أريدها أن تُجيدَ الاعتذار، للبعدِ الذي أثقلَ القلب، وللوحشةِ التي اتّسعت كظلٍّ في آخرِ النهار، وللوحدةِ التي غدت جزءًا من الأحاديثِ الصامتة. وأن تشتملَ على خمسةِ اعتذاراتٍ أخرى، مُرسلةٍ نيابةً عن كلِّ غيابٍ لم يُبرَّر، وعن كلِّ خيبةٍ لم يُقدَّمْ لها عزاء.
أريدها أن تحملَ عبقَ الذين أحبّهم، أن تُشبهني قليلًا، وتُشبههم أكثر، أن تصلَ متأخّرةً، لكن ممتلئةً بما لم يُقل في حينه.
أن يكون الورقُ عتيقًا كذكرياتٍ لم تُمحَ، وأن تتناثرَ بين السُّطورِ زهراتٌ مُجفّفة، كأنَّ أحدًا قطفَ الربيعَ يومَ كُتِبت.
أريدها أن تكون رسالةً حقيقيَّة، لا تُشبه رسائلَ لم تُكتَب، ولا وعودًا لم تُنفَّذ، ولا حكاياتٍ ظلَّت ناقصةً بلا نهاية.