موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420 @abdu714998420 Channel on Telegram

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

@abdu714998420


مجموعة خطابية متنوعة الخطب والدروس والكتب والمحاضرات المكتوبة وكل مايستفاد منة خطب الجمعه من كل المواقع الإسلامية تجدونها هنا

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة (Arabic)

إذا كنت تبحث عن مصدر موثوق للخطب المنبرية الجاهزة، فقد وجدت المكان المناسب! مرحبًا بك في قناة Telegram بعنوان "موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة" التي توفر لك مجموعة متنوعة من الخطب والدروس والكتب والمحاضرات المكتوبة. هنا، يمكنك الاستفادة من خطب الجمعة من كل المواقع الإسلامية في مكان واحد. هذه القناة ستلبي احتياجاتك الدينية والعلمية بشكل شامل، حيث تقدم لك خطباً تعالج مختلف القضايا الدينية والاجتماعية التي تهم المسلمين. بفضل وجود مجموعة متنوعة من المصادر والمحتوى القيم، ستجد هنا كل ما تبحث عنه لتعزيز فهمك وتعليمك في الدين الإسلامي. سواء كنت ترغب في الاستماع إلى خطب ملهمة، أو قراءة الدروس المفيدة، أو الوصول إلى كتب ومحاضرات قيمة، فإن هذه القناة ستكون رفيقك المثالي. استغل الفرصة الآن للاستفادة من تجربة دينية غنية ومثرية. انضم إلينا اليوم على "موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة" واحصل على جرعة يومية من العلم والتأمل.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


فدل هذا على كلَّ من أحب شيئاً وأطاعه، وكان غاية قصده ومطلوبه، ووالَى لأجله، وعادى لأجله، فهو عبده، وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه؛ ولذلك سمَّى الله طاعة الشيطان في المعصية عبادة للشيطان، (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) [يس:60-61]. فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن.

ومن قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته، فقد كذب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله تعالى في طاعة الشيطان والهوى، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ) [القصص:50]، (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) [ص:26].

قال الحسن: "اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته". وقال أبو يعقوب النهرجوري: "كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة". وقال يحيي ابن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".

ومن هنا يُعلم أن من أتى بلا إله إلا الله ينجو من النار ويدخل الجنة برحمة الله تعالى، بشرط أن يسلم من أنواع الظلم الثلاثة: ظلم الشرك، وظلم العباد، وظلم العبد نفسه بالمعاصي، فمن أشرك دخل النار، ومن ظلم العباد كان منه القصاص، ومن ظلم نفسه بالكبائر كان تحت المشيئة.

فاتقوا الله ربكم، واقدروا كلمة التوحيد حق قدرها، واعرفوا لها فضلها، وحققوا شروطها، وجانبوا نواقضها؛ حتى يكون لكم الأمن في الدنيا والآخرة، ثم صلوا وسلموا على خير خلق الله.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


أيها الأخوة: هذا بعض من فضل لا إله إلا الله؛ ولكن هل ينال فضلها وبركتها من قالها بلسانه فقط؟ كلا؛ حتى يستيقن بها قلبه كما جاء في بعض الأحاديث" مستيقنا"، وفي آخر "خالصاً من قبل نفسه"، وفي آخر "مخلصاً" وفي آخر "يبتغي بذلك وجه الله"، وفي آخر "يقولها حقاً من قبله"؛ إذ تفيد هذه الأحاديث أنه لا يكفي قول اللسان.

نعم يكفي قول اللسان في حقن دمه وماله، ومعاملته في الدنيا كمسلم ما لم يأت بناقص لها، كما ثبت أن أسامة -رضي الله عنه- قتل رجلاً بعد أن قال: لا إله إلا الله فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أسامة، قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟" قال: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح! قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"، وفي رواية "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: "وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" قال أسامة -رضي الله عنه-: "فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ". أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.

أما في الآخرة فلا تكون سبباً في دخول الجنة والنجاة من النار إلا باستكمال شروطها، وانتفاء موانعها، كما تواترت بذلك النصوص، قيل للحسن -رحمه الله-: "إن ناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة". ولما سئل وهب بن منبه رحمه الله: " أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك". وقال الحسنُ للفرزدق وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العُدَّة! لكن، لـ "لا إلا الله" شروط، فإياك وقذفَ المحصنات!.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-: "وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غيرُ الله، والإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالاً، ومحبة وخوفاً ورجاءً، وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه، ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله لغير الله عز وجل، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك؛ ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها طاعة غير الله، أو خوفه، أو رجاؤه، أو التوكل عليه، والعمل لأجله" ا.هـ.

فمن ظن أن مجرد النطق بهذه الكلمة ينجيه من النار ويدخله الجنة، ولو لم يستيقن بها قلبه، وتعمل بهذا اليقين جوارحه، فقد أخطأ في ظنه؛ لأن كثيراً ممن يقعون في نواقض الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام وأهله من المنافقين يقولونها، ومنافقو عهد الرسالة الذين مردوا على النفاق كانوا يقولونها بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حقناً لدمائهم وأموالهم! ومع ذلك أخبر الله أن المنافقين بفعلهم هذا يخادعون الله وهو خادعهم؛ فكان جزاؤهم أنهم في الدرك الأسفل من النار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد:19].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

*الخطبة الثانية:*
الحمد لله حمداً طيبا كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى؛ فإن الإيمان مع التقوى، يجعلُ العبد من الأولياء، وأولياءُ الله لهم البشرى، (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس:64].

أيها الإخوة المؤمنون: اتِّباعُ الهوى من أعظم ما يعارض كلمة التوحيد، لأن لا إله إلا الله تقتضي عدم طاعة الهوى، وإلا كان الإله هو الهوى، كما قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) [الجاثـية:23]. قال قتادة: "هو الذي كلما هوى شيئاً ركبه، وكلما اشتهى شيئاً أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى"، ويشهد لهذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش" أخرجه البخاري.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*فضـــــل لا إله إلا الله*
*للشيخ/ إبراهيم الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، تفرد بالجلال والكمال، وتنزه عن النظراء والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتعبد الموحدون بذكره، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء:44].

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله حتى يقرر أن لا إله إلا الله؛ فأقام الدين، ونشر التوحيد، وأوضح الشريعة، حتى توفاه الله تعالى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، أئمة الهدى، وأنوار الدجى، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].

أيها المؤمنون: كلمةٌ التقوى هي كلمةُ الإخلاص والتوحيد، لا إله إلا الله، وهي شهادةُ الحق ودعوةُ الحق، وبراءةٌ من الشرك. لأجلها خُلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:25 (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) [النحل:2].

قال سفيان بن عيينه -رحمه الله تعالى-: "ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله". لأجل هذه الكلمة أعدت دارُ الثواب ودارُ العقاب، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد؛ فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر.

هي مفتاحُ الجنة وثمنها، وهي دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحاً، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما صح ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي موجبةٌ للمغفرة، ومنجاةٌ من النار. سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤذناً يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: "خرج من النار" أخرجه مسلم، وقال أبو ذر -رضي الله عنه-: قلت يا رسول الله، كلمني بعملٍ يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: "إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشرُ أمثالها"، قلت: يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: "هي أحسن الحسنات" أخرجه أحمد.

