصفها.

وتحب كيف يلبس الحزن بكلماته طابع أنيق.

ربما يحمل ألمه الخاص مثلها أيضاً ، تشعر كما لو يقاوم الظلام كما كتب في أحد نصوصه ، يشبهها بطريقه ما ، ربما لذلك هي تتابعه رغم كتاباته السوداوية ، في مرحلة ما قد تشعر أنك غريب ، وأنك تريد أن تبحث عن اشباهك حتى تزيل عنك شعور الغربة هذا ، وهي بطريقه ما لمست ألمه بين النصوص ، تحترم كل من يملك من الحزن ندوباً ،

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:28


هذا يعني أنه يخوض حرب ما وهذه هي ضريبة تلك الحرب ، فالمنتصر والمهزوم في المعارك على حد السواء كلاهما خسر شيء ما .

لذلك تساءلت ما الذي خسره ليصبح هكذا؟

تشعر أنها قصة حب بنهاية مأساوية دفع ثمنها قلبه ، للفراق رائحته أيضا وهي إشتمتها بقوة من خلف نصوصه .

حقا هذه اول مره تجلس لتحلل ما وراء النصوص ، رغم أنها تتابعه منذ فترة ، يجيد بطريقة ما الرقص مع الحزن ويعزف الألم سمفونية فراق لذلك كان هو الراقص الوحيد والمستمع الوحيد أيضا .

تنهدت ترتشف اخر ما تبقى من مشروبها الساخن ثم همت لتغادر .

..........

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:28


الوقت قد حان للذهاب ، إرتدت سترة بذلتها ذات درجة من درجات الأزرق الجميلة ، داخل السترة كانت ترتدي قميص أبيض وحجابها كان بلون رمادي باهت بلون فاتح جداً الناظر إليه من بعيد سيظنه أبيض ، وحذاء عالي بلون الكراميل ناسب لون بشرتها الفاتحة ، حملت حقيبة حاسبوها بيدها اليمنى وغادرت الشركة .

برج شاهق ذو نوافذ زجاجية بلورية خضراء بلون الفيروز ، جاهدت بصعوبة لتجد مكان لتركن سيارتها ، ترجلت من السيارة نحو البوابة الكبيرة ، كان هناك مول تجاري يتوسط البرجين على اليمين وعلى الشمال ، الأرض رخاميه وهناك حدائق منسقه جميلة تعطي المكان طابع فخم وجميل ، العديد من الناس كانوا في الباحة ، أجانب أو مواطنين ، أسر أو رجال أعمال وتجار المكان كان نشط جداً نسبة لوجود المول التجاري .

سارت نحو اليسار ، إلى أن وصلت إلى بوابة البرج ، دلفت إلى الداخل ، شعرت بهواء التكييف البارد ضد بشرتها ، كانت تمشي بثقه بعيداً عن الغرور ، لم تكن مغرورة بل واثقة ، لا ترفع رأسها للأعلى بل نحو الأمام ، نظراتها كانت مترقبه لا متشتتة، نجاحها المهني أكسبها كل هذه الثقة، شعرت بالتوتر يزحف حتى عظمها، وفجوة تكونت في معدتها ولكن لم تظهر ذلك على ملامحها، هي متوترة من فشلها في المناقصة ومتوترة انها ستكون الانثى الوحيدة وأعين الرجال مسلطه عليها، حاولت ان لا تفكر في ذلك حتى لا تتلعثم وتفسد كل شئ ، هذه ليست اول مناقصة ولن تكون الاخيرة.

وقفت أمام المصعد الكهربائي ، أتاها إشعار رسائل في ساعتها الذكية المتصلة بهاتف الشركة ، إبتسمت حين تم التأكيد لها أن بعض الأعمال قد تم إنجازها كما طلبت .

كان هناك عدة أشخاص يقفون معها أمام المصعد أيضا ، رجال ونساء ، تقدمت للداخل ما أن صدح صوت المصعد معلنا عن استقباله للوافدين .

لم يكن ضيقاً بل كان واسعه ، كان هناك ثلاث رجال وامرأة واحده معها ، خرجت بعد ثلاث طوابق .

لاحظت أن أحد الرجال كان يسعى ليكون قريباً منها رغم أن المصعد غير ضيق رغم ذلك حافظت على برود نظراتها وثبات ملامح وجهها وجسدها .

خرج الرجلان اللذان كانا يقفان أمامها وأمام الرجل بجوارها حين وصلا لطوابقهم .

كان رجل ربما في نهاية عقده الثالث ، يبدو من الوهلة الاولى محترماً غير مبالي لمن حوله ، ولكنه كان مجرد ذئب في ثياب خروف ، ما أكثر الذئاب البشرية .

قبضت على سترتها لتشعر بالعرق على كفها من التوتر، تكره الاماكن الضيقة وتختنق منها ولكن الوصول بالسلالم مرهق خصوصاً أن الطابق بعيد ، شعرت بخطواته تقترب منها بينما يدعي أنه يمسك هاتفه، حاولت أن لا تشعر بالذعر، تكره الرجال تكره قربهم ورائحتهم ونظراتهم المقززة لها، تشعر أن كل الأعين عليها حين تكون في شارع عام، تطلبها الأمر سنوات لتقف بكل هذا الثبات من الخارج، إستنشقت نفس هادئ وتقلصت رئتيها ثم توسعت تزفر كل السلبية للخارج، حاولت أن تفكر في أي شئ حتى انها فتحت الملف تراجعه تنشغل به.

سمعته يقول بصوت رجولي فيه نبرة خبيثة: جميلة

تجاهلته وهي تنظر أمامها كأنه غير موجود ، ثرثر بكلمات الغزل ، ثم طلب الرقم ، كل هذا وهي تقاوم حتى لا تلكمه بقوة تفرغ فيه توترها الذي تحول لغضب ، لا شئ اسوء من مكان ضيق سوى رجل معك في هذا المكان.

شعرت بأصابع تلمس خصرها وتنزلق إلى الاسفل، تجمدت لثواني تشعر بجسدها كما لو كان قطعة من الصخر وأرض المصعد تخوص بها، وقبل ان تنزلق يديه كانت قد خرجت من صدمتها و أمسكت بيده بيدها التي ترتدي قفاز رمادي بقوة صدمته .

وما صدمه أكثر نظرات شموس عينيها التي أظلمت تنظر له كما لو تريد تمزيق لحمه حي، كأنها هي الصياد وهو الفريسة وليس العكس ،قامت بدفعه حتى إرتطم بالجدار المعدني ثم قبل ان يستوعب أي شيء صفعته بقوة حتى شعرت أن يديها تؤلمها رغم انها أرادت ان تلكمه لكن سيسبب الامر ضرر لمفاصل يديها لأنها لا ترتدي قفاز ملاكمه الان للأسف، مع صفعتها كان الباب قد إنفتح.

كان هناك اشخاص يقفون في الخارج ينظرون للمشهد بفضول، الرجل شعر بالحرج وأمسك خده ونظر لها بحقد بينما هي إبتسمت تستفزه أكثر وبصقت كلماتها في وجهه بقرف: متحرش مقرف.

وخرجت تترك الرجل في موقف محرج لن ينساه في حياته.

دلفت إلى المكان المطلوب حيث كانت قاعه كبيره مكيفه تتوسطها طاولة خشبيه كبيرة بجانبيها كراسي سوداء جلدية ، وشاشه كبيرة للعرض.

كان هناك أربعه رجال ذو ملامح اجنبيه من جهة اليمين ، بينما اربعه رجال من الجهة المقابلة .

دخلت بكعب وصوت حذائها يدق في الأرضية معلناً عن وصولها ورغم أن كل الأنظار إلتفتت لها لأنها كانت اخر الواصلين ، رمت التوتر إلى نخرة عقلها حتى لا تفسد الأمر وحاولت أن تنظر لهم ، بإيماءة بسيطة وابتسامه مكلفة حيتهم ،رائحة العطر الرجالي كانت تفوح في المكان مما جعلها تجاهد حتى لا تظهر معالم التقزز على وجهها .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:28


منعت رنين نفسها بصعوبة حتى لا تقلب عينيها ، ريهام تتحمس وتتصرف كالمجانين حين يتعلق الامر بهذه الأمور .

_جيد...شكراً لك ....ماذا عن المعلومات التي طلبتها؟

اصبح صوت ريهام جاد حين قالت: اجل بالطبع....حاسوبة محمي ببرنامج حماية...مما صعب علي اختراقه...حينها علمت انه لا بد ان يكون هناك معلومات مهمه فيه...استغرق الامر وقتاً حتى وجدت الثغرة وكما توقعت ...هذا الرجل يقيم صفقات مشبوهة وقذرة..لقد اقشعر بدني...رنين لا اعتقد انه شخص سهل....دعي الامر للشرطة فقط....و
قاطعتها رنين وقالت : لا بأس يا ريهام استطيع التعامل معه...فقط ارسلي هذه الملفات لي

_ لقد فعلت ذلك  وهي الان على هاتفك.

ابتسمت رنين  وتنهدت براحة ثم أضافت ريهام قائلة: طورت برنامج الحماية الخاص بحواسيبة الشركة ما ان أتي من السفر حتى يكون باستطاعتكم تحميله...تجنباً لأي اختراقٍ في المستقبل.

_تعلمين انه مرحب بك في شركرتي دوماً صحيح؟!
رنين رغم انها لا تعترف بريهام صديقة ولكن لا تستطيع ان تنكر انها عبقرية وقد تفيد الشركة بل ستعينها رئيس قسم حتى.

_لا إهانة لكنني أطمح لأن أنضم لشركة برمجيات لذا..
نبست ريهام بحرج .

_لا بأس انا أتفهم .
ابتسمت رنين بخفة ثم شكرتها مجدداً قبل أن تغلق الخط مع أن الأخرى تذمرت أنه ليس بين الأصدقاء شكر .فتحت حاسوبها المحمول وفتحت بعض الايميلات المتعلقة بالعمل وردت عليها ، ثم فتحت هاتفها ووجدت العديد من الصور لمستندات كثيرة.

هذه الريهام حقا غير معقولة!!

وجدت العديد من الصفقات غير القانونية و مقاطع مُصورة له مع فتيات جعلتها تقلب عينيها بتقزز. لم تفتحها طبعا ولكنها رأت ذلك من صورة الفيديو في الخارج وهذا فقط جعلها تتخيل انه كيس ملاكمةٍ امامها.

يجب أن تتعامل مع الأمر الآن بهدوء  وتدرس الوضع جيداً قبل أن تقوم بأي خطة .

...........

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

01 Dec, 20:28


شمس بلا نور 15

بقلم تسابيح نوري (غرام)

لعبة الموت

*مساحة لذكر الله* :

*الحمد الله على كل حال ، الحمد الله حتى الزوال*

*أصبحت أحلامُنا الصغرى
أن نستيقظ بدونِ ألم
بدونِ قلق ،بدونِ هموم
ألا يتسرب الماضي من شقوق الذاكرة
ويدمر جمال الواقع*

*نيويورك*

في إحدى الأبنية العالية المطلة على إحدى الشوارع الرئيسية ، حيثُ لافتات المحلات المضيئة في كل مكان واللوحات الإعلانية ، السكان يجوبون الشوارع هنا وهناك بأعدادٍ غفيرة .

كان شابٌّ أسمر بشعرٍ فحمي ناعم، وجدت خصلاته الأمامية طريقها إلى جبينه وعيناه الخضراوتان ذات اللون العشبي تركز على شاشة هاتفه، رداءه الأبيض على ذراع الأريكة مطوي بعنايةٍ ،  يجلس على الأريكة المخملية  يدردش ويبتسم بوسع ، شعر بأحدٍ يضع إصبعه على أرنبة أنفه ، فصفعه بيده بضيق ولكن مع ذلك ذو الشعر الاصهب لم  يتوقف عن ذلك مما جعل الآخر يشتمه قائلا : فلتتعفن مؤخرتك في الجحيم أيها المعتوه.

ضحك الآخر بصخب وقال : سأظل أزعجك حتى تتوقف عن إرسال رسائل صباحية لشخص ستلتقيه بعد قليل من الأساس .

كريس قال بإنزعاج بينما ينهض يرتدي رداءه الابيض ويضع هاتفه في جيب سرواله الجينز الاسود : انت ألمٌ في المؤخرة .

ضحك ستيف يرتدي حذاءه ليلحق به ويغيظه أكثر ، هو منذ ارتبط بالممرضة التي تدعى ماليا وهو يوليها كل اهتمامه حتى في يوم عطلتهم هو يظل يراسلها  لأنهما مشغولان جداً للخروج معاً ، حتى في عطلة نهاية الاسبوع احياناً تكون مشغولة لأنها ممرضة في قسم الطوارئ  رغم ذلك لم يجهروا بعلاقتهم بعد ، وهذا الأمر بات يزعجه خصوصاً أن كريس وفراس هم اعز أصدقائه ، رغم أنه لديه الكثير من الأصدقاء ولكنهم فقط ذاك النوع الذي يقضي معهم وقتاً ممتعًا حين يخرجون للتسكع معاً وليس ذاك النوع الذي يشاركه أسراره ويظهر حزنه أمامهم .

لذلك اجل هو سيظل يزعج كريس حتى لا يشعر أنه كالشبح غير مرئي بالنسبة له .

...........

كتف كريس يديه على صدره وقال لستيف الذي مازال يسخر من كل شئ أمامه حين يقفان على الممر في المشفى : أتدري يا رأس الجزرة كم فتاة حاولت لفت انتباهك إلى الان؟

تأفأف ستيف بضجر وهو يمرر أنامله على خصلات شعره الاصهب : لست فضولياً حتى .

_يا رجل فقط واعد إحداهن لنرتاح منك قليلا

شهق ستيف بدرامية وقال بحزن مصطنع وهو يضع يده على صدره : هذا قاسٍ ..وتقوله في وجهي ايضاً؟

قلب كريس عينيه بملل ثم قال : وكأنك تشعر لو كنت كذلك لكنت ركزت مع التي مرت بجوارك قبل قليل تنظر لك كما لو تنظر للوحة في متحف وانت حتى لم ترفع عينيك عليها

_لا تحشر نفسك في حياتي العاطفية

_أنظروا من يتحدث عن حشر الانوف.
سخر وهو ينظر له ليقلب الاخر عينيه بملل.

_انا لا احشر انفي انا فقط انقذك من ان تصبح رومانسياً مبتذلاً سخيفاً .... الفتيات لا يحببن هذا النوع..اعطِ ماليا مساحة والا ستمل وستهرب ...حينها لا تأتي و تبكي فوق رأسي.

-اخرس ايها البرتقالي.... أنا لا ألتصق بها لهذا الحد..نحنا بالكاد نجد وقتاً لأنفسنا.

-حسنا تقريبا انت محق.

-بل انا محق تماماً.....بدل ان تعطيني نصائح ....ركز على نفسك انت تحتاجها اكثر مني.
سخر كريس ثم لوى فمه بابتسامةٍ عابثة، ليزفر الاخر بملل ثم يقول: فقط توقف اعلم ما ترمي إليه....اخبرتك أنني لم افقد الامل معها لذلك لا تحاول ان تقنعني ان أرى غيرها.

أصدر كريس صوتا ينم عن انزعاجه وملله الشديد كأنه يسمع هذا الكلام منذ فترةٍ طويلة : انت لديك جزرة بدل عقلك سابقاً كنت اشك والان اصبحت متأكداً فقط لا تنزعج حين اناديك رأس الجزرة .

