موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420 @abdu714998420 Channel on Telegram

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

@abdu714998420


مجموعة خطابية متنوعة الخطب والدروس والكتب والمحاضرات المكتوبة وكل مايستفاد منة خطب الجمعه من كل المواقع الإسلامية تجدونها هنا

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة (Arabic)

إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للخطب المنبرية الجاهزة، فقد وجدت المكان المناسب! مرحبًا بك في قناة Telegram بعنوان "موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة" التي توفر لك مجموعة متنوعة من الخطب والدروس والكتب والمحاضرات المكتوبة. هنا، يمكنك الاستفادة من خطب الجمعة من كل المواقع الإسلامية في مكان واحد. هذه القناة ستلبي احتياجاتك الدينية والعلمية بشكل شامل، حيث تقدم لك خطباً تعالج مختلف القضايا الدينية والاجتماعية التي تهم المسلمين. بفضل وجود مجموعة متنوعة من المصادر والمحتوى القيم، ستجد هنا كل ما تبحث عنه لتعزيز فهمك وتعليمك في الدين الإسلامي. سواء كنت ترغب في الاستماع إلى خطب ملهمة، أو قراءة الدروس المفيدة، أو الوصول إلى كتب ومحاضرات قيمة، فإن هذه القناة ستكون رفيقك المثالي. استغل الفرصة الآن للاستفادة من تجربة دينية غنية ومثرية. انضم إلينا اليوم على "موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة" واحصل على جرعة يومية من العلم والتأمل.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


خطبة جمعة بعنوان:
 “معايشة والفرج قبل وقوعه منهج
نبوي النصر "
الشيخ حسان العماري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌 
 الخطبة الأولى:

 الحمد لله الذي كتب على عباده الإيمان والعمل الصالح، وجعل الصبر والتوكل على الله مفتاح الفلاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المتفائلين وقدوة العاملين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصرة أولًا بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. عباد الله، حديثنا اليوم عن قضية عظيمة تهم كل إنسان يسعى للنجاح والتغيير والنصر والتمكين والفوز في الدنيا والآخرة، وهذا مفهوم إسلامي عظيم يعزز اليقين والتفاؤل، ويرسخ الإيمان بوعد الله وصدق موعوده مهما كانت التحديات والصعاب والابتلاءات .. إن المؤمن يعيش بثقته بالله و توكله عليه، متفائلًا بما وعده الله به، ومتيقنًا أن العاقبة للمتقين، حتى لو كانت الظروف المحيطة حالكة أو العقبات كبيرة. ومن خلال قصص النبي ﷺ وأصحابه، نتعلم كيف عاشوا النجاح قبل أن يتحقق، وكيف ثبتوا على الإيمان حتى جاء النصر من عند الله. إن كثير من أبناء الأمة اليوم ينهزمون قبل انتهاء المعركة ويفشلون قبل انتهاء الجهد وييأسون في وسط الطريق وهذه الأمور ليس من سمات المسلم الحق والمؤمن الصادق الواثق بربع المتوكل عليه. عباد الله: في غزوة الخندق، كان المشهد شديدًا وصعبًا على المسلمين، حيث تجمع الأحزاب من كل مكان يريدون القضاء على الإسلام. كان المسلمون في حال من الجوع والخوف والحصار، حتى قال الله تعالى عنهم: ﴿ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾ [الأحزاب: 10]. في هذا الموقف العصيب، بينما يحفر النبي ﷺ الخندق مع أصحابه، اعترضتهم صخرة عظيمة عجزوا عن كسرها، فجاء النبي ﷺ وأخذ المعول، وضربها قائلًا: “بسم الله.” وفي أول ضربة قال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام!”، ثم ضرب الثانية وقال: “الله أكبر، فُتحت فارس!”، ثم ضرب الثالثة وقال: “الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح اليمن!”. تأملوا أيها الأحبة! في وقت الحصار والجوع والخوف، يبشر النبي ﷺ أصحابه بفتح أعظم ممالك الأرض. هذا هو الإيمان بالله، واليقين بنصره. وفي موقف آخر يعزز هذا اليقين، كان النبي ﷺ في طريق الهجرة إلى المدينة، وقد خرج سراقة بن مالك في أثره طمعًا في المكافأة. فلما أدرك النبي ﷺ دعاه إلى الإسلام، وقال له: “كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟” سراقة، وهو مشرك في ذلك الوقت، يستمع إلى هذا الوعد الغريب. كسرى أعظم ملوك الأرض آنذاك، ومع ذلك النبي ﷺ يرى هذا المستقبل المشرق. وتمر الأيام، ويأتي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويُفتح ملك فارس، ويُلبس سراقة سواري كسرى. أي يقين هذا؟ وأي ثقة بالله؟ أيها المؤمنون: ، يقول النبي ﷺ: “أُريت في المنام أن أصحابي يركبون البحر كالملوك على الأسرة.” [رواه البخاري]. هذا الحديث كان في مكة قبل أن يكون للمسلمين قوة أو جيش. ومع ذلك، بشر النبي أصحابه أنهم سيغزون البحر، وكان أول من حقق هذا الوعد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. ومن كلماته المشرقة ﷺ، قوله: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل.” [رواه أحمد]. لقد كان هذا الوعد في زمن بدا فيه الإسلام محاصرًا. ومع ذلك، عاش النبي ﷺ وأصحابه هذا اليقين، فعملوا وبذلوا حتى انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها. وأيضا ما أخرجه البخاري من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه، قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال ﷺ: «قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». وقد تحقق هذا الوعد، حيث عم الأمن والأمان في زمن الخلفاء الراشدين، وأصبحت الطرق آمنة بفضل من الله وتطبيق شريعته. أيها الإخوة، القرآن الكريم مليء بالقصص التي تعزز مفهوم معايشة النجاح والنصر والفرج وقوعه فهذا يوسف عليه السلام عاش يقين النجاح وهو في السجن، وقال لصاحبيه: ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


وكان يعلم أن الله سيخرجه من السجن، وأن رؤياه وهذا موسى عليه السلام حينما أدركه فرعون وجنوده عند البحر، قال قومه: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، فرد موسى بكل ثقة: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]. أيها المسلمون إياكم واليأس .. إياكم والهزيمة والاستلام عيشوا النجاح والنصر والتمكين حتى قبل وقوعه لانه محقق لا محالة والله لا يخلف وعده .. قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه .. الخطبة الثانية: الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى اما بعد: عباد الله: يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الغار: “يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا.” فقال له النبي ﷺ: “يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟” قال ابن القيم رحمه الله: “إذا أوصدت الأبواب في وجهك، فتذكر أن الله قد يفتح لك بابًا لم يخطر على بالك.” أيها المسلمون؛ علينا أن نثق بوعد الله، وأن نعمل على تحقيق الأهداف التي رسمها لنا الإسلام. فمعايشة النجاح والنصر تعني أن نخطط، ونسعى، ونعمل بجد، ونتوكل على الله ونبذل من الاسباب ما استطعنا ، وعلينا الصبر عند الأزمات فكل عقبة هي جزء من طريق النجاح، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]، وعلى المسلم كذلك أن يتفائل ولا ييأس ولا ينهزم أو يستسلم فهو في كن الله ورحمته وملكه قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]. عباد الله : علينا أن نزرع الأمل في الآخرين، فالتفاؤل والإيجابية تنتقل إلى من حولنا، فتكون سببًا في تحفيزهم للعمل والنجاح. أيها الإخوة المؤمنون، لنكن من المؤمنين بوعد الله، العاملين على تحقيقه، ولنعيش بروح الأمل والتفاؤل، موقنين أن الفرج قريب، وأن النصر مع الصبر، واليسر مع العسر. عباد الله : في ظل ما يجري من أحداث جسام على ثرى الأرض المباركة فلسطين وغزة، وهي على شدتها تمثل إرهاصات لقرب تحقق وعد الله ونصره على الصهاينة المحتلين والمعتدين؛ ففي معركة اليوم الجارية سقط صنم الدولة الصهيونية وتهشمت صورة جيشها، وأساء وجهها طائفة مؤمنة صدق فيهم وصف الله تعالى: ﴿عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾ [الإسراء:5]، نسأل الله أن يرزقنا الثقة به، والعمل لنصر دينه، وأن يجعلنا من المتفائلين بنصره الموقنين بوعده. ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: )إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وأعل كلمتك العليا إلى يوم الدين، وانصر عبادك المجاهدين في فلسطين وغزة وفي كل مكان ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين والحمد لله رب العالمين

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


خطبة جمعة بعنوان
العملُ للدُّنيا والآخرةِ.. بَيانٌ ومُقارَنةٌ : خطبة الجمعة.. الخطبة الأولى
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله..
العظيم في قدره
العزيز في قهرِه،
العليم بحال العبد في سرِّه وجهره،
يسمعُ أنينَ المظلوم عند ضعف صبره،
ويجُودُ عليه بإعانته ونصره،
أحمدُه على القدر خيرِه وشرِّه،
وأشكره على القضاء حُلوه ومُرِّه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة،
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ﴾
[الروم: 25]

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جادَ السَّحابُ بقطره،
وطلَّ الربيعُ بزهره،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا

= عباد الله :

انْقَسَمَ النَّاسُ مِنْ جِهَةِ الْعَمَلِ لِلدُّنْيَا، وَانْتِظَارِ مَا يَحْصُلُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعِهَا وَزُخْرُفِهَا وَبَهْجَتِهَا، وَمَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ عَمَلٍ لِلْآخِرَةِ، وَانْتِظَارِ مَا سَيَحْصُلُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:

= الْقِسْمُ الْأَوَّلُ:
الَّذِينَ أَلْهَتْهُمُ الدُّنْيَا، وَصَرَفَتْهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ:

وَهُمُ الْكَثْرَةُ الْكَاثِرَةُ، وَالْأَغْلَبِيَّةُ السَّاحِقَةُ مِنَ النَّاسِ،
وَهُمُ الَّذِينَ كَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ لِلْحُصُولِ عَلَى الْأَمْوَالِ، وَالتَّمَتُّعِ بِالشَّهَوَاتِ، وَالِانْغِمَاسِ فِي الْمَلَذَّاتِ،
وَلَمْ يُفَكِّرُوا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، وَمَا يَنْتَظِرُهُمْ فِيهَا مِنْ حِسَابٍ أَوْ عِقَابٍ،
وَهَؤُلَاءِ قَدْ صَدَقَ فِيهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى:
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
[آلِ عِمْرَانَ: 14]،

وَنَعِيمُ الدُّنْيَا إِلَى زَوَالٍ، وَنَعِيمُ الْآخِرَةِ بَاقٍ بِلَا انْتِهَاءٍ، وَلَا انْقِضَاءٍ:
﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾
[النَّحْلِ: 96]،

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾
[النِّسَاءِ: 77].

وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِتَوْجِيهِهِ السَّلِيمِ، وَنُطْقِهِ الْحَكِيمِ – هَذِهِ الْحَقِيقَةَ؛
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ قَالَ:
- «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: "مَالِي، مَالِي!" قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ»
رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ؛ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ! وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ»
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَفِي الْمُقَارَنَةِ؛ بَيْنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا فَقَطْ، وَيَغْفُلُونَ عَنِ الْعَمَلِ لِلْآخِرَةِ، وَبَيْنَ مَنْ يَعْمَلُونَ لِهَذِهِ وَتِلْكَ، وَيُقَدِّمُونَ الْعَمَلَ لِلْآخِرَةِ عَلَى الْعَمَلِ لِلدُّنْيَا؛ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾
[الْبَقَرَةِ: 200-202].

وَيُبَيِّنُ اللَّهُ مَآلَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الدُّنْيَا فَقَطْ، وَمَآلَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَيُؤْثِرُونَهَا عَلَى الدُّنْيَا:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾
[الْإِسْرَاءِ: 18-19]،

وَفِي مَشْهَدٍ آخَرَ:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾
[الشُّورَى: 20].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


وَالْإِنْسَانُ لَوِ ابْتَغَى الدُّنْيَا وَحْدَهَا؛ فَإِنَّهُ سَيَقْضِي حَيَاتَهُ كُلَّهَا فِي اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى – مُبَيِّنًا قِيمَةَ الدُّنْيَا بِالْقِيَاسِ إِلَى الْآخِرَةِ:
﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾
[الْعَنْكَبُوتِ: 64].

وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يُعْلِمُنَا بِأَخْبَارِ الْمَفْتُونِينَ بِالدُّنْيَا، وَيُبَيِّنُ لَنَا سُوءَ عَاقِبَتِهِمْ،
فَيَقُولُ:
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾
[الْكَهْفِ: 103-106].

= أما الْقِسْمُ الثَّانِي:
هُمُ الَّذِينَ عَمِلُوا لِلدُّنْيَا أَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِمْ لِلْآخِرَةِ: لِقِصَرِ أَنْظَارِهِمْ، وَضَعْفِ إِيمَانِهِمْ، وَقِلَّةِ إِدْرَاكِهِمْ،

فَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الدُّنْيَا عَلَى أَنَّهَا الْأَصْلُ، وَأَنَّ الْآخِرَةَ – إِذَا عَمِلُوا لَهَا – فَإِنَّمَا يَكُونُ الْعَمَلُ لَهَا بِشَكْلٍ إِضَافِيٍّ لَا يَمُتُّ إِلَى وَاقِعِ حَيَاتِهِمُ الَّتِي خَلَتْ مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَفَرَغَتْ مِنَ الْمُهِمَّاتِ، وَامْتَلَأَتْ بِالتَّوَافِهِ وَالْمُغْرِيَاتِ؛ كَمَا هُوَ عَلَيْهِ حَالُ الْكَثْرَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ،

فَتَرَاهُمْ يُهْمِلُونَ فِي أَدَاءِ الْفَرَائِضِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَلَا يُؤَدُّونَهَا بِانْتِظَامٍ مَعَ الْجَمَاعَاتِ فِي الْمَسَاجِدِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾
[النِّسَاءِ: 103]،

وَأَكْثَرُ النَّاسِ يَتَأَخَّرُ فِي الْمَجِيءِ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، أَيْ: بَعْدَ صُعُودِ الْخَطِيبِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَتَفُوتُهُ مُعْظَمُ الْمَوْعِظَةِ الَّتِي يَنْبَغِي عَلَيْهِ الِاسْتِفَادَةُ مِنْهَا.

وَيُقَصِّرُونَ فِي بَاقِي أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَشَعَائِرِهِ الْعِظَامِ؛
كَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالْحَجِّ، وَالْعُمْرَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الشَّرْعِيَّةِ،
وَكَأَنَّهُمْ - حِينَ يَقُومُونَ بِالْأَعْمَالِ الْقَلِيلَةِ الْمَطْلُوبَةِ مِنْهُمْ - لَا يُؤَدُّونَهَا عَلَى أَنَّهَا فَرَائِضُ وَعِبَادَاتٌ شَرْعِيَّةٌ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ أَنْ يَقُومُوا بِهَا؛
وَإِنَّمَا يُؤَدُّونَهَا عَلَى أَنَّهَا مَظَاهِرُ اجْتِمَاعِيَّةٌ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُشَاطِرُوا مُجْتَمَعَاتِهِمْ فِي تَأْدِيَتِهَا فَقَطْ! وَهَذَا نَاتِجٌ عَنْ ضَعْفِ إِيمَانِهِمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ،

وَهَؤُلَاءِ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ – إِنِ اسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ – وَلَمْ يُصَحِّحُوا مَقَاصِدَهُمْ وَنِيَّاتِهِمْ، وَيُقَدِّمُوا الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى، وَيُوقِنُوا بِأَنَّ الْآخِرَةَ هِيَ الْأَصْلُ، وَأَنَّهَا الْبَاقِيَةُ، وَأَنَّ الدُّنْيَا إِلَى زَوَالٍ وَفَنَاءٍ وَانْتِهَاءٍ.

وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعِيبُ عَلَى هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ لَهُمْ:
﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾
[الْقِيَامَةِ: 20-21]،

وَيَقُولُ:
﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾
[الْأَعْلَى: 16-17]،

وَيَقُولُ – لِلَّذِينَ يُقَدِّمُونَ الْعَمَلَ لِلدُّنْيَا، وَيَتَغَاضَوْنَ عَنِ الْعَمَلِ لِلْآخِرَةِ:
﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
[التَّوْبَةِ: 38].

وَالْعَمَلُ لِلْآخِرَةِ مُقَدَّمٌ عَلَى الْعَمَلِ لِلدُّنْيَا:
﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾
[الْقَصَصِ: 77].

أقول ما تسمعون واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم
فاستغفرُوه..
إنه هو الغفورُ الرحيم

الخطبة الثانية

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
أَكْرَمَ بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ مَنْ أَطَاعَهُ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ،

وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،
شَهَادَةً نَسْعَدُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الدِّينِ،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
سَيِّدُ السُّعَدَاءِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،

صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَمَنِ اِقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ

= عِبَادَ اللَّهِ:

= اما الْقِسْمُ الثَّالِثُ:
هُمُ الَّذِينَ بَاعُوا الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِ الْآخِرَةِ:

فبَذَلُوا حَيَاتَهُمْ فِي طَاعَةِ رَبِّهِمْ وَعِبَادَتِهِ، وَنَيْلِ مَرْضَاتِهِ،
وَاشْتَغَلُوا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ،
وَلَمْ تَفْتِنْهُمُ الدُّنْيَا، وَلَمْ تَشْغَلْهُمْ عَنْ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَالْعِبَادَاتِ الَّتِي شَرَعَهَا لَهُمْ؛

بَلْ زَادُوا عَلَى الْفَرَائِضِ بِالْحِفَاظِ عَلَى النَّوَافِلِ؛ لِرَفْعِ دَرَجَاتِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ،

وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ،
الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ:
- «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ»
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ،

فَهَذَا الْقِسْمُ الْكَرِيمُ يَنْظُرُونَ إِلَى الدُّنْيَا؛ كَمَا قَالَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ؛ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ»
صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

وَكَانَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَتَابِعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ، يَتَسَابَقُونَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَيَتَبَارَوْنَ فِي الطَّاعَاتِ، وَيَتَنَافَسُونَ فِي أَعْمَالِ الْبِرِّ وَالْقُرُبَاتِ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
- أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا، فَقُلْتُ: "الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ - إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا"،

قَالَ:
- فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي،

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟»

قُلْتُ:
- "مِثْلَهُ"،

وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ:
- «يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟»

قَالَ:
- "أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"،

قُلْتُ:
- "وَاللَّهِ لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا".
صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ؛

وَلِذَا نَالَ أَبُو بَكْرٍ ثَنَاءَ رَبِّهِ تَعَالَى:
﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾
[اللَّيْلِ: 17-21].

فَلْنَعْمَلْ لِلدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ مَقَامِنَا فِيهَا،
وَلْنَعْمَلْ لِلْآخِرَةِ عَلَى قَدْرِ بَقَائِنَا فِيهَا،

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
- (يَا ابْنَ آدَمَ! ‌بِعْ ‌دُنْيَاكَ ‌بِآخِرَتِكَ تَرْبَحُهُمَا جَمِيعًا، وَلَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ فَتَخْسَرَهُمَا جَمِيعًا).

تَاللَّهِ لَوْ عَاشَ الْفَتَى فِي أَهْلِهِ
أَلْفًا مِنَ الْأَعْوَامِ مَالِكَ أَمْرِهِ

مُتَلَذِّذًا مَعَهُمْ بِكُلِّ لَذِيذَةٍ
مُتَنَعِّمًا بِالْعَيْشِ مُدَّةَ عُمْرِهِ

لَا يَعْتَرِيهِ النَّقْصُ فِي أَحْوَالِهِ
كَلَّا وَلَا تَجْرِي الْهُمُومُ بِفِكْرِهِ

مَا كَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي أَنْ يَفِي
بِنُزُولِ ‌أَوَّلِ ‌لَيْلَةٍ ‌فِي ‌قَبْرِهِ

وصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ تعالى
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
[الأحزاب: 56]

وَقَالَ ‏-صلى الله عليه وسلم:
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا-
(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد،

اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ

اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته
ولا هما إلا فرجته
ولا دينا إلا قضيته
ولا مريضا إلا شفيته
ولا ميتا إلا رحمته
ولا مظلوما إلا نصرته
ولا ظالما إلا قصمته

اللهم اغفر لنا وارحمنا
وعافنا واعف عنا
واقبلنا وتقبل منا

نسألك ربنا الستر فى الدنيا والستر فى الآخرة
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا
ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


نسألك ربنا الفردوس الأعلى من الجنة
ونسألك صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

اللهم أصلح لنا أحوالنا وأصلح لنا بيوتنا وأصلح لنا أولادنا وأصلح لنا نسائنا وأصلح أحوال بلادنا وبدل حالنا من حال إلى أفضل حال

اللهم ونصرك الذى وعدت لعبادك المستضعفين فى كل مكان
اللهم ونصرك الذي وعدت لإخواننا المستضعفين فى فلسطين وأهل غزة
اللهم أمدهم بمددك الذي لا ينقطع
اللهم إنهم مظلومون فانتصر لهم وانصرهم نصرا عزيزا مؤزرا

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين
وارحم موتانا وموتى المسلمين
وارحم آباؤنا وأمهاتنا كما ربيانا صغارا

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
[البقرة: 201]

= عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
[النحل: 90]

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم،
واشكروه على نعمه يزدكم،
ولذكر الله أكبر
والله يعلم ما تصنعون.

وأقم الصلاة..

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:58


اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


فحكم الله - عز وجل - أن مصيره إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وله إكرامٌ من الله جنتان عظيمتان، بل أربع جنان تكرمًا من الرحمن؛ يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46 - 64].

 

ومعنى مدهامتان؛ أي: شديدة الخضرة لما فيها من النضارة، فكان بمثابة السوداوين، وذلك إكرام من الله لمن خاف قلبه من لقاء الله تبارك وتعالى، وهكذا من خاف ربه سبحانه، فلا يمكن أن يتلطَّخ بدمٍ مسلم ولا مسلمة، ولا أن يقترف دمًا حرامًا ما دام أنه يخاف من ربه، وتأمل إلى ولدي آدم عليه السلام يقول تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28].

 

فهو من أسباب النجاة من القتل والتلطخ بالدم الحرام الذي يقول سبحانه وتعالى في حقه: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المسلم في فُسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لزوالُ الدنيا بأسْرها أيسرُ عند الله من إراقة دم مسلم بغير حقٍّ)، فحرمة المؤمنين عظيمة ودماؤهم محرَّمة معصومة: (لا يحل دم مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)، وإلا فدمُه معصومٌ ليس بهدر أبدًا، كذلك من أسباب العصمة من الزنا والوقوع في الفواحش والرذائل والقاذورات، يوم أن تكون خائفًا من ربك، يقول صلى الله عليه وسلم: (سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، ومن هؤلاء السبعة: (رجل دعتْه امرأة ذات منصب وجمالٍ، فقال: إني أخاف الله رب العالمين)، فهذا الرجل عندما دُعي إلى المرأة هي التي دعتْه مع المغريات الحاصلة - أمان وجمال ومنصب - إنها مغريات، ومع ذلك يقول: إني أخاف الله رب العالمين، كيف إذا طُبِّق هذا على من أطلقوا العنان لنفوسهم، فأدخلوا القنوات الفضائية إلى بيوتهم، وتتبَّعوها هنا وهناك، أو أنهم عكفوا على الإنترنت وما أشبه من الصور الفاضحة، كيف لو علِموا مثل هذا، وموقف الخائف من ربه تبارك وتعالى، إنه يريد أن ينجوَ من هذه الدنيا؛ مِن فِتنتها وأوحالها؛ ليفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، وهؤلاء قوم يعبدون الله، ومع ذلك يخافون أن تُرفض أعمالهم لما كان في قلوبهم من خوف الله؛ يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60].

 

تقول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر، فيقول لها: (لا يا ابنة الصديق، وإنما هم الذين يُصلون ويصومون ويزكون، ويعملون الأعمال الصالحة، ثم يخافون ألا تُقبل منهم).

 

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: الخوف المحمود ما حجَزك عن محارم الله، وقال بعض العلماء: خوف الله سببٌ للفوز بالدارين، وقال ابن كثير رحمه الله: لا تتم عبادة رجل إلا بالخوف والرجاء، يوم أن تكون دائمًا بين الخوف والرجاء، ترجو رحمة الله وتخاف عذاب الله، هذه تربية نفسية وتزكية لنفوسنا وقلوبنا، إن أردنا النجاة والفوز في الدارين، فلابد أن نربي أنفسنا على طاعة الله وعلى الخوف منه، ومراقبته في السر والعلن.

مَن يتَّق الله يُحمَد في عواقبه
ويَكفيه شرَّ مَن عزُّوا ومَن هانوا
من استجارَ بغير الله في فزَعٍ
فإن ناصرَه عجزٌ وخِذلانُ
فالزَم يديك بحبْل الله معتصمًا
فإنه الرُّكنُ إن خانتْك أركانُ
 

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


واحد من حملة العرش، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أطَّت السماء - أي سُمع لها صوتٌ وتحركٌ - وحُقَّ لها أن تَئِطَّ؛ ما فيها والذي نفس محمد بيده موضعُ شبرٍ إلا وملك ساجد أو راكع إلى يوم القيامة)، هؤلاء هم الملائكة يخافون ربَّهم، ويمر صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج برِفقة جبريل الأمين على ملك من ملائكة الرحمن وهو كالحلس البالي من خشية الله، من أي شيء يبكي يا عباد الله، إنما يبكي فَرَقًا من الله جل وعلا ما مع هؤلاء الملائكة من الأوسمة الرفيعة والمقامات العظيمة، لكنه من كان بالله أعلم كان له أخوفَ، فلما كان هؤلاء الملائكة عالمين بربهم، ازداد خوف الله – عز وجل – فيهم، وهؤلاء صفوة الخلق، وهم الأنبياء والرسل يخافون من الله - عز وجل - ولا سيما أولو العزم منهم، ففي يوم القيامة آدم صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم، دعواهم ودعوى غيرهم من الملائكة: اللهم سلِّم، سلِّم.

 

في ذلك اليوم العظيم يخافون من ربهم سبحانه وتعالى، وهم من أعبد الناس لله، وأطوع الناس لله، ونبينا صلى الله عليه وسلم العبد المغفور له ما تقدَّم وما تأخر، الذي حفِظه الله، وجعله بشيرًا نذيرًا، وهاديًا إليه - سبحانه وتعالى - ومع ذلك يأمره الله أن يقول للناس: ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأنعام: 15].

 

فكان يقوم من الليل فيصلي حتى تتفطَّر قدماه، تقول له عائشة بنت الصديق: يا رسول الله، أما قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فيقول: (أفلا أكون عبدًا شكورًا)، وقال مرة لأصحابه: (لو تعلمون ما أعلم، لضحِكتم قليلًا ولبكيتُم كثيرًا، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين من شدة البكاء، هذا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول مرة لأصحابه: (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقَم القرن)؛ يعني بذلك إسرافيل، (وحتى ينتظر الإذن ممن الله)، هذا مستوى رسول الله وهو العبد المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، يستيقظ مرة وهو بائت في بيت أم سلمة تقول: استيقَظ رسول الله ليلة وهو نائم عندي فزعًا يقول: (سبحان الله، ماذا أنزل الله الليلة من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، أيقظوا صُويحبات الحجر، رُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة).

 

وهذا عبد الله بن مسعود القرشي رضي الله عنه يقول له صلى الله عليه وسلم مرة: (يا بن مسعود، اقرأ عليَّ القرآن)، قال: أَقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال: (إني أُحب أن أسمعه من غيري)، فافتتحت سورة النساء حتى وصلت قوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال: (حسبُك الآن يا بن مسعود)، قال: فالتفتُّ إلى رسول الله وإذا عيناه تذرفان من الدمع، خوفًا من هول الموقف، ومن هول المطلع في ذلك اليوم العظيم.

 

فيا عباد الله، إن أمامنا مراحل يجب علينا أن نستغلَّها بالزاد، وأن نستعد لها بما يخرجنا من مضاجعها، فلا ينبغي أن نعطي أنفسنا الأمان، فمن أعطى نفسه الأمان في الدنيا ندم حين ولات مندم:

إن تَنجُ منها تنجُ من ذي عظيمة
وإلا فإني لا أخالك ناجيًا



فأمامك مصارع الحياة، أمامك الفتن التي يجب أن تتخذ موقفًا صارمًا، وأمامك سكرات الموت، وإنها لشديدة، وأمامك القبر وما فيه، وأمامك عرصات القيامة، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].

 

فهذه مراحل شديدة يجب على المؤمن أن يكون كيِّسًا فظنًا، وأن يتخذ لها الزاد، من هنا يقول تبارك وتعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين، وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فعباد الله، اتقوا الله، واعلموا يا عباد الله أن من ثمار الخوف من الله أن يُقبل العبد على طاعة ربه جل وعلا، إذا أنت خُفت من ربك سبحانه، فإنك تُقبل على العبادة بنَهَمٍ، وحينها فإنك تفارق المعصية ومواطنها، هذا سببٌ عظيم من أسباب النجاة، وهو أن تكون خائفًا من ربك سبحانه؛ لذا يقول تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّالجَنَّةَهِيَالمَأْوَى ﴾ [النازعات: 41].

 

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


الخوف من الله (خطبة)

الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]، أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، إن الخلق أمرهم الله جميعًا من أوَّلهم إلى آخرهم، ومن أقصاهم إلى أدناهم، غنيهم وفقيرهم، عربيهم وعجميهم، مسلمهم وكافرهم، أن يخافوه وأن يعظِّموه حقَّ تعظيمه، فقال جل وعلا: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]، وقال سبحانه: ﴿ فَلاَ تَخَافُوَهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175].

 

فسبب من أسباب صلاح القلوب والنجاة في الدنيا والآخرة أن يكون العبد خائفًا من ربه جل وعلا، وخائفًا من عذابه وأليم عقابه؛ إذ يقول سبحانه: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 30]، ونبينا صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه تعالى في الحديث القدسي أنه يقول بعد أن أقسم رب العزة والجلال بعظمته وعزته وكبريائه، فيقول سبحانه: (وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين، فمن خافني في الدنيا أمَّنته يوم القيامة، ومن أمَّنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)، وأنت بين أمرين عبد الله: إما أن تكون حافظًا لحدود الله، خائفًا من لقائه جل وعلا، والمدة يسيرة في ستين أو سبعين عامًا، وربما كان أقل من ذلك، ثم تفوز بأمن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم تأمَن حياة طويلة، أو أنك تفرِّط وتقصِّر فتُعطي لنفسك العنان، عنان الأمان، فلا تَعرِف لربك حقًّا والمدة يسيرة أيضًا، ثم أنت في نضالٍ وشقاءٍ في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؛ يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

 

فهؤلاء جاءَهم الأمنُ وهداهم الله في الدنيا والآخرة، يوم أن وحَّدوه - سبحانه وتعالى - وعظَّموه، وخافوا من عذابه ولقائه، فكانوا آمنين في الدنيا والآخرة، ومهتدين في الدنيا والآخرة، وكيف لا تخاف الله يا عبد الله، ونحن خلق صغير بالنسبة لخلق الملائكة ولبقية المخلوقات؛ يقول جل وعلا: ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [غافر: 57].

 

فالأرض وما فيها والسماوات تخاف من ربها جل وعلا؛ يقول سبحانه في كتابه الكريم: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11].

 

ولَما عرَض عز وجل الأمانة الدينية على السماوات والأرض والجبال، كان الإشفاق من السماوات والأرض والجبال ليس عصيانًا لله، لكن خوفًا من التفريط؛ فقال سبحانه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

 

فما أنت بالنسبة للسماوات والأرض الجبال، وما أنت بالنسبة للملائكة العظام الذين خلقهم الله من نور، وهم أقربُ منَّا إلى الرحمن، ومع ذلك يخافون جنابه، يخافونه ويَرهبون منه؛ يقول سبحانه: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50].

 

ويقول تبارك وتعالى: ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38]؛ أي: لا يَفتُرون من طاعة الله جل وعلا، هؤلاء الملائكة أعظمنا أجسامًا، إنهم مخلوقات عظيمة، يُرى نبينا جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح، قد سد ما بين المشرق والمغرب، ويقول: (أُذن لي أن أحدِّث عن ملك من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه ومنكبيه مسيرة سبعمائة عام)، بخفقان الطير السريع؛ يقول: (سبحانك ما أعظَمك)، هذا ملك

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


[7] أخرجه البخاري في: 8 كتاب الصلاة: 1 باب كيف فرضت الصلاة: في الإسراء.

[8] أخرجه مسلم (278).

[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري (358/ 47).

[10] إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/ 106).

[11] أخرجه أحمد (5/ 44).

[12] تفسير السعدي (ص: 635).

[13] أخرجه: مسلم 7/ 188 (2542).

[14] الفوائد (ص: 177).

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


أولًا: العمل الصالح عمومًا يوصلك إلى أعلى مراقي التوفيق، العمل الصالح عمومًا على اختلاف أنواعه بدنيًّا أو ماليًّا أو قوليًّا، والله عز وجل بيَّن أن الطاعة والتوفيق لها هو الفوز العظيم، فقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:71].

وها هو صلى الله عليه وسلم يوضِّح لك حقيقة التوفيق؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل له: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يُوَفِّقُهُ لعل صالح قبل الموت»[10].

قال أبو بكرة رضي الله عنه: إنَّ رجلًا قال: «يا رسول الله، أَيُّ الناس خير؟ قال: مَن طال عمره، وحَسُنَ عمله، قال: فأيُّ الناس شرٌّ؟ قال: مَن طَالَ عُمره، وساء عمله»[11].

ثانيًا: المجاهدة والمصابرة على الطاعة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ قال السعدي رحمه الله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ﴾، وهم الذين هاجروا في سبيل الله، وجاهدوا أعداءهم، وبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته، ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾؛ أي: الطرق الموصلة إلينا، وذلك لأنهم محسنون.

﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ بالعون والنصر والهداية، دل هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن مَن أحسَن فيما أُمِرَ به، أعانه الله ويسَّر له أسباب الهداية، وعلى أن من جدَّ واجتهد في طلب العلم الشرعي، فإنه يحصُل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه أمورٌ إلهية، خارجة عن مدرك اجتهاده، وتيسَّر له أمرُ العلم، فإن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل اللّه، بل هو أحد نَوْعَي الجهاد الذي لا يقوم به إلا خواص الخلق، وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين، والجهاد على تعليم أمور الدين، وعلى رد نزاع المخالفين للحق، ولو كانوا من المسلمين [12].

ثالثًا: التوكل على الله والإنابة إليه: قال الله تعالى عن شعيب عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، فالتوفيق منزلة عظيمة يهبها الله لمن أحب من عباده، فإذا علم الله من عبده الصدق والإنابة إليه، وفَّقه الله وهداه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ [الرعد: 27]، وإذا وفق الله العبد اجتباه ويسَّر له أبواب الخير، يضرب بسهم في كل باب تواقًا منهومًا مستسهلًا للصعاب طارحًا للعقبات..

رابعًا: بر الوالدين:
ومن أسباب التوفيق بر الوالدين، فالبر أثرُه في الدنيا التوفيق والسداد، وفي الآخرة الجنة؛ أخرج الإمام مسلم في صحيحه: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمدادُ أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرَأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعَل"، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتُب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحبُّ إليَّ، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رثَّ البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها برٌّ، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعَل، فأتى أويسًا فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه [13].

لماذا أُغلق باب التوفيق عن الناس؟ لماذا أغلق باب التوفيق عن بعض الناس؟

قال شقيق بن إبراهيم رحمه الله: أُغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:

1- اشتغالهم بالنعمة عن شكرها.

2- رغبتهم بالعلم وتركهم العمل.

3- المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة.

4- الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بأفعالهم.

5- إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها.

6- إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها[14].


[1] أخرجه أحمد (3/ 148، رقم 12527)، ومسلم (1/ 145، رقم 162).

[2] (فتح المنعم شرح صحيح مسلم (1/ 566).

[3] أخرجه البخاري (5/ 2128، رقم 5287).

[4] فتح المنعم شرح صحيح مسلم (8/ 175).

[5] حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (12/ 318).

[6] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 361).

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


مظاهر التوفيق في رحلة الإسراء والمعراج (خطبة)

السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله العلي الأعلى الذي أنعم علينا بنعمٍ لا تُحصى، ودفع عنا من النقم ما لا يُعد ولا يُستقصى، سبحانه من إله عظيم، أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به بصحبة جبريل الأمين إلى السماوات العلا، وأراه من آياته العظمى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا، قال وقوله الحق: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء:1].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نبي الهدى وخير الورى، والشفيع يوم القيامة في كل من وحَّد الله واهتدى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرماء، وعلى التابعين لهم بإحسان ما دامت الأرض والسماء، وسلم تسليمًا، أما بعد:

فأولًا: التوفيق للمتابعة في ربط البراق:

أول صور التوفيق أن وفَّق الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم لربطه البراق في الحلقة التي كان يربط بها الأنبياء، فاستنَّ بسنتهم واقتدى بهم؛ كما قال الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 90].

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال فركِبته حتى أتيت بيت المقدس، قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء)[1]؛ أي: ربطت البراق وقيَّدته بالحبل، يقال ربط - من باب ضرب - يربط ربطًا (بالحلفة)؛ أي: بحلقة باب مسجد بيت المقدس، ويؤخذ من قوله: (فربطته بالحلقة) الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل على الله؛ قاله النووي، وأنكره حذيفة؛ إذ رُوي عند أحمد والترمذي من حديث حذيفة قال: تحدثوا أنه ربطه؟ أخاف أن يفرَّ منه وقد سخَّره له عالم الغيب والشهادة؟ قال البيهقي: المثبت مقدَّم على النافي، يعنى من أثبت ربط البراق معه زيادة علم على من نفى ذلك، فهو أَولى بالقبول[2].

ثانيًا: التوفيق لاختيار الفطرة:
ومن أظهر صور التوفيق للنبي صلى الله عليه وسلم أن وفَّقه الله تعالى لاختيار الفطرة عندما عرض عليه ثلاثة أقداح اللبن وعسل والخمر، فاختار نبينا المختار صلى الله عليه وسلم اللبن، عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رُفعت لي السدرة، فإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران فالنيل والفرات، وأما الباطنان فنهران في الجنة، وأُتيت بثلاثة أقداح، قدح فيه لبن وقدح فيه عسل، وقدح فيه خمر، فأخذت الذي فيه اللبن، فقيل لي أصبت الفطرة) [3]؛ قال النووي: ألْهَمه الله تعالى اختيار اللبن، لِما أراده سبحانه وتعالى من توفيق هذه الأمة واللطف بها؛ ا.هـ.

قال ابن المنير: لم يذكر السر في عدوله عن العسل إلى اللبن، كما ذكر السر في عدوله عن الخمر، ولعل السر في ذلك كون اللبن أنفع، وبه يشتد العظم، وينبت اللحمُ، وهو بمجرده قوت، ولا يدخل في السرف بوجه، وهو أقرب إلى الزهد، ولا منافاة بينه وبين الورع بوجه، والعسل وإن كان حلالًا، لكنه من المستلذات التي قد يخشى على صاحبها أن يندرج في قوله تعالى: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ ﴾ [الأحقاف: 20]، قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن يكون السر في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان قد عَطِشَ، فآثر اللبن لما فيه من حصول حاجته، دون الخمر والعسل، فهذا هو السبب الأصلي في إيثار اللبن، وصادف مع ذلك رجحانه عليهما من عدة جهات؛ اهـ[4].

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: جَاءَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء لَمَّا أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اللَّبَن، قِيلَ لَهُ: أَصَبْت الْفِطْرَة... وَحَيْثُ جَاءَتْ الْفِطْرَة فِي كَلَام رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَالْمُرَاد بِهَا فِطْرَة الْإِسْلَام لَا غَيْر.

وكان لهداية النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء للفطرة حين خيِّر بين اللبن والخمر آثار فيما بعد، فوفَّقه الله تعالى لأحسن الدين، ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النساء:125]، وهداه لأحسن القول ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ ﴾ [فصِّلت:33]، وهداه لأحسن الحكم ﴿ أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة:50]، وهداه لأحسن الحديث ﴿ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ﴾ [الزُّمر:23][5].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:31


ثالثًا: التوفيق لعدم إزاغة بصره:
ومن صور توفيق صلى الله عليه وسلم أدبُه الجم مع ربه، ومع الحضرة الربانية، يصوِّر الله تعالى لنا ذلك المشهد بقوله: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 - 18].

إن هذا وصف لأدبه صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام؛ إذ لم يلتفت جانبًا، ولا تجاوز ما رآه، وهذا كمال الأدب والإخلال به - أن يلتفت الناظر عن يمينه وعن شماله، أو يتطلع أمام المنظور، فالالتفات زيغ، والتطلع إلى ما أمام المنظور طغيان ومجاوزة، فكمال إقبال الناظر على المنظور ألا يصرف بصره عنه يَمنة ولا يسرة، ولا يتجاوزه، هذا معنى ما حصلته عن شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله رُوحه.

وفي هذه الآية أسرار عجيبة، وهي من غوامض الآداب اللائقة بأكمل البشر صلى الله عليه وسلم، تواطأ هناك بصرُه وبصيرته، وتوافقا وتصادَقا فيما شاهده بصرُه، فالبصيرة مواطئة له، وما شاهدته بصيرته فهو أيضًا حق مشهود بالبصر، فتواطأ في حقه مشهد البصر والبصيرة، ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ [النجم: 11، 12]؛ أي: ما كذب الفؤاد ما رآه ببصره، فإن عادة النفوس إذا أقيمت في مقام عال رفيع أن تتطلع إلى ما هو أعلى منه وفوقه، ألا ترى أن موسى صلى الله عليه وسلم لَمَّا أُقيم في مقام التكليم والمناجاة، طلبت نفسه الرؤية؟! ونبينا صلى الله عليه وسلم لما أُقيم في ذلك المقام، وفاه حقَّه، فلم يلتفت بصره ولا قلبه إلى غير ما أُقيم فيه البتة؟ ولأجل هذا ما عاقه عائقٌ، ولا وقف به مرادٌ، حتى جاوز السماوات السبع حتى عاتب موسى ربَّه فيه، وقال: يقول بنو إسرائيل: إني كريم الخلق على الله، وهذا قد جاوزني وخلفني علوًّا، فلو أنه وحده؟ ولكن معه كل أمته، وفي رواية البخاري: «فلما جاوزته بكى، قيل: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أُمته أكثر ممن يدخلها من أمتي»، ثم جاوزه علوًّا فلم تُعِقْه إرادةٌ، ولم تقف به دون كمال العبودية هِمَّةٌ [6].

رابعًا: التوفيق في مراجعة موسى عليه السلام له في فرض الصلاة:
من صور التوفيق توفيقُ الله تعالى له بأن راجَعه موسى عليه السلام في شأن الصلاة؛ حيث أمره كليم الله تعالى أن يراجع ربَّه في عدد الصلوات؛ كما صح ذلك عنه صلى الله عليه وسلم؛ عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم عُرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرَض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررتُ على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمتك، قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعني فوضع شطرَها، فرجعت إلى موسى، فقلت: وضع شطرها؛ فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تُطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يُبدَّل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: استحييتُ من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشِيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أُدخلت الجنة فإذا فيها حبايلُ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك[7].

 خامسًا: التوفيق في وصف المسجد لكفار مكة:
من صور التوفيق في قصة الإسراء والمعراج ما وفَّق الله تعالى نبيه في وصف بيت المقدس، مع أنه صلى الله عليه وسلم دخله ليلًا ولم يتفقده، وكان بعض أهل مكة قد زار بيت المقدس، ويعرف وصفه، فأرادوا أن يتأكدوا من ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هنالك، فسألوه عن وصفه.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكُربت كربة ما كُربت مثلها قط، فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم)[8].

إنه توفيق الله تعالى وتسديده لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم - قوله: (فجلَّى الله لي بيت المقدس)، قيل: معناه كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته، ووقع في رواية عبد الله بن الفضل عن أم سلمة عند مسلم المشار إليها، قال: "فسألوني عن أشياء لم أثبتها، فكربت كربًا لم أكرب مثله قط، فرفع الله لي بيت المقدس أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا نبَّأتهم به".

ويحتمل أن يريد أنه حُمل إلى أن وُضِع بحيث يراه ثم أُعيد، وفي حديث ابن عباس المذكور: "فجيء بالمسجد، وأنا أنظر إليه حتى وضع عند دار عقيل، فنعتُّه وأنا أنظُر إليه"، وهذا أبلغ في المعجزة، ولا استحالة فيه، فقد أحضر عرش بلقيس في طرفة عين لسليمان، وهو يقتضي أنه أُزيل[9].

أسباب حصول التوفيق الإلهي:
وبعد أيها الآباء لعل سائلًا يسأل ويقول: ما الطريق إلى التوفيق؟

إليكم أيها الأحباب بعض وسائل التوفيق، إذا أردت أن تكون من الموفقين فعليك بما يلي:

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:30


 • إلى المتخاذلين من حكَّام العرب والمسلمين، إلى المنهزمين، إلى الذين يسعَون في إغراق الأمة باللهو المحرَّم ومَن يَعِيثون في الأرض فسادًا، وينشرون الباطل والزيغ، ويحرفون الأمة عن دينها وكتاب ربها وسنة رسولها، إلى الذين يسعَون ويحبون إشاعة الفواحش في بلاد الإسلام، في بلاد الطُّهر والنقاء، في بلاد العلم والعلماء، في بلاد المقدسات الإسلامية؛ نحن لا نقاتل بكثرة عدد ولا عُدَّة، إنما نقاتلهم بهذا الدين القويم، الذي أرسل الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، ونقله إلينا الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار بدمائهم، وضحُّوا بكل ما يملكون حتل وصل إلينا هذا الدين غضًّا طريًّا كما أُنزل.

 • أيها المسلمون، عودة إلى ساحة معركة مؤتة؛ روى البخاري عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب - جعفرًا الطَّيَّار رضي الله عنه - فوجدناه في القتلى، ووجدنا في جسده الشريف بضعًا وتسعين من طعنة ورمية كلها فيما أقبل من جسده".

 • وهذا سيف الله المسلول خالد بن الوليد يقول كما روى ذلك الإمام البخاري عن خالد قال: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقِيَ في يدي إلا صفحة يمانية"، أي شجاعة، وأي تضحية، وأي إقدام؟ إنهم الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، الذين سُكبت دماؤهم في كل أرض، وتحت كل سماء، من أجل إيصال هذا الدين العظيم إلى أرجاء المعمورة.

 • أيها المؤمنون، أخرج البخاريُّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن معركة مؤتة وما يحصل فيها، وخبر القادة الثلاثة واستشهادهم، قبل حصول المعركة، بوحيٍ من الله تعالى، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تذرفان من الدمع على أصحابه وعلى أُمَّتِهِ صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين، ثم ختم كلمته عليه الصلاة والسلام فقال: ((ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)).

 ومن الدروس والعبر في غزوة مؤتة:

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249].

 • إن الإيمان في قلوب أهله أقوى من كل قوى العالم.

 • على الأُمَّة أن تربي أجيالها وشبابها على حب دينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم، وحب من أوصَلَ لنا هذا الدين العظيم من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وأهل العلم الثقات في كل عصر ومصر؛ ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]، سؤال: أي شيء يقدمه لدينه وأُمَّتِهِ مغنٍّ أو ممثِّل هابطٌ أو ممثلة هابطة؟ ماذا سيقدِّم عشاق الغناء والخنا والرقص والكُرة لأُمَّتهم، إلى ما لا نهاية من قاموس التفاهة والمياعة واللامبالاة؟

 أخيرًا، ما يصنعه الأبطال في أرض الإسراء والمعراج، وما نراه من صبرٍ وصمود، وتحمُّل وجوعٍ من أهل غزة، كل ذلك يدل على عمق الإيمان والثبات وحمل الحق، وفي المقابل ما يقوم به الأعداء من يهود ونصارى، ومنافقين وأهل الضلال من حرب بشعة وإجرام لا نظير له، وقتلٍ وسفك للدماء، وهدم للبيوت والمساجد، وغير ذلك يدل على إجرام هؤلاء القوم، وأنهم لا يرقُبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، وإن الله لهم بالمرصاد، وإن لكل ظالم نهاية ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 ألَا وصلُّوا وسلِّموا.على البشير النذير والسراج المنير

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:30


غزوة مؤتة: دروس وعبر (خطبة)

أبو سلمان راجح

• خطبة الحاجة.

المقدمة:

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

• أيها المؤمنون، إن على الأمة الإسلامية أن تُربِّيَ أجيالها على حبِّ دينهم، واعتزازهم بإسلامهم، والشعور بالنصر والعلوِّ والفخر؛ ألَا فَلْيُنقَش على القلوب، والصدور، ولْتُردِّده الأَلْسُنُ والأفواه، ويُكتب في السطور: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].
أيها المسلمون، عنوان هذه الخطبة: (غزوة مؤتة... دروس وعبر).

أيها الناس، في جُمادى الأُولَى وفي مثل هذا الشهر سنة 8 من الهجرة، وقعت هذه الغزوة، وهي من أعظم الغزوات في تاريخ الإسلام، حينها وقف المسلمون مدهوشين، لم يكن في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العَرَمْرَمِ الذي لقُوه بغتةً في أرض غريبة بعيدة، وهل يتصور أن جيشًا قُوامه (3000) مقاتل يواجه مائة ألف جنديٍّ.

أيها الناس، إن الإيمان يصنع العجائب، أيها المسلمون، مؤتة قرية على مشارف الشام، وهي التي تسمى اليوم (الكرك).

• وسبب هذه الغزوة - أيها المسلمون - أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين أرسل الحارث بن عمير الأزدي رسولَه إلى ملك بُصرى، واعترضه شرحبيل بن عمرو الغسَّاني، فأوثقه ربطًا، ثم قدَّمه، فضرب عنقه، ولم يُقتَل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسولٌ غيره، فاشتدَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه الخبر، فندب الناس ودعاهم للخروج إلى الشام؛ لتأديب ذلك العميل للرومان، وسرعان ما اجتمع من المسلمين (3000) مقاتل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمير الجيش زيد بن حارثة، فإن قُتِلَ فجعفرُ بن أبي طالب، فإن قُتِلَ فعبدُالله بن رواحة، فإن قُتِلَ، فلْيَرْتَضِ المسلمون منهم رجلًا فليجعلوه عليهم)).

وكانت وصيته صلى الله عليه وسلم لجيشه وعسكره وقادة جيشه، أن يدعوا مَن هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا، وإلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم.

 أيها المسلمون، ففي مثل هذا الشهر من جمادى الأولى سنة (8) للهجرة، حدث عظيم، وقامت حرب دامية هي أعظم حربٍ يخوضها المسلمون في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانت مؤشر البدء لفتح بُلدان النصارى، إن هذه الغزوة أكبرُ لقاءٍ مثخن يدخله عسكرُ المسلمين منذ قامت سوق الجهاد في سبيل الله.

 تقدَّم رسول الله، وعيَّن قادة الجيش، وأوصاهم، ودعا لهم، ومما قال في دعائه: ((اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَن كَفَرَ بالله، ولا تغدِرُوا، ولا تُغِيروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلًا بصومعته، ولا تقطعوا نخلًا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء))، أين من يتشدقون اليوم بحقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وحقوق الأقليات؟ لقد انكشفت سوءتُهم، وبانَ كذِبُهم، وماتت مبادئهم في مهدِها، وها نحن نرى ذلك عيانًا، والعالم كله يشهد بإجرام العالم الغربي النصراني الكافر، والعالم يشهد بإجرام الصهاينة المجرمين، فما نراه في أرض الشام وأرض فلسطين وأرض غزة من دمار وإهلاك للحرث والنسل ودمار للمدن على ساكنيها، وقتل الأطفال والنساء وهدم المساجد، وهدم المشافي، ومسح للمدن والأحياء من على وجه الأرض، إن ذلك كله دليل على إفلاس الغرب الكافر، وعلى همجية النصارى واليهود، ودليل على حقد دفين متجذِّرٍ في قلوبهم، وعلى ما يحملونه من حقد وكُرْهٍ للإسلام وأهله.

 أيها المسلمون، وَصَلَ جيش الإسلام، جيش التوحيد، جيش الإيمان، من الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار إلى مؤتةَ من أرض الشام، ولم يكن في حسبانهم أنهم سيواجهون مائة ألف جندي من علوج الروم النصارى، ولكنهم ثَبَتوا واستعانوا بالله الذي بيده الأمر، وتقدَّم القادة الأبطال يحملون أرواحهم في أكُفِّهم، ومرادهم نصرةُ هذا الدين، والانتصار لدين رب العالمين، والانتصار للمظلومين من الظالمين، ثلاثة آلاف من جند التوحيد يواجهون مائة ألف من جنود الطاغوت، وتقدم القائد المغوار زيد بن حارثة، فقاتل قِتالَ الأبطال الشجعان، وهو يحمل راية الحق والعدل والتوحيد، فسقط شهيدًا، ثم أخذ الراية جعفر الطيار رضي الله عنه، بطل من الأبطال، وشجاع من الشجعان، مِقدامٌ مِغْوارٌ، فقاتل قتالًا لم يُعلَم له نظير، رايته بيده، وسيفه يضرب به هاماتِ الكفار، يَتَجَنْدَلُون بين يديه تجندل الفئران، قُطعت يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى، وقُطعت يده اليسرى فاحتضنها بعَضُديه، حتى خرَّ شهيدًا مُضرجًا بدمه، ثم أخذ الراية عبدالله بن رواحة، فقاتل قتال الأبطال حتى لحِقَ بصاحبيه شهيدًا، فرضِيَ الله عنهم ما تعاقب الليل والنهار.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

28 Nov, 18:30


 ثم إن الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار اصطلحوا على قيادة جديدة فذَّة فَتِيَّة، لها صولاتها وجولاتها، تاريخها في الجاهلية معلومٌ، وشجاعتها في الحروب مشهورة؛ إنه سيف الله المسلول، الذي سلَّه على المشركين، إنه القائد المغوار خالد بن الوليد رضي الله عنه، الذي لم يُهزَم لا في جاهلية، ولا في إسلام.

 فتحرَّك القائد المغوار، وهو يرى جموع الكفر والشرك والضلال من الروم النصارى وأذنابهم ومن كانوا لهم عملاء، فبسرعة خاطفة أعاد ترتيب الجيش، وعمل خُطَّةً جديدة لتفادي الخسائر الفادحة، فجعل مُقدَّمة الجيش في الْمُؤْخَّرة، وميمنة العسكر في الميسرة، وميسرة الجيش في الميمنة، فذَهَلَ العدوُّ وطاشت عقولهم، وظنُّوا أن المدد قد وصل لجيش التوحيد، فخارت قواهم، وانهزمت معنوياتهم، ودبَّ الخوف والرعب في قلوبهم: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17]، وانسحب خالد بن الوليد أمير الجيش شيئًا فشيئًا، حتى لا يتفطن له العدو، وانطلق راجعًا بجيشه إلى المدينة النبوية، وخلَّف وراءه القادة الأبطال العظماء: زيد بن حارثة، وجعفرًا الطيار؛ جعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.