لا إله إلا لله تمحو الذنوب والخطايا، وتجدد ما درس من الإيمان في القلب، وهي أفضل الذكر، وأثقل شيء في الميزان، كما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-ما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن نوحاً قال لابنه عند موته: "آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كنّ في حلقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله" أخرجه أحمد بسند صحيح.

إن هذه الكلمة العظيمة إذا قالها المسلم صعدت إلى السماء، وخرقت الحجب؛ حتى تصل إلى الله تعالى، أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما قال عبدٌ لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش، ما اجْتُنبت الكبائر".

هذه الكلمةُ أفضلُ الأعمال، وأكثرها تضعيفاً، تحفظ العبد من الشيطان، وتعدل عتق الرقاب؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه" متفق عليه.

وهي التي تفتح أبواب الجنة؛ كما جاء في حديث عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". أخرجه مسلم.

تحرم النار على من قالها مخلصاً؛ كما في حديث عتبان بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" أخرجه الشيخان، وعندهما أيضاً أن الله تعالى يقول: "وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله"، ولهذا السبب فهي تقطع ظهر إبليس، كما قال سفيان الثوري: "ليس شيء أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله".

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


أيها المسلمون: كما أن هناك أضراراً تعليمية للتعليم المختلط؛ فمن ذلك:
ضعف القدرات الذهنية لانشغال كل جنس بالآخر، وانخفاض المستوى الدراسي، وتؤكد بعض الإحصائيات في دراسة لمجلة نيوزويك الأمريكية أنه عندما يدرس كل جنس بعيداً عن الاخر؛ فإن التفوق العلمي يتحقق.

عباد الله: ولم تقف الأضرار هنا بل هناك أضرار اجتماعية وعلى رأسها: العزوف عن الزواج حينما تصير المرأة مبتذلة يحصِّل منها الرجل ما يريد، فلا يفكر بعد ذلك بالزواج وأعبائه، فتؤكد بعض الإحصائيات أن ثلث سكان فرنسا يعيشون بدون زواج أو ارتباط.

ومن الأضرار الاجتماعية: كثرة الطلاق بسبب العلم بالعلاقات المحرمة نتيجة الاختلاط، ومن الأضرار: تنامي ظاهرة الزواج العرفي،
ومن الأضرار: تحطيم الأسرة لما سبق من الأضرار.

ومن الأضرار: انهيار المجتمع، فقد كشفت دراسة مصرية أن أكثر من (14) ألف طفل مصري على الأقل بلا اسم ولا هوية أو نسب، وأغلب هؤلاء الأطفال جاء من الزواج العرفي.

عباد الله: ومن أضرار الاختلاط: الأضرار الاقتصادية حيث يحاول كل من الجنسين إظهار كرمه وسخائه وجماله أمام الجنس الآخر، فيتحمل بذلك مسؤوليات كبيرة ونفقات باهضة؛ للاهتمام باللباس والمظهر الخارجي ونفقات الاتصالات الهاتفية.

والضحية الكبرى والخاسر الأكبر في الاختلاط هو المرأة؛ فقد تصاب بالتوتر والقلق والكبت إذا حافظت على عفتها، وقد تترك الدراسة والوظيفة لكثرة المضايقات والتحرشات، أما إذا سلَّمت نفسها للوحوش الكاسرة فقد ضيعت أعز ما تملك، وأصبحت في صراع نفسي قد يتحول إلى صراع عائلي وتصير خائنة في نظر أسرتها، ضائعة في مجتمعها لا تعرف دفء الأسرة، ولا حنان وراحة الحياة الزوجية النظيفة؛ فهل من متعظ بعد هذه التصريحات والأرقام والإحصائيات يا عباد الله؟!

نسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين وأعراضهم من كل هدم وخدش.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لكم.

*الخطبة الثانية:*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: أيها المسلمون: من العجائب -والعجائب جمة- مطالبات حثيثة وسعي لا يمل من منظمات نسائية في بلاد المسلمين بالمساواة المطلقة بين الرجال والنساء في كل شيء، ويلزم من ذلك وجود الاختلاط في كل مجال.

والعجب كل العجب أن هذه النداءات الصارخة تريد استنساخ الحياة الغربية بعفنها لتطبق في بلاد المسلمين، ومن ذلك ما يتعلق بالاختلاط، وعقلاء الغرب قد رجعوا من هذه السوق معترفين نادمين خاسرين، وبعض المسلمين والمسلمات يريدون أن يذهبوا إلى هذه السوق مبكرين، واسمعوا إلى أقوال هؤلاء الغربيين، وتأملوا في أحوالهم، لتعرفوا عظمة الإسلام، وحرصه على حفظ أعراض المسلمين وعفتهم.

تقول الكاتبة الانجليزية الشهيرة أنا رود: "ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف، إنه عار على بلاد الانجليز أن نجعل بناتنا مثلاً للرذائل بكثرة المخالطة للرجال، فمالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية، وبما يوافق القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها وحفاظاً على أنوثتها".

وفي ألمانيا قامت مظاهرة نسائية تدعو إلى تحرر المرأة من العمل وتفريغها للبيت وشؤونه، ونادت النساء في هذه المظاهرة أن ينص عقد الزواج على عدم مزاولة المرأة للعمل، وأن تكون رسالتها الزوجيةَ والأمومةَ لا مزاحمةَ الرجال في المكاتب والمصانع والمرافق الحكومية.

ويقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: "إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة".

وهذه كاتبة أمريكية مشهورة تقول للمسلمين: "أنصح بأن تتمسكوا بأخلاقكم وتقاليدكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة، بل وارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية ومجون أوروبا وأمريكا".

ويقول جورج رائيلي: "والسبب الخطير الذي عمت لأجله الفوضى الجنسية في المجتمع أن النساء لا يزلن يتهافتن على الأشغال التجارية ووظائف المكاتب والحرف المختلفة، حيث تسنح لهن فرص الاختلاط بالرجال صباح مساء، وقد حط ذلك المستوى الخلقي في الرجال والنساء".

فيا أمة العفاف والنقاء: هذه صورة عن تلك المجتمعات البعيدة عن الإسلام، وهذه حروف الندم يكتبونها للعالم:
ذاقوا البلاء فأرسلوا كلماتهم *** للاهثين وراءهم ليعوها
هذي ندامتهم وصدق حديثهم *** في الاختلاط وعِبرة عرفوها
قل للذين يسارعون لنهجهم *** عودوا فهذي حكمة فخذوها

فماذا بعد هذا؟ ألا نحمد الله على ديننا دين العفة والنزاهة، الذي من تمسك بتعاليمه ربح السعادة في الدنيا والآخرة، (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


وقد ظلت الأمة تحمي عرين هذه الفضيلة الجليلة من سهام أعدائها، وتمنعها من الاندثار والتسلل غير أن ضعف التمسك بالدين، وتواتر جهود الكافرين لهزيمة الأمة وقهرها قد أدى إلى ظهور بعض مظاهر خدش العفاف عند بعض المسلمين؛ مثل اختلاط الرجال بالنساء، والتساهل وعدم المبالاة بأخطاره وأضراره.

