«إن ما يتحقق للأمة من مصالح وما يتنزل عليها من ألطاف الله -تبارك وتعالى- لا يحصل بمجرد حذق ومهارة الماهرين، وإنما بهؤلاء الضعفاء من الخاملين المساكين الذين لا شأن لهم في نظر كثير من الناس، هؤلاء الذين لا يكون ضعفهم اختياريًّا -بمعنى يركنون إلى الكسل، فهذا مذموم، وهذا من أسباب ضعف الأمة-، وإنما من كان ضعيفًا فلم يعطه الله عز وجل قوة، ففيه ضعف في خلقته، فيه ضعف في رأيه، فيه ضعف في عقله، مسكين من هؤلاء المساكين، فمثل هؤلاء يكونون من أسباب قوة الأمة وتمكينها، وسببًا للرزق وسببًا أيضاً للنصر.
فلا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله عز وجل بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم»..
[شرح رياض الصالحين، د. خالد السبت]