سقطت ملامح ستيف ثم قال : فلتحترق في الحجيم السابعة .

رد عليه كريس بسخرية بينما يتخطاه ليغادر إلى قسم المرضى ليمر عليهم : من بعدك.

تنهد ستيف بضجر يضع يديه داخل رداءه و يتبعه يلقي بعينيه الزرقاوتين الصافية كالمحيط نظرة تفحصية للمرضى على الاسرة امامه، هم يمزحون طوال الوقت ولكن وقت العمل.

هم أطباء حقيقون.

............

*السودان*

تطرق بقلمها على سطح المكتب الخشبي بشرود ، انتهى الاجتماع الشهري قبل ثلاث ايام على خير ، هي على أعصابها ومتوترة منذ الصباح ، بعد ساعات قليلة ستتوجه إلى المكان حيث يقام الاجتماع الذي ستحدد فيه الشركة التي ستحصل على مشروع مبنى الUN ، هي واثقة من نفسها ولكن الذي يزعجها في الأمر برمته أنها ستكون الانثى الوحيدة بين مجموعة من الرجال القذرين .

سيتطلب الأمر منها بروداً رهيباً للمحافظة على ملامحها الباردة والرسمية ، طُرِق باب مكتبها فسمحت للطارق بالدخول ، كانت دعاء تحمل بعض الأوراق التي تحتاج توقيعها .

رن هاتفها الشخصي فأجابت فوراً أتاها صوت ريهام المتحمس وهي تقول : قدوتتييييييي....آسفه على التأخير ولكن اجراءات السفر اخدت كل وقتي....لكن الجانب المشرق أنني استطعت ان أحمل بعض التطبيقات التي كانت محظورة في السودان...والان استطعت ان ارجع الاموال المسروقة بل و أرسل لحاسوب الهكر هدية لن ينساها...ضحك بشر مصطنع.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

27 Nov, 20:09


البارت ال14 تم تعديله بنجاح.

حيتم تدقيقه من قبل فريق التدقيق كالعادة💜🦋


بارت بعنوان

لعبة الموت🔥🔥🔥

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

23 Nov, 20:07


https://t.me/Tasabeehnuori

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 17:49


صاحب افضل تعليق حرسل لي سرسوب(تسريب) صغنن🌚🔥🔥❤️

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:17


من هنا نقدر نقول بدا التشويق الحقيقي في الرواية🤩💜💜💜💜💜🔥🔥🔥🔥🔥


يلا حماسكم معاي بي تعليقاتكم السمحه🤩🔥🔥🔥

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:15


في السيارة ربطت رهف حزام الامام ثم قالت وهي تنظر لرنين :لنحاول ان نتفرغ نجتمع مجدداً.....ريهام حقاّ شخص لطيف ...من الجيد ان يحظى المرأة بصديقة مثلها.

صمتت رنين ثم قالت ببرود وهي تنظر لمرآة السيارة لتنظر للخلف: مبارك لك صديقتك الجديدة.

عبست رهف فوراً ثم قالت وهي تصنع بأصبعها علامة تنصيص : صديقتنا.


_لم اقل أبداً أنني اعتبرها صديقة.
نبست رنين بهدوء وهي تقود السيارة، ريهام اعتبرتها صديقتها وقدوتها ولكن هي لم تفعل، لأنها لا تصلح للعلاقات الاجتماعية، ولانها تفضل العزلة، قراءة كتاب أو رسم لوحة، الكثير من العلاقات يعني الكثير من الإرهاق العاطفي الذي سوف يشتتها لا غير.

نظرت لها رهف بملامح جادة ثم قالت: ريهام ليس لديها اصدقاء حقيقين، كلهم إفتراضيون....تحبس نفسها في ذلك العالم، لست بحاجة لإخبارك قد تكوني لاحظتي من خلال حديثها عنهم، لا يمكنك ببساطة أن تصدميها بحديثك هذا وتجعليها تعود لنقطة الصفر.
علت نبرة رهف بإنزعاج واضح مما جعل رنين تقضب حاجبيها معاً بإنزعاج تشعر أنها غير طبيعية، الشعور أنها لا تنتمي لأي مكان يزداد، كان ولا زال منذ الطفولة بسبب عائلتها والآن يزداد، لا تستيطع أن تكسر تلك القوقعة بسهولة، رهف حتى لم تصادقها بسهولة، الآن لا يمكنها أن تدخل شخص آخر ، كل الذين أرادوا صداقتها لم ترفضهم علانية لكن لم تهتم بأمرهم ايضاً حتى رحلوا بمفردهم.

_لست مُصلحة إجتماعية...هي كبيرة لتحل مشاكلها بنفسها.
نبست رنين بنبرة حادة.

زفرت رهف بإرهاق من هذا الحديث الذي يتكرر في كل مرة، عن طريق رهف كان هناك الكثيرين يريدون صحبة رنين ودوماً ما ترفض ظنت هذه المرة أن هناك أمل لانها طلبت مساعدة ريهام لكن كانت مخطئة.

_وأنتِ واعية بما فيه الكفاية لتدركِ أن إنعزالك عن البشر ليس جيد....حتى لنفسك...لا يمكنك أن تنعزلي ببساطة ، ستزدادين بروداً وقسوة فقط...لن تستوعبي المشاعر الإنسانية لن تبالي بمشاعر من حولك لأنك ببساطة لن تفهميها....ل...قاطعتها رنين بحدة.

_يكفي...فهمت أنني معقدة نفسياً واسوء شخص في الوجود...يمكنك أن تخرجي من حياتي ايضاً انتِ لست مضطرة للتعامل مع شخص مثلي.

انفجرت رنين وحين وجدت أنها قالت الكثير إبتلعت بقية الكلمات في جوفها.

_لمت وفقط لما لا تأخذين الحياة ببساطة؟!
العلاقات ليست معقدة كما تظنين...توقفي عن معاملة كل شئ كما لو كانت معادلة فيزيائية.
نبست رهف بإنزعاج واضح وتقضيبه بين حاجبيها.

وقبل أن ترد رنين، إنحرفت رنين بالسيارة في اللحظة المناسبة قبل أن تصطدم بصاحب سيارة اللانسر الرمادية، سمعته يصرخ كون النساء يجب أن لا يمنحوا رخصة قيادة، مما جعل الغضب يتكوم داخلها أكثر ، حيث انزلت النافذة وقبل أن ترد كانت رهف هي من انفجرت فيه قائلة: أيها الوقح أنت من قررت أن تعكس الشارع....إنها تعتبر مخالفة إذا لم ترد أن تجعلنا نقودك لأقرب مديرية شرطة إبتلع لسانك الوقح أيها الذكوري المتخلف.

سقطت ملامح الرجل فوراً بينما رمقته رنين بنظرة ساخرة و اندفعت بالسيارة تتجاوزه.

_وقح
نبست رنين

_رجعي متخلف.

_غبي يظن نفسه يمتلك الشارع العام.

_وجهه كوجه الخنزير في بركة طين.

افلتت ضحكة خافتة من رنين من تشبيه رهف، ثم قالت: حسناً يكفي لنحتفظ برصيد الحسنات المتبقي.

شاركتها رهف الضحك بخفة وقالت: أجل أجل بالطبع...ثم عادت ملامح رهف للإسترخاء تنسى غضبها تماماً. اكملت قائلة: إفعلي ما يجعلك تشعرين بالراحة....تكوين العلاقات الاجتماعية بالنسبة لي سهل لدرجة ظننت أن الجميع قادر على ذلك....نسيت أنك النقيض لي... لذلك آسفه لأنني صرخت في وجهك وضغطت عليك.

_أريد اعتذاراً لائق لن أقبل بأقل من سترتك المخميلة ذات اللوان الأحمر الداكن.

سقطت ملامح رهف فوراً: انت ايضاً صرختي في وجهي هذا ليس عدلاً.

تنهدت رنين ثم قالت بعيدة عن نبرة السخرية التي استخدمتها قبل قليل: سأفكر في الأمر...ربما ريهام حقاً تستحق فرصة.

_رائع...ولكن بالنسبة للسترة لا تحلمي حتى.

_سأخذها رغماً عنك.

_سأخذ لوحة ضباب الامنيات.

_سأعطيها لك بالطبع لكن بضعف ثمنها.

_ يا ناكرة الجميل هذا المعرض كان هدية مني.

_ اجل وشكرآ لك...لكن الأعمال لا تحتمل المجاملة.

_ياله من منطق غبي...السترة مقابل اللوحة لا تحاولي أن تقنعيني بغير ذلك.

_ سأفكر في الأمر .
نبست رنين وهناك شبح إبتسامة على وجهها وعينيها عادت لهما بريق طفيف تقسم رهف أنها لمحته لثواني، هم بهذه الطريقة تصالحوا دوماً ما ينتهي كل شجار بإعتذار من نوع سأعطيك شيئًا ما... شخصياتهم مختلفة تمامآ لذلك من الطبيعي أن تحدث خلافات الفرق فقط أنهما لا يدعا هذه الخلافات تدمر صداقتهما.


...........





تنهدت بتعب وهي تنزع عنها سترة بذلتها بعد أن قامت بفك الحزام .

حمام منعش هي كل ما تحتاجه ليرتخي تصلب جسدها ، التركيز دوماً وفقط التركيز على أدق التفاصيل وملاحظة كل الامور حولها هو ما جعلها تستطيع إدارة شركة وتكون صامدة وفي الصدارة حتى الآن .

عقلها لم يتوقف عن التفكير .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:15


ذاك الوغد كيف يجرؤ فقط؟

تعلم دوماً طرقه القذرة ،ونظرته الدونيا للنساء ومحاولته المستميتة في أخذ مشاريعها ، ولكنها لم تتصور أنه سيحاول أن يدمر شركتها .

إبتسمت بمكر هي ستجعله يدفع الثمن .

من يقف أمامها ويرفع رأسه بتعالي هي فقط تمسك رأسه وتصفعه على اقرب حائط ،بهذه القوة وبهذه البساطة وبهذا العنف المستتر كانت تتعامل مع أعداءها ،صدرت رنة رسائل من هاتفها الخاص بالعمل ، كانت كلمة واحدة فقط ومن حرفين جعلها تبتسم بمكر مجدداً .

"تم"

اخبرتكم هي لا تدخل حروب خاسرة ابداً .

..........

من جهته هو كان يقرأ كتاباً ويجلس في غرفته بهدوء ، يفكر في ذات العيون التي اقتبست رونقها من الشمس ، رغم ذلك كانت مظلمة ، لا يدري كيف جمعت الظلام والنور في شموس عينيها .

إن نظرت لها من بعيد فأنت ستجد إمراة فاتنة تلفت الأنظار لها أين ما حلت ، غنية ومدللة ، تكاد تقسم أنها تعيش حياة سعيدة ومرفهة .

ولكن حين تقترب وترى النظرة الباردة في عينيها و الغضب الذي يحرق كل ما حولها ، والغموض الذي يلفها ، ستعلم أن هذه المرأة ليست عادية ابداً .

كل ما فيها إستثنائي .

هذا الغموض الذي يلفها ، يجذبه كما ينجذب للعبة البازل المفضلة لديه لا يهدأ حتى يركب كل القطع وتكتمل الصورة أمام ناظريه،ما فعلته فقط آخر مرة جعله يدرك أنها إمرأة ذات كبرياءٍ عالي .

إنشغاله في المستشفى طوال الوقت جعله يتناسى ما حدث آخر مرة و لكن حين جلس بهدوء مع نفسه وجد نفسه يفكر فيها، غريب كيف أنه كان في وقت فراغه يحارب أفكاره ضد ماضيه مع هيلينا والآن يحارب أفكاره ضد امرأة بنكهة لغز.

تنهد بثقل يريد فقط أن يتوقف عقله ليأخذ استراحه يكره كيف يركز في التفاصيل ويحلل كل شئ كان هذا سبب تعبه النفسي دوماً، يريد أن يتجاهل الأمر ولكن، شئ ما قوي يسحبه نحوها، برر أن الأمر له علاقة بكونه يريد أن يرد على أهانتها له.

لذا هو فقط سيتقدم بكل هدوء يخترق حدودها ، الأماكن المحظورة التي كانت أولها غرفتها ، رغم أنه لم يكن ينوي ذلك ، ومع ذلك هي اعتبرته تحدي لها ، أنه دخل حدودها .

وما ثاني شئ تكره أن يتواجد فيه رجل بعد غرفتها؟

شركتها العزيزة الخاصة بالنساء فقط ،ضحك وهو يتخيل تعابير وجهها منذ الآن ،  لم يكن ينوي حرباً معها منذ البداية ولكن هي من بدأت ، استحقرته بنظراتها ، تشعره دوماً أنها ملكة على عرش ما وأنه أحد الخدم الذين بلا قيمة في عصر الملوك والملكات .

ولكنها لم تعلم أنه ليس الذي يصمت لكنه أيضآ ليس ذاك النوع الذي يغضب ويصرخ هنا وهناك .

أجل كان هذا التصرف الطبيعي ربما  ضد نظراتها .

ولكن حتى حين يخوض الحروب هو يخوضها بهدوء مثل أن تجد سيف قد اخترق جسدك وانت لم تكن تعلم حتى أن  أحدهم كان يسير نحوك ليغرزه داخلك.

مختلفين كالنار والجليد .

لا يعلم إن كانت هي ستحرقه حتى يتبخر أو هو من سيجعلها تنطفئ.

القدر وحده من يحكم ويرسم ويخطط والجميع على حافة القدر يسير .

عاد يقرأ كتابه بهدوء وكأن كل تلك الأفكار لم تمر بعقله .


*وراء كُل امرأة عظيمة
‏لاشيء هن خلقن عظيمات بالفطرة*

يتبع.....


اخيرا خلصت تعديل😭😭😭😭😭

متعب متعب 😭😭😭

حاولت اخلص في اقرب وقت بس فشلت لانه حسيت السرد والحوار وحتى وصف المشاعر كان ضعيف لذلك حذفت العديد والعديد من المشاهد واعدت صياغتها بنفس الفكرة ، وضفت مشاهد غير موجودة مثل مشهد شجار رنين ورهف و موقفه مع صاحب السيارة.

الان بدأت الاحداث الحقيقة للرواية وستظهر العديد من الشخصيات مثل عمر ياسين ووسن.

عمر ياسين هو العدو الذي لن يكون مجرد عدو سهل والاسرار التي خلفه ليست اسرار عادية، تعلمون فقط مع مرور الفصول كيف يمتكل كل هذه القوة الخفية ليطيح بمنافسيه ولما هو مهتم برنين تحديدًا؟

الكثير من الغموض سينكشف الستار عنه، لذلك ركزوا جيداً وحللوا بعمق، لان الاشرار في روايتي ليسوا عاديين ولا اغبياء يهزمون ببساطه، يستوي ذكاء الشر والخير هنا

والتحديات الحقيقية لأبطال الرواية على وشك ان تبدأ، ستتخذ حياة رنين وفراس منحنى اخر، الامر لن يقتصر على مضايقاتهم لبعضهم فقط، ترقبوا فقط بكل حماس.

لا اريد ان اكشف لكم المزيد .

ارجوكم لا تبخلوا علي بالتعليق.