وقد كان من نتائج ذلك الضعف الديني لدى المسلمين وقوة الجهود عند الكافرين: دخول الاستعمار بلادَ أهل الاسلام للعبث بمعتقداتهم وسلوكهم، وتفتيت وحدتهم واجتماعهم، ونهب عقولهم ومقدرات أوطانهم، فنشر الاستعمار التفسخ والسفور، واختلاط الإناث بالذكور، ابتداء بنسائه بين نساء المسلمين، كما حصل من الاستعمار الفرنسي لمصر والشام، فرأى بعض المسلمين والمسلمات هذه المظاهر فتأثروا بها فلما رأى المستعمرون أن رسالتهم التدميرية لعفة المسلمين قد وصلت إلى عقول أولئك المخدوعين بعد أمدٍ سلموا لهم زمام الأمور في بلدان المسلمين، فراح أولئك المخذولون المخدوعون يبثون الاختلاط ومقدماته ومآلاته بين الشعوب المسلمة، في التعليم، والإعلام، والصحة، والتوظيف، وغير ذلك.

حتى ظهر البث الفضائي والتلفزة ووسائل الإعلام الحديثة المختلفة، فتأثر بعض النساء والرجال بما يشاهدون، فحصل التساهل والمسارعة إلى الاختلاط بين الذكور والإناث، فالتقت النار بالهشيم.

أيها المسلمون: إن الذين يروجون للاختلاط بين الذكور والإناث بين المسلمين قد يكونون أعداء للعفة، فيريدون أن تراق بين الناس لتعبث الرذيلة بعد ذلك كيف شاءت، وبعضهم يروج للاختلاط ويشجع عليه بدافع حسن جاء نتيجة الجهل والغفلة عن الأضرار والاثار المترتبة على هذا المعول الهدام، أو لا يعلم أهل الاختلاط والداعون إليه أن الاختلاط بين الجنسين سبب لأضرار أخلاقية وسلوكية، وأضرار صحية ونفسية، وأضرار اجتماعية واقتصادية، وأضرار عقلية وتعليمية؟!

فمن أخطر الأضرار السلوكية والأخلاقية: تفشي الفاحشة واستصغارها، وهذا أمر وارد لكثرة الملازمة، وإطلاق العيون في المفاتن والجواذب. قالت طبيبة غربية تدعى ماريون: "وإني أعتقد أنه ليس في الإمكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين رجل وامرأة، ينفرد أحدهما بالآخر ساعات طويلة".

وإذا حصلت الجريمة -والعياذ بالله- ترتبت عليها أضرار أخرى منها:
الحمل خارج عش الزوجية؛ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين في بريطانيا أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً، وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً 48% من تلميذات إحدى المدارس الثانوية.

ومن نتائج الجريمة: كثرة حالات الإجهاض، فقد نشرت إحدى المجلات العربية عن بعض التقارير الرسمية أنه في عام واحد بلغ عدد عمليات الإجهاض للطالبات في المدارس الثانوية وحدها في أمريكا (250) ألف عملية، وأن أكثر من ستين في المائة من اللواتي تزوجن -ومنهن من هي دون التاسعة عشرة- ذهبن إلى بيوت أزواجهن ليلة الزفاف، وفي بطن كل منهن جنين لم يكتمل تكوينه لا يعلم من أبوه!.

ومن نتائج الجريمة: كثرة أولاد الزنا، فقد نشر في صحيفة إنجليزية أن عدد الأطفال غير الشرعيين في بريطانيا بلغ في عام واحد 63 ألف طفل.

ومن نتائج الجريمة: كثرة الأمراض الجنسية، يقول دكتور فرنسي متخصص في جراحة الأمراض النسائية: "إن أغلب الأمراض الجنسية التي نعاني منها سببها الاختلاط غير المشروع بين الرجل والمرأة".

بل في دولتين صغيرتين سكانهما نصارى ووثنيون بلغت نسبة المصابين بالإيدز فيهما 40% حوالي نصف السكان، كما نشرت ذلك منظمة الصحة العالمية.

أيها المسلمون: ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: ذهاب الحياء من الرجال والنساء، وقد ذكر أحد الباحثين في مصر أن الاختلاط على مقاعد الجامعة جرأ بنات من بيوت كريمة على الاختلاط في حمام المعرض، وعلى التجرد من الملابس للاستحمام أمام الرجال.

ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: حصول السلوك العدواني، ومن ذلك التحرش الجنسي، فقد ذكرت مجلة سفنتيز الأمريكية أن ما لا يقل عن 89% من الفتيات يتعرضن للتحرشات الجنسية ابتداء باللمس وانتهاء بالاغتصاب.

ومن ذلك السلوك العدواني: جرائم القتل والاغتصاب، وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى معدل في العالم في جريمة الاغتصاب، فقد أعلن مركز الضحايا الوطني أن واحدة من ثمان بالغات تعرضت للاغتصاب، ويشير المسح إلى أن 61% من حالات الاغتصاب تمت لفتيات تقل أعمارهن عن 18 عاماً.

ومن الأضرار السلوكية: الانطواء، وضعف القدرة على التعامل مع الآخرين، وتغير طبيعة الرجل والمرأة، وفقدان الأمن والشعور بالقلق والخوف.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:13


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الاختلاط وخطره على العفاف*
*للشيخ / عبدالله العواضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1 ]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الأحزاب:70-71].
أما بعد:

أيها المسلمون: إن هناك معاول هدم وخدش لحصن العفة والصيانة، قد يغفل الناس عنها، أو يتساهلون في الحذر منها، ولا يستيقظون إلا على قرع البلاء الشديد لأبوابهم.

ومن تلك المعاول التي قد تتابعت ضرباتها وما زالت، ووجدت آثارها الموجعة على جدار العفة: معول الاختلاط بين الذكور والإناث في أماكن الدراسة؛ في المدارس والجامعات والمعاهد والمنتديات، وفي أماكن العمل والوظائف والملتقيات، وفي ربوع المتنزهات.

عباد الله: اعلموا أن هذه الشريعة الحكيمة هي شريعة النقاء والطهارة المعنوية والحسية، ومن مجالات ظهور ذلك أنها جاءت للحفاظ على الأعراض والأنساب من الدنس والرفث والخبث؛ فقد شرع الله -عز وجل وهو الحكيم فيما شرع والعليم بعباده ومصالحهم حينما كلفهم بذلك الشرع- شرع لهم الوسائل والأسباب التي تحافظ على العرض نقياً عن كل عيب، رفيعاً عن كل ريب، ونهاهم عن الطرق المعوجة التي توصل إلى نحر العرض بخنجر الزنا والفاحشة أو مقدماتها؛ ولهذا نجد -معشر المسلمين- ديننا الحنيف يحرم الوسائل والسبل التي توصل إلى جريمة الزنا والوقوع في عفنها وقذرها.

ومن قواعد تشريعنا الإلهي أن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن أمثلة هذه القاعدة العظيمة في هذا الباب قوله -تعالى-: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)
فحرم الله -جل جلاله- قربان الزنا، وفي قرب الزنا تدخل كل وسيلة توصل إليه ومن ذلك:

إطلاق البصر من الرجال والنساء، والخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وسفر المرأة بلا محرم، ومس المرأة الأجنبية بالمصافحة، والتبرج والسفور، ويقف الاختلاط على رأس هرم هذه الوسائل والأسباب؛ لأنه قد يجمع أكثر من وسيلة وسبب مما حرم الشارع على الرجال والنساء أو على أحد الجنسين، إضافة إلى هذه المناهي-التي يمثل البعد عنها دروعاً واقية- نجد أن الشرع الحنيف أمر أن يكون سؤال الرجل للمرأة من وراء حجاب، وبين الحكمة من ذلك فقال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[الأحزاب:53].

