قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت @ayamohamedrefat Channel on Telegram

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

@ayamohamedrefat


روايات يسطرها القلم من وحي الواقع

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت (Arabic)

هل تبحث عن عوالم ساحرة تأسر خيالك وتأخذك في رحلات لا تُنسى؟ إذاً، قناة "قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت" هي المكان المثالي لك! هنا، ستجد روايات مميزة وقصص مشوقة تسطرها ملكة الإبداع آية محمد رفعت بأسلوبها الفريد ومن وحي الواقع. ستنغمس في عوالم مختلفة وتعيش مغامرات مثيرة من خلال كلماتها الساحرة وأفكارها الإبداعية. إن كنت من عشاق القراءة وتبحث عن محتوى ثري بالإبداع والتشويق، فلا تتردد في الانضمام إلى هذه القناة الرائعة. نحن واثقون أنك ستستمتع بكل لحظة تقضيها هنا وستنتظر بشغف كل قصة جديدة من قلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت. انضم الآن واستعد للسفر في عوالم خيالية تجعلك تنسى كل شيء حولك!

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


سيطر على غضبه بصعوبةٍ فور أنا رأى" هيلينا" زوجته، تدخل من باب مكتبه مسرعة، بأعين متتفخة، إتجهت اليه وصفعته بكل قوتها أمام موظفينه، وهي تصرخ بغضب:
_أيها الخائن، كيف تفعل ذلك بي!!

وتابعت وهي تشير له:
_من الآن فصاعد لا تريني وجهك، لقد قمت بكتابة المنزل والشركة لي سأعدهم هدية انفصالنا.

حاول التماسك وسألها بذهول:
_ما الذي حدث لكل ذلك هيلين!

فتحت حقيبتها وألقت اليه الهاتف، بعدما فتحت احد مواقع الاباحـ**ـة الشهيرة، انهار نعمان على مقعده بعدما فقد القدرة على تحرك أي جزء من جسده، وهو يرى مقطع فيديو له برفقة تلك الفتاة الاجنبية التي قضى السهرة برفقتها بالأمس، وما كاد باصابته بذبحة صدرية وصول المقطع لملالين من المشاهدات، وانطلاق عدد من الاخبار للحديث عن "نعمان الغرباوي"، وبالطبع بعدما ضربه عُمران بعمله، واستكمل علي ويوسف ضربته، كان مؤكدًا له ممن تلقى تلك الضربة، فلم يكن سوى" جمال".
**
استمعت لجرس الباب الذي دق لمرتين متتاليتين، فذهبت تناديه من أمام باب الحمام:
_سيف إنت طلبت حاجة.

لف المنشفة حول خصره وأجابها:
_آه يا حبيبي، كنت طالب من البواب جل حلاقة وشوية حاجات ليا، البسي الاسداا وخديهم منه، عندك المحفظة في درج الجزامة.

ابتسمت وهي تجيبه بحب:
_حاضر.

وبالفعل ارتدت اسدالها وخرجت تحمل المال لمكافأة البواب، وجدت قبالتها شاب يحني رأسه المغطي بالقبعه.

تناولت منه الكيس البلاستيكي، وقدمت له المال قائلة ببسمة صغيرة:
_عذرًا... تفضل.

منحها الكيس البلاستيكي وقبض على راسخها، حاولت زينب سحب يدها وقد تشكل عليها أمارات الرعب، فرددت بهلع:
_اترك يدي!! ماذا تريد؟!

أزاح قبعته ورفع عينيه يقابلها وجهًا لوجه، هربت الدماء منها، ونخرت عظامها رعشة قوية ضربتها دون رحمة، رددت بصعوبة بالحديث:
_يـمـان!!

استوعب عقله المتخشب ما تراه، فتحررت صرخاتها بانهيارٍ:
_سيـــــــــــــــف!!!!
.......... يتبع 💣...........
#صرخات_أنثى. .
#الاقـــــــــــــــــــــوى_قـــــــــــادم.
#ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت.

حبيباتي بعتذرلكم على الاستمرار بالنشر كل اسبوع، بس انتوا طبعًا عارفين ظروفي، أنا بحاول اكون موجودة قبل ما ابعد الاسبوعين، والله ربنا يعلم أنا مضغوطة أد أيه وبحاول بقدر الامكان أوفق بين الكتابة وظروفي الحالية، كمان بشكركم على دعمكم ليا وببتمنى المفاجأة اللي هتنزل الساعة 10 هنا على جروب اللارواية تعجبكم عشان تعرفوا اني بحبكم وبحب أراضيكم بكافة السبل، هستنى منكم ريفيوهات هنا على الجروب، عايزاكم تشرفوني هنا بالتفاعل والريفيوهات، بآرائكم عن الرواية، ومتنسوش اني والله أحبكم في الله
#Aya.
**_____****

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


جلس على المقاعد المقابلة لمكتبه، قائلًا بجدية:
_أسمع اللي عايزه الأول وبعدها هصبح وأمسي.

ارتسمت ابتسامة فخورة على شفتيه وقال:
_زي ما سهلتلك دخول الاجهزة للمركز، قدرت أمنع دخول الأجهزة الطبية اللي طلبها نعمان للمركز اللي بيحضرله في السر.

وتابع بفرحةٍ وسعادة:
_يعني إنت لغيتله التوكيل وضرته في الأرضية، وأنا كملت عليه بمنع الشحنة، يعني ضربه اتنين معلمين.

برزت أسنانه البيضاء من بين ابتساماته، ورفع كفه يطرق كف يوسف:
_ كده أقدر أقولك صباحك أبيض وورد يا دووك.

قهقه ضاحكًة يوسف وقال:
_وصباح أسود على دماغ نعمان الغرباوي ل100 سنة قدام!!!
*****
راقب الهاتف وهو يجلس على المكتب المندس وسط العمال بمحل يونس، فما ان اجاب حتى صرخ بحماس مسموع لإيثان الذي يراقبه بنفورٍ:
_سيف أوعـــــــــا تقفل، سيف اسمعني حرام عليك اللي بتعمله ده يا أخي، كل ما أكلمك من حساب تبلكه!!
كل يومين ترفع البلوك وتبعتلي محاضراتي وجدولي وترجع تبلكني تاني طيب ليه أنا عملت أيه لكل ده؟!

أتاه صوته الناعس يخبره بوجومٍ:
_قول معملتش أيه! إنت من ساعة ما نزلت من السفر وآنت مقضيها مع حضرة الظابط ولا انا فارقلك في شيء.

جحظت عيني آيوب بصدمة، وردد ببراءة زائفة:
_أمته ده!! محصلش غير كام مرة والله.

_كام مرة!! لهو إنت عايز تلم هدومك وتروح تعيش معاه!!

=طيب خلاص متزعلش حقك عليا، هقطع علاقتي بآدهم خالص لو ده هيخليك ترفع البلوك عني.

_فرقالك أنا صدقت!

=طبعًا فارقالي ده انت صاحب عمري يا أهبل، وبعدين متخدنيش في الكلام ألف مبرووك يا عريس.

_الله يبارك فيك يابن الشيخ مهران، عقبالك.

=قريب جدًا وهتبقى فرحتين، فرحة آدهم وأنا.

_آدهم تاني!!! والله أظرفك بلوك عاشر!

_خلاص خلاص متزعلش، فرحة واحدة ها مرضي!

مسح إيثان على وجهه بمكرٍ، ودنى إليه يحاوطه وهو يردد بخبث:
_فينك يا آيوب وحشني يا راجل من امبارح، كده متسألش على صاحبك الأنتيم اخص عليك، اخص!

جحظت عينيه صدمة، وأشار له بهمس:
_أبوس ايدك بلاش، سيف غشيم ومصدقت أكلمه.

تابع وهو يرمقه بانتشاء:
_ده أنا وانت عمرنا ما فارقنا بعض، وطول عمرك بتقولي مفيش حد في غلاوتك عندي يا إيثو.

حاول كبت سماعة هاتفه قدر المستطاع، وما كاد بالركض من أمامه حتى اتاه صوت سيف المتعصب:
_أنا مش عايز أعرفك تاني يا آيوب، خليهم ينفعوك.

أغلق الهاتف بوجهه، فأسرع ليسجل ريكورد يخبره بما حدث، فوجده قد وضعه بالفعل على قائمة الحظر.

ترك آيوب هاتفه وتطلع جانبه لإيثان الجالس على طاولة المكتب جواره، مبتسمًا بشماتة ويسأله:
_بلكك ولا لسه؟

ألقى الهاتف وانقض عليه يحاول بكل جهد تسديد لكمة له، ولكنه لوى ذراعه من خلفه بكل سهولة، لفرق قوته الجسمانية، ومال برأسه للخلف ثم اندفع يرطم رأسه برأس آيوب الذي ترنح للخلف، فسقط بين ذراع آدهم، ومن جواره طلت نظرات عُمران المشتعلة، وبعدها ترنح إيثان أرضًا غير مستوعبًا لسرعة الاحداث، بينما يهتف آيوب بعدم تصديق:
_عُمـــــــــــران!!!!
***
بالشركة الأم الخاصة بعائلة "الغرباوي"
يجلس على مقعد مكتبه بانتشاءٍ يشعر به بالاونة الأخيرة، وخاصة حينما علم اليوم بسفر عُمران بالأمس، ظنه ترك له الساحة بعدما كسر جناحيه، كان مستمتعًا بانكساره، وضعفه الذي بدى بهروبه لمصر.

تعالت دقات باب مكتبه فسمح للطارق بالولوج، ولج السكرتير الخاص به يهتف بتوترٍ:

_العملا سحبوا ملفات المشاريع اللي بينا، ورفضوا التعامل معانا بشكل نهائي.

توسعت مُقلتيه بصدمة، وردد بعدم تصديق:
_أنت بتقول أيه؟ سحبوها ليه وعشان أيه؟!!!

ابتلع ريقه بارتباكٍ وهو يجيبه:
_البشمهندس عُمران قدم عروض ممتازة وأقل سعر مننا، ومن غير ما يعمل كده هما كانوا حابين يشتغلوا معاه وهو اللي رفضهم، ودلوقتي قبلهم!!

ألقى المزهرية من جواره وهو يصرخ بغضبٍ:
_عملها ابن فريــــــدة!!

وما كاد بمحاولته للهدوء، حتى ولج للداخل أحد الموظفين، يحاول التقاط أنفاسه وهو يتحدث بصعوبةٍ:
_الأرض اللي كنا هنعمل عليها المركز الطبي انسحب توكيلها مننا، والأجهزة اللي بعتنا نستوردها من الصين انسحبوا بالاتفاق ووقفوا الشحنة.

دارت به الغرفة، ونطق بحروفٍ متقطعه:
_انت بتقول أيه إنت كمان؟!!!

رفع الورقة أمامه وهو يوضح:
_الفاكس لسه واصلنا من شوية.

لطم بيديه على المكتب وهو يصرخ:
_عمران الكلب اللي ورا اللي بيحصل ده.

نفى الموظف ذلك، ناطقًا بخوف:
_اللي ورا الغاء التوكيل "علي الغرباوي" ، أما الأجهزة الطبية فعرفت إن مالك المصنع يبقى صديق دكتور "يوسف".

هز رأسه بغضب كاد بأن يفجرها، والقى متعلقات مكتبه وهو يصرخ بجنون:
_دول اتفقوا عليا بقــــى، وربي لأدفعهم التمن واحد واحد!!!

واستطرد بزعيق شرس:
_هوريهم مين هو نعمان الغربـــاوي.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


قالت بربكة جعلتها تزدرد ريقها باستياءٍ:
_أولًا هضطر أحضر اجتماعات بداله بما إنه مش موجود لا هو ولا مايا، ثانيًا وقتي هناك هيكون اطول وتعاملي مع الموظفين هيكون اجباري، وكمان آآ...

دفعها بنظرة عينيه باستكمال حديثها، فقالت على استحياءٍ:
_أنا قللت النزول للشركة بعد الموقف اللي حصل مع سكرتير عُمران.

تنهد براحةٍ بعدما نجح بجعلها تخرج ما بصدرها دون أن يطالبها بذلك، فقطع مسافته القاطعه بينهما، وجذب كفيها يرفعه إليه ببطءٍ، طابعًا قبلة على يديها.

واجه نظرتها العاشقة، بعاطفة ومشاعر تتراقص بالمُقل، وقال:
_كل ده طبيعي يا حبيبتي، بس اللي أنا واثق منه إنك هتقدري تعدي كل عقبة رصتيها قدامك بنفسك، كل ده وهم، أبواب من حديد محاوطه نفسك بيها يا فاطيما.

وتابع وهو يشير لها عليها:
_حاولي تصدقي من جواكِ إنك بقيتي أقوى، وإن اللي فات من حياتك عدى وانتهى، لإنه مكنش بتاعك اللي جاي هو اللي ملكك وبايدك تغيره.

وبثقةٍ هتف بها:
_إنتِ قوية وقادرة تواجهي من غيري ومن غير المهدأ، من غير أي حاجة كانت بتدعمك.

اتسعت ابتسامتها فرحة، وهزت رأسها بخفة بموافقتها حديثه، جذبها بين ذراعيه، يضمها بحبٍ وهو يهمس لها:
_وحتى لو نص كلامي معناه إنك لوحدك في مخططاتك، فأنا هفضل جنبك ومعاكِ وقت ما تحتاجيني.

وضم جبينها بقبلة أخيرة، يتبعها صوته المخملي:
_أنا على طول هنا يا فطيمة!

أغلقت عينيها بسعادةٍ وقالت:
_واثقة إنك جنبي ومعايا دايمًا يا علي.

وسعت ابتسامته وقال:
_لأخر عمري جنبك ومعاكِ يا قلب علي!

ودعها وهبط للأسفل، فوجد شقيقته ترتدي مريول المطبخ، وتحمل طبقين كبيرين، عليهما العديد من أصناف الطعام الغني بالبروتين.

وضعت احدهما أمام مايا والاخر أمام والدته، مرددة بفخرٍ:
_أنا قومت من بدري وجهزتلكم فطار مليان بروتين وفوايد كتيرة، عشان كتاكيتي الصغننه تتغذى.

وضعت مايا يدها على أنفها بنفورٍ، ورددت:
_أنا مش طايقة ريحة الأكل يا شمس، اعفيني عن المهمة دي، فريدة هانم سابقاني بشهر فعدت موضوع القيي والتعب ده، ادخلي عليها واتناقشوا مع بعض، أنا هأخد ابني ونطلع نريح فوق شوية.

صاحت بحزمٍ أضحك علي الذي يراقب ما يحدث من أعلى الدرج:
_مفيش حد هيقوم من غير ما يخلص طبقه، عُمران موصيني عليكم!

وضعت فريدة قدمًا فوق الاخرى، وخاطبتها بتعاليٍ:
_كأن صوتك عالي شوية يا شمس.

ابتلعت ريقها الجاف بصعوبةٍ، وهتفت:
_يوطي يا فريدة هانم.

استدار علي خلفه على أثر لكزة خفيفة بكتفه، فوجد احمد يقابله بنظرة مندهشة،وتساءل:
_واقف كده ليه يا دكتور؟

أشار له هامسًا:
_بحاول أكتسب معلومات من شمس عن تغذية الحوامل، المفروض تكافئ البنت دي بتساعدك بدون ما تتعبك يا بشمهندس.

ابتهجت معالمه وابتسم مرددًا بسعادةٍ:
_شمس دي حبيبة قلب عمها ومن هي بيبي صغير.

شاركه البسمة وهمس له:
_تعالى نتسحب من الباب اللي ورا، فريدة هانم لو شافتنا هتبطل فطار وهتقوم تعمل رياضة وقتي!

هز رأسه باقتناعٍ وقال:
_وعلى أيه، يلا بينا.

لحق به والابتسامة مشرقة على وجهه، يحمد الله أن هناك ستار عظيم من الله عز وجل على أغلب اخطائنا، ليس كل ما نرتكبه من جرائم وذنوب وأخطاء تُكشف للجميع، فلربما منح الله فريدة فرصة عظيمة بعدم خسارة زوجًا، وعاشقًا، محبًا مثل أحمد.
**
طرق الباب وتراجع للخلف بمسافة تمنح خصوصية لاهل المنزل، فتحت "سدن" الباب وفور أن رأته قالت:
_اتفضلي!