 أيها المسلمون، وهكذا كانت تلك الغزوة، وتلك المعركة، وتلك الملحمة من ملاحم التاريخ الإسلامي المشرق، التي سطَّرها الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار بدمائهم، وبنَوا لهذا الدين عزًّا بجماجمهم، وأرغموا أنوف الكافرين بتضحياتهم، وبجهادهم وببذلهم، أين لنا اليوم من أمثال أولئك الأبطال، الذين وصل خبرهم إلى مشارق الأرض ومغاربها؟ أين لنا اليوم من أمثال أولئك الأصحاب الذين علَّموا الدنيا هذا الدين، ونشروا كلام رب العالمين، وعلَّموا الناس سيرة وسنة سيد الأولين والآخرين، ونشروا العدل والأمن والأمان، ورَعَوا الحُرُمات، وكانوا سيفًا مُسلطًا على الكفر والكافرين، وعلى الشرك والمشركين، وعلى اليهود المغضوب عليهم، وعلى سائر النصارى الضالين، وعلى النفاق والمنافقين، وعلى سائر أعداء الدين؟!

 أيها المسلمون، فهل لهذه الأمة وفي هذا الزمن رجالٌ كرجال الصحابة، أو إننا اليوم نرى أشباهَ الرجال ولا نرى رجالًا، باعوا عقيدتهم ودينهم، وسلَّموا أوطانهم لعدوهم، وسَعَوا في الأرض ليُفسدوا فيها، وأهلكوا الحرث والنسل، وجلبوا لشعوبهم الخَنَا والرقص، وشجعوا على التفسُّخ والعريِ، وفتحوا بلدانهم لكل ساقط وساقطة، وكرَّسوا للباطل وشجَّعوه ودعموه، ونشروا الشُّبَهَ وحاربوا السنن، وأظهروا البدع والضلالات، وحاربوا الكتاب العزيز الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42]، ووقفوا حجرَ عثرةٍ أمام سُنَّة سيد الخلق أجمعين، وكذبوها وحاربوها، وعمِلوا على تشويهها؟ وإلى الله المشتكى.

 فلا مخرج لهذه الأمة إلا بالرجوع إلى ذلك المنهج الصافي المحفوظ بحفظ الله: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 137].

 بارك الله لي ولكم، قلت ما سمعتم...

 
الخطبة الثانية

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وأزواجه أجمعين؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فقد قال تعالى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176]، إن في التاريخ العِبَرَ، وإن الأيام دولٌ، وإن لكل ظالم نهايةً، وإن في ذلك لعبرةً وآية، تجبَّرت ملوك الرومان، وحشدت الحشود العظيمة، وأرهبت القبائل العربية، ثم ماذا حصل لقياصرة الروم؟ مُحِيَت دولتهم، وخربت ديارهم، وأصبحوا شَذَرَ مذَرَ، وكان ذلك خلال سنوات قليلة بعد غزوة مؤتة، وكذلك فُعِلَ بأكاسرة الفرس، ومُحِيَت دولتهم، وذهبت صولتهم وجولتهم في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأصبحت رايات التوحيد هي التي ترفرف فوق أرض العراق والشام ومصر، وأصبحت شريعة الإسلام وما جاء به خير الأنام محمدٌ عليه الصلاة والسلام، تحكم تلك الأراضي والمدن، والقلاع والحصون، التي بُنِيَت على أيادي تلك الأمم التي حاربت الرسل والرسالات.

 أيها المؤمنون، إن هذه الأمة لا تحارب أعداء الدين وأعداء الحق بكثرة عددٍ ولا عُدَّة، مع أنه لا بد من الأخذ بالأسباب والأعداد: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60].

 أيها المسلمون، إلى أهل الإسلام والحق الداعين إليه، المرابطين على ثغور السِّنان، وإلى المرابطين على ثغور الكلمة، ونشر المبادئ الإسلامية الصحيحة؛ الكتاب والسنة، إلى الساعين لإعادة الأمة إلى مجدها وعزها: ما نقاتل أمم الكفر والشرك وأعوانهم بعدد ولا بعُدَّة ولا بكثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

25 Nov, 22:07


نسي البؤس والشقاء والتعب، نسي هذا كله في الجنة. إذا فالرصيد الحقيقي الذي يرفعك عند الله. هو رصيدك من الحسنات والطاعات.

انظروا الى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. كيف كان يلفت أنظار أصحابه الى ذلك?
يتفقد رصيدهم ويبين لهم أن أعلاهم قدرا هو اكثرهم طاعات وليس اكثرهم مالا. في صحيح مسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما من أصبح منكم اليوم صائما قال ابو بكر انا يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم من تبع منكم اليوم جنازة? قال ابو بكر انا يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم من اطعم اليوم منكم مسكينا? قال ابو بكر انا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم من عاد منكم اليوم مريضا? قال ابو بكر أنا يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن يعني هذا اربع الخصال. ما اجتمعن في امرئ الا ادخلنه الجنة. انظروا كيف يلفت النبي صلى الله عليه عناية الناس بهذه الامور. لقد اصدقنا النصيحة. هذه الامور التي ترفع قدرك عند الله. تجعل لك مكانة عند الله التي تبقى معك ابد الابدين. اما ما سواها. فيذهب عنك عما قريب ابو بكر رضي الله عنه من افضل الناس لها. انظروا في يوم واحد كيف اجتمعت فيه اربع خصال? صائم. شيع جنازة. اطعم مسكينا. عاد مريضا. فعل هذا في يوم واحد دون ترتيب. هو لم يكن يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان سيسأله عن هذه الاربع هذا دليل على ان هذا تجده اغلب الايام. ولذا جاء في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم من انفق زوجين في سبيل الله يعني صنفين. دعياء من ابواب الجنة يا عبد الله هذا خير فان كان من اصحاب الصلاة دعي من باب الصلاة. وان كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد. وان كان من اهل الصيام دعي من باب الريان. وان كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة الشيء العجيب هو السؤال الذي سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقام ابو بكر فقال يا رسول الله فهل على احد من بأس? ان دعي من تلك الابواب؟ شوف الانسان الطموح صاحب الهمة والعزيمة الذي يعرف مقدار النصيب الحقيقي في الاخرة يا رسول الله انا لا اطمع ان ادخل من باب فادعى منه هل يوجد انسان يستطيع ان يدخل من كل تلك الابواب يتخير منها ما يشاء قال نعم وارجو ان تكون منهم. الله اكبر. وارجو ان تكون منهم. هذا ابو بكر كان غنيا. لم يكن فقير. لكنه كان يستوي عنده الذهب والتراب. لا تأتي مناسبة للانفاق والصدقة الا تصدق بماله كله لا يأتي باب من الخير والمعروف الا كان اول الوافدين فيه. لانه عرف حقيقة الدنيا وحقيقة الاخرة. رصيدك لا ينفعك في الآخرة فقط حتى في الدنيا ينفعك. اهل الرصيد من الطاعات والخيرات والحسنات ينتفعون بها حتى في الدنيا. انظروا الى نبي الله يونس. حين قصر في أمر من الأمور فعاقبه الله.

وأمر الحوت أن يلتقمه. أن يجعله في بطنه. هذه من أعجب الاشياء. تخيل ان يكون إنسان داخل بطن حوت والحوت تعرفونه يخوض في الاعماق. من البحار يكفي ان الضغط الجوي يمكن أن يفجر طبلة الاذنين يمكن ان يفجر الشرايين. في جسم الانسان. ولكن الله جعله معجزة عجيبة. فهو ينام في بطن الحوت. دون ان يتأذى

لكن انظروا الى التعليق الرباني على قصة يونس. قال الله فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. يعني لولا ما كان من رصيد الطاعات. كان كثير الصلاة والعبادة والذكر. لولا ما سلف من امره لكان عقابه ان يبقى في بطن الحوت الى قيام الساعة. ولكن رصيده هذا نفعه فأنجاه الله في بضع أيام. فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. واخبر الله عن زكريا قال وزكريا اذ نادى ربه ربي لا تذرني فردا. يعني وحيدا وانت خير الوارثين. فاستجبنا له ووهبنا له يحيى. رزقه الله الذرية. وقد يأس منها. وقد أصبح شيخا فاستجبنا له ووهبنا له يحيى واصلحنا له زوجه يعني زوجته عادت شابة بعد ان كانت عجوزا لماذا فعلت ذلك يا رب? قال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. رصيدهم الثابت نفعهم. فأجبت دعاءه ولبيت طلبه وأسعدته آخر حياته. انهم كانوا يسارعون في الخيرات. ليس فقط هذا الرصيد ينفعك وحده بل حتى أولادك وذريتك من بعدك. ينتفعون بصلاحك. ينتفعون برصيد الخير الذي عندك. من أين جئنا بهذا المعنى؟
من كلام الله. قال الله تعالى وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما. وكان ابوهما صالحا ابوهما صالحا. فأراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك. سخر الله نبي كليم الله موسى وولي من اولياءه الخضر. وجاء بهما من اطراف الارض ليقوما بخدمة يتيمين فيسويان لهما الجدار ويحفظ لهما الكنز. لماذا يا رب? قال وكان ابوهما صالحا. كان أبوهم رجل صالح.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

25 Nov, 22:07


فا الله سبحانه وتعالى رحم حال اولاده. وسخر نبيه ووليه لخدمته حتى أن الخبر اخبر عن نفسه قال وما فعلته عن أمري أصلا أنا ما فعلت هذا الأمر بإختياري إنما كان هذا بأمر الله بأمر الله تخيل أن يسخر الله الأنبياء والصالحين لخدمة اولادك وذريتك والسبب كان أبوهما صالحا هذا الذي يريد أن يؤمن أولاده. بعض الناس إذا وصل الى سن الخمسة والاربعين والخمسين. ولم يبني لأولاده بيت. أو لم يزوجهم او لم يوظفهم. يحزن. يقول والله انا ما انجزت في حياتي شيء. إن أولادي سيتشردون من بعدي. أولادي يتبهذلوا من بعدي. لا تخف لك رصيد من طاعة الله فلا تخشى عليهم. الله يتولاهم وهو يتولى الصالحين.
في مستدرك الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلق حفصة. حفصة بنت عمر رضي الله عنه قد طلقها طلقة. ثم راجعها. لماذا راجعها؟ قال جاءه جبريل فقال يا محمد راجعها الصلاة. فانها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة. تخيل ان تتدخل السماء لترجع زوجه الى زوجها. لماذا؟ لانها تمتلك رصيد. كانت صوامة القوامة. ليس ذلك وحسب بل بشرها وبشره بأنها زوجته في الجنة. الرصيد ينفع? ينفع؟ نفع أصحاب الغار كما في الصحيحين خرجوا في سفر اواهم المبيت في الليل فوجدوا كهفا فدخلوا فيه. فسقطت الصخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار. أيقنوا بالهلاك. قال بعضهم لبعض. ان كان لكم من نجاة. فبرصيدكم الحسن. ليختار من رصيده افضل ما عنده. فإنها املكم في النجاة إلا ان يشاء الله. جاء الاول برصيده فكان افضل ما في رصيده بره بوالديه. احسانه اليهما. ففرج الله عنهم شيئا قليلا. جاء الثاني بخوفه من الله حين قدر على الزنا وتمكن منه وتيسرت اسبابه تركه. خوفا من الله. ففرج الله عنه. جاء الثالث بأمانته وورعه. فحافظ لذلك الأجير بأجره بل نم له حتى أصبح واديا من الإبل والبقر والغنم والعبيد فأعطاه المال كله ولم يأخذ منه شيئا فنفعه الله بذلك فانفلقت الصخرة وخرجوا يشكرون ،الله فرصيدك ينفعك والعكس بالعكس إن كان رصيدك سيئا مخيبا للآمال فإنه لا يجيب. لقد آمن فرعون قبل أن يموت. آمن فرعون. قال الله وجاوزنا ببني إسرائيل البحر. فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا ادركه الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. ماذا يمكن أن يقول الانسان المؤمن اكثر من هذه المقولة؟ آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين. ماذا قال الله? آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. الآن تتوب. وقد كان رصيدك أسودا. مليئا بالمنكرات والفجور والمعاصي والذنوب حتى الدعاة بعض الناس يكون بعيدا عن الله مقصرا في حقه حتى إذا أدركته الحاجة والضرورة رفع يديه فقال يا رب يا رب ولم يكن له رصيد سببا له في إجابة الدعاء. عند الترمذي بسند حسن قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر. أو ليسلطن الله عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم. قال أتحت لكم الفرصة أن تملأوا رصيدكم من الخير فلم تفعلوه. الآن تدعونه أن يرفع عنكم العذاب والعقاب. من كان له رصيد من الخير اجابه الله في وقت حاجته وشدته.

اسأل الله تعالى ان يعفو عنا انه على كل شيء قدير. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات الذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.فيا فوز المستغفربن

*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد

فإن من أشقى عباد الله عبد أتى بطاعات كالجبال. بصلاة وصيام وصدقة وبر ومعروف. وصلة ولكنه يأتي ربه يوم القيامة وقد صارت هباء منثورا.

هذا الشقي. في صحيح مسلم. قال صلى الله عليه وسلم أتدرون من المفلس? قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع اللي ما عنده فلوس هذا هو المفلس. قال لا. هذا في الواقع ما هو مفلس. المفلس في الدنيا الذي هو قليل يوشك أن يمن الله عليه. فيغنيه فيعوضه إن لم يعوضه في الدنيا يعوضه في الاخرة. لكن المفلس الحقيقي هو من يأتي ربه بصلاة وصيام وزكاة. ولكنه يأتي وقد سب هذا وشتم واخذ مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيعطى هذا من حسناته. وهذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله. هذا أشقى الخلق. هذا الذي يشتغل للناس.
هل رأيتم انسان يشتغل ويكد ويتعب ثم يدفع الأجرة للناس؟
هذا مثل الذي يصلي ويصوم ويبر ويفعل ما يفعل. ولكنه في كل يوم يقع فيما يصفر رصيده. فيما يوقعه في الإفلاس. وهي حقوق الآدميين. يسب هذا. ينم هذا. يغتاب هذا. يطعن في عرض هذا. يأخذ مال هذا فيأتي الناس يوم القيامة وكلهم شحاح على حقوقهم. فإذا طالبوا بحقوقهم لم توفي طاعاته ما لهم من الحقوق. فيؤخذ من سيئاتهم ثم يطرح في نار جهنم والعياذ بالله.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

25 Nov, 22:07


ان من الناس. من اغناه الله سبحانه وتعالى برصيد الاخرة? يدعو فيستجاب له. يرجو فيأمن الله رجاؤه. ذكر محمد ابن المنكدر رحمه الله فيما رواه ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة قال كانت لي سارية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كنت اصلي واجلس اليها. وكان اهل المدينة قد قحطوا في سنة من السنين قحطا شديدا. فخرجوا فصلوا الاستسقاء. فلم ينزل المطر. قال فجلست يوما اصلي. ثم استندت الى سارية المسجد مهموما. اي مما يلحق الناس من الضيق والشدة? اليس في الناس من يدعو فيستجيب الله له فيسقيه الله. قال فبينما أنا في تلك الحال والمسجد مظلم. اذ دخل رجل اسود تعلوه صفرة. حتى اذا وجد سارية من سواري المسجد في الظلام. رأيته فإذا كفاءات كساء قد جعله اذار وكساء اقصر منه قد جعله على عاتقه. فمد الكساء الذي على عاتقه ثم صلى ما شاء الله. فلما انتهى من صلاته رفع يديه الى السماء. وقال اي ربي خرج أهل حرم نبيك. فلم تسقهم اقسم عليك ألا أسقيتهم الساعة الساعة. قال محمد بن المنكدر فقلت رجل مجنون. من هذا الشخص المجنون? الذي يقسم على ان يلبي طلبه. قال فوالله ما وضع يديه من الدعاء حتى سمعت الرعد والبرق. واذا السماء قد امطرت حتى ما يقدر الإنسان أن يخرج الى أهله. قال فلما رأى المطر حمد الله حمدا كثيرا وأخذ كساءه فجعله على ظهره ثم انصرف الى ذلك. من أين لنا بعبد يدعو الله? في كشف الله الضر. نحن ندعو لأهل غزة ولاهل فلسطين. اليس في هذه الأمة رجل يدعوه فيستجيب الله له?
اليس فينا من يقسم على الله فيبر الله سبحانه وتعالى قسمه؟!
اليس فينا من يملك من الرصيد ما يؤهله لهذا؟

أسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنكم. وأن يغفر لنا ولكم إنه على كل شيء قدير.

صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله جل ذكره إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم تب علينا يا خير التوابين اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك. وعزائم مغفرتك. والسلامة من كل اثم. والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأقم الصلاة
________

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


فدل هذا على كلَّ من أحب شيئاً وأطاعه، وكان غاية قصده ومطلوبه، ووالَى لأجله، وعادى لأجله، فهو عبده، وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه؛ ولذلك سمَّى الله طاعة الشيطان في المعصية عبادة للشيطان، (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) [يس:60-61]. فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن.

ومن قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته، فقد كذب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله تعالى في طاعة الشيطان والهوى، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ) [القصص:50]، (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) [ص:26].

قال الحسن: "اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته". وقال أبو يعقوب النهرجوري: "كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة". وقال يحيي ابن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".

ومن هنا يُعلم أن من أتى بلا إله إلا الله ينجو من النار ويدخل الجنة برحمة الله تعالى، بشرط أن يسلم من أنواع الظلم الثلاثة: ظلم الشرك، وظلم العباد، وظلم العبد نفسه بالمعاصي، فمن أشرك دخل النار، ومن ظلم العباد كان منه القصاص، ومن ظلم نفسه بالكبائر كان تحت المشيئة.

فاتقوا الله ربكم، واقدروا كلمة التوحيد حق قدرها، واعرفوا لها فضلها، وحققوا شروطها، وجانبوا نواقضها؛ حتى يكون لكم الأمن في الدنيا والآخرة، ثم صلوا وسلموا على خير خلق الله.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*فضـــــل لا إله إلا الله*
*للشيخ/ إبراهيم الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، تفرد بالجلال والكمال، وتنزه عن النظراء والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتعبد الموحدون بذكره، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء:44].

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله حتى يقرر أن لا إله إلا الله؛ فأقام الدين، ونشر التوحيد، وأوضح الشريعة، حتى توفاه الله تعالى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، أئمة الهدى، وأنوار الدجى، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].

أيها المؤمنون: كلمةٌ التقوى هي كلمةُ الإخلاص والتوحيد، لا إله إلا الله، وهي شهادةُ الحق ودعوةُ الحق، وبراءةٌ من الشرك. لأجلها خُلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:25 (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) [النحل:2].

قال سفيان بن عيينه -رحمه الله تعالى-: "ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله". لأجل هذه الكلمة أعدت دارُ الثواب ودارُ العقاب، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد؛ فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر.

هي مفتاحُ الجنة وثمنها، وهي دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحاً، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما صح ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي موجبةٌ للمغفرة، ومنجاةٌ من النار. سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤذناً يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: "خرج من النار" أخرجه مسلم، وقال أبو ذر -رضي الله عنه-: قلت يا رسول الله، كلمني بعملٍ يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: "إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشرُ أمثالها"، قلت: يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: "هي أحسن الحسنات" أخرجه أحمد.

لا إله إلا لله تمحو الذنوب والخطايا، وتجدد ما درس من الإيمان في القلب، وهي أفضل الذكر، وأثقل شيء في الميزان، كما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-ما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن نوحاً قال لابنه عند موته: "آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كنّ في حلقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله" أخرجه أحمد بسند صحيح.

إن هذه الكلمة العظيمة إذا قالها المسلم صعدت إلى السماء، وخرقت الحجب؛ حتى تصل إلى الله تعالى، أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما قال عبدٌ لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش، ما اجْتُنبت الكبائر".

هذه الكلمةُ أفضلُ الأعمال، وأكثرها تضعيفاً، تحفظ العبد من الشيطان، وتعدل عتق الرقاب؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه" متفق عليه.

وهي التي تفتح أبواب الجنة؛ كما جاء في حديث عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". أخرجه مسلم.

تحرم النار على من قالها مخلصاً؛ كما في حديث عتبان بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" أخرجه الشيخان، وعندهما أيضاً أن الله تعالى يقول: "وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله"، ولهذا السبب فهي تقطع ظهر إبليس، كما قال سفيان الثوري: "ليس شيء أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله".

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


أيها الأخوة: هذا بعض من فضل لا إله إلا الله؛ ولكن هل ينال فضلها وبركتها من قالها بلسانه فقط؟ كلا؛ حتى يستيقن بها قلبه كما جاء في بعض الأحاديث" مستيقنا"، وفي آخر "خالصاً من قبل نفسه"، وفي آخر "مخلصاً" وفي آخر "يبتغي بذلك وجه الله"، وفي آخر "يقولها حقاً من قبله"؛ إذ تفيد هذه الأحاديث أنه لا يكفي قول اللسان.

نعم يكفي قول اللسان في حقن دمه وماله، ومعاملته في الدنيا كمسلم ما لم يأت بناقص لها، كما ثبت أن أسامة -رضي الله عنه- قتل رجلاً بعد أن قال: لا إله إلا الله فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أسامة، قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟" قال: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح! قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"، وفي رواية "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: "وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" قال أسامة -رضي الله عنه-: "فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ". أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.

أما في الآخرة فلا تكون سبباً في دخول الجنة والنجاة من النار إلا باستكمال شروطها، وانتفاء موانعها، كما تواترت بذلك النصوص، قيل للحسن -رحمه الله-: "إن ناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة". ولما سئل وهب بن منبه رحمه الله: " أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك". وقال الحسنُ للفرزدق وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العُدَّة! لكن، لـ "لا إلا الله" شروط، فإياك وقذفَ المحصنات!.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-: "وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غيرُ الله، والإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالاً، ومحبة وخوفاً ورجاءً، وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه، ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله لغير الله عز وجل، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك؛ ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها طاعة غير الله، أو خوفه، أو رجاؤه، أو التوكل عليه، والعمل لأجله" ا.هـ.

فمن ظن أن مجرد النطق بهذه الكلمة ينجيه من النار ويدخله الجنة، ولو لم يستيقن بها قلبه، وتعمل بهذا اليقين جوارحه، فقد أخطأ في ظنه؛ لأن كثيراً ممن يقعون في نواقض الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام وأهله من المنافقين يقولونها، ومنافقو عهد الرسالة الذين مردوا على النفاق كانوا يقولونها بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حقناً لدمائهم وأموالهم! ومع ذلك أخبر الله أن المنافقين بفعلهم هذا يخادعون الله وهو خادعهم؛ فكان جزاؤهم أنهم في الدرك الأسفل من النار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد:19].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

*الخطبة الثانية:*
الحمد لله حمداً طيبا كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى؛ فإن الإيمان مع التقوى، يجعلُ العبد من الأولياء، وأولياءُ الله لهم البشرى، (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس:64].

أيها الإخوة المؤمنون: اتِّباعُ الهوى من أعظم ما يعارض كلمة التوحيد، لأن لا إله إلا الله تقتضي عدم طاعة الهوى، وإلا كان الإله هو الهوى، كما قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) [الجاثـية:23]. قال قتادة: "هو الذي كلما هوى شيئاً ركبه، وكلما اشتهى شيئاً أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى"، ويشهد لهذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش" أخرجه البخاري.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الاختلاط وخطره على العفاف*
*للشيخ / عبدالله العواضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1 ]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الأحزاب:70-71].
أما بعد:

أيها المسلمون: إن هناك معاول هدم وخدش لحصن العفة والصيانة، قد يغفل الناس عنها، أو يتساهلون في الحذر منها، ولا يستيقظون إلا على قرع البلاء الشديد لأبوابهم.

ومن تلك المعاول التي قد تتابعت ضرباتها وما زالت، ووجدت آثارها الموجعة على جدار العفة: معول الاختلاط بين الذكور والإناث في أماكن الدراسة؛ في المدارس والجامعات والمعاهد والمنتديات، وفي أماكن العمل والوظائف والملتقيات، وفي ربوع المتنزهات.

عباد الله: اعلموا أن هذه الشريعة الحكيمة هي شريعة النقاء والطهارة المعنوية والحسية، ومن مجالات ظهور ذلك أنها جاءت للحفاظ على الأعراض والأنساب من الدنس والرفث والخبث؛ فقد شرع الله -عز وجل وهو الحكيم فيما شرع والعليم بعباده ومصالحهم حينما كلفهم بذلك الشرع- شرع لهم الوسائل والأسباب التي تحافظ على العرض نقياً عن كل عيب، رفيعاً عن كل ريب، ونهاهم عن الطرق المعوجة التي توصل إلى نحر العرض بخنجر الزنا والفاحشة أو مقدماتها؛ ولهذا نجد -معشر المسلمين- ديننا الحنيف يحرم الوسائل والسبل التي توصل إلى جريمة الزنا والوقوع في عفنها وقذرها.

ومن قواعد تشريعنا الإلهي أن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن أمثلة هذه القاعدة العظيمة في هذا الباب قوله -تعالى-: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)
فحرم الله -جل جلاله- قربان الزنا، وفي قرب الزنا تدخل كل وسيلة توصل إليه ومن ذلك:

إطلاق البصر من الرجال والنساء، والخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وسفر المرأة بلا محرم، ومس المرأة الأجنبية بالمصافحة، والتبرج والسفور، ويقف الاختلاط على رأس هرم هذه الوسائل والأسباب؛ لأنه قد يجمع أكثر من وسيلة وسبب مما حرم الشارع على الرجال والنساء أو على أحد الجنسين، إضافة إلى هذه المناهي-التي يمثل البعد عنها دروعاً واقية- نجد أن الشرع الحنيف أمر أن يكون سؤال الرجل للمرأة من وراء حجاب، وبين الحكمة من ذلك فقال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[الأحزاب:53].

وأمر بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا عشر سنوات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع"(رواه أبو داود).

و أمر المرأة بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة فقال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب:33].

فإذا خرجت فقد نهاها عن التبرج، ونهاها عن المشي وسط الطريق المزدحمة بالرجال؛ فعن حمزة بن أبى أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: "استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به"(رواه أبو داود، وهو حسن).

ونهاها عن التطيب والتعطر عندما تخرج وتمر على الرجال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية"(رواه الترمذي، وهو صحيح).

ونهاها أن تصف المرأةَ الأجنبيةَ لزوجها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنما ينظر إليها"(رواه البخاري)؛ فهذه بعض الأوامر الشرعية التي تجعل العرض الشريف بعيداً عن الخطر والتهم.

معشر المسلمين: إن المجتمعات المسلمة مجتمعات محافظة على كنز الحشمة وصيانة الشرف؛ لأن ذلك من تعاليم الدين الحنيف الذي يربي في الناس الفضائل ويحرسها، ويقتلع منهم الرذائل ويمنع عودتها.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


وقد ظلت الأمة تحمي عرين هذه الفضيلة الجليلة من سهام أعدائها، وتمنعها من الاندثار والتسلل غير أن ضعف التمسك بالدين، وتواتر جهود الكافرين لهزيمة الأمة وقهرها قد أدى إلى ظهور بعض مظاهر خدش العفاف عند بعض المسلمين؛ مثل اختلاط الرجال بالنساء، والتساهل وعدم المبالاة بأخطاره وأضراره.

وقد كان من نتائج ذلك الضعف الديني لدى المسلمين وقوة الجهود عند الكافرين: دخول الاستعمار بلادَ أهل الاسلام للعبث بمعتقداتهم وسلوكهم، وتفتيت وحدتهم واجتماعهم، ونهب عقولهم ومقدرات أوطانهم، فنشر الاستعمار التفسخ والسفور، واختلاط الإناث بالذكور، ابتداء بنسائه بين نساء المسلمين، كما حصل من الاستعمار الفرنسي لمصر والشام، فرأى بعض المسلمين والمسلمات هذه المظاهر فتأثروا بها فلما رأى المستعمرون أن رسالتهم التدميرية لعفة المسلمين قد وصلت إلى عقول أولئك المخدوعين بعد أمدٍ سلموا لهم زمام الأمور في بلدان المسلمين، فراح أولئك المخذولون المخدوعون يبثون الاختلاط ومقدماته ومآلاته بين الشعوب المسلمة، في التعليم، والإعلام، والصحة، والتوظيف، وغير ذلك.

حتى ظهر البث الفضائي والتلفزة ووسائل الإعلام الحديثة المختلفة، فتأثر بعض النساء والرجال بما يشاهدون، فحصل التساهل والمسارعة إلى الاختلاط بين الذكور والإناث، فالتقت النار بالهشيم.

أيها المسلمون: إن الذين يروجون للاختلاط بين الذكور والإناث بين المسلمين قد يكونون أعداء للعفة، فيريدون أن تراق بين الناس لتعبث الرذيلة بعد ذلك كيف شاءت، وبعضهم يروج للاختلاط ويشجع عليه بدافع حسن جاء نتيجة الجهل والغفلة عن الأضرار والاثار المترتبة على هذا المعول الهدام، أو لا يعلم أهل الاختلاط والداعون إليه أن الاختلاط بين الجنسين سبب لأضرار أخلاقية وسلوكية، وأضرار صحية ونفسية، وأضرار اجتماعية واقتصادية، وأضرار عقلية وتعليمية؟!

فمن أخطر الأضرار السلوكية والأخلاقية: تفشي الفاحشة واستصغارها، وهذا أمر وارد لكثرة الملازمة، وإطلاق العيون في المفاتن والجواذب. قالت طبيبة غربية تدعى ماريون: "وإني أعتقد أنه ليس في الإمكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين رجل وامرأة، ينفرد أحدهما بالآخر ساعات طويلة".

وإذا حصلت الجريمة -والعياذ بالله- ترتبت عليها أضرار أخرى منها:
الحمل خارج عش الزوجية؛ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين في بريطانيا أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً، وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً 48% من تلميذات إحدى المدارس الثانوية.

ومن نتائج الجريمة: كثرة حالات الإجهاض، فقد نشرت إحدى المجلات العربية عن بعض التقارير الرسمية أنه في عام واحد بلغ عدد عمليات الإجهاض للطالبات في المدارس الثانوية وحدها في أمريكا (250) ألف عملية، وأن أكثر من ستين في المائة من اللواتي تزوجن -ومنهن من هي دون التاسعة عشرة- ذهبن إلى بيوت أزواجهن ليلة الزفاف، وفي بطن كل منهن جنين لم يكتمل تكوينه لا يعلم من أبوه!.

ومن نتائج الجريمة: كثرة أولاد الزنا، فقد نشر في صحيفة إنجليزية أن عدد الأطفال غير الشرعيين في بريطانيا بلغ في عام واحد 63 ألف طفل.

ومن نتائج الجريمة: كثرة الأمراض الجنسية، يقول دكتور فرنسي متخصص في جراحة الأمراض النسائية: "إن أغلب الأمراض الجنسية التي نعاني منها سببها الاختلاط غير المشروع بين الرجل والمرأة".

بل في دولتين صغيرتين سكانهما نصارى ووثنيون بلغت نسبة المصابين بالإيدز فيهما 40% حوالي نصف السكان، كما نشرت ذلك منظمة الصحة العالمية.

أيها المسلمون: ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: ذهاب الحياء من الرجال والنساء، وقد ذكر أحد الباحثين في مصر أن الاختلاط على مقاعد الجامعة جرأ بنات من بيوت كريمة على الاختلاط في حمام المعرض، وعلى التجرد من الملابس للاستحمام أمام الرجال.

ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: حصول السلوك العدواني، ومن ذلك التحرش الجنسي، فقد ذكرت مجلة سفنتيز الأمريكية أن ما لا يقل عن 89% من الفتيات يتعرضن للتحرشات الجنسية ابتداء باللمس وانتهاء بالاغتصاب.

ومن ذلك السلوك العدواني: جرائم القتل والاغتصاب، وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى معدل في العالم في جريمة الاغتصاب، فقد أعلن مركز الضحايا الوطني أن واحدة من ثمان بالغات تعرضت للاغتصاب، ويشير المسح إلى أن 61% من حالات الاغتصاب تمت لفتيات تقل أعمارهن عن 18 عاماً.

ومن الأضرار السلوكية: الانطواء، وضعف القدرة على التعامل مع الآخرين، وتغير طبيعة الرجل والمرأة، وفقدان الأمن والشعور بالقلق والخوف.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


أيها المسلمون: كما أن هناك أضراراً تعليمية للتعليم المختلط؛ فمن ذلك:
ضعف القدرات الذهنية لانشغال كل جنس بالآخر، وانخفاض المستوى الدراسي، وتؤكد بعض الإحصائيات في دراسة لمجلة نيوزويك الأمريكية أنه عندما يدرس كل جنس بعيداً عن الاخر؛ فإن التفوق العلمي يتحقق.

عباد الله: ولم تقف الأضرار هنا بل هناك أضرار اجتماعية وعلى رأسها: العزوف عن الزواج حينما تصير المرأة مبتذلة يحصِّل منها الرجل ما يريد، فلا يفكر بعد ذلك بالزواج وأعبائه، فتؤكد بعض الإحصائيات أن ثلث سكان فرنسا يعيشون بدون زواج أو ارتباط.

ومن الأضرار الاجتماعية: كثرة الطلاق بسبب العلم بالعلاقات المحرمة نتيجة الاختلاط، ومن الأضرار: تنامي ظاهرة الزواج العرفي،
ومن الأضرار: تحطيم الأسرة لما سبق من الأضرار.

ومن الأضرار: انهيار المجتمع، فقد كشفت دراسة مصرية أن أكثر من (14) ألف طفل مصري على الأقل بلا اسم ولا هوية أو نسب، وأغلب هؤلاء الأطفال جاء من الزواج العرفي.

عباد الله: ومن أضرار الاختلاط: الأضرار الاقتصادية حيث يحاول كل من الجنسين إظهار كرمه وسخائه وجماله أمام الجنس الآخر، فيتحمل بذلك مسؤوليات كبيرة ونفقات باهضة؛ للاهتمام باللباس والمظهر الخارجي ونفقات الاتصالات الهاتفية.

والضحية الكبرى والخاسر الأكبر في الاختلاط هو المرأة؛ فقد تصاب بالتوتر والقلق والكبت إذا حافظت على عفتها، وقد تترك الدراسة والوظيفة لكثرة المضايقات والتحرشات، أما إذا سلَّمت نفسها للوحوش الكاسرة فقد ضيعت أعز ما تملك، وأصبحت في صراع نفسي قد يتحول إلى صراع عائلي وتصير خائنة في نظر أسرتها، ضائعة في مجتمعها لا تعرف دفء الأسرة، ولا حنان وراحة الحياة الزوجية النظيفة؛ فهل من متعظ بعد هذه التصريحات والأرقام والإحصائيات يا عباد الله؟!

نسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين وأعراضهم من كل هدم وخدش.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لكم.

*الخطبة الثانية:*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: أيها المسلمون: من العجائب -والعجائب جمة- مطالبات حثيثة وسعي لا يمل من منظمات نسائية في بلاد المسلمين بالمساواة المطلقة بين الرجال والنساء في كل شيء، ويلزم من ذلك وجود الاختلاط في كل مجال.

والعجب كل العجب أن هذه النداءات الصارخة تريد استنساخ الحياة الغربية بعفنها لتطبق في بلاد المسلمين، ومن ذلك ما يتعلق بالاختلاط، وعقلاء الغرب قد رجعوا من هذه السوق معترفين نادمين خاسرين، وبعض المسلمين والمسلمات يريدون أن يذهبوا إلى هذه السوق مبكرين، واسمعوا إلى أقوال هؤلاء الغربيين، وتأملوا في أحوالهم، لتعرفوا عظمة الإسلام، وحرصه على حفظ أعراض المسلمين وعفتهم.

تقول الكاتبة الانجليزية الشهيرة أنا رود: "ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف، إنه عار على بلاد الانجليز أن نجعل بناتنا مثلاً للرذائل بكثرة المخالطة للرجال، فمالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية، وبما يوافق القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها وحفاظاً على أنوثتها".

وفي ألمانيا قامت مظاهرة نسائية تدعو إلى تحرر المرأة من العمل وتفريغها للبيت وشؤونه، ونادت النساء في هذه المظاهرة أن ينص عقد الزواج على عدم مزاولة المرأة للعمل، وأن تكون رسالتها الزوجيةَ والأمومةَ لا مزاحمةَ الرجال في المكاتب والمصانع والمرافق الحكومية.

ويقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: "إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة".

وهذه كاتبة أمريكية مشهورة تقول للمسلمين: "أنصح بأن تتمسكوا بأخلاقكم وتقاليدكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة، بل وارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية ومجون أوروبا وأمريكا".

ويقول جورج رائيلي: "والسبب الخطير الذي عمت لأجله الفوضى الجنسية في المجتمع أن النساء لا يزلن يتهافتن على الأشغال التجارية ووظائف المكاتب والحرف المختلفة، حيث تسنح لهن فرص الاختلاط بالرجال صباح مساء، وقد حط ذلك المستوى الخلقي في الرجال والنساء".

فيا أمة العفاف والنقاء: هذه صورة عن تلك المجتمعات البعيدة عن الإسلام، وهذه حروف الندم يكتبونها للعالم:
ذاقوا البلاء فأرسلوا كلماتهم *** للاهثين وراءهم ليعوها
هذي ندامتهم وصدق حديثهم *** في الاختلاط وعِبرة عرفوها
قل للذين يسارعون لنهجهم *** عودوا فهذي حكمة فخذوها

فماذا بعد هذا؟ ألا نحمد الله على ديننا دين العفة والنزاهة، الذي من تمسك بتعاليمه ربح السعادة في الدنيا والآخرة، (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*احرص على ما ينفعك واستعن بالله*
*للشـيخ/ أســـامـة خـــياط*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الهادي لمن استهداه، الكافي لمن تولَّاه، أحمده -سبحانه-، حمدًا يُبلِّغنا رضاه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ولا ربَّ ولا إلهَ سواه، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، وأمينُه على وحيه ومصطفاه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثرَه واتَّبع هداه.

أما بعدُ: فاتقوا عبادَ اللهِ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

أيها المسلمون: أصلانِ عظيمانِ جامعانِ لكل أسباب التوفيق ومجامع الخير، تضمَّنَتْهما وصيةٌ نبويةٌ عظيمةٌ، جاءت في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا لَمْ يُصِبْنِي كَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".

عبادَ اللهِ: إنَّ الحرصَ على ما ينفع، والاستعانةَ بالله بالثقة فيه، والاعتماد عليه، والتوكُّل واللُّجوء إليه، هما بمنزلة طريقين؛ من وُفِّقَ إلى السير فيهما كان هو المُوفَّق إلى بلوغ ما يُؤمِّل، والسلامةِ ممَّا يرهَب؛ وذلك بإدراك كلِّ خيرٍ في العاجِلة والآجِلة.

وأعلى ذلك وأشرفُه وأعظمُه الحَظوةُ برضوان الله، والنظرُ إلى وجهه الكريم في جنات النعيم، وتلك هي الزيادة التي وَعَدَ اللهُ بها الذين أحسَنوا العملَ وأخلَصوا القصدَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يُونُسَ: 26].

فقد جمَع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بين هذين الأصلَينِ العظيمينِ أبلغ جمعٍ وأدلَّه على المقصود، حين أمَر بالحرصِ على الأسباب، وبالاستعانة بالمُسبِّب -سبحانه-، ونهى عن العجز؛ إمَّا بالتقصير في طلب الأسباب وعدم الحرصِ عليها، وإمَّا بالتقصير في الاستعانة بالله وتَرْك تجريدِها.

والدينُ كلُّه -كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "تحتَ هذه الكلمات النبوية".

فالحرصُ على ما ينفع العبد أصلُ كلِّ ما يكون به فلَاحُه وسعادتُه في دُنياه وأُخراه، والاستعانةُ بالله -تعالى- بالثقة فيه -سبحانه-، والالتجاء إليه، والاعتماد عليه، أصلُ القَبول، وسبيلُ الثواب، وطريقُ الهداية إلى صراط الله المُستقيم، فإذا حرِصَ المرءُ على ما ينفعه، ولا أنفعَ له في دُنياه وآخرته من عبادة ربِّه التي هي غايةُ خلقِه، كما قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].

والعبادةُ هي فعلُ كل ما يُحبُّه اللهُ -تعالى-، وتركُ ما ينهى عنه؛ مُبتغيًا بذلك وجهَه، مُتابِعًا فيه رسولَه -صلى الله عليه وسلم-، فالعبادة كما تكون صلاةً، وصيامًا، وحجًّا، وزكاةً، تكون كذلك شُكرًا، وصبرًا، ورضًا، وشوقًا إلى الله، ودُعاءً، وتذلُّلًا، وتضرُّعًا، وإخباتًا، وإنابةً، وخشوعًا له وحدَه -سبحانه-.

وتكون أيضًا أكلًا للحلال الطيِّب، واجتنابًا للحرام الخبيث، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وبِرًّا بالوالدينِ، وحُسْنَ خُلق، وتوقيرًا للكبير، ورحمةً بالصغير والمسكين، وصِدْقًا في الحديث، وأداءً للأمانة، ووفاءً بالعهد، واجتنابًا للرِّبا، وسائر ما حرَّم اللهُ، وغضًّا للبصر، وحفظًا للفَرْج، وصيانةً للعمر من ضياعه في الفُضول؛ من المُخالَطة والنظر والكلام والأكل والنوم، ودعوةً إلى الله على بصيرةٍ: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].

وإذا استعان بالله وترَك عبادةَ ما سِواه، وفي الطليعة من ذلك: عبادةُ الشيطان، الذي قال الله في التحذير من عبادته: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[يس: 60]، وعبادتُه هي طاعتُه فيما يأمرُ به من الكفر بالله والشرك به.

فإذا فعَل ذلك فقد أخَذ بمجامع أسباب التوفيق، وحَظِيَ بيُمن هذه الوصية النبوية، وكان له من حُسْن التأسِّي وكمال الاقتداء بسيد الأنام -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام-، ومن صِدْق الاتباع لهديِه ما يكونُ أعظمَ عونٍ له على بلوغ الحياة الطيبة، والظَّفَر بالجزاء الضافِي الكريم، الذي أعدَّه اللهُ بالجنة للمتقين المُوفَّقين إلى الخيرات في الأيام

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


الخالية.

فاتقوا الله -عباد الله-، واستَجِيبوا لهذا التوجيه النبوي الذي تضمَّنته هذه الوصيةُ العظيمةُ، واحرِصوا على ما ينفعُكم في دينِكم ودُنياكم، واستعِينوا بالله في كل أموركم، واجتنِبوا القُعودَ عمَّا لا يصِحُّ القعودُ عنه؛ من خيرٍ تُرضونَ به ربَّكم، وتعلُو به درجاتُكم، وتبلُغون به ما تَرجُون في دُنياكم وأُخراكم.

نفعَني الله وإيَّاكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: ليس للإنسان أن يدَعَ السعيَ فيما ينفعه الله به مُتَّكِلًا على القَدَر؛ بل يفعل ما أمرَه اللهُ ورسولُه به، فقد أمَر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المُسلمَ أن يحرِص على ما ينفعه، والذي ينفعه -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله-: "يحتاج إلى مُنازَعة شياطين الإنس والجن، ودَفْع ما قُدِّرَ من الشر بما قدَّره اللهُ من الخير، وعليه مع ذلك أن يستعين بالله؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وأن يكون عملُه خالصًا لله، فإن الله لا يقبلُ من العمل إلا ما أُريدَ به وجهُه -سبحانه-، وهذه حقيقةُ قولِك: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)[الفاتحة: 5]، والذي قبلَه حقيقةُ: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الْفَاتِحَةِ: 5]، فعليه أن يعبُدَ الله بفعل المأمور وترك المحظور، وأن يكون مُستعينًا بالله على ذلك، وفي عبادة الله وطاعته فيما أمَر إزالةُ ما قُدِّرَ من الشر بما قُدِّرَ من الخير، ودفعُ ما يُريدُه الشيطانُ ويسعَى إليه من الشر قبل أن يصِل بما يدفعُه الله به من الخير، قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ...)الآيةَ [البقرة: 251].

فاتقوا الله -عباد الله-، واجعَلُوا من الحرصِ على ما ينفعُكم، والاستعانةِ على ذلك ديدنَكم وسبيلَكم.

ألا وإن من أعظم ذلك وأجبه وأدله على كمال الإخلاص لله -تعالى-، وتمام الانقياد له، والرغبة فيما عنده الاعتصام بحبل الله المتين، والاستمساك بهدي سيد المرسلين، ونَبْذ الفُرْقة، والتجافي عند التنازع، والحذر من التحزُّب والاختلاف الذي يتجلَّى في أوضح صُوَرِه، بالانتماء إلى تنظيمات وأحزاب وجماعات مخالِفة في نهجها كتابَ الله -تعالى-، وسنةَ نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، وهديَ سلف الأمة؛ فإن عاقبة ذلك الفشل، وذَهاب الريح في الدنيا، وسوء المصير والعذاب في الآخرة، كما جاء بيان ذلك وإيضاحه مفصَّلًا وافيًا كافيًا فيما صدر عن هيئة كبار العلماء -وفَّقَهم الله تعالى- إلى كل خير، وأجزَل لهم المثوبة، ووفَّق الجميع إلى كمال الانتفاع به؛ ليعظم الخيرُ، ويُتَّبعَ الهدى، وتُدرأ الشبهةُ، وتقوم الحجةُ، وتنقطع المعاذيرُ.

ألا وصلُّوا وسلِّموا على خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورحمة الله للعالمين، فقد قال -سبحانه- في الكتاب المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعينَ، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعنا معهم بعفوك، وكرمك، وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداءَ الدينِ، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدينَ، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجْمَعْ كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ وسنةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.

اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


اللهم إنا نسألكَ فعلَ الخيرات، وتركَ المنكَرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردتَ بقوم فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتِكَ، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك،
اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغْنا فيما يرضيكَ آمالَنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالَنا،
اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بكَ من شرورهم، اللهم إنا نجعلكَ في نحورك أعدائك وأعدائنا، ونعوذ بكَ من شرورهم، اللهم إنا نجعلكَ في نحورك أعدائك وأعدائنا، ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم يا حيُّ يا قيومُ أَصْلِحْ لنا شأنَنا كلَّه، ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ،
اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثِرْنا ولا تُؤثر علينا، اللهم آثِرْنا ولا تُؤثِر علينا، اللهم آثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]،
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]،

وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، والحمد لله رب العالمينَ.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


*خطورة هجر القرآن الكريم*
*للشيخ/ عبد الله الطيار*

*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، ويقضِي ولا رَادَّ لقضائِهِ، بيدهِ مقاليدُ الأمورِ والأسبابِ، أحمدُهُ سبحانَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ. وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ أَيُّهَا المؤمنونَ، فالتقوى وصيةُ اللهِ للأوَّلينَ والأخرينَ، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء:131].

عِبَادَ اللهِ: إنَّ القرآنَ الكريمَ عِزٌّ لا يُهزمُ أنصارُهُ، ومِنهَاجٌ لا يضِلُّ ناهجُهُ، هو الفصلُ ليس بالهزلِ، من تركَهُ من جبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، ومن ابتَغَى الهُدَى في غيرِه أضلَّهُ اللهُ، وهو حبلُ اللهِ المتينُ، لا تزيغُ بهِ الأهواءُ، ولا تختلفُ به الآراءُ، ولا تلتبسُ به الألسُنُ، ولا تنقضي عجائبُهُ، مَنْ قالَ بهِ صدَقَ، ومَنْ حَكَمَ به عَدَلَ، ومَنْ عَمِلَ بهِ أُجِرَ، ومَنْ دَعَا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ، قالَ اللهُ -تعالى-: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)[سبأ: 6].

أيُّهَا المؤمنونَ: إنَّ المسلِمَ إذا أَقْبَلَ على كِتَابِ ربِّهِ بقلبٍ خاشِعِ، يتلُو آياتِهِ، ويتدبَّرُ عِظَاتِهِ، ويَقِفُ عِنْدَ أَحْكَامِهِ، لا يُعْدَمُ الخيرُ أبَدًا، ومِنْ وُجُوهِ هذا الخيرِ مَا يَأتي:

أولاً: مُضَاعَفَةُ الحسنَاتِ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قَرَأَ حَرْفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشَرةِ أمثالِها لا أقولُ (الم) حَرفٌ، ولكن ألِفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ" (أخرجه الترمذي ٢٩١٠، وصححه الألباني).

ثانيًا: رِفْعَةُ الدرجاتِ في الجنَّةِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأْ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرؤُها"(أخرجه أبو داود ١٤٦٤، وصححه الألباني).

ثالثًا: الفوزُ بشفاعةِ القرآنِ يومَ القيامَةِ: قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "اقرؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه"(أخرجه مسلم ٨٠٤).

رابعًا: ثباتُ القلبِ عند الفتنِ: قال -تعالى-: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)[الفرقان: 32].

خامسًا: القرآنُ عِصْمةٌ وحِصْنٌ من الشيطانِ، قال -تعالى-: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ)[الشعراء: 210-212].

أيُّهَا المؤمنونَ: اعلموا أنّ القرآنَ الكريمَ كتابٌ عزيزٌ، ومن مظاهرِ عزَّتِهِ أنَّهُ لا يقبلُ الضَّيْمَ، فمنَ هَجَرَ القرآنَ هجرَهُ القرآنُ، ولذا أُمِرَ المسلم بتعاهدِهِ، وكثرةِ تلاوتِهِ أناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهَارِ، والحذرَ من هجرِهِ، قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ"(أخرجه البخاري 5031). وقال أيضًا: "بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ"(أخرجه البخاري 5032).

أيُّهَا المؤمنونَ: وقد حذَّر اللهُ -عزّ وجلّ- مِن هجرِ القرآن فقالَ: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)[فصلت:3، 4]، وتوعَّد مَن يهجرُ القرآنَ بقولِهِ: (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا)[طه: 99-101].

عبادَ اللهِ: ومِنْ أسبابِ هجرِ القرآنِ الكريمِ مَا يأتِي:

أولاً: الجهلُ بمكانةِ القرآنِ الكريمِ، وأهميَّتِهِ، وما يترتَّب على العنايةِ بهِ، والإقبالِ عليهِ من الخيرِ والبركةِ والهدايةِ والتوفيق.

ثانيًا: الانشغالُ بغيرِهِ من الملهياتِ، والتي تَعُجُّ بها دُنْيَا النَّاسِ اليومَ، كالجوالاتِ ومِنَصَّاتِ التواصلِ الاجتماعي، ولغوِ الحديثِ، وما أغبنَ أنْ يَقْطَعَ العبدُ تواصلَهُ مع خالقِهِ -عزَّ وجلَّ- بهجرِ القرآنِ؛ ليتواصلَ مع أشخاصٍ ومنصاتٍ لا تزيدُه إلا وَبَالًا وخَسَارًا، فيستبدلُ الذي هو أدني بالذي هو خيرٌ، نعوذُ باللهِ من الخُذْلانِ.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


ثالثًا: كثرةُ الذنوبِ والمعاصي، فالذنوبُ حجابٌ عن كلِّ خيرٍ، وعائقٌ عن كلِّ طاعةٍ.

أعوذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء:9].

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذكْرِ الحكيمِ، فاستغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِهِ، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتنانِهِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، تعظيمًا لشأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانِهِ، صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلمُوا أنّ هَجْرَ القرآنِ الكريمِ نذيرُ شؤمٍ، وعلامةٌ على تَسَلُّطِ الشيطانِ، قال -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)[الأعراف: 175-176].

وشكا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربِّهِ -عَزَّ وجلَّ- هَجْرَ قومِهِ للقرآنِ فقالَ: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)[الفرقان: 30]. قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- لقراءِ البصرةِ: "..اتْلُوهُ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، كما قَسَتْ قُلُوبُ مَن كانَ قَبْلَكُمْ"(أخرجه مسلم 1050).

أيُّهَا المؤمنونَ: إنَّ القرآنَ الكريمَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ -عزَّ وجلَّ ومِنّةٌ-، تفضّلَ بهِ على هذهِ الأُمَّةِ، ومِنْ شُكْرِ نعمةِ القرآنِ الكريمِ تلاوتُه والإقبالُ عليهِ، قال -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[الزخرف: 44]، فما من مسلمٍ إلا وسيسأَلُهُ ربُّهُ -عزَّ وجلَّ- عن القرآنِ الكريمِ، هل قامَ بِهِ فارتَفَعَ، أم أَخْلَدَ بِهِ إلى الأرضِ، واتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى.

أسألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَ القرآنَ ربيعَ قلوبِنَا، ونُورَ قُبُورِنَا، وشَاهِدًا وَشَفِيعًا لنَا.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أَمْرِ المسلمينَ لِلْحُكْمِ بكتابِكَ، والعمل بسنَّةِ نبيِّكَ

اللهمَّ ارحَمْ هذا الجمعَ من المؤمنينَ، اللهمَّ استر عوراتِهِمْ، وآمِنْ روعاتِهِمْ وارفَعْ درجاتِهِمْ في الجنَّاتِ، واغفرْ لَهُم ولآبَائِهِمْ وأمَّهَاتِهِم، وأَصْلِحْ نيَّاتِهِمْ وذريَّاتِهِم واجمعنَا وإيَّاهُم ووالدِينَا وأزواجنا وذرياتنا ومن لهُ حقٌّ علينَا في جنَّاتِ النعيم.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفى فقد أَمَرَكم اللهُ بذلكَ فقالَ -جلَّ من قائلٍ عليمًا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:56].

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


*المجاهرة بالرذيلة*
*للشيخ/ عبدالرزاق البدر*

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: معاشر المؤمنين: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه مراقبةَ مَن يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه.
وتقوى اللهِ -جلَّ وعلا-: عملٌ بطاعةِ اللهِ على نورٍ من الله رجاءَ ثوابِ اللهِ، وترْكٌ لمعصية اللهِ على نورٍ من الله خيفةَ عذابِ اللهِ.

ثم اعلموا -رعاكم الله تعالى-: أنَّ من الجرائمِ الكبارِ، والجناياتِ البالغةِ، والتعدِّيات الآثمةِ: المجاهرةَ بالمعاصي والآثامِ، والاستعلانَ بالفواحشِ والرذائلِ؛ فإنَّ هذا فيه من المراغمةِ والعنادِ والاستخفافِ والإفسادِ ما يستحقُّ به فاعلُه عقوبةَ اللهِ وسخطَه ونقمتَه، وعِقابَه في الدنيا والآخرةِ، جاء في الصحيحين من حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ".

عباد الله: المجاهرةُ بالمعاصي والرذائلِ والآثامِ تُعدُّ خيانةً من المجاهِر على ستر الله الذي أَسدَله عليه، وتحريكٌ لرغبةِ الشرِّ فيمَن أَسمَعَه أو أَشهَدَه؛ فهما جنايتان انضمَّتْ إلى جنايته الأولى، وهي ارتكابُ الذنبِ واقترافُ الخطيئةِ، فتغلَّظتْ معصيتُه بذلك، فإذا انضافَ إلى ذلك -عباد الله- الترغيبُ للغيرِ في المعصيةِ، وحمْلُ الناسِ عليها صارت جنايةً رابعةً وتفاحشَ بذلك الأمر.

عباد الله: المجاهرةُ بالرذيلةِ والمعصيةِ والاستعلانُ بالفاحشةِ والآثامِ جُرْمٌ من أعظمِ الجرائمِ، وهو من أنكى ما يكون في الإفسادِ في الأرض.

المُجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- ماجنٌ أثيمٌ يستحقُّ بمُجاهَرتِه ومُجونِه حلولَ نِقمةِ الله عليه وسخطَه وغضبَه ونقمَتَه.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- يُعرِّضُ نفسَه للحرمانِ من الفوزِ بعفوِ اللهِ؛ لأنَّ كلَّ الأمةِ مُعافَى إلا المجاهرين.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- أسقطَ حرمةَ نفسِهِ بين العبادِ وأباحَ عِرضَهُ بحديثِ الناسِ عنه وعن جرائمِهِ؛ فلا تبقى له غيبةٌ ولا تكون له حُرْمةٌ.

والمجاهَرةُ بالرذيلةِ -عباد الله- تؤدي إلى الإخلالِ بالقيَمِ الدينيةِ والأخلاقيةِ في المجتمعِ، وهو نوعٌ من إشاعةِ الفساد في الأرض.

وفي الجهر بالمعصيةِ والفاحشةِ والرذيلةِ وبالمجاهرة بها استخفافٌ بحقِّ اللهِ ورسولِه وبصالحِ المؤمنينَ، وفيه ضرْبٌ من العنادِ لهم.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- يستحقُّ أنْ تُوقَعَ به عقوبتُه علانيةً كما أنَّه استباحَ حرمةَ نفسِه علانيةً؛ لينقطعَ دابِرُه، ولِينطَفئ شرُّهُ وإفسادُه، وليكون في ذلك ردْعٌ لمَنْ أراد مُحاكاتَه في مُراغمتِه وعنادِه، يقول شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمه الله تعالى-: "إنَّ المظهِرَ للمُنكر يجبُ الإنكارُ عليه علانيةً ولا تبقى له غيبة، ويجبُ أنْ يُعاقَبَ علانيةً بما يردَعَه عن ذلك، وينبغي لأهل الخير أن يهجروه ميتًا إذا كان فيه ردْعٌ لأمثالِه، فيتركون تشييع جنازتِهِ"(انتهى كلامُه -رحمه الله تعالى-).

أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النور: 19].

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ عظيمِ الإحسانِ، واسعِ الفضلِ والجودِ والامتنانِ، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ: عباد الله: اتقوا الله -تعالى-.

عباد الله: إنَّ هذا الإنسان مخلوقٌ من مخلوقاتِ اللهِ -جلَّ وعلا-، أوجَدَهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- على هذه الأرضِ ليكونَ عبدًا مُطيعًا، مُذعِنًا مُستسلِمًا، مُنقادًا لِمَن خَلَقَهُ من العَدَمِ وأَوْجَدَهُ بعد أنْ لم يكن، لكنَّ هذا الإنسانَ عندما يَفسُدُ عقلُهُ وتتغيّرَ فطرتُه ويستولي عليه الشيطانُ يعودُ إنسانًا مُراغِمًا مُعانِدًا، مُكابِرًا مُفسِدًا، مُجرِمًا مُتفحِّشًا، إلى غير ذلك من الجرائمِ والآثامِ التي لم يُخلَق لها.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


ومَنْ كان نهجُه وديدَنُه وحياتُه في هذه الحياةِ المراغَمَةَ والعِنادَ والإفسادَ فما أعظمَ مُصيبتَه! وما أكبر عقوبتَه! وما أحراهُ بحلول نِقمةِ اللهِ عليه وسخطه ومَقتِه وعِقابه وعذابه!

اللهمَّ أَجِرنا أجمعين من سخطِك وعقابِك يا ذا الجلالِ والإكرامِ، اللهمَّ واستعملنا في طاعتِك، ووفِّقنا لرضاك، واهدِنا إليك صراطًا مُستقيمًا، اللهمَّ واكِفنا بقدرتِك وعزّتِك ومَنِّكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ إفسادَ المُفسدين، وإلحادَ الملحِدين، وإجرامَ المُجرمين، يا حيُّ يا قيّومُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ يا ربَّ العالمين.

وصلّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد اللهِ كما أمركم اللهُ بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: ٥٦]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاءِ الراشدين الأئمةِ المهديين أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهمّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واحمِ حوزةَ الدينِ يا ربَّ العالمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعل ولايتنا فيمَن خافك واتقاك واتَّبع رضاك يا ربَّ العالمين.

اللهمَّ آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنت خير مَن زكّاها أنت وليُّها ومولاها.
اللهمَّ أعنّا ولا تُعنْ علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكُر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على مَن بغى علينا.
اللهمَّ اجعلنا لنا شاكرين، لك ذاكرين، إليك أوّاهين مُنيبين، لك مُخبتين لك مُطيعين.
اللهمّ تقبّل توبتَنا، واغسل حوبتَنا، وأجِبْ دعوتَنا، واهدِ قلوبَنا، وسدّد ألسنتَنا، واسلُلْ سخيمةَ صدورِنا.
اللهم وأصلح ذات بينِنا، وألّف بين قلوبِنا، واهدنا سبُل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعِنا وأبصارِنا وأزواجِنا وأموالِنا وأوقاتِنا وذريّاتِنا، واجعلنا مُبارَكِين أينما كنَّا، اللهمَّ ومَن أراد في بلادِنا وبلادِ المسلمين سوءًا وشرًّا وفسادًا فأشغِلْهُ في نفسِهِ يا حيُّ يا قيُّومُ، واجعلْ كيدَه تدميرًا عليه يا ذا الجلالِ والإكرامِ.
ربَّنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإنْ لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ وآلائِه وأفضالِهِ يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*هل تعرف مقامك عند الله؟*
*للـشــيخ/ ســـيــد مــبـــارك*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: ليَنتبه الجميع ويتدبر هذه الكلمات، ثم ليُجب كلُّ واحد منا عن هذا السؤال رغم صعوبة العلم به، ورغم قدرته على الوصول إليه بالعمل والسعي في رضا مولاه عز وجل، وليسأل كلٌّ منا نفسه بكل صراحة ووضوح وشفافية، دون خوف أو رهبةٍ، فلا أحد يطلع عليه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى: هل الله يحبك؟ وما مقامك عند الله تعالى؟! اقرأ وستعرِف الإجابة.

نحن جميعًا نحب الله؛ فهو خالقنا ورازقنا، ولا غِنى لنا عن رحمتِه وفضله، ونخافه لقوته وبطشه وعذابه في الدنيا والآخِرة، ولكن مِن الصعب أن يعرِفَ العبدُ هل الله يحبُّه أم لا، وهو يسأل نفسَه دومًا: ما مقامي عندَ الله؟ هل هو راضٍ عنِّي أم لا؟

وهذا سؤال مِن الصعب الإجابةُ عنه، ولكن قال أحدهم: إن أردت أن تعرِفَ مقامَك عند الله، فانظر إلى مقام الله عندَك، تعرِف مقامك عندَ الله"، ولله دَرُّه! فهذا كلام لا يَصدُر إلا عن قلب مؤمن، ولسان لا يفتُر عن ذِكْر الله، ويدلُّ على ذلك هذا الحديث:

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا أحبَّ الله العبدَ نادَى جبريل: إنَّ الله يحب فلانًا فأحْبِبه، فيُحبه جبريلُ، فينادي جبريل في أهل السماء: إنَّ الله يحب فلانًا فأحبُّوه، فيحبه أهلُ السماء، ثم يُوضَع له القَبول في الأرض))؛ رواه البخاري.

فما مقامك عند الله؟ ولنوضحه بعبارة أخرى بأسئلة لا نريد منك إجابتها، ويكفي أن تعرف نفسك: ما مقام مراقبة الله في أعمالك؟

كيف هي علاقتك بزوجتك وأولادك؟ هل أنت حافظ لرعيتك وهم أمانة في عنقك؟

يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»؛ أخرجه البخاري برقم/ 893.

وفي عملك هل أنت أمين وتتقي الله وتؤدي عملك بضمير مرتاح على خير وجه، ولا تستغل عملك في مصالحك الشخصية؟

إن لم تكن كذلك فأين أنت من قوله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه»؛ الصحيحة 1113.

وكيف مقام مراقبة الله مع جارك: هل تُحسن إليه وتعرف حقَّ الجوار، أم تتعمد أن تؤذيه في نفسه أو زوجته أو أولاده؟

هل تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم يوصيك به خيرًا، وجعل من الإيمان عدم أذيَّته بالقول أو الفعل، فقال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ.."؛ أخرجه البخاري برقم/ 5185.

وأصحاب الأرحام من أهلك وأحبابك، هل تصلهم، أم أنك مشغول في السعي في دنياك الفانية وأعمالك التي لا تنتهي؟

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


ألا تخشي إن قطعتَها عقابَ الله لك؟ وهل تريد أن تكون من المفسدين في الأرض الذين من صفاتهم قطع الأرحام؟ ألم يقل عز وجل: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ[1] مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ"؛ أخرجه البخاري.

وأهم من ذلك كله كيف هو حبُّك لله ومقام طاعاته عندك في حرصك على الصلوات في أوقاتها والمحافظة عليها؛ لأنها الصلة بينك وبين الله، وأول ما يحاسبك الله عليها يوم القيامة، أم أنك ممن إذا سمعوا النداء قاموا كسالى؟ يُرَاؤُونَ الناس ويخدعونهم، وليس في قلوبهم رهبة أو رغبة؛ كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

وماذا عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ"؛ المشكاة بتحقيق الألباني برقم/ 15.

وماذا عن الصيام عن الطعام والشراب، وبالجوارح عن الآثام والذنوب، أم أنك ممن قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"؛ صحيح الترغيب 1076.

وما مقام مراقبته عز وجل عندك في ترتيل كتابه وتدبره، والعمل بحلاله وأوامره، واجتناب حرامه ونواهيه.

ألم يقل تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»؛ أخرجه البخاري برقم/ 5427.

وكيف مقام مراقبة الله عندك في حبك للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الأسوة الحسنة لنا جميعًا هل تعمل بسنته، أم تبتدع وتتَّبع هواك الذي يصدك عن الحق؟

ألم يطلب الله تعالى في كثير من الآيات طاعته؛ من ذلك قوله تعالى وهو يضع شرطًا لمحبتك له عز وجل، فقال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم لا يرى حقيقة إيمانك إلا في محبتك له أكثر من ولدك ووالدك والناس أجمعين، فقال: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"؛ أخرجه مسلم برقم/ 44.

وغير ذلك كثير في كل عملٍ أو قول، وأنت تعلم أن كل يوم يمر من عمرك يقرِّبك للقائه عز وجل، ومهما طالت بك الأيام، فلا بد لك من الموت، وكن على يقين ليس بعد هذه الدار من دار إلا الجنة أو النار، ونعود للسؤال: ما مقامك عند الله؟ هل تجتهد وتسعى لرضاه عنك أم لسَخَطِه عليك، بسبب صد هواك وشيطانك؟

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: إن كان يغرك بالله الغرور، وتقول: أنا أُحسن الظن بربي، وأعرف مقامي عند الله، فلا تخبرنا إن كنا نرى أنك في ظاهرك تُبارزه بالمعاصي والذنوب، وصفحتك في الفيس بوك وغيره مليئة بصور النساء وأهل الفن والفساد، ناهيك عن السب والقدح ونشر الشائعات، والتشهير بعباد الله بلا رادعٍ من دين أو ضمير أو حياءٍ، وكذلك الصد عن الدين والتشكيك في المسلَّمات، ونشر الفتن

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


والقيل والقال.

هل هذا مقامك عند الله أن تكون من الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات؟ ألم تتدبر قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

ومع ذلك فربُّك أعلم بما تخفي الصدور، وهو أقرب إليك من حبل الوريد، وأنت وحدك تتحمل مسؤولية نفسك التي بين جنبيك، وكل إنسان على نفسه بصيرة؛ قال تعالى: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15].

وأنت وحدك الذي تقف بين يديه؛ ليحاسبك عن أعمالك وأقوالك، فلا تزر وازرة وزرَ أخرى، ويوم القيامة ستعرف مقامك إن لم تحاسب نفسك اليوم قبل غدٍ وقبل فوات الأوان،

فلا راد لقضاء الله فيك، ولا مُعقب لحكمه؛ فاحذَر أن تأتيك المنية ومقامك عند الله شرُّ مقام، وتظل تلعب وتلهو وأنت في غفلةٍ، وكتابك وأعمالك وفضائحك وفسادك ستلقاه منشورًا، فالله تعالى يقول وقوله الحق: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14].

وفي هذا اليوم لا ينفع الندم بعد العدم، فلا دنيا تعود ولا توبة تُقبل، ولا رحمة إلا مَن رحِمه وأحبه، وكان له مقام عنده، فهل ستكون من السعداء أم من الأشقياء؟ فكن ممن قال فيهم عز وجل: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 19 - 24]. ولا تكن ممن خسِروا الدنيا والاخرة الذين قال عز وجل فيهم: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ [الحاقة: 25 - 31].

وختامًا أسأل الله أن يرزقني وإياكم حسنَ الخاتمة في الدنيا والآخرة، وأن نكون من أهل دعوته ونُصرة دينه، ويعفو بفضله وكرمه عن ضَعفنا، ولا يؤخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يقوِّي عزيمتنا وإيماننا، وأن يكون لنا عنده مقام ومحبة لحبنا لدينه ورُسله وعباده، إنه ولي ذلك والقادر عليه

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

-------------------------------------------------
[1] قال أهل العلم: (شجنة) يجوز في الشين الضم والكسر والفتح، وهي في الأصل عروق الشجر المشتبكة، (مِنْ الرَّحْمَن)؛ أَيْ: أُخِذَ اسْمُهَا مِن هذَا الاسم، والمعنى أن الرحم أثرٌ من آثار رحمته تعالى، مشتبكة بها، فمن قطعها كان منقطعًا من رحمة الله عز وجل، ومَن وصَلها وصلتْه رحمةُ الله تعالى.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِنَاءَ الْمَسَاجِدِ, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ, يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ, وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ شَارَكَ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ سَوَاءً كَانَ بِالْأَرْض أَوْ بِالْبِنَاءِ أَوْ بِبَعْضِ الْبِنَاءِ فَإِنَّهُ مَأْجُورٌ بِقَدْرِهِ وَهُوَ عَلَى خَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ, قَالَ اللهُ تَعَالَى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}

وَمِمَّا يُنَبَّهُ عَلَيْهِ: تَجْنِيبُ الْمَسَاجِدِ الْأَطْفَالَ الذِينَ لا يُحْسِنُونَ الصَّلَاةَ, فَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ تَجِدُهُ يُحْضِرُ وَلَدَهُ مَعَهُ بِشَكْلٍ مُتَكَرِّرٍ لِلْمَسْجِدِ بِحُجَّةِ تَعْوِيدِهِ عَلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ يُصْبِحُ هَذَا الطِّفْلُ يَتَنَقَّلُ فِي الْمَسْجِدِ وَيُؤْذِي الْمُصَلِّينَ, وَهَذَا أَمْرٌ لا يَجُوزُ, فَالْمَسْجِدُ لَيْسَ رَوْضَةَ أَطْفَالٍ أَوْ مَكَانَ حَضَانَةٍ, فَلا تُؤْذِ النَّاسَ بِطِفْلِكَ, وَاتْرُكْهُ حَتَّى يَبْلُغَ التَّمِيِيزَ ثُمَّ أَحْضِرْهُ وَلْيَكْنُ بِجَانِبِكَ تُحَافِظْ عَلَيْهِ. نَعْمْ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ عَارِضًا فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ جَاءَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ, لَكِنَّ هَذَا أَمْرٌ عَارِضٌ وَلَيْسَ دَائِمًا. أَسْاَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالْمَسَاجِدِ, وَكَانَ مُحِبَّاً لَهَا مُحَافِظَاً عَلَى الصَّلَاةِ فِيهَا

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


وكذلك أرسل عليهم عذاب يوم الظلة،حيث أصابهم بالحر الشديد ثم جاءتهم سحابة فدخلوا يستظلون تحتها من شدة الحر فأرسل الله عليهم شررا من نار ، ولهبا ووهجا عظيما،قال تعالى: { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }[ سورة الشعراء : 189 ]،فاجتمعت عليه ثلاث عقوبات:وهي الرجفة والصيحة وعذاب يوم الظلة.
-ولنا عبرة بمملكة فرعون أين ذهبت؟فقد كان عاقبة أمرها خسرا،وقد كان فرعون يقول: أنا ربكم الأعلى وهذه الأنهار تجري من تحتي،وكان يقول إنه خير من موسى، وزعم أنه يهديهم سبيل الرشاد،ويحذرهم من موسى عليه السلام ومما يدعو إليه،كما أخبر الله عنه:{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }[ سورة غافر : 26 ]

ففرعون لعنه الله كان يزعم أنه المصلح وموسى المفسد،كما يزعم اليهود والنصارى أنهم دعاة السلام في هذه الأمة، وأنهم شعب الله المختار،فقد أغرق الله فرعون وقومه في البحر بعد شدة مرت على قوم موسى عليه السلام ،حيث كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويستضعف رجالهم،فجعله الله عبرة للمعتبربن وآية للعالمين،فسبحان ذي القوة والجبروت الذي لا يعجزه شيء إذ يقول للشيء كن فيكون،فنسأل الله أن يرينا في أمريكا وحلفائها ما أرى موسى في فرعون وقومه،قال الله:{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) }[ سورة الشعراء : 61 إلى 68 ]

-ونختم بقصة قرى قوم لوط كيف دمر الله عليهم وأهلكهم وجعل عاليهم سافلهم،حيث أرسل جبريل عليه السلام فاقتلع قراهم بجناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها عليهم وأتبعهم الحجارة،وذلك أنهم كذبوا لوطا عليه السلام وآذوه في أضيافه،وكانوا يفعلون الفاحشة ويأتون الذكران دون النساء ولم يسبقهم بها أحد من العالمين،قال بعض السلف :"لولا أن الله تعالى ذكر خبرهم في القرآن،ما ظننا أن ذكرا يقع على ذكر" أو كما قال رحمه الله،ولذلك جاء في شرعنا أن الفاعل والمفعول به يقتلان،وقال بعض أهل العلم ويرميان من شاهق مرتفع على رؤوسهما لأنهما قلبا سنة الله تعالى، قال الله عن قوم لوط: { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) }[ سورة هود : 74 إلى 83 ]


*

*الخطبة الثانية*

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وكفى بالله شهيدا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسلم تسليما مزيدا.


أما بعد:

فيقول الله في كتابه الكريم:{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[ سورة يوسف : 111 ]

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : " يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ".


فلا يجوز لمسلم أن يقيم في بلاد الكفار إلا لضرورة لا تُقضى في بلده،فقد روى أبو داود عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، َقَالَ : " أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ ؟ قَالَ : " لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ".والمعنى لا يجوز لمسلم أن يسكن بجوار مشرك،بل يجب على المسلم القادر على الهجرة أن يهاجر من بلدته الكافرة إذا لم يستطع إقامة دينه،فقد قال الله في كتابه الكريم: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) }[ سورة النساء : 97 إلى ٩٨ ]


فانظروا يا عبادالله: هذا الوعيد في حق الذين أقاموا في بلادهم الكافرة ولم يهاجروا إلى ديار الإسلام، فكيف بمن يسافر الى بلاد المشركين من المسلمين ويقيم فيها،فإن هذا نوع من مولاة المشركين؛لأن مجالستهم ذريعة لمحبتهم وربما لمناصرتهم، فإن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله وجليسه،فاعتزوا بدينكم وببلادكم المسلمة ولن يضيعكم الله،فإنه مامن نفس منفوسه إلا وقد كتب الله رزقها،أيرزق الله أعداءه ويترك أولياءه؟! هذا لا يكون،وقد قال الله في كتابه الكريم: { ۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[ سورة هود : 6 ]


وروى الترمذي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ".


اللهم أعز الإسلام والمسلمين،وأذل الشرك والمشركين، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ،وسريع الحساب اهْزِمْ اليهود والنصارى وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ ،اللهم دمرهم تدميرا ولا تبقِ منهم صغيرا ولا كبيرا،اللهم إنا نجعل في صدورهم ونعوذ بك من شرورهم،اللهم عليهم بدولة الكفر أمريكا حلفائها، اللهم مزقهم كل ممزق،اللهم اجعل لهم يوما كيوم عاد،وفرعون ذي الأوتاد،اللهم كن لهم بالمرصاد،ياذا القوة والجبروت.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


فلنا عبرة في الأمم السابقة التي أهلكها الله بكفرها وظلمها وعتوها،وتكذيب رسلها،ممن قص الله علينا في القرآن ونبينا في السنة،فنأمل من الله تعالى ونرجوه أن يجعل لأمريكا وحلفائها يوما كيوم قوم نوح، أو يوما كيوم قوم هود، أو يوما كيوم قوم صالح، أو يوما كيوم فرعون وقومه،كما نسأله تعالى أن يجعل لهم يوما كيوم قوم لوط بأن يمطر عليهم حجارة من السماء وأن يجعل عاليهم سافلهم،فإنهم قد فعلوا أفاعيل قوم لوط ،وقد قال الله عنهم ومنذرا للظالمين أمثالهم:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) } الشاهد قوله: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}

أي أن هذا العذاب ليس ببعيد عن الظالمين أمثالهم،فإن دولة الكفر أمريكا ومن معها ظالمون،قد فعلوا مافعله قوم لوط وزيادة،وهي جريمة اللواط والدعوة إلى ذلك وتشجيع من فعل ذلك بالأموال والمغريات وحماية أصحاب هذه الجريمة ممن يتعرض له، وزادوا على قوم لوط بأن جعلوه زواجا مشروعا وبعقود رسمية،وفرضوا العقوبات على من يعترض على ذلك أو يخالف،وكل هذا من أجل نشر الرذيلة في المجتمعات ومحاربة الفضيلة وإفساد الشباب ومحاربة سنة الله ،إضافةً إلى ما هم عليه من الشرك والكفر والظلم والطغيان واستضعاف الصالحين،والمكر بالمؤمنين، فنسأل الله أن يرينا فيهم عجائب قدرته،نسأل اللهَ أن يرينا فيهم بطشه ونقمته،فليسوا خير منهم،وليس لهم عهد ولا ذمة ،ليس كفار هذا الزمان خير من كفار ذاك الزمان،فكلهم كفار ومن أحطاب النار، ومصيرهم واحد وهو الهلاك والدمار والعذاب الأليم بإذن الله الواحد القهار،بل كفار هذا الزمان ربما أشر من كفار تلك الأزمنة المتقدمة لأنهم كفروا بخير الرسل وكذبوه وسخروا منه واستهزؤا به حيا وميتا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ (53) }[ سورة القمر : 43 إلى 53 ]


فمهما تجبرت أمريكا بقوتها وأعجبت بها، فإن قوة الله أعظم ولا مقارنة،فلو أراد الله إهلاكهم لأرسل عليهم من شاء من جنوده التي لا يعلمها إلا هو،فلله جنود لا تُقهر ،سواء كانت من الملائكة أو الريح أو الطير أو الحشرات أو الرعب أو نحو ذلك من جنوده التي لا يحصيهم إلا هو،فواللهِ وباللهِ وتاللهِ إن قوات أمريكا وحلفائها ما تستطيع أن تواجه مَلَكا واحدا من الملائكة،فلو أذن الله لجبريل عليه السلام لدمر دول الكفر كلها،بل قادر على أن يرفعها بجناحه إلى السماء ثم يقلبها عليهم كما فعل بقوم لوط،ولو أرسل عليهم جزءا يسيرا من الريح لدمرتهم وأهلكتهم كما دمرت عاد، ولو شاء لقذف في قلوبهم الرعب فيستسلمون ويورث الله المسلمين أرضهم وديارهم كما حصل ليهود بني النظير ،ولكنْ لله فيهم الحِكَم البالغة، قد يبتلى بهم المسلمين،ويسلطهم عليهم بسبب ذنوبهم ليرجعوا إلى ربهم ويتمسكوا بدينهم،فما أصبر الله على الظلمة وما أحلمه على الفجرة،وقد جعل لهم يوما لا ريب فيه ولا مناص،فأين المفر. { كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) }[ سورة القيامة : 11 إلى 12 ]


فيا هول مصيبة من يواليهم ويدافع عنهم،يا ويل من يتعاون معهم من الزنادقة والمنافقين ضد المسلمين ،فالحذر الحذر -أيها المسلمون- من موالاة الكافرين والمشركين، الحذر من موالاة اليهود والنصارى وغيرهم،ثم الحذر الحذر من التشبه بهم في العادات والعقائد والعبادات،حاربوا أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم قبل أن تحاربوهم بالسيف،وليحذر المسلمون الذين أقاموا في دولة الكفر أمريكا لغير ما ضرورة،وليحذروا من موالاتهم،فيخشى عليهم إن نزلت بهم العقوبات أن تأخذهم معهم،بسبب مخالطتهم،فقد روى البخاري عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ".

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


وقال تعالى:{ ۞ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) }[ سورة القمر : 9 إلى 16 ]

ولهم عبرة بعاد قوم هود إذ كفروا بربهم وعادوا نبيهم،وقد كانوا ذا قوة وشدة،فكانوا يصنعون الحصون المشيدة ويظنون أنها تخلدهم وتنجيهم،فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا،قال تعالى:{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) }[ سورة الشعراء : 128 إلى 129 ]
فكانوا يتبجحون بقوتهم،ويتحدون نبيهم ،ونسوا قوة الله الذي خلقهم،قال تعالى:{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) }[ سورة فصلت : 15 إلى 16

فأرسل الله عليهم الريح العقيم ماتذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم،أرسل عليهم ريحا شديدة البرودة مزعجة الصوت،فصاروا كأعجاز نخل خاوية،{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }[ سورة الحاقة : 7 ]
وقال تعالى:{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) }[ سورة القمر : 19 إلى 21 ]

ذكر بعض المفسرين أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا كمثل الخاتم،ومع هذا أهلكت الحرث والنسل وجعلتهم كما أخبر الله لا يُرى إلا مساكنهم، فالله قادر على أن يرسل الريح على أمريكا وحلفائها فتدمر قصورها ورجالها وقواتها،وما ذلك على الله بعزيز، فينبغي على المسلمين أن يصبروا،وأن يراجعوا دينهم، وأن يدعوا الله بدمارهم،فإن الله سريع الحساب، وشديد العقاب،وهازم الأحزاب،فمهما تحزبوا على المسلمين فإن الله ناصرٌ أولياءه،وحافظٌ دينه،فقد أرسل الله الريح على المشركين في غزوة الأحزاب فكفأت قدورهم وردتهم بغيضهم منهزمين، وأنجى الله المؤمنين بإيمانهم وتوحيدهم ودعائهم،قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) }[ سورة الأحزاب : 9 إلى 11 ]
إلى قوله تعالى:{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) }[ سورة الأحزاب : 25 إلى 27 ]

ونصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين في غزوة بدر وحنين وكذلك في غزوة الأحزاب فأيدهم بالملائكة ،وإذا شاركت الملائكة مع المؤمنين فساء صباح المنذَرين،قال الله عن يوم بدر: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) }[ سورة الأنفال : 9 إلى 12 ]
وقال الله عن يوم حنين: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) }[ سورة التوبة : 25 إلى 26 ]

فإذا رجع المسلمون إلى دينهم وساروا على ما كان عليه سلفهم من الصحابة والتابعين فبإذن الله أن الله سيورثهم أرض أمريكا وحلفاءها وما معهم من أموال وقوات،كما ورث الله نبيه وصحابته مشارق الأرض ومغاربها،ليس ذلك ببعيد،وماهو على الله بعزيز، ولا يعزب عنه شيء،ولكن هذا الأمر يحتاج من المسلمين إلى عقيدة صحيحة وتوحيد قوي وتمسك بالسنة على منهج سلف الأمة فبذلك يسودون الأمم وتخضع لهم العرب والعجم.

-ولهم عبرة بثمود قوم صالح، فإن في قصتهم عبرة للمعتبرين، حيث أهلكهم الله لما كذبوا نبيهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله إليهم آية،وقد كان عندهم من القوة العظيمة ما أخبر الله عنهم في كتابه أنهم كانوا ينحتون الجبال بيوتا،قال الله { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ }[ سورة الفجر : 9 ]

وكانوا قد أقسموا الأيمان المؤكدة أنهم سيغتالون صالحا وأهله ليلا،ثم ينكرون ذلك ويحلفون على صدقهم، فمكر الله بهم وقتلهم قبل أن يصلوا إليهم،والله خير الماكرين،ثم أهلك الله من بقي منهم بعد ثلاث كما أخبرهم بذلك نبيهم عليه السلام،قال تعالى:{ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) }[ سورة النمل : 48 إلى 53 ]

وكان صالح عليه السلام قد أمهلهم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب، فصاح بهم جبريل عليه السلام صحية شديدة قطعت قلوبهم، وقيل صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة جعلتهم فرسى جاثمين لا حراك لهم.
قال الله:{ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ (68) }[ سورة هود : 66 إلى 68 ]
ومن العقوبات التي أرسلها الله على قوم صالح الرجفة حيث زلزل الله الأرض من تحت أقدامهم،قال تعالى: { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }[ سورة الأعراف : 78 ]

وبنفس العقوبة عاقب الله قوم شعيب عليه السلام حينما كفروا بربهم وكذبوا نبيهم ،وهي الرجفة والصيحة،قال تعالى:{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }[ سورة هود : 94 ]
ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما أهلك الله أمتين بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب ، أهلكهم الله بالصيحة ; غير أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم ، وقوم شعيب أخذتهم الصيحة من فوقهم .فأصبحوا في ديارهم جاثمين أي ساقطين على وجوههم ، قد لصقوا بالتراب كالطير إذا جثمت"

ومن العقوبات التي أرسلها الله على قوم شعيب الرجفة وهي الزلزلة الشديدة،زلزل الله الأرض من تحت أقدامهم، قال تعالى{ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) }[ سورة الأعراف : 90 إلى 91 ]

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 21:21


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*تحـذير أمريـكا وحلـفائها*
*مما حصل من العقوبات لأسلافها*
*لأبي عبدالرحمن / موفق الفاضلي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}

عباد الله:
اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،وأن خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.

أما بعد:
فإنه لا يخفى على إنسان ما بلغ بأمريكا وحلفائها من البغي والعدوان والظلم والطغيان،واستضعاف بني الإنسان،لا سيما أهل الإسلام ،فقد طغوا عليهم ومكروا بهم مكرا كبارا،تكاد من مكرهم تزول منه الجبال،حيث صاروا يتبجحون بقوتهم، ويغترون بعدتهم،حتى نسوا قوة خالقهم،وأمنوا من مكر ربهم،وهذا مؤذن بزوالهم بإذن الله ربهم فقد وصل باليهود والنصارى وغيرهم من المشركين من العتو والجبروت ما لا يخفى على أحد حتى أنساهم ذلك قدرة الله وعذاب به وأليم عقابه،ونسوا اليوم الذي سيرجعون فيه إلى الله،وظنوا أن قوتهم مانعتهم من عذاب الله، وفي هذا اليوم نذكربعض ما حل بأسلافهم المشركين الذين كانوا على ما هؤلاء عليه من الكفر بالله والتكذيب لرسل الله،والأذية لأولياء الله،فليس هؤلاء بخير من أولئك، وليسوا بأكرم على الله حيث أمهلهم وأمدهم بالنعم ،قال الله { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ (53) }[ سورة القمر : 43 إلى 53 ]

أي ليس كفار هذا الزمان من أمة محمد خير من كفار الأمم السابقة،بل سيحل بهم من الهلاك والدمار والعذاب ما حل بالأمم السابقة بإذن الله.
قال ربنا في كتابه الكريم:{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) }[ سورة إبراهيم : 42 إلى 47 ]

فياليتهم يعتبرون بمن مضى من الأمم قبلهم،لكن الظالم ما يفيق إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس،ولله في ذلك الحكم البالغة والحجج دامغة.

فلهم عبرة بما حل بقوم نوح عليه السلام حيث أهلكهم الله، فأغرقهم بالطوفان،إذ أرسل عليهم المياه من فوقهم ومن تحتهم، ونجى أهل السفينة المؤمنين، وفيها من كل زوجين اثنين،وجعلهم عبرة للمعتبرين وآية للمتبصرين،قال تعالى:{ وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا }[ سورة الفرقان : 37 ]

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ))[2].

هذه هي الصورة التي يريدها الإسلام لكل فرد مسلم وهي الصفة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم كما رباهم عليها القرآن وهذه هي الصفة ا لتي تقلق الأعداء .

فالقرآن الكريم يوقظ الهمم العالية ويحرك المشاعر الحية ويخاطب العقول السليمة ويربط العبد بربه ويربط الأحداث بخالق الكون فهو خالقها ومدبرها.

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) )) سورة فاطر الآيات (5-6).

إن استشعار الإنسان بالعداوة بينه وبين عدوه يجعله يزن الأمور بموازين العدالة وما ينظر من العواقب فيزيد وسوسة الشيطان بميزان القرآن فلا يتخبط في تصرفاته تخبط التائه ولا يلتمس الشاطئ التماس الغريق بل يكون ثابتا على اتجاه مستقيم ومسيره على نور وتصرفاته على سداد وأعماله على نجاح .

ولكن المصيبة كل المصيبة فيما إذا أصيب بالغرور وأعجب بنفسه وأغري بتصرفاته وادعى الكمال لنفسه والعصمة من الخطاء فيخطئ ويرى أنه مصيب ويسئ ويرى أنه محسن سواء فيما بينه وبين ربه أو فيما بينه وبين الناس وهذه هي نقطة الضعف التي يدخل منها عدوه من الجن والإنس ويزين أعماله ويحسنها في عينه فلا يفرق بين الحق والباطل ولا يعرف الطيب من الخبيث والنافع من الضار ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) سورة فاطر آية (8).

الغرور هو مفتاح الشر وهو طريق الفشل والهزيمة فمن أعجب برأيه ورأى كل عمل يعمله هو الحق والصواب هلك لأنه لا ينظر في عمله ولا يقيسه بالمقاييس هذا هو البلاء الذي يصبه ا لشيطان على الإنسان و هو المقود الذي يقوده إلى الظلال والخسران.

فالجاهل الذي يعلم جهله والمسئ الذي يعلم إساءته يعيد النظر ويتوب . والجاهل الذي لا يعلم جهله والمسئ الذي لا يعلم أساءته لا يرجع ولا يتوب فيتمادى في إساءته حتى ترديه إلى الهلاك وكل ذلك بإرادة الله عز وجل و مشيئته وهو الحليم الخبير)).

إن الثلاثة الذي تخلفوا في غزوة تبوك عرفوا الإساءة فتابوا فتاب الله عليهم والذين رجعوا من منتصف الطريق في غزوة أحد تمادوا في غيهم فهلكوا.

فاتقوا الله أيها المسلمون :

إن المسلم دائما في معركة مع الشيطان فيعد له عدته من ذكر الله وقراءة القرآن ودائما يتوقع المعركة مع عدو الرحمن فيعد له عدته بما استطاع من قوة وإيمان والذي لا يكون كذلك قد استسلم لعدوه ووقع في حباله والله المستعان .

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم قلت ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم ولسائر المسلمين .

*الخطبة الثانية*
إخوة الإسلام:
فإذا كان الإنسان له عدو فله في أمره أحد طريقين إما أن يتخذه عدوا ويقابله بالمثل وإما أن يرضيه وينزل على رغبته فيكون تابعا له يقوده إلى أسوء مآل.

وقد ينقاد إلى عدوه رغبة في رئاسة وعزة ورفعة في هذه الدنيا ولكن العزة بيد الله وملكه يعطيها من يشاء فمن أرادها فليطلبها من مالكها وليعمل الأسباب لينالها قال الله تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ )) سورة فاطر آية (10).

والأسباب لنيل العزة مذكورة في قوله تعالى ((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)) سورة الحج آية (41).

فاتقوا الله أيها المسلمون وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .

والرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل ((فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ))

وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير فقد أمركم الله بذلك قديما ولم يزل قائلا حكيما ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) سورة الأحزاب آية (56)..

الدعاء

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


(*القــرآن يربـي الأجــــيـال*)
*للدكتـور/ عقـيـل المقطـري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى*
العناصر:
1- صمود القرآن أمام خصومه
2-الحكمة من إنزال القرآن
3- خطورة العجب بالنفس
4- عداوة الشيطان للإنسان.

*الخطبـــة.الاولـــى*
((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2))) سورة الكهف الآيات(1-2).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل :((مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) سورة فاطر آية (2).

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كان خلقه القرآن صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ومن سار على سبيله إلى يوم الدين.

أما بعد :
أيها الناس: اتقوا الله واهتموا بكتاب الله قال الله عز وجل ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30))) سورة فاطر الآيات (29-30).

وقال صلى الله عليه وسلم ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))[1]

فالقرآن الكريم المعجزة الخالدة الذي صمد أمام جميع التيارات الباطلة مع كثرة خصومة وقد تحدى خصومه وقت نزوله بأن يأتوا بمثله فعجزوا ((قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)) سورة الإسراء (88).

ثم خفف فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) سورة هود (13).

فتحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله فلم يستطيعوا أن يأتوا ولو بآية ((وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) سورة البقرة (23) وقال: ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) سورة يونس (38).

ولا يزال التحدي قائما .

لقد حفظ الله القرآن من كيد الأعداء وأصحاب الأهواء قال تعالى:((كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ))سورة الحجر (12).

لقد أنزل الله القرآن لتكوين أمة مؤمنة بربها تصمد أمام الأحداث تهدي إلى الحق وتجادل من أجله وتدافع عن الحقوق فأوجد أمة متعاطفة متراحمة فيما بينها قوية شديدة على عدوها قال الله تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) سورة الفتح آية (29).

نعم لقد كانت تلك الأمة آية من آيات القدرة الإلهية أنشأت في الأرض ما شاء الله أن تنشئ وسادت في الأرض ما شاء الله أن تسود قدمت للإنسانية عقيدة طاهرة نقية وتصورا سليما وموازين حققت العدالة والأمن والاستقرار.

إن القرآن قادر اليوم بإذن الله تعالى أن يربي أمة كذلك على غرار تلك الأمة ولكن لا بد من الشباب الذي يحمل معاني هذا القرآن وتوجيهاته ولا بد من الطائفة التي تعيش مع القرآن الكريم في جو الحقيقة التي عليها آيات القرآن ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18))) سورة الأنعام الآيات (17-18).

فالإيمان الراسخ بالله والتوكل عليه سبحانه والاعتصام به وحده والإيمان بقدره والتصديق بوعده ووعيده هي المعاني التي كانت خلق النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه والقرون المفضلة وهذه الصورة لو استقرت في قلب إنسان لصمد أمام جميع الأحداث وأمام جميع الخصوم فعن ابن عباس قال : ((كنت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


الباطل لهم عذاب اليم ،والمقصود من حكاية ما يقوله الشيطان للكافرين في هذا اليوم ،هو تحذير المؤمنين من وسوسته واغوائه ، وحتى ينجوا من العذاب الذى سيحل بأتباعه يوم القيامة

أيها المسلمون: وإن المتأمِّل للكتابِ المبينِ ،والسنةِ النبويةِ المطهرة ، يلاحظ شدةَ اعتناءِ الكتابِ والسنةِ بذِكر عداوِة الشيطانِ وكيدِه ومحاربتِه ووجوبِ مجاهدتِه، فإن اللهَ تعالى قد ذكرَه في مواضعَ كثيرةٍ، وما ذلك إلا لِما لهذا العدوِّ القويِّ من صَوْلةٍ وجوْلةٍ، فإنه لعنه اللهُ مصدرُ كلِّ فتنةٍ وبلاءٍ ومنبعُ كلِّ شرٍّ وعناءٍ، وقد أخذَ على نفسِه الميثاقَ أن يضلَّ بني آدمَ، وأن يطرُقَ لذلك كلَّ بابٍ، وأن يسلكَ كلَّ سبيل قال الله تعالى حاكياً عنه: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ الاعراف 16 ، 17

وإن دعوةَ اللهِ تعالى لنا في أن نتخذَ الشيطان عدواً ليس المرادُ منها لعنَه باللسانِ وبغضَه بالقلبِ مع طاعتِه فيما يأمرُ، واتباعِ خطواتِه والاغترارِ بوعودِه والاسترسالِ مع وساوسِه وأكاذيبِه، بل المراد بهذه الدعوةِ بغضُه بالقلوبِ ولعنُه بلعنةِ الله ومخالفةُ أمرِه بالجوارحِ، والإعراضِ عن تزيينِه وتضليلِه وزخرفتِه، فإن هذا من أجلِّ القرباتِ وأفضلِ الطاعاتِ، قال ابن القيم رحمه الله: ” والأمر باتخاذِه عدوًّا تنبيهٌ على استفراغِ الوسعِ في محاربته و مجاهدته كأنه عدوٌّ لا يفتر – ولا يَقْصُر عن محاربةِ العبد على عدد الأنفاسِ ” ، فإن كلَّ من أطاعَ الشيطانَ في معصيةِ الله تعالى فقد اتخذه وليًّا، قال الله تعالى في سورة مريم في قصةِ دعوةِ إبراهيم لأبيه: ﴿يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً. يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً﴾ مريم 44، 45

أيها المسلمون: وإنَّ من أعظمِ الأسلحة التي تنجِّي العبدَ من غوائلِ الشيطان وشرِّه وعداوتِه: الإخلاصَ لله تعالى، فإن أهل الإخلاص محفوظون بحفظِ الله تعالى، قال تعالى مخاطباً إبليس لما أخذَ على نفسه الميثاقَ في إضلالِ بني آدم: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً﴾ الاسراء 65 ، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ النحل 99، فمن تحقَّق بهذه الصفاتِ من الإيمانِ باللهِ تعالى، والتوكُّلِ عليه والإخلاصِ له، فقد أغلقَ على عدوِّه الأبوابَ وسدَّ عليه كلَّ بابِ. ولبيان أهمية الإخلاص لدفع الشيطان ، هذه القصة المروية : ( أن شجرةً كانت تُعبد من دون الله، فأراد رجلٌ أن يقطعها تغييراً للمنكر، فقام غضباً لله تعالى فلقيه إبليس في صورة إنسان فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله، قال: إذا أنت لم تعبدها فما ضرك من عبدها، قال: لأقطعنها، فقال له الشيطان: هل لك فيما هو خيرٌ من ذلك؟ لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك، قال: فمن أين لي ذلك؟ قال: أنا لك، فرجع فلم يقطعها فأصبح فوجد دينارين عند وسادته، وهكذا قطع الشيطان الدينارين يوماً فغدا هذا الرجل ليقطع الشجرة ، فقال الشيطان: كذبت ما لك إلى ذلك سبيل، فلما أراد أن يقطعها ضرب به الأرض فخنقه، فقال: إنك جئت أول مرة غضباً لله فلم يكن لي عليك سبيل، فخدعتك بالدينارين فتركتها ، فلما جئت غضباً للدينارين سُلِّطْتُ عليك) . ومن وسائلِ ردِّ كيدِ الشيطان: الاستعاذةَ بالله العظيمِ، ذي الوجه الكريم والسلطانِ العظيمِ من الشيطانِ الرجيم، قال الله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فصلت 36،
فإن الشيطان لا يكفُّه عن الإنسان إلا الله “؛ لذلك أنزلَ الله علينا في كتابه سورتين خاصتين بطلبِ الحفظِ من كيدِه وشر عداوتهِ: سورة الفلق، وسورة الناس، قال ابن القيم رحمه الله: ” والناسُ محتاجون إلى هاتين السورتين “. ومن وسائلِ ردِّ كيدِ الشيطان : ذكرُ اللهِ تعالى : فهو من أعظمِ أسبابِ دفعِ تسلطِ الشياطينِ، فإن الشيطان يخنِسُ عند ذكرِ الله تعالى، ويتضاءلُ ويضمحِلُّ، بل يهرب وينهزمُ، فذِكر الله تعالى أثقلُ شيءٍ على عدوِّه، فهو الحرزُ المتين والحصن الحصين الذي يحفظُ به العبدُ نفسَه من الشيطانِ الرجيمِ، ففي الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ« مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ » فإذا قلَّ نصيبُك أخي المسلم من ذكرِ اللهِ ،تسلط عليك إبليسُ بالوساوسِ ،وأَجْلَبَ عليك بخيْلِه وَرَجِلِه ،وزيَّن لك المعاصِيَ والموبقاتِ، وزهَّدك في الطاعةِ والقُرُباتِ؛ ولذا ،فإن ذِكرَ اللهِ تعالى من أعظمِ المنجياتِ، فأكثِروا عبادَ الله من ذكرِ اللهِ تعالى، كما أمركم اللهُ بذلك، حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ الاحزاب 41. فأكثروا من ذكرِ الله لاسيما تلاوةُ القرآنِ، فإنه من أشدِّ الأشياءِ على الشيطانِ، ففي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ». وفي صحيح البخاري أيضاً في قصةِ أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطانِ أن عدوَّ الله قال له: (قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا . قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ . فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ ، فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ ، يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ . قَالَ « مَا هِيَ » . قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ » . قَالَ لاَ . قَالَ « ذَاكَ شَيْطَانٌ » وإن من أسبابِ النجاة من الشيطان وكيدِه معرفةَ خطواتِه ومداخلِه: فإن الله تعالى قد نهى المؤمنين عن اتباعِ خطواتِ الشيطانِ، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ البقرة(168) ولا يتمكَّنُ العبدُ من اجتنابِ خطواتِ الشيطانِ إلا بمعرفتِها، فصارت معرفةُ خطواتِه واجبةً على كلِّ مسلمٍ، فإن ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، وقد بيَّن اللهُ تعالى خطواتِه حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ النور 21

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون: وإبليس لعنه الله يحاول إغواء الصالحين من هذه الأمة بكل سبيل، يأتيهم من بين أيديهم، يشكّكهم في آخرتهم ،ويأتيهم من خلفهم ،فيزيّن لهم دنياهم، ويأتيهم عن أيمانهم ، فيشبه عليهم أمر دينهم ،ويثبطهم عن الحسنات، ويأتيهم عن شمائلهم ،فيأمرهم بالسيئات ، ويحثهم عليها ،ويزينها في أعينهم، فهذا قول الله عن إبليس: ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) سورة لأعراف:16-17، (وعَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِى فَاكِهٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لاِبْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلاَمِ فَقَالَ لَهُ أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ – قَالَ – فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


الْهِجْرَةِ فَقَالَ أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ. وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِى الطِّوَلِ – قَالَ – فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ – قَالَ – ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقَسَّمُ الْمَالُ – قَالَ – فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ » رواه أحمد وغيره. . ومع ذلك فإن كيد الشيطان ضعيف لمن استعان عليه بالله، والشيطان لا يقدر على من استعاذ بالرب منه عزَّ وجلَّ لأنه يكون قد أوى إلى ركنٍ شديد. وهذا الشيطان يعمل على أمر بني آدم بتغيير خلق الله ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ ) أي عن الحق ( وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ) أي: بطول العمر كي لا يتوبوا (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ) قطع آذان البحيرة الذي كان يفعله المشركون ( وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) سورة النساء 119، أي عن الفطرة السوية فيهوّدان الولد أو ينصّرانه أو يمجّسانه، وكذلك يأمرهم بالتلاعب بخلق الله كما في النمص وغيره من الأفعال المنكرة التي يفعلها الناس بأبدانهم وشعورهم كالوشم ونحو ذلك، ويخوفهم، فقال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران:175 ، يعني يخوفكم بأوليائهم فيثبّطهم عن الحق وعن سبيله، ولا زالت مكائد الشيطان في تخذيل الناس عن الطاعات وإلقاء الشبهات في نفوسهم حتى يشكّكهم بربهم عزَّ وجلَّ، ففي الصحيحين (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ». ومن طرق الشيطان ووسائله : الخمر والميسر ، قال تعالى : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) سورةالمائدة:90،

وقال تعالى ( يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ ) المائدة:91، ومن طرق الشيطان ووسائله : السحر والكهانة، قال تعالى : ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) سورة البقرة:102، وفي صحيح مسلم (عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ – قَالَ – فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ». قَالَ الأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ « فَيَلْتَزِمُهُ ». ومن طرق الشيطان ووسائله : أن يوقع إبليس الناس في الشرك، وفي البدعة، وفي الكبيرة، وفي الصغيرة، وفي الإشغال بالمفضول عن الفاضل، والإلهاء بالمباحات حتى إنه يُنسي الإنسان العبادات،

وقد اجتهد إبليس في هذا الزمان اجتهاداً عظيماً، وخبرته في البشر في السابق يتضح منها تفننه في فتنة أهل هذا الزمان ، وأساس هذه الفتن قديمٌ لكنه يتجدد ففتنة كشف العورات التي أرادها من الأبوين ( يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) سورة لأعراف:27 ، وتحدث الآن عياناً بياناً، فتنشمر ثياب النساء وتصغر مساحات الأقمشة المستعملة فيها، ويزداد المكشوف من اللحم العاري، وهكذا في أنواع من الموضات المقرفة التي منها ظهور السرة وما تحتها واللباس الداخلي، فبأي عقلٍ وبأي ذوقٍ يحسن هذا؟ وهكذا لا يزال في إلباسهم أنواع الشذوذات من الملابس، ولباس الشهرة ولفت النظر، ويوقعهم في الحرام وأنواع الفواحش والمسكرات والمخدرات وأنواع السرقات والرشاوى

وأكل المال بالباطل، ويتفنن في هذا. ثم يؤلّب أعداءه لتخويف المسلمين بالإرهاب تارةً وبغيره أخرى، وقد قال تعالى: ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ) آل عمران:175 يعني يخوّفكم بأوليائهم فلا تخافوهم، ثم يوقد الفتن بين المسلمين في محاربة بعضهم بعضاً، وعداوة بعضهم لبعض ، وفي صحيح مسلم (عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ».

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


فلا يزال يقوم بأنواع التحريش والتباغض الذي يلقيه في قلوب العباد، ثم لما علم إبليس في هذا الزمان ،أن دين النبي صلى الله عليه وسلم قد حمله سلف هذه الأمة، ونقله العدول عن بعضهم ،حتى بلغ من بلغ من هذه الطائفة المنصورة ،والفرقة الناجية إلى قيام الساعة ، فقد عمد إبليس إلى تأليب أعوانه على أتباع السلف، فشنّوا الحملات على منهج السلف الصالح طعناً في الدين، وتفريقاً للناس عنه، وتشويهاً لمتّبعي السلف الصالح، ومعلومٌ أن ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو الذي ينجّي لا غير، وسنة الله في الصراع بين الحق والباطل تقتضي أن يتواجه اليوم أتباع السلف الصالح مع إبليس وجنده الذين حشدهم من تيارات الباطل المختلفة سواءً كانت عصبيات جاهلية قبلية جنسية، وكذلك مذاهب إلحادية وطرق فكرية منحرفة، ومنها تقديم العقل على النص الشرعي، ففتنهم بزبالات الأذهان عن متابعة ما أنزل الرحمن. من هنا كان لا بد لأهل الإسلام وأهل الحق والتوحيد وأتباع طريق السلف الصالح وورّاث طريقة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من القيام لله بالحجة، وإيضاح الحق، ورفض الغربة التي يريد إبليس وأعوانه أن يطوّقوهم بها؛ لأن الحق إذا خفي انتشر الباطل، فإذا لم يعرف الناس الحق فإلى أين يتوجهون، وإذا خفتت رايات الحق فماذا سيرى الناس وإلى أين سيتجهون؟ فكان لا بد لأعوان الحق من الجهر به والدعوة إليه والصدّ والردّ والذبّ عن حياضه، صدّ الأعداء وذبّ هؤلاء الذين يريدون الاعتداء.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ)*
*للشـيخ / حـامــــد إبراهــيم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى*
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون: يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) إبراهيم (22)

إخوة الإسلام: روى الدارمي في سننه : (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فَقَضَى بَيْنَهُمْ وَفَرَغَ مِنَ الْقَضَاءِ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ : قَدْ قَضَى بَيْنَنَا رَبُّنَا ، فَمَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا؟ فَيَقُولُونَ : انْطَلِقُوا إِلَى آدَمَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَكَلَّمَهُ. فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ قَمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا. فَيَقُولُ آدَمُ : عَلَيْكُمْ بِنُوحٍ .فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَدُلُّهُمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَدُلُّهُمْ عَلَى مُوسَى ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَدُلُّهُمْ عَلَى عِيسَى ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ : أَدُلُّكُمْ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ قَالَ : فَيَأْتُونِي فَيَأْذَنُ اللَّهُ لِي أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ فَيَثُورُ مَجْلِسِي أَطْيَبَ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ حَتَّى آتِىَ رَبِّى فَيُشَفِّعَنِي وَيَجْعَلَ لِي نُوراً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي إِلَى ظُفُرِ قَدَمِي ، فَيَقُولُ الْكَافِرُونَ عِنْدَ ذَلِكَ لإِبْلِيسَ : قَدْ وَجَدَ الْمُؤْمِنُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُمْ ، فَقُمْ أَنْتَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ أَضْلَلْتَنَا قَالَ : فَيَقُومُ فَيَثُورُ مَجْلِسُهُ أَنْتَنَ رِيحٍ شَمَّهَا أَحَدٌ قَطُّ ، ثُمَّ يَعْظُمُ لِجَهَنَّمَ فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) ». إِلَى آخِرِ الآيَةِ. إبراهيم (22) ،
قال ابن كثير في تفسيرها : يخبر الله تعالى عما خطب به إبليس لعنه الله اتباعه، بعدما قضى الله بين عباده ، فأدخل المؤمنين الجنات ،وأسكن الكافرين الدركات ، فقام فيهم ابليس لعنه الله حينئذ خطيبا ، ليزيدهم حزنا إلى حزنهم ، وغبنا إلى غبنهم ، وحسرة إلى حسرتهم ،فقال تعالى : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ) أي على ألسنة رسله ،ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة ، وكان وعدا حقا ، وخبرا صدقا
وأما أنا (وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) ، كما قال الله تعالى (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) النساء 120
ثم قال (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ) أي ما كان لي عليكم فيما دعوتكم إليه من دليل ،ولا حجة بينة على صدق ما وعدتكم به ، (إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) فبمجرد دعوتي لكم ، كانت منكم الاستجابة طواعية ، وقد أقامت عليكم الرسل الحجج والأدلة الصحيحة على صدق ما جاءوكم به ، فخالفتموهم ،فصرتم إلى ما أنتم فيه (فَلَا تَلُومُونِي ) فلا تلوموني اليوم على اضلالكم وما صرتم إليه من عذاب (وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) فإن الذنب لكم ،لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد ما دعوتكم إلى الباطل وفي قوله (فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) زيادة في تأنيبهم وفى حسراتهم على انقيادهم له ،أي فلا تلوموني بسبب وعودي إياكم ولوموا أنفسكم، لأنكم تقبلتم هذه الوعود الكاذبة، بدون تفكر ، أو تأمل ، واعرضتم عن الحق الواضح ،الذى جاءكم من عند ربكم ، ومالك امركم ، ثم ينفض يده منهم ، ويخلى بينهم وبين مصيرهم السيء، فيقول (مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) أي ما أنا بنافعكم ومنقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه ، (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) أي بنافعي بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال (إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) قال قتادة :أي بسبب ما أشركتمون من قبل ،وقال ابن جرير :يقول : إني جحدت أن أكون شريكا لله عز وجل وقوله (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي في إعراضهم عن الحق ، واتباعهم

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


هكـذا أراد اللـه - عز وجل - وحكم في سننه التي لا تتبدل: أنّ محْقَ الكافرين... لا بد أن يسبقه تمحيص المؤمنين..ولذلك لما سئل الإمام الشافعي - رحمـه الله تعالــى -: أيهما أفضل للرجل: أن يمكَّن أو أن يبتلى؟ كان من دقيق استنباطه وفهمه لكتاب الله - عز وجل - أن قال: (لا يمكَّن حتى يبتلى)، ولعله فهم ذلك من قوله - تعالى -: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٤١]؛ ...
حيث ذكر الله - عز وجل - المحقَ.. بعد التمحيص.

