*غداً يهِلُّ علينا البشْرُ والظَّفَرُ*
*ويحتفي الحجْرُ بالصُّوَّام والحجَرُ*
*غداً يهلُّ هِلالُ الصَّوم مؤتلقاً*
*في موكبٍ مشرقٍ والليلُ يعتكر*
*رَنَتْ إليه قلوبٌ في قرارتها*
*لحبِّه سكَنٌ حلوُ الرُّؤى نَضِرُ*
*غداً تُؤَذِّن بالبُشرى منائرُنا*
*تَسْري بأخباره الآياتُ والنذر*
*وقفتُ بين كرام الناس أنتظرُ*
*ضيفاً عزيزاً بنور الله يأتزر*
*نغفو ونصحو على ذكرى شمائله*
*نكادُ نشرق بالذكرى ونَنْفَطِرُ*
*رأيتُهُ قبلَ عامٍ في مساجدنا*
*يضيء في راحَتيْهِ الشمسُ والقمرُ*
*يُهدي مكارمَه للناس تذْكرةً*
*يُصغي لها السمعُ والإحساسُ والبصَرُ*
🌴 روى الإمام النسائي وصححه العلامة الألباني،
عن أبي هريرة الدوسي اليماني،
*أن النبي القرشي الهاشمي صلى الله وآله وسلم قال:
*" آتاكم رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم.*"
*إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها*
*فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ*
*وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها*
*فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ*
*وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها*
*فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ*
*إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر*
*فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ.*
✍🏻 يقول الحافظ بن رجب في لطائفه رحمه الله وغفر له،
*"وهذا الحديث أعني حديث أبي هريرة الذي سمعتموه في تبشير النبي وتهنئته لأمته بقدوم شهر رمضان، قال : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بقدوم شهر رمضان.*
الله أكبر فالمؤمنون وكل مؤمن يستبشر ويفرح بقدوم هذا الموسم العظيم ليقترب من مولاه،
أما صاحب الغفلة وصاحب المعصية فإن وجهه يعبس ويكتئب قلبه إذا قدم رمضان بسبب غفلته وهواه ولهواه، أما المؤمن هو على العكس من ذلك .
ترى أسارير البشارة تعلو قسمات وجهه استبشارا وفرحا بما منّ الله به وتفضل وأعطى وأكرم ووهب وأجزل لهذه الأمة التي لم يمتنّ على من قبلها بمثل هذا الموسم العظيم وإن كان لهم صياما غير أنه ليس كصيامنا ،
🌴قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح:
*" وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره،*"
أي :
إذا أكمل صيامه فهو لا يفرح أنه أكل أو شرب ولكنه فرح أن الله امتنّ عليه ووفقه وأبقاه حتى أكمل صيام شهر رمضان، قال :
*وإذا لقي ربه فرح بصومه.*"
*فحي على جنات عدن فإنها*
*منازلنا الأولى وفيها المخيم*
*وحي على السوق الذي يلتقي*
*فيه المحبون ذاك السوق*
*للقوم يعلم وللقوم أبصار ترى الله جهرة*
*فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم*
*فصم في يومك الأدنى لعلك في غد*
*تفوز بعيد الفطر والناس صوموا*
*وإن ضاقت عليك الدنيا بأهلها*
*ولم يكن لك منزل يعلم*
*فحي على جنات عدن فإنها*
*منازلنا الأولى وفيها المخيم.*
✍🏻يقول ابن الجوزي رحمه الله وغفر له:
*"كيف لا يبشر المؤمن بقدوم شهر رمضان وفيه تفتح أبواب الجنان،*
*كيف لا يبشر المذنب بزمان تغلق فيه أبواب النيران،*
*كيف لا يبشر العاقل بوقت تغل فيه أقدام الشيطان،*
🫵🏻 *فمن أين يشبه هذا الزمان زمان.*
*رمضان أقبل يا أولي الألباب*
*فاستقبلوه بعد طول غياب*
*عامٌ مضى من عمرنا في غفلةٍ*
*فتنبهوا فالعمر ظل سحاب*
*أتى رمضان مزرعة العباد*
*لتطهير القلوب من الفساد*
*فأدّ حقوقه قولا وفعلا*
*وزادك فاتخذه إلى المعاد*
*فمن زرع الحبوب وما سقاها*
*تأوه نادما يوم الحصاد.*
أيها الناس :
⚫ *إن الفرح بشهر رمضان والاستبشار بقدومه له علامة عظيمة على حرص المؤمن على فعل الخيرات، وعلى الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، والبر والصدقة والإحسان، والجود وغير ذلك، بل ينشط النفس لذلك ويجعلها مستعدة بانشراح وفرح لكل خير،*
لأنه شهر ليس شهر الدعة، ليس شهر الكسل، ليس شهر النوم، ليس شهر المأكل والمشرب، ليس شهر السهرات والمقايل والجلسات، بل هو شهر الفتوحات، شهر الانتصارات، شهر غزا فيه المسلمون خمسة عشر غزوة كلها في رمضان، ست غزوات غزاها نبي الأنام ومسك الختام سيد ولد عدنان كلها في رمضان ومنها بدر الكبرى، وفتح مكة الذي أظهر الله فيها الحق وأهله وأزهق الباطل والكفر وحزبه،
إنه الشهر الذي استقبل فيه النبي الوفود،
إنه الشهر الذي تزوج فيه بأم المؤمنين أم سلمة،
إنه الشهر الذي حطم وهدم وحرق فيه مسجد الضرار الذي بناه المنافقون لهدم الإسلام والمسلمين،
إنه شهر قام ليله شد مئزره اعتكف فيه بأبي وأمي،
شهر صام نهاره، وأقام ليله ، شهر جاد فيه بكل أنواع الجود حتى قال ابن عباس :
🌴 *"فلرسول حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة،*".