كبت يونس ضحكته بصعوبة وقال:
_لا أنا مستعجل على المحل، ناديلي أم فارس لو سمحتي.

هزت رأسها وقالت بلهجةٍ غير صحيحة:
_هناديله ماشي.

فور دخولها ضحك من قلبه على حديثها، ولا يعلم كيف حمل معزة لها بعدما كان يتقزز منها، باتت تحمل المعزة والمعاملة الحسنة من جميع افراد العائلة بأكملهم.

خرجت خديجة تعدل من نقابها جيدًا، وقفت قبالته تستقبله بأعين تتلألأ بفرحةٍ، سلخ نظراته عنها بصعوبةٍ، ومد يده بظرفٍ مطوي:
_خدي المبلغ ده خليه معاكِ يا خديجة.

رفضت أن تحمله منه،وقالت:
_الظرف اللي ادته لفارس الاسبوع اللي فات لسه معايا زي مهو مفتحتهوش، الشيخ مهران والحاجة رقية مش مخليني محتاجة حاجة يا يونس.

رفع فيروزته لها يشدد عليها باصرارٍ:
_لما أديكي حاجة مترفضيش، وبعدين مالي بعمي ومراته إنتِ ملزومة مني يا خديجة لحد ما ترجعي لبيتك ولعصمتي من تاني يا ست البنات.

خفق قلبها طربًا، فبقيت نظراتها تحتضن نظراته العاشقة، ويدها تجذب ما قدمه بشرودٍ، تنحنح بخشونة وانسحب من أمامها يستغفر ربه، يدعوه من صمام قلبه أن تمر أيام عدتها سريعًا لينعم بقربها مرة أخرى.
*
بالمركز الطبي الخاص بالدكتور"علي الغرباوي"

ولج للمركز متجهًا لمكتب "يوسف" ، ما ان رآه حتى سأله بلهفةٍ:
_طمني يا يوسف عملت أيه؟

لف مقعده له وقال يمازحه:
_طيب قول صباح الخير الاول.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


أغلق النيران واتجه للطاولة الموضوعة بالمنتصف، يردد:
_امبارح قولت مش جعان، والنهاردة رافض تفطر، ممكن أفهم بتأكل أيه؟

واستطرد بجدية تامة:
_لو عايزني اعملك Healthy Food معنديش مانع.

سحب المقعد وجلس يخبره ببساطةٍ:
_عمري ما حبيته، بحسه شبه أكل الجيش اللي مشفتوش في حياتي ده.

وجذب شطيرة يغمسها بالجبن وبدأ بتناول طعامه، جذب آدهم مقعدًا وجلس قبالته يشاركه الطعام، فكبت ابتسامة صغيرة استحوذت عليه وهو يناديه:
_عُمران.

ترك الشطيرة وجذب كوب العصير يرتشفه هادرًا بانزعاجٍ:
_هات اللي عندك، متنادنيش بالصوت الرقيق اللي بيفكرني بمراتي وقت ما تعوز حاجة ده!

ضحك بصوت الرجولي وقال:
_عايز أعرف أخرة حرب الحما بتاعتك دي أيه؟! مش خلاص بقى؟

تعمق بالتطلع له وقال ببساطةٍ:
_لما الجوازة دي تتفكرش وقتها هحبك.

وتابع وهو يتناول طعامه ببرودٍ:
_عارف يا آدهم، إنت شخص كويس وكويس جدًا كمان، ويمكن لو كنا اتعرفنا في ظروف أحسن من كده كنا هنبقى كابل أصدقاء رائع، بس للاسف طلعت غبي ومكسبتش صداقتي.

وأضاف لمن يستمع له بصدمةٍ:
_لما فركشت حوار شمس وراكان ابتديت أحبك وأحسك واحد بتفهم، بس لما اكتشفت إنك بتخلعه عشان تبقى مكانه قلبت عليك وبالجامد أوي.

رفع أحد حاجبيه بسخريةٍ، لحقت نبرته:
_طيب وناوي تحن أمته؟

وضع (الكاتشب) فوق أصابع البطاطس وتناولها هاتفًا بتفاؤل:
_بعد الطلاق إن شاء الله.

واضاف بضيقٍ:
_شمس دي ملكية خاصة، وإنت يعتبر دخيل فهتنسحب هتنسحب مفيش اختيار تالت!

هز رأسه وابعد المناديل عنه هادرًا باستهزاءٍ:
_طمنتني الله يطمنك! أنا عمري ما أفوز بحاجة سهلة كده أبدًا، لازم أحارب ويطلع عين اللي خلفوني!

استكمل باقي كوبه، وقال:
_وهي متستهلش إنك تحارب؟

ارتسمت ابتسامة عاشقة على وجهه وقال:
_تستاهل إني أخوض عشانها مئات الحروب!

طرق الكوب بقوةٍ على الطاولةٍ، وتفرس بملامحه هادرًا بانزعاجٍ:
_عايز أروح لآيوب.

كبت ضحكاته وقال وهو ينهض عن طاولته:
_هغير هدومي وجايلك.

وعاد لها يشاكسه بحنكة وذكاء:
_بقولك يا عُمران كنت محتاج جواز سفر شمس، عشان أحجز تذاكر شهر العسل.

احتقنت رماديته، فتابع آدهم بخبث:
_أصل انا قررت إننا هنسافر ميلانو بعد الفرح باسبوع، يعني إنت فاهم إن العرسان اللي بيعملوا الفرح وبيسافروا على طول دول بيتبهدلوا في السفر وبتضيع عليهم ليلة الفرح، فأنا بقول نقضي هنا اسبوع ونسافر براحتنا.

خرج عن طور هدوئه، فجذب زجاجة مخفوق البندورة، والقاه تجاه آدهم الذي صعد الدرج يقهقه عاليًا، تاركًا من خلفه نيرانًا تستعير غضبًا.
**
خرج من حمامه الخاص، يزيح قطرات المياه عن وجهه، وما أن ازاحها حتى تفاجئ بفاطمة تقف من أمامه مرتبكة للغاية.

منحها ابتسامة جذابة، وردد بصوته الرخيم:
_كنتِ فين على الصبح كده يا حبيبتي؟

اقتربت منه تجيبه وهي تتحاشى التطلع لعينيه:
_كنت قاعدة مع شمس ومايا.

لمس تهربها من لقاء مُقلتيه، درس حركات أصابعها المرتبكة بعنايةٍ، وتعامل بخبرته المتمارسة، فقال يستمد انتباهها من فجوتها:
_النهاردة عندي اجتماع مهم مع فريق التمريض الجديد، هخلص وهعدي عليكِ عشان نروح لزينب.

نجح في سبر اغوارها، فدنت منه وهو يرتدي ملابسه استعدادًا للرحيل، وهتفت:
_بجد، هنروحلها النهاردة.

قال وهو يرتدي قميصه الابيض:
_ جهزي نفسك أنا كلها ساعتين وهاجي بإذن الله.

هزت رأسها بفرحةٍ، بينما يستمر هو بصمته وثباته المخادع، كانت توده أن يسألها عما بها، ولكنها لا تعلم بأنه إن فعلها كانت لتنكر ما بها كأي أنثى، ولربما لا تعلم أيضًا أنه يمتلك خبرة التعامل معها ومع غيرها!

كبت ابتسامته وهو يراقبها بالزجاج المعاكس لها، كانت تتجه للجانب الآخر من خزانة الملابس، تقف أمام احدى فساتين الخروج بشرودٍ.

استدارت إليه فوجدته يقف الآن أمام السراحة، يستعد للرحيل بعدما صفف شعره الطويل، فأسرعت تناديه لهفةٍ:
_علـي!

زفر بسعادةٍ لسرعة نجاح مخططه، فلم يكن ليغادر دون أن يعلم ما بها على كل الاحوال، استدار يرسم جديته وثباته ببراعةٍ، متسائلًا باستغرابٍ:
_أيوه يا حبيبتي.

اقتربت منه ومازالت تفرك أصابعها كالطفلة الصغيرة التي تحاول ايجاد حديثًا لطيفًا يصرف عنها عقوبة ما فعلت، وقفت أمامه الآن تجاهد للحديث:
_أنا... آآ... كنت عايزة آآ...

اتسعت ابتسامته الجذابة وقال:
_عايزة أيه يا فطيمة، اتكلمي؟

ضمت شفتيها معًا بحزنٍ، وقالت:
_عُمران قبل ما يسافر سلملي كام ملف مهمين لازم أشتغل عليهم وأسلمهم للادارة.

فهم الآن سبب ارتباكها، باتت مشكلتها ملموسة له، ولسعده بأنه سيعاونها دون ان تعلم بأنها تتراجع بخطواتها الايجابية بعلاجها، فقال بهدوءٍ حذر:
_طيب وفين المشكلة؟

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


حام "عُقاب" من حوله وانخفض بكل قوته، فمد "ليل" ذراعه ليتلقف طائره الغاضب على ذراعه بكل مهارة، ويده الاخرى تمر على جسده الضخم، قائلًا وعين اهتمامه منصبة على الطائر:
_خير أو شر، وجودكم هنا محظور.

تدخل عدي بالحديث، منفعلًا من بروده بالتعامل:
_لولا إننا محتاجين لسيادتك مكناش جينا هنا.

توقفت يده على جسد طائره، واستدار بوشاحه له، وبجمودٍ هتف من خلف لثام نصف وجهه، الذي يخفيه كليًا كالشبح:
_وجودك على أرضي غير مرحب بيه يا سيادة العقيد، ارجع مكان ما جيت ومتكررش الزيارة.

تجعد جبينه غضبًا، وكاد بمهاجمته فاوقفه الجوكر هادرًا:
_احنا مش جاين عشان نرجع يا ليل، في مهمة حساسة وتقريبًا كلنا مكشوفين فيها، عايزينك فيها.

لم يصدر عنها صوت الضحك، ولكن هزت رأسه امعنت سخريته الواضحة، وخاصة بحديثه:
_عايزني انا!! هو في جهاز أمن دولة بيحتاج لظابط خان بلده!!

تحرر رحيم عن صمته وقال:
_أسقطنا التهمة من عليك، وإنت اللي مصمم تنعزل عن الكل، وتبقى السفاح الدولي المطلوب من كل الاجهزة الدولية، في حين إنك ممكن تكون بطل وآ..

استوقفه باشارة قفازه الاسود الذي يرتديه قائلًا:
_ميلزمنيش الدور ده، أنا مرتاح في مكاني ومش مرحب بوجودكم.

وتابع وهو يستدير ليغادر:
_المرادي رحيلكم أمان، المرة الجاية خدوا حذركم.

_على حد علمي إنك مديونلي بحياتك!

توقفت خطاه الثقيلة عن المضي قدمًا، فور سماع كلمات الاسطورة، مال برأسه فوق كتفه وقال بعزةٍ وكبرياء:
_ديني مردودلك بالوقت اللي أحسه مناسب.

تابع رحيم بقوةٍ وشموخ تجابهه:
_يبقى ميلزمنيش، أنا اللي اختار المناسب لرد دينك، وده أنسب وقت.

اضاف مراد بعدما اكتملت فكرة غير واضحة عن هذا الشخص الأكثر غموضًا:
_بعيدًا عن الدين ورده، فبلدك محتاجالك يا ليل.

استدار بجسده الضخم إليه، يخبره بنبرة قاسية:
_ أنا غريب عن أرضي، المكان اللي رجلي بتدوسه بيبقى خاضع ليا وملكي.

وسحب بندقية عينيه لرحيم، هادرًا بحزمٍ:
_دينك هيترد يابن زيدان، مكاني من دلوقتي محرم عليكم دخوله، أنا هعرف أقابلكم تاني ازاي.

هز رأسه بتفهمٍ، وأشار لعدي ومراد بالصعود لسيارتهما، ورنا إليه يخبره بابتسامةٍ صغيرة:
_تعرف إني عمري ما شكيت في ذكائك، استغنائك عن التكنولوجيا واعتمادك على أبسط الاشياء زي البدو مخليك مبهم لأي أجهزة دولية.

وتابع وهو يضع يده بجيب بنطاله:
_إنت طبعًا لسه فاكر وعدك ليا.

رفع بنيته له، وقال بخشونةٍ:
_طلبك اتقبل وبناءًا عليه وعدتك، بس لسه وقته مبقاش مناسب.

هز رأسه بتفهمٍ، وأضاف:
_بس انا مش عايزه يتدرب على ايدك لوحده، ليا ابن تاني يخصني.

ليت الوشاح يسطع ليتمكن من رؤية ابتسامته الساخرة، فاكتفى بايماءة رأسه تجاه سيارة عدي وقال:
_حفيد "ياسين الجارحي" لو شبه أبوه يبقى هلتزم بوعدي ليك بس.

هز رأسه بابتسامةٍ شيطانية:
_اعتبره نسخة مني أنا، لإني أنا اللي هتولى تدريبه مع ابني، اطمن مش هتخلى بالوعد ولا باتفاقي معاك.. هستنى ظهورك بالوقت المناسب.

مال برأسه ايماءة صغيرة غير ملحوظة، فمنحه ابتسامة خبيثة واتجه لسيارته يلحق بالسيارتين، بينما يقف "ليل" محله، يتابع رحيلهم بآعين لامعة كمن يرتخي على كتفه يتابع ما يحدث بتحفزٍ.

رفع كفه فتحرك عُقاب يحتل لائحته، رفعه ليل نصب عينيه يراقبه بتمعنٍ خبيث، وهمسًا شيطانيًا:
_هنجهز لجولة جديدة يا صديقي!
**
خرجت تلك الفتاة المتبرجة من حانة الرقص، بملابسها القصيرة التي توضح مفاتن جسدها بشكلٍ مقزز، تمايلت بمشيتها خارج الحانة المحرمة التي تعمل بها، حتى وصلت لتلك السيارة.

طرقت على نافذتها ، فانحنى الزجاج وطلت يدًا رجولية، بمبلغ طائلًا من المال، وضعت الظرف المغلق في يده والتقطت المال بفرحةٍ، تنحت جانبًا ليمر بسيارته مبتعدًا، وابتسامة خبيثة تحتل ثغره، وهو يهدر بوعيدٍ:
_وقعت يا نعمان!

صف "جمال" سيارته، بمنطقة منعزلة، وجذب حاسوبه يضع به الفلاشة من الظرف، وما أن شاهد محتوياته حتى لاحت على شفتيه ابتسامة ماكرة، وعلى الفور استخدم حنكته وبدأ بالعمل، وهو يحرص كل الحرص أن يصيبه في مقتلٍ.
*
بعد الاستقبال الحافل بين والد آدهم وعُمران، رفض تناول الطعام واصر على الصعود للراحة، غفى باستسلامٍ لتعبه الجسدي، وحينما حان الصباح أخذ حمامًا ساخنًا وهبط يبحث عن آدهم.

وجده يقف بالمطبخ، يصنع طعام الافطار بمفرده، وضع يديه بجيوب بنطاله الأسود، ومال على الباب الزجاجي يتابعه، مطلقًا صفيرًا مشجعًا:
_مكنتش أعرف إن رجالة الشرطة ستات بيوت شاطرة كده.

استكمل تنصفية أصابع البطاطس بحرافيةٍ، وأجابه دون الاستدارة له:
_وكمان صعب استفزازهم.

ابتسم على كلماته وقال:
_أنا عايز أعرف عنوان آيوب.

هز رأسه ومازال يعد ما يفعله ببراعة:
_مفيش مشكلة بعد الفطار هخدك ليه.

قال معترضًا:
_ماليش نفس، عايز اشوفه.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


إتجه "عدي" لسيارة "رحيم"، جلس جواره يتطلع له بحنقٍ، فناداه على مضضٍ:
_رحيم إنت عارف خطورة المهمة دي، كل دقيقة بتمر علينا بتعرضنا لخطر أكبر، فقولي نلاقي فين ليل العربي عشان نتحرك بسرعة.