@-حكم وألطاف إلهية:
ومن الحِكَم العظيمة والألطاف الإلهية التي ظهرت لنا في أحداث غزة ...في ضوء هذه السنة الربانية؛ ما يلي:

-أولاً : ظهور المنافقين المندسين في الصفوف .. سواء.. أكان ذلك في صفوف الفلسطينيين ..أو خارجها،..وهذه رحمة بالمسلمين، حيث انكشف أمرُهم، ..وافتُضِح نفاقهم وخيانتهم،... وبذلك يحْذَرُهم المسلمون.. ويمقتونهم ويُعَرُّونهم.

-ثانياً: تعرُّف المجاهدين أنفسهم على بعض الآفات... والهَنات الكامنة في نفوسهم،...وعلى قوة صبرهم وثباتهم،....وكل هذا... لم يكن ليُعرَف وينقدح زناده ...لولا هذه الابتلاءات والتمحيصات.

وفي هذا خير - إذاً - أدى إلى العلاج ..والتخلص مما يكدر القلوب ..ويؤخر النصر.

-ثالثاً: ظهر في الأحداث معرفة الولي المناصر ...من العدو والمخذل، ...وفي هذا خير للمجاهدين هناك...
حيث تميز لهم الموالي... من المعادي، ...وذلك على مستوى الأفراد.. والهيئات.. والحكومات.

@-سُنة التغيير:
يقول الله - عز وجل -: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) [الرعد: ١١].

ويقول - سبحانه - عن أحداث غزوة(أحد) المؤلمة للمسلمين: ((أَوَ لَـمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).[آل عمران: ٥٦١].

ففي هاتين الآيتين تنبيه من الله - عز وجل - لعباده المؤمنين..إلى أن يتفقدوا أنفسهم... وواقعهم ومواقفهم،.. ويبدؤوا بالتغيير من الداخل... إلـى ما يحبـه الله ويرضـاه؛..
لأن أكثـر ما يؤتى المسلمون أفراداً وجماعات.... إنما هو من قِبَل أنفسهم.
-قال الله وهو أصدق القائلين:
((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير))

-بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم...

*الخطبةالثانية*
الحمدلله وحده...والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...

أمااااابعد:

أيها الأحبةالكرام:
وما زلنا مع سنن الله..التي لاتتغير ولاتتبدل...ومع :
-سُنة الإملاء والاستدراج للكفار والمنافقين:
قال - تعالى -: ((وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لُهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ إنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ))[آل عمران: ٨٧١]...
-وقال - تعالى -: ((وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) [الأعراف: ٢٨١ - ٣٨١].

وقال - سبحانه -:((أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْـخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ)) [المؤمنون: ٥٥ - ٦٥].

وهذه السُّنَّة الإلهية ..تعمل عملها في هذه الأوقات ...وذلك في معسكر أهل الكفر والنفاق،.. وبخاصة.. أولئك الذين بلغ بهم الكِبْر.. والغطرسة ..والظلم.. والجبروت مبلغاً عظيماً....ونراهم يزدادون يوماً بعد يوم ...في الظلم والبطش والكبرياء... ومع ذلك ...نراهم ممكَّنين... ولهم الغلبة الظاهرة....كما هو الحاصل الآن...من دولة الأمريكان واليهودالصهاينة...وصهاينةالعرب...حيث ظلموا وطغوا ..وقالوا بلسان حالهم ومقالهم:
((من أشد منا قوة؟)).

وقد يجد بعض المسلمين في قلوبهم شيء... وهم يرون هؤلاء الكفرة ..يبغون ويظلمون، ..ومع ذلك... هم متروكون ...لم يأخذهم الله بعذاب من عنده!

وقد يتسرب اليأس والإحباط... إلى بعض النفوس...ولكن المسلم الذي يفقه سنة الله - عز وجل - ويتأملها،.. ويرى آثارها.. وعملها في الأمم السابقة.....لا يجد في نفسه شيء من هذا ...لأنه يرى في ضوء هذه السنة... أن الكفرة اليوم - وعلى رأسهم أمريكا ودولةالصهاينة اليهود - هم الآن يعيشون...سُنّة الإملاء والاستدراج... التي تقودهم... إلى مزيد من الظلم والطغيان... والغرور،.. وهذا بدوره.. يقودهم إلى نهايتهم الحتمية؛ ...وهي (الهلاك والقصم )في الأجل الذي قد ضربه الله لهم..وحدد زمانه..
-قال تعالى : ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَـمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِـمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا)) [الكهف: ٩٥].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


قال الله - عز وجل -: ((ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)) [محمد: ٤].

ويقول الله - عز وجل -: ((وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) [الحج: ٠٤].

وقال الله - عز وجل - في الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم: «... وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقَتَهم عربَهم وعجمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك»[رواه مسلم].

ففي هاتين الآيتين والحديث القدسي ..أبلغ دليل على حتمية الصراع بين الحق والباطل.. في صورة المدافعة بين المسلمـين والكفـار.
ومن طمع في الإصلاح.. ودرء الفساد ..ونشر الخير ..بدون هذه السنَّة؛..فإنما هو جاهل بسنن الله - تعالى - ومتنكِّب لطريق الأنبياء وأتباعهم.

-والمدافعة بين الحق والباطل تأخذ صوراً متعددة:
-فبيان الحق..وإزالة الشُّبَه..ورفع اللبس عن الحق وأهله مدافعة. -والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدافعة.
-وبيان سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين مدافعة.
-والصبر والثبات على ابــتلاء الأعداء من الكفرة والظلمة مدافعة.
-ويأتي الجهاد والقتال في سبيل الله - عز وجل - على رأس هذه المدافعات.. وذروتها... لكف شر الكفار ..وفسادهم عن ديار المسلمين.. ودينهم.. وأنفسهم.. وأعراضهم ..وأموالهم.

وما يحصل الآن في غزة المحاصرة.. عدوان صارخ...يجب على المسلمين مدافعته بكل ممكن،.. وكلٌّ بحسبه، ..ولا يُعذَر أحد ...حتى يزول العدوان... ويندفع الفساد:

•فالقادرون على حمل السلاح عليهم واجب المدافعة بالجهاد والسنان.. حتى يندحر العدو الصائل.

•وعلى علماء الأمة ...واجب المدافعة بإعلان النصرة لإخواننا هناك،.. وتوجيههم.. والتضامن معهم، ..وحث الأمة على دعمهم والوقوف معهم،.. ومخاطبة الأعداء.. من اليهود والأمريكان.. ببيانات قوية شديدة اللهجة؛.. يأمرونهم.. بالكف عن الظلم والعدوان،... وتهديدهم... إن لم يكفوا بتوجيه الأمة إلى الانتقام ورد العدوان.. وإلحاق الأذى بمصالحه.

•وعلى الأغنياء في هذه الأمة واجب المدافعة.. بدعمهم بالمال الذي يخفف من معاناتهم.. ويعينهم على جهاد أعدائهم.

•وعلى أصحاب الأقلام والمنابر الإعلامية.. النَّفْرة لنصرة إخواننا هناك؛ ...بالتعريف بقضيتهم،... وفضح أعدائهم ...من الكفرة والمنافقين، ..وإظهار صور الظلم والعدوان.. التي يواجهونها، ومخاطبة الأمة.. بالوقوف معهم ونصرتهم.

•وعلى المسلمين عامة.. واجب المدافعة؛.. بالاهتمام بشؤونهم،.. والحزن لمصابهم،.. والدعاء لهم، ودعمهم قدر الإمكان.

@-ثانيا:سنة الابتلاء والتمحيص:
يقول الله عز وجل : ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْـمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)) [محمد: ١٣]،

وقال - عز وجل - معقباً على غزوة أحد: ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْـخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ))[آل عمران: ٩٧١] ،..
-وقال - سبحانه - في الحدث نفسه: ((وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْـجَمْعَانِ فَبِإذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْـمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا...)) [آل عمران: ٦٦١ - ٧٦١].

قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - عند الآية الثانية: (أي: لا بد أن يعقد سبباً من المحنة..يظهر فيه وليُّه...ويفتضح فيه عدوُّه،... يُعرَف به المؤمن الصابر.. والمنافق الفاجر).

وبالنظر لهذه الأحداث الجارية.. في فلسطين ...في ضوء سنن الابتلاء والتمحيص..نرى أن هذه السنة المطردة الثابتة.... تعمل الآن عملها بإذن ربها - سبحانه وتعالى - لتؤتي أُكُلَها الذي أراده الله عز وجل،... ومنه اللطف والرحمة من الله - عز وجل - والمتمثل في تمحيص المؤمنين في فلسطين وخارجها،... وتمييز الصفوف ..حتى تتنقَّى من المنافقين ...وأصحاب القلوب المريضة....وينكشف أمرهم للناس...وحتى يتعرف المؤمنون أنفسُهم على أنفسهم ..وما فيها من الثغرات والعوائق.. التي تحول بينهم وبين التمكين والنصر،... فيتخلصوا منها... ويغيروا ما بأنفسهم؛... فإذا ما تميّزت الصفوف... وتساقط المتساقطون في أتون الابتلاء،... وخرج المؤمنون ..الصابرون.. الموحدون.. الصادقون منها كالذهب الأحمر... الذي تخلَّص من شوائبه.. بالحرق في النار؛

حينها تهب رياح النصر على عباد الله المصطفَيْن الذين يستحقون
...أن يمحق الله من أجلهم الكافرين، ...ويمكِّن لهم دينَهم الذي ارتضى لهم.
وقبل هذا التمحيص والتمييز؛... فإن سنة محق الكافر ...وانتصار المسلمين.. التي وعدها الله - عز وجل - عباده المؤمنين؛.. لن تتحقق.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:41


ففي الإملاء للكفار... وتركهم يتسلطون على المسلمين.. في مدة من الزمن...ابتلاء وتمحيص للمؤمنين،.. حتى إذا آتت سُنّة الابتلاء أُكُلَها، ...وتميز الصف المؤمن.. الذي خرج من الابتلاء.. نظيفاً ممحَّصاً..
عندئذٍ ...تكون سنة الإملاء.. هي الأخرى..قد أشرفت على نهايتها؛ فيحقّ القول على الكافرين.. ويمحقهم الله... كرامةً للمؤمنين الممحَّصين... الذين يمكِّن الله لهم - عز وجل - في الأرض.. ويخلفون فيها... بعد محق الكافرين...
-قال - تعالى -: ((وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)).[آل عمران: ١٤١].

فذكر الله - سبحانه - التمحيص.. قبل المحق....ولو محَقَ الله الكفار... قبل تهيُّؤ المؤمنين الممحَّصين؛.. فمن يخلفُ الكفارَ بعد محقهم؟

إن الله - عـز وجل - حكيم عليم، وما كان سبحانه.. ليحابي أحداً في سننه،.. ولله عز وجل - الحكمة ..في وضع السُّنَّتين: سُنة (الابتلاء) وسنة (الإملاء)،.. في آيتين متتاليتين.. في سورة آل عمران. قال تعالى: ((وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لُهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ إنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)) [آل عمران: ٨٧١].
-ثم قال بعدها:((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْـخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَـكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)).[آل عمران: ٩٧١].

ولعل من الحكمة - والله أعلم - أن يعلِمنا الله - عز وجل -.. أن هاتين السُّنَّتين... متلازمتان ومتزامنتان.. وأن إحداهما تهيئ للأخرى.

-وفي الوقوف.. مع سُنة الإملاء فوائد، منها:
-عدم الخوف.. والاغترار بقوة العدو...ذلك لأن ناصيته بيد الله - عز وجل...
والله سبحانه - يملي له.. ليُمْحَـق لا ليدوم ظُلْمُه...ولو شاء الله- عز وجل - لقصمه،... ولكن الله - عز وجل - له الحكمة في تأجيل هذا القصم.
-وهذا الإيمان يُذْهِب اليأسَ عن النفوس،... ويزيل الإحباط والخوف.. الذي ينشأ من تسلط الأعداء وقوتهم....ويوقن في قرارة نفسه..أن أهل الحق منصورون....وإن طال الأمد قليلا..أو تأخر النصر...
وأن أهل الباطل إلى زوال...وإن كانوا في نظر الناس أقوياء....
(ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)...

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:38


🎤
*خطبةجمعةبعنوان:*
*(سنن الله في خلقه جارية)*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
حمد لله العزيز الغفار....خلق الإنسان من صلصال كالفخار...
وخلق الجان من مارج من نار،.. أرسى الجبال وأجرى الأنهار...
وأنزل الغيث.. وأنبت الأشجار،.. سخر لنا الفُلك.. ومهد لها أمواج البحار...
وخلق الشمس والقمر... وقلب الليل والنهار...
صورنا فأحسن صورنا، وجعل لنا السمع والأفئدة والأبصار...
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم]...

-نحمده تبارك وتعالى.. حمد المتقين الأبرار...
ونعوذ بنور وجهه الكريم.. من خلق الأشرار...
ونسأله السلامة من دار البوار...

-وأشهد أن لا إله إلا الله..وحده لاشريك له الواحد القهار...
الملك فوق كل الملوك.. القوي الجبار...
العظمة رداؤه... والكبرياء له إزار...
ليس كمثله شيء، ..فلا تصل إلى كُنه ذاته العقول والأفكار...

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا...محمدًا عبده ورسوله المختار.... إمام المتقين والأبرار...
المنصور بالرعب على مسيرة شهر في كل الأمصار...
إذا جاهد.. فالسيف في يده بتار... وإذا سالم.. استوى في أمانه المسلمون والكفار..

إنَّ الـذي نصرَ النَّبيَ وقومهُ
عن قلةٍ في بـدر والأحـزابِ

وأمدهـم بجـنـودهِ وأظلّـهم
بعدَ النُّعاس بغيمةٍ وسحابِ

سيمُدُّ غـزة بالثباتِ وأهلـها
ويَحفُّهــم بعـنايةٍ وحجـابِ

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.. ومن سار على نهجه ..واقتفى أثره..إلى يوم الدين...

أماااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))..

-أيها الأحبةالكرام:
إن مما يحزِن قلبَ كل مسلم صادق.. ويشغل ذهنه وتفكيره في هذه الأوقات؛ ما يلاقيه أهلنا وإخواننا المسلمون في فلسطين
..وبالتحديد في غزة الصابرة المحاصرة،.. على أيدي اليهود الكفرة،.. ومن ورائهم أمريكا الطاغية الباغية ....وأيدي المنافقين الخونة من بني الجلدة والنسب.

ومن أهم الأمور التي ينبغي أن ننتبه إليها ...في خضم هذه الأحداث.. وأمثالها، ما يلي:

الأمر الأول:
اليقين الجازم والاعتقاد الراسخ بأن ما يجري اليوم... من كيد وقتل.. وهجوم شرس من الكفار على بلدان المسلمين؛. فإنما هو بعلم الله - تعالى - وإرادته...قال الله - عز وجل -: ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) [الأنعام:٢١١]، ..
وقال سبحانه:((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)) [البقرة: ٣٥٢].

ومشيئته - سبحانه - ليست مجردة عن حكمته، ...بل له - سبحانه - الحِكَم البالغة في خَلْقه وأمره،... والعارفون لربهم - عز وجل - يعلمون ذلك،.. ولذا فهم يحسنون الظن بربهم،.. ويوقنون أن عاقبة هذه الأحداث التي يقــدرها الله - عز وجل -... هي خير ومصحلة... ولطف بالموحدين، إن شاء الله تعالى...

ومع أن المعركة اليوم مع الكفار موجعة وكريهة؛... إلا أننا نلمس لطف الله - عز وجل - وحكمته ورحمته في أعطافها.

الأمر الثاني:
إن من حِكَم الله - عز وجل - البالغة في هذه الأحداث ...أن يعرِّفنا على سننه - سبحانه... التي لا تتبدل ولا تتحول،... وبمعرفة هذه السنن الإلهية.. يتضح الطريق المستقيم.. ويهتدي المسلم فيه، ويوفق إلى الموقف الحق والمنهج الصائب.

يقول الله - عز وجل - آمراً لنا بالنظر في سننه المطَّردة:((قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ)) [آل عمران: ٧٣١] ..
وقال - سبحانه -:((فَهَلْ يَنظُرُونَ إلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)) [فاطر: ٣٤].

لذا .. وجب على المسلمين بعامة وعلى دعاة الحق المجاهدين في سبيل الله - خاصة؛ ..أن يقفوا طويلاً مع كتاب الله - عز وجل - وما تضمن من الهدى والنــور؛... ومن ذلــك ما تضمنه ..من السنن الربانية المستوحاة مــن دعـــوة الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام... وذلك لأن في معرفتها والسير على هداها ....أخذاً بأسباب النصر والتمكين والفلاح،... ونجاةً مما وقع فيه الآخرون.. من تخبط وعناء.

بخلاف من يجهل مصدر الأحداث...فإن الذي يعلم.. تكون لديه بصيرة وطمأنينة،.. أما الذي يجهل... فليس لديه إلا الحيرة والخوف والقلق.

ومن هذه السنن التي ينبهنا الله - عز وجل - إليها في مثل هذه الأحداث ما يلي:

@-أولا : سُنة المدافعة:
إن إيماننا بأن كل ما يحدث في هذا الكون من أحداث إنما هو بعلم الله - عز وجل - وإرادته وحكمته؛ ...لا يعني الاستسلام للذل.. وترك المدافعة؛ ..لأن الله - عز وجل - الذي أراد هذه الأحداث كوناً وقدراً؛... أراد منا مدافعتها ديناً وشرعاً،..وهذه هي سُنَّة المدافعة......

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:38


2- رُد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها، فهذا من تمام التوبة.
3- من لزِم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزَقه من حيث لا يَحتسب.
4- أتْبِع السيئة الحسنة تَمْحُها، فالحسنات يذهبن السيئات.
5- صاحِب التائبين وجالِس الصالحين، يُذكروك بالله فالمرءُ على دين خليله.
6- لا تنسَ سيد الاستغفار صباحًا ومساءً، قل: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتَ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أَبوءُ لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفِر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»؛ [رواه البخاري في صحيحه من حديث شداد بن أوس].

يا نفسُ توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى ما زال فتَّانا
في كل يومٍ لنا ميت نشيّعه *** نحيي بمصرعه أثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أجمعها خلفي *** وأخرُج من دنياي عُريانا

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

14 Nov, 20:38


تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة، وفي رواية أكثر من مائة مرة.

وعن ابن عمر رضي الله عنه يقول: كنا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»؛ [رواه البخاري في الأدب المفرد: «618»، وأخرجه أحمد: «4726»].

والله جل وعلا ينزل إلى سماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله كل ليلة، فيقول: « هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من صاحب حاجة فأقضيها له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟».

فيا عبد الله: فارِق المعصية وأهل المعصية ومكان المعصية، وكل ما يُذكِّرك بالمعصية، وأكثِر من قوله تعالى: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

ارفع صوتك بالنداء: يا رب إن ذنوبي قد كثُرت، وليس لي بعذاب النار من طاقة، ولا أطيق لها صبرًا ولا جلَدًا، فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي، ولا تُذقني حرًّا لجهنم غدًا.

عبد الله، يا من عوَّدت لسانك على الغيبة والنميمة وقول الزور، تُب إلى الله، يا من أهملت أولادك وتركتهم لقرناء السوء، تُب إلى الله، يا من تعوَّدت على تأخير الصلاة، بادِر من الآن، وتُب إلى الله.

عبد الله، يا من تعوَّدت على أكل الحرام، تُب إلى الله، وعُد إلى الحلال قبل أن يهجم عليك ملك الموت.

عبد الله، لا تؤخر توبتك، كيف بك لو نزل بك الموت وأنت على غير توبة؟ ما أكثر نِعمَ الله علينا وما أجلَّها، وما أشد تقصيرنا في شكرها، ومع ذلك لم يحرِمنا، وما أكثر ما عصيناه ومع هذا لم يَمنعنا!

عباد الله، نحن مع مَن تتعامل؟ نحن نتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار، وفتح طريق الرجعة أمام الفجَّار. نحن نتعامل مع من لو عفا عن الخلق كل الخلق ما نقص من ملكه شيء؛ القائل: ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15]. نحن نتعامل مع من رحمته سبَقت غضبه، نحن نتعامل مع من اسمه التواب الغفار.

عباد الله، أحلى الأقوال وأجمل الألفاظ يوم يقول العبد: يا رب أذنبت، يا رب أخطأت، يا رب أسأت, يا رب:

إن الملوك إذا شابت عبيدهم *** في رقِّهم عتَقوهم عتقَ أبرار
وأنت يا سيدي أَولى بذي كرمِ *** قد شبنا في الرِّقِّ فأعتِقنا من النار

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

عباد الله: دعونا نقف وقفة تأمل مع التائبين ونعيش وإياكم في رحابهم:
رُوي أن رجلًا جاء إلى إبراهيم بن أدهم، فقال له: يا أبا إسحاق، إني مُسرفٌ على نفسي بالمعاصي، فأعرض عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومستنقذًا لقلبي، قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها، لم تضرَّك معصية، ولم توبقك لذة، قال: هات يا أبا إسحاق، قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى فلا تأكل من رزقه، قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُنُ أن تأكل رزقه وتعصيه؟ قال: لا هات الثانية، قال: إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده، قال الرجل: هذه أعظم من الأولى، يا هذا إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له، فأين أسكن؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُن أن تأكل من رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟ قال: لا، هات الثالثة، قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده، فانظُر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له، فاعْصِه فيه، قال: يا إبراهيم، كيف هذا وهو مطَّلع على ما في السرائر؟ قال: يا هذا، أفيَحْسُن أن تأكل من رزقه وتسكُن بلاده، وتعصيه وهو يراك، ويرى ما تُجاهر به؟ قال: لا، هات الرابعة، قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبضَ رُوحَك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، وأعمل لله عملًا صالِحًا، قال: لا يُقبل مني، قال: يا هذا، فأنت إذا لم تقدِر أن تدفع عنك الموت لتتوبَ، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف ترجو الخلاص؟ قال: هات الخامسة، قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة؛ ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم، قال: لا يتركونني ولا يقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاة إذًا؟ قال له: يا إبراهيم، حسبي، حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه.

عبد الله:
1- جدِّد توبتك كل ليلة قبل أن تنام، وحقِّق شروطها فلعلها تكون آخر نومة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:15


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*كيف ننصر إخواننا في غزة؟*

*عناصر الخطبة:*
• الأمر بالوحدة والاتحاد والنصرة
• التحذير من خذلان المسلمين وعواقبه
• صور لنصرة إخواننا في غزة منها:
- النصرة العسكرية
- النصرة بالمال والمدد
- النصرة الإعلامية
- النصرة السياسية
- النصرة بالدعاء
- النصرة بحملات المقاطعة
- النصرة بالحرب الإلكترونية
- النصرة بالأفكار والخبرات
- النصره بالنية والحب

الخطبة الأولى:
الحمد لله المعبود وحده؛ الذي بفضله جعلنا أمة واحدة؛ فقال:
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء (92).
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ فرض على المؤمنين موالاة بعضهم فقال:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة 71].
ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله القائل:
«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [متفق عليه].
والقائل:
«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ لله سِوَاهُمْ» [مسند احمد].
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا!

عباد الله أوصيكم بتقوى الله والصبر والمصابرة والمرابطة! فاتقوه -عز وجل- القائل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]
وبعد

• فإن الإسلام قد أمر بالوحدة والاتحاد والترابط بين المسلمين، وأوجب نصرة المسلمين؛
قَال -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». فَقَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»،
وعَنِ الْبَرَاءِ – رضي الله عنه – قَالَ: "أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، -وذكر مما أمر بهن:- وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ..". [متفق عليه].

• وحذر الإسلام من السلبية، والتخاذل والتقاعس في نصرة المسلم أخيه المسلم؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ». [متفق عليه].

• ولنعلم أن خذلان المسلم أخيه عواقبه وخيمة ونتائجه أليمه؛ فهو:

- سبب للخذلان جزاء وفاقا؛ جزاء من جنس العمل؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-:
«مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [مسند أحمد وسنن أبي داود]

- وخذلان المسلم أخيه سبب للفتنة والفساد الكبير! قال تعالى:
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]. أي إن لم توالوا بعضكم بعضا كما يوالي الكفار بعضهم بعضا فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير! والنصرة من لوازم الولاء وأهم أركانه.

- وخذلان المسلم أخيه سبب لعذاب القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال :علام جلدتموني؟ قالوا :إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره». [ابن حبان بإسناد صحيحٍ].

- وخذلان المسلم سبب لللعن؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«لا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُقتلُ فيه رجلٌ ظلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على كلِّ من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُضربُ فيه رجلٌ ظُلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على من حضره حين لم يدفعوا عنه» [رواه الطبراني].

• وقد تعرض إخواننا في غزة لاعتداءات غاشمة، فصارت نصرتهم واجبة على كل مسلم. ونصرتنا لهم هي دفاع عن ديننا، وأرضنا، ومقدساتنا، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين ودفاع عن المظلومين؛ قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].
وللنصرة صور متعددة وأنواع مختلفة، منها:

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:15


• النصرة العسكرية، وتكون بقتال الظالمين المعتدين، أو إعانة المعتدى عليهم ومدهم بما يدفعون به الظلم، قال تعالى:
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾ [النساء 75].

وهذا اليوم شبه متعذر بسبب حكامنا الخائفين أن تصيبهم دائرة، الذين ستمنع جيوشهم من أراد فعل ذلك.
كما أنه وإن تمكن أحدنا من الذهاب إلى غزة؛ فقد يكون عبئا عليهم؛ في طعامه وشرابه وتأمين سلامته وتدريبه؛ حتى يصل إلى مستواهم وأسلوبهم القتالي الذي يجابهون به العدو؛ فالقوم لا يحتاجون العدد؛ وإنما النوعية المدربة التي تجيد أسلوبهم وتجاري مستواهم في القتال، فمن منا أعد نفسه لمثل هذا؟
كما أن القوم ليسوا بحاجة إلى الرجال والعدد وإنما إلى المال والمدد.

• نستطيع دعمهم ماديا من خلال القنوات المتاحة، شريطة أن تكون موثوقة، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات.. وهذه صورة ثانية من صور نصرهم.

واعلموا أن الجهاد بالمال من أعظم أشكال النصرة! وقد قدمه الله على الجهاد بالنفس في معظم آيات الجهاد بالمال والنفس. ومن جهز أو خلف غازيا فقد غزى؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من جهز غازيا فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا». [مسلم 1895].

ومصارف الزكاة الثمانية تنطبق على أهل غزة، ويجوز تعجيلها لهم. وتوجيه الزكاة لغزة وفلسطين في ظل معركة طوفان الأقصى هو جهاد بالمال ومن أوجب الواجبات.
وفي ذلك قضاء لحاجاتهم وتفريج لكرباتهم وعون لهم، والجزاء من جنس العمل؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ». [متفق عليه].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ». [مسلم].

• ونستطيع نصرتهم من خلال الجبهة الإعلامية، التي لا يستهان بها أبدا؛ بالتوعية، باللسان والقلم والريشة؛ كل بما تيسر له وبما يحسن؛ وبما فتح الله عليه من مواهب وقدرات؛ فالكلمة والموقف لا تقل أهمية عن نصرة السلاح، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-:
«اهجو قريشا، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل» [مسلم].

- ننصرهم إعلاميا بدعمهم نفسيا ومعنويا؛ بتثبيتهم بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.

- وبكشف مؤامرات الخيانة لتتضح الحقيقة للناس.

- وبكشف الحقد الصهيوني ودعاويه الباطلة، لدى الرأي العام العالمي.

- وبتوهين العدو وأنصاره، وحبذا استخدام العبرية مثلما هم يستخدمون العربية في توهين بعضنا وبث الاشاعات المخذلة والمثبطة؛ فكم هناك من يهود بأسماء عربية وبمسميات إسلامية ويجيدون العربية ولهجاتها؛ ينشرون بيننا الشقاق والخلاف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدام هذه الوسائل قد لعب دورًا هامًا في كشف الحقائق، وساهم في توثيق الأحداث وكشف الحقائق وفضح العدو وأنصاره من الكفار والمنافقين. كما أن التواصل مع الشخصيات العامة والمشهورة والمؤثرة وطلب دعمهم وتضامنهم مع قضية غزة قد أثر كثيرا! فكثير منهم غير مواقفه، وكثير من الشعوب الغربية خرجت متظاهرة لصالح فلسطين!
وتغير مواقف الناس تجاه اليهود سلبا يعني تقطيع حبال الناس التي يعتمد عليها اليهود؛ وقد قال تعالى فيهم:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ..} [آل عمران: 112].

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بمهاجمة المنافقين والمخذلين وأصحاب الفتاوى المأجورة المتماشية مع أخلاق وتدليس وتلبيس وكيد اليهود، الذي هو دأبهم، واليوم ينشرونه من خلال (الجامعة الإسلامية بتل أبيب) التابعة للموساد، التي يدرس فيها اليهود اللغة العربية والثقافة والتاريخ الإسلاميين وعلوم الشريعة الإسلامية؛ لتخريج يهود يفتون للمسلمين فتاوى تتماشى مع أجندتهم، ونحن لا نعلم، وربما بعض خريجي هذه الجامعة صاروا أئمة وخطباء وقادات جماعات ومفتين في ظل غفلتنا وسذاجة بعضنا(؟!).

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بتجريم التعاون مع العدو الصهيوني، وتخوين كل من طبع معه أو نصره أو نسق معه ضد المؤمنين والمجاهدين، وقد حذر تعالى من ذلك؛ فقال:
{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) }[النساء].
ومن مسلمات الإيمان الصحيح وأول ثمراته أنه يمنع موالاة الكافرين على حساب المسلمين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:15


اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وقو عزائمهم ووحد صفوفهم واجمع على الحق كلمتهم وسدد سهامهم وآراءهم!

اللهم إنهم حفاة فاحملهم وجياع فأطعمهم وعراة فاكسهم وضعاف فقوهم!

اللهم اجعل الدائرة على أعدائهم اليهود الغاصبين المفسدين ومن شايعهم، وفرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم شديد وخالف يبن قلوبهم وانزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين!

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:15


• ومن صور نصرة إخواننا في غزة؛ النصرة السياسية؛ بالتواصل مع السياسيين والمسؤولين للتعبير عن دعمنا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ودعوة الحكام والقادة وأهل الحل والعقد إلى إدانة الظلم وملاحقة الظالمين وسن القوانين الصارمة لرعاية الحقوق، وتسخير جميع أجهزة الدولة في تحقيق ذلك.

• ومنها النصرة بالدعاء، وهي من أهم أنواع النصرة وأنفعها للمنصور، وأفتكها بالمنصور عليه، وقد لجأ -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الوسيلة الناجعة لنصرة المظلومين. فلننصرهم بالدعاء الخالص والاستغاثة الصادقة؛ فالدعاء سلاح عظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-:
«لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء..». [الترمذي (2139) وحسنه الألباني].

فلا نستخف بهذا السلاح العظيم، ولنصلح أحوالنا مع ربنا بإيماننا الذي يزيد بطاعة الله وترك الذنوب. ولنعلم أن إخواننا قد يهزمون بذنب أحدنا وقد ينصرهم بتوبته؛ فلنعمل صالحا حتى يزداد إيماننا وننال نصر الله؛ قال تعالى:
﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ [غافر:51].

ولنتب إلى الله جميعا؛ لعلنا نفلح ويستجاب دعائنا، ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا؛ قال تعالى:
{.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : 31]
بارك الله لنا في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين!

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبعد

• فاتقوا الله واعلموا أن حملات مقاطعة سلع العدو هي أيضا صورة من صور نصرة إخواننا في غزة؛ فإنها مؤثرة جدًا في اقتصاد العدو وأنصاره، فلا نشتر منهم منتجًا؛ فبأموالنا يقتلون إخواننا في غزة وفلسطين.
فلنقاطع الماركات والشركات العالمية التي يذهب ريعها دعما للعدو وجيشه!
وأيضا بالاستغناء عن التعامل بالدولار الامريكي؛ فأمريكا هي أكبر داعم ومساند للعدو الصهيوني ماليا وحربيا...

• ولنعلم أن الحرب الإلكترونية هي صورة مهمة من صور نصرة العدو؛ فيمكن بعض شباب المسلمين من مختلف الأماكن تشكيل ما يسمى بـ (الفيالق السيبرانية)؛ لمحاربة العدو؛ باستخدام التقنيات الهجومية السيبرانية واختراق أنظمة العدو والتسلل إلى شبكاتهم وأجهزتهم للحصول على معلومات سرية وإمداد إخوتهم بها، أو تعطيل خدماتهم؛ كاختراق وتعطيل نظام القبة الحديدية -مثلا- أو غيرها من الأنظمة الخطيرة. وهذه أمور لم تعد أسرارا؛ بل سهلة ومتاحة، وهي تجمع لشبابنا بين المتعة والإبداع والجهاد...

• وإذا عصفنا أذهاننا فستتفتق بكثير من الأفكار، التي قد تسهم في نصرة إخواننا وتوهين عدوهم وعدونا، فلا نبخل بأي فكرة مفيدة، ورب فكرة مفيدة وجديدة فيها عوامل مباغتة للعدو وربما هزيمته! فمن توصل إلى أي فكرة أو عنده علم أو خبرة مما ينتفع به حربيا؛ فلا يبخل به! وليحاول التواصل مع إخوانه بغزة وليمدهم به، فـ "الدال على الخير كفاعله".

• وإن عجزنا عن كل ذلك؛ فلا نعجز عن نصرتهم بالنية الصادقة والمحبة في الله؛ فإن من نوى شيئا بصدق؛ بلغه الله إياه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه» [صحيح مسلم].
وقال:
«إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» [البخاري].

ومن أحب قوما؛ حشر معهم؛ عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها». قال لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: "فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنت مع من أحببت". قال أنس: "فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم؛ بحبي إياهم؛ وإن لم أعمل بمثل أعمالهم". [البخاري (3485)].

ونحن نرجو أن نحب من أحبهم؛ وأن نحب صالح المؤمنين ونحب المنصورين المرابطين في بيت المقدس وأكنافه، ونرجو أن نحشر معهم؛ فهم قوم لا يستهان بهم في الإسلام! فإنهم الطائفة المنصورة من الفرقة الناجية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
قال صلى الله عليه وسلم:
«لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأوى حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله أين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».

فأخلصوا في كل ذلك النية لله وابتغوا وجهه، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

اللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
وارزقنا محبته، واتباعه ظاهراً وباطنا، وتقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.

اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وأمدهم بقوة وجند من جندك!

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


إحكموا على المعارك من خواتيميها وعواقبها. إنما الاعمال بالخواتيم. والعاقبة للمتقين. ولا عدوان إلا على الظالمين.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله:
*(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)* [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم ابرم لهذه الامة أمر رشد يعز فيه اهل الطاعة. ويهدى فيه اهل المعصية. اللهم اصلح ولاة امرنا لما تحبه وترضاه. وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم اشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين وارفع عنهم البلاء برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اصلح احوال المسلمين في كل مكان.
اللهم انا نسألك فرجا قريبا لاخواننا المسلمين في سوريا. وفي غزة وفلسطين عامه ولجميع بلاد المسلمين .
اللهم نسألك فرجا قريبا لأهل غزة وفلسطين . اللهم ضاقت عليهم الارض بما رحبت.
اللهم كثر فيهم القتل يا رب العالمين. انت ارحم الراحمين. ليس لهم ناصر إلا أنت. ولا معين لهم إلا انت. فاللهم عجل بفرجهم.
اللهم أمن خائفهم. اللهم ارحم شهداءهم. اللهم اشف مريضهم. اللهم فك اسيرهم. اللهم رد شتاتهم. اللهم اطعم جائعهم. اللهم اسق ظمآهم. اللهم يا رب العالمين ارحمهم جميعا برحمتك التي وسعت كل شيئ.
اللهم اصلح احوال المسلمين. وولي عليهم خيارهم.
نسألك اللهم الامن والايمان. والراحة والاستقرار. لبلاد الاسلام في كل مكان.
اللهم نسألك الامن والايمان والاستقرار لاخواننا المسلمين في فلسطين وفي اليمن وفي مصر وتونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي ليبيا وفي افغانستان وفي الفلبين وفي كل مكان.

عباد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأقم الصلاة
__________

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


خطبة.جمعة.بعنوان.
(*إرتقاء العظماء*)
للشيـــخ/محمود ابو هدعش
22 ربيع ثاني 1446ه‍ 25اكتــوبر2024م.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕌🕋🌴🕋🕌 🕋🕌
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الخطبـــة.الاولـــى.
الحمدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، وَالْمُتَعَالِي عَنِ الشَّبِيهِ وَالنَّظِيرِ الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا فِي الضَّمِيرِ،أَحْمَدُهُ - سُبْحَانَهُ وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،

إلهي ومولاي: نسألك في هذه الساعة المباركة أن تجنبنا موارد الظالمين وأن تجعلنا عند سكرة الموت وظلمة القبر ووقفة الحساب من الآمنين وأن تؤتينا أفضل ما آتيت أحدآ من خلقك وأن تجعل للمستضعفين في الأرض فرجآ ومخرجآ
يا سميع الدعاء يا أرحم الرحماء إجعل بلدنا في أمن ورخاء واكفنا كل أذية أو بأس أو بلاء .

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ،

*إلهي وجاهي إليك اتِّجَاهي*

*وطيدًا مديدًا ... لترضَى فأرضَى*

*فأنتَ قِوَامي ... وأنت انسِجَامي*

*مع الكونِ والأمرُ لولاكَ فوضى*

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين،

*صلّى عليكَ الله يا من هديُهُ*
*نورٌ لنا في الحالكاتِ وفي الرَّدى*
*هو عِزُّنا، هو مَجدُنا ورَسولنا*
*هو فيضُ حُبٍّ في الفؤادِ تجدَّدَا*

اللهم صل على النبي المصطفى والحبيب المجتبى والشفيع المرتجى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى .

اللهم احشرنا في زمرته واجعلنا من اهل شفاعته وارزقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها ابدآ ياارحم الراحمين

اللهم لا تعذب لساناً يخبر عنك، ولا قلباً يشتاق إليك، ولا عيناً تنظر في ملكوتك، ولا أذناً تستمع إلى كلامك.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

أَمّـــا بَـــعــــــْدُ : عباد الله

يقول الله تبارك وتعالى

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "

{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ }

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145)

{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(148).

إنها حياة العظماء. إنها ميتة العظماء. إنها مكانة القادة في الإسلام في معركة أحد ركز الأعداء على القائد والأسوة والقدوة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. وأسقطوه في حفرة وأدخلوا المخفر في وجنته. وشجوا رأسه وسال الدم على وجهه. وأشاعوا أنه قد قتل. فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات تسلية للصحابة.

إن هذه الأمة لا تموت القادة. بل إستشهاد القادة حياة جديدة. نهى الله تبارك وتعالى الصحابة هنا أن يلتفتوا التفاتة بعد موت القادة. نهاهم أن يضعفوا أو يلينوا أو يستسلموا أو يستكينوا. لماذا? لأنها آجال معدودة. آجال معدودة. وساعات محددة. والموت الحقيقي. هو موت الضمائر. الموت المخزي. هو أن تموت الضمائر. أما الموت في سبيل الله. والشهادة في سبيل الله. فهي أسمى أمان المؤمنين. نعم. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح وددت أن أغزو فاقتل. ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةً
تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ
وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُ
هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

نعم هنيئا لك يا أبا إبراهيم هنيئا لك ارعبتهم حيا وميتا. هنيئا لك صنعت تأريخا أنت اسطورة وينبغي نعلم أن هذا الرجل وأمثاله سوف يدرسكم التاريخ إنهم أبطال. إنهم عظماء قائد اسطوري. سجل مكانك في التأريخ يا بطل. نعم سجل مكانه في التاريخ كأعظم قائد اليوم. وهناك زعماء وقادة جبناء لم يستطيعوا أن يدخلوا لغزة طعام. ولا غذاء ولا دواء. هؤلاء هم الموتى. هؤلاء هم الموتى الذين ماتت ضمائرهم. ماتت حميتهم ماتت عقيدتهم هذا هو الموت. أما من لقي الله مقبلا غير مدبر فهذه حياة العظماء.
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

*الخطبة الثانية*
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد : عباد الله أيها الاخيار :
أخطر ميتة على الإطلاق هي موت الضمير. إذا مات الضمير ماتت الإنسانية. وماتت العزة وماتت الكرامة. وماتت الشهامة. وأصبح المجتمع عبارة عن وحوش كاسرة. موت الضمير هو موت الحياة. إذا مات الضمير لم يستشعر المسؤول واجبه نحو شعبه. ولا نحو من تولى أمره. إذا مات الضمير عند القائد ضيع افراده. وضيع مصالحهم ولم يبالي بهم. إذا مات الضمير عند المسؤول نهب الاموال وعبث بالمال العام. وقصر في مسئوليته. إذا مات الضمير عند التاجر. غش واحتال. ولم يرحم المحتاج ولم يرحم هذا الشعب وحاول أن يلعب على مشاعر هذا الشعب إذا مات الضمير عند صاحب الجاه والسلطان تحول إلى طاغية. وإلى مجرم وإلى ظالم. إذا مات الضمير عند الأمة أصبحت الأمة كالبهائم لا قيمة لها ولا وزن. أصبحت الأمة ضعيفة. لان الضمير هو تلك الروح التي تسري في الأمه فتدب فيها الحياة من جديد. الضمير هو الذي يحجز الانسان عن الشر وعن الدنايا. الظمير هو الذي يدفع المسلم الى المكارم وإلى الخير وإلى الإقدام. وإلى النصرة وإلى العزة وإلى الكرامة. موت الضمير هو أخطر ميتة نعم هذا هو أخطر موته تتعرض له الأمة. أن يموت الضمير. نرى أبناء الامة وخيار الأمة يقتلون في كل يوم. والشعوب العربية في غفلة. والزعماء العرب يتآمرون مع المتآمرين أكثر من عام. وأطفال فلسطين ونساء فلسطين لسان حالهن. نسبى ونطرد يا أبي ونباد. فإلى متى يتطاول الأوغاد? وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا وإلى متى يتطاول الاوغاد? نمسي ونصبح على صوت الرصاص. كأننا زرع وغارات العدو حصاد. أو ما لنا في المسلمين أحبة? أو ما لنا سعد ولا مقداد أين هذه الامة
عندما غاب الضمير؟! سرخات من كل مكان

لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادي.

عندما يموت يحس الإنسان بالأنانية. وينسى أمته وواجبه نحو أمته. وهذا معناه أنه قد انسلخ من أمته. ترى للأسف الشديد أناس من أبناء الأمة. يباركون للأعداء قتلهم القادة والشهداء. هل هؤلاء من أمة محمد? لا والله. لا والله (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ .(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها)

هؤلاء هم أهل النفاق. هؤلاء هم أهل الزور. ولهذا أيها الأخيار السؤال الأخير الذي ينبغي أن نسأل أنفسنا جميعا. ماذا قدمنا للأمة؟ كيف ستكون ميتتنا؟ ماذا سيقال عنا بعد موتنا؟
هذا الرجل المبارك الذي أستشهد قدم وأعذر الى الله. وكانت حياته في سبيل الله. عاش كما يحب وأستشهد كما يتمنى. والشهادة في ديننا إرتقاء ورفعة. (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
غادر دار الفناء الى دار البقاء. غادر دار الخيانة. إلى الدار الباقية. غادر الدنيا إلتي فيها التآمر والمكر إلى جوار ربه.

بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ،
أنت ماذا قدمت لدينك؟ أنا وأنت ماذا سيقال عنا بعد موتنا? كيف سنموت؟هل سنموت كما يموت البعير؟ في بيته همه مأكل او مشرب وجمع للدنيا. أم سنلقى الله ونحن همنا الدين. وهمنا رضا رب العالمين. هذه هي الميتة. علو في الحياة وفي الممات. بحق انت إحدى المعجزات. العلوم أن تموت وأنت رافع رأسك. وأنت عزيز. وأنت تقول كلمة الحق. لا أن تكون ذيلا. ولا أن تكون خانعا ولا أن تكون خائفا. هذه هي العزة. وبإذن الله هذا الرجل المبارك قد كتب أول السطر في نهاية الكيان الصهيوني. وفجر الطوفان لن يقف ذلك الصوفان حتى الكيان ويلتهم من وراء الكيان من الغرب والأمريكان والزعماء العرب الخونة بإذن الله. ولو طال الزمن. لا تحكموا على المعارك من نتائجها الآنية.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


صلى الله عليه وسلم لما يرى من أجر الشهادة في سبيل الله. العالم أجمع. شاهد ذلك القائد المبارك الذي شب النار على الأعداء والبسهم الذل والعار. إنه القائد السنوار ذلك القائد المبارك الذي حمل على نفسه أن ينتصر لدينه وأن ينتصر لقضيته وأن ينتصر لمبدئه. ففجر الطوفان وحرك فتية الإيمان وزلزل البركان تحت الكيان. فاهتز العالم لذلك الطوفان أحرق الأوراق التي كان الأعداء يخططوا لها. ومزق تلك المشاريع التي كانت في المنطقة يراد لها أن تكون. وأحيا في الأمة معاني الجهاد والعزة والكرامة والشهامة. وسطر ملحمة بطولية عجز العالم بكل قوته، أكثر من عام أكثر من عام والعالم الغربي بأساطيله وطائراته ومخابراته وأقماره الإصطناعية وقوته التكنولوجيا والعسكرية عجز عن الوصول إلى هذا الشهم.أو قتل الفكرة التي يحملها وعجز أيضا عن كسر إرادة المقاومين. لكن هؤلاء الأبطال فتية الإيمان كسروا تلك الخرافة التي كان يسوق لها الإحتلال أنه قوة لا تقهر كسروها وأصبح أمام العالم كيان ضعيف مخترق ،كيان هزيل لم يستطع أن يوجد شخص. بقعة صغيرة عجز عن وقف الصواريخ منها اهتزت سمعته في العالم. خسر كثيرا مما كان يروج له. اقتصاديا وعسكريا وأمنيا واستخباراتيا. فجاءه أناس قدموا أرواحهم. شعارهم
سأحمل روحي على راحتي.
والقي بها في مهاوي الردى.
فإما حياة تسر الصديق.
وإما ممات يغيظ العدا.
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى.
لعمرك اني ارى مصرعي.
ولكن أعدو اليه الخطى.
أرى مقتلي دون حقي التليد.
ودون بلادي هو المبتغى.
لعمرك هذا ممات الرجال.
ومن رام موتا شريفا فذا.

اي وربي انه موت الرجال. أرادوا أن يبحثوا عنه ليأخذوه. ويربطوه ويعروه. ويكبلوه ويهينوه ليكسروا إرادة المقاومة. ويكسروا هيبته في قلوب الأمة. فأراد الله له مماتا غير ذلك. أراد الله جل وعلا أن يصوروهم تلك القتله الشريفة التي لقي الله فيها مقبلا غير مدبر. رصاصته في جبينه. معناه أنه مقبل أنه يقاتل أنه يواجه. لم يكن هاربا ولا متخفيا ولا متسترا وإنما مقبلا

لا بالدرع ولا بسلاحه أخرجوا له صور أخرى ليهينوه كما أرادوا ويظهروا أن أفراده انفضوا عنه ولم يعلموا أن تلك الصورة ستفجر مقاومة أخرى. عندما رآه العالم ودمه يسيل من يده التي قد جرح فيها. وأقدامه قد ضربت ولم يبقى معه إلا يده اليسار. وقد جرح وهو ينزف دما وتأتي تلك الطائرة لتصور وتوثق وإذا به يضرب بخشبة في يده ليقول للأمة سنقاتل إلى آخر رمق نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت هكذا هي حياة العظماء وهكذا هم العظماء. نعم هنيئا لك يا أبا ابراهيم. هنيئا لك هذا الإرتقاء لم توجه بندقيتك يوما لمسلم. لم تقاتل ضد شعوب مسلمة. لم تفتح حربا في بلد مسلم. لم تلطخ يدك بدم امرئ مسلم. وجهتك العدو الصهيوني. عدوك العدو الصهيوني.

أنت يا أبا إبراهيم قتلت اليهود وأنت في سجونهم. وقتلتهم بتفجير الطوفان. وقتلتهم وأرعبتهم حيا وميتا. هنيئا لك يا إبا ابراهيم عشت كما تحب. كريما عزيزا مقاتلا مغوارا. أكثر من عام وأنت تحمل بندقيتك وتقاتل. وتقود الأبرار والأخيار. في المعارك. ثم تلقى الله كما تحب. وكما تمنيت . تمنيت الشهادة فنلتها. ووالله لا يوفق لها إلا العظماء. مليار مسلم يعزون في وفاتك. وهم الموتى وأنت الحي. ليس الميت من أستشهد في سبيل الله فقد قال الله{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}.
وفي آية أخرى(بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
نعم. ليس في ثقافتنا أبدا هزيمة. ليس في ثقافتنا إنكسار. إنما هي إحدى الحسنيين. إما الشهادة أو الإنتصار. نعم. هكذا يقول التاريخ. وهكذا يقول العظماء توفي النبي صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب قاطبة. وظن المنافقون أن الدين قد انتهى. فهيأ الله رجالا أعادوا الأمة إلى سابق عهدها. وفتحوا بلاد كسرى وبلاد الروم وكونوا أكبر إمبراطورية في العالم. نعم التتار هجموا على بلاد المسلمين ودمروا ما فيها وقتلوا وسبوا وانتهكوا الحرمات وسال الدماء وأشلاء وكانوا يظنون أنها لن تقوم للإسلام قائما. وإذا بالأمة تعود من جديد ويأتي صلاح الدين ويحرر بيت المقدس. الأمة ولادة الأمة لا تموت تمرض لكنها لا تموت ،
كلما أستشهد قائد أتى قائد.
هذا القائد المبارك أيها الأخيار لم يمت لماذا؟
لأن خلفه رجال، لأنه أحيا في الأمة العزة،أحيا في الأمة الكرامة ،أحيا في الأمة الفداء ،أحيا في الأمة الشجاعة ،الخزي والعار. الخزي والعار والشنار لمن خذلوا المقاومة. لمن تفرجوا لمن داهنوا لمن نافقوا. لمن وقفوا مع الإحتلال. أما هذا البطل فهو رفعة وعزة وإباء لقي الله جل وعلا كما يحب. علمتنا حركة المقاومة أن كلما استشهد قائد أتى القائد الذي بعده أشد وأنكى على الإحتلال. خابوا وخسروا وظنوا أن بإستشهاد القادة أن الافكار تموت، الأفكار لا تموت أبدا.الأفكار لا تموت،
الأفكار كلما قتل قادتها إشتدت. وامتدت وأنبتت وترعرعت وقويت نعم.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


خطبة بعنوان
فلسطين جرح الأمة الغائر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]؛ أَمَّا بَعْدُ:

عِبَادَ اللَّهِ: مَأْسَاةٌ وَجُرْحٌ يَتَجَدَّدُ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ، خِنْجَرٌ قَدْ غُرِسَ فِي قَلْبِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فَتَرَكَ فِيهَا جُرْحًا غَائِرًا، مَا إِنْ يَكَدْ يَهْدَأْ أَلَمُهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى الْغَلَيَانِ وَالْفَوَرَانِ، فَفِي كُلِّ يَوْمٍ مَذْبَحَةٌ جَدِيدَةٌ وَعُدْوَانٌ جَدِيدٌ وَتَدْنِيسٌ مُتَعَمَّدٌ لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنْ أَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ... فَقَلِّبْ نَاظِرَيْكَ فِي الْقُدْسِ وَفِي غَزَّةَ تَجِدْ أَشْلَاءً مُبَعْثَرَةً وَجُثَثًا تَحْتَ الْأَنْقَاضِ مُحْتَجَزَةً، وَشَوَارِعَ قَدِ اكْتَسَتْ بِالدِّمَاءِ، وَبَقَايَا أَعْرَاضٍ قَدِ انْتُهِكَتْ وَدُنِّسَتْ.. أَصْغِ سَمْعَكَ تَجِدِ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى وَمَنْ فِيهِ مِنْ مُرَابِطِينَ يَئِنُّونَ وَيَسْتَغِيثُونَ:
إِنِّي أُهَانُ وَأُسْتَبَاحْ *** لَا أَمْتَلِكْ إِلَّا الصِّيَاحْ
أَنَا مَيِّتٌ عِنْدَ الْمَسَاءِ *** وَمَيِّتٌ عِنْدَ الصَّبَاحْ

آتُونٌ يَشْتَعِلُ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ، وَقُودُهُ أَرْوَاحُ الْمُرَابِطِينَ وَالْمُجَاهِدِينَ وَدِمَاؤُهُمْ، هَؤُلَاءِ الْكِرَامُ الشُّرَفَاءُ الَّذِينَ نَظُنُّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَعْنِيهِمْ حِينَ قَالَ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ" قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ، لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

إِخْوَتَاهْ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُرَابِطِينَ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ قَدْ أَثْخَنَتْهُمُ الْجِرَاحُ وَتَكَاثَرَتْ عَلَيْهِمُ الْكُرُوبُ وَأَحَاطَ بِهِمُ التَّخَاذُلُ، لَا يَجِدُونَ نَاصِرًا وَلَا مُعِينًا لَهُمْ إِلَّا اللَّهَ، أَيْدِيهِمْ خَالِيَةٌ، وَبُطُونُهُمْ طَاوِيَةٌ، وَظُهُورُهُمْ عَارِيَةٌ، لَا مُمِدَّ لَهُمْ بِسِلَاحٍ بِهِمْ يُقَاتِلُونَ وَلَا بِمَالٍ بِهِ يُجَاهِدُونَ... وَرَغْمَ كُلِّ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ حَوَّلُوا لَيْلَ عَدُوِّهِمْ إِلَى نَهَارٍ، وَأَلْبَسُوهُمْ مِنْ نَسْجِهِمْ ثَوْبَ الْعَارِ، وَأَنْزَلُوا بِبُيُوتِهِمُ الدَّمَارَ.

فَكَيْفَ لِأُمَّةِ الْمِلْيَارِ أَنْ تَقِفَ مَكْتُوفَةً عَاجِزَةً مُكَبَّلَةً -مَعَ مَا أُوتِيَتْ مِنْ مَوَارِدَ وَمُقَدَّرَاتٍ وَعَدَدٍ وَعُدَّةٍ- أَمَامَ شِرْذِمَةٍ حَقِيرَةٍ دَنِيئَةٍ مِنَ الْيَهُودِ الْمَلَاعِينِ! كَيْفَ لَهَا أَنْ تَرْهَبَ أَجْبَنَ خَلْقِ اللَّهِ: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)[الْحَشْرِ: 14].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------


الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ وَاجِبَاتٍ مُتَحَتِّمَاتٍ تُجَاهَ تِلْكَ الْجِرَاحَاتِ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ، فَأَوَّلُهَا: الِاسْتِقَامَةُ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَمَنْهَجِهِ وَاجْتِبَابُ مَعَاصِيهِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مَعْصِيَةٍ يَقْتَرِفُهَا مُسْلِمٌ هِيَ خِذْلَانٌ لِإِخْوَانِهِ وَإِبْعَادٌ لِلنَّصْرِ وَتَقْرِيبٌ لِلْهَزِيمَةِ، يَقُولُ الْفَارُوقُ عُمَرُ: "كُونُوا أَشَدَّ النَّاسِ احْتِرَاسًا مِنَ الْمَعَاصِي بَيْنَكُمْ، مِنْ عَدُوِّكُمْ؛ فَإِنَّ ذُنُوبَ الْجَيْشِ أَخْوَفُ عَلَيْهِمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ، وَإِنَّمَا يُنْصَرُ الْمُسْلِمُونَ بِمَعْصِيَةِ عَدُوِّهِمْ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَنَا بِهِمْ قُوَّةٌ".