وشكرا لحسن المتابعة.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:10


شعر  أنه خدر جانب وجهه، وسع عينيه بصدمة وقبل أن يندفع نحوها بقوة يرد الاهانة ، كان هناك من أمسكه من كتفه، رجل اخيراً قرر أن يتدخل في الموقف، يتشاجر معه، بينما رنين نظرت له ببرود ثم قالت تستفزه اكثر حين سمعته يقول انه سيقاضيها: أذهب وأبكي لرجال الشرطة ان هناك إمرأة ضربتك و حطمت ما تبقى لك من رجولة.

ثار وهو يجاهد أن يفلت من قبضة الرجل الذي انضم له آخر واصبح يتصارع معهم، ثم إستدارت ولم تهتم بالرد على شتائمه، كانت فقط تسحب الفتاة بعيداً تعبر بها الرصيف والأخرى كانت عينيها تختفي من الدموع.

ادخلتها مريان و احضرت لها ماءً بارد، انتظرت حتى تهدأ من انهيارها لتسمع القصة منها أنه خطيبها الذي شعرت أنه يهينها فقط، أمام الناس و حين يكونا وحدهما، ينتقد أبسط تصرفاتها لم تحتمل وقررت الانفصال وهو شعر بالإهانة أنها هي من انفصلت عنه وليس العكس، ثم صار يتتبعها بعد أن فشل في مؤازرت عائلتها له، والآن جاء ليحاول أن يجعلها تتخلى عن قررها وحين رفضت أصر و غضب وحدث ما حدث، نظرت لرنين وشكرتها للمرةةالتي لا تعرف عددها واعتذرت للمرة الرابعة او الثالثة على الصفعة التي تلقتها بسببها، تقول أنه سريع الغضب واحمق وحتى انها تعرضت للصفع من قبل، ثم جاء ليلقي اللوم عليها أنها هي من من جعلته يغضب، ثم اشادت بشجاعتها انها ردت له ضربة قوة قرب عينه اليسرى التي يبدو أنها ستترك أثراً سيئاً، حاولت رنين تغيير الموضوع بسرعة لأنها شعرت بالخجل والاحراج تحت كل هذا الاطراء وسألتها عن اسمها ومن تكون و أين يقع منزلها لتوصلها.

*حاضر*

منذ ذاك الوقت وريهام تناديها قدوتي.

اقتربت رنين من ريهام تخبرها بالتفاصيل بينما رهف تشارك ايضاً، يضعون خطة يتوقعون أسوء النتائج وكيف يجب التعامل معها، بعد فترة جلست ريهام أمام حاسوبها وانغمست في عالمها بينما رهف نهضت وقررت الذهاب لإحدى المحلات، وبالطبع رنين توجهت لمكانها المعتاد.

صالة كبيرة حيث الألعاب الرياضية هنا وهناك ، ليست صالة فقط بل هي نادي النساء الوحيد للملاكمة في البلاد هي تقريباً شبه عضو فيه وتريد الرئيسة أن تقنعها بالمشاركة في بطولات على مستوى البلاد لكنها رفضت، هي تعتبر الملاكمة تفرغ للغضب المكبوت داخلها وتوجيهه في مكان بحيث لا تؤذي المقربيين منها ، إتجهت لحلبة الملاكمة التي كانت تتوسط المكان ، فتاة ببشرة ابنوسية طويلة وجسد ممشوق وشعر جدلته عدة جدائل رفيعة ،كانت منهمكةً في تدريب إحدى الفتيات  .

إبتسمت رنين وقالت بصوت مسموع : لوشيا

ما أن سمعت لوشيا الصوت الذي يناديها حتى تجمدت لثواني ثم إلتفتت تنظر لرنين بإبتسامة مشرقة وقفزت من مكانها بمهارة .

صافحتها؟

لا

إحتضنتها؟

لا مجدداً

بل سدتت لها لكمة ولكن رنين تجاوزتها  وهي تبتسم ، ثم قامت بضربها بقبضتها في كتفها ضربتين غير مؤذيات ، وفعلت لوشيا المثل ، ثم رفعا أخيراً تصافحا كالبشر الطبيعين.

هذه كانت تحيتهم الخاصة .

منذ ثلاث سنوات أتت هنا برفقة رهف التي الحت عليها ، طبعا لم تحضرها لهذه الصالة بل للمسبح  لتقنع رنين ان السباحة تساعد على إزالت التوتر  وطرد الطاقة السلبية ولكن رنين وجدت نفسها تأتي إلى هنا ، راقبت تدريبات لوشيا من بعيد .

وفقط قررت أن هذا سيكون مكانها المفضل وأنها ستتعلم من هذه المرأة التي أمامها لتصبح ماهرة مثلها وتخرج مشاعرها السلبية كالغضب والتوتر و الحزن، هنا وفي هذا المكان الذي سيجمع كل هذا ويجعله يتلاشى، وكونها رياضية يجعلها تحافظ على رشاقة جسدها، و تتبع برنامج غذائي صحي ومتوازن، الأمر كان مفيد من كل النواحي.

إبتسمت لوشيا وقالت: am ..so proud of u....لم تفقدي مهارتك بعد رغم حضورك المتقطع.
نبرت العتاب حاولت أن تخفيها لكن رنين إلتقطتها ثم قالت وهي تتنهد بثقل: الكثير من الأشغال فقط.

_إذاً كيف حال يدك؟
هل تستطيعين القيام بمباراة ودية؟

_أتمنى لكن لا أستطيع ...طلب مني ان لا ارهق يدي هذه الفترة.
نبست رنين بملل كما لو أنها تكره الأمر حقاّ ولكن لا تريد أن تؤذي يدها وتعود لنقطة الصفر، من الواضح أن لوشيا علمت بالأمر لأنها بالطبع رهف من اخبرتها، وقفت رنين فترة مع لوشيا وهي توجه الفتيات ثم غادرت بعدها.

عادت لتجد رهف احضرت بعض اكياس التسوق تجلس قرب ريهام  وتخبرها بحماس ماذا اشترت،  ابتسمت بخفة للاجواء المريحة التي تصنعها رهف، ثم قررت أن تستريح اليوم قليلاً من ضغط العمل ، لا تذكر حتى آخر مرة خرجت لترفه عن نفسها ، رغم أنها لم تشارك في الحديث كثيرآ ولكنها كانت تستمتع بالسماع لثرثرتهما .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:10


بعد حوالي عشرين دقيقة كانت سيارتها تعبر أحد الأحياء الراقية ، وتوقفت تحديداً أمام إحدى المجمعات التي تضم عدد من الڨيلل الفخمة ، سمح لها الحارس بالولوج بعد أن تلقى إتصال من الشخص الذي تود زيارته في الداخل .

سارت سيارتها في طرقات المجمع الأسفلتية وهي تعبر الحدائق المتناسقة بعدد من الزهور والأشجار والمقاعد الخشبية ، الڤلل كانت ذات ألوان موحدة وتصميم واحد ، كل ڤيلا لها رقم معين .

توقفت سيارتها عن المكان المنشود ، ڤيلا رقم ١٧ .

ترجلت من السيارة وهي تتقدم متجاوزة الحديقة ، صعدت ثلاث درجات ووقفت أمام بابٍ خشبي كبير بلون الأسود ، قرعت الجرس لتسمع صدى صوته من الخارج .

دقائق وكان هناك من فتح الباب ، تعرفت عليها رنين فوراً ، كانت جوليا ، الفتاة التي تعمل في تنظيف وترتيب المنزل والإهتمام بكل شؤونه ، رحبت بها بإبتسامة فدخلت رنين وصوت كعبها يسمع صوته على الأرضية الرخامية .

سمعت صوت ضحكات وصراخ أطفال ، تعلم جيدآ لمن يعود ، في الصالة الكبيرة المليئة بالكثير من الأثاث الفاخر والتحف والمزهريات ، كان هناك طفلان ، أحدهم يجلس يلعب بالسيارة الحمراء على السجادة ، بينما الآخر كان قد قام بأخذها منه وهم بالهرب وهو يضحك  ، فتعالى صراخ الآخر وبكاءه، جوليا أسرعت تحاول إسكات من كان يبكي وتتمتم لها أن تتفضل ، آسر وياسر توأمان يبلغان من العمر أربعة سنوات ، لا تدعوا  براءة ملامحهم تغريكم، إنهم شياطين صغيرة مزعجة برأي رنين.

_أين رهف؟

_في غرفتها.

كانت هذه الإجابة التي تنتظرها رنين لتتوجه نحو السلم لغرفة رهف ولكن الأخرى كانت تنزل السلم بالفعل و سرعان ما إحتضنتها ترحب بها ، بينما رنين إكتفت بالتربيت عليها .

ثم قالت رنين بجدية وهي تنظر لها : هيا لا وقت للمجاملات إني هنا لإصطحابك لمريان.

نظرت لها رهف بصدمة ثم قالت : ماذا؟
مصدومة من فكرة أن رنين هي التي تأخذها لمشوار في حين أنه يحدث العكس تعلم أن مريان مكانهم المفضل ويجتمعون كثيراّ ولكن رنين تنغمس في العمل و تنسى نفسها، أحياناً تذهب لهناك   لتهدئ اعصابها بعيداً عن ضغط العمل وتتصل برهف لتنضم لها، واحياناً كثيرة رهف من تسحبها إلى هناك.

_هيا اسرعي سأشرح كل شئ على الطريق .
تراجعت رهف لغرفتها بينما تتبعها رنين و حين قالت رهف بسخرية: اي مصيبة هذه المرة؟

قلبت رنين عينيها بملل وهي تدخل غرفة رهف الفخمة والواسعة، تجلس على الكرسي المخملي الطري، تسترخي قليلاً وتقول:  ليس الكثير.

ضحكت رهف بعدم تصديق وهي تدلف لغرفة الملابس خاصتها.

لقد شربت العصير وشربت أيضاً كوب ماء كان قد طلبته ، والآن قهوة ورهف مازالت تتجول هنا وهناك بعد أن قضت نصف ساعة في الحمام وساعة في اختيار ما سترتديه مزحت مع رنين وهي تتصور بالحجاب تقول أنها سترتيده، إبتسمت رنين لحركاتها الطفولية و دعت في سرها أن يحمي اللَّه صديقتها المقربة، ثم أخيراً أستقرت على ملابس مناسبة، وإلتقطت صور عديدة لمواقع التواصل ، لم تعد تنشر صورها بعد زواجها ولكن تنشر مقتطفات من يومها أيضآ خصوصاً أن عدد متابعيها وصل 100 ألف ، فهي تشارك صور رحلاتها والطعام والاجواء والشوارع، والآن هي تشارك صورة لأحدث حقيبة اشترتها وتترك رابط المتجر الإلكتروني ايضاً، و صور أيضآ لملابسها التي صورتها قبل أن ترتديها، هي أيضآ تنشر محتوى يساعد النساء على تنسيق الملابس  لكل مناسبة.

نظرت لها رنين بملل بسبب كل هذا التأخير.

أي جزء من لا تأخرينا لم تفهمينه ؟

_ ما رأيك في هذا التنسيق البسيط؟

فستان عليه مربعات باللون الأسود والأبيض بأكمام طويلة، خامته متينة ، يترك تعرجات من الخصر للاسفل وحزام ذهبي رقيق حول الخصر، حذاء بلون أحمر غامق جداً وحقيبة جلدية بنفس اللون، شعرها للأعلى و وشاح رمته بإهمال على رأسها لم يخفي شعرها حتى بلون أبيض.

نعم يا سادة إنها رهف التي ترتدي ملابس قادرة على شراء سيارة أو ربما أكثر من سيارة حتى ، محبة التسوق والماركات العالمية ، هي متأكدة لو طلبت منها الجلوس على حديقة المجمع هي ستتأنق ، الأمر بهذا السوء والوضع متأزم مسبقاً .

قال تنسيق بسيط قال ، تقسم أن البساطة تشعر بالصدمة الان.

نظرت لها رنين بملل و نبست وهي تخرج من الباب: دقيقة أخرى وكنت سأغادر....لا أصدق أنك تأخريننا كل مرة....لا تتذمري لن آتي لاصطحبك معي مجدداً.

هي حتى اعتذرت لريهام التي إتصلت بها تخبرها أنها تأخرت كالعادة بسبب رهف، إن صديقتها تدمر سمعتها كشخص ملتزم بالمواعيد.

_ هل ستتدربين في النادي مع لوشيا؟

_لا طلبوا مني في العلاج الطبيعي أن لا أعرضها لمجهود هذه الفترة ولكنني اتعافى بشكل جيد لذلك ربما في المرة القادمة.

_السبب الوحيد الذي سجعلك تتحمسين للذهاب لمريان هو النادي و بما أن هذه ليس السبب فلدي فضول الآن للسبب الرئيسي.

تنهدت رنين بضجر من ثرثرة صديقتها ، هي ستظل وطول الطريق تلح عليها لتخبرها .

_لا أحب أن أعيد كلامي انتظري حتى تسمعي الأمر معها.

_من؟

أجابت رنين قائلة : ريهام فؤاد

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:10


هذا الاسم فقط جعل رهف تنظر لرنين بدهشة لم تستطع إخفاءها  فوجدت نفسها تقول فورا : ماذا؟؟!!
ريهام أيضاً؟

دومآ تلح رهف على رنين أن تطلب من ريهام أن تأتي فتوافق رنين على المضض والآن بما أن رنين هذه المرة دعت ريهام من تلقاء نفسها لا شك أن الأمر مهم جدا لتقحم فيه ريهام، هي ستموت فضولاً.

_tell me ، i can't wait.


قبضت رنين حاجبيها بإنزعاج من الزحام ، وأصوات أبواق السيارات ، هذا الوقت من النهار يكون الازدحام شديداً ، خصوصاً أن المكان الذين سيذهبون إليه يقع في إحدى شوارع العاصمة الرئيسية .

وحين ظنت رهف أنها لن تجيبها قالت بهدوء : الأمر يخص الشركة.

_ماذا حدث؟!
نبست رهف بقلق، لكن رنين صمتت، رهف قرأت تعابير رنين المنقبضة، و تشنج اصابعها على المقود، و تقضيبة حاجبيها، شعرت أن الأمر مهم حقاً، رنين تهتم بشركتها وبأدق تفاصيلها و تسعى دوماً أن تصعد بها نحو العالمية، كان من الممكن أن تسافر وأن تصبح مهندسة في إحدى الشركات في الخارج ولكن لم تحب أن تعمل تحت أمر أحد، جربت الأمر مرة وكان مريعاً، تذكر رهف أنها اخبرتها ذات مره أنها مهما اجتهدت في العمل سينسب الفضل للشركة في النهاية ستكون كما لو تعمل لصالح شركة شخص آخر فقط، تريد أن تصنع اسماً و شركةً تخصها، تبدع و تجتهد فيها وتصنع أسماً يجعلها تنافس على مستوى شركات دولية أخرى، الشغف لو كان شيئًا لكان سيكون رنين، هي حين تعمل حين ترسم حين تحرك الأدوات الهندسية على لوحة بيضاء فارغة تجعلها تنبض بالحياة، وحين تحول الرسومات لواقع، رغم كل ما عانته الشئ الوحيد الذي جعلها تصمد هو شغفها بمجالها، أن يكون لك شغف في شئ هو ما يجعلك تعيش في دهاليز الحياة وترى النور فيها رغم كل الظلام.

بصعوبة وجدت مكان لركن السيارة ، وساروا مسافةً لا بأس بها ، رنين ظلت صامتة تتحرك بثقة كالعادة، حينها رهف خرجت من دوامة أفكارها تتبعها،  دلفوا للمكان وعبر الممر الطويل حيث أضواءً خافته ، فُتح باب زجاجي ليكشف عن كافيه بطراز أنيق ، حيث نساء هنا وهناك ، يدخنون ويشربون سجائر حتى .