بقى ساكنًا وكأنه يسبح بنومٍ عميق، أذنيه تتركز بسماع أي بصيص قد يفيده، وفجأة حرر زيتونية عينيه بابتسامةٍ مخيفة، وفاه:
_قرينه بيحوم حولينا، شوية وهيظهر.

تعجب"عدي" من حديثه، ورفع عينيه للأعلى يراقب هذا الصوت المرعب، تفاجئ بصقرٍ جانحًا، ضخمًا، مخيفًا للغاية، لونه أسود مخطوط جبهته بغارة بيضاء كالشهب، يرفرف بجناحيه الكبيران بشموخٍ وكبرياء، يحيط بمكانهم في نطاقٍ دائري، كأنه يود استكشاف هويتهم.

حلق بعنجهيةٍ، متفاخرًا بقوته، ومال يتجه إليهم، حتى استقر على سيارة "عدي" الفارغة، حيث كانت سيارة رحيم تحمل مقدمتها رحيم وعدي، والجوكر يحتل مقدمة سيارته.

برز حجمه حينما قابلهم بمحل وقوفه، أجزم مراد بأنه يرى هذا الطائر الغريب لمرته الاولى، كان يثني جناحيه خلف، وكأنه ملكًا يطل على حاشيته، يطالعهم بعجرفة ربما اكتسبها من صاحبه.

نهض رحيم عن سيارته واتجه ليقترب منه، فأوقفه مراد يخاطبه بقلقٍ:
_متقربش منه يا رحيم.

اعتاد من أخيه على محبته، وخوفه الهيستري عليه، فطمنه بمسحة يده على ذراعه وقال:
_اطمن، أنا اتعاملت مع عُقاب قبل كده.

تمسك به بقوةٍ ورفض أن يتركه يتقدم للأمام، فزفر بغضبٍ:
_مراد قولتلك مش هيعملي حاجة!

دفعه الجوكر للخلف بعنفٍ يتناسب مع قوة جسده العضلي، هادرًا من بين اصطكاك أسنانه:
_انا مش هفضل أخد اوامر منك طول الوقت، إرجع إنت وسبني أنا اتعامل.

تنهد عدي بقلة حيلة، الحرب مستمرة بينهما وعلى ما يبدو بأنها لن تنتهي يومًا، نصب الاسطورة عوده، وأخرج من جيبه بطاقة سوداء، تحمل رمزًا مصغرًا لهيئة الصقر المقابل لهم.

اقترب لاخيه يشرح له على مضضٍ، بعدما فقد الامل بأنه سيتخطاه:
_هحط دي قدامه عشان يتعرف علينا، فهمت!

انتشل منه الجوكر البطاقة، واختار المضي قدمًا تجاه الصقر، كعادته يضع نفسه بالمقدمة حينما يحيط الخطر أحد أحبابه، ما يجعل رحيم غير راضيًا عنه.

ترك البطاقة أمام "عُقاب"، الذي مازال يتابعهم بشموخٍ، فانحنى بمنقاره المنجرف يحمل البطاقة، حلق عاليًا واختفى من أمامهم في لمح البصر، مما دفع عدي ليتساءل:
_فيها أيه البطاقة دي يا رحيم؟

أتاه ردًا صريحًا حينما استمع لصهيل خيلًا، عربيًا، أصيل، استدروا معًا تجاه تلك الاتربة التي خلفت من حول ذلك الفارس محترف التحكم بفرسٍ غريب الأطوار، يتحكم بسرجه بقبضةٍ حديدية، يجابه بشموخه شموخ صقره المحلق من فوقه.

وشاحه الأسود يتدلى من خلفه مصدرًا صوتًا كحفيف الموت الذي يحوم بالقبور الصامتة، غدافية مُقلتيه تبرز من خلف القماش الذي يلثم وجهه ويخفيه عن الأنظار شفقةٍ عليهم مما يخفيه، صقره الأسود يهبط الآن ويستكين على كتفه، يعلن بشموخٍ أنه الصديق الوحيد الذي يمتلكه، نقيض هذا الحصان البائس الذي يكون رفيق طريقه المؤقت برحلة لا تدوم طويلًا، ولكنه لا يبرع الا بانتقاء من يشابه سواد ليله الكحيل!

غريبًا هو حتى وإن وطئت قدميه واحد وخمسون دولة، لم يجد وطنه بأي بلدًا قبع بها، مِسْفَار يحمل أمتعته من مكانٍ لأخر ولكن ما عليك أن تكون حذرًا وللحق إن أتخذت كل الحذر لن تتمكن من إيقافه!!

عساك تظن أنك تمتلك من الذكاء ما يؤهلك على الوقوف أمامه بساحة الحرب، لك أن تعلم عزيزي أنه ليس هناك لغزًا من الأساس لتجتهد بحله، فهو ليس لغزًا بل متاهة مقبضة، يسيطر جاويد ليله عليها فيجعلها مقبضة، لن يمنحك حتى فرصة خوض جولة تجربية تستعلم بها مدى امكانية فرصة فوزك، لآنك ستقتل في أرضك قبل أن تخطو خطوة واحدة!!

هو غريبًا، غامضًا، مخيفًا، متفردًا، حيث من المحال أن تلمح طرف وشاحه، حتى إسمه يصعب على أحدًا تخمينه ولكنني لست أحدًا فأنا بالنهاية من شكلت شخصية مقبضة مثل هذا الرحال الغريب، لذا فلأخبرك سرًا قارئي العزيز أخر ما نسب إليه من الأسماء كان #ليل_العربي! ولتعلم بإن إسمه الحقيقي بذاته لغزًا وإسمه الحالي لا أعلمه، ربما يخدمنا الحظ ويصادف أنه مازال يحمل نفس الإسم بالوقت الراهن.

وقف "رحيم" قبالة الفرس، يطالعه بنظرة قاتمة، فإذا به ينتقل بعينيه المتخفية خلف وشاحه عليهم، وبرشاقة لا تتناسب مع جسده الضخم انخفض عن فرسه.

وقف جواره يمرر يده ببطءٍ قاتل على ظهر الفرس، بحركاتٍ عشوائية، جعلته ينحني برأسه وكأنه يعلن طاعته لأمر فهمه من سيده، وعلى الفور تحرك ليختفي عن الأعين.

اقترب مراد وعدي منهما، فاذا به يقف قبالتهم رافعًا الرأس، بنية عينيه الشبيهة بحبات القهوة الداكنة تنتقل بين وجوههم، وبثباتٍ محسوم ردد:
_خير؟

منحه رحيم ابتسامة خبيثة، وقال:
_وجودنا مع بعض ميدلش عليه.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


واستطرد بجديةٍ تامة، وعينيها لا تفارقه:
_جمال أنا مش ندمان إني عملت كده، بالعكس أنا اتعاملت مع الموقف كأنها مرات سيف أخويا واتحطت في موقف مشابه زي ده.

جموده قبالته، صمته المريب، رزانته المفاجئة، كل شيءٍ به يثير قلق يوسف، لدرجة جعلته يناديه بقلقٍ:
_جمال!

اقترب منه في حركةٍ مفاجئة، فتراجع يوسف للخلف خوفًا من ان يتلقى لكمة، فاذا بجمال يحتضنه بقوة كالغريق الذي ينازع انفاسه الأخيرة.

تشتت يوسف لوهلةٍ، وفقد التعامل مع رد فعله، ظن بأنه سينهال عليه باللكمات القاسية، يعلم بأنه ليس بأفضل حالاته، فتوقع الأسوء منه.

شدد جمال من ضمته بقوةٍ، جعلته يطوقه بذراعيه بألمٍ يذبح فؤاده، يشعر بانهزامه وضعفه، وهو الذي اعتاداه قويًا، متهورًا.

مال برأسه على كتفه يخفي دموعه، وهو لا يعلم بأنه يشعر بها دون أن يراه، وقال من بين أنفاسه المتحشرجة:
_اللي مريت بيه ده كان كفيل يخليكم كلكم تبعدوا عني، إنت كنت جنبي على طول يا يوسف، متخلاتش عني، صدقتني وفضلت في صفي، رغم إني الجاني مش المجني عليه.

واستطرد وهو يتشبث بجاكيت بذلته الأسود:
_إنت كنت من اختياراتي الصح يا يوسف، وصعب أتخلى عنك أو ألومك على شيء.

وتابع بصوتٍ احتنق بعباراته:
_أنا بس كنت محتاج أطمن، ودلوقتي اطمنت.

ربت على ظهره بحنانٍ، وكأنه طفلًا صغيرًا، وقال بحزنٍ:
_هتعدي والله، هي بس محتاجة وقت تتخطى اللي عاشته.

ابتعد عنه يزيح دموعه، ويرسم ابتسامة صغيرة:
_عارف وهستنى.

مال على مقدمةٍ سيارته يميل نصف جلسة، وسأله بارتباكٍ:
_الولد كويس؟

هز رأسه بتأكيدٍ، فربع يديه أمام صدره بتوترٍ جلي:
_الحمد لله.

ورفع عينيه له يتلاشى نظراته المشفقة على حاله وقال برجاءٍ مؤلم:
_ممكن تخلي دكتورة ليلى تصوره، عايز أشوفه!

أخرج هاتفه من جيب بنطاله يجيبه:
_أكيد طبعًا.

استغرق دقيقتين، وسلط له الهاتف، تناوله منه بلهفةٍ، واتسعت بسمته بشكلٍ اجبر يوسف على الابتسام بمحبة.

آرسل جمال الصورة لحسابه الشخصي، واعاد الهاتف ليوسف قائلًا:
_اطلع ارتاح، أنا همشي أنا.

لحق به يتساءل بريبة:
_رايح فين؟

فتح باب سيارته المصفوفة في بداية الچراچ واخبره:
_ مشوار مهم ولازم اعمله.

أمسك ذراعه يمنعه من الصعود، ووقف قبالته يتساءل بشكٍ:
_رايح فين يا جمال؟

نزع ذراعه من حصاره وقال:
_رايح أرجع حق مراتي وصاحبي يا يوسف، ولو معترض على ده هعمله بردو.

رد عليه بهدوءٍ يحاول به امتصاص غضبه:
_مش معترض، بس افهم رايح فين؟

عاد يفتح باب سيارته، ولج داخلها واخفض زجاجها يخبره:
_استنى واتفرج على اللي هيحصل، ووقتها هتعرف أنا رايح فين؟!

قالها وانطلق بسيارته بسرعةٍ البرق، متجاهلًا صراخ يوسف وندائه المتكرر، فصفق كفًا بالأخر وهو يردد بعجزٍ:
_هيجيلي الراحة منين طول ما الكائنات دي في حياتي!!!!
*
بمكانٍ منعزل عن السكان، حيث يبتلعه الظلام من كل صوب، وكأنه أخر بقاع الأرض، تعمه الصحراء القاحلة، وأصوات حشرات الليل المفترسة تحوم به كناقوس الخطر المزلزل للأبدان، هنا حيث يسكن كل شيءٍ، لا ضجيج المدن ولا ثرثارة الناس، يمزق سُكنة المكان، صوت إطار ثلاث سيارات فاخرة، تصطف ثلاثتها قبالة بعضها البعض، مشكلة حلقة دائرية.

أضواء كشافتها تضيء المكان المعتم بشكلٍ كبيرٍ، هبط الثلاثة من سيارتهم وإتجهوا لتلك الحلقة الدائرية.

وضع "مراد" يده بجيب جاكيته الأسود، ووقف يتابع أخيه بنظرةٍ منزعجة، فشرع بإعلانه الاخير:
_خليك عارف إني مش راضي عن قرارك المتهور ده، إنت اللي هتتحمل مسؤوليته قدام الجهات.

منحه "رحيم" ابتسامة جانبية، وتمعن بعدي الذي يتابع المكان بدهشةٍ، فسأله باستكانةٍ ماكرة:
_عجبك المكان يا سيادة العقيد؟

استقرت عسليته عليه وتمتم باستهانةٍ:
_مش بطال، بس أيه سببب تواجدنا هنا في وقت زي ده؟

واستطرد بسخريةٍ:
_هو جو الفيلم الرعب ده مسلي جدًا، بس اللي بنمر بيه مش محتاج تضيع وقت يا رحيم.

استند بذراعيه على مقدمةٍ سيارته وجلس فوقها واضعًا ساقًا فوق الاخرى ببرودٍ اتبع نبرته:
_متقلقش مش بضيع وقتك، ده كله في مضمون المهمة اللي اتبعت للجهاز عشانها.

وزع "عدي" نظراته الحائرة بينه وبين الجوكر المنزعج من أخيه، يبدو وكأنه على وشك سحب سلاحه من غمده واطاحة رأس أخيه الفضيل.

عاد ببصره تجاهه وسأله بدهشة:
_طيب فهمني إحنا بنعمل أيه في مكان زي ده؟ مش المفروض نقابل المارد!

ربع يديه أمام صدره وسند رأسه لزجاج سيارته يستكين باسترخاءٍ تام، كأنه يستعد للنوم بتلك الاجواء المرعبة:
_هو هيعرف يطلع من العلبة لوحده.

إنزعج من بروده وغموضه بالحديث، فاستدار إلى "مراد" الذي جلس على مقدمة سيارته يتابعهما بضجرٍ، فما أن تطلع عدي له حتى تمتم بعصبيةٍ:
_متبصليش كده، أنا مبعرفش أحل مع كتلة البرود ده في شيء، هو حل من الاتنين يا نقتله هنا أنا وإنت يا نسيبه مكانه هنا للصبح ونرجعله بليل يكون اتشمس وفك من البرودة.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

15 Nov, 21:12


#صرخات_أنثى...(#حبيبتي_العبرية!)
#الفصل_السابع_والستون.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "ندى محمد"،"ملاك روحي"،" سوما رافت"، "هانم هاني" ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

نزع نظارته السوداء عن وجهه، ووقف يراقب الوجهة الخارجية بشوقٍ يرفرف لحبيبته، وبلده "مصر"، سحب نفسًا طويلًا يجدد خلاياه بانتعاشٍ، وابتسامته الجاذبة تزيد من وسامته المهلكة، ربما ليست أروع دولة قد يزورها، زار أماكن على مستوى مرتفع من الرقي والتطورات، ولكنها ستبقى بلده، ستبقى أفضل مكانًا قد يزوره يومًا.

نظرية حنينه إليها، كذلك العاشق لزوجة قد يرى آلاف النساء الأكثر جمالًا، فإن تعلق الأمر بالأكثر جمالًا لما سكنت قلبه، ثمة أحاسيس لا تقاس بثمنٍ ولا مقارنات.

يعلم بأن العالم هنا مختلف عن مكان نشأته، ولكنه إن خُير سيفضل البقاء هنا وللأبد، رفع" عُمران" يد حقيبته وجذبها من خلفه متجهًا للخارج، فتوقف محله يراقب ذلك الذي يرتكن على سيارته السوداء بانتظاره، وما أن رآه حتى انتصب بوقفته يستقبله بابتسامةٍ صغيرة:
_نورت مصر يا طاووس!

زوى شفتيه ضيقًا منه، وردد بفتورٍ:
_هي لحقت تبلغك؟

جذب "آدهم" الحقيبة منه، ووضعها بالصندوق الخلفي، قائلًا بابتسامة رزينة:
_إنت كنت فاكر إنك هتنزل مصر ومش هعرف مثلًا!

تخطاه وفتح باب السيارة الأمامي، فتنهد عُمران بتعبٍ ملحوظ بنبرته:
_آدهم انا نازل مصر عشان أكون لوحدي، من فضلك سبني أطلب أوبر للمكان اللي حجزته.

شعر بخطبٍ ما يحطمه داخليًا، يسعى لإخفاءه بجدارةٍ، ليس وقحًا كالمعتاد عنه، ثمة شيئًا هُزم داخله لا يعلمه.

تنحنح آدهم بخشونة:
_من حقك طبعًا، بس إسمحلي أنا مش هقبل تكون في مصر وتنزل بفندق، هتيجي بيتي وهتفضل عندي لحد رجوعك للندن، أوعدك إني هديك الخصوصية اللي تحبها.

