abn.alkhalil | ابن الخليل

حاولت ألّا أعيد فتح سيرة هذا الشخص، ولكن أوقفتني جملة اعتبرتها (أحقر من حقيرة)، وهي عندما قال:
"الانتقاد ليس وقته الآن، عندما تنتهي الحرب سأسعى لتخريب هذه الجماعة" (قاصدًا حركة حماس)، لأنها مفسدة.

كمية حقد رهيبة !
هذا بن غفير أم شيخ ؟

لا تضيّع رمضان بالتفاهات !

رمضان ليس شهراً كغيره، وليس فرصة تأتي كل يوم، بل هو نعمة عظيمة قد لا تُدرِكها في العام القادم
كيف يمرّ عليك هذا الشهر الكريم، فتشغلك التفاهات، وتلهيك الدنيا، وتسرق وقتك الشاشات والمحادثات الفارغة؟ كيف تسمح للأيام أن تتبدد دون أن تملأها بطاعة تُثقل ميزانك؟

يا غافلًا عن كنزٍ يضيع من بين يديه، استيقظ !
فالأعمار قصيرة، والفرص قليلة، والموت أقرب مما تظن، لا تجعل رمضان يمر وأنت غارق في اللهو، منشغل بغير الله، تلهث خلف ما لا ينفع، اجعل كل دقيقة في هذا الشهر طاعة، كل لحظة تقرّبك إلى الله، كل ساعة تكتب لك فيها رحمة أو مغفرة أو عتقًا من النيران.

ابتعد عن التفاهات، عن المسلسلات التي تسرق وقتك، عن التسلية التي تميت قلبك، عن المجالس التي لا تذكّرك بالله.

اجعل لك وردًا من القرآن، سجدة ترفعك، دعوة تُفتح لها أبواب السماء، مالاً تجاهد به يومياً، فماذا لو كان هذا آخر رمضان لك؟ كيف ستقضي أيامه؟

رمضان ليس شهراً للتسلية، بل هو شهر النجاة، فاغتنمه قبل أن تندم، حين لا ينفع الندم.

ابن الخليل | القرآن الكريم

في شهر رمضان، حين تجتمع العائلات حول طاولات الطعام العامرة، هناك في غزة طاولات لا تجد ما يوضع عليها سوى الصبر والدعاء، هناك أطفال يخلدون للنوم على جوعهم، وأمهات يخفين دموعهن خلف ابتسامة باهتة، وآباء يقفون عاجزين أمام موائد فارغة إلا من الأمل
كيف لنا أن نلتقط صور موائدنا المليئة، بينما هناك من لا يجد لقمة تسد رمقه؟

إن احترام أهل غزة في هذا الشهر الفضيل لا يكون فقط بالتعاطف، بل بالفعل، لا يحتاجون صور طعامنا، بل يحتاجون أن نمد لهم يد العون، أن نحمل همهم كما نحمل هم صيامنا، أن نجعل من تبرعاتنا نورًا يصل إلى بيوتهم، وكسرة خبز تسد جوعهم، ودواء يشفي مريضهم.

فلنتذكر أن رمضان ليس استعراضًا للنعمة، بل شكرٌ لها، وأعظم شكر هو أن نقاسمها مع من حرم منها. لنكفّ عن تصوير طاولاتنا، ولنملأ موائدهم قبل أن نملأ ألبوماتنا بالصور. غزة لا تحتاج مشاهد فائضة من الرفاه، بل تحتاج قلوبًا تمتد إليها بالعطاء.

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي شرّف عباده بالجهاد، وجعل رمضان شهر النصر والتمكين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين، محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إلى الأسود الرابضة على الثغور، إلى الأيدي القابضة على الجمر، إلى الرجال الذين اختاروا طريق العزة ورفضوا الذل والخضوع، إليكم يا مجاهدي القسام في هذا الشهر المبارك، نبعث إليكم تحية إجلال وإكبار، ممزوجة بالحزن على من رحل منكم شهداء، وبالعزم الذي خطوتم به درب المقاومة.

طوبى لكم وأنتم تصنعون المجد في زمن الهزيمة، طوبى لكم وأنتم تذودون عن الأرض والعرض، ونحزن لأن الأمة خذلتكم، لكنها سنة الله أن يبقى الغرباء هم حماة الدين، وأن يبقى الحق محروساً بالدماء.

نسأل الله أن يكون هذا الرمضان بوابة نصرٍ لكم، وأن يثبّت أقدامكم، ويسدد رصاصكم، ويعينكم على صيامكم وقيامكم، ويفتح لكم أبواب السماء، فتكون دعوتكم كحدّ سيفٍ على أعدائكم.

صامدون أنتم، ونحن من خلفكم بالدعاء واليقين، والدمع الذي لا ينضب على فراق الأحبة، والرجاء أن تكون الأيام القادمة فجر نصر قريب.

كل رمضان وأنتم منصورون، كل رمضان وأنتم أقرب إلى النصر أو الشهادة.

أدامكم الله فخرًا وسندًا
محبكم دائمًا .. ابن الخليل 💚