الأمر لم يكن صادماً حقاً ففي مكان كهذا حين لا يدخله غير النساء يفعلون ما لا يستطيعون فعله في أماكن مكشوفة .

صوت موسيقى أجنبية كان يصدح في المكان ، مقاعد حول طاولات خشبية ، ومقاعد مخملية منفردةً أمامها طاولات صغيرة هنا وهناك لمن يريد الاختباء بنفسه ، وأركان أيضاً لجلسات على الأرض بوسائد كبيرة جدآ تلتف حول طاولات بلاستيكية صغيرة وقصيرة تناسب الجلوس على الأرض .

أبوابٌ أخرى كانت تفتح على الصالة كُتب على أحدهم صالة رياضية وآخر مسبح ، كان هناك سلم لولبي في آخر ركن على اليمين حيث يقود لمتجر الملابس في الأعلى لعشاق التسوق، محلات مستحضرات تجميل.

مريان كان هو إسم هذا المكان كأسم صاحبته القبطية التي فتحته كمقهى في بادئ الأمر ثم توسع لما هو الآن .

على أقصى اليمين يوجد المقهى حيث جلسات على أرائك مخملية بعيدة نسبياً عن باقي الطاولات والكراسي ، كانت تجلس فتاة أمام حاسوبها المحمول  ، شعرها الكيرلي مجموع للأعلى و قامت بإنزال خصلات أمام جبينها ، تضع سماعات لا سلكية حمراء كبيرة ، ترتدي عباءة سوداء اللون عليها خرزات بنفس اللون شبه لامعة في أطراف الكم الواسع يظهر من تحتها  بنطال من الجينز أزرق سماوي فاتح يبرز لون بشرتها السمراء وتشيرت أبيض عليه رسومات وتضع وشاح العباءة الأسود عليه نفس الخرزات في أطرافه كانت تضعه  بإهمال على كتفها .

جلست رنين مقابلة لها ورهف على اليمين ، ما أن إنتبهت الفتاة لهما حتى إبتسمت بوسع ولمعت عينيها بفرحة حين رأت رنين وصرخة قائلة : قدوتيييي

ثم قفزت تحتضنها ، الآن هناك شخص تكره أن يحتضنها بعد رهف ، أجل أنها ريهام فؤاد ، ذات الخامسة والعشرون ربيعاً، مجنونة كلياً وكلمة مجنونة حتى لا تصفها ، ولكنه ليس ذاك الجنون المعروف بل جنون الإلكترونيات وكل ما يخص برامج الحواسيب والألعاب الالكترونية، انها عبقرية إلكترونيات، كما أنها مطورة برمجيات تطور برنامج حماية حيث أنها وحش الاختراق حرفياً في مراهقتها كانت تخترق من أجل المتعة فقط.

أجل يا سادة الفتاة المرحة ذات الابتسامة الواسعة و الشخصية الانطوائية الخجولة و الملامح البريئة التي تعطيها أصغر من عمرها هي تعد من أخطر الهكرز على الإطلاق .

أبعدتها رنين برفق هي من الأشخاص القليلين الذين لا تنزعج كثيراً من تلامسهم، من كثرة كرهها للتلامس ترتدي قفازات معظم الوقت أحيانآ تنزعُها لكن في الأغلب هي ترتديها ، ثم انتقلت ريهام لرهف التي إبتسمت لها بوسع واحتضنتها بقوة و ظلت تسألها عن أحوالها وجلست قربها مما جعل إبتسامة ريهام تتوسع كأنها لا تصدق أن شخصاً أنيقاً وغنياً مثل رهف تتحدث معها بلطف و تعتبرها صديقة.

ريهام إلتفتت لرنين ثم  قالت بحماس : من النادر أن نلتقي هنا بسبب انشغالك لذلك أنا سعيدة حقاً برؤيتك.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:10


توترت رنين قليلاً لكن حافظت على ملامحها، هي حقاً فاشلة في التعامل مع كل هذا اللطف، وشخصية ريهام العفوية المتعلقة بها والتي تنظر لها بفخر كأنها أعظم شخصٍ في العالم تزيد من ارتباكها هي حقآ فاشلة اجتماعياً، لا تستطيع التعامل مع الناس بدون رسميات، الرسميات تريحها أكثر لأنها ليست شخص عفوي و حديثها قليل و رسمي وبسبب منصبها إزداد الأمر سوءاً ، رهف بشخصيتها الفريدة هي من استطاعت كسر الجليد بينهم، ولكن ريهام تربكها هي لا تستطيع أن تعتبرها صديقتها لأن ذلك يعني أن تهتم بها و تسأل عنها و تخرج معها و الكثير من التعاملات الاجتماعية التي هي فاشلة فيها، رهف أفضل منها في ذلك لذلك دوماً حين تلتقي بريهام تكون معها رهف ولكن رهف كما هي رهف شخص إجتماعي جداً ضمت ريهام لقائمة أصدقاءها الطويلة.

هي لم تكن تريد أن تتعامل معها كثيراً عسى أن تجدها مملة مثل ما يحدث مع الجميع و تتركها لكن ريهام ظلت ملتصقةً بها وتحبها جداً رغم تواصلهما القليل .

_كيف حال مشروعك؟
نبست رنين تحاول أن تتحدث بطبيعية وتصنع ابتسامةً مجاملة لريهام التي ابتسمت بوسع وأطلقت العنان للحديث بكل شغف وحماس عن المشروع وكيف أنها تقدمت فيه خطوات جيدة نسبياً عن السابق ، ثم تدخلت رهف في الحديث حين وجدت رنين فاشلة في توجيه الحوار مع ريهام وتكتفي فقط بالاستماع.

طلبوا أشياء ليشربوها بينما ريهام ورهف ظلتا تثرثران كثيراً عن كل شئ وأي شئ ، منسجمتان جداً ، رهف بسبب سفرها مع زوجها  الكثير و الإنشغال بالتوأم طبعاً رغم أنها تقضي معظم الوقت في منزل عائلتها لتساعدها أمها في الاعتناء بهما ولكنها كشخص اجتماعي في كل مرة تحضر مناسبة لأحدى صديقاتها، لم تسمح لها الفرصة برؤية ريهام إلا قليلاً، والاخيرة كانت تتفهم انشغال صديقتها حيث هي الأخرى منشغلة برسالة تخرجها .

قطعت رنين حديثهما الذي تعلم أنه لم ينتهي وقالت بجدية لريهام:
ركزوا معي....هناك أمر مهم أريد قوله.

صمتتا فوراً  ورمشت رهف كما لو أنها للتو تذكرت ما أخبرته بها رنين في الخارج، لقد اندمجت مع ريهام ونسيت الأمر ، لذلك اعتدلت في جلستها،  بينما ريهام تبدو متأهبة أيضاً، تنظر لتعابير رنين التي لا تبشر بالخير، فكرة أن رنين تواصلت معها وطلبت لقاءها جعلتها تشعر أن الأمر غير حقيقي، تشعر دوماً أن هناك حاجز مرئي تصنعه رنين لا يسمح لها بعلاقة صداقة سلسلة مثل رهف، ربما بسبب شخصية رنين وربما بسبب أنها شخصٌ فاشل اجتماعياً ربما لأنه غير مرحب بها، إبتلعت افكارها السوداوية وحاولت أن لا تركز كثيراً.

إستنشقت رنين نفساً حاداً، تشعر بالتشنج في اطرافها، مجرد الحديث عن الأمر يجعله يبدو حقيقةً و خطيراً بطريقة أو بأخرى، إبتلعت رئتيها الاكسجين بجوع، تشعر بعظامها تتوتر أسفل الجلد واللحم، تشعر بضربات قلبها خفيفة مسموعةً، و كهرباءً ساكنة زحفت على جلدها، هي مشدودة ومتشنجة من التوتر، متوترةٌ من أن شركتها قد تنهار في أي لحظة و يدمر كل شئ بنته لسنوات انها ليست مجرد شركة إنها شيئًا يذكرها أنها نهضت من تحت الرماد بعد أن صارت حطاماً منثوراً في فضاء عميق، بعد أن إبتلعها الألم والحزن وصنع فجوة في داخلها محفورة إلى الآن ، الغنيمة الوحيدة في معركتها مع وليد هي شركتها لذلك لو تدمر ستتدمر هي الأخرى.

_ما الأمر ؟!
قالت رهف بقلق حين رأت صمت رنين يطول.

_هناك من يريد تدمير الشركة...شركة منافسة...إبتز مديرهم إحدى موظفاتي، لتسرق مشروع أهم مناقصة حالياً بالنسبة لكل الشركات المعمارية في البلاد.

توسعت عينا رهف وريهام بعدم تصديق ثم قالت ريهام فوراً: ما الغرض ولما أنتِ بالذات؟!

_لأن شركة فيميل الآن تنافس معظم الشركات منذ أن فازت في مناقصة العام الماضي وهناك احتمال كبير أن تفوز هذه المرة أيضاً.
نبست رهف بنبرة جادة ، تضع قدم على الأخرى وتسند ظهرها، هي لا تعمل في الشركة ولكن لا يعني أنها لا تهتم بها أو تتقصى أخبارها ، هي حتى تبدي رأيها احياناً في بعض التصاميم فهي مهندسة في نهاية المطاف حتى ولو لم تعمل في مجالها، ما زالت الشركة بالنسبة لها مهمة.

_تماماً....نبست رنين وهي تلتقط أعين رهف البنية ثم إستطردت حديثها....... انها شركة عمر ياسين....هو منافس معروف بأنه قذر في سوق العمل يطيح بالمنافسين بأسوء الطرق يدمرهم تماماً....لذلك لا يجرؤ أحد على تحديه....يبدو أنني هدفه الآن ....يريد أن يسرق تصميمي ويعرضه على أنه تصميمه ثم يتهمني أنا بالسرقة وهكذا حتى لو لم يفز بالمناقصة سيكون شوه سمعة الشركة أخرجني من سوق العمل.

_الحقيررر.
نبست ريهام بغل.

_ليس هذا وحسب بل اخترق حساب الشركة وسرق أموال ....إنه يعلب من مختلف الجهات....يشتتني بأفعاله حتى لا أعلم من أين تأتيني الضربة وأين يجب أن أوجه تركيزي.

_ماكر.
نبست رهف وعلامات الاشمئزاز سيطرت على وجهها.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:10


_تريدين مساعدتي في تتبع المخترق و إرجاع الأموال ؟!
نبست ريهام بالشئ الذي توقعته، فأومأت رنين، لتسمعها تواصل وهي تقول: حسناً....أستطيع ذلك....كما سأقوم بتحميل نظام حماية قوي لأجهزة الشركة حتى لا يتكرر الأمر مجدداً.

ريهام تحولت من شخص يخترق من أجل المتعة لشخص مهتم بالأمن السيبراني ومشروعها يتمحور حوله لذلك هي أفضل شخص لهذا العمل.

_أريد معلومات عن عمر ياسين...أريد أن أعلم اشياءً ستجعله لا يجرؤ على المساس بي مجدداً.

إبتسمت رهف بوسع تشعر بالاثارة تتسرب إلى دواخلها وقالت لا تخفي نبرة حماسها: تحاربيه بنفس سلاحه.

إبتسمت رنين لأن صديقتها الوحيدة دوماً من تفهمها، وشعرت ريهام أن لها قيمة اخيراً بالنسبة لرنين كونها طلبت مساعدتها، هي تحترق حماساً لتكون عند  حسن ظنها وتثبت نفسها لها .

_أي شئ من أجل قدوتي....سأكون عند حسن ظنك لأنني لن انسى جميلك ابداً

رأت رنين نظرات ريهام وإرتبكت انها نظرة الامتنان التي ترمقها بها دوماً حين تراها، كل هذه المشاعر نحوها تجعلها تحاول أن تغير كفة الحديث لتخفي حرجها .

تتذكر رنين كيف إلتقت ريهام كل شئ بالتفصيل كمشهد قديم يمر في عقلها بسبب ذاكرتها التصويرية، رغم أنه مشهد لا ينساه أي أحد ولكن هي تذكر تفاصيله حتى وجوه الاشخاص الذين كانوا يشاهدون الحدث.

*ماضي*

رن هاتفها فوضعت كوب العصير على الطاولة وخرجت تستقبل المكالمة الخاصة بالعمل ، في الخارج رصدت عينيها المشهد أمامها ، رغم أنها كانت تركز على حديث المتصل إلا أن عينيها لم تغب عن تلك الفتاة ذات الشعر الكيرلي وهي تتشاجر مع أحدهم ويبدو أن هذا الاحدهم يزعجها حقاً .

ما أن أغلقت المكالمة حتى وجدت قدميها تقودها نحوهما بدون وعي، تكره مظاهر إهانة المرأة وتكره حين يتم ذلك في مكانٍ عام، يخجلون من إظهار الإهتمام والحب للمرأةو ولكن يجاهرون بإذلالها علناً بدون خجل يالا القرف ويالا تناقض هذا المجتمع الشرقي البائس،  عبرت الشارع وهي تدق الأرض بحذاءها رغم أنه لا يصدر صوت ولكن من غضبها تشعر أنها تكاد تحطم الأرض بخطواتها ، أتاها صوت حديثهم الصاخب ، الشاب تمادى بسحب الفتاة من يدها يحاول أن يجعلها تركب السيارة ، الكثير من الناس اكتفوا بالمشاهدةِ فقط ولم يتدخل أحد، إرتجفت من الغضب وهي تتخيل ما قد يفعله بها لو كانا وحدهما إذا كان هذا ما يفعله بها علناً، إرتجفت من الألم وهي تتخيل مشهد فتاة على الأرض ملطخةً بالدماء من الضرب المبرح، تماماً كما حدث لها، بالنسبة لمرأة تعرضت للعنف المنزلي فأي شكل من أشكال العنف ضد المرأة يثير طعم مرير في حلقها ومشاعر مؤلمة تقوم بوخزها.

لم تفهم ما جعلها تخترق المشهد ولكن تشعر كما لو كانت هي خارج المشهد رغم أنها داخله، أمسكت برسغ الفتاة وسحبتها نحوها بقوة، وهي تنظر للشاب بحدة وتصرخ فيه مما جعله ينظر لها بصدمة لا يفهم من هي و لما تتدخل؟

_أبعد يدك عنها أيها الأحمق عديم الأخلاق.
سحبت الفتاة خلف ظهرها لتكون درعها من هذا الهمجي الثائر، شعرت بأمواج غضبه بقوة من مكانها ثم قال بحده وصوت عالي : من انتِ لتتدخلي بيني وبين خطيبتي؟

_كنت كذلك.
نبست الفتاة بصوت مرتعش، ومتلعثم، تشعر بأناملها ترتجف وهي تمسك بها أو أن الفتاة هي من تمسكت بها بقوة كما لو كانت طوق نجاتها الوحيد، هذا الذي فقط جعلها تشعر بوخزات من الشفقة داخلها إتجاه الفتاة ونظرت للرجل بكره وغل اكثر كما لو أنه شيطان من الجحيم، بشع ومقرف رغم أن ملامحه ليست قبيحة.

_من تظنين نفسك حتى تفسخي خطوبتك مني أيتها المعقدة...لن ينظر أحدهم لوجهك ولن يحتمل أحد إنطوائيتك وتلعثمك كالأطفال .

