(( يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً؛ لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال، هل كان أصحاب النّّبي صلى الله عليه و سلم يدرسون الفقه أم لا ؟
و ما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟
هو ما كانوا يأخذونه من رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ إذن هم يدرسون الحديث))
وقد تعرضت لذلك في المقطع الذي نشرته مؤخراً!
هل من عاقل يقول أن المحدث لا يحتاج لدراسة الفقه لأنه فقيه بطبيعة الحال؟! هل هناك شخص واحد دراس شيء من أصول الفقه والفقه ممكن أن يخطر بباله أنه لا حاجة لدراسة الفقه طالما كان الرجل محدثاً!!
ألا يدري هذا وأتباعه الحمقى أن كبار علماء الحديث عبر التاريخ الإسلامي كانوا في الفقه عالة على علماء الفقه!
هذا الإمام شعبة الذي كان من علماء الحديث الكبار ..لا يعرف له دور كبير بالفقه بل كان يسأل الفقهاء بالفقه ، وهذه قصة الأعمش المحدث الكبير مع أبي يوسف القاضي ، عندما سأله عن مسألة فقهية فأجابه القاضي فقال الأعمش للقاضي : من أين قلت هذا يا يعقوب ؟ فقلت : بالحديث الذي حدثتني أنت ، ثم حدثته ، فقال لي : يا يعقوب إني لأحفظ هذا الحديث من قبل أن يجتمع أبواك ما عرفت تأويله إلا الآن وقال له : أنتم الأطباء ونحن الصيادلة ، فكانت هذه العبارة مثلاً يضرب ..
وقصة ابن وهب الذي قال لولا مالك ابن أنس والليث بن سعد لهلكت كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي يعمل به ، حتى جاء الإمام مالك وعلمه ماذا يأخذ وماذا يترك ..
وهذا المعنى الأصيل نبه عليه النبي عليه الصلاة والسلام بالحديث المعروف الذي فيه ( فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه غير فقيه )
والاستدلال الذي استدل به حجة عليه ، فالكثير من الصحابة أكثروا من الرواية والحفظ عن النبي لكن لم يتفقهوا ولم يبلغوا بالفقه ما بلغه أمثال سادتنا ابن عباس وابن مسعود وعلي وعمر ممن كانوا على درجة عالية من الفقه !
والنبي كان يعلم الصحابة ما هو أكثر من الحديث بل كان يبين لهم المجملات الواردة بالكتاب والسنة القولية بالفعل كما يعرف من درس مبادئ الأصول التي يجهلها الألباني .
كل مرة اتفاجأ بما عند هذا الرجل من شذوذات وترهات تجعله يسقط من أعين طلبة العلم فضلا عن العلماء ، لهذا نعرف لماذا علماء الشام طردوه من مجالسهم ؛ لأجل مثل هذه الترهات التي خرجت منه لا حسداً أو حقداً كما يدعي الحمقى من أتباعه!
الله المستعان .