ضعف الثقة بالنفس سبب رئيس من أسباب ضعف الإرادة، وإن من المهم لكل واحد منا أن يدعم ثقته بنفسه من خلال تسجيل بعض النجاحات الجيدة. ص34
لا أحد يقول أنه لا يخشى الله تعالى لكن المعول عليه في الخشية هو الأفعال وليس الكلام المجرد، حيث إن الخشية الحقيقية لله تعالى تثمر الورع، وتكف عن الوقوع في المعصية، وهذا ميزان لمن أحب. ص35
حب المسلم لوطنه، والمساهمة في علو شأنه دليل على سمو نفسه، وجزء من حبه لدينه، لأننا لا نستطيع أن نتطاول في بنيان الدين في أوطان ضعيفة ومهزومة. ص35
إن تبدل الأحوال نحو الأسوأ لا ينشأ أساساً من تدهور البيئة، وإنما من تبدل النفوس واعوجاج السلوك. ص36
نحن نرى كثيراً من الناس اليوم وقد أشرقت وجوههم، ولمع كل شيء في حياتهم، لكن تغشاهم عتمة الروح بسبب المعاصي والخطايا التي أحاطت بهم، كما نرى أنهم يعانون من الفراغ الفكري بسبب هجر القراءة ومجافاة الكتاب، وما أصعب حياة الإنسان حين تكون مملوءة بالقشور وخالية من اللباب. ص37
نحن نحتاج إلى أن نتعود إطالة السجود بين يدي الرحمن الرحيم، كما أن علينا أن نتعلم فن الثناء عليه والانكسار بين يديه، فهذا يشكل مورداً للهناء والاطمئنان والأمان، ومن الصعب وصفه ذلك وشرحه، وليس إليه سبيل سوى التذوق الشخصي. ص37
نحن في بعض الأحيان في حاجة إلى نوع من إدارة الإدراك حتى نخفف من ضغوطات الواقع، فلو أن أحداً يسكن منزلاً غير مريح، أو يعمل في وظيفة غير ملائمة، فإن في إمكانه أن ينظر إلى ذلك على أنه مؤقت، وأن ما هو أفضل قادم بإذن الله. ص38
ليس في الحياة شيء في مقدوره أن يصنع بمفرده السعادة أو التعاسة ولا النجاح أو الإخفاق، وهذا يدعو إلى تلمس الأسباب العديدة التي تجعل منا سعداء وناجحين عوضاً عن أن نجهد في تحصيل سبب واحد كالمال أو الجاه أو الشهادة العلمية أو الصحة. 39
ما يحتاجه الناس حتى يكونوا سعداء ليس كثيراً، ويبدو أنه يكفي للشعور بالطمأنينة والارتياح أن نمتلك شيئاً من الإدراك الصحيح للواقع مع شيء من القناعة والتسامح، وشيء من التفاؤل. ص40
كثير من الأشياء يُرى بأكثر من طريقة، ويظهر هذا في موقف المتفائل والمتشائم من الصعوبات والتحديات، حيث إن المتشائم يرى صعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى فرصة في كل صعوبة، وشتان بينهما. ص40
فطر الله العباد على حب العيش السهل الخالي من التحديات، لكن التاريخ يدلنا على أن السعادة لا تكتمل، وعلى أن التقدم لا يحدث من خلال غياب المشكلات، وإنما من خلال التغلب عليها. ص42