شعرت رنين بسهم الكلمات في صدرها كما لو تم توجيهه لها ثم قالت وهي تنظر له بغضب: إخرس...كلامك يدل فقط أنك شخص مريض وسام...بالطبع ستنفصل عنك ...و قاطعها بحده

_اخبرتك أن لا تتدخلي.
وتقدم نحوها و أمساك يدها التي ترتدي فيها قفاز رمادي، ليفلت يدها من ريهام حينها تصرفت رنين بغرائزها حيث شعرت بالادرينالين يتدفق قبوة عبر عروقها كون رجل لمسها، رجل عنيف همجي يمكن أن يؤذيها لأنها تدخلت، وجدت نفسها تلقائياً تدفعه بقوة إلى أن ترنح وسقط على الأرض نظر لها بصدمة لم يكن يتوقع هذا ولم يكن مستعداً له مما جعله يسقط بسهولة، هي في الحقيقة أرادت أن تلكمه لكنها هكذا ستكون متعدية وقد تجد نفسها في السجن بتهمة الاعتداء، لذلك دفعته بقوة ليسقط حيث ستستفزه ويقرر ضربها حينها فقط تستطيع أن تدافع عن نفسها، فكرت وحللت و نفذت خطتها التي نجحت حيث شعرت بألم حارق في وجهها، ألم جعلها تنظر له بغضب مظلم، إنطفأت عينيها وأظلمت شموسها، وجهها كان على الجانب من قوة الصفعه، سمعت شهقة الفتاة خلفها، وصوتها وهي تتعتذر وتريد أن تتفحصها لكنها ابعدتها من امامها برفق ونظرت للذي امامها الذي يبدو أنه ندم على فعلته حيث أدرك للتو أنه صفع إمرأة في مكان عام ، إمرأة  من نظراتها لا يبدو أنها ستصمت، لقد استفزته وانفعل بشدة، كاد يلقي باللوم على خطبيبته السابقة لكن فجأة ترنح للخلف  ثم  ألم

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:06


لتختفي فقط بأي طريقة.

لا احد قد انتبه لهما، فقد كانتا مخفيتان خلف السلم ، أفلتت الفتاة الملف حتى سقط على الارض ، اقتربت رنين منها بنظرات تهديدية وقالت بفحيح مخيف : من أرسلك...ولا تحاولي الانكار حتى لا أستخدم العنف.

قبضتها كانت قوية جداً لا تعود لامرأة الناظر لها يقسم أنها في منتهى الرقة والنعومة .

لذلك حين لم تتلقى رداً سحبتها لتقف امامها أقرب تلتقط نظراتها الحازمة الغاضبة ثم قالت بحده لكن بصوت بارد فيه سخرية لاذعة وخافت : هل أكل القط لسانك؟

الوضع لم يكن مريحاً أبداً وبدأ العرق يتصبب من الفتاة التي حاولت الحديث ولكن اغلق فمها كالسمكة ثم حاولت مجددا بصعوبة وهي تشعر بنظرات رنين كالوخز على جلدها.

لذلك قالت الفتاة بإرتباك : ا...انا .لا اعلم م..ماذا تقصدين.

ابتسمت رنين إبتسامة من ذاك النوع الذي يشعرك أن الشخص الذي أمامك شخص خطير، رنين فقط كتفت يديها ونظرت لها بأعينها التي اضحت بنية تحت الاضاءة الخافتة تحت السلم، من بعيد سيظن الموظفات مديرتهم تتحدث مع إحداهن فقط، لا احد يشك، اصواتهم ليست واضحة في زحمة العمل والكل مشغول لا احد متفرغ ليشك ان حديثهم غير طبيعي.

تراجعت رنين للخلف والابتسامة المريبة ما زالت تزين وجهها الجميل، تجعل الخوف يزحف على جلد التي امامها، خوف خبيث يتسلل لجوفها، لتشعر بكرة تحفر في معدتها وانها ستتقيأ في اي لحظة من شدة التوتر والرعب، اصابعها تشنجت وجسدها تصلب.

_اتبعيني .

ثواني والفتاة شعرت أن قدميها محفورة في أسمنت صلب ولم تستطع الحركة.

لتسمع رنين تقول بصوت ساخر لكن ماكر: إلا إذا كنت تريدين ان تصنعي مشهداً جميلاً يتحدث عنه الجميع.

تصلبت الفتاة وقفز قلبها وهي تتخيل كمية الاحراج الذي ستتعرض له لو استجوبتها رنين أمام الجميع ، عند هذه الفكرة المرعبة تتبعها وهي تحمل الملف من الأرض ، هي تمنت في هذه اللحظة أن تتحول لماء متبخر وتختفي في أثير الكون اللامرئي أو حتى تطلق قدميها للرياح وتهرب ، الخيار الثاني بدى مغرياً لها ولكن هي تعلم ان هناك باباً الكتروني مسؤولة عنه موظفة الاستقبال تقوم بإغلاقه من الداخل بحيث لا يمكنك دخول الشركة إلا عبر بطاقة العمل التي فيها رمز يسمح لفتح الباب بشكل أتوماتيكي، وهي مجرد موظفة هنا في قسم الموارد البشرية هي ليست موظفة مهمة جدا يمكن أستبدالها في اي لحظة.

رغم ان صوت اغلاق الباب لم يكن عالي ولكن هدوء المكان جعل الفتاة تجفل رغماً عنها، جعل الأخرى تجفل بخوف ، حاولت النظر إلى كل مكان عدى وجه التي أمامها لأنها تعلم أنها الان تحرقها بنظراتها ومجددا من الجيد أن عيونها لم تخرج ناراً وإلى كانت كدجاجة مشوية الان .

__ أعطني أسماً لا تبريراّ سخيفاً لانه لا وقت لدي.
نبست رنين بنبرة باردة، تجعل التي امامها تشعر بالبرودة تتسلل عبر اطرافها تحفر نفسها حتى العظم، لتجعلها تواجه صعوبة في المحافظة على ثبات اقدامها.

حاولت الفتاة ان تقنع   نفسها بأنها لا يجب ان تظهر كل الخوف الذي بداخلها وتخترع أي كذبة تنقذها، قبضت على الملف وقالت بنبرة جاهدت لتزييفها: انا أعمل عندك فقط.

قاطعتها رنين وقالت ببرود مخيف : كُنتِ.
ضغطت على الكلمة كما لو تريد ان تحرفها في أعماق التي امامها لتستوعبها، مما جعلها تنهار من ثباتها المزيف، ثواني لتخرج منها تنهيدة مرتعشة ثم قالت وقد انزلقت الدموع اخيراّ تحت الضغط الذي كانت تتعرض له منذ أسابيع طويلة والان بسبب ضغط رنين عليها انفجر كل شئ، انفجر الالم والرعب والخوف والتوتر والقلق الذي كانت تحبسه، انفجر الاحراج والخزي وكره الذات، لتسقط الدموع وهي تنظر للأرضية تقبض بأناملها على الملف ثم تشهق وسط دموعها وتقول: آسفه....أنا....هو هددني.

_الأسم.
لم يأتي صوتها بارد بل أقل برود اقرب لنسيم بارد في شتاء لكن ليس كافي ليجعلك ترتجف، كانها خففت الضغط حين وصلت لمرادها وهي أعتراف الفتاة، بقيت تنتظر ردها بترقب وهي تتوقع اسماء كثيرة.

_عمر ياسين.

نبض فك رنين من الغضب لكنها حافظت على ملامحها، كانت تشك به هو على رأس القائمة، زير النساء الوقح، والمنافس الاكثر قذارة في السوق، سمعت همسات عن انه يطيح بمنافسية دوماً، ويبدو ان نجاح شركتها جعله يضعها تحت المجهر.

الوغد.

الفتاة كانت تجاهد للحديث وسط دموعها وشهقاتها: لقد ....لديه صور لي....يبتزني بها.

قضبت رنين حاجبيها بحيرة قد تفهم ان هذه طرقه لكن ما لم تفهمه هو ما علاقتها به لاصل له صورها؟

_ما العلاقة بينكم؟

_ا....انا كنت تقدمت لشركته لكن لم يتم الرد وحين توظفت هنا نسيت الامر...اتصل بي رغم ان الامر مر عليه سبعة أشهر...وطلب رؤيتي اعتذرت انني وجدت عمل لكنه أصر...كان لطيف جداً وعاملني جيداً واغراني براتب أفضل ومميزات ومنصب جيد....ثم تطورت العلاقة وحين علمت انه متزوج قررت ان انسحب لكنه كان قد اخترق هاتفي وحصل على صور شخصية لي و ركبها في فيديو مخل جداً وهددني بنشره لو لم اساعده في تدميرك....انا اسفه فأنا فتاة ولدي سمعة و المجتمع لن يرحمني...واخي سيقتلني لم

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:06


يكن لدي خيار.

انهارت على الأرض في النهاية، رنين فقط شعرت بالألم لأجلها، تعلم كم من المقرف ان يهددك أحداً ان تكون مكبلاً بقيود بسبب احدهم، شعور مقيت مقرف ويرسل ألم و فجوة في صدرك، يجعلك في قلق دائم، هذا الشعور جربته لمدة طويلة مع وليد.

تكره الرجال الاستغلاليين تكره كل صنف الرجال ولكن هؤلاء خصيصاً تتمنى جمعهم في حفرة كبيرة وحرقهم، الوقح القذر.

_ انهضي.
نبست رنين بصوت حازم لتنهض الفتاة، مررت لها منديلاً وسكبت لها كوب ماء من المبرد وطلبت منها الجلوس، شكرتها الفتاة بصوت خافت لم تتوقع منها ان تعاملها بهدوء حين علمت بخيانتها، توقعت ان تصرخ وتهينها بكلام جارح وتصنع مشهداً في الشركة تجعلها عبرة،  لمن رنين تعلمت بهدوء، كمديرة حقيقة، كقائدة حقيقة لتدرس الامر بروية.

_يريد ملف مناقصة مشروع ال UN  صحيح؟

صدمت الفتاة من ذكاء رنين وأومأت فوراً.
توقعت رنين ذلك لان هذا المشروع حاليا كل الشركات المعمارية انافس به... واختاروا خمسة ومنهم شكرتها وكان انجاز اخر لها، لذلك كانت تتوقع ان احدى الشركات الاربع هم من يحاولون اخراجها من الأمر ،  وطبعا بما ان عمر ياسين مشهور بقذارته توقعت تصرفاً مثل هذا منه.

_سؤال اخير....هل طلب منك سحب مبلغ من حساب الشركة؟

_لا لا ابداً.
نبست الفتاة مذعورة ، نظرت رنين لها تدرس لغة جسدها جيدا، ارتجافها الطفيف ، وقبضتة يدها التي تمسكها ، ونظرت عينها المصدومه ، فعرفت أنها لا تكذب .

ذاك الوغد هو لم يرسل هذه فقط  لديه شخص آخر لا شك ان لديه مخترق بما ان الفتاة قالت انه تم اختراق هاتفها.

_ضعيه على الطاولة.

_ها؟؛

_الملف .
نبست رنين ببرود فتوترت الفتاة ووضعت الملف فورا على الطاولة كما لو انه يصيبها بصعقات كهربائية.

عمر ياسين التي ظنت انه مخيف وذكي يبدو لا شئ  أمام رنين هي تبدو أكثر رعبا وأكثر دهاء. لا عجب انها نهضت بشركة في عمل صغير، كانت تنظر للارض بتوتر تنتظر حكم رنين عليها حتى سمعتها تقول: استمعي إلي جيداً إذا كنت تريدين ألا تدخلي السجن.

اعتدلت تقف أمامها تستمع لها بتركيز وهي تبتلع بخوف.

رنين مررت أناملها على الطاولة الخشبية، وقالت دون أن تنظر للتي تقف أمامها : الان....سنقلب الطاولة على اللاعب....نجعله يظن الفوز ونصدمه بالخسارة.

ثم نظرت للفتاة التي يبدو أنها لم تفهم شيئا ، وسرعان ما أخبرتها بما يجب عليها فعله ، مما جعلها تهز راسها بطاعة.

حتى حين خرجت من المكتب ،وسارت في الرواق شعرت أن قواها خائرة وأطرافها مازالت ترتجف وقلبها مازال ينبض بعنف تعشر به ستخترق صدرها ويهرب.

داخل المكتب اخذت رنين هاتفها واتصلت على رقم ما ، وما إن فتح الطرف الآخر الخط هي قالت بإختصار : مريان ...بعد ساعتين

وأغلقت الخط .

نظرت لساعتها الرقمية ، و عدلت حجابها ، وسترتها ، وحملت حقيبتها تضع فيه هواتفها وتخرج وهي تعبث بمفتاح السيارة بين أناملها الحنطية .

كان الدوام قد انتهى فعلا ، الجميع كان يهم بالخروج ، وقَعَت بعض الملفات أثناء طريق خروجها بسبب اعتراض بعد الموظفات طريقها .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:06


غادرت المكتب وهي تتنفس الصعداء اخيرا ، لقد عاشت توتراً في الساعات السابقة حتى كاد يغمى عليها ولكن الموضوع مر بسلاسةٍ لم تتوقعها أو تتخيلها حقاً .

رنين كانت تنظر لتقرير الحسابات الذي يحوي اي مبالغ قد تم صرفها من حساب الشركة ولأجل ماذا، حتى أنه تم سحب مبالغ كبيرة لموضوع المرتبات .

قارنت بيه وبين الشهر الماضي ، لا يوجد أن خلل .

السؤال الذي يدور في عقلها الان هو لماذا هناك فرق كبير بين التقرير الذي أمامها وبين حساب الشركة في البنك .

هناك من قام بسحب مبلغ ولا تعلم من هو حقاً وما هدفه ، وربما نفس الشخص هو من سرق التصاميم .

تلك الفتاة التي رأتها في مكتبهم ، هي علمت انها ليس من القسم ولكن ظنت ان الرئيسة هي من أرسلت إحدى صديقاتها من قسم اخر لتحضر الملف لأن الرئيسه تخرج متأخرة بساعه من بقية الاعضاء، و الاغلبية يأخذن الملفات للمنزل لينجزن العمل بسرعة.

ذلك جعلها تدرك شئاً واحداً؛

هنا من يسعى أن يلعب معها لعبة قذرة من تحت الطاولة ، وهذا الشخص يتعامل مع إحدى الموظفات .

صكت اسنانها بغيظ منافسيها لن يتركوها وشأنها أبداً منذ بدأت شركتها تكتسب اسماً في السوق جعل الامر المنافسين يسعون لمضايقتها ولكن ان يصل الامر للسرقة، هذا يعني انهم تمادوا حقاّ هذه المرة وهم يائسون جداً لإسقاطها.

منذ دخلت هذا المجال رأت أقذر الناس وافظعهم ، الشركه التي عملت فيها في بداية مشوارها المهني كانت شركة سوداء ، يعني ذاك النوع من الشركات الذي يحمل الموظفين فوق طاقتهم ، ولا ينالون اي حوافز بل حتى يحصلون على مرتبات لا تتناسب مع مقدار عملهم ، يظلمون الموظفين ، وحتى الموظفين فيما بينهم يتنمرون على بعضهم و يسعون لإطاحة بعض ليأخذوا مناصب بعض بكل خبث ، ما اكثر هذه الشركات كل هذا بسبب اقتصاد البلاد المتدهور.

