.
وحقّ للواعد بهذا الكمال والموعد بذلك الخسران أن يقترح في سبيله ما يشاء، وما رأيك بالإنسان حين يعين له العمل ويعين له الكمال،
بحيث يكاد يراه رأي العين، هل يمكن أن لا يندفع ذلك الاندفاع الحماسي في سبيله ؟!
إذن فهي تجارة، أحد طرفيها الحياة الفانية والمال الزائل، وطرفها الآخر الحياة الباقية الخالدة التي لا يشوبها شر أو قصور،
فهل يمكن للمسلم بعد ذلك أن يتوانى أو يقصّر ؟ والآية التي نحن بصددها؛
إذ تحدّد المعنى الحقيقي للمثل الأعلى والكمال المنشود، تعطي أيضاً الخطوط العريضة للمنهج الموصّـل إلى الكمال،
وهو منهج كله نور وإشراق وخير وكمال، حتى مع صرف النظر عن كونه منهجاً موصّـلاً إلى الكمال.
ذلك هو الإيمان باللّٰـه عزّ وجلّ وبرسوله، رسول الإسلام له ، ثـمَّ الجهاد في سبيله بالنفس والنفيس.
وهذا المنهج في نفسه هو من أعظم الأرباح والغنائم؛
فإنَّ غاية الإنسان أن يصل ببحوثه واستدلاله العلمي إلى الحقيقة، تلك الحقيقة التي تشوق لها المفكرون، وأتعب أنفسهم من أجلها المخلصون.
وهذه الحقيقة في أكبر صورها وأوضح مصاديقها، هي وجود اللّٰـه عزّ وعلا؛
ومن ثـمَّ كان الإيمان به وصولاً إلى الحقيقة المطلقة بأدقّ شكل وأعمقه.
وبهذا يكون الإسلام دين اللّٰـه القويم وصراطه المستقيم، حقيقة مطلقة أيضاً،
لأنَّـه من أنوار الحقيقة المطلقة، وهو المنهج الموصل إلى حمى الحقيقة المطلقة،
وليس الجهاد إلَّا العمل بجد وإخلاص وبذل الغالي والرخيص في سبيل الوصول ضمن المنهج الإسلاميّ إلى ذلك الحـقّ الأعلى والحقيقة المطلقة، إلى اللّٰـه عزّ وجلّ .
--------------------------
- السيّد الشهيد محمّد الصدر (قُدس سـره)
-أشراقات فكرية ،ج1،ص382
--------------------------
🔅 نشـر فـريـق محبـو حـفيـد الإمـام الحسيـن عليـه الســلام
https://t.me/Alsadr1993
اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر

للتواصل معنا👈 @hs1998
Similar Channels



فكر السيد محمد الصدر: إضاءات على منظومته الفكرية
يعد السيد محمد الصدر، الذي وُلد في عام 1930 وتوفي في عام 1999، واحدًا من أبرز المراجع الدينية والمفكرين في تاريخ العراق والعالم الإسلامي. كان يعتبر حلقة وصل بين المخلوق وربه، وبين المخلوق والإمام المهدي المنتظر. من خلال مؤلفاته الغزيرة، ومنبر دروسه، ومواقفه السياسية والاجتماعية، استطاع السيد الصدر أن يؤثر بشكل كبير في الفكر الشيعي المعاصر. إذ تتنوع مجالات فكره بين العلوم الدينية والسياسية والاجتماعية، مما جعله رمزًا للقيادة والتوجيه في عالم متغير. في هذا المقال، سنتناول أبرز أفكار السيد محمد الصدر، ونستعرض كيف ترك بصمته في مجالات عدة، بدءًا من الفقه والتفسير إلى الفكر الاجتماعي والسياسي.
ما هي أهم مؤلفات السيد محمد الصدر؟
كتب السيد محمد الصدر العديد من المؤلفات التي تناولت مختلف جوانب الفكر الإسلامي. من أبرز كتبه 'الأسس الفكرية للشيعة'، حيث يتناول فيه القضايا العقائدية الأساسية التي تميز الشيعة. كما أن له كتبًا في الفقه والسياسة مثل 'فقه الدولة' الذي يستعرض فيه النظرة الشيعية حول الحكم والسياسة.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر كتاب 'فلسفة التاريخ' من الأعمال البارزة التي تناقش كيفية تأثر الأفراد والمجتمعات بالأحداث التاريخية. يُظهر هذا الكتاب قدرة السيد الصدر على الربط بين الفلسفة والتاريخ بصورة عميقة، مما يجعله مصدرًا مهمًا للباحثين وطلاب العلوم الدينية.
