مقدمة الناشر (للطبعة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وأصلي وأسلم على نبينا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
فقد كنتُ قلتُ في الطبعة الأولى:
«أشهرٌ طويلة مرَّت عليَّ وأنا أستمعُ إلى محاضرات فضيلة شيخنا الوالد: أبي قتادة الفلسطيني -عمر محمود أبو عمر- حفظه الله وجزاه عنا خيرًا، وكنتُ كلما تقدمت في الاستماع؛ ازددتُ في الاستمتاع، وكلما تقدمَت بيَ المحاضرات كلما وقر في قلبي من المعاني العظيمة التي فتح الله بها على شيخنا الجليل في كلامه عن عظمة الخالق سبحانه، وعن معاني أسمائه، وعن الغوص في أسرار القرآن والسنة والكون؛ وصولًا إلى المقصودِ في هذه المهمة التي لا شك أنها شاقةٌ في هذا المضمار؛ لكن ربنا سبحانه وتعالى أعان شيخنا؛ فكانت هذه المحاضرات من أعظم ما أُلقي -بدون تكلفٍ بل على السجية- في شرح أسمائه الحسنى، سبحانه وتعالى.
ثمَّ ومع إهلال هلال شهر رمضان المبارك علينا؛ رأينا أنها فرصةٌ عظيمة ينبغي على المسلم أن يهتبلها للعيشِ مع أسماء الله الحسنى، ولا خيرَ من العيش مع أسماء الله وأوصافه وعظمته سبحانه؛ فقررنا أن نضرب بسهمٍ في إيصال هذا الخير إلى الناس في كل مكان، وأن نعمم النفع بدل حصره فينا؛ خاصة مع عظمة هذا الباب شرعًا، وكثرة خطأ الناس فيه؛ فكانت محاضرات الشيخ «أبي قتادة» بلسمًا ودواءً في هذا الباب، فشمرنا عن ساعد الجد واستعنا بالله تعالى على تفريغ هذه المحاضرات التي وقعت في (59) تسع وخمسين محاضرة، بمجموع ساعاتٍ مرئية قدرها على التحديد: (44.5) أربعة وأربعين ساعة ونصف.
ونعلم أنه قد بقيت محاضرات أخرى للشيخ ولكناه لم تُنشر، بل بقيت حبيسة المصورين لحلقات الشيخ، وقد حاولنا جهدنا أن نأخذها قبل نشر هذا الكتاب على ان لا يأتي رمضان؛ لكن ظروفهم لم تسمح، وقد أعلمونا -جزاهم الله خيرًا- أن الحلقات قد بلغت (73) درسًا، أي أنه بقيت (14) درسًا فقط غير منشورة.. ولأننا لا نعرفُ متى تُنشر هذه المحاضرات فآثرنا الانطلاق في التفريغ متكلين على الله تعالى؛ فإن جاءت هذه المحاضرات الجديدة ألحقناها بقسم آخر» اهـ.
وأقول اليوم مع إصدار الطبعة الثانية: نحمد الله ونشكره أن تيسرت لنا بقية المحاضرات التي تكتمل بها هذه السلسلة المباركة، وهي الحلقات من (60 - 73) فسارعنا لتفريغها فورَ وقوعها بين أيدينا، ونضعها بين أيديكم شاكرينَ الله تعالى على تمام منته علينا بإتمام تفريغ هذه السلسلة.
وقد اتبعنا في تفريغ هذه المحاضرات المنهجية التالية:
1- تفريغ النص كاملًا بحيثُ نلتزم ذكره حرفيًّا أول الأمر، ثمَّ نقوم بإعادة صياغة النص على هيئة توافق المعنى؛ فإنَّ الشيخ يقدم ويأخر ويعيد نفس الجملة أحيانًا أو يذكرها باللفظ العامي؛ فكل ذلك يستدعي إعادة صياغة النص ليوافق مقصد القراءة.
2- كتابة آيات القرآن الكريم مشكولة مخرجة، على أن نعيد كتابة ما ذكره الشيخ من الآيات بإسقاط كلمة منها سهوا أو نحوه؛ فتكتب صحيحة مضبوطة.
3- فهرسة الدروس وجعل الفهرس في بداية هذا الكتاب؛ حتى يسهل الوصول للمطلوب، ووضع عنوان لكل درس يوافق الاسم الذي يشرحه الشيخ، جزاه الله خيرًا.
والله ولي التوفيق
وكتب/ أبو عبد الرحمن
الطبعة الأولى، في شعبان 1443 هـ
ثم تم إكمال النقص، ونشر الطبعة الثانية في: محرم 1445هـ