بخطّ العالم الفقيه المحدث السيّد شرف الدين عليّ الشولستانيّ النجفي في سنة 1052 هـ.
يُعدّ حصار الروم (العثمانيين) لمدينة النجف الأشرف في القرن الحادي عشر الهجري واحداً من الأحداث البارزة في تاريخ المدينة، حيث عانت النجف من ظروف صعبة نتيجة هذا الحصار الذي كان جزءاً من الصراعات الإقليمية والسياسية في تلك الحقبة. لم يكن الحصار مجرد مواجهة عسكرية فحسب، بل أثّر أيضاً على الأوضاع الاجتماعية والعلمية للمدينة، التي كانت مركزاً علمياً ودينياً مهماً للشيعة.
وقد دفعت هذه الظروف العديد من السكان إلى مغادرة النجف، ومنهم السيد شرف الدين علي الشولستاني، الذي وثّق هذه الحادثة في إحدى إجازاته، مسجّلاً معاناته وشهادته على تلك الفترة العصيبة، وقد أشار فيها إلى بعض معاناته وهروبه من النجف إلى شيراز، هرباً من تهديد الحصار وخوفاً على حياته.
كتب رحمه الله في إحدى إجازاته ما نصّه:
«ثمّ بلغ سماعاً ـ أيّده الله تعالى فيما ينتفعه في الدارين، بحقّ سيّد الكونين وأئمّة الثقلين ـ. وأجزتُ له روايته عنّي، عن مشايخي، عن المصنّف ـ قدّس الله أرواحهم ـ بطرقي المقرّرة في إجازاتهم لي، لمن يحبّ ويرضى، وأنا آخذ عليه ما أُخذ عليَّ من سلوك طريق الاحتياط في الرواية على ما في علم الدراية.
واتّفق كتابة ما تيسّر لي رقمه في دار الفضل الشيراز في شهر مبارك رمضان سنة 1052 هـ، بعد الفرار من المشهد المقدّس الغرويّ، من خوف تلف النفس من الطائفة الشومية الروميّة.
وأنا أقلّ خلق الله الغني شرف الدين علي بن حجّة الله الحسنيّ الحسينيّ نسباً الشولستانيّ مولداً النجفيّ نزيلاً وتوطّناً ـ غفر الله له ولوالديه ـ».
#فوائد_تراثية
https://t.me/Amir_Neyshabouri