وتابع مبتسمًا:
_وبعدين دي فرصة إني اقرب منك وأصلح علاقة الحموات اللي بتعاملني بيها دي.

اغتصب ابتسامة صغيرة على وجهه، ودون أي كلمة صعد جواره، وانطلق به على الفور.

***
انتهى من صنع فنجان قهوته، وخرج يرتشفها بتلذذٍ، فإذا بهاتفه يصدح بصوت رسالة، رفع فنجانه يرتشف منه وهو يراقب الرسالة التي وصلت للتو، بصق "يوسف" القهوة، وهو يعيد قراءة رسالة "عمران" بهلعٍ.
«الطور لما بترخيله اللجان بتكون إنت أول ضحاياه، بالشفى يا دوك، هستناك تهرب وتجيلي على مصر!»

جحظت عينيه صدمة، فازدرد ريقه الهادر بصعوبةٍ بالغة، أزاح "يوسف" عرقه النابض على جبينه وهو يهمس برعبٍ:
_الله يخربيت معرفتك إنت وهو يا أخي، هعمل أيه دلوقتي!!

مرر يده على وجهه بتوترٍ، وما كاد بالوصول لحلٍ يخلصه من بين براثين ذاك المتهور، حتى أتاته طرقات باب منزله الهائجة، ابتلع ريقه بصعوبةٍ بالغة، وردد بخوفٍ:
_مش هفتحله لأ، ده هيقتلني!

وتابع بعد تفكيرًا في حل ذلك المأزق الذي ألقاه به الطاووس الوقح:
_أطلب النجدة؟

ترك الهاتف على المنضدة بحزن من اقتراحه، وهدر:
_ده مهما كان صاحبي، هسجنه بايدي!

وما كاد بالتوصل لحلٍ آخر حتى تسلل إليه صراخ "جمال" المتعصب:
_افتح يا يـوسـف، أنا عارف إنك جوا، افتح بدل ما أكسر الباب ده على نفوخك!

أسرع لغرفة نومه يبدل ملابسه البيتية، حمل هاتفه ومفاتيحه ومتعلقاته الشخصية، وأسرع لباب المطبخ عساه ينجو بنفسه.

سلك الدرج المعدني الرفيع، حتى وصل لنهاية العمارة، وما أن انخفض عنه، حتى أنفض يديه من الغبار العالق على الدرابزين، جذب منديلًا ورقيًا يمسح بقايا الغبار وهو يصيح بنفورٍ:
_البواب ده لازم يغيروه، معندوش اهتمام بنضافة السلم الاحتياطي.

_مهو ميعرفش إنك هتهرب منه زي الفيران!
جحظت عيني "يوسف" بصدمةٍ، لعق شفتيه يمنحهما بعض الرطوبة، واستدار ببطئ تجاه الصوت المسموع، فوجده يستند على العمود الحجري، مربعًا يديه أمام صدره ويراقبه بنظراتٍ مشتعلة.

تجمد لوهلةٍ قبالته، فبرع برسم ابتسامة ثابتة وهو يقول:
_جيمي!! إزيك يا حبيبي عامل ايه؟ أيه اللي جابك هنا، المنور كله تراب وقرف، ده أنا نسيت مفاتيحي وكنت بحاول اتصرف وأعدي الشقة من المطبخ بس للاسف معرفتش، كويس إنك جيت، خلي بالك بقى عشان باب المطبخ على وسعه، عما أشوف سباك يجي يشوف الباب اللي مش عارف أفتحه ده!!

وتركه وفر من أمامه راكضًا للچراچ، دث مفتاحه بباب سيارته، وما كاد بفتحها حتى أغلق جمال الباب ووقف قبالته يصوبه بنظرةٍ قاتلة، وبصوتٍ واجمًا قال:
_صبا فين يا يوسف؟!

وصل لنقطةٍ لم يكن يريدها من البداية، فتنهد واستدار يقابله وجهًا لوجه:
_في مكان أمين، وليلى معاها.

تسلل الغضب بمُقلتيه وجعله مخيفًا، بينما الأخر يواجهه بثباتٍ وقوة:
_عارف إنك كان لازم تعرف من البداية، بس أنا وعدتها إنك مش هتعرف بمكانها، مكنش قدامي حل تاني، وانا عارف إنها ملهاش مكان تروحه، خبيت عنك وكنت هخبي لحد ما هي بنفسها اللي تطلب مني أقولك.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


جحظت زُرقة عينيه بصدمةٍ، فابتلع ريقه وراح يردد بصعوبة حديثه:
_إنت اتجننت يا رحيم!!!!!! ده سفاح دولي مطلوب من كل أجهزة المخابرات الدولية، عايزينا نلجئ ليه!!!! إنت مش في عقلك الطبيعي، اتجننت مؤكد إنك اتجننت!

_بالعكس ده قرار ذكي وخبيث!

قالها ذلك الذي ظهر فجأة من خلفهما، فاستدار مراد خلفه فابتسم مرددًا بعدم استيعاب:
_والله زمان يا وحش!!!

نزع جاكيته وألقاه على المقعد، ثم اقترب منهما يثني أطراف قميصه الابيض، مرددًا بسخرية وهو يرفرف برموشه الطويلة :
_أفتقدت للمة الشياطين دي، وخصوصًا لو مع الجوكر والاسطورة.

تابعه رحيم بنظرةٍ ساخطة، وقال:
_بس المرادي اللمة مش هتكون علينا بس يابن الجارحي، في دخيل من جهنم معانا، هنأخد حذرنا من عدونا مرة ومنه ألف مرة!

إبتسامة تسلية تشكلت على وجه "عدي الجارحي"، وبثقةٍ قال:
_المارد الصح ميهمهوش لا جن ولا شياطين.

وتابع وهو يشير لباب الخروج السري:
_ هنتحرك لمكان المصباح دلوقتي ولا تحبوا نروح أمته؟
................ يتبع........
حبيباتي زي ما ذكرتلكم كتير ان شهر 11 مشغولة فيه وهحتاج اخر اسبوعين منه للاجازة بتاعتي، فأنا الفترة دي بحاول على قد ما اقدر انزلكم فصول، هنتعاون انا وانتوا لحد ما يعدي على خير، وعندي ثقة في ربنا عز وجل .

بالنسبة لبوستات الادمن فمعلش يا بنات لو هنأخد من وقتنا دقايق بسيطة وندخل البيدج الكبير نحط ليكات على اخر البوستات عشان نشيل تقييد البيدج الكبير، انتوا عارفين ان البيدج ده تعب فيه الادمن ازاي، فحرام يضيع كده من كمية التقييدات اللي عليه، وشكرًا مقدمًا، هستنى رايكم بالفصل

لنك البيدج الخاص بأعمالي..
https://mobile.facebook.com/Aya.mohamed.210/?device_id=4fe04301-77bf-41f4-9e3e-2694585c4de6&_rdc=1&_rdr
**____***

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


ومنحه ابتسامة جذابة وهو يخبره بمشاكسة:
_يا سيدي اتجوز وعيشلك يومين وبعدها إرجع وأوعدك مش هخليك تشوف البيت ولا المدام مرة تانية لو ده هيرضيك.

بدا الحزن واضحًا على ملامحه، وما كاد بأن يستميله مرة ثانية، حتى ظهر من أمامهما ذلك الواقف على بعدٍ يتابعهما بضجرٍ منذ بداية حديثهما:
_مش فاضي أنا لمحايلاتك العظيمة مع تلميذك النجيب!

استدار "آدهم" للخلف، وانتفض يؤدي التحية للاسطورة الذي نصب طوله بعدما كان يستند بجسده على الطاولةٍ البعيدة عنهما.

فك تربيعة يديه واتجه يحتل المقعد الذي كان يحتله "آدهم" منذ قليلٍ، واضعًا قدمًا فوق الاخرى، وبيده يلهو بالكرة الجلدية التي تزين مكتب أخيه، بينما زيتونيته تتابع آدهم الواقف على بعدٍ منهما بنظراتٍ لطالما كانت غامضة.

كسر "مراد" حاجز الصمت بينهما، حينما قال:
_عمر في أجازة عشان فرحه.

مرر اصبعيه جوار شفتيه متابعًا بخبث:
_شكله مش قادر يستغنى عنك!

وتابع وهو يشير له بمكرٍ:
_أتمنى تكون المهمة اللي جمعتنا مع بعض فادتك يا حضرة الرائد.

منحه ابتسامة صغيرة وقال ومازالت عينيه أرضًا:
_فادتني جدًا وبتمنى لو تتكرر يا باشا.

قاطع الجوكر حديثهما الشاعري، قائلًا:
_وأنا بتمنى متتقابلش فيه حتى لو صدفة يا آدهم، يلا روح حضر لفرحك وحاول تستمع بأجازتك بعيد عن الشغل.

أجابه رحيم بنظرة ساخرة:
_وإنت بقى هتقف للصدف ولا هتعين حراسة ورانا!

كاد بأن يجيبه فاستوقفه رنين الهاتف الأساسي للمكتب الرئيسي، تركهما مراد واتجه يجلس على حافة المكتب ليتمكن نن الوصول لسماعة الهاتف.

بالقرب منه.

بقى آدهم محله، عزم على انتظار مراد ليتمكن من اقناعه للمرة الأخيرة، فجذب انتباهه نظرات الاسطورة الغامضة، وسؤاله الغريب:
_إنت فعلًا فرحك بعد عشر أيام؟

هز رأسه بخفوتٍ، فتابع بابتسامة خبيثة:
عظيم!

وإعتدل بجلسته يخبره بنظرة كانت غير مفهومة لآدهم:
_ويا ترى قررت هتقضي شهر العسل فين؟

ارتاب آدهم لأمره، لم يكن رحيم بالشخص السلسل بالتعامل مع أحدٌ، دومًا كان جامدًا لا يرغب بالحديث فيما لا يعنيه، أفطن بأن هناك رسالة غامضة يرسلها له الاسطورة، فراقب حروفه بتمعنٍ وخاصة حينما تابع بثبات مقبض:
_خليني أرشحلك ميلانو، بس نصيحه خدلك أسبوع هنا في مصر، قبل ما تستعد للسفر، لإنك لما تشوف جمال الطبيعة هناك مش هترضى ترجع هنا تاني.

يدون عقله كل ملحوظة يخبره بها ذلك الحاذق، وتابع ببراعته الشيطانيه:
_بس خد بالك يا حضرة الظابط مش الكل بيكون محظوظ وبيقضي شهر العسل بسلام، الله أعلم ممكن أيه يحصل.. يعني لو كنت محظوظ كفايا مش هيظهرلك علاقة سابقة في حياتك تهد أحلامك الوردية هناك، ومهما حلفت للمدام إنك مقابلتهاش في حياتك غير مرة واحدة بس مش هتصدقك، هو كده العلاقات اللي فاتت وانتهت ليها وقت ظهور بيقلب في اللي فات واتردم.

ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه آدهم بعدما وصل إليه مفهوم الرسالة السرية التي أرسلها له الاسطورة، فاتجه إليه يصافحه وهو يردد بفرحةٍ:
_شكرًا لنصيحتك يا باشا، أوعدك اعمل بيها.

_نصيحة أيه؟!
قالها مراد بذعرٍ بعدما انتهى من مكالمته، فوقف يوزع نظراته المصعوقة بينهما، ودون أي رد فعل اتجه لاخيه يصيح منفعلًا:
_قولتله أيه يا رحيم؟!

ابتلع آدهم ريقه بارتباكٍ وقال:
_مفيش الباشا كان بينصحني أبعد عن المهمة دي لإن في الأكفئ مني.

استقام بوقفته وأسرع بالفرار، قبل أن ينكشف أمره لقائده، بينما جلس مراد قبالة أخيه يحاوطه بنظرات شك، فعاد يضع قدمًا فوق الاخرى ويطالعه بنفس الثبات الحاد، متسائلًا بسخريةٍ:
_خدت كام صورة؟

انفجر به بضيقٍ من بروده الدائم:
_رحيم متستعبطش، قولت أيه لعمر خلاه ماشي بالسعادة الغريبة دي؟

رفع كتفيه ببراءة واجابه:
_ولا حاجة!

ضم شفتيه معًا يعتصرهما معًا واغلق عينيه يستمد الهدوء وهو يخبره:
_رحيم إبعد آدهم عن المهمة دي، فرحه بعد عشر أيام والمهمة دب عايز حد متمكن أكتر منه، وطبعًا بعيدًا عن انهم كشفيني أنا وانت محتاجين حد بنفس الكفاءة تقريبًا ويكون وش جديد.

اعتدل رحيم بجلسته وقد تلاشى عنه البرود وهو يصيح منفعلًا:
_اللي عملوه النهاردة ده مش هيعدي بالساهل، ولو مخدناش الميكروفيلم ده مكانتنا هتتهز وسط الاستخبارات الدولية!

أيد حديثه حينما قال:
_عشان كده لازم نتحرك وبأسرع وقت.

وأضاف الجوكر حائرًا:
_بس للاسف اللي عملوه مع يحيى ده بيأكد إنهم واخدين حذرهم جدًا وده هيخلي المهمة أصعب.

نهض عن المقعد، ودث يديه بجيوب بنطاله، تتثاقل خطوات حذائه بخطواتٍ مدروسة، أنهاها حينما قال بغيومٍ أبادت مقلتيه بشكلٍ مخيف:
_مفيش غيره اللي يقدر يعمل كده.

انتصب الجوكر بوقفته، ولحق به يتساءل بلهفةٍ:
_مين؟

اتسعت ابتسامته الشيطانية وهو يردد ببطءٍ قاتل:
_ليل... ليل العربي!

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


واستكمل بخبث يشتت ذهنه:
_ أنا هسافر أريح دماغي منك تقوم تيجي ورايا!! وبعدين إنت ناسي المشروع ولا أيه، لو الممولين لقونا احنا الاتنين اختفينا مش بعيد يلبسونا قضية نصب.

يعاد تكرار النداء الاخير وازداد تشبث جمال به، ولأخر مرة يخبره بحزنٍ:
_عشان خاطري خليك...آآ..أنا آسف آآ..

قاطعه عُمران بما اعتاده من وقاحته:
_مش نقصاك بروح أمك،ما صدقت خلعت من مايا، مش ناقص انا خنقة هرمونات حمل وحوارات حريم ماليش فيها،سبني أدلع نفسي يومين وأشوف طريقة أفركش بيها جوازة شمس المنيلة دي، أنا مش هستحمل إنه يأخد البت بالسهولة دي.

وربت على كتفه بعنف:
_روح دور على مراتك وسبني أشوف حالي.

رد عليه بحزن:
_مسبتش مكان الا ودورت عليها، مش لاقيها يا عُمران.

حمل الحقيبة الصغيرة على كتفيه، وضمه إليه لمرته الاخيرة، ليتفاجئ به جمال يهمس قرب أذنيه مازحًا:
_راقب يوسف هتوصل لمراتك يا بجم!

وغمز له يشاكسه:
_ هتفضل طول عمرك غبي يا جيمي!

استعد للرحيل وتلك المرة التفت له يخبره:
_اللي حصل في اليوم ده اتمحي من ذاكرتي وذاكرتك، مفيش كلام ولا عتاب تاني فيه يا جمال، ولو عايز تريحني بجد اكسب حب مراتك وثقتها فيك من تاني، لإن هي أكتر حد اتوجع في اليوم ده.

ومر من البوابة قبالة عينيه، واستدار يشير له بالوداع مشيرًا بأنه سيهاتفه فور وصوله.

أقلعت الطائرة وتباعدت عنه، وكلما ارتفعت زادت من وجع قلبه النازف، استعاد جمال كامل قوته فأزاح دموعه الغائرة وتحرك بعد هذا اللقاء الغريب بينهما، فاتجه لسيارته يقودها بسرعةٍ فائقة متجهًا لمحل ما وجهه "عُمران" وهو يكاد يشتعل من الغضب والغيظ، متوعدًا ليوسف أشد وعيدًا، ورغمًا عنه لا يستطيع منع ابتسامته السعيدة التي تخلق فجأة كلما تذكر حديث عُمران ومسامحته الصريحة له.
**

بمبنى الجهاز المصري.