تخيل أن تكون امرأة وسط كل هذا ، طبعا لم تسمح لهم بإذلالها هي فقط أرادت أن تكسب الخبرة حتى تترك الشركة حتى لو جلست بعدها بدون عمل، وكانت تحاول جاهدة ان لا تقع في فخاخهم.

ولكن هل توقفوا عن أعمالهم القذرة ؟

طبعا لا هم لعبوا تحت الطاولة وهي تعلمت أنها حين تجلس على الطاولة أن تنتبه لأسفلها كما تنتبه لأعلاها .

بقدر ما كانت تجربة سيئة بقدر ما اكسبتها الخبرة .

نهضت ترتدي سترة بذلتها السوداء ، رفعت رأسها بنظرات واثقة ، وتقدمت وكل ما فيها يصرخ بالثقة والقوة ، كعب حذاءها يدق الأرضية  خرجت من المكتب وقفت أمام السور و هي تقف بالأعلى تراقب الجميع بعيون صقر لا يغيب نظره عن فريسته ، بقي ساعة ربما على نهاية الدوام.

إن أردت أن توقع أحدهم في المصيدة ارمي له الطعم .

وهذا ما فعلته ، لم ترد أن تظلم تلك الفتاة ولكنها ستأكد شكوكها بعد قليل، تذكرت انها رأتها مره في قسم الموارد البشرية لا شك انها ليست رئيسة قسم او حتى النائبة بل مجرد موظفة صغيرة براتب جيد نوعاً ما ولكن رنين لأنها مشغولة و تلتقي فقط رؤساء الاقسام في حال كان هناك شئ يستدعي موافقتها او في الاجتماع السنوي فهي لا تعرف الموظفات الاخريات جيداً، رغم أنها تعرف أغلب الوجوه في الشركة التي منذ أن بدأت تتوسع أصبحت تضم عدد لا بأس به من الموظفين، التوظيف في الأقسام من مهمة رئيس القسم هو من يطلب موظفاً ثم يرفع الطلب لها تنظر فيه وتوافق عليه بعد ان تعرف خليفاتهم وهنا موظفات توكلن لهن مهمة المعاينات لأنها ليست متفرغة لها دائماً، لذا هذا يجعل الامور اكثر ريبة لأن قسمها الذي تعمل فيه لا علاقة له بقسم التصميم ولا تعتقد ان رئيسة القسم تكون صداقات مع موظفات صغيرات ولَسن في قسمها بل لسنَ في نفس الطابق معاً حتى. ونظراً لشخصيتها العملؤة والرسمية لا تعتقد انهم اصدقاء ابداً.

دقائق وكانت نفس الفتاة تتلفت يميناً ويساراً ، ثم تسير بهدوء وتدعي أنها تعبث بهاتفها ثم تتقدم إلى مكتب التصميمات الخاص بالفريق الأول .

تراجعت رنين للخلف حتى لا تراها الفتاة حين تنظر للأعلى ، وحين تأكدت من أنها دخلت المصيدة ، تقدمت نحو الدرج تنزل بهدوء تدعي أنها مشغولة بالملف الذي تحمله ، راقبتها عبر الزجاج ، تحمل ملف بين يديها تضعه في مكانه ، وتبحث عن آخر بين الرفوف .

إذاً غرضها لم يكن ذلك الملف بل ملف اخر ، وهي حين أتت أفسدت عليها خطتها وارتبكت وحملت اقرب ملف وجدته أمامها لتكمل كذبتها .

تركتها تأخذ الملف ، جالسةً على المقعد المخملي الذي في الصالة الكبيرة، التي تفتح فيها جميع أبواب المكاتب إلى الطابق الارضي .

لمحتها بطرف عينها تتجه نحو الدرج ، نهضت تعدل بذلتها وتسير نحوها بسرعة ، سرعان ما لمحتها خلف السلم ، كانت تقف بزاوية تسمح لها برؤيتها ، وببطئ سارت نحوها وبحركة خاطفه وجدت الفتاة يد تمسك بها بقوة وتديرها بعنف ونظرات نارية من أعينٍ ذهبية تشع بالخطر تنظر لها جعلت تنظر لها بهلع حقيقي لم تستطع إخفاءه خصوصاً ان التي امامها هي مديرة الشركة شخصياً و لانها تعلم ما تنوي فعله كانت خائفة ومرتبكة والآن هي مرعوبة وتكاد تذوب على الارضية وتتحول لماء تتمنى ان يبخرها الشمس

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:06


_ما الذي تقصدونه بأنه مفقود؟؟
ضغطت على كل حرف بغضب تكاد النيران تخرج من عينيها وهي تضرب الطاولة بقوة، كانت رئيسة القسم الاول للتصميم في المكان المخصص لهم ، كان الجميع ينظر لها بخوف ، الجميع مرتبك ولا احد يعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل .

نظرت لهم بحده ثم أضافت : هل تدركون حجم المصيبة التي وضعتموني بها امام المديرة؟

مجرد ذكر رنين جعل قلوبهم تخفق بخوف مضاعف ، لقد أصبحت وظيفتهم على المحك الآن ، في زمن كهذا وفي أوضاع كهذه وحيث من الصعب ان تجد وظيفة خصوصاً لو كنت امرأة ، أن يتم طردك من شركة معروفة كهذه هو وصمة عار في سجلك .

نظرن لبعضهن تحاول كل منهن ان تبحث عن حل في وجه الأخرى.

_عودوا للبحث عنها بسرعة.
قالت بصوت خافت ولكن نبرة التهديد وصلتهم بوضوح.

سرعان ما تحركن يبحثن هنا وهناك بسرعة بين الرفوف والاوراق.

جلست رئيسة القسم في الكرسي بانهيار ، هي ستتحمل عواقب هذا هي متأكده ، رنين لن ترحمهم ، لا تدري كيف ستنقل لها الخبر حتى ، فمن المفترض أن تسلمها تصميم مبنى المزرعة الخاصة بالاندونيسيين غدا والذي يكون يوم الاجتماع الشهري ...والان التصميم قد اختفى ، لقد كان في الرف الخشبي مع باقي التصميمات ولكنهم اليوم حين أرادوا إحداث التعديلات التي تحدثت معهم عنها هم فقط لم يجدنه وهذا قد اثار جنونها .

الان في هذه اللحظة هي تمنت حقا لو أنها لم تولد ، لو انها فقط تختفي أو تموت حتى ، هذه كله اهون لها من أن تواجه غضب مديرتها.

الأمر لهذه الدرجة سيئ.

.....

لاحظت رنين بنظراتها الثاقبة ارتباك وتوتر رئيسة الفريق الأول للتصميم ، وانتظرتها لتبادر بالحديث ، بينما الأخرى شعرت أن الكلام هرب منها وأن تكوين جملة أصبح أمراً صعب المنال .

هي أرادت حقا أن تبحث عنه هذا اليوم على أمل أن تجده ، ثم إخبار رنين غدا عن إختفاءه إن لم تجده ، ولكن الدوام أوشك على الانتهاء  ، ولم يعثروا عليه ، والاجتماع غدا صباحاً، وهذا سيئ ، هي يجب أن تعلم الان وليس غداً .

ومن سيكون في وجه المدفع ويخبرها؟

اجل رئيسة القسم التعيسة التي بدأت بالفعل وأثناء طريقها إلى المكتب توديع كل ركن في الشركة .

يال التفاؤل .

حاولت أن يخرج صوتها واثقاً ولكنه خرج متوترا رغما عنها : تصميم مبنى مزرعة الأندونيسيين ....إبتلعت ريقها واكملت ....قد اختفى .

توقعت أن تنهض وهي تضرب الطاولة وتصرخ ، أو حتى ترمي في وجهها أحد الملفات الثقيلة مسببة لها كدمات على وجهها ، ولكن ولصدمتها لم يحدث أي من هذا .

كانت رنين تنظر لها بهدوء ، ليس ببرود بل بهدوء ، كأنها لم تتلقى خبراً قد يجعلها تخسر صفقه كهذه ويفقد العملاء ثقتهم بها ، غلطة كهذه من شأنها أن تدمر سمعة الشركة حتى .

الأمر بهذا السوء .

ولكن رنين فقط ظلت هادئة تنظر لها ، وكأنها لم تقل شئاً سيئاً ، وهدوء رنين حتى مخيف أكثر من ثورتها ، لأن هذا يعني أنها تفكر في شئ ما.

ربما تفكر في أسوء طريقة لطردها وإهانتها أمام الموظفين؟

هذا ما فكرت به .

تخيل فقط أن تخبر أحدهم خبراً سيئاً ثم بدل أن يغضب هو فقط يظل هادئاً كنسيم الرياح البارد ، انت فقط سترتبك أكثر

قطعت رنين الصمت الثقيل هذا وهي تقول بهدوء : هل شئ أخر اختفى؟

شعرت أن فمها سيلامس الأرض من الصدمة ، لم تتوقع ذلك حتى .

هي حتى لم تصرخ .

لذلك وجدت نفسها تقول بسرعه : ل...لا ابداً لا شئ اخر إختفي، أقسم لقد كان في الرف مع الخمس تصاميم الاخرى في مجلد واحد والان لم نجد له أثر، أردت ان اخبرك قبل اجتماع الغد لكننا بالطبع سنعاود البحث غداً صباحا عسى ان نجده قبل الاجتماع.

قالت كل شئ بسرعة دفعة واحدة حتى انها نسيت أن تأخذ أنفاسها ، مما جعلها تتنفس ما أن انتهت .

_ هل ارسلتي إحداهن في الامس بعد نهاية الدوام لقسمك لتحضره لك وهي موظفة خارج القسم ؟

قالت الأخرى بصدمه : لا أبدا..لم يحدث...لا ارسل غير موظفات القسم لانهن الوحيدات اللاتي يعلمن ترتيب المجلدات و مكان كل تصميم.

_وبقية الملفات التصاميم الخمسة هل هناك ما ينقصها؟

_ لا...انت طلبتي مراجعتهم لاجتماع الغد....وانا أتيت لتنبيهك حتى تتناقشي في غيرهم في حال لم نجده حتى نصمم غيره.
رمت الموظفة الحل بهدوء، مازالت متوترة من هدوء رنين واستجوابها وتحاول ان تهدأ الوضع باقتراح الحلول.

طرقت رنين بأصابعها وهي تقول : تماماً..انا طلبت مراجعتهم وانت أرسلتهم لي عبر الايميل...هذا يعني ان التصميم موجودٌ على جهازك...قومي بطباعته فقط و انتهت المشكلة.
ابتسمت رنين بهدوء في نهاية كلامها.

صفعت الآخرى جبينها كما لو أنها للتو تذكرت ذلك ثم قالت : لقد غاب هذا الأمر عن بالي تماماً.
هي كانت مذعورة لدرجة أنها لم تفكر بطريقة سليمة وسمحت لغضبها ان يعميها أكثر، هي في كل مره تنبهر بقدرات مديرتها والتي رغم صغر سنها إلى أنها ماهرة في حل المشكلات دوماً .

_حسناً الان سأقوم بطباعته وتجهيز كل شئ مع أعضاء قسمي ليكون الملف جاهزاّ لاجتماع الغد.
قالت بسرعة وهي تهم بالمغادرة وتعتذر على الاهمال .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:05


شمس بلا نور 14

  مريان

بقلم:تسابيح نوري (غرام)


مساحة لذكر الله:
‏*رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا*

بخار من الحزن يلتف حول صدرك بقوة
يذكرك أنك لم تنسى بل تتناسى
وأن القوة التي تدعيها هشة مثل بيت عنكبوتٍ قديم .
الليل صوتهُ عالي في عقلك
تقتل الثواني في الظلام عسى أن ينتهي الليل سريعاً
تغرق في ضباب الذكريات الموحش
تركض إلى مليون وجهة وهدف بعيداً ..
بعيداً عن ماذا ؟
عن نفسك؟
لأن الذكريات جزء منك
هل تدري كيف هي صعوبة الخلاص من أجزائك؟
# العابث الاخير .

*فراس*

تدفقت أفكاري على شكل كلمات احتضنتها مدونتي مثل كل مرة، لأن ضباب أفكاري سمٌّ سيخنق أي أحد لو عبرت عن دواخلي.

لا يمكنني ان اتحدث عن الأمر حتى مع اقرب الناس، لا يمكنني ان اخبرهم انني حتى بعد ان خضعت لعلاج مازال هناك بقايا رماد من ماضٍ يجثم على صدري، أشعر بحبال تلتف على قلبي تخنقني بين الحين والحين، واكره انني أشعر بهذه المشاعر البغيضة، أخذت نفساً مرتعشاً لأعماق رئتاي و استنشقته بكل جوع. السلام النفسي هذا كل ما اريده وأسعى إليه، قد أتعثر لكنني لن أستسلم، عزمت على ذلك و قررت تنفيذه، لأن لا احد سينقذك ولا حتى طبيب نفسي هو فقط يرشدك لكنك من تختار ان تخرج من زوبعة آلامك ام تبقى حبيساّ لها، حتى لو حاول الذي يحبونك ان يمدوا أيديهم لك انت ستظل أعمى عن رؤيتها، العالم ليس رائعاً لتنتظر ان ينقذك احد او يهدئ احد ألمك او يحل مشاكلك.

ستكون اغبى شخص لو صدقت ذلك، لا احد ينقذك غير نفسك، هذه الحقيقة أدركتها ربما بأسوأ طريقة ولكنني ادركتها، انا فخور بنفسي، فخور انني رغم ما مررت به من صعوبات الدراسه والوحدة والغربة وضغط العمل و الزواج الفاشل نجوت، نجوت في لحظات ظننت فيها أنني لن أنجوا.

أتجاهل ما حدث تلك الليلة وجعلني أشعر بملايين الصخور تجثم فوق رئتاي حين رأيت الصورة، انهياري كان صامتاً مثل موت الاشجار حين تموت وهي واقفة بشموخ ترفض ان تسقط حتى في لحظاتها الاخيرة.

هذه البقايا بداخلي، الذكريات التي كانت جزءاً من روحي، لو كانت ستؤذيني وتعرض سلامي النفسي للخطر.

سأنتزعها حتى لو كلفني ذلك دهراً، تنهدت أشعر بالضغط على صدري ينحسر، أراقب ممر المشفى بداخلي، أضع يدي على جيب ردائي الطبي الاببض الناصع، أرتدي قميصاً يناقض بياضه بلون دُجى الليل وبنطال بلون القهوة وحذاء رياضي مريح بلون أبيض، أركز على عملي وانسى أي شئٍ أخر.

ابتسم.

ها انا أعيش حلمي بعد عناء طويل، كأنه غنيمة في معركتي النفسية الطويلة والمهلكة، أمر على جميع الاقسام وجميع رؤساء الأقسام لأستلم التقارير ، حتى تقارير مخزن الأدوية .


عملي في مشفى نيويورك الذي عرف بالانضباط الاداري جعلني اكتسب خبرة، طلبت من دُنيا ان تتولى منصباً إدارياً في مشفاي بعد ان تنتهي من الخدمة الوطنية لكنها رفضت قائلة انها تريد ان تشق طريقها بنفسها، شعرت بأقدامٍ رقيقة ترقص على قلبي، طفلتي الصغيرة واختي المدللة كَبرت حقاً.

