بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه، أمَّا بعد، فأقول للذين غضبوا من أهل السنة الذين حمدوا الله على زوال شر السنوار: لماذا لم نر لكم نتفة من هذا الغضب حمية لمقتل أكثر من أربعين ألفًا من شيوخ ونساء وأطفال أهل غزَّة والذين قتلوا بسبب حماقة وغباء -أو قل خيانة أيهما فاختر- السنوار وإسماعيل هنية وخالد مشعل إلخ قادة حماس لما قاموا بعملية 7 أكتوبر دون أدنى أخذ بأسباب الحماية لهؤلاء العزَّل الذين صاروا في العراء غنيمة باردة لليهود، مع اختباء أشاوس حماس في الجحور معهم طعامهم وشرابهم وأسلحتهم، غير عابئين برءوس هؤلاء وهي تتطاير فوقهم! فهلاَّ وضعوا خطَّة محكمة بتوفير الغطاء الجوي والدفاع الجوي الذي يردع اليهود بعد العملية الصبيانية التي قاموا بها؟! هل سمعتم قطّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -في أي غزوة من غزواته- قام بمجابهة مشركي العرب واليهود بهذه السفاهة -حاشا وكلاّ- مع ترك أهل المدينة عراة أمام الأعداء، ثم يختبأ صلى الله عليه وسلم -وحاشاه- مع أصحابه في الخنادق تاركين العزَّل من شيوخ وأطفال ونساء المدينة بلا أدنى حماية، فكيف وأن أشاوس حماس -باعتراف قادتهم، ومنهم السنوار- أنهم إنما قاموا بهذه العملية الفاشلة استجابة لأمر مجوس إيران الذين أوهموا المسلمين بشعارهم الكاذب: "توحيد الساحات في المقاومة!"، وهم بالفعل وحدوا الساحات المجوسية الفارسية لإتمام مخطّط اليهود في تدمير غزّة! لماذا لم نر المجوس الفرس في إيران وحاشيتهم في حزب الشيطان يجمعون أسلحتهم المدمّرة للقيام بضربة ساحقة ضد الكياني اليهودي الصهيوني رغم قدرتهم على هذا مع إعطائهم الوعود الكاذبة لأشاوس حماس بالقيام بهذا بمجرد القيام بحركة 7 أكتوبر؟ إنما شاهدنا فقط صواريخ لعبة تطير إلى اليهود في عرض سينمائي مع تبليغ اليهود وأمريكا بموعد إطلاقها كي يشاهد العالم هذا الفيلم الساخر؟! لماذا لم ينفض قادة حماس أيديهم من أيدي المجوس الفرس بعد هذه الخيانة الظاهرة الفاضحة لنواياهم الخبيثة؟! فأقول: ليست الشجاعة أن تضرب عدوًا أقوى منك وأكثر عُدَّةً، ثم تهرب منه وتختفي في الجحور وتترك العزّل وحدهم؛ إنما الشجاعة والصمود الحقيقي هو صنيع هذه المرأة الغزَّاوية التي فقدت زوجها وأبناءها أمام عينيها، فصبرت واحتسبت، وصرخت بأعلى صوتها ضد خونة قادة حماس الذين نفذوا أوامر مجوس إيران: "نحن الذين دفعنا الفاتورة يا حماس".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ». وعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ»، أخرجهما مسلم.
هذان الحديثان يبينان أهمية استحضار المؤمن نيّة الجهاد والحرص على الشهادة، لكن على أن يكون جهادًا شرعيًّا يتضمن إعداد العدَّة الصحيحة من العقيدة والقوّة، ليس تحت راية إسماعيل هنية وخالد مشعل وأضرابهما الذين يعتبرون الخميني الزنديق -السفَّاح الذي يسبُّ ربّ العالمين ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، ويكفِّر أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم- أبًا روحيًّا لهم ويترحمون عليه!!
والذين يعتبرون قاسم سليماني المجوسي الفارسي شهيد القدس!! -وهو الذي ذبح الآلاف من مسلمي سوريا-.
وليس تحت راية: أحمد ياسين: الذين يقول: أنا ما أكره اليهود.. اليهود أهل دين.. أنا أقاتل اليهود من أجل الأرض.
ألم يسمع هؤلاء قول موسى أبي مرزوق -من قيادات حماس-: شيَّدنا الأنفاق لحماية أنفسنا من الطائرات، وأمّا قطاع غزَّة بأن 75% لاجئين فإن حمايتهم مسئولية الأمم المتحدة، ومسئولية الاحتلال أن يقدّم لهم كل الخدمات -تبعًا لاتفاقية جنيف الدولية-!".
هل بعد هذا الخزي من خزي؟ هل يفرح عاقل ببقاء هؤلاء ويعتبرهم مجاهدين في سبيل الله؟! {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}.
وإزالة هذا الإشكال تكمن بأن نعلم أن قادة حماس هم على عقيدة الخوارج الذين قال فيهم رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»، أخرجه البخاري ومسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
تغريدة للشيخ خالد عثمان أبو عبد الأعلى