وَالثَّانِيَةُ: إِعَانَةُ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَنُصْرَتُهُمْ بِكُلِّ سَبِيلٍ مُمْكِنٍ: امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)[الْأَنْفَالِ: 72]، فَعَلَى الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ -إِذْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الدِّفَاعَ عَنْ مُقَدَّسَاتِهِمْ أَنْ يَمُدُّوا يَدَ الْعَوْنِ لِلْمُرَابِطِينَ هُنَاكَ، وَيَكُونُوا عَوْنًا لِلْمُسْتَضْعَفِينَ الْمَنْكُوبِينَ تَحْتَ وَطْأَةِ الْمُحْتَلِّ الصَّهْيُونِيِّ مِنْ عَشَرَاتِ السِّنِينَ.

وَالثَّالِثَةُ: الْمُقَاطَعَةُ الِاقْتِصَادِيَّةُ لِبَضَائِعِ الْيَهُودِ وَمَنْ نَاصَرَهُمْ: فَلَا جَيْشَ قَوِيٌّ بِدُونِ اقْتِصَادٍ قَوِيٍّ، فَإِنْ ضَعُفَ اقْتِصَادُهُمْ ضَعُفَ جَيْشُهُمُ الَّذِي يَسْتَعْرِضُونَ بِهِ عَلَى الْعُزَّلِ مِنْ أَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ، وَلْيَعْلَمْ كُلُّ مُشْتَرٍ لِبَضَائِعِهِمْ أَنَّ الْمَالَ الَّذِي يَشْتَرِي بِهِ يَتَحَوَّلُ إِلَى قَذَائِفَ وَرَصَاصَاتٍ تَتَسَاقَطُ فَوْقَ رُؤُوسِ إِخْوَانِهِ.

وَالرَّابِعَةُ: نَشْرُ قَضِيَّتِهِمْ وَتَعْلِيمُهَا أَوْلَادَنَا: إِنَّ الْقُدْسَ عَرَبِيَّةٌ إِسْلَامِيَّةٌ، وَفِلَسْطِينُ كُلُّهَا، وَأَنَّ الْمُقَرَّرَ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ: "لَوِ اعْتَدَى مُعْتَدٍ عَلَى شِبْرٍ مِنْ أَرْضِ الْإِسْلَامِ وَجَبَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الْقِيَامُ لِنَجْدَتِهِ"، فَأُمَّتُنَا أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)[الْأَنْبِيَاءِ: 92]، وَبُنْيَانٌ وَاحِدٌ: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


لَكِنَّهَا بَعْضُ الْحُكُومَاتُ الَّتِي تَخَافُ ضَيَاعَ مَنَاصِبِهَا وَكَرَاسِيِّهَا! الْحُكُومَاتُ الَّتِي تَعَوَّدَتْ أَنْ تَتَمَاشَى مَعَ سِيَاسَةِ الْهَيْمَنَةِ الْكَافِرَةِ! الْحُكُومَاتُ الَّتِي جَثَمَتْ عَلَى الشُّعُوبِ لِتَسُوقَهَا لِغَيْرِ مَا تُرِيدُ الشُّعُوبُ، وَلِتُطَبِّعَ مَعَ الْعَدُوِّ الْمُحْتَلِّ، وَلِتَبِيعَ الْأَرْضَ وَالْمُقَدَّسَاتِ وَالدِّمَاءَ وَالْأَعْرَاضَ!

فَيَا اللَّهُ: هَبْ لَنَا قَائِدًا رَبَّانِيَّاً تُصْلِحْ بِهِ أَحْوَالَنَا، وَتَجْمَعْ بِهِمْ شَمْلَنَا، وَتَجْعَلْهُ سَبَبًا فِي نَصْرِنَا عَلَى أَعْدَائِنَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ هَذَا الصَّمْتَ الْعَرَبِيَّ وَالْإِسْلَامِيَّ الْمَشِينَ تُجَاهَ تِلْكَ الدِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ وَالْأَرْضِ السَّلِيبَةِ وَالْمُقَدَّسَاتِ الْمُدَنَّسَةِ لَيَجْلِبُ لِلْأُمَّةِ كُلِّهَا الْخَرَابَ وَالدَّمَارَ؛ فَالْيَوْمَ فِلَسْطِينُ وَالْعِرَاقُ وَأَفْغَانِسْتَانُ وَبُورْمَا وَغَيْرُهَا، وَغَدًا مَنْ يَدْرِي الدَّوْرُ عَلَى مَنْ!

إِخْوَتَاهْ: لَقَدْ قَالَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)[الْأَنْفَالِ: 73]، إِلَّا تَتَعَاوَنُوا وَتَتَّحِدُوا وَتُنَاصِرُوا إِخْوَانَكُمْ وَتَتْرُكُوا مُوَالَاةَ أَعْدَائِكُمْ، يُسَلِّطِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ هَؤُلَاءِ الْأَعْدَاءَ فَيَجْتَاحُوا بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ جَمْعَاءَ.

إِخْوَتَاهْ: أَوَمَا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)؛ فَخِذْلَانُ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، كَمَا أَنَّ ظُلْمَهُ حَرَامٌ، وَمَنْ خَذَلَ مُسْلِمًا الْيَوْمَ خَذَلَهُ اللَّهُ -تَعَالَى- غَدًا أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَى عَوْنِهِ.

وَفِي خِذْلَانِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا تَقْوِيَةٌ لِشَوْكَةِ الْكَافِرِينَ، وَنَشْرٌ لِلْكُفْرِ وَالْإِلْحَادِ فِي الْأَرْضِ، وَإِضْعَافٌ لِلْمُجَاهِدِينَ، وَتَضْيِيعٌ لِحُقُوقِ الْمُسْتَضْعَفِينَ.. وَتِلْكَ بَعْضُ مَلَامِحِ الْفِتْنَةِ وَالْفَسَادِ الْكَبِيرِ.

وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ؛ فَإِنَّ نُصْرَةَ الْمُسْتَضْعَفِينَ سَبَبٌ فِي عَوْنِ اللَّهِ لِلْعَبْدِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَهُوَ سَبَبٌ كَذَلِكَ فِي تَفْرِيجِ الْكَرْبِ: "وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

عِبَادَ اللَّهِ: وَمَا لِلنَّصْرِ إِلَّا مَصْدَرٌ وَاحِدٌ حَدَّدَهُ الْقُرْآنُ حِينَ قَالَ: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)[آلِ عِمْرَانَ: 126]، وَمَا لَهُ إِلَّا طَرِيقٌ وَاحِدٌ لَا سِوَاهُ؛ ذَلِكَ هُوَ نَصْرُنَا لِلَّهِ بِاتِّبَاعِ دِينِهِ وَتَقْدِيمِ مُرَادِهِ: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 7]، فَعَارٌ أَنْ نَبْتَغِيَ النَّصْرَ مِنَ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ أَوْ مِنْ مَجْلِسِ الْأَمْنِ أَوْ مِنَ الْمُجْتَمَعَاتِ الدَّوْلِيَّةِ... إِنَّهُمْ لَنْ يَنْصُرُونَا، وَلَنْ يُرِيدُوا لَنَا إِلَّا كُلَّ الشَّرِّ.

أَيَا أَهْلَ الْقُرْآنِ: أَلَا تَقْرَؤُونَ قَوْلَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)[التَّوْبَةِ: 10].. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَلَا تُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَنْ يَعْمَلُوا أَبَدًا لِمَصْلَحَتِنَا إِلَّا إِنِ ارْتَدَدْنَا عَنْ دِينِنَا: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[الْبَقَرَةِ: 120].. يَا أُمَّةَ التَّوْحِيدِ أَلَا تَفِيقُونَ مِنْ غَفْلَتِكُمْ! أَلَا تَسْتَيْقِظُونَ مِنْ سَكْرَتِكُمْ! إِنَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا لَا يُسْعِدُهُمْ شَيْءٌ مِثْلَ هَوَانِنَا وَكُفْرِنَا: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)[الْمُمْتَحَنَةِ: 2].

فَطَرِيقُ النَّصْرِ وَاحِدٌ، وَطَرِيقُ التَّمْكِينِ وَاحِدٌ: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 160].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


اخوة الايمان وفقكم الله ورعاكم/ من وثق بالله نجّاه الله من كل كرب أهمه؛ واسمعوا أيها الأحبة إلى ما قاله أَبِي الْعَالِيَةِ، حيث قَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11]، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3]، وَمَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}[البقرة:245]، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا}[آل عمران:103]، وَالِاعْتِصَامُ هو الثِّقَةُ بِاللهِ، وَمَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي}[البقرة: 186]

عباد الله كونوا واثقين بالله، متوكلين عليه، معتصمين به، تسعدوا فالواثق بالله تراه دائماً هادئ البال ساكن النفس إذا ادلهمت وزادت عليه الخطوب والمشاكل فهو يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ولسان حاله قول ربه عز وجل: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].

اخوة الإسلام وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه/ إن على المسلمين أن يثقوا بأنفسهم ثقةً ليس فيها خور ولا ضعف، ثقة بتأييد الله لهم القائل عز وجل: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران:139]، قال الألوسي في تفسيره: "فلا تهنوا ولا تحزنوا - أيها المؤمنون - فإن الإيمان يوجب قوة القلب ومزيد الثقة بالله تعالى وعدم المبالاة بأعدائه".

واعلموا عباد الله أن الثقة بالله، تُكسِب الثقة بالنفس والثقة بالنفس تُكسِب العزة، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، لماذا الخور والضعف والهوان نحن الأعلون مبدأً والأعلون سنداً والأعلون منهجاً ربنا الرب الكريم العظيم ورسولنا النبي الرحيم وكتابنا القرآن الحكيم.

قيل لإبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى - ما سِر زُهدك في هذه الدنيا فقال أربع : "علمت أن رزقي لا يأخذه أحدٌ غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به أحد سواي فانشغلت به، وعلمت أن الموت لا شك قادم فتجهزت له، وعلمت أني لا محالة واقفٌ بين يدي ربي ومسئول فأعددت للسؤال جواباً".... وقال عامر بن قيس-رحمه الله تعالى-: " ثلاث آيات من كتاب الله استغنيت بهن على ما أنا فيه، قرأت قول الله تعالى:{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ}[الأنعام:17]

فعلمت وأيقنت أن الله إذا أراد بي ضراً لم يقدر أحد على وجه الأرض أن يدفعه عني وإن أراد أن يعطيني شيئاً لم يقدر أحد أن يأخذه مني، وقرأت قوله تعالى:{فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}[البقرة:152]، فاشتغلت بذكره جل وعلا عمّا سواه... وقرأت قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود:6]، فعلمت وأيقنت وازددت ثقة بأن رزقي من الله لن يأخذه أحد غيري.

عباد الله اعانكم الله وهداكم/ إننا بحاجة إلى تربية أنفسنا على الثقة بالله والتوكل والاعتماد عليه؛ لتصلح أحوالنا، وتفرج همومنا، وتدفع عنا البلايا والمصائب والفتن، ذلك أنه لما ضعفت الثقة بالله و التوكل عليه، وقع عدد من المسلمين في الشرك، ولجأ كثير من الناس إلى ارتكاب المحرمات والموبقات؛ لتأمين متطلباتهم، وتوفير حاجياتهم، وتحقيق رغباتهم....

فسفكت الدماء، وضيعت الأمانات، وظهر الغش والجشع، وحلت الشحناء والبغضاء بين الناس، وباع الرجل دينه بعرض من الدنيا قليل، بل وباع البعض دينه بدنيا غيره، وسكت كثير من الناس عن قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فظنوا وهم في حالة ضعف أن الرزق والأجل يمكن أن يتحكم بهما أحدٌ من البشر، ونسوا الخالق -سبحانه- بقوته وقدرته وسعة ملكه، بل ظهر القلق والخوف والهلع في حياة الناس بسبب ضعف الثقة بالله والتوكل عليه؛ لأن قلوبهم لم تتصل بالله، ولم تعتمد عليه، فضاقت النفوس، وتكدرت الأحوال، ولم يصل المرء إلى غايته ومبتغاه، فخسر دينه ودنياه وآخرته....

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


نعم لقد نسي هؤلاء أن الله هو الذي بيده الموت والحياة، وكل شيء عنده بمقدار، وأنه كتب الآجال وقدر الأقدار، وحكم بين العباد ولا يجري في هذا الكون أمر إلا بإرادته ومشيئته، وعنده علم الغيب لا ينازعه فيه أحد، قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام 59].

أسأل الله العلي العظيم أن يثبتني وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم على الإيمان والدين ثابتين، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين،

هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: {{إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا}}، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه، وترسموا خطاه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا ارحم الرحمين.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَمِنْ كُلِّ بَلاَءٍ عَافِيَةً، اللَّهُمَّ آمِنْ رَوْعاتِنا، وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنا، وَأَصْلِحْ نِيّاتِنا، وَذُرِّيّاتِنا، وَأَحْسِنْ خَواتِمَنا، وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا، وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أَيْمانِنا، وَعَنْ شَمائِلِنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنا، يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرامِ! اللَّهُمَّ أَعْطِنا وَلاَ تَحْرِمْنا، وَكُنْ لَنا وَلاَ تَكُنْ عَلَيْنا، وَاخْتِم بِالصّالِحاتِ أَعْمالَنا، وَاشْفِ مَرْضانا، وَارْحَمْ مَوْتانا، وَبَلِّغْ فِيما يُرضِيكَ عَنّا آمالَنا، وَارْحَمْ ضَعْفَنا، وَاجْبُر كَسْرَنا، وَلاَ تُخَيِّبْ فِيكَ رَجاءَنا، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا رخاءً، وسائرَ بلادِ المُسلمين، اللهم احفظ اليمن، اللهم احقن دماء اليمنيين ولم شعثهم ووحد صفهم وألف بين قلوبهم، اللهم امكر بمن يمكر بيمننا وشعبنا وانتقم من المعتدين على شعبنا انك على كل شيء قدير {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، فاذكُروا الله العظيمَ الجليلَ يذكركم، واشكرُوه على آلائِه ونعمِه يزِدكم، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


-أيها الأحبة / قد يتساءل متسائل ما لمقصود بالثقة؟ -الثقة بالله هي خلاصة التوكل على الله وهي قمة التفويض إلى الله.. قال تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر:44].

نعم/ الثقة هي التسليم المطلق لله جل وعلا، فهو الأعلم بما يصلحنا وهو الأعلم بما ينفعنا وما يضرنا، فال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] ......

الثقة بالله هي ألا ترجو دون الله سواه، ولا تخاف دون الله سواه، ولا تخشى من شيء سواه، ولا يحرك من جوارحك شيئاً دون الله؛ يعني في طاعته واجتناب معصيته"....

وقال بعض السلف:" صفة الأولياء ثلاثة: الثقة بالله في كل شيء والفقر إليه في كل شيء والرجوع إليه من كل شيء".

اخوة الإسلام/ والثقة بالله هي التي لقَّنها الله عز وجل أم موسى بقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7]

إذ لولا ثقتها بربها لما ألقت ولدها وفلذة كبدها في تيار الماء تتلاعب به أمواجه وينطلق به إلى ما شاء الله، لكنه أصبح في اليّم في حماية الملك جل وعلا ورعايته، وما كان جزاء هذه الثقة العظيمة، قال تعالى:{فرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص:13]

والثقة بالله نجدها جليّة عندما انطلق موسى ومن معه من بني إسرائيل هارباً من كيد فرعون، وتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواناً، فقال بني إسرائيل وهم مذعورون مستسلمون لا مهرب ولا نجاة إنا لمدركون، فرعون وجنوده من خلفنا والبحر من أمامنا، لكن موسى الواثق بالله وبمعية الله أراد أن يُبعد الخوف والهلع ويضع مكانه السكينة والطمأنينة فأجاب بلسان الواثق بالله: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62]، إن معي ربي يساعدني ويرعاني ويحفظني ولن يسلمني، فما كان جزاء هذا الثقة العظيمة جاء الفرج من الله جل وعلا، قال تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}[الشعراء:63] ونجَّى الله موسى وبني إسرائيل من كيد فرعون.

احباب النبي صلى الله عليه وسلم: الثقة بالله تتجلي جليّة واضحة في سيرة نبينا محمد – صل الله عليه وسلم - فهو سيد الواثقين بالله فبينما هو في الغار والكفار بباب الغار قال أبو بكر خائفاً يا رسول الله والله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا، فقال صلى الله عليه وسلم بلسان الواثق بالله/ يا أبا بكر: ((ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا))، وعندئذٍ تتجلى قدرة ذي العزة والجبروت فيرد قوى الشر والطغيان بأوهى الأسباب بخيوط العنكبوت ويُسجِل القرآن هذا الموقف قال تعالى:{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة:40]

وفي غزوة الأحزاب نرى صورة المؤمنين الواثقين بربهم وبتأييده وعونه قال تعالى:{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب:22]، وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173].

وها هو النبي صل الله عليه وسلم يُلقن الأُمة درساً في الثقة بالله فيقول لابن عباس: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) رواه الترمذي وفي رواية غير الترمذي: ((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك)).

نعم اخوة الايمان/ إن المسلم الواثق بالله يُوقن بأنّ الله لن يتركه ولن يُضيعه، فإذا تخلّى عنه كل من في الأرض فثقته بما عند الله أكبر من ثقته بما عند الناس.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


*خطبة جمعة بعنوان:*
*(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ)*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الاولى:*
الحمد لله رب العالمين
إليه يلجأ المضطرون، وينيب المنيبون، وعليه يتوكل المتوكلون، أحمده سبحانه حمدا دائما طيبا مباركا فيه كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إليه يرجع الأمر كله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، من وثق به نجا، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، خير من وثق بالله واتقى، ودلنا على العروة الوثقى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى كما أمر، واتركوا الفواحش ما بطن منها وما ظهر وأعلموا أن الدنيا دار ممر وأن الآخرة هي دار مقر

اتقو الله عباد الله، فالتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين، قال الله عز وجل:{ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

فاتقوا الله عباد الله، وعليكم بالثقة التامة بالله تعالى، وبوعده ولقائه، فلا دين ولا إيمان لمن لا يثق ثقةً مطلقة برب العالمين سبحانه.

أيها الاخوة المؤمنون: كثير من الأحيان تبدو الحياة مملة، وقد تغدوا في فترات من الزمان جحيماً لا تطاق بسبب مشاكلها ومصائبها وفتنها وابتلاءاتها، وفي مثل هذه الظرف فإن المسلم يحتاج كثيراً إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى، الثقة بالله والتوكل على الله، فلماذا يثق المؤمن بربه ويتوكل عليه؟ لأن الأمر كله لله القائل: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: 154] ولأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، القائل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]

نعم أيها الاخوة /من يتأمل في كلام الله في كتابه الكريم يجد أن الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وأمره بعبادته وعرضه للابتلاء والامتحان لينظر كيف يعمل، وبأي طريق سيهتدي، وهل ستغير هذه الابتلاءات والمحن والشبهات والشهوات التي يتعرض لها من إيمانه وتقواه وعمله الصالح، وعلاقته بربه الذي خلقه ورزقه، وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة، وتعبده بالصبر والشكر والرضا، فكم من مصائب وكوارث وأزمات يتعرض لها الإنسان في حياته، سواء كان ذلك في نفسه، أو في مصدر رزقه، أو في أهله وماله وأولاده، أو في دينه ومجتمعه وأمته ووطنه، وهذا الابتلاء لم يستثن منه أحد؛ حتى أنبياء الله ورسله وهم أقرب الخلق، وأحبهم إليه؛ عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّه قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناسِ أشدّ بلاء؟ فقال: "أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسَب دينه، فإن كان في دينِه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلِي على قدرِ دينِه، فما يبرَح البلاءُ بالعبدِ حتّى يتركَه يمشِي على الأرض وما عليه خَطيئة " رواه الإمام أحمد وابن حبانَ.

والابتلاء يحتاج من المؤمن إلى صبر وثقة ويقين بربه وخالقه سبحانه وتعالى بأن يعتقد أن ما كتبه الله وقدره إنما هو خيرٌ له في دينه ودنياه، وأن هناك حكم ومنح عظيمةٌ يدركها أو لا يدركها، وأن بعد الشدة يأتي الفرج، وبعد العسر يأتي اليسر، وأن بعد الليل مهما طال يأتي الفجر؛ فعلى المؤمن أن يحسن الظن بربه، وأن يلجأ إليه، قال تعالى وهو يخاطب المؤمنين وهم في موضع الابتلاء، قال تعالى: {لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}

اخوة الإسلام وفقكم الله ورعاكم/ مهما كثرت المصائب، وتنوعت الخطوب، واشتدت المحن إلا ان المؤمن لابد أن يحيا وثقته بالله عظيمة، وأمله بالله كبير، فيحس بسكينة النفس، وطمأنينة القلب، فلا ييأس من تغيير الظروف وتبدل الأحوال، فهو يأوي إلى الملك العظيم الذي إن شاء أغنى الفقير، وأفقر الغني، وقوى الضعيف، وأضعف القوي، ونصر المظلوم، وأخذ الظالم، وشفى المريض، ويسر على المعسر، وأعز الذليل، وأذل العزيز، ولا ينازعه أحد في سلطانه، هذا الأمل، وهذه الثقة بالله إنما هي ثمرة من ثمار الإيمان اليانعة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

11 Nov, 21:14


اللهم اجعلنا بلطفك من الواثقين، وبرحمتك من الموقنين، بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي عز جلاله فلا تدركه الافهام، وسما كماله فلا يحيط به الأوهام، وشهدت أفعاله أنه الحكيم العليم، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، واشهد ان محمد عبد الله ورسوله وخيرة خلقه وخليله اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحابته اجمعين، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا ارحم الرحمين.

اتقوا الله عباد الله، وعليكم بالثقة التامة بالله تعالى، وبوعده ولقائه، فلا دين ولا إيمان لمن لا يثق ثقةً مطلقة برب العالمين سبحانه.
اخوة الايمان لماذا الثقة بالله؟ وهل نحن بحاجة للثقة بالله؟

نعم أيها الاخوة، نحن بحاجة للثقة بالله ونصره وتمكينه ودحر الظلم وأهله.. نثق بالله؛ لأن الله -سبحانه وتعالى-هو المالك المتصرف وهو على كل شيء قدير، القائل عز وجل: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران:189].

نثق بالله لأن الأمر كله لله، القائل: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}[آل عمران 154 والقائل سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس:82]، والأمور كلها ترجع إليه سبحانه فهو القائل:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}[آل عمران:109].

نثق بالله لأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، قال عز وجل: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128].

نثق بالله؛ لأنه سبحانه شديد المحال، القائل: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}[الرعد:13] أي شديدة قوته في عُقُوبَةِ من طغى عليه وعتا وتمادى في كفره، وعن امير المؤمنين علي رضي الله عنه، قال: (أي انه: شديد الأخذ).

نثق بالله لأنه سبحانه هو القوي العزيز الذي لا يغالبه أحد إلا غُلِبَ، ولا يستنصر أحد إلا نَصَرَه، ولا يعجزه أمر أراد أن يكون إلا كان، ولا ينفع أهل القوة والعزة، قوتهم وعزتهم، إن لم يعنهم الله بقوته وعزته، القائل عز وجل: {...وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}[الأحزاب:25].

نعم اخوة الايمان/ نثق بالله لأنه سبحانه، له جنود السموات والأرض وجميعها في ملكه، وتحت تدبيره وقهره القائل سبحانه: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[الفتح:7].

نثق بالله لأنه الواحد القهار القائل: {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر:4] الواحد القهار أي: الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[هود : 56].

نثق بالله سبحانه/ لأنه يُؤْتِي ملكه من يشاء، وينزعه مِمَّنْ يشاء، القائل عز وجل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران:26].

نثق بالله لأنَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ، أي: كثير الرزق، القائل عز وجل:{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }[هود : 6] والقائل عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات : 58]أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته، أنه أوصل رزقه إلى جميع العوالم..

نثق بالله لأنه/ القابض الباسط، اقال عز وجل: {يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]، يقبض ويبسط أي/ يوسع الرزق على من يشاء ويقبضه عمن يشاء، فالتصرف كله بيديه ومدار الأمور راجع إليه، فالإمساك لا يبسط الرزق، والإنفاق لا يقبضه، ومع ذلك فالإنفاق غير ضائع على أهله.
نثق بالله لأنه سبحانه وتعالى/ الذي يضُر وينفع القائل:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام:17].

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

06 Nov, 20:56


نسألك اللهم أن تكسر شوكة يهود. اللهم اكسر شوكة يهود. اللهم اكسر شوكة يهود. اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك وجبروتك قوتك . اللهم إئتهم من حيث لا يحتسبون. يا رب العالمين. انصر اخواننا في فلسطين. سدد رميهم وثبت أقدامهم. إرحم شهداءهم يا رب العالمين. اللهم اجعل رايتهم مرفوعة. وكلمتهم مسموعة. وقوتهم طاغية يا رب العالمين على اهل الباطل. اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صف المؤمنين. واغفر لنا ولجميع المذنبين. يا رب العالمين. اللهم عليك بالبغاة اليهود والامريكان الظالمين المجرمين. اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم انك على ما تشاء قدير. اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين غانمين يا رب العالمين. اللهم لا تخرج هذه الوجوه من هذا المكان الا بذنب مغفور. وسعي مشكور وعمل صالح مقبول وتجارة رابحة لا تبور يا عزيز يا غفور. اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا ولمن أوصاناه واستوصانا يا رب العالمين.

عباد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأقم الصلاة
_______

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

06 Nov, 20:56


فإذا ألهمك الله فعل الخير ولامست كلماته شغاف قلبك وكنت مطمئنًا لصدقه فقمت بأداء الواجب والوقوف إلى جانبه ومد يد العون له وتفريج كربه وجبرت خاطره، فإنه لن ينسى لك ذلك الموقف أبد الدهر ولعلّه سيوصي أولاده وأحفاده إذا دارت الأيام أن يكافئوك على معروفك ويصنعوا لك جميلًا مثل الذي صنعته أنت لأبيهم.

أيها الحبيب:--
تخيّل هذا الرجل مكسور الخاطر الذي يقف على بابك بأنه الإسلام دينك بما هو عليه من البلاء، وكيد الأعداء، وخذلان الأشقاء، وتطاول السفهاء، مكسور الخاطر مهيض الجناح.
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصًا جناحاه

وإذا بك تتفجر فيك معاني الشهامة والرجولة فتقول له: “لبيك يا إسلام”، وتبذل من أجله مالك ووقتك وروحك وكل ما تملك، ولسان حالك يقول: “أيُكسر خاطر الإسلام وأنا حيّ؟” وإذا كان ذلك الرجل مكسور الخاطر لم ولن ينسى لمن وقف إلى جانبه ذلك الصنيع، فهل سينسى لك الله جل جلاله ثم رسوله ﷺ أنك جبرت خاطر الإسلام ونصرته وأنفقت وبذلت في وقت أدار كثيرون الظهر للإسلام، حاشا الله أن ينسى لك ذلك، وحاشا رسوله ﷺ ألا يذكرك في يوم تحب أن تُذكر فيه. قال رسول الله ﷺ: “إن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم. قيل: يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم، قال: بل أجر خمسين منكم”.

نعم في هذا الزمن الأغبر، زمن تطاول الأقزام، وخيانة الحكام، وسطوة الظلّام، الزمن الذي تُوجه فيه السهام الصدئة إلى صدر الإسلام، وإذا بك أيها الشاب المسلم المبارك القابض على الجمر تنحاز إلى دينك وتجعل من نفسك سهمًا في جعبة الإسلام، وتظلّ ليلك ونهارك مشغولًا في نصرته وخدمته ساعيًا لجبر خاطره المكسور، فكيف سينسى لك ذلك رسول الله ﷺ يوم القيامة ولا يبشّرك أنك بهذا العطاء منك والبرّ بالإسلام سيجعل الله لك أجر خمسين من أصحاب رسول الله ﷺ؟!

أبها الأخوة المؤمنون:---
ومن كسروا خاطر الإسلام سيكسر الله خاطرهم

فإذا كان هذا إكرام الله تعالى ورسوله ﷺ لمن جبر خاطر الإسلام بأن يجبر الله خاطره، فإن على النقيض من ذلك ستكون المعاملة لمن عقّوا الإسلام وأداروا له الظهر ولم يجبروا خاطره لمّا كان مكسور الخاطر، لا بل إنهم زادوا من لوعته وحزنه لما انحازوا إلى أعدائه، ولما طعنوه في الظهر، ولما تآمروا عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة، فقال: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت لو أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلًا له خيل غرّ محجّلة بين ظهري خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فإنهم يأتون غرًا محجّلين من الوضوء وأنا فَرطهمَ على الحوض، ألا ليذودّن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضالّ، أناديهم: ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا” وفي رواية أحمد: “إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم”. وفي رواية: “إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك”.

ما أشقاهم وما أتعسهم وما أعظم خسارتهم أولئك الذين سيُطردون يوم القيامة عن حوض رسول الله ﷺ. وإذا كانت أنظار كل الخلائق يومها معلقة إلى رسول الله ﷺ، فإن هؤلاء الأشقياء التعساء سيُطردون عن حوضه أذلّاء منكّسي الرؤوس مكسوري الخاطر. وكيف لا يُكسر خاطرهم وهم الذين كسروا خاطر الإسلام وزادوه وجعًا على وجع وألمًا على ألم يوم أداروا له الظهر، بل ويوم تعاملوا معه أنه لم يعد صالحًا لزمانهم أو أنه سبب ذلّهم وجهلهم.

ولعلّ منهم من قال عن الإسلام أنه دين رجعي وظلامي ودين القرون الوسطى، وأنه دين الإرهاب والتطرف. قالوها ورددوها مثل الببغاء كما كان يقولها أعداء الإسلام، فأي كسر لخاطر الإسلام أعظم من أن تناله سهام أبنائه بأشد مما نالته سهام أعدائه، وأن يتآمر عليه مسلمون يصطفون إلى جانب الأعداء ويسخّرون أموالهم وجيوشهم وإعلامهم لكسر خاطر الإسلام، فكيف لا تكون العاقبة يوم القيامة على من كسروا خاطر الإسلام أن يكسر الله خاطرهم وأن يُطردوا عن حوض رسول الله ﷺ، وأن يقال لهم: سحقًا سحقًا. فيُبعدون ويُطردون كما يُطرد الجمل الغريب من بين الجمال، وكما يُقصى الجمل الأجرب عن الجمال السليمة؟

أيها الأحبة الكرام:---
النبي يجبر خاطر إخوته الأنبياء
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: إقرأ عليّ. قلت: يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: نعم، فقرأت سورة النساء حتى إذا أتيت هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} آية 41 سورة النساء، قال حسبك الآن، فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان”.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

06 Nov, 20:56


خطبة.جمعة.بعنوان.
(*قسمًا سيجبر الله خاطركم يا أهل غزة*)
للشيـــخ/كمال خطيب
29ربيع.الآخر1446ه‍ 1نوفمبر2024م
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕌🕋🌴🕋🕌 🕋🕌
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الخطبـــة.الاولـــى.
الحمد لله.. ذي العزِّ والقوة.. والكبرياء والعظمة،... نصر المؤمنين وهم أذلَّة،.. ودحر الكافرين وهم أعزة؛ ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾
[آل عمران: 123]،...

نَحمده سبحانه. كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه، ..فإنه لايذل من وا لاه...ولايعز من عاداه...

-وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له،... من كان معه.. فلن يُخذَل، ...ومن نصره فلن يُهزَم،.. ومن وَكَله إلى نفسه، ..أحاط به الخِذلان من كلِّ جانب.. (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ)) [آل عمران: 160]...

وإذا تعلقت القلوب بربها
طابت لها الدنيا برغم أساها

قل للأماني السائرات لربها
الله يسمعها ولا ينساها

-وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله،.. دعا أمته إلى الهُدى ودين الحق لينقذها ،.. ونصح لأُمَّته وأرشدَها،
..وبيَّن لنا أسبابَ النصر والعز؛ لنأتِيَها،.. وأسباب الذُّلِّ والخِذْلانِ؛. لنجتنبها، ...

إن الصلاة على النبي محمد
من أفضل الأعمال والأقوال

فالزم لسانك بالصلاة مرددا
صلى عليك الله ذو الإفضال

صلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أمَّاااا بعد:
عباد الله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))..

-أيها الأحبةالكرام:----
ما أكثرها المواقف والظروف التي مرّ بها النبي ﷺ والتي كانت تُدمع العين وتُدمي القلب لعظيم أثرها ووقعها على الحبيب محمد ﷺ. إنها المواقف، فيها اختلط الحزن مع الألم والهمّ والظلم، فكانت لعظيم هولها تهدّ الجبال هدًا، فكيف يكون أثرها على نفس بشرية، إنها المواقف التي كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم مكسور الخاطر مهيض الجناح، ولكن الله تعالى ما كان ليذر حبيبه ومصطفاه يكابد هذا الوجع وخاطره مكسور، فكان يُنزل عليه السكينة عليه ويجبر خاطره.

لقد عيّره كبراء قريش بأنه لم يرزق بالأولاد الذكور وأن كل ذريته من الإناث، وهذا في عرف العرب يومها أنه ضعيف ولا عزوة له ولا ظهر ولا سند يدافع عنه وينصره، وكانت هذه محاولة خسيسة منهم لكسر خاطره، لكن الله سبحانه سرعان ما جبر خاطره وردّ على طواغيت قريش وأنعم على رسول الله ﷺ بما لم ينعم به على رسول ولا نبي من قبله، وأنزل سبحانه: {إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ} سورة الكوثر. فكان كارهوه ومبغضوه هم المبتورون المقطوعون بينما أعلى الله ذكر حبيبه محمد ﷺ.

مكث النبي ﷺ ومعه المسلمون يتوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس سبعة عشر شهرًا، لكن النبي ﷺ كان يقلّب وجهه في السماء ويتمنى ويودّ لو أن الله سبحانه يختار له الكعبة المشرفة في مكة المكرمة قبلة، فجبر الله خاطر رسوله ﷺ وحقق له ما كان يشتهيه ويتمناه، وأنزل الوحي موافقًا لهواه ﷺ {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ} آية 144 سورة البقرة.

ولقد كان موقف ومشهد فيه النبي ﷺ مكسور الخاطر يبكي، فجبر الله خاطره كما ورد في صحيح مسلم: “إن النبي ﷺ تلا قول الله عز وجل في سورة إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آية 36 سورة إبراهيم. وقال عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} آية 18 سورة المائدة، فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم، فسَله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله ﷺ بما قال وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل إذهب إلى محمد فقل إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك”.

أيها الأحباب الكرام:--
من جبروا خاطر الإسلام سيجبر الله خاطرهم

إذا حدث وجاء إليك أحد من الناس يطرق عليك بابك ففتحت له الباب وأنت لا تعرفه من قبل، وقد ظهرت على تقاسيم وجهه بصمات الهمّ والكرب، وكادت تخنقه العبرات لا يكاد يُفهمك ما حاجته وهو يغالب دموعه، ثم في النهاية يطلب منك مساعدته والوقوف إلى جانبه في الكرب الذي يمر به ويختم حديثه لك بالقول: “أجبر خاطري الله يجبر خاطرك”.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

06 Nov, 20:56


وليس أنه مشهد يوم القيامة فجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد وما في ذلك من الرهبة، وليس أنه مشهد أمة محمد ﷺ وقد جيء بها مجتمعة وجيء برسول الله ﷺ ليشهد عليهم أنه قد بلّغهم رسالة الله، بل إنه مشهد كل أمة من أمم الخليقة يؤتى بها ويؤتى بنبي كل أمة يشهد عليها بما عملت، ثم يُؤتى برسول الله ﷺ ليشهد على كل هؤلاء الأنبياء بأنهم قد بلّغوا أممهم رسالة الله تعالى.

أي كسر خاطر لنبي كريم كان الله تعالى قد بعثه إلى قومه ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وينقذهم من النار وقد أفنى عمره وهو على ذلك، ولقي منهم ما لاقى من الأذى والتكذيب والسخرية، ولعل منهم من قُتل، ويزيد الألم والوجع وكسر الخاطر يوم القيامة لما يأتي الله بتلك الأمة ويسألها هل بلّغها نبيها الرسالة، وإذا بهم يكذبون ويمكرون ويقولون: لا يا ربّ لم يبلغنا. إنه التكذيب وإنها الوقاحة وإنه كسر الخاطر لذلك النبي نوح ولوط وغيرهما عليهم السلام، فلا يكون منهم إلا البكاء، فيقول الله لذلك النبي وهو أعلم سبحانه، من يشهد معك أنك قد بلّغت قومك؟ فيقول: يا رب يشهد معي محمد وأمة محمد. فيُجاء برسول الله ﷺ ليشهد شهادة الحق مع ذلك النبي أنه قد بلغ قومه ولكنهم كذبوه وعادوه، فهل جبر خاطر أعظم من جبر خاطر رسول الله ﷺ لإخوته الأنبياء في موقف كذلك الموقف ومشهد كذلك المشهد.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

*الخطبة الثانية*
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ان لا إله إلا الله. وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه. واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الأحبة الكرام:--
قسمًا سيجبر الله خاطركم يا أهل غزة
بينما رسول الله ﷺ يغادر مكة هائمًا على وجهه مهاجرًا بعد كل الذي لاقاه من قومه ومن ذوي القربى منهم. خرج رسول الله ﷺ مهاجرًا إلى المدينة وقد ترك خلفه البيت وبنات له قد تزوجنّ، ترك خلفه أرضًا ولد فيها وبيتًا ترعرع فيه، فنظر إلى مكة حزينًا دامعًا يقول: “والله إنك أحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”.

إنه رسول الله ﷺ في ظرف وحالة لا ينطبق عليها إلا وصف أنه كان مكسور الخاطر ﷺ. وإذا بالجبار جابر الخواطر سبحانه يُنزل عليه قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} آية 85 سورة القصص. إنه الوعد من الله سبحانه والبشارة له ﷺ وجبر الخاطر له أنه حتمًا ويقينًا سيرجع إلى مكة، ويجبر الله خاطره.

وإنهم أهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزه الذين قُتل منهم أكثر من خمسين ألفًا خلال سنة واحدة، وجُرح منهم أكثر من مائة ألف، وكلهم مليونان وثلاثمائة قد شُرّدوا وهُجّروا من بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم التي دمرت ونسفت وكأن زلزالًا قد ضربها أو عشرات القنابل الذرية قد أسقطت عليها.

ها هم أهلنا وإخوتنا في قطاع غزة وقد شرّدوا المرة تلو المرة، ونزحوا المرة تلو الأخرى، واجتمع عليهم التقتيل والتشريد والتجويع، اجتمع عليهم منع الغذاء والماء والدواء، اجتمع عليهم صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات ورصاص الجنود والمسيّرات. وأصعب من هذا كله فإنه الخذلان والصمت من الإخوة والأشقاء العرب والمسلمين.

أليس هذا هو كسر الخاطر يا ترى؟ وإذا لم يكن هذا كسر الخاطر فماذا يكون؟ كيف ومتى يا ترى؟

ولكن ومع عمق الجرح وهول النكبة، ومع الجوع والفقدان والتهجير، ومع الدموع والخذلان، فإننا نقول لأهلنا وأبناء شعبنا في غزة، إنكم يومًا سترجعون إلى بيوتكم التي أخرجتم منها، وإلى مدنكم التي طُردتم منها. ومثلما ردّ الله رسوله ﷺ إلى مكة، فإنكم ستعودون إلى دياركم. ومثلما جبر الله سبحانه خاطر رسوله ﷺ فإنه سيجبر خاطركم. وقسمًا أن الله سيجبر خاطركم يا أهلنا في غزة، وإن غدًا لناظره قريب.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله:
*(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).*
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 21:31


‏لقد ألحق السنوار قائد ‌طوفان الأقصى⁩ هزيمة تاريخيّة بدولة الاحتلال في 7 أكتوبر 2023، ودق المسمار الأخير في نعش كيان الإحتلال الصهيوني، ودمر أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وألحق بهم عارا أبديا سيقودهم إلى نهايتهم . ‏

لقد عاش السنوار أشرف عيشة، و مات أغلى ميتة، ونال في حياته ومماته أعلى مراتب الشرف والسؤدد، وأصبح مثالاً تاريخيا ورمزا وطنيا لأحرار العالم كمناضل حر شريف دافع عن دينه وأمته وأرضه وعرضه حتى الرمق الأخير.
هنيئا لك طيب الحياة وطيب الممات يا ‌ سنوار⁩، و لا نامت أعين الجبناء..
*{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}*.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: *(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).*
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم تقبل شهداءهم واشفِ جرحاهم وعافي مبتلاهم

اللهم حقق ما دعا به المجاهد يحي السنوار بقوله *(اللهم اكسر بنا شوكتهم، اللهم نكّس بنا رايتهم، اللهم أذل بنا قادتهم ، اللهم حطّم بنا هيبتهم، اللهم أزل بنا دولتهم، اللهم أنفذ بنا قدرك فيهم بالزوال والتدمير والتتبير، يا رب حقق بنا آمال شعبنا بالعودة والتحرير...)*

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين يارب العالمين..

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك، يارب العالمين
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،

اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا وولاياتها واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ وحدته وأمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم احفظ اليمنيين يا رب العالمين
اللهم كما أغثت بلادنا بالأمطار فأغث قلوبنا بالإيمان واليقين وأقر أعيننا بنصر الإسلام والمسلمين،
اللهم اجعله صيباً نافعاً هنيئاً اللهم أنزل علينا من بركات السماء واعمر قلوبنا بطاعتك يا أرحم الرحمين،

اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

اللهم اغفر لأمواتنا وجميع موتى المسلمين
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأقم الصلاة
---------------------------------------
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 21:31


(*عصا السنوار.*)
22 ربيع الآخر 1446ه‍
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الأولى*
الحمدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، وَالْمُتَعَالِي عَنِ الشَّبِيهِ وَالنَّظِيرِ الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا فِي الضَّمِيرِ،نحْمَدُهُ - سُبْحَانَهُ وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،

إلهنا ومولانا: نسألك في هذه الساعة المباركة أن تجنبنا موارد الظالمين وأن تجعلنا عند سكرة الموت وظلمة القبر ووقفة الحساب من الآمنين وأن تؤتينا أفضل ما آتيت أحدآ من خلقك وأن تجعل للمستضعفين في الأرض فرجآ ومخرجآ
يا سميع الدعاء يا أرحم الرحماء إجعل بلدنا في أمن ورخاء واكفنا كل أذية أو بأس أو بلاء .
ابن آدم:-
*‏تَتُوبُ عَنِ الذُنُوبِ إِذا مَرِضْتَ* *** ‏*وَتَرْجِعُ لِلذُنُوبِ إِذا بَرِئْتَ!*

*‏فَكَم مِن كُربَةٍ نَجَّاكَ مِنْهَا *** *‏وَكَمْ كَشَفَ البَلَاءَ إذَا بُلِيتَ*

*‏أَمَا تَخْشَى بأنْ تَأتِي المنَايا *** ‏*وأنتَ عَلى الخطَايا قَد لَهَوْتَ.*

وَننشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ،
وَنشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين،
*أحليمةُ قولي لنا ماذا جرى* *** *لمَّا احتضنتِ مُحمَّدًا خيرَ الورى*

*قولي بربِّكِ كيف نبضُكِ حينها *** *لمَّا فؤادُكِ والحبيبُ تجاورا*

*تيهي حليمةُ بالفخارِ جميعِه *** *فلقد حظيتِ بخيرِ مَن وَطئ الثَّرى.*

اللهم صل على النبي المصطفى والحبيب المجتبى والشفيع المرتجى نبينا محمد صلى الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى .
اللهم احشرنا في زمرته واجعلنا من اهل شفاعته وارزقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها ابدآ ياارحم الراحمين

اللهم لا تعذب لساناً يخبر عنك، ولا قلباً يشتاق إليك، ولا عيناً تنظر في ملكوتك، ولا أذناً تستمع إلى كلامك.
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)*

أَمّـــا بَـــعــــــْدُ : عباد الله
يقول الله تبارك وتعالى وهو يتحدث أن الشهادة ليست خسارة وان الشهيد منتصر ونجاحه في الدنيا والآخرة..
*{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)*

في غزوة أحد أشاع المشركون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قُتِل فبدأ الذعر والهزيمة فيهم ومنهم من فر وهرب ووصل إلى المدينة...،فأنزل الله آيات توضح أن محمداً صلى الله عليه وسلم بشر وأنه لا محالة سيموت سواء في أحد أوبعده وإنما الله الواحد الباقي...
*{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}*
في معركة أحد ركز الأعداء على القائد والأسوة والقدوة محمد صلى الله عليه وسلم. وأسقطوه في حفرة وأدخلوا المغفر في وجنته. وشجوا رأسه وسال الدم على وجهه. وأشاعوا أنه قد قتل. فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات توضيح للصحابة ،ومن بعدهم...

إن هذه الأمة لا تموت بموت القادة. بل إستشهاد القادة حياة جديدة. نهى الله تبارك وتعالى الصحابة أن لا يُهزَموا بعد موت القادة. نهاهم أن لا يضعفوا أو يلينوا أو يستسلموا أو يستكينوا لأنها آجال معدودة. آجال معدودة...
رحل السنوار وهو يقاتل حتى آخر رمق ورماهم بالعصا آخر ما في جعبته ،من وسائل المقاومة إنها أقوى وأعظم رسالة لرفض الإستسلام أو السلام مع المحتل ،ومن يتوهم أن التحرير بغير الجهاد والوسائل المتاحة كالعصا والحجارة وحتى التراب فهو واهم...قال تعالى *(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)*
السنوار أكد وجدد خط الحبيب المصطفي الذي رمى العدو بالحصى *(عن سلمة بن الأكوع قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فولى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال (شاهت الوجوه) فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين)* رواه مسلم

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 21:31


.. إنها إرادة الله بالجهاد ،لابد من مقاومة المحتل ولو بالعصا أو الأحجار ومهما كان الفارق لصالح المحتل من أسلحة الموت والدمار الغربية...
سلاما لروحك الطاهرة ايها السنوار ولاعزاء للمتخاذلين ،عصا السنوار ايقونة المقاومة في زمن التخاذل وانعدام الرجال..

سنوارُ صوتُك جيشنا الجرّارُ *** واللهُ يشهدُ.. إنكَ الكرّارُ
البأسُ أنتَ وأنتَ نبضُ جهادِنا *** يا مبدعَ الطوفانِ يا مغوارُ
عامُ الملاحمِ لا نظيرَ لمثله *** مِن كأسِ عزمكَ يشربُ الأحرارُ
والقدسُ والمسرى العزيزُ شواهدٌ *** وكذا السجونُ وعصيك السنوارُ
يا أيُّها الغازي وأنتَ محاصرٌ *** بكَ يلتقي البركانُ والإعصارُ
ومضيتَ مشحونًا بكلّ قنابلٍ *** قاتلتَ زحفًا جيشه الجزّارُ
ولقد ثبتَّ مرابطًا ومجاهدًا *** يا مرهبًا صهيونُ منكَ تحارُ
وإذا الشهادةُ أقبلَت عانقتَها *** دربُ الجماجم رمزُهُ الأبرارُ
إن تقتلوا "يحيى" بغزّةَ هاشمٍ *** فهو الشهيدُ.. وربّنا القهارُ
فالثأرُ ثأرُكَ لن يضيعَ بلحظةٍ *** فسيُقطفُ السفّاحُ والخوّارُ.

عزاؤنا فيك يا سنوار أنك فرع من أصل ،وقطرة من بحر، وتلميذ من مدرسة ،وأن الذين ربوك ربوا غيرك ،وأن أمة كان فيها مثلك أمة حية،ودعوة أخرجت أمثالك لهي حقا دعوة الخالدين.. فقر عينا يا يحي فالراية مذ رفعتَ لم تسقط…لأن من ورائك ألف يحي وألف سنوار يستلمونها...
هيهات أن تخلوا الساحة من الابطال والقادة ،إن غاب سنوار حضر ألف سنوار..
سأحمل روحي على راحتي. *** والقي بها في مهاوي الردى.
فإما حياة تسر الصديق. *** وإما ممات يغيظ العدا.
يا يحيى لقد سرت في طريق نبي الله يحيى ،فنبي الله يحيى عليه السلام ،نبي شاب رزق الله أبويه به على كبر ،وسماه بنفسه سبحانه واختار له اسما لم يتسم به أحد قبله ،فكان آية في الخلق والدين..ورزقه الله النبوة ،ثم إذا به يُذبَح شابا على يد ملك مجرم قدم رأسه الشريف مهراً لامرأة بغي..
كانت الأرض والناس أحوج لهذا النبي الكريم من ذلك الملك الماجن المجرم ومن معه؟
ألم يختر الله له اسما فيه معنى الحياة؟ يحيى ولقد سماه الله بـ يحيى ليحيى ذكرهُ في الدنيا والآخرة...
،ألم يكن يحيى أكرم على الله من أن يجعله تعبث برأسه المقطوعة بغي..، أو يستهين بها طاغية مجرم ،ظالم؟!
أليس هذا يحيى السيد الحصور الخلوق المحبوب من الناس جميعا لوجهه الحسن وسمته الأحسن؟
فلم يمت هذه الميتة الشنيعة وهو النبي الثلاثيني صغير السن كبير المقام..
الأهم عنده سبحانه هو إقامة الحجة وأداء الأمانة وقد فعل...
وبعد ذلك فالجنة أولى بشبابه، وسكانها أولى بجواره..
وجدت أن الثبات على المبدأ أفضل عند الله من بقائه حتى ولو كان نبيا كريما ،ولو كان بروعة يحيى عليه السلام...
وجدت أن انتصار العقيدة وأصحابها هي النصر الحقيقي ولو كان ثمن ذلك ألف نبي!! فقد قتَله اليهود قتلة الأنبياء...
فما قيمة بقاء أحدنا على حساب دينه؟!
وما قتْل يحيى وزكريا وأصحاب الأخدود وآلاف النبيين إلا رسالة بذلك..
ووجدت أن آلاف الطواغيت من أمثال من قَتلوا يحيى.. هلكوا وانتهى ذكرهم بينما المذبوح من أجل الحق.. أبقى ذكراً بين الخلق!!
وكأن الله يقول لك من خلال يحيى عليه السلام قم للحق واثبت عليه، ولا تتضعضع فيه وإن قتلت قتلة مبكية من أناس رخاص ... فما خلقتك إلا لمثل هذا، للشهادة...
لهذا كان غلام أصحاب الأخدود يهين قاتله الملك باستخفافه بالموت..
ولهذا كان زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي يغيظان قاتليهم في مكة باستهانتهم بالموت وهم على خشبة القتل بعد الصلب...
ولست أُبَالي حين أُقتَلُ مسلماً *** على اي جنب كان في الله مصرعي.
لو كان المقصود بقاء المصلحين ما سمح الله بقتل يحيى مثل هذه القتلة... لكن المقصود هو بقاء الدين ولو فنينا من أجله أجمعون..
فالمصلحون قيمتهم عند الله في الجنة ، وأما الدنيا ففانية
المهم أن يبقى الدين... ولو مات من أجل الحق ألف مرة.
والجميع سيموتون ظالم ومظلوم...
*{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}.*
*(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)*

قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
*الخطبة الثانية*
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة المسلمون:-
لا يعلم الصهاينة أن الصور والفيديوهات التي نشروها عن ساعات الشهيد يحيى السنوار⁩ الأخيرة وهو يقاتل لآخر رمق في حياته حتى بعصا في يده قبل أن يحتضر، ثم عن انتشال جثته وهو متوشح بعتاد القتال، ستُلهِم عشرات الملايين من المسلمين وعشاق الحرية ومقاومي الظلم والاستبداد والاحتلال حول العالم، حتى يحذُوا حذوه ويسيروا على نهجه، لأن الأوطان لا تتحرر بالمنافقين و خدم المحتلين، وإنما بالمجاهدين المرابطين الصابرين الصادقين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:25


اللهم يا غياثَ المستغيثين، يا ناصرَ المستضعفين، ويا أمانَ الخائفين، ويا مجيبَ دعوةِ المضطرين يا قوي يا عزيز،

انصر إخواننا المرابطين في غزةَ العزةِ وفِلَسطينَ وفي جباليا،
اللهم احمهم وثبتهم واحفظهم
اللهم إنّك تعلم ما حلّ بهم قبل أن نشكوا إليك، احرق من أحرقهم ورضي بحصارهم، ربّ إنهم مظلومون فانتصر،

نُشهدك يا ربنا أنّ أعيننا وقلوبنا تفيض من الدمع والدم حزنًا، وليس باليدِ حيلة،

اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا وهواننا على الناس،

اللهم إنا نعوذ بك من العجز، ومن قهر الرجال،
استودعناكهم يا الله، سخر لهم ملائكة السماء وجنود الأرض.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات،

اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأزواجنا ومشايخنا وذرياتنا ومن لهم فضل وحق علينا..

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:25


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"‌لَنْ ‌يَبْرَحَ ‌هَذَا ‌الدِّينُ ‌قَائِمًا، ‌يُقَاتِلُ ‌عَلَيْهِ ‌عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى تَقُومَ الساعة".

يقول أحد المرابطين في قطاع غزة: كنا في إحدى العقد القتالية، في كتائب القسام، نتربص قدوم العدو لأكثر من عام،
ومعنا عتاد يكفي لتدمير عشرة آليات، ولما دخل العدو منطقتنا وسط الشجاعية، وبدأ بعمليات قصف مكثف تمهيدا للدخول، لم نخف أبدا شعرنا بقوة وعزة، وأخذنا ندعوا بالنصر والثبات حتى شعرنا بالسكينة، وبدأ الأبطال بتدمير وإعطاب آليات العدو فدمرنا تسعة آليات،
بين ناقلة جند ودبابة ميركافا، من مسافة صفر.

ولو هجمَ الشجاعُ على جبانٍ
فما تُجدي العلومُ العسكريهْ

فكم عاشت نفوسٌ وهي موتى
وكم ماتتْ نفوسٌ وهي حيَّهْ

يقول استمرتِ المعركة بين الزقاق ثلاثة أيام،
كنا نعيش على تمرة وشربة ماء فقط،
وفي اليوم الأخير بقيتْ معنا قذيفة واحدة فقط،
ونحن خمسة أشخاص!
ورصدنا من بعيد ناقلة جند من نوع نمر، فتسابقنا كلٌ منا يريد أن يضرب القذيفة ورفض كلٌ منا التنازل عنها، فاضطررنا للقرعة بيننا، ورست القرعة على أحدنا،

وقبل توديعه وأخذ مواقعنا، إذا بأحد الإخوة ينفجر بالبكاء ، فسألناه ما بك ماذا حصل؟
لم يستطع الحديث من شدة البكاء واتكأ على الأرض بجانب العمود المهدوم حتى هدأ،

ذهبنا له مرة أخرى وقلنا له ماذا بك!؟

قال أنتم تريدون أن تحرموني من الجنة وأنا موعود بها اليوم؟!