إنقلب المبنى رأسًا على عقب، مع تسرب ذلك الخبر المقبض، والمهين في حق المخابرات المصرية، بالرغم من تعنت الخبر وعدم وصوله لأي صحافة دولية الا أنه ذاع في الجهاز كخبر موسمي خطير.

اندهش "آدهم" من التكدس بالطابق الأول من المبنى، وتجهمر عدد من المتدربين يتهامسون فيما بينهم مما استرعى فضوله.

سُلطت عينيه على أفواههم واستطاع ببراعةٍ قراءة ما يقولون.
«المقدم يحيى اللي إختاره القادة إتقتل على الطيارة من قبل ما ينزل منها، والغريبة إنه كان متنكر كشفوه إزاي!!»

توجه مباشرة لمكتب "الجوكر"، استأذن العسكري لدخوله، وبعدها ولج للداخل فوجد غرفة مكتبه الضخمة تعج بعدد مهول من القادة وكبار الرتب الاستخباراتية، غادروا المكان تباعًا ولم يتبقى سوى"الجوكر مراد زيدان" يضم رأسه المشغول بالفكر ويكاد يصيب بالجنون.

تنحنح ليلفت إنتباهه، نهض "مراد" عن المقعد الرئيسي للطاولة الزجاجية الضخمة، التي تساع لأكثر من عشرونٍ شخصًا، وإتجه لمكتبه الجانبي، جلس وأشار له بثباتٍ عجيبٍ، كأنه لم يحدث شيئًا هز الجهاز بسرعة زلزالًا:
_إتفضل يا عمر.

بقى واقفًا محله يتطلع له بجمودٍ، نصب اهتمام الاخير، فقال:
_مالك؟

سحب أكبر قدر من الهواء ولفظه مع تحرر كلماته:
_أنا عايز أستلم المهمة دي يا باشا.

ألقى الجوكر قلمه الثمين على المكتب بانفعالٍ:
_تــــاني!! هو إنت مستغني عن عمرك يابني!!

وتابع بعصبيةٍ بالغة:
_مش فرحك بعد عشر أيام؟ وبعدين مش المفروض إنك في أجازة؟

بإصرارٍ قال:
_يتأجل، المهم الميكروفيلم مآآآ..

بترت حروفه فور أن ارتفعت نبرة الجوكر بضيقٍ من تمسكه بما يريد:
_أنا كلمتي واحدة وإنت عارف، وجودك هنا في مكتبي لو عشان الحوار ده فاتفضل معنديش وقت أضيعه في تفاهات هتعطلني.

وجذب الحاسوب من أمامه يستعد لمتابعة عمله، فإذا بآدهم يصيح منفعلًا:
_انا عايز أفهم أيه اللي مخلي حضرتك خايف بالشكل ده وإنت عارف كويس إني أقدر أرجع بالميكروفيلم.

انتصب الجوكر بوقفته المهيبة قبالته يحدجه بنظرة قاتلة:
_إنت إزاي تسمح لنفسك تكلمني بالشكل ده؟ نسيت نفسك ولا أيه؟ ثابت يا سيادة الرائد بدل ما أحولك للمحاكمة!

أدى تحيته بكل احترامٍ، وقال:
_أنا آسف إني اتجاوزت حدودي، عن إذن حضرتك.

وما كاد بالمغادرة حتى تسلل له صوت "مراد" الهادئ، وندائه بإسمه المحبب:
_تعالى يا آدهم.

عاد لمحل وقوفه يتابعه باهتمامٍ، فأشار بزورقة عينيه الساحرة لاحد المقعدين:
_اقعد.

إتجه للمقعد واقفًا محله بانتظار جلوس قائده، جلس مراد فاتبعه وهو يتابعه بملامح واجمة، تنهد مراد وقال:
_أنا مبقللش منك برفضي إنك تقوم بالمهمة دي، أنا أكتر واحد عارف أيه اللي تقدر تعمله، متنساش إنك من تلاميذتي.

واسترسل يوضح له:
_اللي عايزك تعرفه إني يهمني مصلحتك بالاساس لانك إنت نفسك تهمني، فرحك بعد كام يوم فإزاي عايزني أرميك لخطر زي ده؟ إنت بقالك سنين بتشتغل وبعيد عن والدك القعيد، وأكيد ما صدق يفرح بيك أقوم أبعدك تاني عنه.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


شعر وكأنه طفلًا صغيرًا، يعاد له ذكريات طفولته المميزة رفقتها، وكأن هذا الصغير يجدد روابط الطفولة بحضرته.

أجابها علي ومازال يحافظ على ابتسامته:
وحضرتك من أهل الخير فريدة هانم.

فور أن غادرت حمد الله انها لم تشك بسفر عُمران لمصر، وبأنها لم تلاحظ شيئًا مما يحدث.

صعد علي لغرفته حزينًا على أخيه وما حدث له، ولج لغرفته فوجد زوجته تغفو على الأريكة ومن حولها عدد من الملفات والحاسوب الخاص بعمران، على ما يبدو بأنه ترك العمل بإشرافها قبل رحيله.
***
ترك سيارته بمنتصف الطريق وهرع لجمال الذي مازال يجلس أرضًا يناديه بلهفةٍ:
_جمـــــــــال!

انتبه إليه ذلك الشارد، فتوسعت عينيه بدهشةٍ، نهض ينفض الغبار عن ملابسه وهو يتساءل باستغراب:
_إنت عرفت مكاني إزاي يا يوسف؟؟

تغضى عن سؤاله ودنى يراقبه باهتمامٍ وخوف، حالته كانت مريبة لدرجة أقلقته، فسأله بهلعٍ:
_مال عينك حمرا كده؟ ومبتردش على تليفونك ليه يا جمال؟؟

وكأنه يتلبسه شبحًا يردد دون توقف:
_عرفت مكاني ازاي؟؟؟

ارتبك قبالته، وفكر جيدًا فيما سيقول،فردد دون مبالاة:
_مش مهم، المهم إني قدرت أوصلك.

تضخم شكوك جمال بشعوره المسبق بأن هناك من يتبعه، فزاد من اصراره بحزمٍ شرس:
_مش هعيد سؤالي تاني، رد عليا؟

لطالما كان ذكيًا، سريع الملاحظة، لذا استسلم بمحاولة التمويه الفاشلة وأجابه:
_عُمران كان قلقان عليك لما خرجت من مكتبه، فخلى اتنين من رجالته يرقبوك.

اعتصر جفنيه بوجعٍ، بالرغم مما فعله ومازال يهتم لأمره، أخفض رأسه بقلة حيلة وغمامته لا تصل لسمعه حديث يوسف، يرى شفتيه تتحركان بأحاديث عديدة ولكنها لم تصل إليه.

انتفض فجأة يسرع لسيارته، فركض يوسف من خلفه يناديه:
_رايح فين يا جمال، استنى!!!

لم يجيبه وحرك مقود سيارته بسرعةٍ جعلتها تحتك بالرصيف بصوتٍ مرعب، زفر يوسف بنفاذ صبر واستدار يتأمل المكان وهو يهتف بغيظٍ:
_متسرع وغبي!!!
**
وصل للمطار بزمنٍ قياسي، ترك سيارته بالخارج وهرول للداخل يبحث عنه بين الوجوه، وكأنه طفلًا صغيرًا فقد والده، طال بوقوفه حتى استجمع ذاته، فاستعلم عن رحلة القاهرة القريبة، ومنه اندفع للبوابة الخاصة، يتمنى أن يلحق به قبل دلوفه للداخل.

انحنى يستند على ساقيه وهو يلتقط أنفاسه الهادرة بصعوبةٍ، ثم انتصب بفرحة حينما وجد يجلس بين أحد الزوايا يتابع هاتفه.

اتجه إليه بخطواتٍ مترددة، حتى بات قبالته، ابتسامة صغيرة داعبت شفتيه وهو يراقب الحذاء الاسود الواقف قبالته، ودون ان يرفع عينيه للأعلى كان يعلم صاحبه، فقال ومازال يستكين بجلوسه:
_وبعدين؟

جلس جمال جواره وقال بتعبٍ:
_مش هتسافر.

اتسعت ابتسامته رغمًا عنه واستدار بوجهه إليه يمنحه نظرة ساخرة:
_أوامرك تتنفذ عليك مش على عُمران سالم الغرباوي!

هز رأسه باستسلام ونهض يخبره:
_خلاص يبقى رجلي على رجلك، هنسافر مع بعض.

لم يستطيع منع ضحكة انفلتت صاخبة منه، وقال مستهزءًا:
_هو إنت ايه محسسني إني سايب ابني الصغير ورايا ومسافر؟

وتابع وهو يشير له على وجهه:
_وأيه اللي إنت عامله في نفسك ده؟ ده هيهون عليك اللي حصل يعني؟! بدل ما تفوق وتقف على حيلك وتفكر ترجع حقك وحق مراتك وصاحبك ازاي؟

رمش بدهشةٍ من حديثه، فتابع عُمران بغضب بعدما نهض يستعد للرحيل فور سماع النداء الاخير:
_أنا عايز حقي وإنت اللي هترجعهولي يا جمال، بكره الصبح هتكون ضربتي وصلت لنعمان، عايزك تكمل في اللي بتعمله وتخليها القاضية ليه، يمكن ساعتها أقدر أسامحك بجد.

خسر قوة ثباته قبالته، فأمسك يده يترجاه:
_متسافرش أنا محتاجلك جنبي، متبعدش يا عُمران أنا غلطت في حقك وده قتلني، لو مشيت مش هسامح نفسي.

ترقرقت رماديته بالدموع، فأحاطه بيديه يضمه بقوةٍ، فتعلق به جمال كتعلق الغريق بقشة نجاته، ربت على ظهره بحنان وقال:
_قولتهالك قبل كده عُمران الغرباوي مبيتخلاش عن اللي منه.

وابتعد يقابله بنظرة دافئة مستطردًا:
_وإنت كُلي يا جمال، مهما دخل لحياتي أصدقاء أو قرابة عمر ما حد فهمني قدك.

وربت على كتفه يدعمه:
_بس صدقني لو سافرت معايا وسبت نعمان الكلب ده من غير ما ترجع حق مراتك، عمرك ما هتقدر ترفع رأسك في وش حد تاني.

واستطرد بوجعٍ لمسه جمال ببحة صوته:
_أأنا اللي قدرت أعمله اني أضره في شغله، مقدرتش اعمل أكتر من كده لانه للاسف بالنهاية خالي، لكن باللي رجالتي قالولي عليه وهما بيراقبوك بقولك نفذ ومتفكرش في حاجة غير تارك وتار مراتك، يمكن ناري تبرد وتكون الخلاص ليا من النار اللي بتأكل فيا.

أزاح جمال دموعه وقال بصوت مبحوح:
_خليك هنا وشوف بنفسك اللي هعمله فيه، متمشيش.

اتسعت ابتسامته رغم دموعه الهابطة على وجنته، فأزاحها وهو يدعي سخريته الكاملة:
_مش بقولك طفل!! أنا يعني لو سافرت هقعد العمر كله، دول كلهم اسبوعين تلاتة وراجع.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


ضمت "ليلى" الصغير إليها بحزنٍ، حملته وإتجهت به للخارج حيث محل جلوس زوجها بغرفة الضيافة.

نهض إليها "يوسف" يحمل الصغير من يديها ويتساءل بريبةٍ من أمر بكائها:
_في أيه يا ليلى؟ المدام صبا كويسة؟

هزت رأسها تنفي سؤاله، وأجابته بقهرٍ:
_غيرتلها على الجرح ونامت على طول، والبيبي زي ما أنت شايف بيعيط ومش راضي يسكت، شكله جعان يا يوسف!

منع ابتسامة كادت بالانفلات على وجهه الوسيم، وقال بجدية مصطنعة:
_طيب إنتِ بتعيطي عشانها ولا عشانه؟

تمعنت بالتطلع للصغير، وقالت باكية:
_عشانه طبعًا، شكله يا قلبي جعان وأنا مش عارفة أكله أيه؟

إلى هنا ولم يستطيع منع ضحكاته، فتعالت صاخبًا وهو يتابعها بعدم تصديق:
_معقول!! والله هشك إنك دكتورة!!

صوبت سهامها إليه بشكلٍ جعله يفكر مرتين بالأمر، فتراجع عما يفعله وقال:
_خلاص متزعليش هحاول أتأقلم إن لسه مفيش خبرة بالأمر.

وتابع يشير لها وهو يتجه للمطبخ:
_عمومًا أنا كنت عامل حسابي، تعالي نجهز الأكل للباشا اللي أخد قلبك أسرع مني ده.

تعجبت مما يقول، ولكنها إتبعته للمطبخ مثلما أخبرها، فوقفت على عتبته تراقبه بدهشةٍ، حمل "يوسف" الصغير بيده وباليد الأخرى شرع بتجهيز المياه لإعداد رضعة صناعية، فإذا بزوجته تندفع تجاهه وتخطف الصغير من يده.

التفت يوسف إليها باستغرابٍ، فوجدها تطالعه بصدمةٍ، وكأنه يفعل شيئًا لا يمت لكوكب الأرض بصلةٍ، فإذا بها تصرخ بوجهه:
_إنت بتعمل أيه يا عديم الانسانية، بتأكل الولد لبن صناعي!!

وتابعت وهي تتراجع به للخلف وتحتضن الصغير، كأنما تحميه من ذئبٍ بشريًا مفترس:
_يعني مش كفايا عليه كل اللي شايفه من أبوه اللي إنت ماشي تلم في غلطاته، كمان بتديله لبن صناعي!! إنت معندكش قلب يا يوسف!!!

إرتاب من أمرها، فوضع احتمالًا بأنها لم تفهم ما يصنعه، وببسمةٍ بلهاء أخبرها:
_أنا بعمله أكل مش سم!!

صرخت بوجهه تنفي إنسانيته الكاذبة:
_أسوء من السم يا دكتور، تديله ليه لبن صناعي ومامته جوه، أنا هحاول معاها تاني تقوم تأكله.

وتركته وكادت بالرحيل، ولكنها استدارت تضم بطنها المسطوح هادرة بهلعٍ:
_ابتديت أخاف على اللي في بطني منك ومن قسوتك، يا خسارة يا يوسف، يا خســــــارة!

وتركته مصعوقًا وإتجهت لغرفة النوم، تدفع بابها بقسوةٍ بوجهه، أغلق فمها المتسع بصعوبة، وترك عُلبة الحليب الصناعي من يده هامسًا بسخطٍ:
_الهرمونات بدأت بدري أهو! بجملة هي جت عليكِ يعني!!

وخرج من الشقة متجهًا لسيارته حينما آرسل له رقمًا غريبًا موقع سيارة جمال معرفًا ذاته بأنه من رجال "عُمران الغرباوي"، صعد لسيارته ومازال موقفها يلاحقه، فانطلق ولسانه لا يتوقف عن نطق:
_مخها لحس!! لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم!!
***
انتهى من قراءة جزء كبير من كتابه الخاص، فاغلقه ونهض يغلق باب مكتبه، كان" علي" بطريق صعوده للأعلى، إلى أن أوقفه صوتًا قادم من المطبخ، عكس وجهته وإتجه للأسفل، فوقف يتابع من بالداخل بهذا الوقت المتأخر بصدمة.

حملت "فريدة" طبق الجبن والخضروات واستدارت لتغادر بهدوءٍ دون أن يشعر بها الخدم، فتصبح أضحوكة القصر، فما أن استدارت حتى تخشبت محله بالصينية قبالة علي المتفاجئ مما يراه.

تركت الصينية على رخامة المطبخ، وكأنها تنفي جريمتها، ابتسم "علي" على تصرفها الطفولة، وإتجه إليها يقرب الصينية لها وهو يخبرها برفق:
_الجبن والخضروات مفيدة بس مش كفايا لتغذية الجنين.

وتابع وهو يتجه للبراد:
_هشوف في أيه ينفع نزود بيه البروتين.

تابعته وهو يحمل المقلاة ويشرع بتحضير وجبة صحية سريعة لها، وقالت بحرجٍ ملموس:
_كفايا يا علي، أنا هاخد الجبنه والسلطة بس عشان وزني ميزدش.