بعد ان تأكدت من كل شئ ووقعت على معظم التقارير ومررت بقسم الاسنان اتأكد ان كل الاجهزة قد رُكبت بعد وصولها وأن الطبيب لا ينقصه شئ، ذهبت اخيراً لعيادتي. استقبلني نائبي بوجهه المتحمس، يذكرني حين كنت مثله اتطلع لأساتذتي للتعلم منهم، جلست في الكرسي المخصص لي واخبرت الممرضة ان تبدأ بإدخال المرضى، عدد المرضى في المشفى ليس كثيراً لانه مازال حديثاً، ولكن العدد لا بأس به. قسم التسويق يقوم بعمل رائع في الحملات الاعلانية، ولكن رغم ذلك العمل الاداري يصيبني بالصداع رغم ان مدراء الاقسام الآخرين يأخذون الحمل عني ولكن في نهاية المطاف علي ان أشرف على كل شئ حتى لا يحدث خطأ لان أقل خطأ سيهدد سمعة المشفى، عدد المشافي التي فقد الناس الثقه فيها في هذا البلد لا تعد ولا تحصى بسبب الاخطاء الطبية.

أول مريض دخل كان شاب يمسك بيد والدته الكبيرة في السن، ابتسمت لهم أدعوهم للجلوس بلباقة، امسك محمد دفتره فوراً يدون الملاحظات وهو يقف خلفي مع الممرضة.

.................

كانت تقف هناك في بداية الممر لقد مر بجانبها منذ ثواني. استنشقت الهواء فضربتتا  رائحة عطرها ، ترتدي ملابس الممرضات المكون من قميص طويل ذو أكمام يصل إلى الركبه بجيوبٍ من الجانبين في الاسفل قرب الخصر  وبنطال بلون قرمزي داكن ، ترتدي الحجاب بإهمال بلون بني فاتح  ، منذ أول يوم لها في المشفى وهي لم تتوقف عن محاولة لفت إنتباهه ، ليس بالطرق الرخيصة طبعا ، لكن بمحاولتها إظهار كم هي متفانية في العمل ، تستفسر منه اشياءً هي تعلمها مسبقا ولكن كل هذا لتحظى بحديث مطول معه .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

31 Oct, 12:05


هو رسمي في العمل نوعا ما لذلك من الصعب تكوين صداقات معه بسهولة ، هي اعتادت نظرات الإعجاب هي الأخرى فقد كانت سمراء بملامح جميلة ، وتنظر بغرور لكل من حولها .
حاول عدد من الأطباء والممرضين بل حتى المرضى التودد لها لكنها كانت تصدهم، لان هدفها شخص واحد فقط وهذا الشخص يكون اسمه فراس سيف الدين .

_وسن ..... الهواتف صنعت للرد عليها لا لتجاهلها ايتها الخرقاء.

أتاها صوت صديقتها بنبرة معاتبة جعلتها تلتفت لها وقلبت عينيها بملل لانها نسيت تماماً انها كانت ستلتقي بها ليذهبوا معاً لإحضار بعض الادوات الطبية من المخزن ولكنها نسيت الامر تماما بعد ان رأت فراس ، سارت بقرب صديقتها وقالت بنبرة حالمة متجاهلةً عتابها كلياً : لا يمكنك ان تلوميني على نسياني امر هاتفي حيت أرى دكتور فراس شخصياً....اعني انا في كل مره انبهر باناقته و وسامته ورقيه وتعامله اعني اعني لم هو مثالي بطريقة مؤذيه لقلبي هكذا؟

قلّبت صديقتها عينيها بمللٍ من حديثها المعتاد ، لا تنكر أنها هي الأخرى معجبه به .

ومن لا تفعل ؟

اي انثى مجنونة لن تعجب به؟

رجاء لا تجيبوا على   تساؤلاتها لأنها لن تستوعب فكرة أن إحداهن تنظر له وكأنه أقذر شئ في العالم .

_هوسك به يزداد سوءاً واخشى انه لن يتضرر غيرك.

سقطت ملامح وسن فوراً، لا تحب ان تشعر انها مهمله او عديمة القيمة، إعتادت على نظرات الاعجاب ولكن هو لا يطيل النظر لأي أنثى إلا لثواني وفي هذه الثواني لم يمنحها نظرة اعجاب واحدة، تستغرب كيف عاش في بلد اجنبي وظل بهذا الاحترام؟

هذا يزيدها إعجاباً فقط، تكره فكرة أن حتى صديقتها لاحظت اعجابها الذي يزداد يوم بعد يوم ولكن بلا نتيجة تذكر، قررت تجاهل الامر والثرثرة في مواضيع اخرى اثناء ذهابهما للمخزن .


.............


تقف أمام الخزانه أمام الجدار المزين برسومات بعروق الأشجار... ( شكل مكتب رنين عودوا للبارت الاول) .

فتحتها وأخرجت ملف كبير بلون بني غامق ، تسير به بخطوات واثقة وصوت كعبها العالي يساعد في سماع خطواتها على الأرضية .

كانت ترتدي بذلة سوداء بالكامل البذلات النسائية ذات التنانير وليس السروايل،  مطرزة على الجانب الأيمن يمتد من التطريزات حزام تغلق به سترة البذلة ، قميص ابيض أسفلها ، وحجاب رمادي بدرجة فاتحه جدا ، وحذاء بلون الكراميل ، تحرص على اناقتها دوماً إن كان هناك شئ تعلمته من رهف فهو كيف تنسق ملابسها، و ما هو مناسب لكل مناسبة.

تمتلك تلك الهالة التي تجبرك على التفكير مئة مرة قبل التفوه بأي كلام ، تجد نفسك تحترمها تلقائيا ، ليس لحجابها بل لهالة الثقة التي تنبعث منها .

*لم تحتج يوما للفت الإنتباه ، الإنتباه هو من كان يلتفت لها*  (مقتبس)

كانت تدقق على الملف الموضوع أمامها على الطاولة بإهتمام ، طرقات على الباب جعلتها تسمح للطارق بالدخول دون أن تبعد عينيها عن الملف .

أتاها صوت دعاء وهي تقول : التقرير الشهري جاهز يحتاج توقيعك فقط.

رفعت رنين تنظر لها بنظراتها الباردة المعتادة وأشارت لها لتضع الملف وهي فعلت بصمت وغادرت .

حين انتهت من البحث في الملف ، وضعت التقرير الشهري أمامها تنظر له بنفس التركيز ، كان هذا التقرير مهم جدا فالاجتماع الشهري حين ينعقد لابد من وجود تقرير كهذا حتى يناقشوا النقاط المهمة .

طرقات أخرى على الباب جعلتها ترفع عينها عن التقرير وتسمح للطارق بالدخول والتي كانت رئيسة قسم المحاسبة ، امرأة في عقدها الرابع .

جلست على الكرسي من الجهة اليسرى ووضعت الأوراق أمامها وقالت بجدية : هذه تفاصيل الحسابات في الشهر السابق.

_جيد.
نبست رنين بنبرة عملية.

_لماذا طلبتهم؟
هل تشكين بوجود خطأ؟
قالت المرأة مرعوبة من فكرة ان رنين قد تجد خطأً في الحسابات الامر الذي يكلفها وظيفتها التي جاهدت للحصول عليها، فهي أرملة تربي اربعة ابناء.

شعرت رنين بتوترها بنظراتها الثاقبة، حركت رأسها بنفي وقالت لتريح التي امامها، تتفهم كون انها تخاف ان تُطرد، شعرت رنين بإمتعاض.

لم يعملونها كأنها سيئة؟

ليس وكأنها تتجول وتطرد الجميع. طوال الوقت الذي طردتهم كانوا يستحقون لانهم يتكاسلون ويقومون بأخطاء قد تكلفها سمعة الشركة، هي جاهدت لتصنع أسماً لن تسمح لأي احد بتلطيخه.

_لا فقط أريد التأكد من شئٍ ما....شكراً لك...سأتدبر الامر من هنا.
أنهت المحادثه القصيرة بهذه الكلمات ، مما جعل المرأة التي أمامها تومئ برأسها وهي تتنهد بارتياح وتخرج من المكتب بهدوء .

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

13 Oct, 15:55


يلا منتظره تعليقاتكم💜💜🦋

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

13 Oct, 15:54


أتت دعاء تخبرها أن موعد الاجتماع قد حان ، فارتدت بدلتها و رفعت حجابها على رأسها ولكن شعرها الامامي كان يبدو ظاهراً مما منحها مظهر لطيف ، في الشركة لا تهتم بتعديل حجابها كثيراً فكلهم في النهاية نساء فقط .

في قاعة الاجتماعات كان الكل في مقعده  أمامهم كرستالات المياه المعدنية والملفات ، هي حين تدخل مشروع فهي تدخله وهي واثقه أنه ستنجح فيه ، تدقق في أدق تفاصيلها ولا تترك ثغره ، تعلم أن الكثيرين يكرهونها ويتمنون سقوطها ولكن هيهات أن تسمح لهم .

بصفتها رئيسة مجلس الإدارة كانت أول من باشر بالكلام .

وبدأ الاجتماع الذي استمر لساعات .

يأخذون إستراحة ثم يعودون من جديد .

رؤساء الفرق قدموا لها التصاميم عبر الشاشه بتقنية ال 3D ،  وهي كانت تنظر بنظرات ثاقبة و دقيقة لا تترك شيئاً يفوتها ، انتهى الاجتماع أخيراً .

تقدمت رئيسة الفريق المسؤول عن التصميم الخارجي البناء لتخبرها بأمر تصاميم أخرى جاهزة تنتظر إجازتها ليرسلوها للعملاء .

رهف لم تأتي اليوم بالطبع يوم مليئ بالاجتماعات المملة في نظرها وهي ستتهرب منه طبعاً ، لا يهم كثيرا فهي صاحبة اسم فقط ولا تشارك في أي عمل  إلا نادراً.

جلست رنين على كرسي مكتبها اخيراً ، ابتلعت حبتي صداع ، لقد أجازت كل التصاميم المطلوبة ووقعت على ملفات وعقود وهي تشعر أن رأسها سينفجر .

وردها اتصال في الهاتف الخاص بالعمل و ردت عليه ، كانت تقف خارج مكتبها تتكئ على السياج الزجاجي وتنظر للطابق السفلي وحركة الموظفات هنا وهناك ، تتحدث بإنجليزية متقنة ورقي تقنع المتصل الذي يحدثها عبر الهاتف، تحاول أن تعقد معه صفقه .

ونجحت بالطبع فلديها اسلوب إقناع مبهر مع عملائها. قبل أن تدلف إلى مكتبها  تذكرت انها نسيت هاتفها الذي يحتوي على رقمها الخاص في قاعة التصاميم الخاصه بالفريق الاول، توجهت إلى هناك ، كان الجدار الزجاجي يسمح لك برؤية المرسم  ، رأت أحد الموظفات هناك وأعضاء الفريق غير موجودين .

ما أن رأتها تدلف حتى إرتبكت واخبرتها أنه تم إرسالها لتحضر شئ ثم أخذت ملفاً وخرجت بسرعه ، رفعت رنين حاجبها باستغراب ثم وجدت هاتفها على الطاولة بلونه البنفسجي المميز حملته وغادرت .

......

أوقفت سيارتها قرب منزل عائلة سيف الدين ، لتقول رنين وابتسامة خبيثة تزين ثغرها .

إستقبلتها ام دنيا بالاحضان معاتبةً إياها على عدم زيارتها ولكن رنين أوضحت لها انها مشغوله مع الشركة .

إرتشفت كوب العصير وهي تستمع إلى أحاديثهم التي تراها ممله في نظرها ، رحمه لم تتوقف عن مدح اولادها أمامهم خصوصاً فراس مما جعل رنين تجاهد أن لا تقلب عينيها بملل .

هناك نسخه اخرى من والدتها هنا .

لاحظوا السخرية ارجوكم .

نهضت رنين وإستأذنت لدخول الحمام الذي وللحظ هو قرب السلم وطبعا هي صعدت للأعلى هي تحفظ هذا المنزل فليست هذه أول زيارة لها بحكم الصداقة بين العائلتين.

علمت أنه ليس في المنزل وهذا أسعدها حقاً ، فهي أتت رغم عدم علمها بذلك عسى أن تجده في  الخارج.

دلفت لغرفته التي كانت مرتبه وتفوح منها رائحة عطر رجالي ، مما جعلها تقلب ملامحها بإشمئزاز .

الأثاث كان جميل، و ديكور الغرفة مميز ، زجرت نفسها أن هذا ليس وقت الإعجاب بالغرفة ،و لكنها عادة لا تستطيع التخلص منها بصفتها مهندسة معمارية.

حين رأت المكتبه لم تستطع منع نفسها من الوقوف أمامها وتمرير يدها على رفوف الكتب .

فكرت أنه مثقف ويشاركها حب القراءة جعلتها تشعر بشعور غريب لكنها تجاهلته.

من النادر أن تجد رجل يقرأ هذا الزمن ، فكرت أنه إلى جانب وسامته هو مثقف فهذا ليس عدلا على الاقل لما لا يكون قبيحاً مثلاً؟

ومجدداً هي شتمت نفسها لا تصدق أنها قالت إنه وسيم مجدداً ، عقلها حدث له خلخل ما اكيد ويجب أن تبدأ فعلياً بتصحيحه .

اللوحة يا رنين ركزي

هي قالت لنفسها

اخرجت من حقيبتها الصغيرة سكين.. (أنا خفت)

وإبتسمت بمكر وقامت بتمزيق اللوحة .
حملت ورقةً من درج المكتبة وقلم أيضاً وكتبت شيئًا ووضعت ظرفاً على السرير ووضعت الورقة قربه  وخرجت ، مغلقةً الباب خلفها برفق و نزلت إلى الأسفل وكأن شيئًا لم يكن .

ودعتهم وخرجت مع أختها .

....

عاد في المساء فلؤي  أصر أن يصطحبه ليُعرفه
بأصدقاءه ،وفعلاً هو لم يندم لقد كانو لطيفين و أحاديثهم ممتعة ، تناولوا الطعام في أحد المطاعم الراقيةِ ، كان يرتدي قميصاً أبيض فوقه تيشيرت أسود بأكمامٍ طويلةٍ كانت ياقة القميص تظهر بوضوحٍ وفي الأسفل ظهر القميص أيضاً ، وبنطالٌ بنيّ وحذاءٌ رياضيّ أبيض وساعة تلتف على معصمه كان أنيقاً مثل كل مرة ، قال لؤي بينما يضع يده على كتف أخاه : إذاً ما رأيك ؟

_أحبتت تصميم المكان على الطراز اليمني والأكل كان شيئاً من عالم آخر .
نبس بإبتسامة هادئة كالعادة.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

13 Oct, 15:54


_علقت على كل هذا ونسيت أهم جزء وهو الناس الذين كانوا معك هناك.
سخر لؤي لأنه أراد أن يعرف رأيه في أصدقاءه وليس في المكان وحين فهم فراس التلميح ضحك وقال: شخصياتهم مرحة.....إتضح أنك تجيد صنع أصدقاء جيدين.
سخر وضحك بخفة مما جعل ملامح لؤي تسقط وينظر له بغيظ: ماذا تعني؟
أنا شخصٍ رائع الكل يتمنى صُحبتي....فلتصلي ركعتي شكر كل يوم لأنك أخي ولأني في حياتك.

ضحك على غرور أخيه غير المعقول وقال:  هل سمعت من قبل عن شئٍ يسمى تواضع؟

_لا...هل هو شئٌ يؤكل؟
سخر لؤي ليضحك الآخر و يحرك رأسه بيأس.

