وحينها سنحتاج للدعم والسند من الله أولاً وآخرًا؛ فإنه وحده القادر والكريم والعالم والرحيم بنا وبحالنا: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) ..
ولكن لضعفٍ في إيماننا وصبرنا، يصحبه تيسير ربنا ونفاد قدرتنا واستطاعتنا: (فاتقوا الله ما استطعتم)
لذا جاز لنا أن نلتفت راغبين وباحثين في التحدّث لغيرنا عن أنفسنا؛ فنحن بحاجة للناصح الأمين ذي الرأي الرشيد، بل وتُلحُّ نفوسنا علينا بذلك، وخاصة مع تسارع الحياة وتراكم الضغوط، نريد أن نبوح بمشاعرنا، ونتكلّم عن أحاسيسنا، وأن نجد قلبًا يستمع ويُنصت، بل وكم تتوق نفوسنا للكلام عن متاعب ومصاعب تحيط بنا ونعاني منها لكننا بفضل الله نتعايش معها: (كلّ يوم هو في شأن) ..
وكم تشتاق نفوسنا لتسكن وتطمئن وترتاح وهي تستمع لتجارب الآخرين، وتتأمّل طيّب أفكارهم، وتسعد بجميل خبراتهم؛ من أجل تصحيح المسار وتحقيق جودة الحياة،
وكم نودّ ونسعى في تخفيف المعانات وترحيل المتاعب والأنّاة المتكررة والتي لا يسلم منها أحد فنحن بشر فطرنا الله على الضعف والنقص والكدّ والكدح ومكابدة الحياة المليئة بالمكدرات والآلام والغُصص والأحزان،
وكل يوم نواجه ألوانًا من الهموم والغموم، إنها دنيا التحديات والمشكلات المتابينة والمتشاكلة في قوّة سهامها وأحوالها، والتي تتقلب بقلوبنا وتعصف بأرواحنا؛ لتلهث حينها نفوسنا تبحث وهي باهتة عن الدعم والعضيد، وتنشد السند السديد
نعم نحن نحتاج وبقوّة لمَن يُشاركنا همومنا ويستمع لآهات أرواحنا برفق وفهم، ويُنصت لها بحب وحلم، ويُقدّم الخير والنفع.
نحن نحب من يُحيطنا بدعائه واهتمامه بل ونحتاج لكل ذلك ..
فما أحلى وما أروع أن تجد لك رفيقًا صادقًا ومُحبًا نصوحًا يسعد لسعادتك ويتألم لسوء حالك ثم ينصحك ويُواسيك:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة ..
يُواسيك أو يُسليك أو يتوجّع
أبشري بما يسرّك
يا فتاة الإسلام الطاهرة والغالية، ذات القلب الكبير والعمل الطيب النبيل ..
ولكن متى لبست لباس الإيمان والتقوى وتسلّحت بالصبر واليقين وعايش قلبك الرضا والقناعة ثم التزمت حسن الظن والثقة بالله وبرحمته ولطفه، حينها أقول لك:
تفاءلي بالخير والبركات
وانتظري الفرج والفتح والتيسير من الله ..
فإنه قريب متى دعوناه وتوجّهنا إليه وتوكلنا عليه، وهو قريب متى اقتربنا منه بحب وذل ثم سألناه ونحن نرجوه ونطلب فضله وكرمه جلّ في علاه:
(كلا لا تُطعه واسجد واقترب)
حفظك الله ووفقك لكل ما يحبه ويرضاه .. آمين.
- منقولة -نِعم الوصيَّة، رضي الله كاتبها-.