وأمر بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا عشر سنوات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع"(رواه أبو داود).

و أمر المرأة بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة فقال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب:33].

فإذا خرجت فقد نهاها عن التبرج، ونهاها عن المشي وسط الطريق المزدحمة بالرجال؛ فعن حمزة بن أبى أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: "استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به"(رواه أبو داود، وهو حسن).

ونهاها عن التطيب والتعطر عندما تخرج وتمر على الرجال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية"(رواه الترمذي، وهو صحيح).

ونهاها أن تصف المرأةَ الأجنبيةَ لزوجها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنما ينظر إليها"(رواه البخاري)؛ فهذه بعض الأوامر الشرعية التي تجعل العرض الشريف بعيداً عن الخطر والتهم.

معشر المسلمين: إن المجتمعات المسلمة مجتمعات محافظة على كنز الحشمة وصيانة الشرف؛ لأن ذلك من تعاليم الدين الحنيف الذي يربي في الناس الفضائل ويحرسها، ويقتلع منهم الرذائل ويمنع عودتها.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


اللهم إنا نسألكَ فعلَ الخيرات، وتركَ المنكَرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردتَ بقوم فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتِكَ، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك،
اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغْنا فيما يرضيكَ آمالَنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالَنا،
اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اكفنا أعداءكَ وأعداءنا بما شئتَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بكَ من شرورهم، اللهم إنا نجعلكَ في نحورك أعدائك وأعدائنا، ونعوذ بكَ من شرورهم، اللهم إنا نجعلكَ في نحورك أعدائك وأعدائنا، ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم يا حيُّ يا قيومُ أَصْلِحْ لنا شأنَنا كلَّه، ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ،
اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، اللهم زِدْنا ولا تَنقُصْنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثِرْنا ولا تُؤثر علينا، اللهم آثِرْنا ولا تُؤثِر علينا، اللهم آثِرْنا ولا تُؤثِرْ علينا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]،
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]،

وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، والحمد لله رب العالمينَ.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


الخالية.

فاتقوا الله -عباد الله-، واستَجِيبوا لهذا التوجيه النبوي الذي تضمَّنته هذه الوصيةُ العظيمةُ، واحرِصوا على ما ينفعُكم في دينِكم ودُنياكم، واستعِينوا بالله في كل أموركم، واجتنِبوا القُعودَ عمَّا لا يصِحُّ القعودُ عنه؛ من خيرٍ تُرضونَ به ربَّكم، وتعلُو به درجاتُكم، وتبلُغون به ما تَرجُون في دُنياكم وأُخراكم.

نفعَني الله وإيَّاكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: ليس للإنسان أن يدَعَ السعيَ فيما ينفعه الله به مُتَّكِلًا على القَدَر؛ بل يفعل ما أمرَه اللهُ ورسولُه به، فقد أمَر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المُسلمَ أن يحرِص على ما ينفعه، والذي ينفعه -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله-: "يحتاج إلى مُنازَعة شياطين الإنس والجن، ودَفْع ما قُدِّرَ من الشر بما قدَّره اللهُ من الخير، وعليه مع ذلك أن يستعين بالله؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وأن يكون عملُه خالصًا لله، فإن الله لا يقبلُ من العمل إلا ما أُريدَ به وجهُه -سبحانه-، وهذه حقيقةُ قولِك: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)[الفاتحة: 5]، والذي قبلَه حقيقةُ: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الْفَاتِحَةِ: 5]، فعليه أن يعبُدَ الله بفعل المأمور وترك المحظور، وأن يكون مُستعينًا بالله على ذلك، وفي عبادة الله وطاعته فيما أمَر إزالةُ ما قُدِّرَ من الشر بما قُدِّرَ من الخير، ودفعُ ما يُريدُه الشيطانُ ويسعَى إليه من الشر قبل أن يصِل بما يدفعُه الله به من الخير، قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ...)الآيةَ [البقرة: 251].

فاتقوا الله -عباد الله-، واجعَلُوا من الحرصِ على ما ينفعُكم، والاستعانةِ على ذلك ديدنَكم وسبيلَكم.

ألا وإن من أعظم ذلك وأجبه وأدله على كمال الإخلاص لله -تعالى-، وتمام الانقياد له، والرغبة فيما عنده الاعتصام بحبل الله المتين، والاستمساك بهدي سيد المرسلين، ونَبْذ الفُرْقة، والتجافي عند التنازع، والحذر من التحزُّب والاختلاف الذي يتجلَّى في أوضح صُوَرِه، بالانتماء إلى تنظيمات وأحزاب وجماعات مخالِفة في نهجها كتابَ الله -تعالى-، وسنةَ نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، وهديَ سلف الأمة؛ فإن عاقبة ذلك الفشل، وذَهاب الريح في الدنيا، وسوء المصير والعذاب في الآخرة، كما جاء بيان ذلك وإيضاحه مفصَّلًا وافيًا كافيًا فيما صدر عن هيئة كبار العلماء -وفَّقَهم الله تعالى- إلى كل خير، وأجزَل لهم المثوبة، ووفَّق الجميع إلى كمال الانتفاع به؛ ليعظم الخيرُ، ويُتَّبعَ الهدى، وتُدرأ الشبهةُ، وتقوم الحجةُ، وتنقطع المعاذيرُ.

ألا وصلُّوا وسلِّموا على خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورحمة الله للعالمين، فقد قال -سبحانه- في الكتاب المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعينَ، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعنا معهم بعفوك، وكرمك، وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداءَ الدينِ، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدينَ، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجْمَعْ كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ وسنةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.

اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر،

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*احرص على ما ينفعك واستعن بالله*
*للشـيخ/ أســـامـة خـــياط*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الهادي لمن استهداه، الكافي لمن تولَّاه، أحمده -سبحانه-، حمدًا يُبلِّغنا رضاه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ولا ربَّ ولا إلهَ سواه، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، وأمينُه على وحيه ومصطفاه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثرَه واتَّبع هداه.

أما بعدُ: فاتقوا عبادَ اللهِ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

أيها المسلمون: أصلانِ عظيمانِ جامعانِ لكل أسباب التوفيق ومجامع الخير، تضمَّنَتْهما وصيةٌ نبويةٌ عظيمةٌ، جاءت في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا لَمْ يُصِبْنِي كَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".

عبادَ اللهِ: إنَّ الحرصَ على ما ينفع، والاستعانةَ بالله بالثقة فيه، والاعتماد عليه، والتوكُّل واللُّجوء إليه، هما بمنزلة طريقين؛ من وُفِّقَ إلى السير فيهما كان هو المُوفَّق إلى بلوغ ما يُؤمِّل، والسلامةِ ممَّا يرهَب؛ وذلك بإدراك كلِّ خيرٍ في العاجِلة والآجِلة.