تجاهل طلبها وفور انتهائه من صنع شرائح الدجاج بالمعكرونة، حتى أبعد الصينية عنها ووضع ما بيده قبالتها:
_بعد الولادة هتقدري ترجعي وزنك.

راقبت الطبق الشهي الموضوع أمامها، فلعقت شفتيها بجوعٍ، وجذبته تتناوله بنهمٍ غير مصدق.

تابعها "علي" بابتسامة حنونة، سكب لها كوب من المياه ووضعه قبالتها، ربما كانت سابقًا لا تتناول المياه بنصف طعامها أبدًا، ولكن الآن استثنت بعض القواعد لاجل صغيرها.

تناولت فريدة الطبق بجوعٍ، وبعدما انتهت منه شعرت بالحرج وباتت تبرر:
_تسلم إيدك يا علي، أنا شكلي كنت جعانه أوي، ومقدرتش أستحمل الجوع زي الأول.

حمل الطبق من أمامها ونظف الطاولة بالمناديل المبللة، مرددًا بحب:
_ألف هنا على قلبك يا حبيبتي، هجهزلك كوباية لبن ومتقلقيش مش هحط سكر نهائي.

ضحكت بصوتها كله، وقالت مستنكرة؛
_سكر، أيه بقى، ده أنا أكلة مكرونة وفراخ الساعة 9 يا علي!!

مال على الطاولة قبالتها يجيبها بابتسامة هادئة:
_مش إنتِ يا فريدة هانم، ده البيبي.

راق لها رفعه الحرج عنها حتى لو كان مازحًا، فوجدت ذاتها تجذب رأسه طابعة قبلة على خده وهي تهمس له:
_تصبح على خير يا حبيبي.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


جلس يونس جواره يشاركه تناول لوح الشوكولا باستمتاعٍ، وأشار لمن يراقبهما بغيظٍ يتصاعد من حدقتيه:
_واقف عندك ليه يا إيثو، ما تقعد يا حبيبي.

اتجهت نظرات إيثان للطاولة التي تتوسط الصالون، فإذا بالورود التي سبق لها شراءها برفقة الشوكولا تزين المزهرية، كبت يونس ضحكاته وأشار بيده عليها:
_آه. ده الورد اللي كنت شاريه عشان المرحومة، استخسرت والله أرميه فحطيته في الڤازة دي بدل ما هي بتنش كده.

واستكمل بابتسامة شامتة وهو يلعق إصبعه الملطخ بالشوكولا:
_بس بصراحه ذوقك في الشكولاته يهوس، لا بجد حاجة فاخرة، ودي دفعت فيها كام يا إيثو؟

احتقنت عينيه بحمرةٍ قابضة، فتابع وهو يتناول قطعة اضافية:
_حلوة يا فارس؟

هز الصغير رأسه باعجابٍ شديد، فقال يونس بسخريةٍ:
_عمو إيثان اللي جيبهالك يا حبيبي، ادعي إن ربنا يكتر من أمثال بنت خالته عشان يكونلك فرصة تأكل شكولاته من نفس النوع على طول!

خرج عن طور، هدوئه، فجذب المزهرية وألقاها تجاه يونس الذي انحنى يتفادها ببراعةٍ وصوت ضحكاته تعلو صاخبة، فإذا بإيثان ينقض عليه، وهو يصيح غاضبًا:
_يعني إنت من الصبح شمتان فيا يا حقير، بدل ما تقلبها صوان عشان صاحبك بتشمت فيه وقاعد تحتفل إنت وابنك برفضها ليا!

حاول التصدي له ولكنه لم يستطيع من فرط الضحك، فقال بصعوبة بالحديث:
_شمتان ومتكيف بصراحه، مش إنت اللي رايح نافش ريشك؟ وبعدين عندها حق ترفضك ده أنا صاحبك وبستحملك الكام ساعة اللي بشوف خلقتك فيهم بالعافية ما بالك هي!! وإنتوا ما شاء الله عندكم اعتكاف لطوال العمر، يعني لا رد ولا استبدال هتعمل أيه يعني لازم تتمعن بالاختيار وتراجع نفسها يا إيثو!

صب غضبه عليه، وهو يصرخ بانفعالٍ:
_هنشوف مين فينا اللي محتاج يراجع نفسه.

هرول الصغير للاسفل يستدعي آيوب بعد رؤيته لما يحدث، فولج للداخل يهرول حينما وجد الباب مواربًا.

إتجه لغرفة المكتبة المخصصة للشيخ "مهران"، حيث يتخذها آيوب محله بالفترة الاخيرة يدرس التعاليم الإسلامية والقرآن الكريم لسدن.

وها هي اليوم تجلس قبالته تنتهي من أول جزء من القرآن الكريم، وما أن انتهت حتى ردد مندهشًا:
_ما شاء الله عليكِ يا سدن، حفظتي أول جزء في مدة صغيرة أوي.

منحته ابتسامة عريضة وراحت تخبره بغرورٍ:
_فارس بتقول لسدن إنه يحفظ جزء عامة قبله، خديجة حفظ سدن الجزء الاول كُوله..

تحررت ضحكة جذابة على شفتيه وهو يستمع لها بحبٍ، وقال يمازحها:
_أنا راضي عنك في كل حاجة حتى المصري بتاعك المكسر ده، على قلبي زي العسل.

عبثت بحاجبيها تتابعه بعدم فهم، ورددت بعد فترة من الاستيعاب:
_إنتي عايزة عسل آيوب؟

تعمق بزُرقة عينيها قليلًا ومن ثم انفجر ضاحكًا، هاتفًا بصعوبة بالحديث وهو يستقيم بوقفته:
_عندك حق أنا فعلًا عايز عسل،بس أنا طماع وعايز البرطمان كله،عشان كده هحترم نفسي وهطلع أذاكر، يعني من مبدأ أمتحن الأول وبعد كده نشوف حوار العسل ده...يلا تصبحي على خير.

حاولت النهوض من خلفه باسدالها الواسع، فوقفت على اطرافه بقدميها وكادت بالسقوط على وجهها لولا يديه التي أحكمت تمسكها بها، ضحك رغمًا عنه وقال:
_كل مرة بنزل اديكِ الدرس بتقعي نفس الوقعه وبنفس إسدال أمي ده، فمبقتش اتفاجئ بالعكس ببقى مجهز نفسي قبلها للحركة دي.

قُتل الحديث على شفتيها وهي تناظر فيروزته من هذا القرب المؤذي لمشاعرها، تلاشت ضحكته من آسر نظراتها، فأحاط وجهها بيده ليجدها تهمس له بكل حب:
_سدن بيحبك آيوب!

سقط بسحر عينيها، صوتها الرقيق المعترف بحبها له، عشقها له النابع قولًا وفعلًا، أحاطها بوابل من عاطفته، وهو يخبرها:
_يا بخت آيوب بحبك يا نور عين آيوب.

انساقت معه بسحابة وردية، جعلتها تتمنى قربه ولا تعلم لما يتراجع دومًا من إتخاذ هذا القرار، ابتعد وتهيئ لفتح باب الغرفة، وخرج لفارس الذي يناديه، انحنى تجاهه وسأله بابتسامة واسعة:
_أيه اللي خلاك تسيب الاحتفال وتنزل يا فارس؟ يونس هيخلص الحلاويات لوحده.

أجابه الصغير بخوفٍ:
_بابا وعمو إيثان بيتخانقوا!

عبث بخصلات شعره ببرود:
_سيبك منهم شوية وهيتصافوا.

وسحب من جيب بنطاله بعض المال ثم قدمه له يخبره:
_إنزل اشتري عصير وبسكويت ليك، واطلع على طول يا فارس.

هز الصغير رأسه بفرحة وطبع قبلة على خد آيوب ثم هرول للاسفل بسعادة.
**
تمددت على الفراش بتعبٍ شديد، يجتاح الألم جسدها بأكمله فيصيبها بشعورٍ قوي بقربها من الموتٍ، ليته يتمكن منها فوالله لن تقاومه، ستسلم روحها إليه بكل صدر رحب.

أغلقت جفونها تحرر دموع قهرها وهي ترى "ليلى" تقرب صغيرها إليها، وتخبرها بشفقةٍ حتى أنها تستطيع رؤية الدموع تتلألأ داخل مُقلتيها بوضوحٍ:
_صبا حبيبتي حاولي تقومي عشان تأكلي الولد، بيعيط وشكله يا حبيبي جعان.

أغلقت جفونها باستسلامٍ للنوم بعد مجهودًا شاقًا بذلته بالفرار من مكانٍ كان سيجمعها به مجددًا، بالرغم من ألم قلبها لترك الصغير باكيـًا.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

08 Nov, 20:34


#صرخات_أنثى..(#حبيبتي_العبرية.)
#الفصل_السادس_والستون.

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات"شهد ياسين"،"شيماء صابر"،"عائشة بن عزيز"،"نورهان جمال"،"إيمان صلاح"،"أسماء جمعة"،"نوال زعاترة"،"نهى عماد" ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

ها قد شارف القمر ببداية ليله، وما زال يجوب بسيارته الطرق، حائرًا لا يعلم إلى أي وجهة سلكتها فيذهب للسؤال عنها، خمس ساعات متواصلة يسير بلا أي هدف، وكأنه هو التائه بين تلك الزقاق، عساه فقد ذاته بين إحدى الزقاق والأرصفة.

أوقف سيارته على جانبي الطريق، وفتح بابها يخفض ساقيه للخارج ويميل على الجزء الجانبي منها برأسه، انهمرت دموعه من شدة العجز، وكلما جابه بأنها بمفردها الآن ببلدٍ غريبة موحشة يؤلمه قلبه، ترى كيف حالها وحال صغيره؟ ترى ماذا تفعل الآن وهي وحيدة؟ ماذا عن جرحها الحديث وماذا عن جرح قلبها النازف؟!!

يشعر الآن بقمة ضعفه وهو الذي لم يكن يومًا ضعيفًا، هو نفسه الشاب المكافح الذي تغرب منذ صباه لأجل عائلته، لطالما كان رجلًا مسؤولًا، يتعلق برقبته مسؤولية والدته وعائلته وزوجته، فكيف السبيل لراحةٍ وهو فقد أحد الاشخاص العالقون برقبته؟! كيف السبيل للراحة هذة زوجته وهذا ابنه؟!!!

_آآآه!
صرخة موجوعة تحررت منه وسقط بعدها أرضًا أمام سيارته يبكي كالطفل الصغير، بكاءًا متواصل لو استمع إليه الجاحد لضمه لصدره من شدة تأثره به.

ماذا يفعل وقد خسر زوجته، ابنه، أخيه!! يا ويل قلبه المسكين من شعور ألمٍ لم يكن ليختبره بإرادته يومًا.

جذب "جمال" هاتفه، يتطلع لصورتها، هو اليوم محظوظ وله كل الحظ، يتذكر بالماضي أنها كانت تطالبه دومًا بالتقاط صور لها برفقته، وكم كان أحمقًا حينما كان يتذمر وينعتها بالتفاهةٍ، وبتلك المرات نجحت باستمالته لالتقاط تلك الصورة الوحيدة التي آرسلتها لهاتفه بالآجبارٍ، ها هو اليوم ممتن لذلك!

مرر إبهامه على ملامحها المشرقة جواره، رغم انزعاجه مما تفعله والمعكوس بالصورة، راح يخاطبها بآنينٍ قاتل:
_آسف، حقك عليا من اللي عملته! أنا آسف إني حطيتك في الموقف ده! آسف إنك بسببي موجوعة ومش عارفة تروحي بابننا فين!

وتابع وكأنها قبالته تستمع إليه:
_بس عشان خاطري إرجعي، إرجعي يا صبا! إرجعي وشوفي ذنبك وهو بيخلص مني، إنتي عارفة أنا من شوية روحت المكان اللي بيسهر فيه الكلب نعمان واتفقت مع اللي هيجبلي حقك منه، بكره هتشوفي بنفسك حقك وهو بيرجع، مفضلش غيري إرجعي وخدي حقك مني!!!!

ضم الهاتف لصدره وانهمر باكيًا، يتمنى أن يريحه الله من هذا العذاب، فأتاه هاتفه يصيح برنينه للمرة الثلاثون برقم "يوسف"، فأغلق" جمال" هاتفه نهائيًا ليتخلص من ضجته، وهو بحالة لا يحتمل بها سماع صوت نسمة الهواء!
**
دفع "يوسف" حساب الأغراض التي اشتراها، شكر البائع وحمل الاغراض وخرج يتفحص هاتفه بخوفٍ، وحينما وجد الهاتف مغلق، اتصل بعُمران الذي أجابه بعد المرة الرابعة:
_خير يا يوسف، مش قايلك مترنش عليا وإنسى الحوار ده خالص، أنا كلها ساعتين وهكون في المطار ولو عملت أيه مش هتراجع عن اللي في دماغي.

اندفع يخبره قبل أن يغلق الهاتف بوجهه مثلما يفعل:
_جمال مختفي ومش عارف أوصله، حالته مخيفة وممكن يأذي نفسه، عُمران مهما حصل بينكم ده أخوك متسبهوش يا عُمران، بالله عليك!

هدأت وتيرته حينما لمس بحة حزنه وإنكساره، فقال بهدوء:
_متخافش يا يوسف، أنا باعت رجالة وراه من أول ما خرج من مكتبي، هخلي واحد منهم يبعتلك موقعه، هو كويس اطمن.

وتابع بارتباكٍ يخفي من خلفه حزنه:
_متزعلش مني إني مبردش على مكالماتك، أنا محتاج أكون لوحدي فترة صدقني اللي بعمله ده عشاني وعشان جمال، لو فضلت هنا هفارقه بجد وأنا مش عايز ده يحصل.

مسح وجهه بضيقٍ، واضطر بالحديث برزانة:
_زي ما تحب يا عُمران، المهم تكون كويس ومرتاح، خليهم يبعتولي موقعه.

أغلق الهاتف ووضع الاغراض المنزلية والادوية بشنطة السيارة ثم قادها متجهًا لشقة "ليلى" القديمة.
**
فتح "يونس" باب منزله، متذمرًا من الطارق الغليظ الذي لا يكف عن ضرب الجرس، فوجد "إيثان" يقف قبالته يطالعه بوجهٍ متخشب، ولج للداخل وصفق الباب هادرًا:
_مش عايزين النهاردة عدي علينا بكره.

عركل قدمه بفاصل الباب، ودفعه للداخل بكل قوته، فسقط يونس على الحائط من خلفه بينما تابع إيثان طريقه للداخل بآليةٍ تامة، صفق يونس الباب بعصبية وتابعه للداخل يصيح:
_داخل زريبة إنت!!!

واستطرد ببسمةٍ خبيثة:
_أنا كنت عايز أحميك من الصدمة العصبية اللي هتاخدها لو دخلت بس وماله، ابن حلال وتستاهل.

ولج للردهة فإذا به يتوقف فجأة، ليستدير تجاه يونس المبتسم من تأثير المشهد عليه، فتخطاه واتجه للأريكة حيث يجلس فارس الذي يحمل كرتون الشوكولا الفاخر يتناولها بنهمٍ.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

02 Nov, 20:43


تسللت البرودة لأطرافه، عدة مشاعر ضربته في مقتلٍ، لم يعتاد يومًا طرده من بابه، ولكن ما فعله يرغمه على ذلك، فتنحنح ليخرج صوته جامدًا رغم أنه يتخبط من الداخل:
_شوف طلبات البشمهندس من عندك، أنا مشغول.

ظنه سيقتنع بما سيخبره به، ولكنه تفاجئ به يقتحم مكتبه، ومن خلفه حسام الذي يهتف بخوف منه:
_مينفعش كده يا بشمهندس، قولت لحضرتك الباشا مش فاضي.

رفع عينيه له بصعوبة، وأشار له ليغادر، تقابلت أعينهما لفترة قصيرة، سحبها عنه عُمران وجذب قلمه يدعي انشغاله بتوقيع الاوراق من امامه، وهو يقول بجمودٍ:
_لو في حاجة خاصة بشراكتنا تقدر تخلصها مع حسام برة.