كيف أثرت أفكار السيد محمد الصدر على الشباب العراقي؟
أفكار السيد محمد الصدر كانت لها تأثيرات عميقة على الشباب العراقي، حيث ألهب حماسهم وشجعهم على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية. من خلال خطبه ودروسه، قدم نموذجًا للقيادة الروحية والسياسية، مما أوجد لدى الشباب رغبة في التغيير والإصلاح.
كما أن مفهوم الشهادة والتضحية الذي دعا إليه السيد الصدر ربط الشباب بقضية وطنهم وبعقيدتهم، مما جعلهم أكثر ولاءً وإخلاصاً للمبادئ التي دعا إليها. وقد تجلى ذلك في الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها الساحة العراقية في السنوات الأخيرة.
ما هو دور السيد محمد الصدر في الحركة الإسلامية؟
كان السيد محمد الصدر رائدًا في الحركة الإسلامية الشيعية، حيث أسس مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الهوية الإسلامية ونشر المعرفة الإسلامية. اعتبر نفسه حلقة وصل بين المرجعية التقليدية والشباب الطموح، مما جعله شخصية محورية في التحولات الفكرية.
تمحور جل نشاطه حول توعية المجتمع بأهمية المشاركة السياسية والدينية، حيث أطلق عدة حركات ومبادرات كانت تهدف إلى توجيه الشباب نحو الانخراط في الحياة العامة. يمكن القول إن دوره كان محوريًا في بناء جيل جديد من القيادات الإسلامية.
كيف نظر السيد محمد الصدر إلى الإمام المهدي؟
كان السيد محمد الصدر يرى في الإمام المهدي المنتظر رمزًا للأمل والتغيير. اعتبر أن انتظار المهدي ليس مجرد فكرة دينية، بل هو حركة فعلية تتطلب من المؤمنين التحضير والعمل من أجل تحقيق العدالة في المجتمع.
في العديد من كتاباته، ناقش السيد الصدر كيفية الاستعداد لظهور الإمام المهدي، موضحًا أن ذلك يتطلب من المجتمع الإسلامي الالتزام بالقيم الأخلاقية والإنسانية. وبالتالي، عزز من فكرة أهمية العمل الجماعي في تعزيز العدل والمساواة.
ما هي المبادئ الأخلاقية التي دعا إليها السيد محمد الصدر؟
دعا السيد محمد الصدر إلى العديد من المبادئ الأخلاقية التي تعتبر ضرورية لبناء مجتمع سليم. من بين هذه المبادئ العدالة، الصدق، الأمانة، ومساعدة المحتاجين، حيث رأى فيها أسسًا لمجتمع مثالي.
كما أكد على أهمية التعليم والتوعية كوسيلة لنشر هذه القيم في المجتمع. كانت رؤيته قائمة على أن الفرد يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة ليكون قادرًا على إحداث التغيير الإيجابي في العالم من حوله.
اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر Telegram Channel
إنّ القناة الخاصة "اشراقات فكرية/السيد محمد الصدر" هي قناة مخصصة لنشر الأفكار الفلسفية والدينية لسماحة السيد محمد الصدر، اية الله العظمى ولي أمر المسلمين. يُعتبر السيد الصدر وصلاً روحياً بين الإنسان وخالقه وبين الإنسان وإمامه المهدي المنتظر. تتضمن المحتوى المنشور على القناة مؤلفاته ومحاضراته وخطب الجمعة وأفعاله وأقواله، والتي تمثل مصدر إلهام وتفكير بنّاء للمتابعين. سواء كنت من محبي العقائد الدينية أو تبحث عن النور والإرشاد في حياتك اليومية، فإن هذه القناة توفر لك محتوى ثري ومفيد. للتواصل ومتابعة آخر تحديثات القناة، يُمكنكم زيارتها على التليجرام والتواصل معها من خلال المعرف @alsadr1993.