وأعلى ذلك وأشرفُه وأعظمُه الحَظوةُ برضوان الله، والنظرُ إلى وجهه الكريم في جنات النعيم، وتلك هي الزيادة التي وَعَدَ اللهُ بها الذين أحسَنوا العملَ وأخلَصوا القصدَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يُونُسَ: 26].

فقد جمَع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بين هذين الأصلَينِ العظيمينِ أبلغ جمعٍ وأدلَّه على المقصود، حين أمَر بالحرصِ على الأسباب، وبالاستعانة بالمُسبِّب -سبحانه-، ونهى عن العجز؛ إمَّا بالتقصير في طلب الأسباب وعدم الحرصِ عليها، وإمَّا بالتقصير في الاستعانة بالله وتَرْك تجريدِها.

والدينُ كلُّه -كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "تحتَ هذه الكلمات النبوية".

فالحرصُ على ما ينفع العبد أصلُ كلِّ ما يكون به فلَاحُه وسعادتُه في دُنياه وأُخراه، والاستعانةُ بالله -تعالى- بالثقة فيه -سبحانه-، والالتجاء إليه، والاعتماد عليه، أصلُ القَبول، وسبيلُ الثواب، وطريقُ الهداية إلى صراط الله المُستقيم، فإذا حرِصَ المرءُ على ما ينفعه، ولا أنفعَ له في دُنياه وآخرته من عبادة ربِّه التي هي غايةُ خلقِه، كما قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56].

والعبادةُ هي فعلُ كل ما يُحبُّه اللهُ -تعالى-، وتركُ ما ينهى عنه؛ مُبتغيًا بذلك وجهَه، مُتابِعًا فيه رسولَه -صلى الله عليه وسلم-، فالعبادة كما تكون صلاةً، وصيامًا، وحجًّا، وزكاةً، تكون كذلك شُكرًا، وصبرًا، ورضًا، وشوقًا إلى الله، ودُعاءً، وتذلُّلًا، وتضرُّعًا، وإخباتًا، وإنابةً، وخشوعًا له وحدَه -سبحانه-.

وتكون أيضًا أكلًا للحلال الطيِّب، واجتنابًا للحرام الخبيث، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وبِرًّا بالوالدينِ، وحُسْنَ خُلق، وتوقيرًا للكبير، ورحمةً بالصغير والمسكين، وصِدْقًا في الحديث، وأداءً للأمانة، ووفاءً بالعهد، واجتنابًا للرِّبا، وسائر ما حرَّم اللهُ، وغضًّا للبصر، وحفظًا للفَرْج، وصيانةً للعمر من ضياعه في الفُضول؛ من المُخالَطة والنظر والكلام والأكل والنوم، ودعوةً إلى الله على بصيرةٍ: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].

وإذا استعان بالله وترَك عبادةَ ما سِواه، وفي الطليعة من ذلك: عبادةُ الشيطان، الذي قال الله في التحذير من عبادته: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[يس: 60]، وعبادتُه هي طاعتُه فيما يأمرُ به من الكفر بالله والشرك به.

فإذا فعَل ذلك فقد أخَذ بمجامع أسباب التوفيق، وحَظِيَ بيُمن هذه الوصية النبوية، وكان له من حُسْن التأسِّي وكمال الاقتداء بسيد الأنام -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام-، ومن صِدْق الاتباع لهديِه ما يكونُ أعظمَ عونٍ له على بلوغ الحياة الطيبة، والظَّفَر بالجزاء الضافِي الكريم، الذي أعدَّه اللهُ بالجنة للمتقين المُوفَّقين إلى الخيرات في الأيام

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


ثالثًا: كثرةُ الذنوبِ والمعاصي، فالذنوبُ حجابٌ عن كلِّ خيرٍ، وعائقٌ عن كلِّ طاعةٍ.

أعوذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء:9].

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذكْرِ الحكيمِ، فاستغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِهِ، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتنانِهِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، تعظيمًا لشأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانِهِ، صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلمُوا أنّ هَجْرَ القرآنِ الكريمِ نذيرُ شؤمٍ، وعلامةٌ على تَسَلُّطِ الشيطانِ، قال -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)[الأعراف: 175-176].

وشكا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربِّهِ -عَزَّ وجلَّ- هَجْرَ قومِهِ للقرآنِ فقالَ: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)[الفرقان: 30]. قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- لقراءِ البصرةِ: "..اتْلُوهُ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، كما قَسَتْ قُلُوبُ مَن كانَ قَبْلَكُمْ"(أخرجه مسلم 1050).

أيُّهَا المؤمنونَ: إنَّ القرآنَ الكريمَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ -عزَّ وجلَّ ومِنّةٌ-، تفضّلَ بهِ على هذهِ الأُمَّةِ، ومِنْ شُكْرِ نعمةِ القرآنِ الكريمِ تلاوتُه والإقبالُ عليهِ، قال -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[الزخرف: 44]، فما من مسلمٍ إلا وسيسأَلُهُ ربُّهُ -عزَّ وجلَّ- عن القرآنِ الكريمِ، هل قامَ بِهِ فارتَفَعَ، أم أَخْلَدَ بِهِ إلى الأرضِ، واتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى.

أسألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَ القرآنَ ربيعَ قلوبِنَا، ونُورَ قُبُورِنَا، وشَاهِدًا وَشَفِيعًا لنَا.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أَمْرِ المسلمينَ لِلْحُكْمِ بكتابِكَ، والعمل بسنَّةِ نبيِّكَ

اللهمَّ ارحَمْ هذا الجمعَ من المؤمنينَ، اللهمَّ استر عوراتِهِمْ، وآمِنْ روعاتِهِمْ وارفَعْ درجاتِهِمْ في الجنَّاتِ، واغفرْ لَهُم ولآبَائِهِمْ وأمَّهَاتِهِم، وأَصْلِحْ نيَّاتِهِمْ وذريَّاتِهِم واجمعنَا وإيَّاهُم ووالدِينَا وأزواجنا وذرياتنا ومن لهُ حقٌّ علينَا في جنَّاتِ النعيم.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفى فقد أَمَرَكم اللهُ بذلكَ فقالَ -جلَّ من قائلٍ عليمًا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:56].

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


*خطورة هجر القرآن الكريم*
*للشيخ/ عبد الله الطيار*

*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، ويقضِي ولا رَادَّ لقضائِهِ، بيدهِ مقاليدُ الأمورِ والأسبابِ، أحمدُهُ سبحانَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ. وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ أَيُّهَا المؤمنونَ، فالتقوى وصيةُ اللهِ للأوَّلينَ والأخرينَ، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء:131].

عِبَادَ اللهِ: إنَّ القرآنَ الكريمَ عِزٌّ لا يُهزمُ أنصارُهُ، ومِنهَاجٌ لا يضِلُّ ناهجُهُ، هو الفصلُ ليس بالهزلِ، من تركَهُ من جبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، ومن ابتَغَى الهُدَى في غيرِه أضلَّهُ اللهُ، وهو حبلُ اللهِ المتينُ، لا تزيغُ بهِ الأهواءُ، ولا تختلفُ به الآراءُ، ولا تلتبسُ به الألسُنُ، ولا تنقضي عجائبُهُ، مَنْ قالَ بهِ صدَقَ، ومَنْ حَكَمَ به عَدَلَ، ومَنْ عَمِلَ بهِ أُجِرَ، ومَنْ دَعَا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ، قالَ اللهُ -تعالى-: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)[سبأ: 6].