نظرنا لبعضنا باستغراب وتعجب!
سألناه.. كيف.. ماذا تقول!؟

يرد ويقول... رأيت الليلة في المنام رسولنا صلى الله عليه وسلم وقال لي يا فلان ندعوك للغداء معنا غداً...
ولم أحب أن أبوح بهذا السر وكنت على يقين أني أنا من سيظفر بالقرعة، يتنهد بالبكاء مرة أخرى ويبكي،
يقول جاء المقاتل التي وقعت عليه القرعة وقال له أنا سأتنازل لك عن القرعة لكن بشرط!
نهض وقال له أشرط ما تريد!
قال إن أكرمك الله بالشهادة أن تبلغ النبي صلى الله عليه وسلم مني السلام
وأن يكون لي شفيعاً يوم القيامة.
فوافق ،
فما تمالكنا جميعا من كثر البكاء، فنحن في ابتلاء عظيم نقاتل بأقل أقل عتاد.

أخذ صاحبنا القاذف وودعناه، ووالله ما رأيناه في مثل هذه الهمة من قبل، وجهه يمتلئ نورا، وبه طاقة كبيرة، لو طُلب منه إزاحة الجبال لأزاحها،

أخذنا منه وعدا أن يكون شفيعا لنا إن أكرمه الله بالشهادة،
عُدنا لعقدنا القتالية وتابعنا الرصد وبدأنا نتابعه،
خرج بنجاح وتسلل ونفذ الخطة التي خُطت..
ووصل للمكان المطلوب وضرب الناقلة وكبرنا جميعا..
كانت الضربة قوية وموفقة واشتعلت النار بالناقلة حتى انصهرت وصورت وشوهدت..

ويأبى الكبير صغار الصغار
وتهوى الصغار تنزي الرذيلة

فكن واحدا" يابن أم المنون
وكن رائدا" في اقتحام الرجولة

زهى مشمخر الطلاب جسور
ووووفألوى الكماةَ وهابوا نزوله

كانت الأوامر له أن يضرب ويعود، ولكن ظَهرتْ لنا قوة خاصة للعدو فقمنا بإعادة التموضع ورصدنا له الطريق،
ولكنه غَيَّر مساره، ونراه يذهب خلفنا!
استغربنا ماذا يفعل؟
فإذا به يشتبك مع القوة الخاصة، ليؤمن لنا الخروج ويشغلهم عنا..
بدأنا الاشتباك معهم والرجوع للانسحاب حيث بدأت تتوافد قوات كبيرة وقصف من طائرات الاستطلاع في كل مكان.
انسحبنا بسلام..
ولكننا لم نعرف عنه شيئاً،
وبعد ثلاثة أيام تمكنا بعد انسحاب الجيش من العودة إلى نفس المكان،
ووجدناه بدماءه شهيداً.. وجسده الطاهر كان طرياً كأنه استشهد لتوه..

حملناه ودفناه في أحد الأماكن في أزقات البيوت المهدمة حتى نعود إليه بعد انسحاب العدو لنقله لمكان آخر،
وبعد شهر وأكثر ذهبنا مصرين مخاطرين لنبش قبره لنقوم بدفنه في مكان معلوم،
واللهِ عندما نبشنا قبره وكأنه دُفن الآن،
وجسده لازال ينزف، بكينا وقلنا صَدَق الله فصدقه الله.

أتَظُنُّ أنكَ عندما أحرَقْتَنِي
ورَقَصْتَ كالشيطانِ فوق رُفاتي

وتَرَكْتَنِي للذَّاِرياتِ تَذُرُّنِي
كُحلاً لعين الشمس في الفلوات

أتظن أنك قد طَمَست هويتي
ومَحَوْتَ تاريخي ومعتقداتي

عبثاً تُحاول لا فناء لثائرٍ
و وووأنا كالقِيامةِ ذاتَ يومٍ آت

رجلٌ من الأخدودِ ما من عودتي
بدٌ أنا كلُّ الزَّمانِ الآتي

هذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛

فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ سيدنا ﻣﺤﻤﺪ وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:25


فالنصر في الدنيا والاستخلاف والتمكين
له أسباب وشروط وموانع وحِكَم:
"وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ"

"لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ"

"إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ"

أيا ربُّ إنّي مسلمٌ هدَّ باليا
أخٌ مسلمٌ مستنصرٌ من جَبَالِيا

أحاط به الأعداءُ من كل جانبٍ
يذودُ عن الحُرْمات ظمآن طاويا

تخلى قريبُ الدارِ عنه ولم يجدْ
له من وُلاةِ المسلمين مَوَاليا

وإني ضعيفٌ عاجزٌ عن إغاثةٍ
وعونٍ ومَالي اليومَ إلا دُعائيا

كفى بك يا ربي ولياً وناصراً
وعوناً أليس اللهُ للعبدِ كَافيا

بلى ورب الكعبة فالله كاف عباده.

‏ففي جباليا يتكرر مشهد الأخدود ،
يحترق النازحون أحياءً بعد قصف خيامهم،
وأكابر المجرمين والعملاءِ يمدون الصهاينة بأسباب البقاء ليُضرموا في المسلمين هذه النارَ ذاتَ الوقود إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود،

فلعنة الله على من شارك من قريب أو بعيد.

لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان!

هَدَمُوا البيوتَ وقَتَّلوا الأطفالا
والقصفُ فوق رؤوسهم يتوالى

يا ربِّ ليس لأهلِ غزةَ ناصرٌ
فمُصابهم أمسى يُذِيبُ جِبَالا

والحاكمون على التفاهةِ أنفقوا
ويبذِّرون لأجلِها الأموالا!

تباً لهم ولمن تخاذل مثلهم
هل قد رأيتَ كمثلهم أنذالا!

فيا عبد الله ويا أمة الله: ما يزال باب الجهاد والرباط مفتوحا
ولن يغلق حتى قيام الساعة،
فليس لك إلا أن تُعد وتستعد وتغزو، أو تَخْلُف غازياً في أهله، أو تجهّزه، أو تحدِّثَ نفسَك بغزو، فمن لم يفعل فإنه واقع في شعبة خطيرة من شعب النفاق.

يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : "من مات ولم يغزُ، ولم يحدّث نفسَه بغزو، مات على شعبة من النفاق".

" من لم يغزُ، ولم يجهِّز غازياً، أو يخلُف غازياً، في أهلِه بخيرٍ أصابَهُ اللَّهُ بقارعةٍ قبلَ يومِ القيامة".

فإذا كان مَن لم يحدّث نفسه بغزو على شُعبة من النفاق،
فإن تارك الجهاد منافق معلوم النفاق،
ومن والى اليهود على المسلمين فهو منهم.

جُرحٌ مضى وهناكَ جُرحٌ بادي
ومصائبٌ جلت عن التّعدادِ

في كلّ ناحية وكل ثَنيّةٍ
جُرحٌ يَصيحُ بأمتي ويُنادي

حتى متى فرعَونُ يقهرُ عزتي
وإلى متى هَامَانُ ينهبُ زادي؟

وإلى متى سيظلّ يُقلقُ راحتى
كسرى، وقيصرُ يسترقّ بلادي؟

كم تَستَغيثُ وتستجيرُ وما ترى
إلا جماداً، أو شبيه جَمَادِ!

قادات أمتنا وفي نظراتهم
حقدُ الصليب وخسّةُ الموسادِ

فتحوا لأهل الشّرّ كلَ مُغَلّقٍ
وغَدَوا لأهل الخير بالمرصادِ

نصبوا العداءَ فليسَ يُغلقُ منبرٌ
إلا ويُفتَحُ للفساد نوادي

ومشايخ الإسلام في بلداننا
ملؤا السّجُونَ بتهمة الإفسادِ

فالمعركة في غزّة تعنينا جميعاً،
صحيح أننا نمر بكارثة اقتصادية وسياسية في بلادنا بسبب التدهور الإقتصادي المفتعل،
ولكن لأهلنا في الثغور والجبهات، وأهلنا في جباليا حق عظيم في أموالنا ودعائنا ووسائل تواصلنا..

وأعلموا أنه لا خسائر في التجارة مع الله
فمن استشهد فهم "أحياءٌ عند ربهم يرزقون".

ومَن جُرِحَ جُرحًا في سَبيلِ اللهِ، جاء يومَ القيامةِ لَونُه لَونُ الزَّعفَرانِ، ورِيحُه رِيحُ المِسكِ، عليه طابَعُ الشُّهَداءِ.

ومن نزح "فَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ وَأُخۡرِجُوا۟ مِن دِیَٰرِهِمۡ وَأُوذُوا۟ فِی سَبِیلِی وَقَٰتَلُوا۟ وَقُتِلُوا۟ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَیِّٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّٰت تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ"

ومن أسر فله أجر وثواب ثم فرج بإذن الله ولو بعد حين.

ومن فقد حبيبا، قال الله تعالى في الحديث القدسي:
"ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة"

أما من فقد ماله قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"

فلا خسارة مع الله، وليس ذلك إلا للمؤمن الصابر والمحتسب. ...

اللهم نصرك الذي وعدت عبادك المؤمنين ...

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه واذكر أهل الجهاد في دعائكم إنه سميع مجيب...

-:(( الخطبة الثانية )):-

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:25


خطبة جمعة بعنوان
"أصحاب الأخدود جباليا غزة*"
🕌🕋🌴🕋🕌
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين، يرفع داعيا ويستدرج قاليا،
جعل أصحاب الأخدود عبرة لمن كان تاليا،
وجعل مثلهم في أمتنا أهلَنا في جباليا،
فكانوا كهم ومن لنا بمثلهم عواليا.

إلى الله أشكو ما ألَمَّ بغزةٍ وأخرى إذا أبصرت شاماً بدالي

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له قاصم ظهور الجبارين ومذل المستكبرين وناصر عباده المؤمنين،

إن المصائب ما تَخَطَّتْ أمْرَهُ
نِعَمٌ وإن كان البلاءُ ثقيلا

واللهُ ليس بغافل عن أمره
وكفى بربك ناصرًا وكفيلا

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين ورحمة الله للعالمين وحامل لواء الحق والدين وقدوة المجاهدين الصابرين

القائل: "جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم"

صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

قـد فـاز قـوم أكثروا من ذكره*
والـغـافـلون قـلوبـهـم أمواتُ*

صلى عليك الله مـا استعلى النِّدا*
أو قـامـتِ الدعَواتُ والصلواتُ*

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمَّا بَعْــــــــد :-

فاتقوا الله، وامتثلوا قول الله: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ ‌وَلْتَنْظُرْ ‌نَفْسٌ ‌مَا ‌قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ"

عباد الله:

إنَّ التاريخَ حقائقُ متكررة،
يختلف الزمان فيها، والمكان والأشخاص،
مشهدٌ مروّعٌ وجريمةٌ نكراء، يَذْكُرُ لنا القرآنُ خبرها،
ويخبرنا بتفاصيلها، قصّةُ فئةٍ آمنت بربّها، واستعلتْ بإيمانها أمام أعداء الله، تمسّكت بدينها، ووثقت بوعد ربّها،
ففازت بجنّتة تبارك وتعالى، فهل من مدّكرٍ؟!

"فَحين جَمَعَ الملِكُ الظالمُ المتغطرسُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ في نجران وَصَلَبَ الغلام المؤمن عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ
بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ ،
فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ،

فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ

قيل كانوا سبعين ألفا. .

فَأُتِىَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ.
فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ
وَقَالَ مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا أي أدخلوه في النار، فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِىٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا،
فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ يَا أُمَّاه اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ"

قال الله متوعدا المجرمين: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (أي لُعِن أصحاب الأخدود الذين حفروها لإحراق المؤمنين فيها)

(النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)

إنَّ ظلمَ الظالمين، وأهلَ الإجرام والطغيان ليس بغائب عن سمع وبصر الجبار المنتقم القهار، الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما فقال: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)

فالفوز الكبير أن يموت المسلم على الحق مقبلا غير مدبر،
أما مَنْ غَيَّرَ وبدل فقد خسر خسرا كبيرا.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


اللَّهُمَّ أَغِثْ أهلَ غَزَّةَ خاصة و أهل فِلَسْطِينَ عامة
اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُم، و ارْبُطْ على قُلُوبِهِم.. و انْشُرِ اللهم السَّكِينَةَ على قُلُوبِهِم..
و أَنْزِلْ علَيِّهِم دِفْئًا وسَلامًا وأمْنًا وأمَانًا.. و تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم..
ــــ.. اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اغفر لهم وارحمهم ويسر أمورهم، اللهم آنس وحدتهم ونور ظلمتهم، اللهم في كل دقيقة تمر عليهم إجعل اللهم نسمات رحمتك
تهب عليهم و أفتح لهم أبواب جنتك يا أكرم ....

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


ما أعظمها من أشياء يلقى الله بها
لم يلقى الله سافكا لدماء المسلمين لم يلقى الله آكلاً لثروات شعبه ، لم يلقى الله منتهكا لحقوق المستضعفين إنما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :
إنّنا نؤمن أنّ الله عزّ وجلّ يدبّر الكون، ويريد الخير لهذه الأمة، وأنه سينصر من ينصره،
فلعل كل ما يجري اليوم يفتح الله به أبواب الفتح للأمة غداً، بعد أن تستيقظ وتعمل وتجد وتقدم الآخرة على الدنيا وتوالي أولياءها وتعادي أعداءها.
ــــ..  لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام قبل 90 عامًا ، نحن نعمل بإرادة اللَّه وعلى عينه، يخلف القائد قادة والجندي عشرة والشهيد ألف مقاوم، وهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت غصون الزيتون
ــــ..  فيا أهلنا في غزة سيأتي مايفرح قلوبنا وقلوبكم ليس علما بالغيب بل ثقة برب رحيم. فلا يعقب الأحزان إلا سعادة .ولا يعقب الوجع إلا راحة.ولايعقب الظلم إلا عدالة السماء .ولايعقب الانكسار إلا جبر القلوب.هذا يقيننا برب العالمين"
يا أهلنا في غزة ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾*
سيهزم الجمع يااقصى وينكسر ويكبت الله من كادوا و خذلوا و من مكروا
وعد من الله والرحمن منجزه لسوف تنتفض الاشجار والحجر بدلاً من الحكام و الجيوش
ــــ..  ألم يحملوا أبناء القسام شعار (و إنه لجهاد نصر أو استشهاد) ليست مجرد عبارة ،  بل واقع . فبيض الله وجوهكم يا قادة الأمة ويا حملة الراية
أيّها المؤمنون ....
ــــ..  إن نصرة غزة و الحديث عنها واجب ديني و أخلاقي لابد منه ، و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"
فيا دار غزَّة بالدماء تكلَّمي ** وعمي صباحاً دار غزَّة واسلمي
العلج فيك غدا يمور بجيشه ** قمعاً وتقتيلاً وســفكاً للــدمِ
حكَّامنا خانوكِ يا بلد الأحرار ** مازالوا رجالاً وصفهم كالأنجمِ
ملكوا جيوشاً وصفها جرَّارة ** لكنَّها ليســــت إلينا تنتمي
ليست لنُصرة ديننا أو شعبنا ** لكن لنُصرة باطلٍ أو حاكمِ
يا فتنة الحكَّام بالعرش الَّذي ** سيكون يوم البعث أصل المندمِ
صبراً أيا داراً غدت مذبوحة ** بالعزِّ والصَّبر الجميل تعمعمي
فكتائب القسَّام تسومهم ** ناراً وتقطــــع دابـــر المتقدِّمِ
ــــ..  أيّها المؤمنون ....
ربما نعجز عن القتال، ولا يمكننا دخول فلسطين لنجاهد!
لكننا سنجاهد بكل ما يمكِّننا الله منه،
سنجاهد بالدعاء دومًا و أبدًا حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا ،
و سنتستمر ندعو الله تعالى أن ينصر إخواننا في غزة ، وأن يرفع عنهم البلاء،
و لنعلم أن سلاح الدعاء كسلاح القتال باليد
ــــ..  و سنمتنع كذلك عن دعم الأعداء ومن يناصرهم، فلا حاجة لنا بمنتجاتهم التي
أغرقت أسواقنا وقوت شوكتهم علينا
ــــ..  و علينا أن نعلم جميعاً أن كل الدماء التي نزفت في غزة ، و كل الأرواح التي إرتقت
إلى الله و كل الجوعى و المشردين في رقاب حكام العرب و المسلمين سيلقون الله بها يوم إقامة محكمة العدل الإلهية الكبرى لتلاوة فصل الخطاب عند الله رب العالمين

ملاحظة : بإمكان الخطيب أن يضيف مايراه مناسباً عن مستجدات الأحداث في غزة و غيرها


ــــ.. هذا و صلو و سلموا ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ، ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ صاحب الحوض والشفاعة. فقال ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ... ) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
.. أيها المؤمنون الفضلاء : إدعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ .
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
اللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة فلسطين ، و كن لهم ناصراً ومعيناً ومؤيّداً وحافظاً. ــــ.. سدّد اللهم رميهم ، وقوّ عزائمهم ، وثبّت الأرض من تحت أقدامهم
و اشف يا ربنا جريحهم ، وتقبل شهيدهم ، وآوي شريدهم و اطعم جائعهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ، ................................................................................

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


وقال تعالَى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )[الأنعام:44]
ــــ.. فاتقوا الله : عباد الله ،واثبتوا على دينكم، ولا تغتروا بحلم الله وإمهاله، ولا يغرنكم تقلب الذين كفروا من اليهود و النصارى و عملائهم و الظلمة و المفسدين و أعوانهم في هذه الحياة فمصيرهم إلى الهلاك و العذاب،،
قال الله : (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) آل عمران(196-197)
ــــ.. و أن الله سينصر هذا الدين بلا أدنى ذرة من شك، ويقينُنا في ذلك أكبرُ من يقيننا بوجود الشمس والقمر ويقيننا مستمدٌّ من وعد الله الذي لا يتخلَّف، ومن بشارات نبينا صلى الله عليه وسلم
قال جل ذكره و تعالى شأنه: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا ‌نُورَ ‌اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 8-9].
• يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: "يحاولون أن يردوا الحق بالباطل، ومثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس بفيه، وكما أن هذا مستحيل، فذلك مستحيل".
و قال الله : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‌لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور: 55].
ــــ.. قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه: نزلت هذه الآية، ونحن في خوف شديد كمثل أيامنا هذه، فالخوفُ والرعبُ يسود البلاد، والقتل والتشريد والاضطهاد؛ ولكننا مؤمنون بنصر من الله العزيز، كما نصر المؤمنين من قبلنا، ونعلم أن هذه الآية الكريمة هي كقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ ‌يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].
اللهم لا تستدرجنا بنعمك، وثبتنا على دينك حتى نلقاك...
🕌🕌🕌قلت ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم 🕌🕌🕌


الخطبة الثانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الحمد لله و كفى ...... و صلاة ....
ــــ..  أيّها المؤمنون .... الأعزاء :
الشهادة في سبيل الله شرف عظيم ، و الشهادة منزلة سامية عالية، حتى أهل الجنة بعد دخولهم الجنة ورؤيتهم النعيم يتمنونها، فهنيئاً لمن يتقبله الله في الشهداء.
إن استشهاد قادة المقاومة الفلسطينية من عهد الياسين إلى السنوار فهذا قدر الله ولا نقول
الا ما يرضى ربنا وهذا أجله الذي كتب له في بطن أمه وهنيئا له الشهادة في سبيل الله
‏ ــــ..  يرحل القادة وتبقى الراية يرتقي الشهيد فينهض من دمه ألف مقاوم فهذه الأرض لا تعرف الإستسلام لأنها تُنبِت الأبطال كما تنبت أشجار الزيتون ثابتةً راسخةً عصيةً على الانكسار عاشت فِلسـطيـن حرة أبية على أعدائها .
وغزة ولادة بالأبطال الشجعان ومقتل القادة يولد قادة ورحيل العظماء   ينتج  عظماء والفكرة لاتموت لن نحزن على قتله بقدر ما نحزن على أنفسنا أننا لم نقدم شيئا لفلسطين ولغزة نحزن لأن حكامنا هم من قتلوه وهم من خذلوه وخذلوا المجاهدين في غزة وفلسطين عموما..
ــــ..  رحم الله كل الشهداء الذين ارتقوا على درب العزة والكرامة وهم يواجهون انجس واخبث واقذر عدو عرفته البشرية ، في ظل أسوء و أجبن حُكام في تاريخ هذه الامة ،
. فمنذ معركة (بدر ) في السنة الثانية للهجرة حتى معركة ( الطوفان ) في سنة 1445هجرية ، وستستمر هذه الامة  بانجاب عُظماء الرجال حتى  يرث الله الارض ومن عليها ،
ــــ..  أيّها المؤمنون ....
لا خاتمة تليق بقائد الطوفان سوى هذه، مقبلاً غيرُ مدْبر ممتشقاً سلاحهُ مرتدياً جعْبتهُ العسكرية يقاتل كأي جندي، استشهد وفي يديه بندقيته وعلى جثمانه الطاهر غبار المعارك وبارودها، استشهد وهو يدافع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قاد طوفان الاقصى وشعارة ،،، سأمضي عنيداً فلا أنثني
وأحيا كريماً فلا أنحني ،،، وأرفع نحو السماء جبهتي ،،،،كما ارتفعت جبهة المؤمن
ــــ..  أذكار وأدعية يومية ، وجعبة وسلاح وقنابل ومسبحة وبطاقات الهوية ومبلغ مالي زهيد ، إنها الأشياء التي وجدت مع القائد يحيى الذي استشهد في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال في رفح.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


خطبة ( 1 ) الإستدراج ... و عظمة الإستشهاد

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...جعل الأرض قرارًا وأحاطها بسبع سموات...
جعل فيها أنهارًا وفجاجًا وجبالًا راسيات...أخرج منها نبات كل شيء وقدر فيها الأقوات...
نحمَده تبارك وتعالى حمدًا يليق بجلال وجهه وذاته... وكمال الصفات...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من السيئات والهفوات...
ونسأله من نوره نورًا ننجو به من العثرات وحالك الظلمات...
ــــ.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...ذو العرش المجيد رفيع الدرجات...
حكيم خبير أوجد على مراده الكائنات،.. سميع بصير تستوي في كمال سمعه الأصوات...
-وأشهد أن نبينا وحبيبنا و قدوتنا محمدًا عبده ورسوله.. الفصيح لسانه وبلسانه يتكلم أهل الجنات...
ينسَـابُ رغمَ الحَالِكاتِ سَـنَـاهُ ** و تَبِينُ رغـمَ السَّـافِيَـاتِ خُطَاهُ
تَستمطِرُ الدُّنيَا سَحَائِبَ هَدْيِهِ ** فتفِيـضُ فـيهـا روحُـهُ ويَـدَاهُ
وحيٌ مِنَ الرحمنِ عَـانقَ قلبَـهُ ** فوعَـاهُ…واستبقَتْ بـهِ شَفتَـاهُ
مازالَ يتلو والقلوبُ مِنَ الظَّمَا ** تُصغِي وتَرشُـفُ صَوتَهُ وصَدَاهُ
فصَلاةُ ربِّي والسَّـلامُ عليهِ مَا ** لاحَ الـغَمَـامُ ومَا استَهَـلَّ نَـدَاهُ
ــــ.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى جميع أصحابه أكمل المخلوقات...
عدد ما في الكون من ذرات ، ومداد ما خطه القلم من كلمات ، و أجر ماقرات من القرآن آيات
و منها قول الله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أما بعد : عبـــــاد الله :
ــــ..  إن معرفة السنن الإلهية وإمعان النظر فيها واستحضارها من أعظم أسباب حياة القلب وإيمانه وإجلاله للخالق المدبر سبحانه،
ففيه تلوح الحكمة ظاهرة في أمر تدبير الكون ونظامه،
فأحداث التاريخ تعيد نفسها وإن تغير شيء من صورها وملامحها و مسمياتها ،
فقراءتها واستقراؤها مما يسقي نبت المعرفة ويحيي نور البصيرة، ويقوي روح اليقين في وعد الله ووعيده وقدرته وانتقامه ، إنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير ،،
( فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا )[فاطر: 43]،
سنة لا تحابي أحدًا، ولا تجامل أحدًا، فليس هناك حصانة لفرد أو مجتمع قال الله :
( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) [آل عمران:28
ــــ.. فمن أتي ما يستوجب العقوبة العامة ، سقط من نظر لله ، والسعيد من وعظ بعقوبة غيره ، والشقي من وُعظ به غيره ، قال الله تعالى :
( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )آل عمران137
وإن من سنن الله، سنة الاستدراج للكافرين والمجرمين والظالمين،
ــــ.. و الاستدراج :
هو أن الله عزَّ وجلَّ يفيض نعمه على العبد على الرغم من استمرار ذلك العبد على الكفر والطغيان واقترافه للذنوب والمعاصي ، فيغتر بها ، ويظن أنه إنما اعطاه الله إياها لأنه راضٍ عنه فلا يلتفت العبد الى ذنوبه ،
فينشغل بالنعم ما يجعله مستحقاً للعذاب الإلهي بسبب تماديه في المعاصي وتعدي حدود الله ، قال تعالى: و(َالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف:182].
و من يكذب بآيات لله تعالى و سنة النبي المصطفى توعده الله بالإستدراج في العقوبة فقال سبحانه : (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم:44].
و عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ"،
ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الألباني في "السلسلة الصحيحة
ــــ.. قال سفيان الثوري : نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر
وقال الحسن: كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه ،
وقال ابن عباس: سنمكر بهم. وقيل: هو أن نأخذهم تدريجياً ولا نباغتهم ..
ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :
كثيرٌ من الناس يظنُّ أنَّ العطاء دليلُ المحبَّة ؛ كما يتوهم الكثير وهذا خطأ عظيم،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


وإن كان مُحْسِنَ الظنِّ، فإنَّ الله لَم يَحجب الرزق عن الكفَّار لكفرهم، أو الفجار لفجورهم، وإنما يُعطي ويَرزق، ويَحلم ويَصبر؛
كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ما أحد أصبرَ على أذًى يَسمعه من الله تعالى؛ إنهم يجعلون له ندًّا، ويجعلون له ولدًا، وهو مع ذلك يَرزقهم ويُعافيهم ويُعطيهم) (رواه مسلم، والبخاري)..
ــــ.. ومن هنا يتَّضح أنَّ العطاء ليس دليلَ المحبَّة دائماً إذا كان العبد قائم على مبارزة الله بالمعاصي حتى وان لم يتعدى ضررها إلى الآخرين،
وقد قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -:"إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يعطي الدنيا مَن يحبُّ ومَن لا يحبُّ، ولا يعطي الدِّين إلاَّ لِمَن أحبَّ، فمَن أعطاه الله الدين، فقد أحبَّه" (صحيح، رواه أحمد، والحاكم، وغيرهما)...
فهذا عطاء إمهال وإملاء واستدراج، لا عطاء محبَّةٍ كما يظنُّون؛
قال تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ) [المؤمنون: 54 - 56]..
ــــ.. أيها المؤمنون .. عبـاد الله :
ــــ.. لقد أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وأقام الحجج فأعرضوا عن الآخرة، وأقبلوا على
الحياة الدنيا ، قال تعالَى (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
قَليل)[التوبة: 39].
وتستمر النعم تتوالى عليهم حتى يعتقدوا أنهم نالوا الرضا ، ويرون أنه كلما ازدادوا معصية شاهدوا زيادة نعمة، فشعروا باستقرار النفس، ولسان حالهم نَحن مرضي عنا
ــــ..  ومن جهة بعض المؤمنين الذين من لَم يتمكن الإيمان من قلبه يؤثر فيه ما يراه من إنتفاشة العصاة ، و يظنوا إنتصار اليهود و الصهاينة و عملاؤهم ، و يشاهدوا تعرضُ كثير من أهل الإيْمان لأنواع الاختبارات والْمحن، و نسوا أن الكفرة و اليهود و الصهاينة و الظلمة يحاربون الله و رسوله ودين الإسلام ، قال تعالَى ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ )الزخرف 37
و نسوا كذلك أن هذا الإمهال من الله لهم إنما هو إستدراج من الله لهم ليعذبهم في الدنيا
و أن ما يعيشه أولئك من حياة وعيش يراه الناسُ جميلا هو نوع من العقوبة يقع فيه من يستحقه، عقوبة بسبب الإعراض عن دين الله،
قال عز من قائل: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)[التوبة:55
وذلك بًما قدمت أيديهم وليس ظلما لَهم، قال تعالَى ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت:46].
ــــ..  أيّها المؤمنون .... إن الذين بسطت لَهم الدنيا عقوبة من الله لن يستطيعوا رفع رؤوسهم ليبصروا حقيقة، ويعرفوا زيفاً، ويكشفوا باطلاً،
قال تعالَى (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ -أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ - نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ)[المؤمنون:56ـ54]
وفي الآية: أي هل يعتقدون أن ما نُمدهم به من مال وبنين وخيرات خير لَهم، ونوع من الإكرام والتفضيل على باقي خلق الله .. وقوله: (أَنَّمَا نُمًدُّهُمْ) أي يُملي لَهم ويزيدهم، وَبَيَّنه في قوله تعالَى(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )[آل عمران: 178]..
ــــ..  أيّها المؤمنون .... الكرماء :
و من يتدبر التاريخ وحوادث الزمان فإنه يلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن سنة
الاستدراج، سنة قاصمة ماحقة مهلكة ، بحق الأفراد والجماعات والدول والحضارات ،،،
ــــ..  أين عاد وثمود ؟؟!! وأين فرعون وهامان والنمرود ؟؟!!
أين دولة الفرس والرومان ؟؟!! وأين ذهب التتار؟؟!!
أين الظلمة والطغاة في الماضي والحاضر ؟؟!! أين أموالهم وقصورهم وأولادهم؟
ــــ.. أين من حارب دين الله و حارب سنة رسول لله سابقاً بالمال والجاه والسلطان والسلاح والاعلام ومكر الليل والنهار، ونعم الله تتنزل عليه من بين يديه ومن خلفه ، ، ،
أعطاهم الله كل شيء واستدرجهم إلى الهلاك ، قال تعالَى: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ - وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)[القلم:45ـ44]

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


i
خطبة.جمعة.بعنوان.
(*إرتقاء العظماء*)
للشيـــخ/محمود ابو هدعش
22 ربيع ثاني 1446ه‍ 25اكتــوبر2024م.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕌🕋🌴🕋🕌 🕋🕌
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الخطبـــة.الاولـــى.
الحمدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، وَالْمُتَعَالِي عَنِ الشَّبِيهِ وَالنَّظِيرِ الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا فِي الضَّمِيرِ،أَحْمَدُهُ - سُبْحَانَهُ وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،

إلهي ومولاي: نسألك في هذه الساعة المباركة أن تجنبنا موارد الظالمين وأن تجعلنا عند سكرة الموت وظلمة القبر ووقفة الحساب من الآمنين وأن تؤتينا أفضل ما آتيت أحدآ من خلقك وأن تجعل للمستضعفين في الأرض فرجآ ومخرجآ
يا سميع الدعاء يا أرحم الرحماء إجعل بلدنا في أمن ورخاء واكفنا كل أذية أو بأس أو بلاء .

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ،

*إلهي وجاهي إليك اتِّجَاهي*

*وطيدًا مديدًا ... لترضَى فأرضَى*

*فأنتَ قِوَامي ... وأنت انسِجَامي*

*مع الكونِ والأمرُ لولاكَ فوضى*

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين،

*صلّى عليكَ الله يا من هديُهُ*
*نورٌ لنا في الحالكاتِ وفي الرَّدى*
*هو عِزُّنا، هو مَجدُنا ورَسولنا*
*هو فيضُ حُبٍّ في الفؤادِ تجدَّدَا*

اللهم صل على النبي المصطفى والحبيب المجتبى والشفيع المرتجى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى .

اللهم احشرنا في زمرته واجعلنا من اهل شفاعته وارزقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لانظمأ بعدها ابدآ ياارحم الراحمين

اللهم لا تعذب لساناً يخبر عنك، ولا قلباً يشتاق إليك، ولا عيناً تنظر في ملكوتك، ولا أذناً تستمع إلى كلامك.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

أَمّـــا بَـــعــــــْدُ : عباد الله

يقول الله تبارك وتعالى

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "

{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ }

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145)

{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(148).

إنها حياة العظماء. إنها ميتة العظماء. إنها مكانة القادة في الإسلام في معركة أحد ركز الأعداء على القائد والأسوة والقدوة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. وأسقطوه في حفرة وأدخلوا المخفر في وجنته. وشجوا رأسه وسال الدم على وجهه. وأشاعوا أنه قد قتل. فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات تسلية للصحابة.

إن هذه الأمة لا تموت القادة. بل إستشهاد القادة حياة جديدة. نهى الله تبارك وتعالى الصحابة هنا أن يلتفتوا التفاتة بعد موت القادة. نهاهم أن يضعفوا أو يلينوا أو يستسلموا أو يستكينوا. لماذا? لأنها آجال معدودة. آجال معدودة. وساعات محددة. والموت الحقيقي. هو موت الضمائر. الموت المخزي. هو أن تموت الضمائر. أما الموت في سبيل الله. والشهادة في سبيل الله. فهي أسمى أمان المؤمنين. نعم. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح وددت أن أغزو فاقتل. ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


صلى الله عليه وسلم لما يرى من أجر الشهادة في سبيل الله. العالم أجمع. شاهد ذلك القائد المبارك الذي شب النار على الأعداء والبسهم الذل والعار. إنه القائد السنوار ذلك القائد المبارك الذي حمل على نفسه أن ينتصر لدينه وأن ينتصر لقضيته وأن ينتصر لمبدئه. ففجر الطوفان وحرك فتية الإيمان وزلزل البركان تحت الكيان. فاهتز العالم لذلك الطوفان أحرق الأوراق التي كان الأعداء يخططوا لها. ومزق تلك المشاريع التي كانت في المنطقة يراد لها أن تكون. وأحيا في الأمة معاني الجهاد والعزة والكرامة والشهامة. وسطر ملحمة بطولية عجز العالم بكل قوته، أكثر من عام أكثر من عام والعالم الغربي بأساطيله وطائراته ومخابراته وأقماره الإصطناعية وقوته التكنولوجيا والعسكرية عجز عن الوصول إلى هذا الشهم.أو قتل الفكرة التي يحملها وعجز أيضا عن كسر إرادة المقاومين. لكن هؤلاء الأبطال فتية الإيمان كسروا تلك الخرافة التي كان يسوق لها الإحتلال أنه قوة لا تقهر كسروها وأصبح أمام العالم كيان ضعيف مخترق ،كيان هزيل لم يستطع أن يوجد شخص. بقعة صغيرة عجز عن وقف الصواريخ منها اهتزت سمعته في العالم. خسر كثيرا مما كان يروج له. اقتصاديا وعسكريا وأمنيا واستخباراتيا. فجاءه أناس قدموا أرواحهم. شعارهم
سأحمل روحي على راحتي.
والقي بها في مهاوي الردى.
فإما حياة تسر الصديق.
وإما ممات يغيظ العدا.
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى.
لعمرك اني ارى مصرعي.
ولكن أعدو اليه الخطى.
أرى مقتلي دون حقي التليد.
ودون بلادي هو المبتغى.
لعمرك هذا ممات الرجال.
ومن رام موتا شريفا فذا.

اي وربي انه موت الرجال. أرادوا أن يبحثوا عنه ليأخذوه. ويربطوه ويعروه. ويكبلوه ويهينوه ليكسروا إرادة المقاومة. ويكسروا هيبته في قلوب الأمة. فأراد الله له مماتا غير ذلك. أراد الله جل وعلا أن يصوروهم تلك القتله الشريفة التي لقي الله فيها مقبلا غير مدبر. رصاصته في جبينه. معناه أنه مقبل أنه يقاتل أنه يواجه. لم يكن هاربا ولا متخفيا ولا متسترا وإنما مقبلا

لا بالدرع ولا بسلاحه أخرجوا له صور أخرى ليهينوه كما أرادوا ويظهروا أن أفراده انفضوا عنه ولم يعلموا أن تلك الصورة ستفجر مقاومة أخرى. عندما رآه العالم ودمه يسيل من يده التي قد جرح فيها. وأقدامه قد ضربت ولم يبقى معه إلا يده اليسار. وقد جرح وهو ينزف دما وتأتي تلك الطائرة لتصور وتوثق وإذا به يضرب بخشبة في يده ليقول للأمة سنقاتل إلى آخر رمق نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت هكذا هي حياة العظماء وهكذا هم العظماء. نعم هنيئا لك يا أبا ابراهيم. هنيئا لك هذا الإرتقاء لم توجه بندقيتك يوما لمسلم. لم تقاتل ضد شعوب مسلمة. لم تفتح حربا في بلد مسلم. لم تلطخ يدك بدم امرئ مسلم. وجهتك العدو الصهيوني. عدوك العدو الصهيوني.

أنت يا أبا إبراهيم قتلت اليهود وأنت في سجونهم. وقتلتهم بتفجير الطوفان. وقتلتهم وأرعبتهم حيا وميتا. هنيئا لك يا إبا ابراهيم عشت كما تحب. كريما عزيزا مقاتلا مغوارا. أكثر من عام وأنت تحمل بندقيتك وتقاتل. وتقود الأبرار والأخيار. في المعارك. ثم تلقى الله كما تحب. وكما تمنيت . تمنيت الشهادة فنلتها. ووالله لا يوفق لها إلا العظماء. مليار مسلم يعزون في وفاتك. وهم الموتى وأنت الحي. ليس الميت من أستشهد في سبيل الله فقد قال الله{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}.
وفي آية أخرى(بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
نعم. ليس في ثقافتنا أبدا هزيمة. ليس في ثقافتنا إنكسار. إنما هي إحدى الحسنيين. إما الشهادة أو الإنتصار. نعم. هكذا يقول التاريخ. وهكذا يقول العظماء توفي النبي صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب قاطبة. وظن المنافقون أن الدين قد انتهى. فهيأ الله رجالا أعادوا الأمة إلى سابق عهدها. وفتحوا بلاد كسرى وبلاد الروم وكونوا أكبر إمبراطورية في العالم. نعم التتار هجموا على بلاد المسلمين ودمروا ما فيها وقتلوا وسبوا وانتهكوا الحرمات وسال الدماء وأشلاء وكانوا يظنون أنها لن تقوم للإسلام قائما. وإذا بالأمة تعود من جديد ويأتي صلاح الدين ويحرر بيت المقدس. الأمة ولادة الأمة لا تموت تمرض لكنها لا تموت ،
كلما أستشهد قائد أتى قائد.
هذا القائد المبارك أيها الأخيار لم يمت لماذا؟
لأن خلفه رجال، لأنه أحيا في الأمة العزة،أحيا في الأمة الكرامة ،أحيا في الأمة الفداء ،أحيا في الأمة الشجاعة ،الخزي والعار. الخزي والعار والشنار لمن خذلوا المقاومة. لمن تفرجوا لمن داهنوا لمن نافقوا. لمن وقفوا مع الإحتلال. أما هذا البطل فهو رفعة وعزة وإباء لقي الله جل وعلا كما يحب. علمتنا حركة المقاومة أن كلما استشهد قائد أتى القائد الذي بعده أشد وأنكى على الإحتلال. خابوا وخسروا وظنوا أن بإستشهاد القادة أن الافكار تموت، الأفكار لا تموت أبدا.الأفكار لا تموت،
الأفكار كلما قتل قادتها إشتدت. وامتدت وأنبتت وترعرعت وقويت نعم.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


إحكموا على المعارك من خواتيميها وعواقبها. إنما الاعمال بالخواتيم. والعاقبة للمتقين. ولا عدوان إلا على الظالمين.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله:
*(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)* [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم ابرم لهذه الامة أمر رشد يعز فيه اهل الطاعة. ويهدى فيه اهل المعصية. اللهم اصلح ولاة امرنا لما تحبه وترضاه. وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم اشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين وارفع عنهم البلاء برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اصلح احوال المسلمين في كل مكان.
اللهم انا نسألك فرجا قريبا لاخواننا المسلمين في سوريا. وفي غزة وفلسطين عامه ولجميع بلاد المسلمين .
اللهم نسألك فرجا قريبا لأهل غزة وفلسطين . اللهم ضاقت عليهم الارض بما رحبت.
اللهم كثر فيهم القتل يا رب العالمين. انت ارحم الراحمين. ليس لهم ناصر إلا أنت. ولا معين لهم إلا انت. فاللهم عجل بفرجهم.
اللهم أمن خائفهم. اللهم ارحم شهداءهم. اللهم اشف مريضهم. اللهم فك اسيرهم. اللهم رد شتاتهم. اللهم اطعم جائعهم. اللهم اسق ظمآهم. اللهم يا رب العالمين ارحمهم جميعا برحمتك التي وسعت كل شيئ.
اللهم اصلح احوال المسلمين. وولي عليهم خيارهم.
نسألك اللهم الامن والايمان. والراحة والاستقرار. لبلاد الاسلام في كل مكان.
اللهم نسألك الامن والايمان والاستقرار لاخواننا المسلمين في فلسطين وفي اليمن وفي مصر وتونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي ليبيا وفي افغانستان وفي الفلبين وفي كل مكان.

عباد الله:
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
وأقم الصلاة
__________

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 20:24


فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةً
تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ
وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُ
هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

نعم هنيئا لك يا أبا إبراهيم هنيئا لك ارعبتهم حيا وميتا. هنيئا لك صنعت تأريخا أنت اسطورة وينبغي نعلم أن هذا الرجل وأمثاله سوف يدرسكم التاريخ إنهم أبطال. إنهم عظماء قائد اسطوري. سجل مكانك في التأريخ يا بطل. نعم سجل مكانه في التاريخ كأعظم قائد اليوم. وهناك زعماء وقادة جبناء لم يستطيعوا أن يدخلوا لغزة طعام. ولا غذاء ولا دواء. هؤلاء هم الموتى. هؤلاء هم الموتى الذين ماتت ضمائرهم. ماتت حميتهم ماتت عقيدتهم هذا هو الموت. أما من لقي الله مقبلا غير مدبر فهذه حياة العظماء.
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

*الخطبة الثانية*
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد : عباد الله أيها الاخيار :
أخطر ميتة على الإطلاق هي موت الضمير. إذا مات الضمير ماتت الإنسانية. وماتت العزة وماتت الكرامة. وماتت الشهامة. وأصبح المجتمع عبارة عن وحوش كاسرة. موت الضمير هو موت الحياة. إذا مات الضمير لم يستشعر المسؤول واجبه نحو شعبه. ولا نحو من تولى أمره. إذا مات الضمير عند القائد ضيع افراده. وضيع مصالحهم ولم يبالي بهم. إذا مات الضمير عند المسؤول نهب الاموال وعبث بالمال العام. وقصر في مسئوليته. إذا مات الضمير عند التاجر. غش واحتال. ولم يرحم المحتاج ولم يرحم هذا الشعب وحاول أن يلعب على مشاعر هذا الشعب إذا مات الضمير عند صاحب الجاه والسلطان تحول إلى طاغية. وإلى مجرم وإلى ظالم. إذا مات الضمير عند الأمة أصبحت الأمة كالبهائم لا قيمة لها ولا وزن. أصبحت الأمة ضعيفة. لان الضمير هو تلك الروح التي تسري في الأمه فتدب فيها الحياة من جديد. الضمير هو الذي يحجز الانسان عن الشر وعن الدنايا. الظمير هو الذي يدفع المسلم الى المكارم وإلى الخير وإلى الإقدام. وإلى النصرة وإلى العزة وإلى الكرامة. موت الضمير هو أخطر ميتة نعم هذا هو أخطر موته تتعرض له الأمة. أن يموت الضمير. نرى أبناء الامة وخيار الأمة يقتلون في كل يوم. والشعوب العربية في غفلة. والزعماء العرب يتآمرون مع المتآمرين أكثر من عام. وأطفال فلسطين ونساء فلسطين لسان حالهن. نسبى ونطرد يا أبي ونباد. فإلى متى يتطاول الأوغاد? وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا وإلى متى يتطاول الاوغاد? نمسي ونصبح على صوت الرصاص. كأننا زرع وغارات العدو حصاد. أو ما لنا في المسلمين أحبة? أو ما لنا سعد ولا مقداد أين هذه الامة
عندما غاب الضمير؟! سرخات من كل مكان

لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادي.

عندما يموت يحس الإنسان بالأنانية. وينسى أمته وواجبه نحو أمته. وهذا معناه أنه قد انسلخ من أمته. ترى للأسف الشديد أناس من أبناء الأمة. يباركون للأعداء قتلهم القادة والشهداء. هل هؤلاء من أمة محمد? لا والله. لا والله (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ .(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها)

هؤلاء هم أهل النفاق. هؤلاء هم أهل الزور. ولهذا أيها الأخيار السؤال الأخير الذي ينبغي أن نسأل أنفسنا جميعا. ماذا قدمنا للأمة؟ كيف ستكون ميتتنا؟ ماذا سيقال عنا بعد موتنا؟
هذا الرجل المبارك الذي أستشهد قدم وأعذر الى الله. وكانت حياته في سبيل الله. عاش كما يحب وأستشهد كما يتمنى. والشهادة في ديننا إرتقاء ورفعة. (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
غادر دار الفناء الى دار البقاء. غادر دار الخيانة. إلى الدار الباقية. غادر الدنيا إلتي فيها التآمر والمكر إلى جوار ربه.

بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ،
أنت ماذا قدمت لدينك؟ أنا وأنت ماذا سيقال عنا بعد موتنا? كيف سنموت؟هل سنموت كما يموت البعير؟ في بيته همه مأكل او مشرب وجمع للدنيا. أم سنلقى الله ونحن همنا الدين. وهمنا رضا رب العالمين. هذه هي الميتة. علو في الحياة وفي الممات. بحق انت إحدى المعجزات. العلوم أن تموت وأنت رافع رأسك. وأنت عزيز. وأنت تقول كلمة الحق. لا أن تكون ذيلا. ولا أن تكون خانعا ولا أن تكون خائفا. هذه هي العزة. وبإذن الله هذا الرجل المبارك قد كتب أول السطر في نهاية الكيان الصهيوني. وفجر الطوفان لن يقف ذلك الصوفان حتى الكيان ويلتهم من وراء الكيان من الغرب والأمريكان والزعماء العرب الخونة بإذن الله. ولو طال الزمن. لا تحكموا على المعارك من نتائجها الآنية.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

24 Oct, 03:16


فهذا استفهام يدل على أن الإنسان مهما كان على صلاح لا يأمن من مكر الله، ولذلك قال بعض العلماء: ( كلما ازداد الإنسان صلاحاً وتقوى لله عز وجل، كلما كان أخوف من أن يعود على عقبه فيكون خاسراً) فهذه الخلة وهذه الخصلة تدل على إيمان الإنسان؛ لأنه لما عمر قلبه وذاق حلاوة الإيمان خاف من الضد، ولا يخاف من الكفر إلا المؤمن الصادق في إيمانه

ولذلك نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت إلى لقائه، وأن يجعل الإيمان الذي لامس قلوبنا في زيادة إلى لقائه وألا يبتلينا بالانتكاسة.والحالة الثانية هي: (الخوف من نقصان الخير)، ولذلك قال بعض العلماء: (من رزقه الله طاعة كقيام الليل وصيام النهار فأصبح يتردى فيها وينتقص فعليه أن يجاهد في الرجوع إليها؛ فإنه لا يؤمن عليه أن يخذله الله عز وجل فيرجع على عقبه خاسراً والعياذ بالله)

ولذلك ينبغي للإنسان المؤمن أن يراقب نفسه دائماً في طاعة الله، فإذا كان على خصلة من خصال الخير لا يتركها مهما كان الأمر، والله تعالى يبتلي الإنسان؛ فإن كنت في قيام الليل سخر لك بعض المشاغل وابتلاك ببعض الشواغل، فإن كنت صادقاً في الإيمان وثبت عليها أذاقك بعد ذلك حلاوة الثبات، وقد قال إن بعض العلماء: (إن الإنسان إذا أطاع الله وتقرب إليه بخصلة من خصال الخير فجاءه الشيطان بفتنة، فليعلم أن الله يمتحنه في تلك الخصلة) فما من إنسان يمتحن في خصلة من الطاعات ويثبت عليها بعد امتحانه إلا ذاق حلاوتها إلى لقاء الله غالباً، وقد قال بعض السلف: ( جاهدت نفسي في الصلاة عشرين عاماً فتلذذت بها أربعين عاماً)

عشرون عاماً والوساوس والخطرات وشواغل الدنيا تأتيه من كل حدب وصوب، وهو صابر محتسب حتى أذاقه الله حلاوة الصلاة فزالت عنه جميع تلك الخطرات، ولذلك الشاب الملتزم في أول التزامه تأتيه من الوساوس والخطرات مالا يعلمه إلا الله عز وجل، فإذا صبر وصابر واحتسب زالت عنه كما يزول الليل بضياء النهار، وفي بعض الأحيان تزول عنه في لحظة لا يشعر بها، وإذا بقلبه أكمل ما يكون انشراحاً وطاعة لله عز وجل. كيفية الحصول على حلاوة الإيمانأحبتي في الله! ما اجتمعت هذه الخصال الثلاث في عبد من عباد الله إلا ذاق حلاوة الإيمان، ولا وفق الله عز وجل عبداً لتحقيقها وتحصيلها إلا كان من أحبابه وكان من خاصة أوليائه.

ولذلك السؤال الأخير: كيف السبيل للوصول إلى هذه المحبة؟ وكيف الطريق للوصول إلى هذه الحلاوة التي نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذيقنا وإياكم تلك الحلاوة وألا يسلبنا إياها إلى أن نلقاه؟أعظم سبيل لتحصيلها وأقرب طريق للوصول إليها: طريق الدعاء، بأن تسأل الله حلاوة الإيمان، وأن يذيقك لذة العبودية للرحمن، فما دعا عبد ربه إلا استجاب، وما سأل سائل ربه إلا أعطاه الله عز وجل وبلغه مراده؛ ولذلك قال الله في كتابه: ادْعُونِي أَسْتَجِب لَكُمْ [غافر:60] وما حصَّل عبدٌ طاعة من طاعات الله إذا استعصت بشيء مثل الدعاء.

أما الأمر الثاني: فهو تحصيل الأسباب التي ذكرناها، والتي من أعظمها: الفقه في الدين ومعرفة سبيل الطاعة لرب العالمين، فمن جمع الله له بين الحسنيين ورزقه هذين الأمرين فإنه لا شك سيصيب حلاوة الإيمان ويكون من الموفقين لطاعة الرحمن.اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن ترزقنا حلاوة لا مرارة بعدها، وإيماناً لا كفر بعده، وسعادة لا شقاء بعدها، ورحمة لا عذاب بعدها، إنك ولي ذلك والقادر عليه،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
( حلاوة الإيمان – من روائع الشيخ محمد مختار الشنقيطي رحمه الله)

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 23:01


وقرر بعض العلماء أن الناس في الحب في الله والعداوة في الله على مراتب: فبعض الناس يكون في أعلى مرتبة من المحبة في الله والعداوة في الله، وبعض الناس دون ذلك، ومهما اجتمع الأخيار على قاعدة الحب في الله والموالاة في الله فبين بعضهم بعضاً في هذه القاعدة كما بين السماء والأرض، ولذلك كلما اجتمعت القلوب على طاعة وكانت صادقة في المحبة في الله كلما كانت الألفة بينها، وكثير من الأخيار أول ما اجتمعوا على الحب في الله وكان اجتماعهم صادقاً في الموالاة لله عز وجل، كانت قلوبهم أخشع ما تكون لله عز وجل، ولو نظر الإنسان إلى مجالسه الأولى عند بداية هدايته كيف كانت تلك المجالس، وكيف كان العبد يجلسها قبل أن يجلسها وهو ضعيف إيمان ثم إذا قام منها قام وهو أكمل ما يكون إيماناً.لذلك فإن الإنسان إذا أحب أخاه في الله ينبغي أن يراقب أحاسيسه ومشاعره في هذه المحبة، ولذلك قال بعض العلماء: (إن الشيطان قد يدخل على الإنسان من باب المحبة في الله، تبدأ محبة في الله ثم تنقص يوماً فيوماً حتى تصبح محبة للدنيا والعياذ بالله)

فينبغي لك -أيها الإنسان- إذا أحببت أحداً في الله أن تراقب قلبك كل يوم في تلك المحبة، ولتعلم أنك مأجور على تلك المحبة التي هي من أعمال القلوب، ولن يدعك الشيطان طرفة عين فلربما يكون حبيبك في البداية حبيباً لله عز وجل، فترى يوماً من الأيام غناه أو ترى حسبه أو نسبه أو جاهه فيدخل الشيطان بشعبة من شعب القلب فيفسد تلك المحبة من تلك الشعبة، فتكون البداية رحمة والنهاية عذاب والعياذ بالله.ينبغي للإنسان -إذا أحب في الله وأراد أن يذوق حلاوة الإيمان بسببها- أن يكون صادقاً في هذه المحبة، وألا يجلس مع أخيه في الله إلا وهو يرجو الله والدار الآخرة.ولهذه المحبة الصادقة لوازم ذكرها العلماء في خصلتين:

الخصلة الأولى: أمر بالمعروف، والخصلة الثانية: نهي عن المنكر، وكل إنسان مهما كان على طاعة واستقامة ومحبة فهو يحتاج إلى إخوانه؛ يحتاج إلى من يُذكره بالله إذا نسي، ويثبته على طاعة الله إذا ذكر، فمن لوازم المحبة في الله أن يعين الأخ أخاه على طاعة الله ومحبته، بل إن بعض العلماء قال: (إن الإنسان لو قال لأخيه: إني أحبك في الله، ثم رأى من أخيه تقصيراً -ولو في ذكر الله- حاسبه الله عن ذلك التقصير والسكوت عنه).

فالمحبة في الله أمر يحتاج إلى تصديق وتحقيق، فلا يكفي قول بعضنا لبعض: إني أحبك في الله، المحبة في الله شهادة على عروة وثقى من عرى الإسلام ينبغي أن تُغذى بطاعة الله ومرضاته.وقد ذكر الله عز وجل لهذه المحبة آثاراً طيبة؛ من أعظمها: أنها تعين على طاعة الله ومحبته، وأشار إلى ذلك بقوله عن نبيه موسى قال: قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا [طه:25-35]

فالأخ في الله يعينك على ذكر الله وطاعته الله.ومن ثمرات الأخوة في الله: أنها أعظم معين على البعد عن محارم الله وحدوده، ولذلك الإنسان إذا حدثته نفسه بشهوته أو حدثته نفسه بأمر بينه وبين الله أن يفعله من معاصي الله فما عليه إلا أن يجلس مع أخ في الله يرهبه من عذاب الله، ويذكره ببطشه الله عز وجل وعقوبته.( حلاوة الإيمان – من روائع الشيخ محمد مختار الشنقيطي رحمه الله) كراهة الانتكاس والخوف منه إذا وفق الله الإنسان بتحقيق هذه الخصلة الثانية من خصال حلاوة الإيمان وهي: الحب في الله، والبغض في الله جاءت الثمرة الثالثة وهي: (أن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يُلقى في النار) أن يكره الانتكاسة، ولذلك إذا دخل الإيمان إلى قلب العبد وصدق في هذا الإيمان، فإن من أبرز الدلائل على صدقه خوفه من الانتكاسة، وكلما وجدت الشاب يخاف من الانتكاسة والرجوع والحور بعد الكور، فإن ذلك دليل على إيمانه، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يخافون النفاق، وقال بعض السلف: (والله ما عرضت قولي وعملي على القرآن إلا اتهمت نفسي بالنفاق) وقال آخر: (والله ما عرضت نفسي على القرآن إلا عددتها من الراسخين في النفاق).

