عامل أي يا صديقي؟
يمكن دايما مع كل بلاء أو فقد أو حزن بيكون في اعتراض حتى لو خفي من جواك، بيكون جواك سؤال اللي هو يارب ليه، ودايما بيكون في حكمة انت ممكن تعرفها فيما بعد أو ممكن تعيش طول عمرك و متعرفهاش و يبقى صبرك عليها هو الحكمة و تدخل الجنة بسبب صبرك ده، و يمكن من اكتر القصص اللي بتوصلنا الفكرة دي هي قصة سيدنا نوح مع إبنه.
و بعد ما سيدنا نوح صنع السفينة و بعد ما قرر الإبحار بيها بيجي مشهد صعب جدا و هو شايف إبنه و بيقوله أركب معنا لكن إبنه رفض و طلع فوق جبل عالي وكان فاكر إن الجبل ده هيعصمه من غضب الله و من قدره؛ لكن المايه توصل لحد الجبل و يغرب إبن سيدنا نوح مع الكافرين و يكون واحد منهم.
و يجي المشهد العظيم اللي سيدنا نوح بيستذل لربنا وبيطلب منه بكل أدب و يقول { وَنادى نوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابني مِن أَهلي وَإِنَّ وَعدَكَ الحَقُّ وَأَنتَ أَحكَمُ الحاكِمينَ }
و هنا وصفه بأحكم الحكمين يعني يا ربي انا راضي، انا راضي بس الموضوع تقيل عليا اوي إن ابني ميكونش معايا بس عارف إنك حكيم، و ربنا يرد عليه و يقوله { قالَ يا نوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ فَلا تَسأَلنِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّي أَعِظُكَ أَن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ }
ربنا كان رحيم بيه إنه يقوله إنه عمل غير صالح و مش من أهلك و شرحله هو ليه كان مع الكافرين و هو أحكم الحاكمين في حكمه إنه يكون مع الغارقين و يمكن قلب سيدنا نوح هدي بعد لما عرف الحكمة من إن ابنه يكون بين الغارقين.
لكن أنت في حالك و طريقك و في بلائك ممكن متعرفش الحكمة زي سيدنا نوح أو ممكن تعرف بطريقة غير مباشرة و سواء عرفت أو معرفتش فتيجي الأيات اللي بعدها في نفس السورة و تقولك
{ فَاصبِر إِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقينَ }
فدايما مع كل بلاء هيحصلك، انت متعرفش الحكمة منه، والموضوع أكيد صعب أوي عليك في إنك تستحمل فقد شخص عزيز، أو حلم ضاع، أو باب رزق أتقفلك.
بس ما عليك إلا الصبر و إنك تحتسب عند الله و هيكون ليك الأجر إن شاء الله.
عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له.
الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
#موضوع_كل_جمعة