أيُّهَا المؤمنونَ: إنَّ المسلِمَ إذا أَقْبَلَ على كِتَابِ ربِّهِ بقلبٍ خاشِعِ، يتلُو آياتِهِ، ويتدبَّرُ عِظَاتِهِ، ويَقِفُ عِنْدَ أَحْكَامِهِ، لا يُعْدَمُ الخيرُ أبَدًا، ومِنْ وُجُوهِ هذا الخيرِ مَا يَأتي:

أولاً: مُضَاعَفَةُ الحسنَاتِ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قَرَأَ حَرْفًا مِن كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشَرةِ أمثالِها لا أقولُ (الم) حَرفٌ، ولكن ألِفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ" (أخرجه الترمذي ٢٩١٠، وصححه الألباني).

ثانيًا: رِفْعَةُ الدرجاتِ في الجنَّةِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأْ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرؤُها"(أخرجه أبو داود ١٤٦٤، وصححه الألباني).

ثالثًا: الفوزُ بشفاعةِ القرآنِ يومَ القيامَةِ: قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "اقرؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه"(أخرجه مسلم ٨٠٤).

رابعًا: ثباتُ القلبِ عند الفتنِ: قال -تعالى-: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)[الفرقان: 32].

خامسًا: القرآنُ عِصْمةٌ وحِصْنٌ من الشيطانِ، قال -تعالى-: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ)[الشعراء: 210-212].

أيُّهَا المؤمنونَ: اعلموا أنّ القرآنَ الكريمَ كتابٌ عزيزٌ، ومن مظاهرِ عزَّتِهِ أنَّهُ لا يقبلُ الضَّيْمَ، فمنَ هَجَرَ القرآنَ هجرَهُ القرآنُ، ولذا أُمِرَ المسلم بتعاهدِهِ، وكثرةِ تلاوتِهِ أناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهَارِ، والحذرَ من هجرِهِ، قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ"(أخرجه البخاري 5031). وقال أيضًا: "بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ"(أخرجه البخاري 5032).

أيُّهَا المؤمنونَ: وقد حذَّر اللهُ -عزّ وجلّ- مِن هجرِ القرآن فقالَ: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)[فصلت:3، 4]، وتوعَّد مَن يهجرُ القرآنَ بقولِهِ: (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا)[طه: 99-101].

عبادَ اللهِ: ومِنْ أسبابِ هجرِ القرآنِ الكريمِ مَا يأتِي:

أولاً: الجهلُ بمكانةِ القرآنِ الكريمِ، وأهميَّتِهِ، وما يترتَّب على العنايةِ بهِ، والإقبالِ عليهِ من الخيرِ والبركةِ والهدايةِ والتوفيق.

ثانيًا: الانشغالُ بغيرِهِ من الملهياتِ، والتي تَعُجُّ بها دُنْيَا النَّاسِ اليومَ، كالجوالاتِ ومِنَصَّاتِ التواصلِ الاجتماعي، ولغوِ الحديثِ، وما أغبنَ أنْ يَقْطَعَ العبدُ تواصلَهُ مع خالقِهِ -عزَّ وجلَّ- بهجرِ القرآنِ؛ ليتواصلَ مع أشخاصٍ ومنصاتٍ لا تزيدُه إلا وَبَالًا وخَسَارًا، فيستبدلُ الذي هو أدني بالذي هو خيرٌ، نعوذُ باللهِ من الخُذْلانِ.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


ومَنْ كان نهجُه وديدَنُه وحياتُه في هذه الحياةِ المراغَمَةَ والعِنادَ والإفسادَ فما أعظمَ مُصيبتَه! وما أكبر عقوبتَه! وما أحراهُ بحلول نِقمةِ اللهِ عليه وسخطه ومَقتِه وعِقابه وعذابه!

اللهمَّ أَجِرنا أجمعين من سخطِك وعقابِك يا ذا الجلالِ والإكرامِ، اللهمَّ واستعملنا في طاعتِك، ووفِّقنا لرضاك، واهدِنا إليك صراطًا مُستقيمًا، اللهمَّ واكِفنا بقدرتِك وعزّتِك ومَنِّكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ إفسادَ المُفسدين، وإلحادَ الملحِدين، وإجرامَ المُجرمين، يا حيُّ يا قيّومُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ يا ربَّ العالمين.

وصلّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد اللهِ كما أمركم اللهُ بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: ٥٦]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاءِ الراشدين الأئمةِ المهديين أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهمّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمِك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واحمِ حوزةَ الدينِ يا ربَّ العالمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعل ولايتنا فيمَن خافك واتقاك واتَّبع رضاك يا ربَّ العالمين.

اللهمَّ آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنت خير مَن زكّاها أنت وليُّها ومولاها.
اللهمَّ أعنّا ولا تُعنْ علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكُر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على مَن بغى علينا.
اللهمَّ اجعلنا لنا شاكرين، لك ذاكرين، إليك أوّاهين مُنيبين، لك مُخبتين لك مُطيعين.
اللهمّ تقبّل توبتَنا، واغسل حوبتَنا، وأجِبْ دعوتَنا، واهدِ قلوبَنا، وسدّد ألسنتَنا، واسلُلْ سخيمةَ صدورِنا.
اللهم وأصلح ذات بينِنا، وألّف بين قلوبِنا، واهدنا سبُل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعِنا وأبصارِنا وأزواجِنا وأموالِنا وأوقاتِنا وذريّاتِنا، واجعلنا مُبارَكِين أينما كنَّا، اللهمَّ ومَن أراد في بلادِنا وبلادِ المسلمين سوءًا وشرًّا وفسادًا فأشغِلْهُ في نفسِهِ يا حيُّ يا قيُّومُ، واجعلْ كيدَه تدميرًا عليه يا ذا الجلالِ والإكرامِ.
ربَّنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإنْ لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].

عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ وآلائِه وأفضالِهِ يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 23:12


*المجاهرة بالرذيلة*
*للشيخ/ عبدالرزاق البدر*

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: معاشر المؤمنين: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه مراقبةَ مَن يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه.
وتقوى اللهِ -جلَّ وعلا-: عملٌ بطاعةِ اللهِ على نورٍ من الله رجاءَ ثوابِ اللهِ، وترْكٌ لمعصية اللهِ على نورٍ من الله خيفةَ عذابِ اللهِ.

ثم اعلموا -رعاكم الله تعالى-: أنَّ من الجرائمِ الكبارِ، والجناياتِ البالغةِ، والتعدِّيات الآثمةِ: المجاهرةَ بالمعاصي والآثامِ، والاستعلانَ بالفواحشِ والرذائلِ؛ فإنَّ هذا فيه من المراغمةِ والعنادِ والاستخفافِ والإفسادِ ما يستحقُّ به فاعلُه عقوبةَ اللهِ وسخطَه ونقمتَه، وعِقابَه في الدنيا والآخرةِ، جاء في الصحيحين من حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ".