الخوف من الانتكاسة يشمل حالتين:الحالة الأولى: الخوف من الكفر، وهو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: (وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار) ولو قيل للإنسان: أتكفر بالله أو تلقى في النار؟ لاختار أن يلقى في النار على الكفر بالله، وهذا لأن الإيمان عمر قلبه وتغلغل في فؤاده.نسأل الله العظيم أن يبلغنا وإياكم هذه الدرجة، وأن يجعلنا وإياكم في هذه المنزلة، فإن الإنسان لا يأمن من سوء الخاتمة: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ [الأعراف:99]

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 23:01


فإذا أردت أن تعرف صدق محبة الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى خصاله وانظر إلى خلاله، وزِنها بخلال النبي صلى الله عليه وسلم وبآدابه، فإن وجدته يترسم نهجه ويقتفي أثره ويتعطش لمعرفة سنته، فوالله إنه الحبيب ونعم الحبيب، والقريب من الله ونعم القريب؛ لذلك فإن أول ما يعتني به المؤمن الصادق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم معرفة السنن والبحث عنها والحرص على العمل بها وتطبيقها، والدعوة إليها ما استطاع لذلك سبيلاً.

حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما توضأ إلا وتذكر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ولا مد كفه بالماء ولا أدارها على عضو إلا وهو كأنه يلاحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامه يتوضأ كوضوئه ويغتسل كغسله، حتى إذا دنا من صلاته وعبادته تذكر هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في قيامه.. في قراءته.. في ركوعه.. في سجوده.. في دعائه.. فأخذ يحدوه ويقتفي أثره حذو القذة بالقذة، والله إنه لتوفيق للعبد إذا أراد الله له خيري الدنيا والآخرة أن يلهمه محبة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.حتى إذا أصاب الإنسان هذه الخصلة الكريمة وهي محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، جاءت الثمرة المباركة، فصار لا يمسي ويصبح إلا وقلبه معلق بالله، يقوم لله، ويقعد لله، ويتكلم لله، يراقب الله في حركاته.. في سكونه.. في أنفاسه.. في كلماته، ويترسم كل شيء فيه محبة الله حتى إذا بلغ إلى هذا المقام الشريف وهذا المنزل المنيف وأصاب محبة الله عز وجل، وأصاب رضوان الله سبحانه وتعالى، عندها تأتي الثمرة الثانية التي هي ثمرة محبة الله عز وجل، قال بعض العلماء: (ما أحب مؤمن ربه إلا تعلق بالله في كل شيء يفعله ويقوله)

ولذلك أُثر عن القاضي الإمام الجليل الحافظ ابن دقيق العيد رحمة الله عليه: أنه قضى في قضية فراجعه رجل قضى عليه الإمام في تلك القضية، فقال له الرجل: والله ما أنصفتني، ولقد جُرت في حكمك، فقال الإمام الحافظ رحمة الله عليه: أتقول ذلك؟ فوالله الذي لا إله إلا هو ما تكلمت بكلمة منذ أربعين عاماً إلا وأعددت لها جواباً بين يدي الله عز وجل) وهذا إنما يكون من كمال المحبة لله عز وجل؛ ولذلك ذكر بعض العلماء في شرح هذا الحديث: (إن المؤمن إذا عمر قلبه بمحبة الله جاءت الثمرة الثانية وهي أن يحب حبيب الله ويعادي عدو الله، يصبح قلبه ويمسي لا يُقرب إلا من قربه الله، ولا يبعد إلا من أمره الله عز وجل بإبعاده، وهذا هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وأن يحب الرجل لا يُحبه إلا لله).المحبة في اللهالخصلة الثانية: (المحبة في الله)

أوثق عُرى الإسلام بعد الإيمان: الحب في الله والبغض في الله عز وجل.ما هي أسباب المحبة الصادقة؟ ومتى تعلم أنك تحب لله وتعادي لله؟قال بعض العلماء رحمهم الله: (لن تكون المحبة لله وفي الله إلا إذا كان السبب الباعث إليها هو الله عز وجل) يقولون: يُحب العبد لله إذا نظرت عينه من العبد ما يُرضي الله أو سمعت أذنه من العبد ما يُرضي الله؛ ولذلك إذا كان الإنسان كاملاً في إيمانه ودخل في أي مكان فرأت عينه عبداً لله في طاعة أحبه، وهو لا يعرف اسمه ولا نسبه، ولربما تكون تلك اللحظة التي رآه فيها على طاعة الله هي أول لحظة رآه فيها.من كمال الإيمان: أن يكون السبب الباعث والداعي إلى المحبة هو الله والدار الآخرة؛ ولذلك هذه العلامة من علامات الإيمان حتى قال بعض العلماء: (إذا أراد الإنسان أن يختبر كمال إيمانه فليختبره بالحب في الله والعداوة في الله)

وهذا شيء مشاهد مجرب، جرب يوماً من الأيام لو دخلت المسجد وكان القلب في نشوة من الإيمان فتلتفت يميناً فترى المصلي فتحبه، وتلتفت شمالاً فترى قارئ القرآن فتحبه، وتنظر أمامك فترى إنساناً يذكر الله فتحبه، وهذا من كمال الإيمان، وإذا كان قلبك في ضعف من الإيمان ودخلت المسجد على تلك الحالة دخلت وأنت في سهو وغفلة، ولذلك تجد أحباب الله وأولياءه يجمعهم مجلس كهذا حتى إذا انصرفوا سلم بعضهم على بعض وعانق بعضهم بعضاً؛ لأنهم يعلمون أن الذي حضر هذا المكان يريد الله والدار الآخرة، فما حضره أحد إلا أحبه مؤمن ووالاه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71]

فالله ألف بين القلوب بالإيمان.وليس هناك جامعة جمعت بين العباد أطهر وأصدق وأعظم تأثيراً من جامعة الإيمان، التي جمعت في أول الإسلام بين المهاجرين والأنصار، وجمعت في حاضر الإسلام بين عباد الله الأخيار، قلوب تجتمع على إيمانٍ بالله وطاعة لله ورسوله، فنعم القلوب ونعم ما اجتمعت عليه، الناس يجتمعون على الشهوات والملهيات، ولكن من ذاق حلاوة الإيمان يجتمع مع إخوانه على طاعة الله ومحبته، فالدليل الصادق على المحبة في الله أن يكون السبب الداعي إليها طاعة الله ومرضاته.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 23:01


الإيمان في قلبه لا سمح الله.

الخصلة الأولى: بينك وبين الله عز وجل وهي: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) والكلام في محبة الله والرسول صلوات الله وسلامه عليه ينحصر في أمرين وثالثهما هو الثمرة.أما الأمر الأول: فإن العلماء رحمهم الله يقولون: كل محبة من العبد لها سبب، وهذا السبب إما أن يكون دنيوياً محضاً، أو أخروياً محضاً أو جامعاً بين الدنيا والآخرة؛ ولكن محبة الله عز وجل جمعت هذه الثلاثة الأسباب، فمحبة الله تكون لسبب ديني محض وهو: نجاتك في الدنيا والآخرة، وتكون لسبب دنيوي محض فلا سعادة في الحياة إلا بطاعة الله.
ولست أرى السعادة جمع مالٍ
ولكن التقي هو السعيد وتكون جامعة بينهم بما ذكرنا.

أما محبة الله
فقد قال العلماء رحمهم الله:
إن الأسباب كلها تهيأت من أجلها، فلو أن إنساناً أحب والده لعظيم إحسانه وجليل يده عليه وكريم امتنانه، فكيف بالله جل وعلا الذي ما من طرفة عين إلا وأنت ترفل في نعمة منه لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى؟ إن كانت المحبة للإحسان فأين أنت من إحسان الله؟ وإن كانت المحبة للنعم فأين أنت من نعم الله؟ وإن كانت المحبة لدفع النقم فأين أنت من النقم التي دفعها الله؟تفكر وتدبر لو أنك في يوم من الأيام قد ضاقت بك السبل وتعسرت عليك الأسباب في دين أو كربة أو هم من الدنيا أو حاجة، فاحتجت إلى من يعينك ويساعدك، وإذا برجل وفي يدنو منك في تلك الساعة العصيبة فمد لك يد المساعدة، وأعطاك ما تحتاجه، لو أن عبداً فعل ذلك لأسرك بمعروفه، ولأصبحت تتحدث بذلك المعروف وتثني عليه ليلاً ونهاراً، وعشياً وإبكاراً، وتثني عليه أمام أبنائك صغاراً وكباراً، فأين نعم الله؟ وأين منن الله؟كم من كربة فرجها الله عنك، وكم من كربة في ظلمات الليل جاءك السقم والمرض وحولك الأبناء والبنات والإخوان والأخوات، فتألمت وتأوهت، ونظرت يميناً ويساراً فلم تجد معيناً سواه، ولا مجيراً عداه، ولا مغيثاً غيره جل في علاه، فقلت: رباه! رباه! فناديته بقلب لا يعرف سواه، وتعلقت به سبحانه وتعالى، وفي لحظة واحدة آتاك رحمته، وأسداك منته، ففرج عنك الكرب الذي تألمه، وأزال عنك البلاء الذي تجده، فهل ذكرت معروفه يوماً من الأيام؟ وهل أثنيت عليه أمام الأنام؟ وهل ذكرت فضله تبارك الله رب العالمين؟أحبتي في الله! ليس هناك محبة أصدق من محبة الله عز وجل، وليس هناك أحد يحب على الحقيقة كمحبة العبد لربه، ومهما أحببت شيئاً فأنت مغالٍ فيه إلا الله تبارك الله رب العالمين، فإنك مهما أحببته وأجللته، ومهما أعظمته وأكبرته، فأنت المقصر في حقه سبحانه وتعالى.محبة الله عز وجل لها أمارات ولها دلائل وعلامات بيّنها العلماء رحمهم الله، ومن أحسن من عبر عن تلك المحبة أحد العلماء رحمهم الله بقوله: (تحصل محبة الله بفعل واجباته وترك مخالفته، فإذا تهيأ للعبد ذلك كان محباً لله)

إذا اجتمعت الخصلتان في العبد -فعل فرائض الله وترك محارم الله- فهو حبيب الله عز وجل.قال بعض العلماء: (يستدل على محبة العبد لله بتوفيق الله عز وجل للعبد لطاعته) وبمقدار ما يقصر العبد في الواجبات وبمقدار ما يقع في فعل المحارم والمنكرات كلما كان ذلك نقصاناً في محبته لله عز وجل، ولذلك ما استقرت محبة الله في قلب عبد إلا وجدته أنشط ما يكون لفعل فرائض الله، وأبعد ما يكون عن حدود الله ومحارم الله عز وجل، فمن أحب الله انتظر في كل لحظة أمراً من أوامره حتى يلبي ذلك الأمر، وانتظر في كل لحظة من لحظاته نهياً من النواهي حتى يتقرب إلى الله عز وجل في ترك ذلك المنهي.

لذلك أحبتي في الله! دلائل محبة الله في هذين الأمرين، وفي تحقيق هاتين الخصلتين: فعل فرائض الله وترك محارم الله، وكلما وقف الإنسان أمام فرضٍ من فرائض الله أو أمام حدٍ من حدود الله فليعلم أنه ممتحن في محبة الله عز وجل.أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي -بعد محبة الله- أشرف مأمول وأعظم محصول، من وفقه الله لمحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد وفقه لطريق من طرق الجنة، فما أحب عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تعطش لسنته وتلهف لاتباع أثره، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه هي الطريق الوحيد إلى الجنان والفوز بالرضوان؛ ولذلك كما قال بعض العلماء: (إن الله أقفل كل السبل المفضية إليه إلا سبيلاً واحداً وهو الطريق الذي اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم) وقد أشار الله عز وجل إلى هذا المعنى في قوله: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153]

إذا أردت أن تعرف مقدار محبة العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى حرصه على السنة علماً وعملاً ودعوة وتطبيقاً؛ ولذلك قال العلماء: (أصدق الناس في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أهل السنة، العاملون بها الداعون إليها)

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 01:07


ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم لا يظلِمه ولا يخذُلُه ولا يحقِره، كل المُسلم على المسلم حرامٌ دمُه ومالُه وعِرضُه».معاشر المسلمين:من أمارات التوفيق، وعلامات السعادة: أن يكون المسلم سببًا للأُلفة وعاملاً لجمع الكلمة ووحدة الصفِّ.وإن من الخُذلان وأماراتِ الخُسران: السعيَ بالإفساد بين المسلمين، ونشرَ أسباب العداوة بينهم، يقول ربُّنا - جل وعلا -: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]، ﴿إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} . [الحجرات: 10]، ﴿ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1].ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبِرُكم بأفضل من درجَة الصيام والصدقة والصلاة؟ ».قالوا: بلى.قال:«إصلاحُ ذاتِ البَيْن».إخوة الإسلام:إن الإسلام وهو يؤكِّدُ على تحريم الأُخُوَّة الإيمانية ليُحرِّم تحريمًا تأكيدًا أن يحمِل المسلم البغضاءَ للمؤمنين والعداوةَ للمسلمين، مما يُثيرُ فتنًا لا تُحصَى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تباغَضُوا، ولا تحاسَدوا، ولا تدابَروا، ولا تقاطَعوا»، وقال - صلى الله عليه وسلم -:«تُفتَحُ أبوابُ الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَرُ لكل عبدٍ لا يُشرِك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شَحناء، فيُقال: أنظِروا هذين حتى يصطلِحَا».فينبغي على كل مسلم أن يحرِص على سلامة قلبِه من الغلِّ لإخوانه المسلمين، مهما اختلفَ معهم في وجهات النَّظر.يجبُ عليه أن يُحبَّ لهم كل خيرٍ وصلاحٍِ ونفعٍ، فنبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أحبَّ أن يُزحزحَ عن النار ويُدخَل الجنة فلتأتِه منيَّتُه وهويؤمنُ بالله واليوم الآخر، وليأْتِ إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه».[بارك الله لنا ولكم فيما سمعنا، أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ،فاستغفِروه،إنه هو الغفور الرحيم].
🌻الخطبة الثانية🌻
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رِضوانه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه. [أما بعد] : فيا أيا أيها المسلمون:إن فريضةَ الحجِّ فريضةٌ تبرُزُ فيها مقاصِدُ الشريعة في تحقيق الأُخُوَّة بين المسلمين، وإشاعة المودَّة بين المؤمنين، فانتهِزوا - أيها الحُجَّاج -، انتهِزوا - أيها المسلمون - هذه الفريضةَ العظيمة لتحقيق الإخاء بينكم.فعلى الحاجِّ أن يُظهِر في هذه الفريضَة الحرصَ على التخلُّقِ بكل خُلُقٍ كريمٍ ومسلَكٍ قويمٍ، عن جابرٍ عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أفضلُ الإيمان عند الله - عز وجل -: إيمانٌ بالله، وجهادٌ في سبيل الله، وحجٌّ مبرورٌ»، فسُئِل عن الحجِّ المبرُور. فقال: «إطعامُ الطعام، وطِيبُ الكلام»؛ رواه أحمد، وهو حديثٌ حسنٌ عند العلماء.وفي خُطبة حجَّة الوداع ذكَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - المُسلمين بمقاصِدعُظمَى وغاياتٍ كُبرى، من أهمِّها: العنايةُ بتحقيق الأُخُوَّة بين المسلمين، «إن أموالَكم وأنفسَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا».فالأذيَّةُبالمسلم والضَّجَرُ بالمؤمن أمرٌ كبيرٌ عند الله - جل وعلا -، ومما يُضادُّ مقاصِد هذه الفريضة العظيمة. وردَ في حديثِ أنسٍ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ وإن صامَ وصلَّى وحجَّ واعتمرَ وقال: إني مُسلم؛ إذا حدَّث كذب، وإذا وعدَ أخلَف، وإذا اؤتُمِن خان»؛ رواه أبو يعلى، وحسَّنه جمعٌ من المُحقِّقين.ثم إن الله - جل وعلا - أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وأنعِم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابِه إلى يوم الدين. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان.اللهم قِهِم شرورَ أنفسهم، وسيِّئات أعمالهم، اللهم قِهِم مُخطَّطات أعدائِهم،اللهم قِهِم مُخطَّطات أعدائِهم.اللهم حقِّق الأُخُوَّة بين المسلمين،اللهم اجعَلهم إخوةً مُتحابِّين، وعلى الخير مُتعاوِنين.اللهم اغفر لنا وللمسلمين، اللهم اغفر لنا ولجميع المؤمنين، اللهم اغفر لنا ولجميع المؤمنين، الأحياء منهم والميتين.اللهم ارحم المسلمين في كل مكان، اللهم ارحمهم رحمةً تُصلِح بها أحوالهم، اللهم ارحمهم رحمةً تُصلِح بها أحوالهم، اللهم أنزِل عليهم رحمةًمن عندك تُصلِح أحوالهم، وتحفظ أنفسَهم وأموالهم وأعراضَهم، وتكبِتُ بها عدوَّهم يا ذا الجلال والإكرام.اللهم ولِّ علينا خيارَنا، اللهم ولِّ علينا خيارَنا، اللهم ولِّ علينا خيارَنا.اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً.وقنا عذاب النار.عباد الله:اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً، وآخرُ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 01:07


دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. واقم الصلاة…

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 01:07


🕌.لماذا التباغض ونحن مسلمون .🕌

🌻الخطبة الأولى🌻

الحمد لله وليِّ المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ الأمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.أما بعد، فيا أيها المُسلمون:أُوصيكم ونفسي بخير وصيَّة، ألا وهي: تقوى الله - جل وعلا -؛ فهي خيرُ زادٍ ليوم المعاد.
إخوة الإسلام:من أُصول الإيمان وقواعِد الإسلام: تحقيقُ الأُخُوَّة الإيمانيَّة بين المُسلمين، ونشر المودَّة في مُجتمعات المؤمنين، قال - جل وعلا -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخُو المسلم».
معاشر المسلمين:وإن هذا الأصل العظيم والمبدأَ المتين يقتَضِي حقوقًا وواجبات، ويتطلَّبُ مسؤوليَّات والتِزامات، يقول ربُّنا - جل وعلا -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71].
إنها أُخُوَّةٌ تقتَضِي أن يسيرَ المسلم في حياتِه تجاهَ المسلمين بكل مسلَكٍ كريمٍ وفعلٍ قويمٍ، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه».إنها الأُخُوَّة التي تحمِلُ الصدقَ من القلبِ في جلبِ المصالِح والمنافِع إلى المُسلمين، ودرءِ الشُّرور والأذى عن المُؤمنين، قال - جل وعلا -: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «المسلمُ من سلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه».إخوة الإيمان:إن الأُخُوَّة الإيمانية أصلٌ كبيرٌ في الإسلام، يُزاوِلُه المسلمُ في علاقته بإخوانه المُسلمين ومُجتمعه المُسلم مُزاولَةً عباديَّة، ويُمارِسُها كشعيرةٍ من شعائِر الإيمان، يقومُ بها المسلم كفريضةٍ عظيمةٍ لا يدفعُه غرضٌ نفعيٌّ ولا مصلحةٌ ذاتيَّةٌ.وبهذا يصيرُ المُجتمع المسلم كما أرادَه الشرعُ العظيم كالبُنيان الواحِد يشدُّ بعضُه بعضًا، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ للمُؤمن البُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا» وشبَّك بين أصابعه.إنها أُخُوَّةٌ تتطلَّبُ التضحيَةَ والفِداء، والتعاطُفَ والتراحُم، واللُّطفَ والرِّفقَ، وغيرها من المعاني والمسالِك الكريمة التي دعا إليها المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - في قولِه: «مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَلِ الجسَد الواحِد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهَر والحُمَّى».معاشر المسلمين:ومن مُنطلقات هذه الثوابت الإيمانية والأصول الإسلامية فإن أمة الإسلام مُطالبَةٌ أن تُحافِظَ على وحدتها الإسلامية، وصفِّها الإيمانيِّ، وأن تحذَر من مكر الأعداء ومُخطَّطاتهم في تفريق الصُّفُوف، وتمزيق وحدة المسلمين، وبثِّ وسائل العداوة بينهم، ونشر عناصِر البَغضاء في مُجتمعاتهم، ﴿ وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾ [آل عمران: 118].
إن ما تُعانيه أمة المسلمين اليوم من تفرُّق المُجتمع الواحد، وانتِشار ثقافَة العداوَة والبَغضاء في مُجتمعٍ واحدٍ حتى آلَ الأمرُ إلى حملِ بعضِهم السلاحَ على بعضٍ لأمرٌ جليلٌ لايُرضِي ربَّ العالمين، ولا يستقيمُ مع أحكام الدِّين، ولا يتَّفقُ مع وصايا سيِّدالخلقِ - عليه أفضل الصلاة والتسليم -. يقول - صلى الله عليه وسلم -: «من حملَ علينا السلاح فليس منَّا»،ويقول في حديثٍ آخر: «لا يُشيرُ أحدُكم على أخيه بالسِّلاح؛ فإنه لا يدرِي لعلَّ الشيطان ينزَعُ في يدِه فيقَع في حُفرةٍ من النار».أمة الإسلام:احذَروا من أسباب التفرُّق، تجنَّبوا عوامِل الفتن، احذَروا من أفعالٍ تُؤدِّي إلى مفاسِد لا تُحصَى، وشرورٍ لا تتناهَى من سفكِ الدماء، وهَتك الأعراض، وإفساد المُقدَّرات، وخَلخَلة الصفِّ، وزوال هيبَة مُجتمع المُسلمين، والأعداءُ يتفرَّجون فرِحين مُستبشِرين.فذلكم ما يقعُ في الأمة، ذلك هو بُغيةُ الأعداء وهدفُهم ومقصدُهم وغرضُهم، ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47].إخوة الإسلام:من أعظم أسباب الفتن التي يجبُ الحذرُ منها والبُعد عنها: السعيُ بالتكفير لعامة المُسلمين بدون بُرهانٍ ربَّانيٍّ ولا سُلطانٍ نبويٍّ، غنما من جرَّاء عاطفةٍ دينيَّةٍ لا تحمِلُ دليلاً شرعيًّا، ولا بُرهانًا ربَّانيًّا.فما حلَّت النَّكبَات ولا وقعَت المثُلات في المسلمين عبر التاريخ إلا بمثلِ تلك المسالِك الهَوجاء، والمناهِج العَوجاء.يقول - صلى الله عليه وسلم - مُخاطِبًا بخطابٍ صريحٍ يفهمُه كلُّ أحدٍ: «من صلَّى صلاتَنا، واستقبلَ قبلتَنا، وأكلَ ذبيحَتنا فذلك المسلم الذي له ذمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله»؛ والحديثُ في "صحيح البخاري".

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:56


موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420 pinned «روابط مجموعات زاد الخطيب الدعوي فيسبوك https://www.facebook.com/abduh714998420gmailcom/ تلجرام https://t.me/abdu714998420 واتساب https://chat.whatsapp.com/JDObWftZBm93VzX8Xy7vMB قناة زاد الخطيب واتساب https://whatsapp.com/channel/0029VaFzslGLo4hjqrLdb21B»

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:54


روابط مجموعات زاد الخطيب الدعوي
فيسبوك
https://www.facebook.com/abduh714998420gmailcom/
تلجرام
https://t.me/abdu714998420
واتساب
https://chat.whatsapp.com/JDObWftZBm93VzX8Xy7vMB
قناة زاد الخطيب واتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaFzslGLo4hjqrLdb21B

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:44


• ومن صور نصرة إخواننا في غزة؛ النصرة السياسية؛ بالتواصل مع السياسيين والمسؤولين للتعبير عن دعمنا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ودعوة الحكام والقادة وأهل الحل والعقد إلى إدانة الظلم وملاحقة الظالمين وسن القوانين الصارمة لرعاية الحقوق، وتسخير جميع أجهزة الدولة في تحقيق ذلك.

• ومنها النصرة بالدعاء، وهي من أهم أنواع النصرة وأنفعها للمنصور، وأفتكها بالمنصور عليه، وقد لجأ -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الوسيلة الناجعة لنصرة المظلومين. فلننصرهم بالدعاء الخالص والاستغاثة الصادقة؛ فالدعاء سلاح عظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-:
«لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء..». [الترمذي (2139) وحسنه الألباني].

فلا نستخف بهذا السلاح العظيم، ولنصلح أحوالنا مع ربنا بإيماننا الذي يزيد بطاعة الله وترك الذنوب. ولنعلم أن إخواننا قد يهزمون بذنب أحدنا وقد ينصرهم بتوبته؛ فلنعمل صالحا حتى يزداد إيماننا وننال نصر الله؛ قال تعالى:
﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ [غافر:51].

ولنتب إلى الله جميعا؛ لعلنا نفلح ويستجاب دعائنا، ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا؛ قال تعالى:
{.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : 31]
بارك الله لنا في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين!


الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبعد

• فاتقوا الله واعلموا أن حملات مقاطعة سلع العدو هي أيضا صورة من صور نصرة إخواننا في غزة؛ فإنها مؤثرة جدًا في اقتصاد العدو وأنصاره، فلا نشتر منهم منتجًا؛ فبأموالنا يقتلون إخواننا في غزة وفلسطين.
فلنقاطع الماركات والشركات العالمية التي يذهب ريعها دعما للعدو وجيشه!
وأيضا بالاستغناء عن التعامل بالدولار الامريكي؛ فأمريكا هي أكبر داعم ومساند للعدو الصهيوني ماليا وحربيا...

• ولنعلم أن الحرب الإلكترونية هي صورة مهمة من صور نصرة العدو؛ فيمكن بعض شباب المسلمين من مختلف الأماكن تشكيل ما يسمى بـ (الفيالق السيبرانية)؛ لمحاربة العدو؛ باستخدام التقنيات الهجومية السيبرانية واختراق أنظمة العدو والتسلل إلى شبكاتهم وأجهزتهم للحصول على معلومات سرية وإمداد إخوتهم بها، أو تعطيل خدماتهم؛ كاختراق وتعطيل نظام القبة الحديدية -مثلا- أو غيرها من الأنظمة الخطيرة. وهذه أمور لم تعد أسرارا؛ بل سهلة ومتاحة، وهي تجمع لشبابنا بين المتعة والإبداع والجهاد...

• وإذا عصفنا أذهاننا فستتفتق بكثير من الأفكار، التي قد تسهم في نصرة إخواننا وتوهين عدوهم وعدونا، فلا نبخل بأي فكرة مفيدة، ورب فكرة مفيدة وجديدة فيها عوامل مباغتة للعدو وربما هزيمته! فمن توصل إلى أي فكرة أو عنده علم أو خبرة مما ينتفع به حربيا؛ فلا يبخل به! وليحاول التواصل مع إخوانه بغزة وليمدهم به، فـ "الدال على الخير كفاعله".

• وإن عجزنا عن كل ذلك؛ فلا نعجز عن نصرتهم بالنية الصادقة والمحبة في الله؛ فإن من نوى شيئا بصدق؛ بلغه الله إياه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه» [صحيح مسلم].
وقال:
«إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» [البخاري].

ومن أحب قوما؛ حشر معهم؛ عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها». قال لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: "فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنت مع من أحببت". قال أنس: "فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم؛ بحبي إياهم؛ وإن لم أعمل بمثل أعمالهم". [البخاري (3485)].

ونحن نرجو أن نحب من أحبهم؛ وأن نحب صالح المؤمنين ونحب المنصورين المرابطين في بيت المقدس وأكنافه، ونرجو أن نحشر معهم؛ فهم قوم لا يستهان بهم في الإسلام! فإنهم الطائفة المنصورة من الفرقة الناجية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
قال صلى الله عليه وسلم:
«لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأوى حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله أين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».

فأخلصوا في كل ذلك النية لله وابتغوا وجهه، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

اللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
وارزقنا محبته، واتباعه ظاهراً وباطنا، وتقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.

اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وأمدهم بقوة وجند من جندك!

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:44


• النصرة العسكرية، وتكون بقتال الظالمين المعتدين، أو إعانة المعتدى عليهم ومدهم بما يدفعون به الظلم، قال تعالى:
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾ [النساء 75].

وهذا اليوم شبه متعذر بسبب حكامنا الخائفين أن تصيبهم دائرة، الذين ستمنع جيوشهم من أراد فعل ذلك.
كما أنه وإن تمكن أحدنا من الذهاب إلى غزة؛ فقد يكون عبئا عليهم؛ في طعامه وشرابه وتأمين سلامته وتدريبه؛ حتى يصل إلى مستواهم وأسلوبهم القتالي الذي يجابهون به العدو؛ فالقوم لا يحتاجون العدد؛ وإنما النوعية المدربة التي تجيد أسلوبهم وتجاري مستواهم في القتال، فمن منا أعد نفسه لمثل هذا؟
كما أن القوم ليسوا بحاجة إلى الرجال والعدد وإنما إلى المال والمدد.

• نستطيع دعمهم ماديا من خلال القنوات المتاحة، شريطة أن تكون موثوقة، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات.. وهذه صورة ثانية من صور نصرهم.

واعلموا أن الجهاد بالمال من أعظم أشكال النصرة! وقد قدمه الله على الجهاد بالنفس في معظم آيات الجهاد بالمال والنفس. ومن جهز أو خلف غازيا فقد غزى؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«من جهز غازيا فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا». [مسلم 1895].

ومصارف الزكاة الثمانية تنطبق على أهل غزة، ويجوز تعجيلها لهم. وتوجيه الزكاة لغزة وفلسطين في ظل معركة طوفان الأقصى هو جهاد بالمال ومن أوجب الواجبات.
وفي ذلك قضاء لحاجاتهم وتفريج لكرباتهم وعون لهم، والجزاء من جنس العمل؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ». [متفق عليه].
وقال -صلى الله عليه وسلم-:
«وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ». [مسلم].

• ونستطيع نصرتهم من خلال الجبهة الإعلامية، التي لا يستهان بها أبدا؛ بالتوعية، باللسان والقلم والريشة؛ كل بما تيسر له وبما يحسن؛ وبما فتح الله عليه من مواهب وقدرات؛ فالكلمة والموقف لا تقل أهمية عن نصرة السلاح، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-:
«اهجو قريشا، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل» [مسلم].

- ننصرهم إعلاميا بدعمهم نفسيا ومعنويا؛ بتثبيتهم بكل الوسائل الإعلامية المتاحة.

- وبكشف مؤامرات الخيانة لتتضح الحقيقة للناس.

- وبكشف الحقد الصهيوني ودعاويه الباطلة، لدى الرأي العام العالمي.

- وبتوهين العدو وأنصاره، وحبذا استخدام العبرية مثلما هم يستخدمون العربية في توهين بعضنا وبث الاشاعات المخذلة والمثبطة؛ فكم هناك من يهود بأسماء عربية وبمسميات إسلامية ويجيدون العربية ولهجاتها؛ ينشرون بيننا الشقاق والخلاف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدام هذه الوسائل قد لعب دورًا هامًا في كشف الحقائق، وساهم في توثيق الأحداث وكشف الحقائق وفضح العدو وأنصاره من الكفار والمنافقين. كما أن التواصل مع الشخصيات العامة والمشهورة والمؤثرة وطلب دعمهم وتضامنهم مع قضية غزة قد أثر كثيرا! فكثير منهم غير مواقفه، وكثير من الشعوب الغربية خرجت متظاهرة لصالح فلسطين!
وتغير مواقف الناس تجاه اليهود سلبا يعني تقطيع حبال الناس التي يعتمد عليها اليهود؛ وقد قال تعالى فيهم:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ..} [آل عمران: 112].

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بمهاجمة المنافقين والمخذلين وأصحاب الفتاوى المأجورة المتماشية مع أخلاق وتدليس وتلبيس وكيد اليهود، الذي هو دأبهم، واليوم ينشرونه من خلال (الجامعة الإسلامية بتل أبيب) التابعة للموساد، التي يدرس فيها اليهود اللغة العربية والثقافة والتاريخ الإسلاميين وعلوم الشريعة الإسلامية؛ لتخريج يهود يفتون للمسلمين فتاوى تتماشى مع أجندتهم، ونحن لا نعلم، وربما بعض خريجي هذه الجامعة صاروا أئمة وخطباء وقادات جماعات ومفتين في ظل غفلتنا وسذاجة بعضنا(؟!).

- ونستطيع نصرتهم إعلاميا بتجريم التعاون مع العدو الصهيوني، وتخوين كل من طبع معه أو نصره أو نسق معه ضد المؤمنين والمجاهدين، وقد حذر تعالى من ذلك؛ فقال:
{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) }[النساء].
ومن مسلمات الإيمان الصحيح وأول ثمراته أنه يمنع موالاة الكافرين على حساب المسلمين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:44


اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وقو عزائمهم ووحد صفوفهم واجمع على الحق كلمتهم وسدد سهامهم وآراءهم!

اللهم إنهم حفاة فاحملهم وجياع فأطعمهم وعراة فاكسهم وضعاف فقوهم!

اللهم اجعل الدائرة على أعدائهم اليهود الغاصبين المفسدين ومن شايعهم، وفرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم شديد وخالف يبن قلوبهم وانزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬى ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين!

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:44


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*كيف ننصر إخواننا في غزة؟*

*عناصر الخطبة:*
• الأمر بالوحدة والاتحاد والنصرة
• التحذير من خذلان المسلمين وعواقبه
• صور لنصرة إخواننا في غزة منها:
- النصرة العسكرية
- النصرة بالمال والمدد
- النصرة الإعلامية
- النصرة السياسية
- النصرة بالدعاء
- النصرة بحملات المقاطعة
- النصرة بالحرب الإلكترونية
- النصرة بالأفكار والخبرات
- النصره بالنية والحب

الخطبة الأولى:
الحمد لله المعبود وحده؛ الذي بفضله جعلنا أمة واحدة؛ فقال:
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء (92).
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ فرض على المؤمنين موالاة بعضهم فقال:
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة 71].
ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله القائل:
«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [متفق عليه].
والقائل:
«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ لله سِوَاهُمْ» [مسند احمد].
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا!

عباد الله أوصيكم بتقوى الله والصبر والمصابرة والمرابطة! فاتقوه -عز وجل- القائل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]
وبعد

• فإن الإسلام قد أمر بالوحدة والاتحاد والترابط بين المسلمين، وأوجب نصرة المسلمين؛
قَال -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». فَقَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»،
وعَنِ الْبَرَاءِ – رضي الله عنه – قَالَ: "أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، -وذكر مما أمر بهن:- وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ..". [متفق عليه].

• وحذر الإسلام من السلبية، والتخاذل والتقاعس في نصرة المسلم أخيه المسلم؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ». [متفق عليه].

• ولنعلم أن خذلان المسلم أخيه عواقبه وخيمة ونتائجه أليمه؛ فهو:

- سبب للخذلان جزاء وفاقا؛ جزاء من جنس العمل؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-:
«مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [مسند أحمد وسنن أبي داود]

- وخذلان المسلم أخيه سبب للفتنة والفساد الكبير! قال تعالى:
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]. أي إن لم توالوا بعضكم بعضا كما يوالي الكفار بعضهم بعضا فستكون فتنة في الأرض وفساد كبير! والنصرة من لوازم الولاء وأهم أركانه.

- وخذلان المسلم أخيه سبب لعذاب القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال :علام جلدتموني؟ قالوا :إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره». [ابن حبان بإسناد صحيحٍ].

- وخذلان المسلم سبب لللعن؛ قال صلى الله عليه وسلم:
«لا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُقتلُ فيه رجلٌ ظلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على كلِّ من حضر حين لم يدفعوا عنه ولا يقِفنَّ أحدُكم موقفًا يُضربُ فيه رجلٌ ظُلمًا فإنَّ اللَّعنةَ تنزِلُ على من حضره حين لم يدفعوا عنه» [رواه الطبراني].

• وقد تعرض إخواننا في غزة لاعتداءات غاشمة، فصارت نصرتهم واجبة على كل مسلم. ونصرتنا لهم هي دفاع عن ديننا، وأرضنا، ومقدساتنا، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين ودفاع عن المظلومين؛ قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72].
وللنصرة صور متعددة وأنواع مختلفة، منها:

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


وكثيراً ما يكون موت الفجأة في حق الظالمين في حق من عظم ظلمه،، في حق من عظم ظلمه وعظم بغيه فما أكثر ما يعجل الله بأخذ هؤلاء وهم على غرة وهم على غفلة وهم على لهو وسدور وشرود عن التوبة والعبادة.
ولهذا ذكر الحافظ الذهبي في كتابه السير سير أعلام النبلاء أن ولد المنتصر بالله الخليفة العباسي جاءه الموت فقال عوجلت أي بالموت فقيل له عاجلت أباك فعاجلك الله كان يتوقع أنه قتل أباه فعجّل الله بأخذه وإزالته من بين ملكه ومن بين لذاته وشهواته وهو في أمنه واستقراره فعجّل الله بأخذه وهكذا أمر الظالمين إلى أحوال مردية أمر من يظلم العباد ولو ظلم واحداً من الخلق فكيف بمن يظلم كثيراً من الناس فحذاري حذار من الغفلة عن عواقب الذنوب والمعاصي عياذاً بالله فهي أخطار وأضرار بالغة لها عواقب وخيمة ولها نهايات مشؤمة ولها غايات مذمومة إحذرواْ عباد الله من الغفلة فموت الفجأة كثيراً ما يصيب الغافلين والسادرين واللاهين والمقبلين على شهوات الدنيا وملذاتها قطعواْ ما بينهم وبين الله من الصدق والإخلاص والزهد والورع والخشية والمراقبة فيأخذهم الله لما أساءواْ لما أساءواْ في حقه وفي حق عباده.
ومن شؤم موت الفجأة في حق من لم يكن تائباً إلى الله ما ذكره سيد الأولين والآخرين وهو من الفقه العظيم الذي ينبغي أن تسمعوه.
أخرج الإمام الطبراني في الأوسط وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « من أحسن فيما بقي أي من عمره من أحسن فيما بقي أي من عمره غفر له ما مضى أي من عمره غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أي من عمره أخذ بما مضى وبما بقي أخذ أي بالذنوب الماضية والذنوب اللاحقة والذنوب المتأخرة جمعت عليه كلها » هذا من آثار من مات موت فجأة وليس تائباً إلى الله ولم يحقق الصلة بينه وبين خالقه ورازقه.
يا معشر المسلمين " الأمر في غاية الخطر ما أكثر من تسمعون ومن ترون ومن تعلمون من يموتون فجأة من أبنائنا ومن رجالنا ومن نسائنا.
ياعباد الله،، ياعباد الله ألآ نخشى على أنفسنا؟ ألآ نخشى على بعضنا بعضاً من أن نعاقب بهذه العقوبة انظرواْ كم الذين يموتون في الحوادث المرورية بالسيارات وغيرها ما أكثر من يموت، من يموت وهو مقبل على دنياه على هذه الحال، على هذه الحال عياذاً بالله خرج من بيته وهو ضان أنه راجع وضان أنه سيعيش وضان أنه باق في الحياة فجاءه الموت في لحظة وأنتهى فما وصل أهله إلا الخبر أن فلاناً قد مات وهكذا الذين يموتون عن طريق التردي من الأماكن الشاهقة ما أكثر الذين من رأس الجبل مع سيارته ومع من معه في السيارة.
يا عباد الله " أمور عصيبة في حق من لم يكن مصلحاً لما بينه وبين الله عز وجل وهكذا من يموتون بالحرق من يموتون بالغرق من يموتون بالخنق إلى غير ذالك وهم على غير عبادة مقبولة عند الله وصلاح فيما بينه وبين الله هؤلاء ممن يموتون فجأة ويخشى عليهم مما سمعتم وهذا يصاب بنوبة قلبيه وهذا يصاب بذبحة صدريه وهذا،، وهذا من أنواع أسباب الموت فجأة.
عباد الله " عباد الله " المسألة كبيرة، المسألة عظيمة تحتاج منا إلى يقظة وإلى حذر وإلى حذر على أنفسنا، وإلى حذر على أنفسنا، وأن نجاهد أنفسنا فيما يرضي ربنا.

.أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد " وصانا الله بوصية تسمعونها في أكثر الخطب وفي بعض المحاضرات ولكن قل من يتنبه على نفسه ويتفقه في معناها ويأنتبه على نفسه ويحذر من الأخطار والأضرار قال الله *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾* أي لا تموتواْ على هذه الحالة أنكم قد اتقيتم الله حق تقاته فإن متم على هذه الحالة وأنتم على هذه الحالة فقد متم على حالة مرضية لله مقبولة عند الله تبيض الوجه ولا تسوده يوم لقاء الله وتقرب العبد من مغفرة الله ورحمته ولا تباعده وتبوءه المنازل العالية في الآخرة عند رب العالمين جل شأنه هذه الآية تتلى علينا كما سمعتم *﴿ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾* أي كونواْ على تقوى الله في السفر والحضر وفي الأمن والخوف وفي العافية والمرض، كونواْ على تقوى الله بحيث إذا جاءكم الموت أنتم على تقوى الله.. على تقوى الله عز وجل فلا دواء.. لا دواء من شقاء موت الفجأة على غضب وسخط من الله إلا أن نتوب إليه قبل أن ننتقل إليه وأن نصلح ما بيننا وبينه قبل أن نرحل إليه وأن نرضيه قبل أن نخرج من هذه الحياة انظر أين أنت من هذا؟.. انظر أين أنت من هذا؟.. قال الله *﴿ وَٱتَّبِعُوٓا۟ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾*

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


قد جاء من حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث غيرهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « إذا أراد الله بعبده خيراً غسله وفي لفظ عسله وفي لفظ استعمله وفي لفظ طهره وكل هذه الألفاظ صحيحة في معنى الحديث قالواْ يا رسول الله وما غسله وما استعمله قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه » هذا يفعله الله في حق عباد علم فيهم الخير.. في حق عباد علم في قلوبهم الخير.. علم في قلوبهم حبه وتعظيمه والثقة به والتوكل عليه، علم في قلوبهم خشيته ومراقبته فيزيدهم الله إصطفاء واجتباً وتوفيقاً وهدايةً ونصراً وتأييداً وحفظاً لدينهم ولصلاحهم حتى إذا ماتواْ ماتواْ وهم قد استعدواْ للقائه.. قد استعدواْ للقاء الله وبذلواْ قصارى جهدهم في الحصول على ذالك والوصول على ذالك فانظر ماذا تصنع.. انظر ماذا تصنع في هذه الحياة، ها أنتم ترون ترون الموت يأخذنا واحداً بعد واحد.. يأخذنا واحداً بعد واحد ونعوذ بالله من الغفلة فبعض المسلمين كأنه ما سيموت.. كأنه ما سيموت كأن عنده عهد من الله عز وجل بأنه لن يموت بأنه باقي على وجه الأرض.
يا عبدالله احذر الغفلة لا تنتظر ساعة الندامات، وساعة الحسرات وساعة الخسارات وساعة العذاب والهلاك والتلف قال الله بعد أن قال *﴿ وَٱتَّبِعُوٓا۟ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ ﴾* أي ممن جاءها العذاب بغتة ومنه الموت *﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ ﴾* يالها من حسرات، يالها من أحوال من يرضاها لنفسه، ومن يرضاها لأولاده، من يرضاها لبناته، من يرضاها لنسائه وجيرانه وإخوانه إن كنا صادقين في الرحمة ببعضنا بعضاً فلنرحم بعضنا بعضاً من غضب الله وسخط الله الذي يكون بسبب المعاصي والآثام والذنوب فلنسعى في التناصح ولنسعى في التعاون ولنتداعى جميعاً إلى التوبة إلى الله وإلى الرجوع إلى الله وإلى التخلص من الآثام وإلى رد المظالم إلى أهلها رد المظالم إلى أهلها اطلب المسامحه من أهل المظالم الذين ظلمتهم انظر لك مخرجاً يا عبدالله قبل أن تنغلق عليك الأبواب، قبل أن تسد عليك الأبواب قبل أن يفوتك الأوان، قبل أن تزل قدمك، قبل أن تنقطع حجتك، قبل أن يقطع لسانك احذر الغفلة.. احذر الغفلة والبقاء على الغفلة.
اسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يميتنا على الإسلام والإيمان وعلى اتباع سنة سيد الأنام.
اسأل الله.. اسأل الله.. اسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يميتنا على الإسلام وعلى الإيمان وعلى اتباع سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.
اللهم خذ بأيدينا إلى طاعتك.
اللهم خذ بأيدينا إلى طاعتك.
اللهم جنبنا معصيتك.
اللهم أعنا على التوبة إليك.
اللهم خذ بقلوبنا إلى مرضاتك وطاعتك.
اللهم سهل لنا طاعتك وجنبنا معصيتك.
اللهم اجعلنا أبراراً أخياراً تائبين منيبين مقبلين على شكرك وذكرك وحسن عبادتك.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


فجأة وهو على غير إستعداد للقاء الله عز وجل فإنه يكون قد وقع في أمر جلل من الخطر العظيم عياذاً بالله.
الله عز وجل ختم له بخاتمة سوء مات على خاتمة سوء وهذه الخاتمة يخافها كل مسلم وكل مسلمة يخافون أن يموتواْ على خاتمة سوء وأن يختم لهم بسوء وأن يخرجواْ من هذه الحياة إلى الحياة الأخروية وهم يحملون الويل والثبور يحملون الحسرات والندامات يحملون تقطع الأفئدة من خوف لقاء الله عز وجل فلهذا قال الأشبيلي رحمه الله قال إن سوء الخاتمة لا يكون على من استقام ظاهره وصلح باطنه قط قال ولم يعلم بهذا قط قال وإنما يكون سوء الخاتمة في حق من فسد معتقده أو أصر على كبائر من الذنوب أو ارتكب عظائم من الآثام أو كان مستقيماً ثم تغير حاله وصار على غير الطريق الشرعي وسلك المسالك التي تخالف شرع الله قال هؤلاء يموتون على خاتمة سوء.

وذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله وهو يشرح حديث إسمعوه إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم » قال الحافظ ابن رجب رحمه الله هذا المؤمن الذي يعمل بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار قال هو بسبب دسيسة
باطنة أي خفية إما في معتقده وإما في عمله هكذا أن هذا الذي يكون في ظاهر الأمر أنه من أهل الجنة على ما يبدو للناس وقد أخفى ما يغضب الله ويسخطه عليه من الذنوب.
بل جاء عند ابن ماجة وغيره من حديث ثوبان أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « قال لأعلمنّ أناس من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فتذهب هباءً منثوراً أي يبطلها الله عز وجل فقالواْ يا رسول الله أكانواْ مسلمين هؤلاء الذين أحبط الله أعمالهم أكانواْ مسلمين قال كانواْ يصلون كما تصلون ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم كانواْ إذا خلواْ بمحارم الله انتهكوها » فهنالك من الناس من يبارز الله بالمعاصي في الخلوات كأنه ما أيقن بلقائه ولا بالوقوف بين يديه ولا بالعرض عليه ولا بطلاعه عليه نعوذ بالله من غضب الله ومن سخط الله.
سأل بعض العلماء ماهو أشد شيء على العبد قال أن يدنواْ أجله ويسوء عمله فهنالك من المسلمين كلما شبّواْ وكلما اقتربواْ من نهاية أعمارهم زادواْ إصراراً وقدماً في المعاصي والآثام عياذاً بالله هذا الصنف الذي يصر على الآثام هو ممن يخشى عليه أن يموت بغتة وأن يأخذه الله منتقماً منه وقد خذله ومكر به كما يمكر هو بدين الله وبعباد الله وبأولياء الله وكما يتعاطى من الآثام والأوزار ما يتعاطى.
فيا عباد الله هذه من شؤم موت الفجأة في حق من لم يكن تائباً إلى الله أنه يختم له بخاتمة سيئة يالها من خاتمة ما أشأمها.
كذالك أيضاً من مات موت فجأة وليس مصلحاً مابينه وبين خالقه وبارئه فإنه يكون قد حرم من التوبة إلى الله والرجوع إلى الله والإصلاح لما بينه وبين الله بقي معرضاً بقي جاحداً بقي معانداً مغيراً مبدلاً متلاعباً متكاسلاً عن العبادات والطاعات بقي على هذا الخذلان، على هذا الخذلان حرم من التوبة إلى الله، والتوبة إلى الله فتح الله الأعظم على من يشاء من العباد أن يفتح الله عليهم بالتوبة إليه فهذا الصنف حرم من التوبة إلى الله بقي قلبه غافلاً عن ذكر الله ولسانه وجوارحه معطلة من طاعة الله يسعى فيما يهلكه ويحسن ما يضر به وما يلحق به من غضب الله وسخطه عياذاً بالله فهذا من شؤم موت الفجأة في حق غير التائبين أن الله حال بينهم وقطعهم عن التوبة إليه لما يعلمه فيهم من الشرور ولما يعلمه في قلوبهم من الأمراض إما أمراض النفاق وإما أمراض حب المنكرات وحب المحرمات وحب الفجور وحب الظلم إلى غير ذالك مما يطلع الله عليه مما في قلب هؤلاء.

فيا عباد الله " فلينظر العبد مافي قلبه ويسعى في إصلاح قلبه قبل أن يحال بينه وبين التوبة وقبل أن يأخذ من هذه الحياة يقهره الله قهراً ويأخذه على هذه الحال التي بعدها الويلات وبعدها العظائم من العقوبات على حسب الذنوب والسيئات عياذاً بالله.
كذالك أيضاً من مات موت فجأة ولم يكن مستعداً بالتوبة
إلى الله وللقائه فإنه قد يحال بينه وبين التحلل من المظالم التي بينه وبين العباد والتي آذى بها العباد.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بئس الزاد ظلم العباد ليوم المعاد، أن يلقى الله العبد بحقوق الخلق يلقى ربه وهو مكبلٌ بحقوق العباد.
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: « أتدرون من المفلس من أمتي قالواْ يا رسول الله المفلس فينا من لا دينار له ولا متاع قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة وزكاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيُأخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم ألقي به في النار » انظرواْ إلى هذه الحال السيئة يوم لقاء الله على من مات ولم يتحلل من مظالم العباد وواصل في ظلمهم حتى أخذه الله حتى انتقم الله منه

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


🎤

*خطبة مكتوب بعنوان:*


*موت الفجأة أخذة أسف*

لشيخنا العلامة / محمد بن عبدالله الإمام

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة..

أما بعد معاشر المؤمنين " لقد أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بنبأ عظيم وخطر جسيم وأمر مقلق ومزعج ينبغي أن نسمعه وأن نفقه هذا الحديث فقد أخرج الإمام أبو داوود في سننه وغيره من حديث عبيد ابن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: « موت الفجأة أخذة أسف » هذا الموت كلنا نخشى أن نكون معرضين له وما أكثر الذين يموتون موت الفجأة، وموت الفجأة المراد بالفجأة البغتة وهو الموت الذي لم يسبقه مرض ولم تسبقه علامات وإنذارات بحيث يستعد من أصيب به للقاء الله عز وجل فهذا الموت موت الفجأة قال الرسول فيه أخذة أسف ومعنى أسف أي غضب من الله وسخط على صاحبه من عند الله قال الله في كتابه الكريم *﴿ فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾*
وقد أجمع المفسرون على أن معنى آسفونا أي أغضبونا فهذا الحديث يبين لنا أن من مات فجأة ولم يكن على دين واستقامة وصلاح على أنه ممن أخذه الله غضباً منه عليه وسخطا، أخذه الله منتقماً منه أخذه الله معجلاً به إلى العذاب الأخروي عياذاً بالله.
فإن الموت هو آخر عهد بالدنيا وأول عهد بالآخرة فالميت ينتقل من الدنيا إلى الآخرة وإلى الحياة الأخروية البرزخية، فإن مات على حالة تغضب الله وتسخط الله فيا ويله من عذاب الله رب العالمين جل شأنه.
أيها المسلمون " سمعتم أن موت الفجأة أخذة أسف أي غضب من الله وهذا في حق الكفار الذين كفرهم ظاهر لا يختلف فيه أهل الإسلام قد أخبرنا الله في كتابه عن أمم أخذها كذبت رسلها جاءها العذاب بغتة فأخذها الله أخذ عزيز مقتدر بما أخذها به من أنواع العذاب.
كذالك أيضاً يدخل في اسم الكافر المنافقون الذين نفاقهم أكبر هم الذين تظاهرواْ بالإسلام وأبطنواْ الكفر فهؤلاء يأخذهم الله يأخذهم الله يميتهم ويأخذهم على ما يأخذهم به ومن ذالك أن يأتيهم الموت بغتة.
كذالك ذكر شرّاح الحديث أنه يدخل في قوله،، أخذة أسف،، المسلمون المسرفون في المعاصي، يدخل في ذالك المسلمون المسرفون في المعاصي والمسلمون الواقعون في الفجور عياذاً بالله،، عياذاً بالله.
يا أيها المسلم الكريم " ألآ تنظر إلى فيما أنت فيه وفيما أنت عليه قبل أن نفاجأ بما لا طاقة لنا به ما أكثر ماهو حاصل في كثير من المسلمين من الإسراف في الآثام والأوزار والإصرار على المعاصي ومخالفة الواحد القهار ما أكثر حصول هذا في المسلمين إلا من رحمه الله فلا ينجواْ من هذا الغضب الذي في هذا الحديث ممن مات بغتة إلا من كان مستقيماً قد أصلح ما بينه وبين الله فمن أصلح ما بينه وبين الله ومات على حالة ترضي الله فإنه وإن مات فجأة لا يكون داخلاً في هذا الحديث لا يكون داخلاً فقد مات فجأة من الأنبياء والرسل من مات ومن الصحابة وهكذا المقاتلون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله والمقاتلون الكفار ينالون الشهادة والشهادة تأتي بغتة فهؤلاء الذين أصلحواْ ما بينهم وبين الله لا يشملهم الحديث ولا يدخلون في الحديث.
إذاً أيها المسلمون " هذا الحديث كما سمعتم لا نطيل الحديث عن موت الكفار على هذه الحالة وإنما يتعلق بالمسلمين.
أيها الناس " ماذا في هذا الموت على هذه الحالة موت الفجأة أخذة أسف ماذا في هذا على من أخذ هكذا من المسلمين ولم يكن تائباً إلى الله ولا منيباً إليه ولا مقبلاً عليه ماذا عليه مالذي سيلاقيه؟ مالذي سيواجهه من أنواع العذاب؟ مالذي سيكون عليه في حالته البرزخية إنها أمور عصيبة وأمور كبيرة في أخطارها وأضرارها عياذاً بالله فمن مات

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،
اللهم َأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبهم، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ واهدهم سواء السبيل، وردنا جميعاً إلى دينك رداً جميلاً،

اللهم أنقذ مقدسات المسلمين من عبث العابثين، وعدوان المعتدين.
اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاشمين ،
اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين...
اللهم لا تمكن فيه لأعدائك يا رب العالمين!
اللهم أخرجهم منه أذلة صاغرين ،
اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات، يا رب الأرض والسماوات! يا حي يا قيوم!

اللهم انصر إخواننا في فلسطين ، وفي كل مكان .

اللهم ارفع الضر عن المتضررين ، والبأساء عن البائسين ، يا ذا الجلال والإكرام ...

