ما عَمَّ بالفَضْلِ العِبادَ وأنْعَمَا
بَدْرٌ أطَلَّ على الدُّنا فأضاءها
فاسْتُبْصِرَتْ سُبُلُ الهُدَى بَعْدَ العَمَى
فأحالَ دَيْجورَ المَهامِهِ أوْضَحًا
جَذِلًا يُبِينُ لَنا السَّبيلَ الأقْوَمَا
للهِ شَوْقٌ في الفُؤادِ يَجُوبُ بِي
حِقَبَ الزَّمانِ إلى زمانٍ أعْظَمَا
قَطَعَ المفاوِزَ والقِفارَ وما وَنَى
حتَّى بدا أحُدٌ لَهُ فتَبَسَّمَا
أحُدٌ أحِبُّكَ لا مِراءَ ولا انْثِنا
أوَلَمْ يُحِبَّكَ أحْمَدٌ بَلْ أعْلَمَا
ولَقَدْ رَجَفْتَ بِهِ فقال اثْبُتْ أُحْدْ
ولعلَّها مِنْكَ التَّوَجُّدُ ألَّمَا
جَبَلٌ يُخَلِّدٌ للبرايا قصَّةً
عنْ وَثْبَةِ الأبطالِ جِيلًا أكْرَمَا
وهُناكَ في سَاحِ الوَغَى وَقَفَ الأُلَى
لله صَفُّوا والنَّبيُّ تَقدَّما
وجرى القضاءُ، وفيهِ أكْبَرُ حِكْمَةٍ
وسَرَتْ مَقُولَةُ غاشِمٍ ما أسْلمَا
وهناك ضجَّ بِهِمْ صَدوقٌ ناصِحٌ
موتوا كما ماتَ النَّبي فنِعْمَ ما
تفديهِ نفسي، والكِرَامُ أولو العُلا
واهًا لجِذْعٍ قَدْ بَكاهُ مَتَيَّمَا
أو منبرٍ بالنُّورِ شَعَّ على الرُّبى
وعليهِ قدْ صَعدَ النَّبِيُّ وسَلَّما