تماسك قبالته وقال بصوتٍ منكسر:
_شراكة أيه!! أنا ميهمنيش غيرك.

وردد بما جعل عُمران مندهشًا:
_مكنتش عايز تشوفني يا عُمران؟

قال ومازالت عينيه تتابع الملف بثباتٍ عجيب:
_لأ.. مش عايز أشوفك يا جمال، ويا ريت تتفضل لو سمحت لإني مش فاضي.

اقترب إليه وكأنه لم يخبره بالخروج، واستند على مقدمة المقعد الأسود، يقول بنبرة وضع بها حزنه كله:
_صبا هربت بالولد من المستشفى ومش عارف أوصلها.

رمش بعدم استيعاب لما يستمع له، وقال متناسيًا حزنه:
_هربت ازاي!!! وهتروح فين وهي ملهاش حد!!

رفع كتفيه بقلة حيلة:
_مش عارف!

ضيق رماديته وهو يحيطه بنظرةٍ ساخرة:
_وكنت مستني أيه منها بعد اللي عملته؟

رفع عينيه له، يتمعن بلقائه، متعمدًا التباطئ بحديثه:
_آسف.

_متنفعش!!
نطق بها بعصبية منفعله وأضاف بنفس الحدة:
_قولتلك خلصت مش مصدق ليه؟

تحرر غضبه المكبوت وبصراخ هيستري قال:
_متقولش خلصت دي!! يعني أيـه خلصت؟ أنت أخويا مش صاحبي عشان أزعلك تتقمص مني وتقطع علاقتك بيا، طبعًا متقدرش تقول الكلام ده لدكتور علي لإنه أخوك من لحمك ودمك لكن أنا بالنهاية جمال صاحبك مهما تظاهرت قربنا من بعض!

واقترب منه يتمعن بعينيه، يقابله بكل ألمٍ حمله داخله:
_هتنهي صداقة السنين دي كلها عشان غلطت! كنت فاكرك هتعاقبني على اللي قولته، هتثور في وشي وتخرج اللي جواك بس أخر حاجة توقعتها إنك تكون جبان وتهرب من مواجهتي بسفرك!

شقت بسمته المتألمة طريقها لثغره، فمال إليه يحدجه بنظرة أشعلها الغضب:
_إنت باللي عملته لا حصلت تكون أخويا ولا حتى صديق! ، مش فارق معايا إذا كنت وقتها مغيب عن الوعي ولا لأ، اللي فارق معايا وجعي اللي عمره ما هيخف!!! جمال إنت كشفت عيوبي اللي ربنا سبحانه وتعالى سترها، عايرتني بكل الوحش اللي مريت بيه!! وفوق كل ده اتهمتني بالخيانة ومع مين مع مراتك!!

وتابع وهو يشير على باب مكتبه:
_امشي يا جمال، مراتك أولى بلحظات ندمك مني، روح دور عليها واعتذرلها، متسبهاش غير لما تتقبل وجودك في حياتها، وسبني ألم الجرح اللي كنت السبب فيه.

أدمعت أعينه حزنًا، أنكس رأسه وإتجه ليغادر بعدما خُذل على يديه، فتح الباب وقبل أن يغادر استدار يراقبه، فتهرب عُمران من لقاءٍ مؤلمًا، يفيق داخله آنينًا لا يحتمله.

انهمرت دمعة من عين جمال، وبنبرته المبحوحة قال:
_هتتخلى عني يا صاحبي؟

شدد جفونه عنفًا، ساحبًا أطول نفسًا قد يمنحه بعض السكينة، ابتلع عُمران ريقه الجاف وقال وهو يجابه نظراته المنهزمة:
_عُمران الغرباوي عمره ما أتخلى عن اللي منه يا جمال!

واستطرد بوجعٍ بدى عليه لمرته الاولى:
_إنت اللي اتخليت وبعت كل حاجة.

لف مقعده ليوليه ظهره:
_امشي يا جمال، امشي وسبني لحد ما اتعافى من اللي عملته.

واستكمل ورأسه ينحني قليلًا:
_من فضلك سبني لوحدي.

جر أذيال خيبته وخرج مهزومًا، فقد كل شيءٍ بلمح البصر، ضغط عمران على زر الهاتف وردد بصوتٍ متحشرج:
_حسام احجزلي على أول طيارة نازلة مصر حالًا!
......... يتبع........
#صرخات_أنثى...
#الاقوى_قادم.

حبيباتي وحشتوني اوي اوي والله، معلش الفصل صغير بس انتوا عارفين يدوب بحرك ايدي والله الكتابة صعبى عليا اوووي بس مهنش ابعد اكتر من كده، دعواتكم شهر، ١٤ يعدي على خير، خايفة منه اوي لاني هكون مضغوطة فيه، مش عارفة هقدر اوقف الرواية فترة الاسبةعبن دول ولا لا، بس حتى لة هنزلكم كل اسبوع فصل صغير لحد ما اعدي الفترة دي واوعدكم هعوضكم والله، متزعلوش مني غصب عني دي مسؤوليات مفروضة عليا ولازم اكون قدها، بس زي ما وعدتكم لو كل اسبوغ عملتلكم فصل صغير لحد ما اقولكم خلاص يلا نرجع

بعتذر لو فب اخطاء املائية بالفصل، انتوا عارفين بقى، دعواتكم الغالية، متنسوش تصويت الواتباد، ولو بتابعوا فيس متنسوش اللايك.. متنسوش كمان اني هنشر ليكم نوفيلا قريب كاملة تبع احتفالية صديقة غالية ودي من ضمن التزاماتي، بحبكم في الله
**____****

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

02 Nov, 20:43


فور نطقه لاسمها احتشد الغضب جيوشه وهاجم الأخير، هادرًا بخشونةٍ:
_اسمها ام فارس، متنطقش اسمها على لسانك بدون ألقاب يا بن الشيخ مهران.

وتابع بنفس الابتسامة كأنه يتلبس شخصين بجسده:
_وبعدين مين قالك إني واقع في غيرها؟ حرام الواحد يقع في حب طليقته!!! كان نفسي أقولك مراته بس مش هتركب لإن هيبقى فيها تعابير تانية!!

ضحك بصوته الرجولي الجذاب، وقال:
_ومالو يا معلم يونس يفرحنا إنك تكون مبسوط وسعيد.

هدأت ابتسامته وتنحنح يقول بتوتر:
_ده بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل الدكتور علي، أنا من ساعة ما خديجة دخلت المستشفى وأنا بتواصل معاه يا آيوب، ولولاه مكنتش هقدر أسامحها ولا هديها فرصة تانية، أنا عارف إنك السبب في مجيته هنا وآ..

قاطعه آيوب ليرفع عنه الحرج:
_متتكلمش في اللي فات يا يُونس، المهم دلوقتي وبكره، أنا كنت سبب وضعه ربنا سبحانه وتعالى عشان تتعرف على دكتور علي.

ابتسم بمحبة له وما كاد بضمه لصدره حتى انتفضوا معًا على صراخ أحد العمال الذي سقط بين براثين "كابتن إيثو" كما يلقبه "آيوب"
**"
لم يترك إنش بالمركز الطبي الا وبحث عنها فيه، كاد أن يصيب بالجنون، فلم يجد الا اللجوء لعلي، صعد "جمال" لمكتب "علي الغرباوي"، طرق بابه وولج يخبره وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة:
_دكتور علي أرجوك ساعدني، مش لاقي صبا!

نزع عنه نظارته الطبية ومنحه نظرة غامضة، ثابتة، وبهدوءٍ مدروس قال:
_مش لاقيها ازاي يا جمال؟

تعالت أنفاسه داخل صدره، فحاول تنظيم تنفسه وهو يخبره:
_سبتها هنا لحد ما أجبلها هدوم ورجعت ملقتهاش في الاوضة لا هي ولا الولد.

سادت معالمه الحزن وهو يستطرد:
_أكيد أخدت ابني وهربت بعد اللي عملته فيها..

ترك علي محله وإتجه إليه يقرب منه المقعد:
_طيب اهدي واقعد.

نفى ذلك مشددًا على قوله:
_لا أنا عايز من حضرتك خدمة، لو نقدر تشوفلي الكاميرات، لو خرجت من هنا أكيد هتكون سجلت،على الأقل هعرف خرجت ازاي ومع مين او ركبت عربية نمارها أيه،من فضلك ساعدني!

نصب عوده يضع يديه بجيوب زيه الخاص:
_هسمحلك بده طبعًا لو هيساعدك...ثواني.

وإتجه لمقعده مجددًا ثم عبث بالحاسوب من أمامه بخبثٍ وجملة"يوسف" تتردد إليه.

«عايز من حضرتك خدمة يا دكتور علي، الكاميرات جايباني وأنا خارج مع صبا دلوقتي،من فضلك أحذفها بسرعة لإن جمال ذكي وأول حاجة هيدور فيها هي السجل!»

لف الحاسوب إليه يخبره بجدية زائفة:
_اتفضل يا جمال، الجهاز كله تحت أمرك.

انحنى تجاه الطاولة يبحث بلهفة عساه يهتدي لأي معلومة تدله عليها، عاد محل جلوسه يردد بحزنٍ:
_مش باينه في أي لقطة!

ضم يديه يستند بها على ذقنه، مدعيًا تفكيره العميق:
_يمكن خرجت من الباب الخلفي للمركز، مفيش هناك للاسف تغطية بالكاميرات.

تملكه العجز وجعله يبدو أكبر من عمره، فخرج صوته مبحوحًا:
_صبا أخدت قرارها ونفذته، جيه دوري أتحمل قسوة العقاب لإني أستحقه!
**
أصر أن يوصلها للأسفل بنفسه، واطمئن أنها صعدت بالسيارة برفقة السائق، انحنى عُمران للنافذة الخلفية للسيارة وقال بابتسامته التي نجحت بأن تخفي وجعه:
_متقلقيش يا حبيبتي، أوعدك هدية عيد ميلاد آدهم هتكون موجودة قبل عيد ميلاده، إنتِ لجئتيلي وأنا عمري ما أخذلك.

اتسعت ابتسامة شمس فرحة، فمسدت على يده المسنود على النافذة وقالت بحماسٍ:
_كنت واثقة إنك الوحيد اللي هتساعدني، ذوقك وأفكارك في حتة تانية يا ميرو.

اعتصر، شفتيه معًا:
_ميرو تاني!! امشي يا شمس أنا هتصل حالًا بباريس وهلغي الأوردر!

خرجت من نافذة السيارة تتعلق برقبته:
_لا خلاص Sorry مش هدلعك تاني لحد ما تجبلي الهدية.

قبل رأسها ويدها المتعلقة به، قائلًا بمزحٍ:
_أنا مش ضد الدلع نهائي، بس مش عارفين نختار اللي يخدم الشخصية اللي قدامنا يبقى بلاش مته يا شمس!!

وبمكرٍ أضاف:
_أقولك دلعي آدهم، وزيدي في الدلع على قد ما تقدري يمكن ربنا يكرمنا جميعًا ونتلم في محكمة الأسرة.

عبست بعدم فهم لحديثه، فسألته ببلاهةٍ:
_هنروح محكمة الأسرة ليه أنا فرحي في قاعة بالقاهرة!!

منع ضحكة بالانفلات منه وقال وهو يعيدها لمقعدها برفق:
_يلا يا حبيبتي إتاخرتي وشغلتيني عن المكالمات اللي عندي.

جلست محلها تودعه ببسمة هادئة، بينما أشار للسائق بصرامة:
_خد الهانم للبيت، وخلي بالك وإنت سايق.

هز السائق رأسه في طاعةٍ وانطلق على الفور، بينما صعد عُمران للأعلى ليستكمل عمله قبل أن يستعد لسفره اليوم.

استكان بمكتبه وابتسامة شامتة تحيط شفتيه، بعدما تلقى فوق السبعة عشر رسالة شكر من العملاء، سحبوا المشاريع وأودعوها إليه، ليدق أول مسمار بنصل "نعمان الغرباوي".

صدح صوت السكرتير بالسماعة الجانبية يخبره:
_بشمهندس جمال برة وعايز يقابل حضرتك.

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

02 Nov, 20:43


_دكتور علي، عايز منك خدمة!!
***
احتل مقعد مكتبه، يحجب عينيه خلف نظارته السوداء، ومن خلفه يسرع سكرتيره الخاص، فإذا به يخبره دون أي مقدمات:
_بلغ العملاء اللي جيهم من فترة تبع "نعمان الغرباوي" إننا قبلنا عروضهم، وبسعر أقل من اللي بنشتغل بيه.

برق "حسام" مندهشًا من تغير رأيه، فتساءل بحيرةٍ:
_حضرتك متأكد من قرارك ده؟

بفظاظة أجابه:
_لا مستني أخد إذن سعاتك! روح نفذ اللي قولتلك عليه بدون رغي كتير.

تأكد بأنه اليوم خارج هدوئه، فهرول للخارج ينفذ ما طلب منه، فور خروجه نزع "عُمران" نظارته السوداء ولف بمقعده للجانب المعتم من الشرفةٍ، فإذا بدقات خافتة على باب مكتبه وصوت أنوثي رقيق يتساءل على استحياءٍ:
_ممكن أدخل؟

نهض عن مقعده يردد بفرحةٍ مطعمة بعدم تصديق:
_شمس!!

وإتجه إليها يفتح ذراعيه، فانزوت بينهما وهو يضمها بحبٍ:
_أيه المفاجأة الحلوة دي!

اتجهت للمقعد المقابل إليه، تخبره باستياءٍ:
_مهو أنا مبقتش عارفة أتلم عليك قولت أجي أشوفك.

نزع جاكيته واتجه للبراد الصغير يجذب زجاجة معلبة من العصير، وعاد يضعها قبالتها قائلًا:
_نورتي الدنيا كلها يا حبيبي.

التقطت ما يقدمه وارتشفته بامتنانٍ:
_قلبي يا ميرو.

رفع حاجبه بغضب جعلها تعيد تعديل ما تفوهت به:
_مش هدلعك تاني بس بلاش البصة دي.

منحها ابتسامة هادئة وقال:
_شمس هانم تعمل اللي يعجبها.

أحاطته بنظرةٍ مشككة، وتساءلت:
_من أمته ده!!! إنت كويس يا عُمران.

إتكأ على الأريكة الصغيرة الفاصلة بينهما، وجذب طرف الحجاب الذي تثبته بإبرة صغيرة على كتفها، حرره ليغطي صدرها، متخذًا شكل الخمار، وعاد يثبت الأبرة بطرف فستانها مرددًا بابتسامته الجذابة:
_كده أحلى.

تمعن بعينيه الحائرة به وقال:
_أنا كويس يا شمسي، إطمني.

ونهض يتجه لمقعده الاساسي، مضيفًا بخبثٍ:
_بالمناسبة مش عايزة حاجه من مصر، يعني لو في جواب غرامي لحضرة الظابط موافق أوصله في سبيل الزيارة الجميلة دي.

مالت للأمام تستند على حافة مكتبه، وتساءلت بصدمة:
_إنت مسافر مصر!!!
***
_هو إنت مبتفهمش يالا!! بقولك نزل الخلاطات دي من الرف ده مش عجبني منظرهم كده يا أخي أنا حر!!!!

تحرر صراخه بين العمال، فمنذ أن أتى وهو يصيح دون توقف، تزداد انفعالاته إن رأى أحد العمال يجلس دون عملًا.

لف العامل إليه وسأله بارتباكٍ من غضبه الثائر:
_شوف كده يا معلم، مسحت كل الريش بتاعت المراوح، مسبتش مروحة غير، لما سنجفتها.

استدار "إيثان" الغاضب إليه، يحدجه بنظرة صارمة:
_أيه معلم دي شايفني واقف في سوق الخضار!! ما تظبط يا جدع بدل ما أقل معاك.

ابتلع ريقه الهادر بتوترٍ وقال:
_حقك عليا يا كابتن، تؤمر بحاجة تانية؟

أشار لوجهة المحل بضيقٍ:
_امسحلي ازاز المحل كله، عايزك تشوف قفاك فيه وبسرعة.