عباد الله: المجاهرةُ بالمعاصي والرذائلِ والآثامِ تُعدُّ خيانةً من المجاهِر على ستر الله الذي أَسدَله عليه، وتحريكٌ لرغبةِ الشرِّ فيمَن أَسمَعَه أو أَشهَدَه؛ فهما جنايتان انضمَّتْ إلى جنايته الأولى، وهي ارتكابُ الذنبِ واقترافُ الخطيئةِ، فتغلَّظتْ معصيتُه بذلك، فإذا انضافَ إلى ذلك -عباد الله- الترغيبُ للغيرِ في المعصيةِ، وحمْلُ الناسِ عليها صارت جنايةً رابعةً وتفاحشَ بذلك الأمر.

عباد الله: المجاهرةُ بالرذيلةِ والمعصيةِ والاستعلانُ بالفاحشةِ والآثامِ جُرْمٌ من أعظمِ الجرائمِ، وهو من أنكى ما يكون في الإفسادِ في الأرض.

المُجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- ماجنٌ أثيمٌ يستحقُّ بمُجاهَرتِه ومُجونِه حلولَ نِقمةِ الله عليه وسخطَه وغضبَه ونقمَتَه.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- يُعرِّضُ نفسَه للحرمانِ من الفوزِ بعفوِ اللهِ؛ لأنَّ كلَّ الأمةِ مُعافَى إلا المجاهرين.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- أسقطَ حرمةَ نفسِهِ بين العبادِ وأباحَ عِرضَهُ بحديثِ الناسِ عنه وعن جرائمِهِ؛ فلا تبقى له غيبةٌ ولا تكون له حُرْمةٌ.

والمجاهَرةُ بالرذيلةِ -عباد الله- تؤدي إلى الإخلالِ بالقيَمِ الدينيةِ والأخلاقيةِ في المجتمعِ، وهو نوعٌ من إشاعةِ الفساد في الأرض.

وفي الجهر بالمعصيةِ والفاحشةِ والرذيلةِ وبالمجاهرة بها استخفافٌ بحقِّ اللهِ ورسولِه وبصالحِ المؤمنينَ، وفيه ضرْبٌ من العنادِ لهم.

والمجاهِرُ بالرذيلةِ -عباد الله- يستحقُّ أنْ تُوقَعَ به عقوبتُه علانيةً كما أنَّه استباحَ حرمةَ نفسِه علانيةً؛ لينقطعَ دابِرُه، ولِينطَفئ شرُّهُ وإفسادُه، وليكون في ذلك ردْعٌ لمَنْ أراد مُحاكاتَه في مُراغمتِه وعنادِه، يقول شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمه الله تعالى-: "إنَّ المظهِرَ للمُنكر يجبُ الإنكارُ عليه علانيةً ولا تبقى له غيبة، ويجبُ أنْ يُعاقَبَ علانيةً بما يردَعَه عن ذلك، وينبغي لأهل الخير أن يهجروه ميتًا إذا كان فيه ردْعٌ لأمثالِه، فيتركون تشييع جنازتِهِ"(انتهى كلامُه -رحمه الله تعالى-).

أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النور: 19].

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ عظيمِ الإحسانِ، واسعِ الفضلِ والجودِ والامتنانِ، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ: عباد الله: اتقوا الله -تعالى-.

عباد الله: إنَّ هذا الإنسان مخلوقٌ من مخلوقاتِ اللهِ -جلَّ وعلا-، أوجَدَهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- على هذه الأرضِ ليكونَ عبدًا مُطيعًا، مُذعِنًا مُستسلِمًا، مُنقادًا لِمَن خَلَقَهُ من العَدَمِ وأَوْجَدَهُ بعد أنْ لم يكن، لكنَّ هذا الإنسانَ عندما يَفسُدُ عقلُهُ وتتغيّرَ فطرتُه ويستولي عليه الشيطانُ يعودُ إنسانًا مُراغِمًا مُعانِدًا، مُكابِرًا مُفسِدًا، مُجرِمًا مُتفحِّشًا، إلى غير ذلك من الجرائمِ والآثامِ التي لم يُخلَق لها.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

-------------------------------------------------
[1] قال أهل العلم: (شجنة) يجوز في الشين الضم والكسر والفتح، وهي في الأصل عروق الشجر المشتبكة، (مِنْ الرَّحْمَن)؛ أَيْ: أُخِذَ اسْمُهَا مِن هذَا الاسم، والمعنى أن الرحم أثرٌ من آثار رحمته تعالى، مشتبكة بها، فمن قطعها كان منقطعًا من رحمة الله عز وجل، ومَن وصَلها وصلتْه رحمةُ الله تعالى.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب. 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


والقيل والقال.

هل هذا مقامك عند الله أن تكون من الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات؟ ألم تتدبر قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

ومع ذلك فربُّك أعلم بما تخفي الصدور، وهو أقرب إليك من حبل الوريد، وأنت وحدك تتحمل مسؤولية نفسك التي بين جنبيك، وكل إنسان على نفسه بصيرة؛ قال تعالى: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15].

وأنت وحدك الذي تقف بين يديه؛ ليحاسبك عن أعمالك وأقوالك، فلا تزر وازرة وزرَ أخرى، ويوم القيامة ستعرف مقامك إن لم تحاسب نفسك اليوم قبل غدٍ وقبل فوات الأوان،

فلا راد لقضاء الله فيك، ولا مُعقب لحكمه؛ فاحذَر أن تأتيك المنية ومقامك عند الله شرُّ مقام، وتظل تلعب وتلهو وأنت في غفلةٍ، وكتابك وأعمالك وفضائحك وفسادك ستلقاه منشورًا، فالله تعالى يقول وقوله الحق: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14].

وفي هذا اليوم لا ينفع الندم بعد العدم، فلا دنيا تعود ولا توبة تُقبل، ولا رحمة إلا مَن رحِمه وأحبه، وكان له مقام عنده، فهل ستكون من السعداء أم من الأشقياء؟ فكن ممن قال فيهم عز وجل: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 19 - 24]. ولا تكن ممن خسِروا الدنيا والاخرة الذين قال عز وجل فيهم: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾ [الحاقة: 25 - 31].

وختامًا أسأل الله أن يرزقني وإياكم حسنَ الخاتمة في الدنيا والآخرة، وأن نكون من أهل دعوته ونُصرة دينه، ويعفو بفضله وكرمه عن ضَعفنا، ولا يؤخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يقوِّي عزيمتنا وإيماننا، وأن يكون لنا عنده مقام ومحبة لحبنا لدينه ورُسله وعباده، إنه ولي ذلك والقادر عليه

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


ألا تخشي إن قطعتَها عقابَ الله لك؟ وهل تريد أن تكون من المفسدين في الأرض الذين من صفاتهم قطع الأرحام؟ ألم يقل عز وجل: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].

وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ[1] مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ"؛ أخرجه البخاري.

وأهم من ذلك كله كيف هو حبُّك لله ومقام طاعاته عندك في حرصك على الصلوات في أوقاتها والمحافظة عليها؛ لأنها الصلة بينك وبين الله، وأول ما يحاسبك الله عليها يوم القيامة، أم أنك ممن إذا سمعوا النداء قاموا كسالى؟ يُرَاؤُونَ الناس ويخدعونهم، وليس في قلوبهم رهبة أو رغبة؛ كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].

وماذا عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ"؛ المشكاة بتحقيق الألباني برقم/ 15.

