#حكم من ينتقد المقاومة ويشوه صورتها في ظل وجود مسوغ شرعي وإنساني وقانوني.
#مهدي بن إبراهيم
#انتقاد المقاومة الفلسطينية وتشويه صورتها، مع وجود مسوغات شرعية وإنسانية وقانونية لأعمالها، يُعد تصرفًا يحتاج إلى تفصيل وتوضيح من جوانب شرعية وأخلاقية.
أولاً: الموقف الشرعي من المقاومة
1. وجوب نصرة المستضعفين:
قال الله تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان" (النساء: 75).
هذه الآية تُحتم على المسلمين دعم المقاومة ونصرة المظلومين، وليس انتقادهم وتشويههم.
2. تحريم خذلان المجاهدين:
قال النبي ﷺ: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره" (رواه مسلم).
#خذلان المجاهدين والمقاومة يُعد صورة من صور الظلم للمسلمين الذين يدافعون عن أنفسهم وحقوق الأمة.
3. إثم التشهير بالمجاهدين:
التشهير بالمقاومة ونزع الشرعية عنها يساعد أعداء الأمة، ويُعد نوعًا من الولاء لغير المسلمين المحاربين، وهو أمر محرم في الشريعة.
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء" (الممتحنة: 1).
ثانيًا: الجانب الأخلاقي والإنساني
1. الإضرار بالقضية الفلسطينية:
انتقاد المقاومة بشكل يُضعفها أو يشوه صورتها يُساهم في تقوية الاحتلال ويُضر بالمشروع التحرري للشعب الفلسطيني.
من يتبنى هذا الموقف يتحمل مسؤولية أخلاقية عن إضعاف الحق ونصرة الباطل.
2. الطعن في التضحيات:
المقاومون يقدمون حياتهم في سبيل تحرير الأرض والدفاع عن الأمة، وانتقادهم يُعد تقليلًا من تضحياتهم واستهانة بدمائهم.
ثالثًا: الرد على دوافع المنتقدين
1. جهل أو ضعف وعي:
بعض المنتقدين قد يجهلون حقيقة العدوان الصهيوني والظروف القاسية التي تواجهها المقاومة، فيحتاجون إلى توعية وإرشاد.
2. تأثر بالدعاية المعادية:
كثير من الانتقادات تنبع من تأثر المنتقدين بالبروباغندا الصهيونية أو الدولية التي تهدف لتشويه صورة المقاومة.
3. التحيز والمصالح الشخصية:
بعض المنتقدين قد ينطلقون من مصالح شخصية أو ارتباطات مع أنظمة أو جهات لا ترغب في نجاح المقاومة.
رابعًا: الموقف من المنتقدين
1. النصح والإرشاد:
إذا كان المنتقد جاهلًا أو متأثرًا بالدعاية، يجب توجيهه بالحكمة والموعظة الحسنة، استنادًا إلى قوله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" (النحل: 125).
2. التحذير من الخيانة:
إذا كان الانتقاد يصب في مصلحة الأعداء، فإن هذا يُعد نوعًا من الخيانة للأمة، ويجب التحذير منه علنًا.
قال النبي ﷺ: "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوبًا بين عينيه: آيس من رحمة الله" (رواه الطبراني).
3. معاملة المخطئ وفق درجته:
ليس كل منتقد خائنًا، لكن من يصر على تشويه صورة المقاومة رغم الأدلة الشرعية والإنسانية الداعمة لها يُعد متحالفًا مع الباطل، ويجب الحذر منه.
خامسًا: نصيحة عامة للأمة
1. تعزيز الوعي بأهمية المقاومة:
يجب نشر الوعي بين المسلمين حول مشروعية المقاومة الفلسطينية ودورها في الدفاع عن الأمة.
2. عدم الانجرار خلف الدعاية المغرضة:
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (الحجرات: 6).
يجب التأكد من صحة الأخبار قبل تبنيها أو نشرها.
3. دعم المقاومة:
الواجب الشرعي والأخلاقي يحتم دعم المقاومة معنويًا وماديًا وسياسيًا، بدلًا من انتقادها أو تشويهها.
#من ينتقد المقاومة ويشوه صورتها دون مسوغ شرعي أو إنساني، يُعتبر مخطئًا شرعًا وأخلاقيًا. إذا كان بدافع الجهل، وجب توعيته، أما إذا كان بدافع الإضرار بالمقاومة، فهو يُعد متحالفًا مع أعداء الأمة، ويجب التحذير من موقفه والتصدي له بحزم.
قال الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" (الأنفال: 46).
https://t.me/abuislam1