اللهم مَنْ أرادَ بلادنا وبلاد الـمسلمين بسُوءٍ أو عدوانٍ فأشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالـمين،

اللهم أصلح أحوال المسلمين، وبصّرهم بمواطن الضعف فيهم،
اللهم بصّرهم بمكائد أعدائهم،

اللهم واخذل أعداء الملة، وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين...

واكفنا اللهم بحولك وطولك وقدرتك من كيد الكائدين، ومكر الـمـاكرين، وحقد الحاقدين، واعتداء الـمعتدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالـمين، وشمـاتة الشامتين، واكفناهم جـميعًا بمـا تشاء يا رب العالـمين...

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم جنبنا وجميع المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحقن دماء المسلمين في كل أرض ومكان، واجعلنا من الراشدين،

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب،

اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم...
 
اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،
ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،
ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،
ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،
ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،
ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،
ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن...

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...


رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا والمؤمنين عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
والحمد لله رب العالمين ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


فجاءني بعد حينٍ فقال: يا عبد الله! أدِّ إليِّ أجري فقلت: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق أجرك،
فقال يا عبد الله! لا تستهزئ بي!
فقلت: لا أستهزئ بك، فاستاقه فلم يترك منه شيئاً،
اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون } (متفق عليه)..

إن الذي دفعهم للقيام بهذه الأعمال وليس عليهم رقابة البشر .. إنما رقابة الله والخوف منه واستشعار عظمته،
وهنا يكون الأمن الحقيقي الذي هو ثمرة الخوف من الله سبحانه وتعالى ...

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟"
قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ" (قال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترغيب والترهيب ، رقم 3383)...

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة والسر والعلن ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...






-:(( الخطبة الثانية )):-


الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى

اما بعد:

عبــــــاد اللـه : -

أن سر قوتنا وهيبتنا بين الأمم لا يكون ابتداءاً بإمتلاك وسائل القوة والعنف والبطش..!!

ولكن القوة الحقيقة هي قوة الخوف من الله والعمل بما يرضيه،
فمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء،
ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء.
و إن من أعظم ثمرات الخوف من الله للأمـــة هو التمكين والاستخلاف في الأرض، وزيادة الإيمان وطمأنينة النفس ،

قال عز وجل : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }إبراهيم13- 14 } ..

لما خرج المسلمون يجاهدون في سبيل الله وينشرون العدل ويبلغون رسالة الله !
كتب خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى ملك الفرس؛
فلما جاءت الرسالة إلى كسرى وقع الخوف في قلبه وبعث إلي ملك الصين يستنجد ويستغيث لعله يجد مددا ،
فإذا بملك الصين يرد على كسري قائلا : " يا كسري لا قبل لي بأناس لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

فما أحوجنا إلى هذه التربية العظيمة في زمن كثرة فيه الفتن وتسلط فيه العدو وضعفت فيه العقيدة في قلوب كثير من المسلمين ..

من خاف الله أمن على نفسه وماله وعرضه لأن الله معه ..
من خاف الله صلحت أعماله واستقامت أفعاله فيأمن يوم القيامة من هول الحساب ..
ومن خاف الله أمنه الناس وأمنه المجتمع على الدماء والأموال والأعراض ..
ومن خاف الله كثرت أفضاله وزاد خيره وكف شره عن الناس ..


أيها المسلمون:

إن الخوف من الله لا يصل إليه العبد إلا بالمجاهدة والعمل الصالح .

فلنكثر من الطاعات ولنتزود من العبادات ،
وعلينا كذلك بالعودة إلى القرآن الكريم منهجا للحياة وغذاءاً للأرواح،
وعلينا بدراسة سيرة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة الأعلام و بكثرة الدعاء ،
ثم لنتذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات والوقوف يوم العرض على رب الأرض والسموات،
وليكن شعار كل واحد منا في هذه الحياة ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )..
عندها ستحفظ الحقوق وتصان الدماء وتؤدى الأمانات ويظهر الحب والتراحم والإخاء بين الناس وفي ذلك كله تكون النجاة في الدنيا ويوم القيامة ...

اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب ، وقلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وبطوننا من الحرام وأعيننا من الخيانة ، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ...

هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛

حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وانصر عبادك الموحدين، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحْمَنِ: 46] ..
وقال تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41].

الخوف شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب إمتدت فروعها الى الجوارح فأتت أكلها بإذن ربها، وأثمرت عملا صالحا وقولاً حسنا وسلوكاً قويما وفعلاً كريما ،
فتخشع الجوارح وينكسر الفؤاد ويرق القلب وتزكو النفس ، وتجود العين وتزداد الألفة وتنتشر الرحمة بين الناس ؛؛؛
لأن كل واحد منهم يخاف الله في أعماله وسلوك بل ونيته ..
فلا ظلم ولا عدوان ولا غش ولا فساد في الأرض..

جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله"( متفق عليه)..

فحال خوفه ربه بينه وبين إغراء هذه الفتن وإغراء الشيطان...


أيها المؤمنون /عبـــاد الله :-

إن الجرأة اليوم على المعاصي والذنوب وارتكاب المحرمات وسفك الدماء وتأجيج الصراعات ونشر العداوات. لدليل على الشقاء والحرمان والسقوط من عين الله ، وهو دليل على ضعف الإيمان وقسوة القلب وانطماس البصيرة والطيش والسفه.

والله سبحانه وتعالى يملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ ) (إبراهيم 47) ..

إن تربية النفوس على استشعار عظمة الله والخوف منه واستشعار عظمته والوقوف عند أمرة ونهيه ، من أعظم العبادات وأجلّ القربات وأعلى درجات السالكين ومراتب الأولياء والصالحين ..

قال الله جل وعلا واصفاً عباده المؤمنين( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور:36-37]..

هذا اليوم الذي كان يبكي منه الصالحون ، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم
( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وطمعاً) [السجدة:16]..

ورُوي أن أبا هريرة - رضي الله عنه - بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقِلَّة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يُؤخذ بي"...

وانظروا إلى الخوف كيف يضبط السلوك ويوقف النزوات ،،،

يقول صلى الله عليه وسلم وهو يخبر أمته عن قصة حدثت في الدهر الغابر في الزمان الأول يربي من خلالها أصحابه وهي تربية أيضاً لكل مسلم ومسلمة حتى يعلم ويدرك ثمرة الخوف من الله وفضله عليه في الدنيا والآخرة ،
فقال : ( انطلق ثلاثة نفر كانوا في سفر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غارٍ، فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار،
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم،

فقال رجلٌ منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أُرِح عليهما حتى ناما،
فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً،
فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر -الله أكبر!- والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربا غبوقهما،
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه ...

وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتُها على نفسها، فامتنعتْ مني، حتى ألَممَّت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتُ،
حتى إذا قدرتُ عليها قالت: اتقِ الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه،
فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها،
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ...

وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجلٍ واحد، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت أجره حتى كثرت منه الأموال،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:43


خطبة 🎤 بعنوان
ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ .. !!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد للهِ عزَّ واقتَدَر، وعَلا وقهَر،
لا محيدَ عنه ولا مفرّ،
أحمده سبحانَه وأشكُره وقد تأذَّن بالزيادةِ لمن شكرَ،
وأتوب إليه وأستَغفره يقبَل توبة عبدِه إذا أنابَ واستغفَر،

وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تنجِي قائلَها يومَ العرضِ الأكبر.

إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى**
تقلب عريانا وإن كان كاسيا

وخير لباس المرء طاعة ربه **
ولا خير فيمن كان لله عاصيا

وأشهد أنّ سيِّدنا ونبينا محمَدًا عبد الله ورسوله سيّد البشر الشافع المشفَّع في المحشر، صلّى الله وسلَّم وبَارَك عليه وعلى آلِه الأطهار الأخيَار وأصحابِه والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا كثيرًا ما اتّصَلت عين بنظرٍ وأذُن بخبر ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

 أمَّا بَعْــــــﺪ :-

عبــــــــاد اللـه :

يقول تعالى -: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ . فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ . مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)(المائدة:27-32) ..


هكذا صور القرآن الحياة عندما تستبد الدنيا بالقلوب وتُفتن بها العقول وتُعمى لأجلها الأبصار،
تتحول الحياة إلى جحيمٍ لا يطاق ؛
فيظهر الصراع بين الناس ،
وينتشر الظلم ويظهر العدوان ،
وتذهب الألفة والمحبة ،
وتضيع الحقوق وتهمل الواجبات ،
ويصبح الإحتكام إلى الهوى ومصلحة الذات سيد الموقف ،
ويختفي الوازع الديني والضمير الإيماني والخوف من الله في النفوس،
ويحل محل ذلك الأنانية وحب التسلط والأثم والعدوان ..

لقد كان الهدف من هذا التوجيه وهذا البيان الإلهي إصلاح العلاقة بين الناس وضبط سلوكياتهم وتصرفاتهم ..

وكلمة (ابني آدم) تدل على أنه موجه لكل أولاد آدم ،
فهو بيانُ عالمي و رسالة عالمية لكل البشر؛ فما أروع هذه الآية ومعناها ).
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ ).
لماذا ؟
هل لأنه أضعف منه؟
أو لأنه لا يستطيع أن يقتله؟
كلا،

ولكن كما قال:( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )..

قال عبد الله بن عمرو بن العاص : وأيم الله، إن كان لأشد الرجلين ولكن منعه الخوف و الورع.


أيها المؤمنون:

إن الخوف من الله يزجر الإنسان عن اقتراف الذنوب،
والخوف من الله سبب في عدم اتباع الهوى،
والخوف من الله يدفع الإنسان إلى التفكير العميق في المآلات والعواقب، والتأني وعدم العجلة،
والخوف من الله يضبط النفس وانفعالاتها ورغباتها ..
والخوف من الله واستشعار عظمته وقوته عبادة عظيمة أمر الله بها وزكى عباده المتصفين بها ووعدهم بالجزاء العظيم والأمن التام يوم القيامة (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) (2 الحج) ..

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

23 Oct, 00:36


تحذير البنات من صور الجوالات


هذه نصيحه لوجه الله تعالى لكل بنت عفيفة شريفة تريد الحفاظ على عفتها وطهارتها وسمعتها وسمعة أهلها بأن لا تتصور أبداً بالجوالات لأن الأصل هو تحريم الصور جميعاً والواجب على النساء أن لا تتصور لأن ذلك أحوط لها وأفضل لها وأبعد عن الشبهة وعن الحرام ..

فمن مخاطر الجوالات الحديثة اليوم أنها تحتفظ بالصور والفيديوهات حتى بعد حذفها وازالتها وفرمتتها حيث توجد هناك برامج وتطبيقات خاصة تستعيد كل المحذوفات من الصور والفيديوهات ..

ومن مخاطرها أيضاً أن بعض المهندسين من أصحاب الجوالات يقوم بتثبيت تطبيقات خفية لا تظهر في الجوال وتقوم بالتجسس على صاحب الجوال وتكشف جميع مراسلاته وصوره وفيديوهاته ..

ومن مخاطرها أيضاً أنها معرضة للاختراق في أي وقت عن طريق بعض الروابط والتطبيقات على النت ووسائل التواصل الاجتماعي حيث يستطيع المخترق التجسس على صاحب الجوال وكشف جميع أسراره والتحكم بحساباته ..

ومن مخاطرها أيضاً أنها عرضة للسرقة والضياع في أي وقت وربما تقع في يد أحد المجرمين المحترفين الذي يكشف المراسلات والصور والفيديوهات ويقوم بابتزاز أصحابها وخاصة البنات ..

مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بصور بنات من أسر محترمة وافتضحت أسر محترمة كثيرة وبعض البنات صورها في مواقع التواصل الاجتماعي وهي لا تعلم .. تم اختراق جهازها أو استعادة الصور أو الفيديوهات من قبل محلات ومهندسين الجوالات الذي لا يخافون الله وهي لا تعلم أن صورها انتشرت في كل مكان ..

اذا تعطل جهازك لا تذهبي به إلى اي مهندس لإصلاحه .. اشتري جهاز جديد وقومي بتكسير الجهاز القديم وإحراقة .. بعض محلات صيانة الجوالات يقومون بأخذ صور البنات من جوالاتهن عندما يأتين لاصلاحها بدون علمهن ..

ومنهم من قام بإبتزاز البنات وتهديدهن بالصور إذا لم ينفذن طلباتهم .. فمنهن من قاموا بإبتزازهن بدفع مبالغ مالية .. ومنهن من هتكوا أعراضهن واستغلوهن في شبكات دعارة والعياذ بالله .. لذلك يجب الحذر قبل أن يقع الفأس بالرأس ..

فكم من المشاكل والجرائم والمصائب التي حصلت بسبب صور النساء والبنات في الجوالات وكم من بنات قتلت أو انتحرت أو تطلقت أو عنست وضاع مستقبلها ودمرت حياتها وهتك عرضها وتلطخت سمعتها بسبب التساهل في الصور ..

والواجب على الرجال وأولياء الأمور جميعاً من الآباء والأبناء والإخوان والأزواج وغيرهم منع زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم من التصوير بالجوالات وحمايتهن من الذئاب البشرية حتى لا يستدرجهن الشيطان ببعض الخطوات للوقوع في ما لا تحمد عقباه من المحرمات ..


📲 ارسلوها إلى جميع بنات ونساء المسلمين حتى يحذرن من الصور ولا يقعن ضحية للذئاب البشرية ..

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

22 Oct, 01:15


https://youtube.com/clip/UgkxI3nfw8o7Vlev5Yps7SR3w82OvARIEHY6?si=73IjBV8xaHoSByPe

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

22 Oct, 00:40


https://khutabaa.com/ar/khutub
للخطباء النبلاء نهدي هذا الرابط الذي يحتوي على أكثر من 20 ألف خطبة في شتى مجالات الدين..
وبعدة صيغ..

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:56


ومن العواقب السيئة لوسائل التواصل: أنها سهلت على كثير من الشباب والفتيات الوقوع في الشر، وارتكاب المحرمات الظاهرة، كرؤية الحرام، وسماع الحرام، وفعل المحرمات الكبيرة التي تجلب غضب الله، وتوقع العبد في أليم عذابه وشديد عقابه، ومن ذلك مشاهدة الأفلام الإباحية، ورؤية الصور الجنسية، والتعلق المقيت بصور المردان والنساء، والمخنثين والمخنثات.

وهذه ظاهرة مقيتة وشهيرة في ذلك العالم الوهمي، ومن يتابع إحصائيات مواقع البحث الالكتروني سيجد أن أكثر الكلمات التي يتم البحث عنها من قبل العرب هي كلمات جنسية وعبارات إباحية، الهدف من البحث عنها مشاهدة الرذائل والتمتع بالحرام المحض الذي يعمي البصر والبصيرة. (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...) [النور 30: 31].

عباد الله: إن الكلام حول العواقب السيئة لبرامج التواصل سيطول، وما مضى فيه كفاية لمن كان له قلب، وفيه ذرة من غيرة، وحرص على دينه وسمعته وعرضه، فكيف إذا علمنا أن كثيراً من هذه الوسائل أصبحت أبواقاً لنشر الأكاذيب، وبث الأراجيف، وتبادل الاشاعات الكاذبة، والأخبار المزيفة، سواء في المجال السياسي، أو في الجانب الاجتماعي، أو في غيرهما من الجوانب، مما زاد من الوهن والهزيمة النفسية لدى الكثيرين.

إن علينا أن نربي أبناءنا على الحياء من الله ومراقبته، وننمى فيهم الوازع الديني، ونقوم بتوعيتهم بالمخاطر المترتبة على سوء الاستخدام لهذه التقنيات المعاصرة، حتى لا ينزلقوا في المزالق والمخاطر لهذه الوسائل. وأن نقوم بصرف طاقاتهم، وتوجيه جهودهم في تسخير هذه التقنية للدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة, فإن لها ثمارًا يانعة، وأجرًا باقياً -بإذن الله-.

كما يجب علينا التثبت من الأخبار والأحكام قبل الإرسال، وكم من خبر تداوله الناس، فأمسى شائعة لا حقيقة لها، وكم من ذِكر أو دعاء أو قصة موضوعة لا أصل لها، أو بدعة منكرة! ولربما تداولت الأيدي هذه الرسالة، وانتشرت في الآفاق، فتحمل المرء جزءًا من تبعاتها؛ بسبب تسرعه واندفاعه. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور : 19].

فإياكم -ياعباد- الله ومنح الثقة بشكل مطلق خاصة للشاب الصغار و الفتيات، وبالذات في من قد يستخدم هذه الوسائل والبرامج بشكل سلبي، بل لا بد من وضع حدود وضوابط لهم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم - يقول: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" [ ابن ماجة (2341)].

اللهم اجعلنا ممن اغتنم وسائل التقنية في الخير ونشره، وجنبنا شرورها وأضرارها يارب العالمين.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:56


اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:56


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*وسائل التواصل الاجتماعي*
*والــعــــــواقـــــب الـســيـئــة*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: من فضل الله على الناس في هذا الزمان أن يسر لهم وسائل التقنية، وسهل عليهم برامج التواصل التي يتواصلون بها، ويتصل بعضهم على بعض عبرها (ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف : 38].

والسؤال الذي يضع نفسه علينا هو هل قمنا باستغلال هذه الوسائل في طاعة الله، ونشر الخير، والتواصل مع إخواننا المسلمين، ودعوة غير المسلمين إلى دين الله؟ أم أن استغلالنا لها كان سلبيا وبصورة غير مرضية.

إنها نعمة من الله منّ بها علينا في هذا العصر، وسيسألنا الله على كل نعمه أنعم بها علينا، ومنها هذه النعمة، نعمة التواصل الاجتماعي، فلنعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل : 18].

إن المتأمل في واقعنا، والناظر في حال شبابنا، يجد أن كثيراً منهم -وللأسف الشديد- لم يستغل هذه التقنيات في الطاعة والخير، وإنما قاموا باستغلالها في الشر، وجلب المنكر، والهدم، والدردشات التافهة التي لاتسمن ولا تغني من جوع.

بل نرى كثيراً منهم قد استحوذت هذه الوسائل على معظم وقته، فهو يصبح ويمسي مع حاسوبه أو جواله على الفيس بوك، أو التويتر، أو الواتساب، أو النمبز، أو غيرها من برامج التواصل الاجتماعي. حتى أننا نرى بعضهم حتى وهو يسير في الشارع، وفي أثناء مشيه في الطريق أو في السيارة، حاملاً لجهازه يدردش مع هذا، ويتواصل مع تلك، ويضحك على هذه، ويقلد على تلك.

فهذا ولد يخيل للآخرين أنه أنثى، وتلك بنت تضع صورة ولد، وكل منهما يحب أن يلفت الآخرين إلى صفحته أو إلى موقعه بأي شيء، بغض النظر عن كونه جائزاً أو غير جائز، ولهذا فلا مانع لديهم من وضع الصور الهابطة، وإنزال الروابط الهدامة، وإخراج الأفلام الإباحية والصور الملفتة، طالما أنها ستجذب الآخرين نحوهم ونحو منشوراتهم، دون مبالاة بقول الله: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء : 36].

أيها المسلمون: إن الاستغلال السيئ لوسائل التقنية والاستخدام غير الصحيح لبرامج التواصل الاجتماعي أدى إلى نتائج سلبية وعواقب وخيمة، منها على سبيل المثال لا الحصر: أن كثيراً من تلك العلاقات التي تعقد بين الذكور والاناث خلف الشاشات؛ تحولت من علاقات وهمية الكترونية إلى علاقات واقعية حقيقية بعد التواصل المستمر والتعارف الممل بالطريقة الالكترونية، حيث نجح الشيطان في تحويلها إلى علاقات مترجمة على أرض الواقع.

وكم من قصص ومآسي وعلاقات وصداقات سيئة كانت بدايتها ونقطة انطلاقتها تعارف عبر الفيس بوك، أو التويتر، أو الواتساب، أو غيرها، وكثير من هذه العلاقات تتحول في النهاية إلى تعاسة وجحيم وشقاء، خاصة إذا حان موعد الجد وأتى وقت الصدق؛ فالثقة تكون منزوعة في الغالب بين الطرفين، وكل طرف لا يثق ثقة تامة في الشخص الآخر، ويتوقع منه الخيانة في أي لحظة، بل ربما يكون شاكاً في كثير من المعلومات حول الشخص نفسه، ومكذباً لأكثر الحديث الذي جرى بينهما وغير مصدق به.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:56


فأنى لهم أن يقيموا علاقة جادة تصلح لأمر جاد وفيه مسؤولية عظيمة كالزواج أو غيره، والعلاقة بينهما مجرد علاقة يشوبها التفاهة، والدردشة، والضحك، والكذب، وتضييع الأوقات، وعدم الجدية. وهذا هو الأصل خاصة من طرف الشباب، بعكس البنات فإن كثيراً منهن عاطفيات، تصدق وتثق وتطمئن، ثم تتفاجأ في النهاية بأن هذا الشخص ما هو إلا ذئب بشري وكلب عقور هدفه فقط تمضية الوقت، وقضاء نزوته وشهوته مع تلك الفتاة، والتمتع بحديثها، وصورها، وصوتها.

لذلك تتفاجأ عندما تتيقن أنه قد خطب غيرها، أو تركها وأقام علاقة جديدة مع أخرى، أو قام بتهديدها وفضحها ونشر صورها، وبث المعلومات الخاصة التي أعطته إياها. وفي النهاية أسف وحزن، وانهيار وفضيحة مدوية، وحرق للسمعة، وربما يصل الأمر إلى القلق النفسي، والحيرة والاضطراب في كيفية إخماد الموضوع وكتم الفضيحة، وربما يصل الأمر إلى الاكتئاب والانتحار، والفضيحة والسجن.

هذه فتاة تتواصل مع شاب مجهول، بدأت تتعرف عليه وتثق فيه، وهو يعطيها من كلامه المعسول ووعوده الكاذبة، وعندما طلب منها الحرام أبت ورفضت إلا عبر الطريقة الشرعية بالزواج بها. تعذر الوغد لها بأنه لا يملك تكاليف الزواج، وليس عنده المصاريف اللازمة لزواجه بها، فوعدته المسكينة بأن تذلل له الصعاب وتيسر له الأسباب، وكانت تعمل موظفة في أحد الدوائر الحكومية وعندها رصيد مالي هائل.

وعدته بأنها ستعطيه القسط الأكبر من التكاليف، ومن شدة ثقتها وفرط تعلقها، إن لم نقل سذاجتها وحماقتها، أعطته مبلغاً مالياً هائلاً على أن يجهز نفسه به، ثم يأتي إلى بيت أهلها ليتقدم لها, استلم الغادر المبلغ، وبعدها تتفاجأ الفتاة المسكينة بإغلاقه لكل قنوات الاتصال التي كان يتواصل معها عبرها، أغلق جواله، ولم يرد على رسائلها من صفحاته الالكترونية، وقطع كل شيء. ذهبت إلى مكانه الذي يسكن فيه، فإذا بها تعلم من جيرانه أنه غادر المكان وأخذ معه كل أغراضه، وكأنه قرر أن لا يعود، فعرفت المسكينة أنها ضحية من ضحايا برامج التواصل.

وأخرى وقعت في فخ أعظم من هذا، فإذا كانت مصيبة هذه في مالها، فإن مصيبة تلك في حالها, إنها فتاة عانس، أقامت علاقة عبر الفيس بوك والواتساب مع شاب يقاربها في العمر، إن كان صادقاً في معلوماته التي أدلى بها لها، وبعد فترات من العلاقة والتواصل طلب الزواج بها شريطة أن يراها، فقامت المسكينة فأرسلت له صورة لها وهي بلثامها وبرقعها، فتشنج الكلب وغضب عليها، وتحت ضغطه وتهديداته بقطع العلاقة معها أرسلت له صورة لها وهي سافرة الوجه.

وتتفاجأ الضحية بعدها بإرساله لرابط لصفحة على الفيس بوك باسمها الصريح، وفيه صورتها وهي باللثام، وكتب على الصفحة تهديد مباشر لها بأنها إن لم تفعل له وتفعل فإنه سيقوم بنشر الصورة الثانية لها، وسيعمل للصورة إشارة لتصل إلى جميع أهلها وأقربائها.

وقعت الفتاة في الحيرة، ودخلها الهم والغم الشديد، وأخذت تنوح وتبكي عند من تثق فيهم وتعرفهم من المخلصين، وتسألهم بالله العظيم أن يخلصوها من هذه المحنة وينقذوها من هذه الأزمة، قبل أن ينفذ هذا الشيطان تهديداته فتفضح، ويقوم أهلها بالتصرف القوي معها.

هذه هي النهايات المرة والعواقب الوخيمة لهذه الاستخدامات الطائشة لهذه البرامج وسوء استخدامها. وصدق الله -تبارك وتعالى- إذ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور : 21]. ويقول-جل وعلا-: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة 168: 169].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: عباد الله: ربما أطلت عليكم في الخطبة الأولى في عاقبة واحدة من العواقب السيئة لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحول العلاقات من وهم إلى حقيقة؛ لأن هذه النقطة مهمة فأحببت التركيز عليها، لنأخذ حذرنا، وذكرت حولها من القصص الواقعية حتى لا نكون عبرة لغيرنا، فالسعيد من وعظ بغيره.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:25


خطبة الجمعة : منزلة الشهيد " يحيى السنوار " نموذجا

عناصر الخطبة :
أولاً : الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ .
ثانياً :كرامات ومنازل الشهداء عند الله .
ثالثاً : نماذجُ للصحابة مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ الله .
رابعاً : الإسلام دين السلام .

المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
أيها الإخوة المسلمون :

ففي هذه الأيام نعيش ذكرى عزيزة علينا ؛ ألا وهي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة ؛
والتي انتصرَ فيها جنودُ الحقِّ على المحتلين وارتفعتْ راياتُ الحقِّ عاليةً خفاقةً .
وبهذه المناسبة نقف مع فضل الشهادة ومكانة شهدائنا الأبرار عند الله تعالى . ومع ذكر الشهداء القادة إخترنا الشهيد " يحيى السنوار " نموذجا

: #السنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا وهو يقاتل ولم يكن يختبئ بالأنفاق أو يحتمي بالأسرى الإسرائيليين، بل إن الأسرى محميون أكثر من السنوار نفسه، وشخصيته ستؤثر على أجيال من الفلسطينيين

مؤلم جدّا موت القادة، لكنّه ملهم بالقدر نفسه، إنّه يعطي كلّ فرد حر جرعة من الإيمان بالفكرة، وجرعة أكبر من الثّقة بالمستوى القيادي. و إنّ الحركة قدّمت، و ما زالت، قياداتها، الواحد بعد الآخر، بثبات وبطولة، لهي جديرة بالاحترام حتّى من الخصوم، و جديرة بالنّصر، ولو بعد حين.
ياأيّها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون.

أولاً : (الشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ) .
عباد الله:
إن الشهادة في سبيل الله من أعلي المنازل عند الله تعالى وهي الصفقة الرابحة بين العبد وربه .
قال تعالى:
" إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَیَقۡتُلُونَ وَیُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَیۡهِ حَقࣰّا فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُوا۟ بِبَیۡعِكُمُ ٱلَّذِی بَایَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة ١١١]
فالمشتري هو الله، والثمن الجنة ولهذا تمنى النبي ﷺ الشهادة مقسما فقال:
” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ.” ( متفق عليه ).

و الشهدَاء أرفعُ الناسِ درجةً بعدَ الأنبياءِ والصديقين،
قالَ تعالى :
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (النساء:69 ).

ولهذا تمني الصحابة رضي الله عنهم الشهادة في سبيل الله لما لها من هذه المكانة العظيمة .

ثانياً :(كرامات ومنازل الشهداء عند الله ) .
عباد الله:
إن ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء كثيرة في الدنيا والآخرة،
منها أن للشهيد النور يوم القيامة قال تعالى" وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ ﴾ الحديد

وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بعضاً منها في حديثه النبوي الشريف؛
روى الترمذيٌّ بسندٍ صحيحٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ "

ومِن فضائلِ الشهادةِ :
أنّ الشهيدَ لا يفتنُ في قبرهِ فعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيد قَالَ : كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً (( رواه النسائي.

ومِن فضائلِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ أنَّ الشهيدَ لا يشعرُ بالألمِ عندَ موتهِ: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَة((رواه الترمذيُّ.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:25


{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . قال :

أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال :
( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. . الحديث. قال ابن النحاس :
” جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير ، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة ، يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم ، فكيف يظن أنها محصورة ، كلا والله إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون. “.

ثالثاً :(نماذجُ للصحابة مشرقةٌ في الشهادةِ في سبيلِ الله )
وهذه نماذج مشرقة للصحابة :
قال تعالى﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾( الأحزاب:23)

* فهذا حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو جنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، ليراه النبي بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة. ( ابن حبان الحاكم وصححه) .

*وهذا مثال آخر لطلب الشهادة، ففي غزوة بدر ، قالَ صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ :
” قوموا إلى جنَّةٍ عرضُها السَّمَواتُ والأرضُ، فقالَ عميرُ بنُ الحمامِ الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، جنَّةٌ عرضُها السَّمواتُ والأرضُ؟ قال: نعَم ، قال: بخٍ بخٍ ، فقالَ رسولُ اللهِ وما يحملُكَ علَى قولِ بخٍ بخٍ؟ قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، إلَّا رجاءَ أن أَكونَ من أَهلِها ؟ قال: فإنَّكَ من أَهلِها . . . فأخرجَ تمراتٍ من قرنِهِ، فجعلَ يأْكلُ منْهنَّ. ثمَّ قال: لئِن أنا حييتُ حتَّى آكلَ تمراتي هذِهِ إنَّها حياةٌ طويلةٌ ، فرمى ما كانَ معَهُ منَ التَّمرِ ثم قاتَلَهم حتَّى قُتلَ َ ” ( مسلم ).

*وهذا أَنَسَ بْنَ النَّضْرِ تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ:

تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَأَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: أَيْنَ؟! أَيْنَ؟! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ , فقُتِلَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَطَقْتُ ما أطاق فقالت أخته: والله ما عرفت أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] (صحيح ابن حبان ).

* وهذا مثال لصحابي أعرج:
رخص له في عدم الخروج ومع ذلك خرج لطلب الشهادة، ألا وهو عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان شيخاً من الأنصار أعرج، فلما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى غزوة بدر قال لبنيه : أخرجوني ( أي للقتال ) فذُكر للنبي – صلى الله عليه وسلم – عرجه ، فأذن له في البقاء وعدم الخروج للقتال ، فلما كان يوم أحد خرج الناس للجهاد ، فقال لبنيه أخرجوني !! فقالوا له :

قد رخص لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في عدم الخروج للقتال ، فقال لهم هيهات هيهات !! منعتموني الجنة يوم بدر والآن تمنعونيها يوم أحد !! فأبى إلا الخروج للقتال ، فأخرجه أبناؤه معهم ، فجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ:(نَعَمْ) قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : ” مَهْلًا يَا عُمَرُ! فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَّره، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته” (صحيح ابن حبان ) .

وأخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ .” أي من فضل الشهادة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:25


*ولذلك تمنى عبدالله – والد جابر رضي الله عنهما والذي استشهد في غزوة أحد – الرجوع إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى؛ لما يراه من النعيم! فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : ” لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا جَابِرُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ قَالَ :

يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، قَالَ : أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا ، فَقَالَ: يَا عَبْدِي ، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي ، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.( ابن ماجة والترمذي وحسنه).
من أروع ماقرأت
# وهذا جليبيب رضي الله عنه .

وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - رضي الله عنه - أن رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " , فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ , وَنُعْمَ عَيْنِي , فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " , قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , أُشَاوِرُ أُمَّهَا ,
فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: " رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ ابْنَتَكِ " , فَقَالَتْ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنِي زَوِّجْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:
إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ , قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ , قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ قالت , لَا, لَعَمْرُ اللهِ لَا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا فَلَمَّا أَرَادَ أنْ يَقُومَ لِيَأتِيَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا , قَالَتْ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ , فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا ,
فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّهُ لَا يُضَيِّعْنِي
فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: شَأنَكَ بِهَا , " فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا ,
فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا , وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: نَعَمْ , فُلَانًا وَفُلَانًا , وَفُلَانًا , ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ " , قَالُوا: لَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا , فَاطْلُبُوهُ " , فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى , فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ , ثُمَّ قَتَلُوهُ
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ , هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ , قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ " فَأَتَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ؟ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ , قَالَ:
فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَاعِدَيْهِ فَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ
ما أكرم الشهيد وما أكرم جليبيب بتكريم النبي صلى الله عليه وسلم له . أو كما في القصة .
(رواها الإمام أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة )

*وعن شداد بن الهاد: أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه
ثم قال: أُهَاجِرُ معك. فأوصى به النبي صل الله عليه وسلم بعضَ أصحابه،
فلمَّا كانت غزوةٌ غَنِمَ النبي صل الله عليه وسلم سَبْيًا فَقَسَمَ، وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له وكان يرعى ظهرهم، فلمَّا جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟

قالوا: قَسَمٌ قسمه لك النبي صل الله عليه وسلم. فأخذه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: ما هذا؟ قال: "قَسَمْتُهُ لَكَ".

قال: ما على هذا اتَّبَعْتُك، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:25


فقال صل الله عليه وسلم: "إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ". فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو

فأُتِيَ به النبيُّ صل الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصابه سهم حيث أشار
فقال النبي صل الله عليه وسلم: "أَهُوَ هُوَ". قالوا: نعم.

قال: "صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ". ثم كفَّنه النبي صل الله عليه وسلم في جُبَّة النبي صل الله عليه وسلم، ثم قدَّمه فصلَّى عليه

فكان فيما ظهر من صلاته: "اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ"
رواه النسائي وصححه الألباني .
والشهادةُ الحقيقيةُ :
ما كانت خالصةً لوجه اللهِ الكريم
لذا من سأل الله الشهادة بصدق وبنية خالصة اعطيها .
فعن سهل بن حنيف-رضي الله عنه- – قال النبى ﷺ " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ؛ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ” ( مسلم )، يقول الإمام النووي:
” معناه: أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء،
وكان عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقول في دعائه :
” اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي في بلَدِ رسولِكَ – صلى الله عليه وسلم -.” ( البخاري )،
واستجاب الله دعاءه ورزقه الله الشهادة ودفن بجوار المصطفي -صلى الله عليه وسلم -

فالشهادةُ منحةٌ ربانيةٌ وصفقة إلهيةٌ يختصُ اللهُ بها مَن يشاءُ مِن عبادهِ قال جلَّ وعلا :
( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾(آل عمران: 140)

رابعاً : الإسلام دين السلام .
أيها المسلمون :
دينُنا دينُ سلامٍ، فهو يسلُكُ سبيلَه إلى السلام مِن مركزِ القوةِ،
وبدونِ القوةِ يكونُ الطريقُ إلى السلام طريقًا إلى الاستسلام، الذي به تَضيعُ الحقوقُ وتُنتَهكُ الحُرُماتُ!
فالإسلامُ دينُ السِّلم والسلام، والوِفاقِ والوِئامِ، والإخوةِ والمحبةِ واحترامِ الآخرين واحترامِ غير المسلمين, قال ربنا:( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (سورة الأنفال: 61)
ونبيُّنا صلى اللهُ عليه وسلم نبيُّ السلامِ وجاء بالسلام للعالم كلِّه وحقق السلامَ
فالإسلامُ جاء لتحقيقِ السلامِ .
وفي الختامِ نُصلِّى على النبيِّ ﷺ صاحبِ الذكرَى العطرةِ

وتحيةً عطرةً لأرواحِ شهداءِ حربِ أكتوبر المجيدةِ

الذين ضحُّوا بأنفسِهِم وأرواحِهِم في الدفاعِ عن أرضِنَا ومقدساتِنَا

ما اشبه ما يحدث اليوم بما حدث ايام صلح الحديبية....
ظن المسلمون ان في ذلك هزيمة وذل....
وأراد لهم بتلك الواقعة فتحا مبينا...
وجاء القرءان يخلد الحادثة المؤلمة في نظر المسلمين فقال تعالى " انا فتحنا لك فتحا مبينا..."
والله وبالله وتالله في نظري ان ما حدث اليوم هي بشائر نهضة من نوم عميق، و رياح النصر قادم ليس لأهلنا فقط بل للأمة أجمع....
والمسلم قبل 2023 والله لن يكون هو نفسه بعد هذه السنة.

‏هنيئا ليحيى السنوار بالشهادة التي لا ينالها إلا الشرفاء ،
نتذكر دائما مقولة الرجال: "إذا غاب فينا سيد قام سيد"
"وما نقصت مقا&مة من شهيد اذا رحل"، لأن كل أبناء شعبنا مشاريع شهدا ء.
فمرحبا بقضاء الله وقدره ..

فهذا اليومُ يومُ برٍّ ووفاءٍ
الدعاء....... واقم الصلاه....

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 23:25


والشهداءُ لا يُصعقونَ مِن النفخِ في الصُّورِ:فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه عن النبيِّ ﷺ أنَّه سألَ جبريلَ عليه السلامُ عن هذه الآيةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ (الزمر: 68): ((مَن الذين لم يَشأ اللهُ أنْ يصعقَهُم؟ قال: هم شُهداءُ اللهِ))(رواه الحاكم)

ومن هذه الكرامات الحياة بعد الاستشهاد مباشرة .
قال تعالى:
{ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ( البقرة: 154).
وقال تعالى:
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) .
وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن كنهه، وحسبنا إخبار الله تعالى به
( أحياء ولكن لا تشعرون )
لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشرى القاصر المحدود لكنهم أحياء، ومن ثم لا يغسلون كما يغسل الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطهير للجسد ؛ وهم أطهار بما فيهم من حياة، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء .

والحياة ليست قاصرة على الروح فقط ؛ بل تشمل حياة الأجساد وحفظها من التآكل والعفن؛
فقد روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة ) .
وروى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير ).

ومن الكرامات :
أن من يكلم في سبيل الله يأتي يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ؛ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ. " (البخاري).

ومن الكرامات : أن الشهيد في الفردوس الأعلى .

فقد أخرج البخاري في ( الصحيح ) أن أم حارثه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

” يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ؛ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى.”

بل إن الشهيد هو أول من يدخل الجنة؛ روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم:” عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه، ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. .”الحديث (وقال: حديث حسن).

ومن الكرامات : أن الملائكة تظل الشهيد بأجنحتها .
فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

” جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي؛ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو؛ فَقَالَ: لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي؛ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا.” ( البخاري ومسلم) .

ومن الكرامات : أن الشهداء لا يفتنون في القبور .
تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وفيه ” ويجار من عذاب القبر .”،
وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله ” ، ( وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه) .

ومنها :
أن الشهيد لا يشعر بألم القتل وسكرات الموت :
روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم : ” ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” (وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب) ،

ومنها :
أن أرواح الشهداء في جوف طير خضر :
روى مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية :

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 20:00


ومن آدابه وحسن صنعه وصفاته أن يعلم صانع المعروف أنه يعامل الله بالمعروف فبذلك لا ينظر في أيّ وادٍ صنعه ولا فيمن صنعه وسواء شكر عليه أم لا فهو يعامل الله فينتج عند ذلك الصدق والإحسان والإخلاص والصبر دون منّ وامتنان.



فيا صاحب المعروف عاملْ ربك في معروفك، ولا تنظر إلى ما بين يديك من صغير أو كبير من ضعيف أو غني أو فقير.



وعلى صانع المعروف ألا يستصغر شأن صنع المعروف، وهو صغير في عينك عظيم عند ربك، ورب عمل صغير كبرته النية.



وفي الصحيحين يقول سيد الثقلين: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس".

ومن تلك الآداب -وفقكم للبر والصواب- نسيان المعروف، وهذه مرتبة عالية ومنزلة رفيعة، وهي أن تنسى ما يصدر منك من إحسان حتى كأنه لم يصدر لإنسان، قال رجل لبنيه: "إذا اتخذتم عند رجل يدًا فانسوها فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره".



ومن سمات المعروف وصنعه لكل محتاج وملهوف: أن يبادر إلى حاجة أخيه وقضائها ولو لم يردها ويطلبها فإذا علمت بحاجة أخيك، فبادر لصنع المعروف وبرك بأخيك.



جاء مدين إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجاته فأعانه، ثم بكى فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال "أبكي أن اخي احتاج فلم أشعر بحاجاته حتى سألني".



فإذا علمت أو مرت عليك معاملة، وعندك نصح وتوجيه، فابذلها لأخيك بعلمه أو بغير علمه إن كانت مصلحة محققة.

واحذر استحقار من تصنع له، فتهدم أجرك وتفوت حسناتك، فرب حقير فيه الأجر الكبير، ورب كبير صغّره سوء النية والتدبير، وحذارِ استحقار أي معروف باستصغاره، فرب عمل كبير مردود، ورب عمل صغير مقبول محمود.



ولا تنظر تلك الدعوات والكلمات الطيبات، فبعض الناس يحسن لأجل أن يدعو له المؤمن، وآخر يحسن ليسمع الثناء والكلام الحسن، أو يحسن ليُذْكَر عبر الصحف والمجلات ويثنى عليه هنا وهنالك في الجلسات.

فافعل المعروف ولا تنتظر الجزاء والشكر كما قال ابن عباس: "لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، فإنه يشكرك عليه من لم تصنعه له

اصنعوا المعروف لكي تنالوا مغفرة الله تعالى وتدخلوا جنته، وأحسنوا إلى عباد الله، وأدوا إليهم حقوقهم الواجبة والمستحبة حتى يحسن الله إليكم، وييسر لكم أموركم، ويفرج عنكم كربكم في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير والإحسان إلى الخلق إنه سميع مجيب، واسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب

هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته وأن يجعلني وإياكم من أنصار دينه وشرعه..

ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ... ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم انصر عبادك الموحدين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في فلسطين وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم احقن دماءهم وأظهر أمنهم وأرغد عيشهم، واملأ قلوبهم بالإيمان والسنة.. اللهم انصر دينك وكتبك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 20:00


خطبة الجمعه 🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
بعنــــــــوان احب الناس الى الله انفعهم لناس
🎙🎙🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
إعداد وترتيب الفقير الى الله ابوهمام عبدالرحمن الاغبري
الموافق ١٦ ربيع الاخر ١٤٤٦هـ ٢٠٢٤/١٠/١٨ أكتوبر
أسئل الله ان يجعلها في ميزان حسنات والدي كما ربياني صغيرا

الحمد لله عالم الخفيات، رب الأرض والسماوات، أنزل الرحمات، وأفاض البركات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله
، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّة، وجاهدَ في الله حقَّ جهاده،
حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد: فاتقوا رب الأرض والسماء تفوزوا في الدنيا والأخرى، فالتقوى عز وتمكين وهدى وواحة إيمان وصفاء، من أراد تفريج كربه وتنفيس همه وقضاء دينه وشفاء مرضه وقضاء حاجاته وصلاح زوجه وهداية ولده ورضا ربه فعليه بتقوى الله وصلاح قلبه

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]

ايها الاحبه الكرام

اننا نمر في هذه الايام بايام شده وضيق في المعيشه
بسببه قد اصاب البعض منا هم وغم حتى ضاقت بهم دروب الحياه
فكان لزاماً علينا ان نذكر انفسنا واياكم بحديث المصطفى ص عله يكون مرهما لقلوبنا ودواء لهمومنا!

بل لعل بعضنا يرحم بعض او لعل الكبير يعطف على الصغير والصغير يرحم ويواسي الكبير والغني يجود على الفقير.

فقد جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال مسترشدًا: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟



سؤال عظيم لا شك أن من سمعه تلهف وألقى السمع وأنصت ليعرف الجواب.. يا ترى من هؤلاء الذين سيخبر بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكونوا أحب الناس إلى الله؟ هم ليسوا فقط بلغوا منزلة حب الله لهم، بل بلغوا هذه المنزلة وأدركوا أعلى درجاتها فكانوا أحب الناس إلى الله.



سأل السائل فإذا بالجواب يأتي عذبًا زلالاً من فم الحبيب -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس،

وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا، ومَن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومَن كظم غيظه ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام".



هؤلاء هم أحب الناس إلى الله، أولئك الذين يتفننون في نفع الناس وجلب الخير لهم ودفع الشر عنهم؛ يتفننون في إسعادهم، يسعون بكل شيء لكشف كروبهم، يضحون بما عندهم لقضاء حوائجهم، يؤثرونهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.. هؤلاء هم أحب الناس إلى الله..

سنقف واياكم ايها الاحبه مع هذا الحديث في سلسله من الخطب
سائلين المولى القدير التوفيق والاخلاص والسداد
ليكون عنوان خطبتنا لهذا اليوم المبارك وهو جزء من اول الحديث .. احب الناسا لى الله انفعهم لناس…،

فهنيئا للباذلين للخير والمعروف , وطوبى للنافعين للناس , طوبى لمن أدخل السرور على قلب
أخيه المسلم ,
فكشف عنه كربته , ومشى في حاجته حتى يقضيها
وأَكْرِمْ بِأَهْلِ الْمَعْرُوفِ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ واصطفاهم لنفع الناس وقضاء حوائج المحتاجين ,
والسعي لحل المشاكل والخصومات

وقد أمر الله بفعل الخير ووعد صاحبه بالفلاح .. قال تعالى ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
وقال عليه الصلاة والسلام (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ)

ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الحرص على الخير , ونفع الناس
و اشتهر بذلك بين الناس حتى قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
فهاهي خديجة رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي وخافه وهاله ذلك .. قالت له:
كلا .. والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق

و النبي صلى الله عليه وسلم يحث أمته على صنع المعروف , وعرفهم سبله وكيفيته , و
ويبين لهم فضلَه ومزيته،

قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ
كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا
كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ". رواه مُسْلِمٌ

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 20:00


وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

فسعيك لخدمة المحتاج من أمرأة أرملة , أو رجل يحتاج إلى خدمتك أو منفعتك ,
كأنك مجاهد في سبيل الله أو كأنك قائم لليل صائم للنهار

فأكرم وأنعم بها من مزية , ذكر حسن في الدنيا , وأجر عظيم في الآخرة

ولقد اقتدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في الحرص على
قضاء حوائج الناس , ونفع المسلمين
وكانوا يسعون لحل الخصومات بين الناس , وضيافة الضيف , وإعانة المحتاج , وخدمة الفقراء , وكانوا يتنافسون في ذلك
فهاهو .. أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للضعفاء أغنامهم ، فلما أصبح خليفة للمسلمين قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها لنا،
لأنه أصبح خليفة المسلمين
فقال أبو بكر : بلى .. وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه ,عن شيء كنت أفعله .( يعني من أمر الخلافة )

ولقد كان عمر يتعاهد الأرامل يسقي لهن الماء بالليل، ورأى طلحة عمر بن الخطاب مرة وهو يدخل بيت امرأة , فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت , فوجد فيه عجوزا عمياء مقعدة , لاتستطيع الحركة فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندكِ ؟ قالت : هذا منذ كذا وكذا يتعاهدني , يعني.. يخدمني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى،
يفعل هذه الأمور وهو أمير المؤمنين وخليفة المسلمين

وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان هو يخدمني.

وكان خالد القسري يقول : على المنبر أيها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه
(( من يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيه * * * لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ))

وكان علي بن الحسين رحمه الله , يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في ظلمة الليل , لا أحد يراه وكان الفقراء لايدرون من الذي يأتي لهم بذلك فلما مات فقدوا ذلك
فلما أرادوا يغسلوه بعد وفاته , جعلوا ينظرون إلى آثار سوادٍ في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل:كان يحمل جِراب الدقيق ليلاً على ظهره، يعطيه فقراء أهل المدينة.

قال ابن عباس – رضى الله عنه – من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة

سعى مع أخيه في قضاء حاجته , أنهى له مشكلة , ساعده في وظيفة , ساهم في علاجه , ساهم في تفريج همه او قضاء دينه

وغير ذلك من وجوه المعروف
فأَكْرِمْ بهؤلاء الرِّجَالِ الَّذِينَ هُمْ شَامَةٌ فِي جَبِينِ الْمُجْتَمَعِ، سَلَامٌ عَلَيْهِمْ يَوْمَ أَنْ عَاشُوا هُمُومَ إِخْوَانِهِمُ
فَكَانُوا سَبَبًا فِي تَفْرِيجِهَا، وكانوا سبب في إسعادهم والقضاء على همومهم وأحزانهم
سَلامٌ عَلَيْهِمْ يَوْمَ أَنْ تَحَسَّسُوا حَاجَاتِ الْمُحْتَاجِينَ وَتَلَمَّسُوا بُؤْسَ الْبَائِسِينَ

فيا عِبَادَ اللهِ: إِنَّ خِصَالَ الخَيْرِ, وصَنَائِعَ المَعْرُوفِ التي حَثَّنَا عَلَيْهَا شَرْعُنَا الحَنِيفُ كَثِيرَةٌ, ومُتَعَدِّدَةُ الطُّرُقِ, وَوَاسِعَةُ الأَبْوَابِ, وأَعْظَمُهَا أَجْرَاً مَا كَانَ في قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ, وتَفْرِيجِ كُرُوبِهِم, إِذْ يَنَالُ العَبْدُ ذلكَ الأَجْرَ في مَوْقِفٍ هُوَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ فِيهِ إلى الحَسَنَاتِ, يَوْمَ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الأَرْبَابِ, يَوْمَ العَرْضِ والحِسَابِ, فَهَنِيئَاً لِمَنْ يَسَّرَ على العِبَادِ قَضَاءَ الدُّيُونِ, وفَكَّ ضَائِقَاتِهِم, وفَرَّجَ كُرُوبَهُم, ونَفَّسَ هُمُومَهُم, فالجَزَاءُ من جِنْسِ العَمَلِ,

روى الإمام البخاري عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- قَالَ: "وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".



أيُّها الإخوة الكرام: لِيُفَكِّرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا في نَفْسِهِ: أَيْنَ مَقَامُهُ عِنْدَ اللهِ -تعالى-؟
وإذا أَرَادَ العَبْدُ أَنْ يَعْرِفَ مَقَامَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَنْظُرْ أَيْنَ أَقَامَهُ اللهُ -تعالى-, فالسَّعِيدُ مَن أَقَامَهُ اللهُ -تعالى- في قَضَاءِ حَوَائِجِ العِبَادِ،

روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-: "إِنَّ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلْقَاً خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ, يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ, أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ".

فسلاماً لمن كانت تقضي حجاته الناس على يديه
سلاماً لمن كان سبب في تفريج هموم الناس واعانتهم ونفعهم
على حوائجهم

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

18 Oct, 20:00


وإن الله ليقضي حاجة من يقضي حوائج إخوانه كما أخبر الصادق المصدوق – صلى الله عليه وسلم -: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" (البخاري).
فمن منا اليوم يتعامل مع حاجات إخوانه بهذا المقياس العظيم؟.

ومن منا اليوم يشعر أنه يقضي حاجاته من خلال قضاء حوائج إخوانه المسلمين،
ويستشعر أن ما يناله بقضاء حاجة إخوانه أكثر مما ينالونه هم منه؟
ومن منا يحافظ على نعمة الله عليه من خلال قضاء حوائج الناس لأن قضاء حوائج الناس سبب من أسباب دوام النعمة على صاحبها،

فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما من عبدٍ أنعمَ اللهُ عليه نعمَةً فأسْبَغَها عليه ثم جعل من حوائِجِ الناسِ إليه فتَبَرَّمَ فقَدْ عرَّضَ تلْكَ النعمةَ للزوالِ". (قال في مجمع الزوائد ج8/ص192 رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد).

وروى أَيْضَاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-: "إِنَّ للهِ عَبَّادَاً اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ".

فيَا عِبَادَ اللهِ: قُولُوا لِمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجَاهَةٍ أَو جَاهٍ, ولِمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِمَالٍ, ولِمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِمَاءٍ, ولِمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِعِقَارَاتٍ, ولِمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِعِلْمٍ من طِبٍّ وغَيْرِهِ: اِنْفَعُوا إِخْوَانَكُمْ على قَدْرِ اسْتِطَاعَتِكُمْ, وانْفَعُوا أَنْفُسَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ من خِلالِ صُنْعِ المَعْرُوفِ
ونفع الناس في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا, ولا تَبْخَلُوا على أَنْفُسِكُمْ

أَعِينُوا -إِخْوَانَكُمْ- يَا أَصْحَابَ النِّعَمِ على قَدْرِ اسْتِطَاعَتِكُمْ, واحْتَسِبُوا الأَجْرَ عِنْدَ اللهِ -تعالى-, قَالَ تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المزمل: 20].
:قلت ماسمعتم واستغفر الله

ـــــــــــالخطبة الثانيـــــــــــــــــــــة

الْحَمْدُ للهِ يُحِبُّ الْمُحْسِنَ مِنْ عِبَادِهِ، وَيُضَاعِفُ لَهُ أَجْرَهُ وَثَوَابَهُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيـكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، كَانَ أَنْفَعَ الْخَلْقِ لِلْخَلْقِ، فَاقْتَدَى بِهِ أَهْـلُ الْخَيْرِ وَالصِّدْقِ، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ إِلَى يَوْمِ إِحْـقَاقِ الْحَقِّ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ عباد الله في السر والعلن وعلمو يرحمكم الله

أَنَّ فِعْـلَ الْخَيْرِ وَكَفَّ الشَّرِّ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَخَصْـلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْمُتَّـقِينَ، بَلْ هُوَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالفَلاحِ، يَقُولُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77 الحج )

" فَفِعْـلُ الْخَيْرِ لِلْغَيْرِ قُرْبَةٌ يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى الرَّبِّ الْمَعْبُودِ؛ شَرِيطَةَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْعَمَلُ خَالِصًا لِوَجْهِ اللهِ الكَرِيمِ، " لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

ايها الاحبه الكرام
ان لصنائع المعروف ونفع الناس واعانتهم وقضاء حوائجهم
اداب واخلاق ومنها

ومن الآداب : أن يبذله لمن يستحقه من إنسان أو بر أو فاجر، أو حيوان بأن يبذله لكل ضعيف محتاج أو قريب أو أقرب صاحب دين ومنهاج.



ومن تلك الآداب أيها الإخوة والأصحاب: أن يستر معروفه، وهذا أدعى للإخلاص وعظيم المثوبة.



سمع ابن سرين رجلاً يقول لرجل: فعلت إليك وفعلت إليك، فقال ابن سرين: "اسكت فلا خير في المعروف إذا أُحصي".

وقالت العرب: إذا صنعت المعروف فاستر وإذا صُنع لك فانشر.



ومن آدابه: استصغاره وعدم المن به فالمن سبب لضياعه وحبوطه قال سبحانه (ولاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)، وقال سبحانه (وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ) [المدثر:6]، والمان بالمعروف أحد الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم كما رواه مسلم -رحمه الله-.



وقد قيل: المنة تهدم الصنعة.

أفسدت بالمن ما أسديت من عمل *** ليس الكريم من أسدى بمنان



فبعض الناس يخدم الناس لكن يمنّ به على من خدمه بذكره بين الحضه والأخرى، أو إذا حصل فراق وجفاء فتح ملفات المعروف وأفشى أو إذا ذُكر في مجلس ما، قلت قادحًا ذامًّا: سبق أن صنعت له معروفًا وإحسانًا.

1,521

subscribers

19

photos

542

videos