هرول العامل للخارج، بينما وقف إيثان يتابع الجميع بأعين مشتعلة، حتى سقطت على "يونس" الذي يتابعه من غرفة مكتبه بابتسامة شامتة
وضع "إيثان" يديه حول خصره وحدجه بنظرةٍ مغتاظة، واستدار يصرخ بالعمال هادرًا:
_حـــــاســـب يابنـــــــي على التلاجة هتتتخدش يا طــــــور!!

مر آيوب من جواره منصدمًا من سبه للعامل، فابتلع ريقه بتوترٍ وهو يشير لابن عمه هامسًا:
_هي الحالة اشتغلت عنده؟؟

أشار الأخير له بإبهامه مؤكدًا ذلك، كاد أن ينفد بجلده من عرينه الا أنه انتبه له فقال بتهكمٍ:
_نعم جاي هنا ليه يابن الشيخ مهران؟! موركش مذكرة ولا أيه!!

ارتعب آيوب فور رؤيته لعينيه الحمراء، فجاهد لخروج صوته:
_جاي ليونس أشوفه.

زوى شفتيه ساخطًا:
_ده مكان أكل عيش مش حضانة هي!!

ردد بخوفٍ من حالته الغير طبيعية:
_لو مضايقك أطلع أستناه فوق عادي.

رفع يونس صوته ليلفت انتباه آيوب:
_تعالى يا آيوب، واقف عندك ليه؟

صوته كان نجاة صريحة له من الوقوع بالشرك، هرع لداخل الغرفة وأوصد النافذة الزجاجية المطلة على إيثان، ثم أسرع للمقعد يتساءل:
_أيه اللي مخليه بالشكل ده اتخنقتوا؟!

هز رأسه نافيًا، واجابه ببسمة واسعة وهو يرتشف من كوب قهوته بتلذذ:
_اتعلم عليه.

تسللت الدهشة لتعابيره:
_من مين؟!

ضحك وهو يخبره:
_بنت خالته رفضته وختمت قفاه، وبصراحة اتكيفت أوي وهو راجع معايا بالبوكيه والشوكولاته، أصله كان مالي ايده منها أوي.

وتابع بسخرية مضحكة:
_كان مفكر هيلف لفته المنحرفة ويرجع يلاقيها لسه مستنياه وتقوله شوبيك لوبيك!! غبي هو طول عمره مفيش جديد يا بوب!

طالعه بنظرةٍ سعادة، كلما رأى الضحكة تصل لشفتيه تحفه الفرحة والسعادة، فمال للمكتب قبالته يسأله بمشاكسةٍ:
_وإنت أيه اللي مروق مزاجك كده، اوعى تكون بتلعب بديلك؟

أجابه ومازال هائمًا بكوب قهوته:
_حب جديد.

جحظت عين آيوب وصاح:
_حب أيه؟ وخديجـة؟!!!

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

02 Nov, 20:43


اقترب منها بعينيه الغارقة بالدموع وقال يستجديها:
_أنا مقدر كل اللي هتقوليه وهتعمليه وجاهز لأي حاجه، هنزل أدفع الفلوس وهخرج أشتريلك لبس كويس نرجع بيه بدل لبس المستشفى ده وهعملك كل اللي انتِ عايزاه يا صبا.

وتركها وخرج يخفي دموعه المنهمرة على خديه، راقبت "صبا" الباب بنظرة قاتمة، وعزيمتها تتضاعف بما تريد فعله.

شملت الصغير بنظرةٍ حزينة ونهضت تتفحص ملابسها، كانت ترتدي ما يشبه المريال معقود من الخلف بعدة أربطة، يصل لنهاية قدميها.

استندت على الحائط تحاول التغلب على ذلك الوجع الذي هاجمها بقوةٍ، حتى وصلت للمرآة، جذبت "صبا" الجلباب الأسود الخاص بها، كان مازال يحتفظ بدمائها، وخزت ألمًا حينما تفرد إليها ذكريات تتمنى أن لو كان أصاب رأسها بضربة أفقدتها الذاكرة فتنسى ما فعله بها.

ارتدت جلبابها المفتوح فوق مريول المشفى، وعقدت حجابها جيدًا، ثم حملت صغيرها وخرجت بخطاها المتهدجة، تراقب الطرقة الخارجية بتمعنٍ، فما أن وجدت الطريق خالي حتى تسللت للخارج مستخدمة المصعد لعدم قدرتها على هبوط الدرج.

ضمت بطنها وهي تئن بوجعٍ هاجمها مع أول خطوات لها، ولكنها وإن تعرضت للموت لن تتوقف الا بالفرار من هنا، ما تعرضت له على يديه يحتمها على البعد.

توقف المصعد بالطابق الاخير، فخرجت تحمل صغيرها بيد وباليد الاخرى تضم جرح بطنها بألمٍ، تثاقلت خطواتها وتباطئت من فرط وجعها.

ارتكنت على الدرج الخارجي وانهمرت دموعها وهي تردد دون توقف:
_يا رب.

مال رأسها على ذراعها المستند على درابزين الدرج الخارجي ودموعها لا تتوقف، فإذا بصوتٍ رجوليًا يقتحم الصمت المغلف من حولها:
_مدام صبا!!

رفعت رأسها تتأمل الواقف أمامها، فتفاجئت ب"يوسف" يقف قبالتها، تعجب من رؤيتها بتلك الحالة، فوزع نظراته بينها وبين خط الدماء البارز من ثيابها.

شددت من تمسكها بابنها، وطالعته بنظرةٍ مرتعبة، صعد يوسف الدرج يطالعها بصدمة بعدما تحلل له موقفها، فسألها بريبة:
_ إنتِ راحة فين بالوقت ده؟

أجابته وهي تستند على الدرابزين وتحاول استكمال طريقها للأسفل:
_مالكش دعوة بيا.

لحق بها واقترب على بعدٍ قريب:
_مدام صبا إنتِ بتنزفي، من فضلك خليني أشوف جرحك.

ردت عليه بعصبية بالغة:
_مالكش دعوة بيا، أنا مستحيل هقعد هنا ولا هراجع معاه تاني، كفايا اللي عمله فيا كفايا!!

تفهم حالتها وصدقًا تمتلك كل الحق، هبط من خلفها وحاول ايقافها قائلًا بهدوءٍ:
_طيب ممكن تسمعيني، صدقيني أنا ميهمنيش غير مصلحتك إنتِ والولد بس فكري فيها بالعقل، هتخرجي من هنا تروحي فين؟

نجح باستمالتها للحديث، فوقفت محلها تتطلع للفراغ بكسرةٍ وقلة حيلة، هي الآن مغتربة، وحيدة، في بلدٍ غريبًا عنها، لا تمتلك المال ولا حتى جواز سفرها، وفوق كل ذلك تحمل بين يدها طفلًا صغيرًا.

استغل يوسف نقطة ضعفها الظاهرة بمُقلتيها وتابع بمكرٍ:
_طيب إنتِ جاهزة تتحملي أي ظرف هتواجهيه بره الولد ده ذنبه أيه؟

قابلت عينيه بدموعٍ الحسرة والقهر، ورددت:
_لو هموت أنا وهو أهون ألف مرة إني أرجعله تاني.

هز رأسه متفهمًا، واضاف يطمنها:
_وأنا معاكي، جمال غلط ولازم يتعاقب، بس لو تسمحيلي أساعدك عشان خاطر الولد.

زوت حاجبيها باستفهامٍ، فأضاف موضحًا:
_دكتورة ليلى كانت قاعدة في شقة صغيرة قبل جوازنا، هخدك إنتِ والولد تعيشوا فيها وأوعدك إني عمري ما هقول لجمال حرف، لحد ما تقرري إنتِ أنه يعرف مكانك.

تمكن منها التعب وصغيرها بدأ ينزعج من برودة الجو، فاقترب يوسف يلتقطه منها وهو يستطرد:
_فكري في الولد، هيتبهدل معاكي وهو مالهوش ذنب!

راقبته وهو يحمل الصغير ويداثره بجاكيته الجلدي بحنانٍ، فأخبرته بسخرية شملت ألمها النازف:
_مش خايف إنه يفكر إن في حاجة بيني وبينك إنت كمان؟

شعر بما تخفيه داخلها، يبدو أن رفيقه سيعاني عمرًا كاملًا ليحصل على السماح منها:
_مدام صبا أنا عارف إن جمال غلطه كبير، بس صدقيني مكنش في وعيه، أنا عايز أساعدك عشان الولد فتأكدي إني في صفك إنتِ مش هو.

وتابع يبعث لها الطمأنينة:
_كمان ليلى مش هتسيبك هتكون معاكي على الأقل الفترة دي لحد ما تقومي بالسلامة.

ومال بجسده لليسار، يجذب مقعد متحرك، قربه لها وقال:
_ثقي فيا وصدقيني مش هخذلك.

كانت قليلة الحيلة، لا تملك رفاهية الاختيار، وربما ساهم بكاء صغيرها باتخاذها القرار السريع، فمالت بجسدها بتعبٍ وجلست على المقعد.

انحنى "يوسف" يضع الصغير فوق قدميها، وانجرف بالمقعد للجهة الاخرى من الدرج المخصص لاستخدام مثل تلك المقاعد.

دفعها للاسفل واتجه بها لسيارته، عاونها بالصعود بالمقعد الخلفي وقدم لها الصغير، ثم وقف خارج السيارة يرفع هاتفه، طالبًا أحد الارقام وما أن أتاه الرد حتى قال بغموضٍ:

قصص وروايات بقلم ملكة الإبداع آية محمد رفعت

02 Nov, 20:43


#صرخات_أنثى (#حبيبتي_العبرية!..)
#الفصل_الخامس_والستون

(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "ياسمين رجب"،"اسراء إسماعيل"،"مارو ميرو"،"ام مكة مصطفى"، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

ضمت صغيرها لصدرها بحمايةٍ فور سماعها لصوته، مالت رأسها جانبًا وهي تتمنى أن لا تلمح وجهه مرة أخرى بحياتها، مجرد سماعها لصوته يجعلها تنفر منه بشكلٍ مخيفًا، فماذا لو لمحته أمامها؟!!

ابتلع مرارة العلقم بفمه، بتلك اللحظة فقد خبرته بالحديث، حتى حديثه المرتب بعناية طيلة الطريق تساقط عن لسانه، ما فعله بها أفقده الحق حتى بالاعتذار، ومع ذلك قال بندمٍ إختزله:
_أنا عارف إن غلطتي متتغفرش، بس عشان خاطر ابننا اديني فرصة تانية يا صبا.

ضمت صغيرها بقوةٍ ومازالت تتطلع للفراغ، جسدها ينتفض بعنفٍ، يقسم بأنه يستمع لخفقات قلبها من محل جلوسه، استمر "جمال" بحديثه، فأجلى أحباله الهادرة بصعوبة:
_أنا ظلمتك كتير، والمرادي ظلمي ليكِ ميشفعلوش كلمة إعتذار، بس أقسملك بالله إني قبل ما أوجعك أتوجعت، قبل ما أمد إيدي عليكِ إتمدت عليا ونهشت فيا، صبا أنا مش هبررلك ولا هقولك إني مكنتش في وعيي لإن بالنسبالي مش هتفرق انا بالنهاية غلطت ولازم أتعاق، أنا راضي وقابل منك أي عقاب.

واستطرد ودمعاته قد تحررت على وجهه دون ارادة منه:
_لو هيريحك إنك تكسريني فأنا راضي، لو يريحك إنك توجعيني زي ما وجعتك قابلها ، بس متبعديش عني يا صبا، اديني فرصة أصلح من نفسي ومن العلاقة اللي كنت السبب إنها وصلت لهنا.

مالت بجسدها للاتجاه الأخر من الفراش، زحفت حتى وصلت للسرير الصغير الموضوع جوارها، تركت الصغير به وداثرته جيدًا وعادت تجلس على أول الفراش موالية ظهرها له.

نهض جمال عن المقعد، ولف حول الفراش متجهًا إليها، انحنى أسفل قدميها يمسك يديها يفركهما بين أصابعه، يقربهما إليه يطبع قبلاته على، أطرافها بندمٍ وحرج من لقاء عينيها.

استطاعت الشعور بملمس دموعه على كفيها، كان يتمسح بها كالقطة الصغيرة، بينما هي جامدة كالصخرة، رفع وجهه إليها يحثها على الحديث:
_من حقك تعاقبيني وأنا قابل والله، اعملي فيا كل اللي إنتِ عايزاه.

وابتعد عنها ينزع عنه حزامه الجلدي، فاهتزت للخلف برعبٍ ظنًا من أنه سيبرحها ضربًا، فإذ به يجثو مجددًا ويمنحها حزامه قائلًا بقهرٍ:
_خدي حقك مني يا صبا، يمكن وجعي يخف!

ألقت ما وضع بيدها بعيدًا عنها كأنه قطع من زجاجٍ ستجرح كفها، استجمعت قوتها الواهنة وطالعته بنظرة مرت من جسده واخترقت شرفة قلبه المنكسرة، وبلسانٍ ثقيل رددت:
_طلقني.

كان يعلم بأنها ستطالبه بذلك، أمسك كفيها وتعمق بمُقلتيها التي تبتعد عن لقائه الغير محبب، وقال:
_مش هيحصل يا صبا، أنا ظلمتك فمستحيل هقدر أكمل حياتي وأنا شايل الذنب ده، لازم أكفر عنه وإنتِ في بيتي وعلى عصمتي.

وتابع وهو يتطلع للفراش الصغير بنظرة حنونة:
_وفي حضني إنتِ وابني.

سحبت يديها منه ورددت بابتسامةٍ مؤلمة:
_ابنك!! صحيح هو إنت عملت تحليل DNA ولا لسه؟ أصلي مش فاكرة بصراحة ده ابنك ولا لأ!!

ضغط بيديه على مرتبة الفراش من حولها فكادت بالسقوط عن الفراش، لولا احتمالها على مقدمته الخشبية.

هدأت انفعالاته رويدًا رويدًا، فنصب عوده مستكملًا ببحته الهادرة:
_يوسف قالي إنه هيقدر يتابعك وانتِ في البيت، هنزل أدفع مصاريف المركز ونرجع بيتنا يا صبا، وهناك هنتكلم ونتعاتب زي ما تحبي.

استندت على حافة الفراش ونهضت تقابله بوجعٍ رسم على ملامح وجهها:
_رجوع لبيتك ده تنساه، أنا عمري ما هدخل بيت شخص هني وداس عليا بعزم ما فيه، إنت بدل ما تغطيني عن عيون صحابك عرتني قدامهم يا جمال، خلتني مقدرش أرفع عنيا في عين أي حد.

وببسمةٍ رغم سخريتها طالها ألمًا مقهر:
_إنت حتى محطتش اللوم عليا وعليه، إنت لومتني أنا!!! إنت فضحتني قدامهم وكل ده ليه عشان غلطة صغيرة ارتكبتها بدون ما أقصد!!

واستطردت بصراخٍ أنثى احتسبت داخل معتقلًا بعد أن نُسبت إليها أكثر من جريمة ولم يستمع لها القاضي:
_العيون بتقارن يا جمال، الأم نفسها لما ابنها بيصاحب شخص مبتبقاش عايزاه يكون أحسن منه ولو قالت غير كده تبقى كدابة!

وببكاء تعالى صداه قالت:
_والله العظيم نظرتي ليه كانت إعجاب لأفعاله مش لشخصه، كان نفسي تتعامل معايا زي تعامله مع مراته، ولو مضايقك مقارناتي فانت شوفت بنفسك هو اتعامل معاها ازاي وإنت عاملتني ازاي، وجاي بعد كل ده تقولي نرجع بيتنا، بيت أيه!! مهو خلاص اتهد وبايدك!

واتجهت للفراش تستكين بجلستها حينما شعرت بألمٍ حاد يستهدف جرحها الحديث، تشير له:
_مش عايزة أشوفك تاني قدامي، وبطل تتكلم عن الولد إنه ابنك لانه مش ابنك وأنا بأكدلك ده.