الأيام أثقلتني حتى باتت روحي خاوية، أحنّ إلى الذي رحل مبكراً، وتركني أواجه الحياة بكل ما تحمله من قسوة ووحشة. منذ رحيله، لم أشعر أنني أملك ظهراً أتكئ عليه. أشتاق إلى شعور الاهتمام الذي غاب عن حياتي منذ الطفولة، أشتاق إلى ذلك الحضن الذي يحتويني بلا سؤال أو ملامة.
الجميع يراني قوياً، مبتسماً، وكأنني في قمة سعادتي، بينما الحقيقة أن داخلي يحترق. أشعر وكأنني أعيش في عالم لا ينتمي إليّ، عالم يشهد على وجعي دون أن يكترث.
لا أصدقاء يسمعون، ولا أهل يشعرون، وكأنني جزء من عالمهم لا يتجاوز كونه ظلاً يمضي دون أن يترك أثراً. منذ أن بلغت العاشرة، شعرت أن الحياة وضعت على كاهلي حملاً لا يناسب طفلاً. كل ما أتمناه الآن هو أن تمر الأيام، بلا صوت، بلا وجع، فقط تمر.