_دي واحدة من قريبنا، ادخلي وأنا هنزل مشوار معاها وهرجع على طول.
سحبها معتز للاسفل دون سماع أي كلمة منها، زمت سدن شفتيها بتعجب وعادت للداخل، فوجدت الحاجة رقية تقف أمام السفرة ترتب الاطباق، وسألتها:
_كنتي بتعملي ايه بره يا بنتي؟
ردت عليها بحيرة:
_مش عارف خديجا ماشي مع واحدة كبيرة اوي ولابس نقاب زيها، وبتقول انه قريبتها راح معاه مشوار وراجع!
توقفت عن وضع الاطباق ورددت بدهشة:
_مين دي اللي خديجة نزلت معاها من غير إذن مني أو من الشيخ مهران!! دي عمرها ما حصلت!
وأضافت بصدمة:
_وبعدين هي ملهاش حد غير المرحومة أمها.
هرعت للشرفة تحاول لقطها بالحارة ولكن دون جدوى، فصاحت الى سدن بحزمٍ:
_هاتيلي الاسدال بسرعة!
**
جاب طرقات الحارة مغادرًا لزقاق حارة جمال البعيدة عنها بقليل، فاذا بهاتفه يعيد رنينه مجددًا، رفع عُمران هاتفه وقال ببسمة مشرقة:
_دكتور علي الغرباوي بيكلمني بنفسه! I can't believe myself. (أنا لا أصدق!)
_وبعدهالك يا عُمران!! كام مرة كلمتك ومردتش!! هو ده كان اتفاقنا؟
ارتكن على أحد الارائك الموضوعة جانبًا بالحي، وقال:
_حقك عليا يا علي إنت عارفني بعمل كل حاجة بمزاج.
_ومزاج جنابك مش جايبك تعبر أخوك الكبير!
_أوه، علي أنا مبسوط ومش حابب أتخانق ممكن!
=وأنا عايز أيه غير إنك تكون مبسوط ومرتاح؟
_واللي عايزه حصل، وجودي هنا ريحني صدقني، وحتى وأنا بعيد عنك بصمتك ملاحقاني من لندن لهنا.
=بحاول أفهمك بس للاسف دماغي مش مجمعة تركيبتك!
_سمعت اللي كان المفروض اسمعه.
وتابع بحزن:
_تعرف إن من كلام يونس حسيت اد أيه هو عانى! ويمكن أكتر مني.
علم مقصد حديثه فقال:
_ إنسان صبور وعدى باللي مفيش إنسان يقدر يستحمله، يونس نموذج لنماذج كتير اتوجعت في حياتها يا عمران، لازم تعرف إن مش إنت لوحدك اللي موجوع بالعكس ممكن يكون وجعك هين قصاد ناس كتيرة أوي، لو مقدرتش تتعظ من وجود ناس مبتلية زي يونس، اركب تاكسي وقوله وديني 57357،ممكن تكون بتتبرع بفلوس كتيرة بس لما تشوف اللي يوجعك هتعرف إن وجعك هين والله.
وقال يبدد حديثهما المؤلم:
_وبعدين إنت مش هتسحب عفاريتك عن شمس هانم ولا أيه؟
قال يجيبه بتعنت:
_ولا حتى بعد الفرح، عفاريتي هتفضل ملاحقها هي وحضرة الظابط لحد ما يخلع!
_خرج شمس من دماغك يا عمران، ووصل هديتها لادهم بهدوء
_مش هيحصل يا علي، الهانم مكلفاني أختارله هدايا على ذوقي، دي عمرها ما فجأتني بهدية واحدة متخيل؟
ضحك وهو يخبره بتهكم:
_وانت بيعجبك ذوق حد!! محدش يجرأ يجبلك هدايا لاننا عارفين مصيرها، مش حوارنا لخص ووصل الهدية.
باحتقان وغيظ قال:
_مش بالسهولة دي انا بسببها غيرت البرفيوم بتاعي، متخيل!!!
_غيرته ليه مش فاهم؟
_مهي الهانم طالبتني أجبلها نفس الماركة فاضطريت أجيب لجناب الرائد واغير أنا لنوع تاني، متخيل يعني بذكائك أني هحط نفس النوع بعد ما حد تاني يحطه!!!
انفجر بنوبة من الضحك وقال:
_لا ميصحش يا طاووس، دي متجيش بجميع المقاسات.
وتابع بجدية:
_المهم مايا مصممة تنزل معانا مصر، ومن ساعة ما مشيت منعت الاكل، أنا مش عايز حالتك النفسية تقصر عليها وعلى ابنك!
تنهد بضجر وقال:
_متقلقش هتصرف، وخلاص العمال بداوا ينضفوا قصر الغرباوي، قبل وصولكم هيكون جاهز لاستقبال فريدة هانم.
_الله عليك يا بشمهندس، أحبك وأنت بعقلية رجل الاعمال الناجح ده.
_مش دايمة لحد يا دكتور، دقيقتين كمان وهيخرجلك الطاووس الوقح، عندي انفصام في الشخصية بعيد عنك وعن السامعين.
مرت من جواره السيدة الملقبة ب(أم عزت) حيته ببساطتها:
_منور الحتة كلها يا بشمهندز، كده متعديش عليا أحضرلك غدا من اللي هو.
منحها ابتسامة وقال:
_من النجمة هتلاقيني عندك يا ست الكل، بس دلوقتي معزوم عند ناس حبايبي.
تابعت بمعزة حملتها اليه:
_هستناك سلام عليكم.
ردد السلام وابتسامته تتسع شيئًا فشيءٍ، عاد يضع هاتفه على آذنيه فاستمع لصوت ضحكات علي، الذي تساءل بصعوبة:
_مين دي يا بشمهندس؟
اجابه بحماس:
_أم عزت عرفني عليها آيوب، بس بتعمل أيه شوية فلافل وبتنجان يستهلوا بوقك يا دوك، ويمكن دي من أهم الاسباب اللي هتخليني أفضل في cairo.
وأضاف إليه:
_لما تيجي هخدك أكلك عندها مرة.
=إبعد عني يا عُمران، أنا مبسوط كده خليك في أكلك إنت، وأوعى تعرف فريدة هانم باللي قولته ده.
_مبسوط ازاي وإنت كده!! علي إنت لازم تلعب رياضة لانك sorry شبه خلة السنان .
=أنا مقتنع بنفسي وحابب نفسي كده، ركز في رياضتك واعتقني أنا وشمس لوجه الله.
_يابني الرياضة بتربي عضلات، جسمك حلو وإنت مهتم بيه بالأكل الصحي، فاضل بس تشيل حديد.
= الوقت اللي هشيل فيه حديد أقرألي فيه كتابين تلاته، فخليك في حالك وإترك حالي لحالي، وقبل ما ترغي كتير هقفل وشوفلك حل مع مايسان، يوسف مقلقني من حالتها، يلا سلام.