إفترقا في الممر ودخل كل منهما غرفته،  دلف فراس إلى غرفته وهو يدندن أغنيةً
إنجليزية وينزع التيشيرت ، نظر إلى اللوحة الممزقة بصدمة ، فتح فمه وأغلقه كسمكةٍ تحاول التنفس خارج الماء ،إنتبه لظرف أبيض وفوقه ورقةً على السرير حمل الورقة وقرأها .

*لا تستحق شرف الحصول على لوحاتي.... و لا تفكر حتى بالمرور قرب معرضي مجدداً.....أعتبره رداً على إهانتي أيها الطبيب وهكذا نحن متعادلين*

وحين فتح الظرف كان يحتوي على مال.

....

كانت تجلس على السطح وتحتسي نسكافيه ، تتخيل منظر فراس وهو غاضب ويصرخ بإسمها بجنون ، هو الآن سيكرهها أكثر من أي شخص في العالم ، هذا فقط جعلها تبتسم بوسع ، تالين كانت تنظر لها بحيرة

_ما سر الإبتسامة ؟

_كان لدي ديْن وسددته.

....

ولكن فراس لم يغضب ولم يصرخ ، فهو شخص نادراً ما يغضب ، حين إنتهى من قراءة  الكلمات هو فقط ضحك .

أجل ضحك بصخب ، هو حقاً فكر أن هذه المرأة حتماً مجنونة ،

إلى أين يصل كرهها للرجال تحديداً ؟

يا إلهي لا يصدق أنها فعلت ذلك فقط لأنها شعرت بالهزيمةِ أمام رجل .

يالا كبرياء النساء .

يعلم أنها فكرت في إتلافها لكنها لن تستطيع الخروج بلوحةٍ بهذا الحجم بدون أن تثير الشُّبهات و تلفت أنظار والدته، لذلك قررت إتلافها لتخبره أنه لن يستمتع بشعور الفوز عليها طويلاً.

ثم هل قالت إهانة؟

عن أي إهانة تتحدث وهي ملكة توجيه الإهانات .

إبتسم وهو يقلب الظرف بين يديه وقال : هكذا أثبتي أنه  معي حق..وأنك تمتلكين عقدةً بالفعل....لنرى إذاً من سيضحك أخيراً.

يتبع...



سورييي ع التأخير ولكن حدثت العديد من الأشياء في الفترة الاخيرة جعلتني انسى تمامآ أمر الرواية، ولكن ها انا عدت بقوة واعدكم ان لا اتأخر في تنزيل التعديلات.


شكرا للانتظار.

قراءة ممتعه.

وانتظر تعليقاتكم بفارغ الصبر لان التعديل شئ متعب حقاً ويحتاج مجهود ووقت.

اتمنى ان تسعدوني بتعليقاتكم الجميلة.

ولا تنسوا التصويت على الفصل في الواتباد.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

13 Oct, 15:54


صمت ثقيل جعل ملامح رهف تسقط، كانت تعلم معاناة صديقتها ليس بالتفصيل ولكنها تعلم أن زوجها كان مختل مهووس يقوم بتعنيفها، حاولت أن تقنعها أن تشتكيه ولكن رنين كانت تُصر على أن تبقي رهف خارج الأمر ، وتحاول أن تخفي عنها التفاصيل وتتصرف بطبيعية، تبتلع ألمها في جوفها وتواجه العالم بإبتسامة كاذبةٍ، ربما لو تحدثت لو صرخت أو بكت لكانت أخرجت القليل من آلامها لكنها دوماً كانت تظهر بمظهر القوية وتحب لعب هذا الدور حتى صدقت أنها قوية حقاً، لكن حتى الأقوياء هم أكثر الناس عرضةً للكسر.

حين رأت رنين تسبح في فراغ الماضي حاولت تغيير الجو فوراً وقالت وهي تصفق بحماس لدرجة لن تصدق أن ملامحها سقطت قبل قليل: حسناً إذاً.......دعكِ من الحديث عن الرجال وأخبريني كيف حال المعرض ؟ و كيف الأوضاع في الشركة؟ ماذا حدث في آخر إجتماعٍ أيضآ ؟!

الحديث عن العمل هو ما يجعل رنين تشارك بأحاديث طويلة، ورهف تعلمت طوال سنوات حياتها كيف تجذب أي شخص لصنع محادثة طويلة، بعد أن تدرس اهماماته.

فوراً تبدلت ملامح رنين لأخرى مرتاحة كما لو أنها كانت تشعر بالحرج لإظهار تأثرها بالحديث عن الماضي، رفعت كتفيها بثقةٍ ونظراتها القوية عادت لتحتل وجهها، مذكرةً نفسها أنها لم تعد تلك الطفلة من الماضي وأنها الآن مديرة شركة ناجحة وقدوة العديد من النساء، سرعان ما انغمست مع رهف في الحديث عن الشركة.


رن الآيفون ذو اللون الأسود الذي يدل على أن الاتصال يخص العمل ، قطعت حديثها مع رهف لترد.

خرجت إلى الشرفة بينما رهف كانت تعبث بأشياءها قرب المرآة تلك التي تكون مع أثاث الغرفة ، على طاولتها الخشبية كان هناك العديد من مستحضرات التجميل ، أخرجتها من الأدراج الخشبية ، رغم أن رنين ليست من محبة مستحضرات التجميل  ولكن رهف كان قد أحضرت لها هدية من افخم الأنواع ، في كل مرة تسافر إلى مكان ما هي تحضر لها شيئا.

أتاها صوت سوهاد وهي تقول : تصاميم الفريقين جاهزة ولقد  جهزت كل الملفات وكل العقود اللازمة مع المستشارة القانونية لمشروع الUN... هل أقوم بإرسالهم لك؟

ردت رنين بنبرة عملية وهي تنظر لأصيص الأزهار الفخاري على الشرفة وقالت بنبرة عملية: لا داعي سأراهم غداً.

_حسنا إذاً....متحمسون لعودتك.
قالتها بضحكةٍ خفيفة لتبتسم رنين إبتسامة مجاملة، هي تعلم أن الموظفات يحبونها جدا ويعتبرونها قدوتهم و يركزون على التعلم منها لأنها دوما تسعل ان تخلق بيئة عمل مريحة رغم انها صارمة في العمل ولا تحب التقاعس.

_هل اخبرتكم دعاء،عن اجتماع مجلس الإدارة غداً؟

_اجل وانا اخبرت الكل.

_جيد....حسنا إذاً تناقشي مع دعاء في تفاصيل الاجتماع ليكون كل شئ جاهزاّ غداً.

_بالطبع.

_وداعاً الان.

فكرت جيداً في إعطاء سوهاد مكافأة نهاية الشهر فهي تستحق، ودعاء أيضاً ، لقد عملا بجهد حقاً .

رفعت حاجبيها باستغراب حين رأت رهف تمسك بطلاء أظافر أصفر فاقع.

متى كان لديها هذا اللون اصلا؟

تنهدت وجلست على حافة السرير وهي تمرر أناملها على شعرها الفحمي ، نظرت لها رهف وقالت وهي تمد يدها بعد أن قامت بطلاءها وقالت بحماس طفولي: انظري كم هو جميل على يدي؟!
ام ان يدي هي ما تجعله أجمل؟
نبست بغرور مصطنع في نهاية حديثها وهي تضحك بخفة.

_هل كان هذا اللون البشع عندي؟
قالت رنين بنبرة مستنكره وسقطت ملامح رهف فورا تنظر لها بغيظ ثم قالت: يا لك من حمقاء ناكرة جميل عدوة المتعه...ما به هذا اللون؟!
الألوان جميلة. تخيلي حياة بدون الألوان؟!
ثم هذا دليل واضح على عدم اهتمامك بهداياي الثمينة لدرجة انك لا تذكرين انني اهديتك هذا اللون.

تنهدت رنين وهي تنظر لملكة الدراما أمها ثم كتفت يديها وقالت مبررة: لم اقل أن هداياك ليست مهمة ولكن.....ثم ليس و كأن لدي مشكلة مع الالوان وانا رسامة ايتها الخرقاء... ولكن هذا اللون ولا استطيع تخيل نفسي به...الناس اذواق يا علبة الاوان المتحركة.

سخرت في نهاية كلامها وتفادت الوسادة التي حاولت رهف ان تلصقها بوجهها.

_اخرسي لن احضر لك هدايا مجددا.

تهديد كل مره وفي كل مره لا تلتزم به، مما جعل رنين تبتسم بسخرية وتستمتع بمضايقتها.

بعد مناوشات خفيفة كانت رهف تجلس في المرجيحة المصنوعة من البامبو وعليها وسائد مريحة وهي تنظر للوحة وقالت من الاماكن بينما رنين كانت تركز في مراجعة احد التصاميم على جهازها اللوحي : ما رأيك ان تشاركي في معرض باريس يا إبنة بيكاسو.

كانت تحب ان تلقبها بهذا اللقب حتى انها طلبت منها ان تسمي معرضها به ولكن رنين رفضت و شعرت ان الاسم فيه نوع من التمجيد المبالغ فيه و بعد شجار طويل توصلوا لإسم فرشاة بيكاسو.

نظرت له رنين نظرة عنوانها "من اي أتى هذا الان؟"

_هيا انت موهبة.

_ لا ولا تحاولي والأمر غير قابل للنقاش.

روايات تسابيح نوري (غرام)💜

13 Oct, 15:54


_روبوت مفسدة المتعة عدوة الحياة.
زفرت ررهف بغيظ وهي تنفخ خصلة على وجهها وتكتفي يديها وتنكمش على الكرسي بينما رنين تتجاهلها تعود للعمل، لكن رهف لن تكون رهف لو صمتت لخمس دقائق إذ عادت تدندن اغنية اجنبية بصوت بشع جعل رنين ترمقها بنظرات نارية لانها تقاطعها بينما هي تحاول التركيز ،حقا احيانا تشعر أنها تريد أن تلقي رهف من النافذة وهذه اللحظة هي أحد تلك الأحيان .

.......

يوم جديد كانت الغيوم تغطي السماء ، والنسيم البارد العليل جعل الأجواء مريحه ومنعشه ، رفرفت ستائر الشرفه في غرفتها ، بينما هي كانت استيقظت باكراً جدا اليوم ، هي تستيقظ مع الاذان تقرأ وردها اليومي ثم تنام لساعتين قبل أن تستعد للذهاب للشركة ولكن اليوم هي لم تنم منذ أن أذن الفجر .

تقف أمام المرأة وتعدل ملابسها التي كانت تتكون من بلوزة حريرة بيضاء طويلة تصل لأسفل الركبة و بنطال واسع بلون اابيج و جكت بذلة بلون سماوي ، وحذاء عملي باللون الأسود اسود، لفت حجابها الذي كان بنفس لون البنطال مع حقيبه سوداء صغيرة .

المنزل كان هادئ في هذا الوقت من الصباح ، الكل نائم ربما في هذه الساعة ، هي كانت تريد أن تحوم بسيارتها قليلا في شوارع العاصمة الخالية في هذا الوقت من الصباح لتراقب أفكارها .

صوت القرآن بصوت "ماهر المعيلقي" كان هو فقط ما يقطع الصمت في السيارة ، الصوت لم يكن مرتفع ولم يكن منخفض أيضا .

رغم أن الشركة ليس بعيدة من المنزل ولكنها اختارت أن تتجول في عكس اتجاه الشركة ، اوقف السيارة على جانب الرصيف تستمع لصوت القرآن الذي ينجح دوماً في جعلها تهدأ ويبعد عنها أفكارها السوداوية ، اخذت حافظتها الصغيرة على شكل كوب ورقي ولكنها لم تكن ورقيه ابدا ، بلون ذهبي مع غطاء اسود ، ارتشفت منها مشروب النسكافيه الساخن بهدوء .

ملامحها خالية ، لا باردة ولا تحمل أي تعبير اخر ، فقط خالية كصحراء لا تتبين نهايتها حتى لو سرت أميال ، المقربين منها يعتقدون أنها صامدة حتى الآن بسبب الرسم ، الكتب والروايات ، لا تنكر أن لهم جزء في صمودها ولكن الفضل وكل الفضل يرجع لتلك اللحظات التي تسبق شروق الشمس ، تلك الأوقات التي تمسك فيها بصفحات القرأن وتشتم رائحة ورقه العطر ، تلك الأوقات التي تختلي فيها أمام خلقها ، تظهر ضعفها وتتجرد من عباءة قوتها ، تلك الأوقات التي يشتد فيها ألم صدرها فتضع السماعات وينساب صوت الآيات القرآنية ويرسل راحة تغلف ودفء لقلبها الجليدي ، لا تطلق على نفسها متدينة ولكن هي تحاول وتجاهد مثل كل مسلم يجاهد ليكون على الطريق الحق، الايمان يضعف ويقوى في كل مرة، ولكن كما اخبرتها نور اقرب شخص لها في عائلتها انها طالما تحاول فلا بأس بالاخطاء فالبشر ليسوا مثاليين، وباب التوبة دوماً مفتوح والله ارحم الراحمين ولكن هذا لا يعني ان تغرق في الذنوب وتقول ان الله غفور رحيم لأن هذا فقط سخف وتبرير لأخطائك، وتظل تؤجل وتؤجل كانك ستعيش في خلود.

جاء مقطع دوما تشعر انه رسالة هناك آيات تظل عالقة في روحها لانها تشعر انها تحمل رسائل خصيصاً لها.

{ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

هذه الآية وفي كل مره تسمع فيها كلاماً جارحاً من والديها أو حتى في التجمعات العائلية التي تذهب إليها مجبرة ، تنجح في أن تهدئها وتريحها بعد كلامهم السام ، هي لا تهتم ولا ترد عليهم حتى ، أنها في تلك اللحظات التي تفقد أعصابها على والدتها هي تستغفر طوال الليل ، مهما كانوا سيئين فهي لا تستطيع أن تفعل شئ سوى أن تصمت ذاك الصمت الذي يؤلمها من الداخل ولكنها تجمد مشاعرها كالعادة .

تنهدت تخرج من أفكارها .

حين نظرت لساعتها الرقمية (سمارت ووتش) ، ضغطت على البنزين وقادت السيارة إلى الشركة .

صوت الموظفات وهم يرحبون بها وهي فقط تبتسم ابتسامةً صادقة، ابتسامة خفيفة مجاملة ، ركضت دعاء ناحيتها تخبرها التقرير الصباحي عن الحضور والغياب ، رغم أنه تم إحضار الملفات إلى منزلها ولكن ما أن دخلت المكتب حتى وجدت المزيد .

نزعت عنها سترة البذلة وارخت حجابها الذي انزلق على كتفها بسبب نعومة شعرها وضعت الدبابيس في حافظة الأقلام ، وانهمكت في العمل .

أصدر الايفون البنفسجي صوت إشعار وصول رسالة وهذا الهاتف كان رقمها الشخصي ، كانت من تالين تخبرها أن لا تتعب نفسها في العمل وأنها لن تعود للمنزل باكراً فهي ستمر على دنيا .

كانت ستتجاهلها ولن ترد ولكن فجاءة ، لمعت فكرة خبيثة في عقلها جعلها تبتسم من يراها يعلم أنها تلك الابتسامة التي تقول بوضوح "هناك مصيبه قادمة في الطريق"

ردت عليها قائلة : سأتي لأُقلك لأنني سأتأخر في العمل على أي حال.

وصلها رد تالين وهي تقول معاتبة: ها انتِ من جديد تعودين لإهمال نفسك.

تجاهلت الرسالة فقط وعادت للعمل .