إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقِّ كي يخدعَ الناس! فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلامِ الحسن، الذين لهم مقبوليّةٌ ومنزلةٌ عند الناس، ولكلامِهِم تأثيرٌ في نفوسِ الناس، لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضلَ مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في هذه الرواية الخطيرة، إذ يقول: (إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!
• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)! يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطان ويخدمُ مشروعَ الشيطان! الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّن أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني يعني رجال دين ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!
●➼┅═❧═┅┅───┄