وماذا عن الصيام عن الطعام والشراب، وبالجوارح عن الآثام والذنوب، أم أنك ممن قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"؛ صحيح الترغيب 1076.

وما مقام مراقبته عز وجل عندك في ترتيل كتابه وتدبره، والعمل بحلاله وأوامره، واجتناب حرامه ونواهيه.

ألم يقل تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»؛ أخرجه البخاري برقم/ 5427.

وكيف مقام مراقبة الله عندك في حبك للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الأسوة الحسنة لنا جميعًا هل تعمل بسنته، أم تبتدع وتتَّبع هواك الذي يصدك عن الحق؟

ألم يطلب الله تعالى في كثير من الآيات طاعته؛ من ذلك قوله تعالى وهو يضع شرطًا لمحبتك له عز وجل، فقال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم لا يرى حقيقة إيمانك إلا في محبتك له أكثر من ولدك ووالدك والناس أجمعين، فقال: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"؛ أخرجه مسلم برقم/ 44.

وغير ذلك كثير في كل عملٍ أو قول، وأنت تعلم أن كل يوم يمر من عمرك يقرِّبك للقائه عز وجل، ومهما طالت بك الأيام، فلا بد لك من الموت، وكن على يقين ليس بعد هذه الدار من دار إلا الجنة أو النار، ونعود للسؤال: ما مقامك عند الله؟ هل تجتهد وتسعى لرضاه عنك أم لسَخَطِه عليك، بسبب صد هواك وشيطانك؟

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: إن كان يغرك بالله الغرور، وتقول: أنا أُحسن الظن بربي، وأعرف مقامي عند الله، فلا تخبرنا إن كنا نرى أنك في ظاهرك تُبارزه بالمعاصي والذنوب، وصفحتك في الفيس بوك وغيره مليئة بصور النساء وأهل الفن والفساد، ناهيك عن السب والقدح ونشر الشائعات، والتشهير بعباد الله بلا رادعٍ من دين أو ضمير أو حياءٍ، وكذلك الصد عن الدين والتشكيك في المسلَّمات، ونشر الفتن

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*هل تعرف مقامك عند الله؟*
*للـشــيخ/ ســـيــد مــبـــارك*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: ليَنتبه الجميع ويتدبر هذه الكلمات، ثم ليُجب كلُّ واحد منا عن هذا السؤال رغم صعوبة العلم به، ورغم قدرته على الوصول إليه بالعمل والسعي في رضا مولاه عز وجل، وليسأل كلٌّ منا نفسه بكل صراحة ووضوح وشفافية، دون خوف أو رهبةٍ، فلا أحد يطلع عليه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى: هل الله يحبك؟ وما مقامك عند الله تعالى؟! اقرأ وستعرِف الإجابة.

نحن جميعًا نحب الله؛ فهو خالقنا ورازقنا، ولا غِنى لنا عن رحمتِه وفضله، ونخافه لقوته وبطشه وعذابه في الدنيا والآخِرة، ولكن مِن الصعب أن يعرِفَ العبدُ هل الله يحبُّه أم لا، وهو يسأل نفسَه دومًا: ما مقامي عندَ الله؟ هل هو راضٍ عنِّي أم لا؟

وهذا سؤال مِن الصعب الإجابةُ عنه، ولكن قال أحدهم: إن أردت أن تعرِفَ مقامَك عند الله، فانظر إلى مقام الله عندَك، تعرِف مقامك عندَ الله"، ولله دَرُّه! فهذا كلام لا يَصدُر إلا عن قلب مؤمن، ولسان لا يفتُر عن ذِكْر الله، ويدلُّ على ذلك هذا الحديث:

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إذا أحبَّ الله العبدَ نادَى جبريل: إنَّ الله يحب فلانًا فأحْبِبه، فيُحبه جبريلُ، فينادي جبريل في أهل السماء: إنَّ الله يحب فلانًا فأحبُّوه، فيحبه أهلُ السماء، ثم يُوضَع له القَبول في الأرض))؛ رواه البخاري.

فما مقامك عند الله؟ ولنوضحه بعبارة أخرى بأسئلة لا نريد منك إجابتها، ويكفي أن تعرف نفسك: ما مقام مراقبة الله في أعمالك؟

كيف هي علاقتك بزوجتك وأولادك؟ هل أنت حافظ لرعيتك وهم أمانة في عنقك؟

يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»؛ أخرجه البخاري برقم/ 893.

وفي عملك هل أنت أمين وتتقي الله وتؤدي عملك بضمير مرتاح على خير وجه، ولا تستغل عملك في مصالحك الشخصية؟

إن لم تكن كذلك فأين أنت من قوله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه»؛ الصحيحة 1113.

وكيف مقام مراقبة الله مع جارك: هل تُحسن إليه وتعرف حقَّ الجوار، أم تتعمد أن تؤذيه في نفسه أو زوجته أو أولاده؟

هل تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم يوصيك به خيرًا، وجعل من الإيمان عدم أذيَّته بالقول أو الفعل، فقال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ.."؛ أخرجه البخاري برقم/ 5185.

وأصحاب الأرحام من أهلك وأحبابك، هل تصلهم، أم أنك مشغول في السعي في دنياك الفانية وأعمالك التي لا تنتهي؟

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.

موسوعة الخطب المنبرية الجاهزة@abdu714998420

20 Nov, 22:19


أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِنَاءَ الْمَسَاجِدِ, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ, يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ, وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ شَارَكَ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ سَوَاءً كَانَ بِالْأَرْض أَوْ بِالْبِنَاءِ أَوْ بِبَعْضِ الْبِنَاءِ فَإِنَّهُ مَأْجُورٌ بِقَدْرِهِ وَهُوَ عَلَى خَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ, قَالَ اللهُ تَعَالَى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}

وَمِمَّا يُنَبَّهُ عَلَيْهِ: تَجْنِيبُ الْمَسَاجِدِ الْأَطْفَالَ الذِينَ لا يُحْسِنُونَ الصَّلَاةَ, فَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ تَجِدُهُ يُحْضِرُ وَلَدَهُ مَعَهُ بِشَكْلٍ مُتَكَرِّرٍ لِلْمَسْجِدِ بِحُجَّةِ تَعْوِيدِهِ عَلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ يُصْبِحُ هَذَا الطِّفْلُ يَتَنَقَّلُ فِي الْمَسْجِدِ وَيُؤْذِي الْمُصَلِّينَ, وَهَذَا أَمْرٌ لا يَجُوزُ, فَالْمَسْجِدُ لَيْسَ رَوْضَةَ أَطْفَالٍ أَوْ مَكَانَ حَضَانَةٍ, فَلا تُؤْذِ النَّاسَ بِطِفْلِكَ, وَاتْرُكْهُ حَتَّى يَبْلُغَ التَّمِيِيزَ ثُمَّ أَحْضِرْهُ وَلْيَكْنُ بِجَانِبِكَ تُحَافِظْ عَلَيْهِ. نَعْمْ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ عَارِضًا فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ جَاءَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ, لَكِنَّ هَذَا أَمْرٌ عَارِضٌ وَلَيْسَ دَائِمًا. أَسْاَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالْمَسَاجِدِ, وَكَانَ مُحِبَّاً لَهَا مُحَافِظَاً عَلَى الصَّلَاةِ فِيهَا

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

1,472

subscribers

19

photos

542

videos