ومما يدفع شر الحاسد عن المحسود:
•• فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له، فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه.
وهذا باب عظيم النفع لا يلقاه إلا أصحاب النفوس الشريفة، والهمم العلية، وبين الكيس الفطن وبينه، حتى يذوق حلاوته وطيبه ونعيمه..
كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح، اشتغاله بعدوه، وتعلق روحه به، ولا يرى شيئًا آلم لروحه من ذلك.
ولا يصدق بهذا إلا النفوس المطمئنة الوادعة اللينة، التي رضيت بوكالة الله لها، وعلمت أن نصره لها خير من انتصارها هي لنفسها.
فوثقت بالله، وسكنت إليه، واطمأنت به، وعلمت أن ضمانه حق، ووعده صدق، وأنه لا أوفى بعهده من الله، ولا أصدق منه قيلًا.
فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم، وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها، أو نصر مخلوق مثلها لها، ولا يقوى على هذا إلا بما سيأتي!!