نص عادي أخر يُضاف إلى سلسلة طويلة من النصوص الرديئة التي أكتبها مؤخراً والتي في الغالب تبدأ بسؤال، عام جديد يطل علينا وبلادنا العزيزة تعاني من كُل أنواع الظُلم والقهر، أتمنى أن يمُن الله علينا بنصر من عنده من حيث نحتسب ولا نحتسب، يغفر لشهدائنا البررة ويدخلهم فسيح جناته.
كعادتي في كل بداية لمرحلة جديدة من حياتي، أخذ وقت مستقطع مع نفسي لأقيم نفسي وأقومها، ولكن هذة المرة أستوقفني هذا السؤال، من أنا؟، قبل عدة أعوام كُنت مراهق أتذمر لأن فريقي خسر بطولة كان مُرشح لها، وكان المزاج السيء بالنسبة لي يعني تأخر وصولي في الموعد المحدد للمحاضرة، وقبل عام أو أثنين إتضح لي أن ذلك لا يهم حقاً، إكتشفت أن عداد العمر يتحرك وبسرعة وأنا ما زلت على بعد مسافة بعيدة جداً من خط البداية" لم أبدأ بعد!!!"، أقترب من الثلاثين؟ أنا والثلاثين؟ كيف ومتى؟ من هذا؟ من أنا؟، بعدها وضعت خطة لا بأس بها لتفادي الكارثة، سأقوم بالأشياء التي يجب علي القيام بها دون الحاجة لشهادة من الجامعة وتلك كانت محاولة يائسة مني للخروج من مأزق الإنتظار بلا هدف، طبعاً كُل تلك الخطط ذهبت أدراج الرياح من الرصاصة الأولى من هذه الحرب، وفعلاً بدأت حياتي تتهاوى مثل حياة أووكونكو بطل رواية "الأشياء تتداعى"، وأنا عندما أقول حياتي تتهاوى فأنا أعني المعنى الحرفي لتلك الجملة، فلو إعتبرنا أنا حياتي قبل الخامس عشر من أبريل تتكون من عدة طبقات إجتماعية ونفسية و مادية، فأنا عشت تهدمها كلها فوق رأسي طبقة تلو الطبقة، عندها تحولت كل الخطط إلى اللا خطة، أخذت مكاني بإقتدار في سرب الطيور التي لا تملك خرطة ولا حتى جواز سفر، عندها تحول كل شيء إلى رفاهية، وأدركت بطريقة بشعة جداً أن مشاكلي في الماضي هي مجرد ترف لم يأخذ حقه من التقدير من ناحيتي.
إذا بعد كُل هذا من أنا؟
أنا مجموعة كبيرة من أفضال الله التي لا أستحق حتى أقلها، أفضال التي ساقتني في دروباً لم أكن أعلمها ولكن إتضح إنها الطريق الصحيح، أفضال الله التي جعلت أخوان لي لا يربطني بهم سوا صدفة كونية بالغة التعقيد جعلتنا ننتمى لنفس الدفعة، أفضال الله التي جعلت اللا خطة خطة عظيمة، أفضال الله التي علمتني أن الإنهيار أحياناً يكون هو البداية لشيء أعظم، وأن الطريق يصنعه المشي والتوكل بالله.
أتمناه عام تنتهي فيه هذه الغمة، ونفرح بعودة النازحين والمفقودين، وما النصر إلا من عند الله، وإلى ديان يوم الجمع تجتمع الخصوم.
قاسم عبيد
2\1\2024
القاهرة